المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سليم في حضرة الوزير


محمد الفاضل
08-06-2016, 09:26 PM
سليم في حضرة الوزير – محمد الفاضل

تحلق عدد من أهالي القرية المنسية حول سليم وهم يتدافعون بحماس ، حرص على تدوين كل احتياجات الأهالي وصياغتها بأسلوبه المميز ، كان أوفرهم حظا فقد أكمل تعليمه الإبتدائي ، ناهيك عن ذكائه المتوقد وخطه الجميل بشهادة الجميع ، انهمرت عليه الطلبات مثل زخات المطر ، بدا متململا ولكنه آل على نفسه أن ينقل الرسائل بأمانة وصدق . شرع بالكتابة وهو في حالة حبور وترقب ، غدا سوف يمتع ناظريه برؤية الوزير الذي تكرم ووافق عل زيارة قريتهم عشية الانتخابات برغم مشاغله الجمة وحجم الأعباء الملقاة عل عاتقه ، هو الأقرب إلى نبض الشارع كما يبدو في التلفاز عند زياراته التفقدية الموزعة على خارطة الوطن .

سليم من أشد معجبيه ، هو ابن قريتهم ، ولطالما أسبغ عليه صفات جمة وأطنب في وصف ورعه وحبه للشعب ، ونزاهته التي هي فوق الشبهات ، حتى أنه رفعه إلى مصاف الأنبياء ، تحولت القرية إلى خلية نحل وكل منشغل بأمر ما ، هذا يعلق صور ابن القرية البار وذاك يزين دكانه بلافتات كتب فوقها عبارات ترحيب ، وآخر يعلق الزينة مع الأعلام .

في ذلك الصباح الربيعي المشرق اصطف الأهالي وتوزعوا عند مدخل القرية وقد ارتدوا ثياب العيد ، تصدر المشهد الوجهاء مع مختار القرية ، يرافقهم سليم وهو ينوء بحمل العرائض والظلامات التي قام بكتابتها أمس. حبست الأنفاس واشرأبت وتطاولت الأعناق فقد لاح موكب الوزير ، تحف به السيارات الفارهة التي تنهب الطريق الريفي مخلفة سحابة من الغبار ، تعالت الزغاريد وصدحت الأصوات بهتافات تدرب عليها الجميع مساء البارحة تحت إشراف سليم ، ونحرت الأغنام احتفاءا بوصول ابن الشعب البار .
تسابق الأهالي نحو السيارة وكل يمني النفس بلثم يد الوزير ونيل شرف مصافحته ، استنفر طاقم الحماية وبدأوا بتفريق وإبعاد الأهالي ، في تلك الأثناء كان الوزير يلوح بيده لجموع المحتشدين وهم يتدافعون بحماس ، اقترب سليم من السيارة وهو يحمل هموم الأهالي وهم بلثم يد الوزير ، مد الوزير يده باشمئزاز متصنعا الود حيث طبع سليم قبلة فوق يده ولم ينس أن يسلمه الأمانة التي كلف بها ، تجهم وجه الوزير وشعر بالتقزز ، أومأ لمرافقه ، فناوله المناديل المعطرة ومسح يده بقرف ظاهر وهو يتمتم :
- رائحة ذلك الفلاح تفوح بروث البقر وفضلات الدجاج !

- ولكن ، يا سيادة الوزير ، ماذا أفعل بكل تلك الأوراق ؟ سأل مرافق الوزير .

- تخلص منها ، تصرف ! ارمها في أقرب سلة مهملات ، أجاب الوزير ، ويحهم ! كيف يتجرأون ؟ هؤلاء الفلاحون لا يشبعون... أردف قائلا .

السويد – 6/ 8 / 2016

نادرة عبدالحي
08-09-2016, 07:56 PM
أحلام وأُمنيات لا تغفو يحلمون بغد أجمل ومعيشة أفضل هؤلاء البشر البسطاء
الطيبون الذين يفدون بأنفسهم لأجل مُعاونة الغير واستقبال ضيوفهم كما يليق بالكريم .
قصة واقعية عكست الواقع المرّ ما بين الإنسان البسيط النبيل بأخلاقه وبين أصحاب النفوذ المظاهر الزائفة .
الكاتب الكريم محمد الفاضل الواقعية في أدبكَ هو أُسلوب نبيل قيم لإبراز الحق والواقع المخفي .

رشا عرابي
08-10-2016, 12:27 AM
مرارة الحقائق تبتر قادمات التأمل ..!

يكبرون فتضيق أنفسهم بهم فيصغرون
مفارقة تشرع للوشايات متكأ "دامي"

الفاضل محمد الفاضل
الحكايا في جعبة "رنة" غصة ملحها لا يفارق ضفاف الجرح

سلم الإلهام وقائده

محمد الفاضل
08-10-2016, 10:01 PM
أحلام وأُمنيات لا تغفو يحلمون بغد أجمل ومعيشة أفضل هؤلاء البشر البسطاء
الطيبون الذين يفدون بأنفسهم لأجل مُعاونة الغير واستقبال ضيوفهم كما يليق بالكريم .
قصة واقعية عكست الواقع المرّ ما بين الإنسان البسيط النبيل بأخلاقه وبين أصحاب النفوذ المظاهر الزائفة .
الكاتب الكريم محمد الفاضل الواقعية في أدبكَ هو أُسلوب نبيل قيم لإبراز الحق والواقع المخفي .



الأديبة الرائعة نادرة
أنا ممتن لحضورك العطر سيدتي
شكر من القلب
جل التحايا

محمد الفاضل
08-10-2016, 10:03 PM
مرارة الحقائق تبتر قادمات التأمل ..!

يكبرون فتضيق أنفسهم بهم فيصغرون
مفارقة تشرع للوشايات متكأ "دامي"

الفاضل محمد الفاضل
الحكايا في جعبة "رنة" غصة ملحها لا يفارق ضفاف الجرح

سلم الإلهام وقائده

الشاعرة القديرة رشا
شاكر رقي حروفك وتفاعلك الجميل
سلمت
ودي