المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كَلمَتآن فقط .


شيماء غفار
07-28-2015, 10:44 PM
كعادتها ، عندما يرن المنبّه ، تتمايل قليلًا ، لتطفئه ، مليئة هي بالغضب ، ليلتها لم تكن هادئة ، منذ أن فارقها ، ولياليها تقطر حزنا ، لا سقف أبدا لانتظاره ، تنتظر كل يوم خبرا منه ، رسآلة أو تحية ، ومضة خضراء تخبرها أنه موجود بالجوار ، لكن لا شيء يحدث ، في كل ليلة ، تفتح رسائلهما معا ، رسائلهما الالكترونية تجاوزت المليون رسالة ، تبدأ بقراءتها ، ثم لا تنام حتى تنهيها ، تنام دوما مع صوت مؤذن الفجر عندما يُفيق الجميع ، هي تضطر في كل يوم أن تشحن طاقتها به ، أن تتناوله كأنه موجود ، أن تتخيله بجانب سريرها ، بجانب الطاولة ، فوق الأريكة ، يطل من النافذة ، تحتاج أن تملأ رئتها به ، حتى تتسع لليوم التالي ، كيف أصبح عادتها التي لن تتخلى عنها ؟ هي لا تدري ، لكنها لم تستطع رغم كل ما قاسته لأجله ، رغم كل الجراح ، أن تشفى منه ، لذا قررت أن تقتل وجوده بغيابه ، أن تتذكرهُ في كل يوم ، حتى يُباد الحنين بداخلها ، حتى تحب غيابه وتتعود عليه ، فلا يعود يهمها وجوده ،
عندما مدت يدها لتطفئ المنبه تنبهت لوجود رسآلة على جوآلها ، فتحت الرسالة بتكاسل ، ظنت أنها اشهار جديد لشركة الاتصال التي لم تكف عنها يوما ، لكنها تفاجئت حينما رأت أنها تنبيه لوصول رسالة من موقع futur me ، رجف قلبها ، و تراقصت أنفاسها ، هل يمكن أن يكون هو ؟
شغلت جهاز الكمبيوتر بسرعة ، كاد قلبها ان يقف وهي تفتح gmail ، ثم ما لبث الحنين أن جرفها اليه ، الى ذلك اليوم الذي حآولت فيه أن تقنعه بأن يكتب لها رسالة على الموقع ، رسآلة تصلها بعد سنين يحددها ، رسآلة تأتيها في وقت ما فتبهجها ، و تريح قلبها ، حآولت مرارا أن تخبره أن تكهنه لنهاية علاقتهما وان كان تكهنا محزنا سيفرحها ، سيفرحها عندما يخيب أخيرا ، عندما يجمعهما بيت واحد ، ويجلسان معا ليقرآ الرسآلة و في يدها طفلهما الأول ، قضت السآعات وهي تترجاه أن يكتب ، ثم توقفت عندما قطع لها وعدا باهتا بأن يفعل ، بعد خمس سنين ، مآ كانت تنتظر الرسالة تلك ، بل كآنت تنتظره ، ولم تحاول يوما أن تتوقع ما كان سيكتب ، كيف كان لها أن تفعل ، وفي دآخلها تأكيد مطلق بأنه لن يكتب له ، أناني هو للدرجة التي لن يمنحها فيها هدية بعد رحيله ، كان كالريح ، عندما يذهب يأخذ معه كل شيء ، ويعصف بكل جميل في طريقه ، عندما دمرها ، وحرص على ان يوقعها في حفرة اليأس و النكران ، مآ كان يظن أنهُ سيستطيع بفعل بسيط أن يحييها كنبتة ، عندما قرر يجعلها تتخبط في الشك و الغيرة ، ماكان يظن أن موقعا بسيطا ك futur me سيشهد دوما على حبه لها ، في حقيقة الامر هو لم يكن يريد ايذائها ، كان يسعى جآهدا أن يجبرها على النسيان ، حتى وان عآملها بقسوة ، كان يعلم أن دوره في حيآتها كدور الأب ، يحنو سآعة ليقسو أياما ، يرويها شهرا بكلمات الحب ، حتى يعطشها سنين ، كان يقسو لتنسى لا لتتعذب ،
عندما فتحت الرسآلة كانت تحتوي كلمتين ، كلمتان كانتا قادرتان على جعلها تحتفظ فيه بداخلها دون الحآجة الى الاحتفاظ برسائله ، والمرور عليها في كل يوم ، مآكتب لها سوى : اذكريني ، حينما أقسو ، فعناد امرأة مثلك ، ينحر تفكيري ...

نادرة عبدالحي
07-29-2015, 06:05 PM
الكاتبة شيماء غفار أهلا بكِ في ديار الأدب عزيزتي
القسوة والمحبة دربان يلتقيان في كثير من المواقف
في تربية صغارنا في تهذيب أنفسنا وفي زرع البذور الحسنة وقلع السيئة..
قصة ممتعة لها معانيها هناك من يضحي بقلبه وهناك من ينتظر برغم القسوة...
سلمت يداكِ عزيزتي

عبدالإله المالك
08-01-2015, 12:21 AM
قلم متمكن
وفكر متقد واع

يا شيماء من شيم المبدعين احترام الحرف والقلم .. وها أنتِ هنا

حُييتِ وتقبلي خالص التقدير

:)

بلقيس الرشيدي
09-10-2015, 09:49 PM
الإنتظَار يَبقى مُوثَقًا طَالما أنَّ حياتُنا تَمتلِأُ تفاصِيلها بِهم وتأبى ذَاكرتُنا النِسيان !
رائِعة ومُختلِفة دَومًا ياشَيماء . أسعدكِ الله

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif (http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif)

سيرين
09-15-2015, 02:58 PM
ومن حجب الغيم تتقد جمرة المغيب حتى يحين اشراقه الأجدب
سرد قصص عاصف العبق مبدعة جدا كاتبتنا
وكانت حرفية الصوغ تتسد عرش البراعة
مودتي والياسمين



\\\