المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفاصيل


بعد الليل
06-09-2006, 09:44 AM
مساحة خاصة

بعد الليل
06-09-2006, 09:46 AM
في هذه الفترة
أيامي
مُشبعة بالقبح
ليس هذا المهم
فقد قيل أن لكل منا أيام جميلة وأخرى قبيحة

الغريب .. أو ربما الجميل
أن رغم كل هذا القبح
مازالت تنبت الورود هنا وهناك في أيامي هذه
وقد تذكرت .. صديقتي الصينية
كانت تقول لي دوما
عندما يكون الليل شديد العتمة
تزداد النجوم جمالا ووضوحا
.
.
.

بالأمس كنت في المستشفى طوال الليل
لسبب ولأخر
رغم كل الشدة / القبح التي تسكن حاضر أيامي
مازال البعض قادر على زرع الابتسامة في روحي
فعندما غادرت المستشفى متوجه إلى سيارتي
وصلني مسج جميل
يعلن قدوم هدية جميلة لصديقتي نورة
تقول " أنا في المستشفى .. أعطاني الله أخا لسعيد "
يووووووووووووه
ما أجمل صغيرها .. سعيد
دائما يحب أن يلعب بطرف عباءتي عندما أكون مستغرقة بالحديث مع أمه
وفجأة
وعندما يقرر هو
يقفز فيجلس في حضني ليواجهني
ويقول بوجهٍ يمثل الغضب ومغرق بالطفولة
أنا ما أحبك !
ودائما أرد عليه وأنا أبتسم .. بس أنا أحبك لو أنت ما تحبني !
يبتسم
وكأنه يعرف ردي أو ينتظره
هو فقط يريد أن يسمعه
المهم .. مسكين هذا القادم الجديد
لا أعرف ماذا سيكون نصيبه من سعيد وقوانينه في تملك كل شئ وكل أحد !!
.
.
.

وصلت إلى البيت
كانت أختي تستعد للخروج للعمل
سلمت علي قائلة: سنتحرك الساعة الواحدة .. لا تتأخري
رحلة برية
.
.
.

دخلت غرفتي
لمحتها على السرير .. علبة هدايا كبيرة
قلت لأمي وأنا أراها تقف بباب حجرتي
فدائما تراني وأنا أتوجه لحجرتي مارة أمام باب حجرتها
تلحق بي كعادتها لتطمئن علي عندما أعود من المستشفى بعد ليل عمل وكأنني مازلت تلك الطفلة التي تخاف عليها من أي شئ وكل شئ
ابتسمت لها وقلت :هاه .. كيف هي أم عبدالله اليوم ؟
ردت بابتسامة عتب: يقولون أنك تعبانه وما تقدرين تسيريين اويانا
رديت : لا . . يجذبون عليج .. أنا بسير وياكم .. ماأقدر على فرقاكم
ابتسمت أكثر
نظرتُ إلى علبة الهدايا وسألتها
من من هذه ؟!
ابتسمت وقالت وهي خارجة .. أكيد من وحده من ربيعاتج
أحب أمي جدا .. ليس لأنها أمي
ولكن لأنه لا يشبهها أحد في عطائها المستمر الذي لا يتوقف أبدا
أحبها جدا جدا
فهي تعرف كيف تحبني وكيف أني أحتاجها كأم وكصديقة
( لو تمر بما كتبتُ هنا لابتسمت طويلا .. لكتاباتي المجنونة التي تعرفها منذ زمن)
.
.
.

المهم
قرأت البطاقة الموضوعة على العلبة
من مريم إلى بعد الليل
مريم .. صديقتي من السعودية
هي صديقة غربة واغتراب
لا أدري كيف عرفت أنني احتاج لرفع معنوياتي التي تتهاوى هبوطا وبالذات هذه الأيام
في العلبة أشياء كثيرة
بعد أن أخرجت كل ما في العلبة
وجدت أنها كتبت بخط كبير في قاعها
تضاريس ؟!
أتذكرينها يا بعدالليل
ابتسمت ابتسامة واسعة
وقلت بصوت مسموع
نعم أذكرها جيدا





يوم الأربعاء
14 ديسمبر 2005

بعد الليل
06-09-2006, 09:47 AM
كنا نفترشُ عتبات بوابة المستشفى الرئيسية
أنا وجيما صديقتي
أشارت إلينا وهي قادمة نحونا
كانت ملتفةً بمعطفها الرمادي
الرمادي لونٌ يصلح للشتاء!
.
.
.

قالت وهي تجلس بيننا
تحدثتُ إليه !
ابتسمتُ أنا كعادتي عندما أدركُ أنها تتحدث عنه
وتساءلتْ جيما وكأنها لا تعرف: من؟
أجابت بجنونها الذي مازال معه: فيصل
أنها إليزابيث
فرنسية من بلاد الفن
من العاصمة التي أحبها
وأدتُ حروفها القادمة عنهُ وأنا أقف
هذا اليوم بارد ..هيا لنشرب القهوة

تقدمت إليزابيث إلى طاولتنا الخاصة
التي تطل على الحديقة .. المفروشة بالثلج وبأشياء كثيرة منا
نسيناها وتناسيناها هناك
فدُفنت تحتهُ .. الثلج
.
.
.

تنبهت عندما سمعته يُسلم
فيصل
يخبرني أنه سيغادر إلى الوطن .. غدا
مبتسمة أخبرته: سترسل معك أمي زبيب ولوز .. مكسرات الشتاء منها
ابتسم فيصل وقال : ألم تكبري بعد !
تدخلت إليزابيث
عرضتْ علية كوب من القهوة
وافقَ
سمعتُها وهي تكلم العاملةَ هناك
قهوةٌ سوداء بلا سكر
هي تعرف كل شئ عنه
إلا شيئاً واحداً
انه ذاهب للوطن ليخطبها
حبيبته
صديقتي حمده
أخذ القهوة
شكرها
سلم وغادر
.
.
.

بعد عملي خلال الليل
نادرا أن أبقى يقظة وواعية كما يجب
دائما يـسرق النوم ساعات من عمري
استيقظت على رنينه
وبعين نصف نائمة
كان أسمها يستحثني مع كل رنة على الرد
كانت هي .. إليزابيث
تلك الفرنسية التي مازلت وكلما أشتاق إلى فرنسا أشتاق إليها هي أكثر
تحدثنا .. ضحكنا
ضحكَتْ هي كثيراً على إجاباتي النصف نائمة .. مثلي
قبل أن تنهي المكالمة
سألَت عنه وأجابًت: الزفاف اليوم!
سمعتُ ضحكتها وهي تقولها .. ليست ضحكةَ فرح
طلبت مني أن أخذ له ولعروسِه بدلا عنها
باقة زنبق وردي
أردفَت :انه يحبه .. مثلُكِ
أمازلتِ تحبينه ؟
أجبتُها : وسأبقى!
ضحكَتْ
واختفى صوتُها مودعاً
.
.
.

جميلة هي إليزابيث .. بخصوصيتها
هي تهتم بتفاصيلِ الود
تحفظُها عن ظهر قلب
تعرف كيف تُذيب الثلج
لتظهر البراعمُ الخضراء
تندسُ تحته .. وتتفتح






3 يناير 2006

بعد الليل
06-11-2006, 11:00 PM
حرف حاء يسابق الريح بقدم
يجرها خلفه
ابتسامته كانت أول استقبال لي
ففي صباح بارد كبرودة هذه الغربة
وفي طريقي إلى سبب وجودي
لمحته .. وابتسامته
من خلف زجاج نافذته
وجه طفولي يسكنه الجمال والبراءة
اعتقدته فتاة لفرط عذوبة ابتسامته
فتاة .. لا تغادر حجرتها أبدا وترى العالم من خلال النافذة فقط
وتمنحنا ابتسامات حلم وأمل
لتجبر المكسور فينا وفيها
.
.
.
لم استغرب ابتسامته الأولى
ولكن
أليس غريبا أن ينتظرني كل صباح
ليرفع يده اليسرى الصغيرة بتحية جميلة احتاجها لأبدا يومي الطويل
وعندما اقترب من نافذته المح ابتسامته تصاحب تحية يده
هل كان يعلم إنني احتاجها ?!
أم
انه هو الذي كان يريد أن يشعر ويشعر العالم من حوله انه مازال قادرا على العطاء رغم عجزه المبكر جدا
.
.
.
تكرر هذا في كل صباح
إلى أن جاء يوم الأحد
يوم الأحد " اليوم الميت "هنا
أتيت متأخرة على غير عادتي
لم أراه في نافذته
اعتقدت
أن النوم مازال يحتفظ به
أو
انه يعلم انه يوم الأحد يوم راحة لي وله أيضا
.
.
.
دخلت إلى قاعة الاستقبال
وإذا بي اسمع صرخة فرح وارى اندفاعه نحوي
طفل في الثامنة من عمره
سرق ورم قبيح في رأسه .. أحلام طفولته بركض دائم ولعب ليس له نهاية
فأعجزه .. محاولا إيقاف مسيرته
ولكن ورغم كل هذا
مازال يركض .. يقفز برجل يجرها معه يجبرها أن تتقدم ويمنعها من أن تؤخر تقدمه
وهو يحتضن العالم الذي يحب .. بقلبه
ويلمس مشاعرنا .. بابتسامته
أصبحنا أصدقاء " فرح "
لا ادري .. هل كان يحتاجني
أم
أنا التي كنت في حاجة لابتسامة براءة في عالم خالي منها
متأكدة .. انه لم يكن في حاجة إلى حب أو اهتمام فوالديه قد أشبعاه حبا ورعاية
ولم أكن في حاجة لاهتمام طفل
ولكنه ظل يدخل إلى روحي الفرح بابتسامته وعند ركضه نحوي بقدمه
وكأنه يحاول إلا يبقى "هنا " طويلا
ويقول لها ولنا .. سأسابق الريح بها
.
.
.
قد تكون
قدرتنا على العطاء تشعرنا بالكثير من السعادة
والتي لا ندرك أهميتها إلا عند عجزنا عن منحها
وتظل
هناك قدراتنا الخفية بداخلنا مختبئة
ظهورها يكون واضحا كالشمس كلما اشتدت العتمة من حولنا
عندها ينبعث نور .. كل ما يحتاجه هو نافذة صغيرة من خلالنا ليمر
وينير الطريق أمامنا
.
.
.
ويبقى الأطفال أكثر من يحاول ويمر
فينيروا طريقهم .. وربما طريقنا معهم
لتلقائية ترافقهم
ووضوح تشبعوا به
ورغبة في المحاولة دون خوف أو ملل
وفي لحظات العجز
نحتاج أن نكون كالأطفال . . صدقا
.
.
.
حلم / أمل احتضنه لك : أيها الحرف حاء
أتمنى
أن تسابق الريح .. فتسبقها
وان تلامس ابتسامتك النجوم .. فتزيدها ضياء
يشبه قلبك





15 أكتوبر 2005




" يارب تنجح عمليتك .. أمين "

بعد الليل
03-24-2007, 11:32 AM
كَكل الأيَام في إجَازتي
صَحُوتُ بَاكراً .. الكُل مازالَ سَريرُه يُغرِيهُ بِالبَقاء فِيه
نَافِذتي تُطِلُ عَلى السَاحَة الخَلفِية للبَيت
هُناك نَخْلاتُ أُمي
.
.
عند أوِل دُخول لَنا للبَيت أخَذَها أبي إلى هُناك
قَائلا: هَذِه نَخْلاتك : خْلاصْ وبَرحِي وشِيشي
( ما شيّ مِثل الشِيشي) .. أجَابتهُ مُبتَسِمة
( ما شَيّ غِير الخْلاصْ ) إجَابَته الدَائِمة رَدَدها لَها وهُما يَسيران إلى الزَاويَة الغَربية
إلى شَجَرة الحِناء التي زَرعَها لَها أيضا...
ولكِنه اقْتلعَها حِين سَفَرنا خِلال صَيفٍ قَادِم ليَزرَع لَها مَكانَها نَخلةً أُخرى
أذْكرُها حِين غَضِبت لشَهرٍ كَامل على شَجَرة الحِناء
( أنْتَ زَرعَتها لي .. ولَكنَها لِي الآن )
كَان يَضْحك كَعَادةْ الرِجَال عِندما يَقرَؤون جُنونَنا الصَغِير نَحنُ النِساء عَليهم .. بهم .. لهم
( زَرعتُ لك مَكانَها نَخلة .. نَخلة .. نَخلةْ بَرحِي) قَالَها لَها مُبتَسماً ليَزرَع إبْتسَامَتها
التي كُلما رَآها يَبتَسِم
تَهْمسْ لنَفسِها: ( ما شيّ يُنافِس النَخِيل حُبًا عِندك )
هَمسَ وهُو يُغادرُا: (إلا أنتِ )
لم يَسمَعهُ غَيري
فَقد كُنتُ وَاقفةً عِند مَدخل الغُرفة وهُو خَارج منها مُبتسِماً كَعادَته التي أُحبُها
.
.
سَنواتْ كَثيرةٌ مَرت مُنذُ ذَلك الوَقت
اليوم
نَخلاتُ أُمي فِي السَاحة الخَلفية تُطاولُ البِِناء .. أحْداهَا قَِريبَةٌ إلى شُرفَة غُرفَتي
كُلما أطُل عَليها .. أبْتسِم لأنَها تَشبهُنا
كَبرُتْ مُثلُنا
بِحنانِـ .. أُمي ـها


16 فبراير 2001