محمد الفاضل
04-17-2016, 01:45 PM
يوم زارنا الرئيس –محمد الفاضل
- أتمنى أن أقابل الرئيس ، كان يحدث نفسه بهذه الأمنية ، اسم الرئيس له وقع غريب في نفوس أهالي القرية ، فالجميع يسبح بحمده وينام على سيرته وبطولاته الأسطورية . صور وتماثيل سيادته في كل زاوية في القرية ، كيف لا وهو القائد المفدى صاحب الانتصارات الدونكيشوتية !
قرية وادعة تغفو في أحضان الطبيعة الخضراء ، أشجار سامقة ، مورقة تتمايل مع نسمات الهواء العليل ،وترقص فرحاً ، أشعة الشمس الذهبية تغازل شفاه الأزهار ، فتتفتح باسمة . جدول رقراق، يتهادى بدلال ويغسل جذوع الأشجار الباسقة التي تعانق السماء ، وتهمس لها بسر جمالها وعشقها لخيوط أشعة الشمس ، التي تدغدغ وريقاتها.
انسل إلى الغرفةوحاول أن يأوي إلى الفراش ، ولكن بدأت تتقاذفه الأفكار ، حب الوطن يتغلغل في شرايينه .
- ماذا سوف أقول لسيادته ؟ وكيف يبدو ، ياترى ؟
- هل سيستمع إلى احتياجات الأهالي ؟
غداً اليوم الموعود ...في ذلك الصباح ، كانت الأعين تترقب ، ونبضات القلوب تتسارع ، سعادةالجميع بحجم الوطن .... ترقب مشوب بالقلق .
- ربما سأكون أوفرهم حظاً ، وأصافح يده
كان كمن ينتظر حلم حياته . حتى أطفال القرية خرجوا يتقافزون فرحاً بقدوم سيادته ، وهم يرتدون حلةالعيد ، نحرت القرابين من الأغنام السمان ، وتعالت زغاريد النسوة . كان البعض ينوءبحمل صور القائد ، والبعض الاَخر يحمل لافتات الترحيب ، التي خطت بعناية .
بدأت الأعناق تشرئب ، والجموع تصدح بهتافات قد حفظوها عن ظهر قلب ،
- بالروح بالدم نفديك يا زعيم .. – بالروح بالدم نفديك يا زعيم
موكب مهيب ،سيارات مصفحة فارهة ، تسابق الريح ، رجال مدججون بالسلاح حتى الأسنان ، أخيراً ،تنازل سيادته وفتح زجاج نافذة السيارة ، وبدأ يلوح للجموع المحتشدة ، وكأنه قيصر روما في يوم تتويجه !
انفرجت أساريرمهند عن ابتسامة عريضة وهو يشاهد حلمه على وشك أن يتحقق ، بدأ يسابق الريح ، في محاولة مضنية للوصول إلى الرئيس .
- هل سيتحقق حلمه، ويصافح يد القائد ، سوف يصبح حديث القرية !
فجأة سمع صوت رصاص، شق عنان السماء .
الخبر الأول في صفحات الجرائد الحكومية في اليوم التالي كان ،
" إحباط محاولة اغتيال لسيادته ، العناية الإلهية تتدخل ، الكشف عن خلية لها ارتباطات خارجية ، حفظ الله الرئيس ، يسقط العملاء ! "
السويد – 16 / 4 /2016
- أتمنى أن أقابل الرئيس ، كان يحدث نفسه بهذه الأمنية ، اسم الرئيس له وقع غريب في نفوس أهالي القرية ، فالجميع يسبح بحمده وينام على سيرته وبطولاته الأسطورية . صور وتماثيل سيادته في كل زاوية في القرية ، كيف لا وهو القائد المفدى صاحب الانتصارات الدونكيشوتية !
قرية وادعة تغفو في أحضان الطبيعة الخضراء ، أشجار سامقة ، مورقة تتمايل مع نسمات الهواء العليل ،وترقص فرحاً ، أشعة الشمس الذهبية تغازل شفاه الأزهار ، فتتفتح باسمة . جدول رقراق، يتهادى بدلال ويغسل جذوع الأشجار الباسقة التي تعانق السماء ، وتهمس لها بسر جمالها وعشقها لخيوط أشعة الشمس ، التي تدغدغ وريقاتها.
انسل إلى الغرفةوحاول أن يأوي إلى الفراش ، ولكن بدأت تتقاذفه الأفكار ، حب الوطن يتغلغل في شرايينه .
- ماذا سوف أقول لسيادته ؟ وكيف يبدو ، ياترى ؟
- هل سيستمع إلى احتياجات الأهالي ؟
غداً اليوم الموعود ...في ذلك الصباح ، كانت الأعين تترقب ، ونبضات القلوب تتسارع ، سعادةالجميع بحجم الوطن .... ترقب مشوب بالقلق .
- ربما سأكون أوفرهم حظاً ، وأصافح يده
كان كمن ينتظر حلم حياته . حتى أطفال القرية خرجوا يتقافزون فرحاً بقدوم سيادته ، وهم يرتدون حلةالعيد ، نحرت القرابين من الأغنام السمان ، وتعالت زغاريد النسوة . كان البعض ينوءبحمل صور القائد ، والبعض الاَخر يحمل لافتات الترحيب ، التي خطت بعناية .
بدأت الأعناق تشرئب ، والجموع تصدح بهتافات قد حفظوها عن ظهر قلب ،
- بالروح بالدم نفديك يا زعيم .. – بالروح بالدم نفديك يا زعيم
موكب مهيب ،سيارات مصفحة فارهة ، تسابق الريح ، رجال مدججون بالسلاح حتى الأسنان ، أخيراً ،تنازل سيادته وفتح زجاج نافذة السيارة ، وبدأ يلوح للجموع المحتشدة ، وكأنه قيصر روما في يوم تتويجه !
انفرجت أساريرمهند عن ابتسامة عريضة وهو يشاهد حلمه على وشك أن يتحقق ، بدأ يسابق الريح ، في محاولة مضنية للوصول إلى الرئيس .
- هل سيتحقق حلمه، ويصافح يد القائد ، سوف يصبح حديث القرية !
فجأة سمع صوت رصاص، شق عنان السماء .
الخبر الأول في صفحات الجرائد الحكومية في اليوم التالي كان ،
" إحباط محاولة اغتيال لسيادته ، العناية الإلهية تتدخل ، الكشف عن خلية لها ارتباطات خارجية ، حفظ الله الرئيس ، يسقط العملاء ! "
السويد – 16 / 4 /2016