المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفةٌ مع أبعادِي / ضيفنا الأستاذ عُثمان الحاج


شمّاء
12-26-2014, 11:22 PM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-05fe1a82a4.gif



ضَيفنا يُجيدُ العزفَ، على أوتارِ الرّوح، تَسمعُ عَزفهُ، فَيُطربك، تبحثُ عَن مصدرهِ، لاتجده! يشدُّ انتباهكَ عُنوَة، وَيَجعلكَ تُقرر مَعرفته، لا أثر، فَضّلَ أن يَبقى، بَينَ الغُموض، والوضوح، يَتأرجحُ على ذائقةٍ، تُجيد اقتناص المُفردة، المُميزة، والغريبة، بِنفس الدّرجة التي يُجيدُ بِها التّنقل في ربوعِ الشّعرِ، والخاطرةِ وَالمقال، هو مَن يَتمنى لو أنّ لديه إزميل "فدياس" ليَرسمهم، لكنّه لايَعلم أنه بِحروفه يُخلدهم! هو القائل: "الضوء لمْ يَعدْ كافيًا ليرفد العُتمة بملامح الظل".
إنّه يبحثُ عن الضوءِ والحريّة والنقاءِ، وَنَحن نَبحث عن حروفٍ، تحملنا لعالمِ الكلمة النّقيّة، المُترفّعة عن الإبتذال، الكلمة النَبيلة، التي تَجعلك تَرفعُ القبعة لها احترامًا!
إنّها كلمة؛ ضَيفنا،

الْأُسْتَاذُ / عُثمَان الحاج


حاورته: شمّاء
تدقيق : الأستاذ /عَبد الإله المَالك
تَصميم: الرّند .

شمّاء
12-26-2014, 11:38 PM
شمّاء: أستاذ عثمان، أهلًا بك.


عثمان الحاج:

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أولاً جزيل شكري وتقديري، لرفقاء الحرف في ملتقى منتديات أبعاد أدبية، إدارة، ومشرفين، وأعضاء، وأخصُّ بالشكر، المُحَاوِرة البارعة، الأستاذة/ شمّاء، وأتمنى أن أقدّمَ من خلال هذا الحوار، ما يليق بكم وبقرّاء مُلتقى منتديات أبعاد أدبيّة.


شمّاء: في طريقٍ غير آبهٍ بالمارين، غير مُكترث بِأوجاعهم، استوقفكَ أحدهم قائلًا: مَنْ أنت، مَنْ تَكون؟
مايكون رَدُّك؟

عثمان الحاج: قادتني بواكير قصائدي في يوم ما لتحقيق المركز الأول في مهرجان يختص بالإبداع الثقافي الطلابي، ومنذُ غدَاة ذلك الموقف بدأت قصة محاولاتي مع الكتابة، مازِلْتُ على مدارج الدرس طالبًا بكلية الدراسات العليا في خواتيم برنامج الماجستير، ومازلِتُ متورطًا بمحاولات الكتابة.


شمّاء: كيميائيّة السفر هَل تَهبك مُعادلة مُقنعة؟

عثمان الحاج: الإنتماء للمكان لا ينفي المعادلة، ومواقيت الرحيل لا تؤرخ للسفر، وما بين ثلاثيّة (الزمان والمكان والحدث) تتفاعل الحياة، إلاّ أنّ هذا التفاعل على أرجوحة الحياة قد تستحثه ضرورة لا علاقة لها برغباتنا لنتواثب على الدروب بحركية تكفي لتوصيف السفر، ولكن الذات قد تسافر دون أن تبرحَ قيد ظلها، وهي بذلك لا تُلغي المكانَ بل تعزز بَراحَاتِ الإنتقال عبره، لذا قد تهاجر بنا الأحداث دون أن نشد الرحال ويعرقل مسيرة سفرنا قلة الوسائل ووخد الدروب.


شمّاء: تساءلت في نصّك "لماذا نَحتفي بِالشّجنِ"، وقلت: هَل المَشاهِد العامّة في حَياتِنا و مِنْ حولنا تُعزّز فِينا حالة الاحتفاء بِالحزنِ أكثر؟
وَجَدتكَ هُنا تَبحثُ عَن ضوء بين سِطور الكاتب العربيّ، الذي أدمَنَت حروفه الحُزن.
في ضوء واقعنا العربيّ المَأساويّ الآن، ماذا لو طَرحتُ عليكَ السّؤال نَفسه، مايكون ردّك؟!

عثمان الحاج: السؤال يحمل نصف الإجابة، إذ أنّ الواقعَ العربيّ المأساويّ بالضرورة يشكل المثقف العربي والذي ظلت محاولاته قائمة ومتواصلة للخروج من تلافيف المأساة بتوجيه الرأي العام نحو فضاءات رحبة ظلت كالحلم في العقل الجمعيّ العربيّ، ولأجل هذا التغريب الوجداني بدأت بعض الكتابات تفقد يقينها بالصلاح، فطفقت تكرّس لتقريع وذمّ الأشخاص دون أن تذمّ أفعالهم، وصارت بعض الأقلام تمكّن في الأمّة حالة الثبات وخور العزائم بلا قصد، وهي تقدحُ في صحو الأمّة، وتشككُ في مقدرتها على استعادة مجدها وماضيها التليد، وفي ظل التحولات الكبرى للشعوب تحولت الذائقة العربية من الاحتفاء بمنتوجها إلى تلقّي أنماط جديدة من المنتج الأدبيّ قوامه الذاتيّة ونزعة الفرد، وبذلك تراجع دور المثقف العربيّ وجرفه تيّار الذاتية وأصبح بذلك يلامس قضايا أمته بتوجسٍ وخوفٍ، إلاّ أنّه لمْ يفقدْ حماسته لبزوغِ فجرِ هذهِ الأمّة.


شمّاء: أستاذ عثمان؛ عن قَصيدة النَثر قالوا: إنّها تَتَغذى مِن ضَرْعين مَسمُومين: انهيار اللغة، وَتَراجع الشّعور بالانتماءِ
بماذا تَرد؟
عثمان الحاج: لو أنّ قصيدةَ النّثرِ تُكتبُ بشطرٍ عربيٍّ وعجزٍ أعجميٍّ لتواثقنا على أنّها ساهمت في إنهيار اللغة، ولكن حينما وضع أبو الأسود الدّؤلي أوّل قواعد النحو قال حينها: (أرى العرب قد خالطت العجم فتغيرت ألسنتهم)، وقد كان ذاك في عهد أمير المؤمنين الخليفة/ علي ابن أبي طالب رضي الله عنهم، ثمّ جاء العصرُ العباسيّ والذي يمثلُ الأنموذج البين لإنفتاح الأمّةِ العربيةِ على الأمم الأخرى في مثال للتلاقح الثّقافيّ والتواصل الفكريّ بين الأمم، وكان لهذا الانفتاح مردوده على المنتج الأدبيّ في تلك الحقبة، فقد تُرجمت بعض الكتب من اللغات الأخرى للعربية عقب تطور الحركة الفكريّة، وامتد هذا التطور ليشمل الشعر عبر التجديد والإبتكار في موضوعاته، وبالتالي هذه الأنساق التي تختلف عن الشكل التقليديّ للقصيدة العربيّة والتي تمثل قصيدةِ النثر إحدى مخرجاته وهي نتاج لهذا الانفتاح، وفي تقديري يُستحسن أن تؤسس لها الدراسات النقديّة العربيّة موقعًا في خارطة الشّعر العربيّ على غرار مَنْ ألبسوا الشّعر التقليديّ قوانينه بعد كتابة قصائده، وفصّلوها بمقاسه، فقصيدة النثر قد أوجدت لنفسها مساحة لا يستهان بها عند المتلّقي العربي.
لا شك أنّ الأدبَ يتطور عبر المراحل والحقب الزمنية ولا شك أنّ النهضة الفكريّة والحوارات العلمية وتواصل الحضارات وإختلاف نمط الحياة من حقبة لحقبة سيكون له الأثر في تأسيس أنماط مستحدثة بما يفضي لصراع قديم ومتوارث بين من يمجدونَ القديم ومن يناصرونَ الحديث، وفي كلٍّ لابد من توافر قيود وشروط يتواثق عليها النقاد لِئَلاَّ يختلط الحابل بالنابل فيفضي إلى تجنيس الأدب من أجل رفع جنس وتبخيس جنس آخر.


شمّاء: قالَ أحد الشَعراء: قِصة حُبّ جَعلتني شاعِرًا
أستاذ عُثمان، مَنْ الذي جَعلكَ شاعرًا؟

عثمان الحاج: كنت مولعًا بالقراءة وكانت الكثير من الروايات والقصائد تشبه حكايتي، علمت أنّ العرب قديمًا كانت تحتفي بميلاد الشاعر، وأنّ الأدبَ كان يوثق لحكمةِ العرب وأنسابهم وأيامهم، وأنّ الأدبَ يملكُ من الفضائل ما يؤهله للدفاع عن الخير والفضيلة كمساهمات الشعر في الدفاع عن دولة الإسلام الأولى، والذّود عنها بسلاح مَضّاء.
أحسستُ أنّ الشعرَ مرتبطٌ برحابةِ الحسِ وعوالمه اللامتناهية، واللاشعور يجعل الحياة مجرد روتين، بل روتين مجرد من الدافع الوجدانيّ لتحقيق التطلعات، وبالتالي تحقيق الحراك الصادق الذي ينبعُ من العمقِ ويبدأ بالبناء الداخلي للفرد ليحمل التغيير لمجتمعه نحو الأفضل ويرتقي بالإنسان.
لأجل ذاك وجدتني احتفي بالأدب والقصائد، وصارت حالة اللاكتابة بالنسبة لي نوع من مكابدة الحس الداخلي ومغالبة النزعة الذاتية، فوقفت على مشارف الأبجديّة وحوافها أتلمّسُ الأدبَ حتى لا أسرف في الفقد حين تتربص بي مجريات الزمن وتحقن أوردتي بالظنون، حاولت للمرة الأولى والثانية ومازلتُ أحاول كتابة الشعر حين لا يتسع صدري لتطلعاتي في الوجود


شمّاء: قلت: (حِين تِصحو الشّمس، في غَفلة الليل)
مايَحَصل؟ وهل برأيك من استوطن الأقبية يستطيع الاحتفاء بِها دون طَلب تَأشيرة للفرح؟

عثمان الحاج: ذاك حين لم أفقدْ حماستي لملامسته في القريب، حين تصحو الشمس في الوقت الذي كنّا نظن فيه أنّ الليلَ يغطُ في سباته العميق، وبذلك نحن بالحلم الأخضر نحيا، وعلى ذلك الأمل القريب نعيش..
يفتح الشاعرُ منافذ الغد المشرق حين يقول:
قد يفتح ُاللهُ بابًا كنتَ تحسبهُ // من شدةِ اليأسِ لمْ يُخلقْ بمِفْتاحِ.


شمّاء: أمنحكَ وقتًا مَفتوحًا داخل مَكتبة، كَم تقضي من الوقتِ فِيها، وأيّ الكُتب تَجْذبكَ أكثر، وَأيّ الأسماء تحرك يدك لتسحبَ كِتابهُ دون تَردّد؟

عثمان الحاج: أذهب إلى ركنِ الشّعرِ والقصّةِ والرّوايةِ، أقرأ ما وجدت المتسع كل ما هو جميل.



شمّاء: تختفي خَلف سطورك برموزٍ، وكلماتٍ مُبهمة، وَلاتَظهر على السطح إلا نادرًا ، ولايَجدك، إلاّ مَن يُجيد الغوص في الأعماقِ، هل أسلوبكَ فرضَ عليكَ هذا؟ أم هو الخوف مِن أشياء تُخفيها؟

عثمان الحاج: النّزعة الوجدانيّة للفردِ هي التي تحدد أسلوبه، وبالتالي لو ارتبط الغموض والرمز في الشعر بأنه ظاهرة حديثة ودخيلة على المجتمعات لأصبحت القصائد الغامضة والرمزيّة هي السّمة الأبرز التي تبين ملامحَ الشعر في هذا العصر، وذلك بسبب ما طرأ على الأمم من تعقيدات، تعددت عندها القضايا، وتشعّبت حتى أذابت الألوان، وأصبحت لغة الفقد والأمنية والتطلعات بحاجةٍ لأكثر من توصيف لتعبر عن هذه التعقيدات.
بعض مفردات النص الغامضة وإيحاءاته لا يمكن النظر إليها على أنّها الغاية الفنيّة التي يسعى من خلالها النّاصّ لتوصيف حالته الشعورية، ولكن دومًا هناك متسع وبراحات رحبة وفضفاضة لقيادة المتلقي للنص ليعبر عنه بذات المفردات، وفي هذا المنزلق الخطير يجب أن ننتبه إلى ضرورة الظواهر المعقدة التي تنحو بالمتلقي صوب مخاطبة ما بنفسه بعيدًا عن ما يرمي إليه النّاصّ، بحيث تستحثُ القصيدة المتلقي لإختيار أدنى أو أقصى خيار رمى إليه الشاعر لأقسى قواسمهما المشتركة، وإلا أصبحت بعض القصائد مجرد مراوغات وطلاسم ومفردات مبهمة.
على المستوى البنيوي للقصيدة يظلُّ الغموضَ وعدم المباشرة في الشعر إحدى سمات القصيدة الحديثة، وإن ارتبط الغموض بأشعار العرب منذ نشأة الشعر، وطالما أن اللغة كائن حي يتجدد ويتطور ليعطي دلالة المعنى بأكثر من توصيف للمفردة الواحدة.
المباشرة في الشعر تفقده طعمه، والإيغال في الرمز يفقده لونه، وما بينهما تتمدد روعة اللغة العرببة بطباقها وجناسها وكناياتها وتشبيهاتها.


شمّاء: في نص " نُقوش على الجدارِ" قُلتْ: (يُباع الصّوت بإجماع السّكوت
فتتلقفهُ العيون،
لتبدأ المشاعر الإنسانية، رِحلة التّحولات
نَحو عَولمة الأفكار)!
عَولمة الأفكار هَل تأتي بِدوافع خارجية، أم داخلية، وَماهيَ السّبل التي تؤدي إلى الوقوف بِوجهها؟


عثمان الحاج: على العكس يجب مواجهة عولمة الأفكار بما يليق بها من فكر، وإلاّ لأفضى صدامها والوقوف بوجهِها لحسبانِ الخسارة والربح في نهاية الصدام، نحنُ نثقُ فيما نملكُ من فضائل تؤهلنا لقيادة الأمم، ونثقُ في أن أسلافنا هم بُناة النهضة على كافة الأصعدة، فقط تنقصنا الخطوة الأخيرة وهي المُبادأة والمُبادرة والثقة بما نملك، وبالضرورةِ التغوّل على حقوقنا لا يعبر عن سذاجتنا وخنوعنا، بقدر ما يعبر عن طور الاستعداد لتقديم الفكرة الواحدة التي تعبر عن الأمّة الواحدة،


شمّاء: النَشر في الشّبكِة العَنكبوتية بَين الانتشار، وَالحقوق الضائعة، كَيف تُوازن بَينَ هَذهِ وَتِلك؟

عثمان الحاج: لأن التشريعات لم تتواثق بعد على صيغة قانونيّة تحفظ الحقوق الفكرية لأصحابها على الشبكة العنكبوتية، ولأن فضاء النّشر تسرّب من إطار الرقابة، وإتسعت مجالاته وأمكنته، برأيي تقع المسؤوليّة في المقام الأول والأخير على الكاتب بحفظ حقوق ملكيته الفكرية لنصوصه عند الجهات المختصة، قبل رفدها لهذا الفضاء المفتوح.


شمّاء: نَصيحتكَ للأقلام الواعدة وَخاصّة التي تَرتاد الشبَكة العَنكبوتية!

عثمان الحاج: أوصيهم ونفسي بتقوى الله أولاً وأخيرًا، ثمّ الكتابة حينما لا يكون هناك خيار آخر، ثمّ أوصيهم ونفسي بإحتراف الكتابة وتجويدها كحرفة فكرية بحاجة لصقل وممارسة وليست مجرد شكوى، كما علينا أن نخاطب عبرها القضايا الداعية لإشاعة الخير والفضيلة بين الناس، ويجب أن نعرف لماذا نكتب، ولمن نكتب.


شمّاء: أستاذ/ عُثمان في نصّك "عصر العزلة" وجهّت صَرخة ضِد الثّورة التكنلوجيّة العارمَة التي أثّرت بقدرٍ كبير على العِلاقات الإنسانيّة وحصرتها، بجهازٍ وِمنْ خلف شاشة!
ماهي البَدائل بِرأيك لهذهِ المُغريات؟!

عثمان الحاج: ربما ستتجاوزنا الأزمنة لو افترضنا أنّ البدائلَ ستكون مراسلات بخط اليد تفرغ فيها النفوس حنينها حينما يتعذر الوصل الذي تُضرب له الأكباد، وتُشد له الرحال، بدلاً من الانزواء خلف لوحات المفاتيح لتنوب عن كل انفعالاتنا باصطلاحات تتقمص دور هذا الانفعال لتصل مفككة الإحساس.
عصر الهواتف الذكيّة واللوحيّة جعلنا ننفعل أمام الشاشات، لنهمل ذوي القربى الذين يجاوروننا بأجسادهم ولو من غير قصد، وبذلك قلّ الأنس والوصل داخل البيوت، وعرقل الانشغال بالهواتف الحديثة مسيرة التواصل الشفوي بين الناس وهم في أمس حاجتهم له.
تخلّى الناس عن غرابة الأمر، وتعايشوا معها كضرورة لا غنى عنها، وأصبحت المواقف الحالكة مواد دسمة لتغذية الهواتف بدلاً عن المساهمة ومد يد العون، وبتداول بعض هذه المشاهد انكسر حاجز الأشياء والأمكنة لتنقل لنا الهواتف أقسى ما تفعله الشعوب من أقصى بقاع الأرض، وبذلك أصبحنا نبحث عن أكثر مواقفنا غرابة لنوثق لها.
مؤكد أنّ للكوبِ نصفٌ ممتلئٌ، والبعض يتعامل مع هذا الأمر وفق قناعات سليمة، ولا تجرفه تيارات العزلة عمن يشاركونه المكان.


شمّاء: مايَعني لك الغُروب الأحمر؟

عثمان الحاج: يعني لي، أنّ الشُّجونَ تُفنيها المواقيت، والجراح تدملها الأزمنة.
يعني لي، بداية رحلة العودة، ونهاية موكب الرحيل.
يعني لي، الخروج من إطار الديناميكا المحدود، للتحليق في فضاءات النفوس الرحبة.
يعني لي، أن للوصل عيون تتجاوز العتمة ببصيرة القلوب.
يعني لي، مشهد سريالي بديع، ولوحة وجودية عظيمة.


شمّاء :
قلت: قد تُسعدنا أشياءَ ﻻ قيمةَ لها
وقد يكونُ هُناكَ شيءٌ ثمين لا يعني لنا شيئًا!.
ماهي الأشياء التي تُسعد أستاذنا؟!

عثمان الحاج: هي أشياء ذاتَ قيمةٍ معنويّةٍ ليس لها وزن أو مقدار محسوس، ولكن قيمتها بالنفس لا تقدر بثمن، هو ارتباطٌ وِجدانيٌّ بأشياء بسيطةٍ وتكمن عظمتها في بساطتها تلك.


شمّاء: هل تَذكر أوّل نَصٍّ كتبته ومن هو المؤثر في تكوينك الأدبيّ؟

عثمان الحاج: في تقديري أن بواكير الكتابة لا تؤرخ لها الأزمنة، ولا يمكن تحديدها بلحظة بعينها، إذ أن النصوصَ تتطورُ وتنضج شيئًا فشيئًا، إلاّ أنني أذكر أول نصوصي التي أعترف بها قصيدة يقول مطلعها:
قِفا بالقفار نناجي الطلل.. ونأسو على فقد من اِرْتَحَل
قفا عزّياني بفقدي لها.. فما لهّياني سواكم زمل
ويا قفر يا دارسات الزمن.. أما من مجيب لمن قد سأل
بينما أَخِر نصٍّ يقول مطلعه:
أغالب فيك في الخلوات نفسي .. وأهرب في هيامك من حنيني
يجاهدني على الغلواء شوق .. يخالطه التعقّل بالجنون
وقفت أمام موعدكم بعهد .. يكابد نازعات البعد دوني
حدوت الركب مستبقا قلوصي .. وتلك وثائقي فتعهّديني..
وما بين هذا وذاك بعض القصائد المتفرقة،
أما المُؤثر في تكويني الأدبيّ فهم أساتذتي الأجلاء إبَّان فترة دراستي الجامعية الدكتور فرح حمد والدكتور يوسف علي، وقد كان لحفزهما لي ووقفتهما بجانبي عظيم الأثر في مسيرتي الأدبيّة المتواضعة.


شمّاء: سأمنحك لونًا أبيض، وأطلبُ مِنَك أن تلوّن بهِ، جهة معيّنة، فأيّ الجّهات تَختار؟

عثمان الحاج: ألوّن به جهة ما في نفسي الأمّارة، وستبدو لي بعدها كل الأشياء ناصعة.



شمّاء: تَقول الشاعرة رَوضة الحاج :
خطئي أنا..
أني نَسيت مَعالم الطرق التي لا أنتهي فيها إليك
لو طلبتُ منك، أستاذ عثمان، أن تردَّ عليها، ماتقول؟

عثمان الحاج :
أقول للشاعرة الشفيفة روضة الحاج
واعتمدنا وعدك المرسوم قسرًا في بواكير الطريق
ثم جئنا للمدارج في تنازل للصعود
امتطينا في تأسٍ صهوة الزمن الجريح
واحتشدنا في المواسم كالسنين الماضيات
ثم جئنا كي نغني خلف تأويل الشجون..


شمّاء: أستاذ عثمان متى تنسى نصف الكلام؟

عثمان الحاج: حينما يباغت ذاكرتي الغياب بنصفه الآخر!


شمّاء: ونحن ننسى كل الكلام ، أمام هذا الكم ، من الإبداع والخلق النبيل

وختامًا؟

عثمان الحاج:
ختامًا لا يسعني إلاّ أن أتقدّم بجميل شكري وتقديري للإدارة والمشرفين والأعضاء والقرّاء بمنتديات أبعاد أدبيّة، كما أتمنى من العمق أن أكون قد قدمت ما يليق برفقاء الحروف وأن يرقى لذائقتكم الشفيفة، كما أتمنى أنْ لا أكون قد أجحفت في حق الأسئلة العميقة التي جادت بها المُحَاوِرَة شمّاء، وفوق هذا وذاك راجيًا منكم أن تلتمسوا لي العذر حين أقحمت الأنا لا لأخاطبكم بالآخر، بل لأتوحد فيكم، إذ أن هذا الصرح الشامخ يكرس للمعرفة والآداب وفق رؤية تسهم بنصيب وافر في لملمة شتات الأمّة ليقدمها لرفعتها بصوت واحد.

تقبّلوا فائق ودي واحترامي وتقديري



شمّاء: أستاذ عثمان الحاج شكرًا لك .

رشا عرابي
12-27-2014, 12:12 AM
شمّاء الحبيبة يا أناقةً وفِكراً ودرباً ونوراً يُرينا مَكامِنَ الجَمالِ في أراضٍ خصبة مِن قلوبِ الأبعاديين
وأقلامِهِم..
فَهنيئاً لنا بِكِ يا غالية ..وَجُهداً مشكوراً
ولكِ منّي محبةً عميقةً بالإمتنانِ مُحاطة..

عثمان الحاج شاعِرَنا الحكيم..
يا من أنطَقتَ الهدوء بِحكمَةِ التوق..وغنّيتَ والنثر ترانيم أشجانِكَ
وأغنياتِ آمالك..وازدانَ الفصيحُ بعبير قصيدك ونورِ قوافيكَ حكمةً تنبض بالمشاعر..

عثمان الحاج..
أيّها الصديق النبيل والأخ الراقي والأبعاديّ المعطاء..
بِسخاءٍ أدبيٍّ ثريّ..وعطاءٍ إنسانيٍّ نبيل متوّجاً بالإخاء ومُحاطاً بالإحترام.

للحق أقول الوقوف على الضفاف لا يليق
فالمضيفة شمائي الغالية .. والضيف عثمان الحاج الشاعر الصديق
الحوارُ غائِرٌ في العمق من دَهشَةِ السؤال وانتظار صداهُ في الجواب صوتاً من العمق ذاته..

بورِكتم أيّها الأفاضل وهنيئاً لنا ولأبعادِكم بِكُم
لكم جنائِنُ جوري عابِقة بعطرِ الورد
ماطِرة بِصِدق الودّ..

كنت هنا وتركتُ بعض ردٍّ متواضع
وكلّاً من روح تكنُّ لكم المودة ..
وسأعود .... :icon20:

بلقيس الرشيدي
12-27-2014, 12:37 AM
المكُوثُ هُنا كَربِيعٍ مُغرٍ للقَفزِ بين السطُور والغرقْ بين بحُورِ الجُمل والغَوصَ بين الكلِمات !
كُل سطرٍ يحملُ من عبقَ البَوح أوراقَاً فارِهة من العِطر الأنِيق اللذِي يُحرِّضُكَ على مُصافحة كُل أنواع البخُورِ هُنا !

واعتمدنا وعدك المرسوم قسرًا في بواكير الطريق
ثم جئنا للمدارج في تنازل للصعود
امتطينا في تأسٍ صهوة الزمن الجريح
واحتشدنا في المواسم كالسنين الماضيات
ثم جئنا كي نغني خلف تأويل الشجون..

عبقُ الماضِي وصَوتُ الشَجن وصَرخةُ الزمنِ العتِيق بَين هذَا الموجِ العميق !
كُنتَ الأروع هَذَا المساء أُستاذِي عُثمان وكُل حرفٍ بينَ أصابعكَ يختالُ بِغرورٍ كيْ يُسمعنا أحلا ألأنغام !

شمَّاء .
الصَمتُ بين أوراقِ هَذَا اللِقاء كمال يَبحثُ عن كفَّيك كيْ يُطوِّقهُما بـ الياسمين !
ماأروعكِ ياأناقَة إبعاد . أسعدكم الله

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)

ساره عبدالمنعم
12-27-2014, 07:10 AM
قراءة
لحوار شيق
وممتع
سلمت شماء
وطاب مكوثنا بينا ثنايا
حوارك
كاتبنا عثمان الحاج
دمتنا بخير

محمد سلمان البلوي
12-27-2014, 10:06 AM
جزاكِ الله خيرًا، أستاذتنا الشَّمَّاء، وشكر لكِ. ومرحبًا بضيفكِ وضيفنا في هذا اللِّقاء النَّافع الماتع الأخ العزيز الأستاذ عثمان الحاج، وإنَّني أُثني عليكما معًا. ما بين السُّؤال والإجابة؛ كانتْ تتشكَّل في مُخيِّلتي صورة السَّائل والمسؤول، ومع توغُّلي في القراءة؛ كانتْ تُطالعني لوحات بديعة؛ قوامها الظلُّ الضُّوء؛ غلَّفتها الحكمة والمعرفة، ولم يغبْ عنها اللَّون والنغم، وإنَّني أسألُ ضيفنا الكريم: ما السُّؤال الذي غابَ؛ ووددتَ لو أنَّها الشَّمَّاءُ قد طرحته عليكَ؟ ثم اسمح لي، ولتسمح لي مضيفتكَ الكريمة، أن أسألكَ - وقد قلتَ في إجابةٍ من إجاباتكَ "...ويجب أنْ نعرف لماذا نكتب، ولمن نكتب"-: لِمَنْ يكتبُ الْمُبدِعُ (عثمانُ الحاج)؟

ولكما، وللجميع هنا؛ تحيَّاتي واحترامي وتقديري.

عبدالإله المالك
12-27-2014, 05:39 PM
أنا جازمٌ أن حوارًا تجريه الشمّاء
مع الأستاذ عثمان الحاج
سيكون أكثر من رائع
وستتحقق المتعة والفائدة من خلاله
شكرًا لهما
:)

نازك
12-27-2014, 11:16 PM
بعضُ الأمكنةِ تأسِرُنا وتفرضُ علينا هيبة الصمت، والتطلُّع بعقولٍ توّاقة للإستزادة من مناهلِ الأدبِ والشعر،
ولا ترتوي منها ذآئقةُ التلميذ العاكف على ضفافها يغترفُ من نمير البيانِ وسحرهِ،
وهُنا، وفي أعطافِ هذا الحوار المائز الماتع، تحققت أركانُ الفائدة وتوحّدت في إبراز ملامح النُبل والإبداع في شخص ضيفنا الكريم ،
بوركتم،وزادكم الله من عظيم فضلهِ ورفع من شأنكم ،

تقديري وكل الشكر لكما .

عبدالله عليان
12-27-2014, 11:41 PM
في الحقيقة أجدني عاجز عن التعبير تجاه هذا الكم الهائل من الجمال

جميلة جداً ورائعة هذه الوقفات , لكم من محبكم جميعاً صادق الود وجزيل الشكر

ولكل من وقف خلف هذا العمل الجبار المفيد ,,,,,,,

محبكم / عبدالله

إبتسام محمد
12-28-2014, 12:40 AM
"
.
.



حِوارٌ مُمتِعْ وَشَيقْ
مَا أرْوعِكـْ يَ شَمَاءْ عَلَى هَذَا الإبْدَاعْ

أسْتَاذَنَا ( عُثمَانْ الحَاجْ )
تَشَرَفنَا بِـ قِرَاءَتكـْ كَـ شَخصِيَة وَأدِيبْ ..

موَدتِي ..

نوف سعود
12-28-2014, 04:32 AM
،
وقفة نقف لها إحترامًا،
للكاتب الضيف عثمان، والجميلة شمَّاء،
شكرًا جدًا لمطر حروفكم مِن سماءِ المعاني!
امتناني وتقديري وتحية.

م.رضوان السباعي
12-28-2014, 09:19 AM
حديث شيقٌ يلهي النفس فتسرح محلقة في فضاء يملؤه السنا

بوركتما من محاورة بديعة ومن شاعر ألق

إبراهيم الشتوي
12-28-2014, 10:00 PM
منابع وعي ،وحقول فكر ، سلال ذائقتنا امتلأت بمالذ وطاب من الثمار المثرية المثيرة ، شكرا للباسقة الوارفة :الشَّمَّاءُ ..على هذه الواحة الفواحة ، وكل الامتنان للأستاذ عثمان الحاج على هذا المطر والعطر والفكر .

شمّاء
12-30-2014, 09:29 PM
شمّاء الحبيبة يا أناقةً وفِكراً ودرباً ونوراً يُرينا مَكامِنَ الجَمالِ في أراضٍ خصبة مِن قلوبِ الأبعاديين
وأقلامِهِم..
فَهنيئاً لنا بِكِ يا غالية ..وَجُهداً مشكوراً
ولكِ منّي محبةً عميقةً بالإمتنانِ مُحاطة..

عثمان الحاج شاعِرَنا الحكيم..
يا من أنطَقتَ الهدوء بِحكمَةِ التوق..وغنّيتَ والنثر ترانيم أشجانِكَ
وأغنياتِ آمالك..وازدانَ الفصيحُ بعبير قصيدك ونورِ قوافيكَ حكمةً تنبض بالمشاعر..

عثمان الحاج..
أيّها الصديق النبيل والأخ الراقي والأبعاديّ المعطاء..
بِسخاءٍ أدبيٍّ ثريّ..وعطاءٍ إنسانيٍّ نبيل متوّجاً بالإخاء ومُحاطاً بالإحترام.

للحق أقول الوقوف على الضفاف لا يليق
فالمضيفة شمائي الغالية .. والضيف عثمان الحاج الشاعر الصديق
الحوارُ غائِرٌ في العمق من دَهشَةِ السؤال وانتظار صداهُ في الجواب صوتاً من العمق ذاته..

بورِكتم أيّها الأفاضل وهنيئاً لنا ولأبعادِكم بِكُم
لكم جنائِنُ جوري عابِقة بعطرِ الورد
ماطِرة بِصِدق الودّ..

كنت هنا وتركتُ بعض ردٍّ متواضع
وكلّاً من روح تكنُّ لكم المودة ..
وسأعود .... :icon20:

أغدقت بالكثير على أخيّتك ، يارفيقة الدرب
هنيئاً لي بك ، وبأبعاد قاطبة !
والحوار لم يكن لينجح لولا ،
إجابات الأستاذ عثمان التي علّمتنا الكثير !
شكرًا ولاتفي أمام هذا الهطول .
أسعد الرحمن قلبك .

شمّاء
12-30-2014, 09:55 PM
المكُوثُ هُنا كَربِيعٍ مُغرٍ للقَفزِ بين السطُور والغرقْ بين بحُورِ الجُمل والغَوصَ بين الكلِمات !
كُل سطرٍ يحملُ من عبقَ البَوح أوراقَاً فارِهة من العِطر الأنِيق اللذِي يُحرِّضُكَ على مُصافحة كُل أنواع البخُورِ هُنا !

واعتمدنا وعدك المرسوم قسرًا في بواكير الطريق
ثم جئنا للمدارج في تنازل للصعود
امتطينا في تأسٍ صهوة الزمن الجريح
واحتشدنا في المواسم كالسنين الماضيات
ثم جئنا كي نغني خلف تأويل الشجون..

عبقُ الماضِي وصَوتُ الشَجن وصَرخةُ الزمنِ العتِيق بَين هذَا الموجِ العميق !
كُنتَ الأروع هَذَا المساء أُستاذِي عُثمان وكُل حرفٍ بينَ أصابعكَ يختالُ بِغرورٍ كيْ يُسمعنا أحلا ألأنغام !

شمَّاء .
الصَمتُ بين أوراقِ هَذَا اللِقاء كمال يَبحثُ عن كفَّيك كيْ يُطوِّقهُما بـ الياسمين !
ماأروعكِ ياأناقَة إبعاد . أسعدكم الله

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)

أجمل هدية تُقدّم لي هي : الياسمين !
ماأروعك بلقيس !
أسعدتني .

عبدالرحيم فرغلي
12-31-2014, 05:25 AM
عثمان الحاج .. عرفته ناثرا رائعا .. يزخرف الكلمات بمعانية العميقة
.. ويكسوها بعاطفته المتوهجة التي تتضح في نصوصه .. ويوشيها
بألفاظ شريفة يختارها لمعانيه الشريفة فتكون لوحة متعانقة بجمالها وحضورها .

وهنا عرفت عثمان شاعرا .. فلستُ أرتاد صفحة الشعر
.. بل أجدني كل قراءتي هنا في النثر ، وباطلاعي على اللقاء
هنا .. عرفت رقة شعر عثمان وجماله .. فهو قد جمع بين
حسنيي الأدب ولؤلؤتيه ..

فهنيئا لنا به .. كم أمتعني نصا ونثرا .. وكم هو قلم
أعتز وأتشرف بالقراءة له ..

أما الفاضلة شماء .. فلا أوفيها تقديرا وشكرا وعرفانا
بهذه اليد البيضاء التي منحتنا إياها هنا .. وقد اتضح
فيها سعة اطلاعها .. وجمال أسئلتها .. ونضج فكرها ..
وذكاء محاورتها .. شكرا يقصر عن هذا الجهد الكبير الواضح هنا .

ألف تحية وتقدير

عثمان الحاج
12-31-2014, 10:38 AM
لا تسعفني مفردات الشكر والتقدير لكل من مر عبر هذا المكان,وكم طوقني الذين وضعوا بصمتهم بجميل صنيعهم,وأشاعوا بنفسي الضوء,وسربوا في المدى أحلامنا في دائرة مغلقة على وثاق أدبي وأخوي محكم على قضايانا المتشابهة,وقبل هذا وذاك علائق القرب التي تجعل من أبعاد أدبية أكثر من كونه مجرد منتدى,بل أواصر متينة لا تتآكل ولا يلتهمها النسيان.
ولتسمح لي الفاضلة الشمّاء صاحبة الأفكار النيّرة بالرد على أخي الفاضل محمد سلمان البلوي:
وددت لو أن الشمّاء طرحت علي السؤال عن دور الملتقيات في تطور أو تراجع الأدب..
وعن سؤالك لمن أكتب
عمق واختزال لبراحات مفتوحة على مصاريع كبرى ولكنني بإجابة مقتضبة أقول أنني أكتب للذين لا يتاح لي مخاطبتهم شفاهة لأقص عليهم حكايتي وفكرتي وهاجسي,ولأن نوازعهم هذه تشبهني,أجتهد في أن أقدمها لهم بخصائص فنية تجعلها أكثر مقبولية ومنطقية في محاولاتي لخلق ثغرات بحثاً عن واقع أفضل.
تقبّلوا فائق تقديري.

شمّاء
12-31-2014, 08:39 PM
قراءة
لحوار شيق
وممتع
سلمت شماء
وطاب مكوثنا بينا ثنايا
حوارك
كاتبنا عثمان الحاج
دمتنا بخير

حيّاك الله سارة ،
وأهلًا بك
أسعدنا حضورك الجميل .

شمّاء
12-31-2014, 08:54 PM
جزاكِ الله خيرًا، أستاذتنا الشَّمَّاء، وشكر لكِ. ومرحبًا بضيفكِ وضيفنا في هذا اللِّقاء النَّافع الماتع الأخ العزيز الأستاذ عثمان الحاج، وإنَّني أُثني عليكما معًا. ما بين السُّؤال والإجابة؛ كانتْ تتشكَّل في مُخيِّلتي صورة السَّائل والمسؤول، ومع توغُّلي في القراءة؛ كانتْ تُطالعني لوحات بديعة؛ قوامها الظلُّ الضُّوء؛ غلَّفتها الحكمة والمعرفة، ولم يغبْ عنها اللَّون والنغم، وإنَّني أسألُ ضيفنا الكريم: ما السُّؤال الذي غابَ؛ ووددتَ لو أنَّها الشَّمَّاءُ قد طرحته عليكَ؟ ثم اسمح لي، ولتسمح لي مضيفتكَ الكريمة، أن أسألكَ - وقد قلتَ في إجابةٍ من إجاباتكَ "...ويجب أنْ نعرف لماذا نكتب، ولمن نكتب"-: لِمَنْ يكتبُ الْمُبدِعُ (عثمانُ الحاج)؟

ولكما، وللجميع هنا؛ تحيَّاتي واحترامي وتقديري.




أستاذنا القدير مُحمّد سلمان البلوي ؛
الضوء يفرض نفسه على المكان ، ويجبر العتمة على التراجع ،
تمامًا كما تفعل حروفك !
تحيّة لهذا المرور الكريم ،
والله أسأل أن يبارك فيك ويسدد خطاك .

شمّاء
12-31-2014, 11:36 PM
أنا جازمٌ أن حوارًا تجريه الشمّاء
مع الأستاذ عثمان الحاج
سيكون أكثر من رائع
وستتحقق المتعة والفائدة من خلاله
شكرًا لهما
:)

جزاك الله خيرًا أستاذ عبد الإله
شكرًا لكم ، ولما قدّمتم من مساعدة .
بارك الله فيكم .

رشا عرابي
01-03-2015, 03:42 PM
قُلتُ سابِقاً..
الوُقوف على الضِفاف لا يَليق بِقامَتَين مِن نَفسي قَريبَتَيْن
شمّائي الغالية
عثمان الحاج الصديقُ الشاعِرُ الأَلِقُ الحَكيم
عُدتُ بِبَعضِ رؤيا علّها تَعكِسُ بعضاً ممّا تَعَلّمتُهُ هُنا..

مُنذُ بِدايَةِ الحِوار كانت الصورة واضِحَة المعالِم تَشي بِأناقة المُحاوِرة المُبدِعة شماء
ورقيِّ الأستاذ عثمان الحاج وامتلاكِهِ قياد اللغة تَرحيباً وتَهذيباً عَهِدناهُ فيه من طيب تَواصُلِهِ وحِكمَةِ رُدودِه ..

أستاذ عثمان الحاج..
لَفتَتْني رؤيتك النيّرة فيما يتعلّق بقصيدة النَثر .. وبِحق فالشِعر هو الذي يضع قوانينَهُ طالَما أنَّ الذوائِق
تقبّلَت موسيقاه كَنَسيجِ شِعرِيّْ..
وجاءَ جوابُكَ لِيُنصِف شُعَراء القَصيدة النّثريّة .. بأن يَكون نَتاجُهُم الشِعري جُزءاً مِنَ الشِعر لا دخيلاً عليه
كما يراه البَعض ..
"بالرغم من ميلي للشعر العامودي"

كما أدهَشَني أيّها الراقي إجابَتُكَ على سؤالَين رائِعَين من المُبدعة شماء ــــ وكل الحِوار دهشة ـــ
وهما ....
الأوّل..
سأمنحك لوناً أبيض وأطلبَ منك ان تلوّن جِهَةً معينة ..فأيّ الجهات تختار..؟

فَكانَ الجوابُ كَأروَع ما يكون ..!!
يَصلِبُ النُقطَةَ بَعدَهُ إذ لا كلامَ بَعده..

والثاني..
متى تنسى نِصفَ الكَلام ؟
فَكانَ الجَوابُ غَصّة لا تنفكّ تُرافِق الهَواجِس ..
لكنه جاءَ بِذات الدهشة مِن شاعِرٍ حَكيم ..

شمائي الحَبيبة
أستاذ عثمان الحاج
تَفخَرُ بِكُما أبعادُكُما أيّما فَخر
وَتَزهو بِكِما روحي اختيالاً أيّها المُبدِعَين

لَكُما جَنائِن جوري عاطِرة بالورد
ودُعاءً مِنَ العُمق الغائِرِ بالصدق الماطِر بالودّْ..

كنتُ هُنا تعلّمتُ الكثير وما زِلتُ أتعلّم

فاتن حسين
01-08-2015, 10:39 PM
الأستاذ عثمان..
اخذتني بكلي في رحلة من الدهشة
لقلم امتلك الموهبة وحس المبدعين

,
,
الأنيقة شماء
حوار خُطَ بألوان الروح
وفكر بوابة للجمال
استنشقت بكما عبق الفل والياسمين

شمّاء
01-09-2015, 02:51 PM
بعضُ الأمكنةِ تأسِرُنا وتفرضُ علينا هيبة الصمت، والتطلُّع بعقولٍ توّاقة للإستزادة من مناهلِ الأدبِ والشعر،
ولا ترتوي منها ذآئقةُ التلميذ العاكف على ضفافها يغترفُ من نمير البيانِ وسحرهِ،
وهُنا، وفي أعطافِ هذا الحوار المائز الماتع، تحققت أركانُ الفائدة وتوحّدت في إبراز ملامح النُبل والإبداع في شخص ضيفنا الكريم ،
بوركتم،وزادكم الله من عظيم فضلهِ ورفع من شأنكم ،

تقديري وكل الشكر لكما .

تقديري وشكري لإطلالتك نازك
بارك الله خطاك .

شمّاء
01-09-2015, 02:53 PM
في الحقيقة أجدني عاجز عن التعبير تجاه هذا الكم الهائل من الجمال

جميلة جداً ورائعة هذه الوقفات , لكم من محبكم جميعاً صادق الود وجزيل الشكر

ولكل من وقف خلف هذا العمل الجبار المفيد ,,,,,,,

محبكم / عبدالله

جزاك الله خيرًا ، أستاذ عبد الله
شرّفتنا بمرورك الكريم
حفظك الله

شمّاء
01-09-2015, 02:55 PM
"
.
.



حِوارٌ مُمتِعْ وَشَيقْ
مَا أرْوعِكـْ يَ شَمَاءْ عَلَى هَذَا الإبْدَاعْ

أسْتَاذَنَا ( عُثمَانْ الحَاجْ )
تَشَرَفنَا بِـ قِرَاءَتكـْ كَـ شَخصِيَة وَأدِيبْ ..

موَدتِي ..

منك ِ نستمد الروعة ابتسام الغالية !

ممتنّة

شمّاء
01-09-2015, 02:58 PM
،
وقفة نقف لها إحترامًا،
للكاتب الضيف عثمان، والجميلة شمَّاء،
شكرًا جدًا لمطر حروفكم مِن سماءِ المعاني!
امتناني وتقديري وتحية.

ولكِ تقف شمّاء حبّا ، واحترامًا نوف الراقية .

ممتنّة

شمّاء
01-09-2015, 03:01 PM
حديث شيقٌ يلهي النفس فتسرح محلقة في فضاء يملؤه السنا

بوركتما من محاورة بديعة ومن شاعر ألق



وفيك بارك الله أستاذ رضوان
شكرًا لك
شرّفتنا .

شمّاء
01-09-2015, 03:04 PM
منابع وعي ،وحقول فكر ، سلال ذائقتنا امتلأت بمالذ وطاب من الثمار المثرية المثيرة ، شكرا للباسقة الوارفة :الشَّمَّاءُ ..على هذه الواحة الفواحة ، وكل الامتنان للأستاذ عثمان الحاج على هذا المطر والعطر والفكر .

والشكر لك أستاذنا إبراهيم
شهادة أعتز بها .

ممتنّة .

شمّاء
01-10-2015, 03:03 PM
عثمان الحاج .. عرفته ناثرا رائعا .. يزخرف الكلمات بمعانية العميقة
.. ويكسوها بعاطفته المتوهجة التي تتضح في نصوصه .. ويوشيها
بألفاظ شريفة يختارها لمعانيه الشريفة فتكون لوحة متعانقة بجمالها وحضورها .

وهنا عرفت عثمان شاعرا .. فلستُ أرتاد صفحة الشعر
.. بل أجدني كل قراءتي هنا في النثر ، وباطلاعي على اللقاء
هنا .. عرفت رقة شعر عثمان وجماله .. فهو قد جمع بين
حسنيي الأدب ولؤلؤتيه ..

فهنيئا لنا به .. كم أمتعني نصا ونثرا .. وكم هو قلم
أعتز وأتشرف بالقراءة له ..

أما الفاضلة شماء .. فلا أوفيها تقديرا وشكرا وعرفانا
بهذه اليد البيضاء التي منحتنا إياها هنا .. وقد اتضح
فيها سعة اطلاعها .. وجمال أسئلتها .. ونضج فكرها ..
وذكاء محاورتها .. شكرا يقصر عن هذا الجهد الكبير الواضح هنا .

ألف تحية وتقدير

منكم نتعلم أستاذنا الكريم
شكرًا جزيلًا لكل حرف سطرته
بارك الله خطاك .

شمّاء
01-10-2015, 03:07 PM
قُلتُ سابِقاً..
الوُقوف على الضِفاف لا يَليق بِقامَتَين مِن نَفسي قَريبَتَيْن
شمّائي الغالية
عثمان الحاج الصديقُ الشاعِرُ الأَلِقُ الحَكيم
عُدتُ بِبَعضِ رؤيا علّها تَعكِسُ بعضاً ممّا تَعَلّمتُهُ هُنا..

مُنذُ بِدايَةِ الحِوار كانت الصورة واضِحَة المعالِم تَشي بِأناقة المُحاوِرة المُبدِعة شماء
ورقيِّ الأستاذ عثمان الحاج وامتلاكِهِ قياد اللغة تَرحيباً وتَهذيباً عَهِدناهُ فيه من طيب تَواصُلِهِ وحِكمَةِ رُدودِه ..

أستاذ عثمان الحاج..
لَفتَتْني رؤيتك النيّرة فيما يتعلّق بقصيدة النَثر .. وبِحق فالشِعر هو الذي يضع قوانينَهُ طالَما أنَّ الذوائِق
تقبّلَت موسيقاه كَنَسيجِ شِعرِيّْ..
وجاءَ جوابُكَ لِيُنصِف شُعَراء القَصيدة النّثريّة .. بأن يَكون نَتاجُهُم الشِعري جُزءاً مِنَ الشِعر لا دخيلاً عليه
كما يراه البَعض ..
"بالرغم من ميلي للشعر العامودي"

كما أدهَشَني أيّها الراقي إجابَتُكَ على سؤالَين رائِعَين من المُبدعة شماء ــــ وكل الحِوار دهشة ـــ
وهما ....
الأوّل..
سأمنحك لوناً أبيض وأطلبَ منك ان تلوّن جِهَةً معينة ..فأيّ الجهات تختار..؟

فَكانَ الجوابُ كَأروَع ما يكون ..!!
يَصلِبُ النُقطَةَ بَعدَهُ إذ لا كلامَ بَعده..

والثاني..
متى تنسى نِصفَ الكَلام ؟
فَكانَ الجَوابُ غَصّة لا تنفكّ تُرافِق الهَواجِس ..
لكنه جاءَ بِذات الدهشة مِن شاعِرٍ حَكيم ..

شمائي الحَبيبة
أستاذ عثمان الحاج
تَفخَرُ بِكُما أبعادُكُما أيّما فَخر
وَتَزهو بِكِما روحي اختيالاً أيّها المُبدِعَين

لَكُما جَنائِن جوري عاطِرة بالورد
ودُعاءً مِنَ العُمق الغائِرِ بالصدق الماطِر بالودّْ..

كنتُ هُنا تعلّمتُ الكثير وما زِلتُ أتعلّم



أجمل عودة يارشا !
عودة جميلة ولطيفة وراقية كأنت ِ
لاحرمناك ياحبيبة .

شمّاء
01-10-2015, 03:10 PM
الأستاذ عثمان..
اخذتني بكلي في رحلة من الدهشة
لقلم امتلك الموهبة وحس المبدعين

,
,
الأنيقة شماء
حوار خُطَ بألوان الروح
وفكر بوابة للجمال
استنشقت بكما عبق الفل والياسمين

ياابنة الزيتون يارائعة
حييتِ ألفًا
مودتي أخيتي فاتن ..

ايمَــان حجازي
01-05-2020, 09:30 AM
حى وهلا شماء
على هذا الطرح الاكثر من انيق
الذى ان يشار له يقال منارة الادب والفكر

اجدتى ب انتقاء الضيف وجماليه المحاورة
التى تنم عن عمق ادبى بحت قدم لنا الصورة كاملة


استاذ عثمان تشرفت ب قرائتك


ود يليق