المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مستشفى المجانين .. (متجدد)


الصفحات : [1] 2

د. فريد ابراهيم
07-18-2017, 12:38 PM
اهلا بكم في مصحي العقلي
جميع النزلاء هنا من افكار لا عقلانية
و مشاعر مجنونة .. تتم معالجتهم بـ اكثر
الاساليب تعقيدا .. التي - وللاسف - لا تجدي
نفعا في اغلب الاحيان .. لـذا تعلن الادارة
عدم مسؤليتها عن اي ضرر قد ينتج عن تواجدكم هنا .. و تنوه على ضرورة اتخاذكم
جميع احتياطات السلامة اللازمة .. فـ بالرغم
من وضع النزلاء تحت الحراسة المشددة ..
الا أن بعضهم قد ينجح في الهروب و التسلل
الى رؤوسكم .. و اكثرهم براعة في الهروب هم اكثرهم جنونا بكل تأكيد .. لذا وجب التنويه

د. فريد ابراهيم
07-18-2017, 12:41 PM
من اكثر وسائل العلاج استخداما هنا .. هي
الجلسات الكهربية .. لازلت اتذكر كيف ضرب
التيار الكهربي رأسي لأول مرة كـ زلزال بقوة الف (ريختر).. فـ اهتز معه كل شيء
حروفي صارت متلعثمة .. رؤيتي صارت مشوشة ..
انفاسي تسارعت فـ تدافعت فـ تخبطت و كأنها كانت تلوذ بالفرار مني ..
كل شيء بـ داخلي صار يهتز حول ثابتٍ واحد ..
أنتِ ..

د. فريد ابراهيم
07-18-2017, 12:45 PM
يحاولون منعي من الكتابة .. فـ يمنعون عني
الاوراق و الاقلام .. و کـ أني بحاجة اليهم لكي
اكتب .. لا يعلمون ان محبرتي في رأسي و اني حين ارقد على فراشي تخرج الحروف منها و تصطف علي سقف غرفتي كاتبةً اروع قصائدي .. فـ الروائع الحقيقية لا يمكن ان تحتويها الاوراق ..
و الروائع الحقيقية هي التي لم تصل الينا بعد ..
فـ هي محفورة علي جدران زنزانة في مكان ما..
او مُلقاة داخل زجاجة تطفو على سطح محيطٍ ما ..
الروائع الحقيقية لا يكتبها مؤلف من خلف مكتبه الفاخر .. بل يكتبها بائس على مناديل الحمّام ..
اذا ارادوا منعي من الكتابة عليهم ازالة هذا السقف من فوقي .. فـ حينها - و حينها فقط - قد لا أُضطر للكتابة

د. فريد ابراهيم
07-18-2017, 12:47 PM
اليوم زارتني في غرفتي للمرة الاولى ..
و جلستْ على طرف فراشي ..
مسكتْ يدي فـ شعرتُ أنها تذوب في يدها ..
و انهمرت الدموع من عيني .. فـ مسحَتْها
و دفنتْ رأسي في صدرها الحنون ..
و أخذتْ تُغنّي لي ..
فـ احسست أن صوابي قد عاد لي فجأة ..
كاملا بلا نقص .. ثم احسست بوخذة
الابرة في ذراعي الايمن .. و بدأت حبيبتي
تتلاشى تدريجيا .. حتى اختفت
و سمعت ممرضة تقول
( اهدأ .. لقد حقنتك بمضادٍ للهلوسة .. ستكون على ما يرام)

د. فريد ابراهيم
07-18-2017, 12:49 PM
لماذا لا توجد مرآة في غرفتي؟
هل يخافون أن اكسرها و اقطع شراييني
بقطعة من زجاجها ؟..
و هل يهتمون بسلامتي لهذه الدرجة أم يخافون على سمعتهم و يخشون الفوضى
التي ستُحدثها دمائي ..
لستُ ادري .. و لكني اوافقهم الرأي
فـ بالرغم من اشتياقي لرؤية ملامحي
الا أني أخاف أن يصدمني ما قد اراه ..

د. فريد ابراهيم
07-18-2017, 12:51 PM
لا استطيع أن انكر أن الجميع يعاملونني بـلطفٍ ها هنا ..
فـ انا مجنونٌ بـ شهادةٍ من أعظم أطباء العلم النفسي ..
و كأن المرء بـ حاجة لشهادةٍ مَرَضية لـكي يحظى ببعض الاهتمام ..

د. فريد ابراهيم
07-18-2017, 12:52 PM
لا يزعجني أن يقول البعض عني أني مجنون ..
و لكن يقتلني قتلا أن يظن أحدهم أني شخصا عاديا .. أني لست مختلفا .. أو أني لست فريدا
فـ غروري هو غريزتي الأساسية .. و إن كان الجنون هو ما يُميّزني .. فـ لن ادعهم يسلبونني إياه ..

د. فريد ابراهيم
07-18-2017, 12:54 PM
بدأت حالتي بـ عَرَضٍ جنونيٍ واحد .. أنتِ
ثم تحولتْ الى متلازمة من الاعراض الجنونية .. أطيافكِ

د. فريد ابراهيم
07-18-2017, 12:56 PM
في العاشرة من مساء كل يوم .. تُطفأ أنوار كل الغرف ..
لإجبار النزلاء علي النوم .. و لكن حدث امر غريب هذا المساء .. مباشرة بعد إطفاء الانوار
سمعت ضجيجا و تفاجأت بأصدقائي حولي ..
- كيف دخلتم الى هنا؟
- تسللنا من النافذة .. فقد افتقدناك كثيرا
و اضاء احدهم مصباحا صغيرا و اخذنا نلعب الورق و نضحك بـ هيستيرا .. و شعرت للمرة الاولى
أني طبيعي .. ثم تلاشت ضحكتي فجأة و نظرت اليهم بـ ريبة حين تذكرت
أن النوافذ عليها قضبان حديدية ..
- ماذا بك يا رجل؟ لماذا تنظر الينا هكذا؟
- فـ ليكن .. لا بأس من بعض الصحبة على اية حال

د. فريد ابراهيم
07-19-2017, 12:08 PM
كنتُ نائما .. ثم أحسست بـ يدٍ رقيقة تعبث بشعري


(استيقظ يا حبيبي .. لتذهب للعمل)


فتحت عيني فـ وجدت الغرفة خالية و سمعت اصواتها تملأ المكان .. تتكلم في انٍ واحد فـ يبدو الكلام
كـ همهمة غير مفهومة .. كـ ترنيمة أو كـ تعويذة سحرية قديمة .. ربما تلك التي
القتها ليلى علي مجنونها .. و بين حين و اخر و من وسط كل هذه الهمهمة
تهرب كلمة الي أذني فـ أستطيع فهمها ..


( لأنك عبقري .. و هذا أكثر ما يعجبني فيك)


خفق قلبي بشدة .. و بدأ عطرها بالتسرب الي دمائي وصولا الى أنفي .. طل اشتياق خجول من عيني
و تعرقت يداي من فرط الإثارة ..


(هون عليك يا حبيبي .. لن أتركك أبدا .. سـ نكون على ما يرام)


و بدأت تعلو الهمهمة شيئا فـ شيئا .. بدأت أشعر أن شيئا غريبا علي وشك الحدوث
ما الذي يحدث لي؟ هل سـ تتجلى أمامي الان؟ هل سـ أموت الان؟


(هههههه .. انت خفيف الظل جدا)


أصواتها و ضحكاتها اصبحت تملأ رأسي و الغرفة بل و الكون بأكمله .. عالية جدا
و كأنها تتشاجر معي .. أعرف نبرتها حين تغضب .. أتذكر تلك النبرة العدائية المحببة
كانت تعجبني أدق تفاصيلها .. حتى سبابها و بكاؤها .. حتى اليأس في نظراتها


(سـ أتركك و لن تراني مجددا .. وداعا )


اعتصر الألم قلبي .. و بدأت الارض تدور بي .. بدأ جسدي يتداعى و قواى بدأت تخور
بدأ كل شيء يذوب في سوادٍ عظيم .. حتي أصواتها تلاشت تماما و معها تلاشت روحي
فـ سقطت مغشيا عليَّ ..


(استيقظ يا حبيبي .. لـ تذهب للعمل)


-------------------------

رشا عرابي
07-19-2017, 02:33 PM
التجرّد من العقل قد يمنح السوق سُبُلاً للهرولة
لكن، الهاوية لن تُشير إلى نفسها قائلةً
(ها أنا ...!)

غير أن
جنون البوح يقينا التّعثر إن تريّثنا عند الفواصل


نفسٌ عمييييييق
وسَـ أُبقيني هنا

د. فريد ابراهيم
07-21-2017, 07:41 PM
التجرّد من العقل قد يمنح السوق سُبُلاً للهرولة
لكن، الهاوية لن تُشير إلى نفسها قائلةً
(ها أنا ...!)

غير أن
جنون البوح يقينا التّعثر إن تريّثنا عند الفواصل


نفسٌ عمييييييق
وسَـ أُبقيني هنا

مرور معطر بالبلاغة و مخضب بالأناقة
و لـ بقائك هنا يسعد الحرف و يرتدي حلة الشرف
لعلة يلقى هيبة جمال حضورك بما يليق

حنان العصيمي
07-21-2017, 08:31 PM
بعض الأحيان ؛ يحتاج الإنسان لجلساتٍ كهر/إنسانية
كي يعود لطبيعته
حتما سأعود بإذن المولى
طرحٌ فريدٌ ك/ صاحبه

رشاد العسال
07-22-2017, 11:46 AM
قشرت جدران ذاكرتي حتى قعرها، ولملمت كل العيون التي علقت بها، واغمضت عينيَّ برفقة آهٍ، واستأصلت عطورهن التي استوطنت النخاع مني، وتلمظت شفتيَّ، وكنست طعم القبلات المعتقة بالفودكا، والكنياك، والقيت بكل ذلك إلى جعبتي، وجئت بها إليكم.. خذوا كل ما في جعبتي، وأعيدوا إلي عقلي سليما معافا من كل ما حل به.

الفريد الدكتور / فريد..

أجزم إن لا أحدا قد تفرد بمثل ما تأت به من إبداع يستحق الدهشة، والإشادة.

احجز لي سريرا في مشفاك الرائع يليق بهوس في رأسي إسمه النساء.

سيرين
07-23-2017, 06:09 AM
نواح في المدينة ودوائر العمر تنمحي خطوطها قبل أن تُقرأ
تابوت هذا أم صندوق اقتراع بكامل اناقة اليأس ؟
تساءل .. ثم ذهب يعلق روحه علي مسمار بجدار غرفته
وراح يبحث في جسدة عن بقعة دم كي يتأكد من موته

ما اروعه قلم امتشق وجهة الابداع
د \ فريد ابراهيم دمت والضياء
ود وياسمين

\..:icon20:

د. فريد ابراهيم
07-25-2017, 09:02 PM
الزميلة العزيزة حنان العصيمي


بعض الأحيان ؛ يحتاج الإنسان لجلساتٍ كهر/إنسانية
كي يعود لطبيعته
حتما سأعود بإذن المولى
طرحٌ فريدٌ ك/ صاحبه

اعجبني جدا تعليقك .. الجلسات الكهرونسانية قد تنفع العديد من طغاة اليوم
مشكور اختي الكريمي علي المرور و التعليق الرقيق

و يشرفني دائما وجودك

تحياتي و خالص التقدير

د. فريد ابراهيم
07-25-2017, 09:11 PM
احد اهم اسباب الجنون هو الفقد
فشخصية الانسان تعتمد على ما يملكه
فحين يملك المرء المال تتغير طباعه و شخصيته وفقا لما يملك
و يحدث الشيء نفسه باختلاف ما يملكه المرء سواء كان حبا ، شهرة او رفقة
و لذلك حين يحدث الفقد يحدث تناقض بين
شخصية المرء و حالته الواقعية
و هذا يثير اعصابه في البداية و يدفعه للجنون في نهاية المطاف ..
هنا في هذا المصح يحاولون ارغامنا على التأقلم مع الفقد ..
يحاولون ترويض غريزة مزروعة في جيناتنا الوراثية منذ اكثر من مليون سنة
.. منذ نزول ادم الي الارض للمرة الاولى..
(التمرد)
يحاولون تحويلنا الي بشر مُستأنسة تستطيع التعايش مع الفقد ..
و الرضى بالخسارة و التعايش معها .. و لذلك
انا أفضل الجنون ..
----------------------

رشا عرابي
07-26-2017, 05:19 PM
ﺃﻛﺘُﺒُﻚَ ﻓَـ ﻳَﻐﺪﻭ ﺍﻟﺤﺮﻑُ ﻃَﻠﺴَﻤﺎً
ﻳﺎ ﺃﻧﺖ /
ﺗَﺮﺟِﻤْﻪُ ﻓﻲ ﺇﻓﺎﻗَﺔِ ﺍﻟﻌَﻘﻞِ ﺟُﻨﻮﻥ

رشا عرابي
07-26-2017, 05:29 PM
عَباءَةُ العقل مُهتَرئِة
فـ لنُدثّرنا عباءَة الجنون !
امنَحني حقَّ اللّجوء لِـ شَواطئِ شَغَبِك
نازحةً لستُ ألوي المِضيّْ إلّا إليكَ/منك

د. فريد ابراهيم
07-27-2017, 05:43 AM
اليوم ميعاد حلاقة الذقن ..
و احساس الشفرة الممتع المؤلم الناعم الجميل ..
منعشٌ هو التنقيب عن الوجه القديم ..
الوجه البريء ..
تطهرت من كل الخطايا ..
و لكنها ..
سـ تعود لتنمو من جديد !

د. فريد ابراهيم
07-28-2017, 05:32 PM
الزميل الغالي رشاد العسال

قشرت جدران ذاكرتي حتى قعرها، ولملمت كل العيون التي علقت بها، واغمضت عينيَّ برفقة آهٍ، واستأصلت عطورهن التي استوطنت النخاع مني، وتلمظت شفتيَّ، وكنست طعم القبلات المعتقة بالفودكا، والكنياك، والقيت بكل ذلك إلى جعبتي، وجئت بها إليكم.. خذوا كل ما في جعبتي، وأعيدوا إلي عقلي سليما معافا من كل ما حل به.

الفريد الدكتور / فريد..

أجزم إن لا أحدا قد تفرد بمثل ما تأت به من إبداع يستحق الدهشة، والإشادة.

احجز لي سريرا في مشفاك الرائع يليق بهوس في رأسي إسمه النساء.


حضرت لزيارتي بالمصح و لم تحضر خالي اليدين
بل جئت محملا بالإبداع و شرفت المصح بمشاركة مميزة للغاااااية
ثم اخجلت تواضعي بثنائك الكريم جدا فـ كيف بالله عليك
ارد الجميل
حجزت لك جناحا فاخرا في المشفى لكن العلاج من هوس النساء
لم يتم التوصل اليه بعد
والا لما كنا جميعنا هنا
تقبل مني كل الود و خالص التقدير

د. فريد ابراهيم
07-30-2017, 06:25 PM
سألني الطبيب عن حالتي ..
و قررت ان اجيبه بصراحة هذه المرة ..
فـ قلت له اني اشعر اني الانسان الوحيد
في هذا العالم و باقي البشر ما هم الا مجرد
كومبارس في مسرحيتي ..
و الاشجار و الحيوانات و باقي الاشياء ما هي الا ديكور لمسرحي ..
اشعر ان الله خلقني و لم يخلق غيري
و وضعني في هذا العالم الافتراضي لـ يختبرني انا فقط
و عزز هذا العالم الافتراضي بالكومبارس و الديكورات البديعة لتكون قصتي محبوكة الى اعلي درجة ..
و انت ايها الطبيب بـ هيئتك المهيبة و عيونك المتفحصة قد تكون مجرد وهم في رأسي
و قد ترتقي لتكون مجرد فردا من هؤلاء الكومبارس.
انت لست حقيقيا.
انت مجرد اختبارٌ سهلٌ عليَّ اجتيازه.
فنظر الي الطبيب بدهشة و لم يسألني عن الاختبار الأصعب ..
و ما كنت لأجيبه.
فبالرغم من كونكِ اكبر اوهامي
الا أنني لازلت اجد صعوبة في البوح بذلك ..

------------------------------

د. فريد ابراهيم
07-30-2017, 06:32 PM
الزميلة العزيزة سيرين
نواح في المدينة ودوائر العمر تنمحي خطوطها قبل أن تُقرأ
تابوت هذا أم صندوق اقتراع بكامل اناقة اليأس ؟
تساءل .. ثم ذهب يعلق روحه علي مسمار بجدار غرفته
وراح يبحث في جسدة عن بقعة دم كي يتأكد من موته

ما اروعه قلم امتشق وجهة الابداع
د \ فريد ابراهيم دمت والضياء
ود وياسمين

دائما ما يأتي حضورك مصحوبا بالابداع و الدهشة ..
اتمني ان يستمر غيث قلمك في الهطول علي سقف هذا المصح ..
فـ المجانين بالداخل ينتظرون كل قطرة ..
تحياتي و كل الود

سيرين
07-31-2017, 10:20 PM
أنا لست من اللصوص ولا أقوى علي الاستهلاك في مدنكم
لقد اتتني رسالة من وزير الاسكان
حين قدمت علي شقة من شقق محدودي الدخل
فكان رده : أننا سنعود الي زمن الخيام تحقيقاََ للمؤامرة الكبرى
التي احتلت صدارة الدوري
وأتيت الي مستشفاكم بصفتي من لجنة التحقيق
لسؤال المجني عليهم بعنابركم عن من أطفأ عليهم زر الحياة ؟
فتحت الجلسة ونادي علي اول ضحية ...

\..:icon20:

د. فريد ابراهيم
08-01-2017, 05:39 PM
الزميلة العزيزة رشا

ﺃﻛﺘُﺒُﻚَ ﻓَـ ﻳَﻐﺪﻭ ﺍﻟﺤﺮﻑُ ﻃَﻠﺴَﻤﺎً
ﻳﺎ ﺃﻧﺖ /
ﺗَﺮﺟِﻤْﻪُ ﻓﻲ ﺇﻓﺎﻗَﺔِ ﺍﻟﻌَﻘﻞِ ﺟُﻨﻮﻥ

تحياتي لـ جنون حرفك

دمت بخير و سعادة
و دام حضورك .. سامقا

د. فريد ابراهيم
08-03-2017, 06:28 AM
بعد جلسة قصيرة مع الطبيب ..
تم تجديد احتجازي لـ فترة جديدة ..
ظل هذا الخبر يستعر في رأسي كـ جمرة يغلي بها عقلي ..
و يستشيط لها غضبا .. و بمجرد عودتي من عنده .. انتقل غضبي الي غرفتي ..
فـ اخذت تدور بسرعة شديدة و تهتز بـ ارتجاجاتٍ عنيفة .. تتزلزل في مخاضٍ لـ بركانٍ مهول
و فجأة ساد السكون ..
و انعدمت الجاذبية ..
و بدأ كل شيء في الغرفة يطفو .. حتي الاثات صار يطفو في هواء الغرفة ..
و معهم بدأت أطفو بدوري ..
زجاجة المياة كانت معلقة في الهواء و انقلبت و لم ينسكب الماء منها ..
بل أخذ يشكل كرات ترتفع لأعلى ..
امتلكني الرعب لوهلة .. و اخذت ارفرف بأجنحة وهمية و احاول السباحة وصولا الي النافذة ..
و ما أن وصلت اليها و نظرت من خلالها .. انتابتني دهشة عظيمة اقشعر لها بدني ..
فـ لقد رأيت الكرة الأرضية بـ لونها الازرق الساحر .. تدور بـ بطءٍ وقور .. في فضاءٍ شاسع
فـ عرفت وقتها أنهم قد يستطيعون احتجازي جسديا ..
لكن روحي سـ تبقى حرة ..
و عقلي سـ يظل دوما قادرا على إذابة كل الابواب و القضبان ..
سـ يترك لهم الأرض بما فيها ..
و يحلق في فضاءٍ لا نهائي ..

------------------------

د. فريد ابراهيم
08-04-2017, 08:42 AM
الزميلة الغالية رشا

عَباءَةُ العقل مُهتَرئِة
فـ لنُدثّرنا عباءَة الجنون !
امنَحني حقَّ اللّجوء لِـ شَواطئِ شَغَبِك
نازحةً لستُ ألوي المِضيّْ إلّا إليكَ/منك

الدوران حول مركز واحد يفقدنا الاتزان ..
و التجذر في تربة واحدة .. يجعلنا عبيدا لـ مطرها و جفافها
و رغم ذلك .. أدمنت قلوبنا التوحيد

لك التحايا و عظيم الود

رشاد العسال
08-04-2017, 11:18 AM
الأرض تدور حول الشمس بسرعة 360 وحدة زمنية، وهناك أيضا امرأة تدعى النسبية هي أيضا تدور حول الشمس، وبسرعة متضاعفة عن دوران الأرض، ولكن في إتجاه معاكس لدوران الأرض، ما زلت لا أعرف حتى الآن من منا ( أنا، وتلك المرأة ) يطارد الآخر في الإتجاه المعاكس لدوران الأرض!.

د. فريد ابراهيم
08-05-2017, 04:05 AM
الزميلة العزيزة سيرين

أنا لست من اللصوص ولا أقوى علي الاستهلاك في مدنكم
لقد اتتني رسالة من وزير الاسكان
حين قدمت علي شقة من شقق محدودي الدخل
فكان رده : أننا سنعود الي زمن الخيام تحقيقاََ للمؤامرة الكبرى
التي احتلت صدارة الدوري
وأتيت الي مستشفاكم بصفتي من لجنة التحقيق
لسؤال المجني عليهم بعنابركم عن من أطفأ عليهم زر الحياة ؟
فتحت الجلسة ونادي علي اول ضحية ..

اضحكتني كثيرا هذه المشاركة ..
القت بي في ربكة مدهشة ..
العجيب انها بكل ماتحوي من ربكة و تشتت ، تصف حالنا بدقة بالغة
ترى من أطفأ علينا زر الحياة؟ .. القدر أم خوفنا ؟
جشع الخونة أم يأس المخلصين ؟
لك المودة زميلتي.. و (for sure) ياسمين

د. فريد ابراهيم
08-06-2017, 06:04 AM
الزميل الغالي رشاد


الأرض تدور حول الشمس بسرعة 360 وحدة زمنية، وهناك أيضا امرأة تدعى النسبية هي أيضا تدور حول الشمس، وبسرعة متضاعفة عن دوران الأرض، ولكن في إتجاه معاكس لدوران الأرض، ما زلت لا أعرف حتى الآن من منا ( أنا، وتلك المرأة ) يطارد الآخر في الإتجاه المعاكس لدوران الأرض!.

الحالة تتطور و تتدهور .. و الهوس يأكل من جماجمنا بـ ملعقة صغيرة
يفرغها من لُبها .. و يحشوها بـ عطورهن الباريسية ..
فـ نصبح لـ نجد رؤوسنا على مرآة تبرجهن ..
و نمسي لنجدها في حقائب يدهن ..

دمت بـ كل خير

د. فريد ابراهيم
08-10-2017, 10:38 AM
لماذا انا ؟ ..
لماذا انتِ ؟ ..
لماذا هنا ؟ ..
و لستُ معكِ ؟ ..
يوما ما سأعرف اجابات الاف الاسئلة .. التي تبدأ بـ لماذا ..
و لا تنتهي ..
يوما ما سـ أعرف قصتي .. و أسباب نكستي
يوما ما سـ تتجمع أجزاء الاحجية .. لـ ترسم تعريفا لـ هويتي
أو ماهيتي ..
-------------------------

د. فريد ابراهيم
08-31-2017, 08:39 PM
الانفصام .. عن صوتكِ و انفاس صدركِ
التوحد .. مع ذكراكِ و ما تبقى من صوركِ و عطركِ
التخلف .. عن تحقيق أملي بالذوبان في روحكِ
رهاب الاماكن العالية .. كـ سمواتك
رهاب الاماكن المغلقة .. ک بيتي من دونكِ
رهاب الشك .. انك سعيدة مع غيري
الارتياب .. ان اله الحب قد مات قبل ان يخلق اخر فصول قصتنا
كلها أعراض ترسم تشخيصا لحالتي ... و الدواء في يد رجل اخر

يزيد الحقباني
08-31-2017, 08:59 PM
متى مواعيد الزيارة هنا ؟!!
أم أنها ممنوعة لخطورة الحالات هنا ،،
حيث لا حدود للمعقول ،،
ولا حواجز بين المجانين - عفواً - بين المبدعين

د. فريد ابراهيم
09-07-2017, 05:21 PM
متى مواعيد الزيارة هنا ؟!!
أم أنها ممنوعة لخطورة الحالات هنا ،،
حيث لا حدود للمعقول ،،
ولا حواجز بين المجانين - عفواً - بين المبدعين

تفضل بزيارتنا في اي وقت تشاء .. اخي الفاضل
فقط اترك عقلك بالمنزل و تعال .. ههههه
جزيل الشكر على المرور و المشاركة الرقيقة
تحيات و كل الود

د. فريد ابراهيم
10-15-2017, 04:33 AM
اليوم سمح لي الطبيب بالتدخين
أتصدقون هذا ؟؟؟
اصبحت أدخن تحت إشراف طبي ..

سيرين
10-15-2017, 09:24 PM
احتضن تمتماته امام مائدتهم الفاخرة للثرثرة وقال لنفسه :
سوف احرمهم مني واذهب للسهر مع جمهوري الوحيد " الجنون "

\..:34:

رشا عرابي
01-23-2018, 08:27 PM
حتى الزّفرات لها أقفال
تتعلّق في أعقاب سؤال

بِ كيف الحال ؟!

د. فريد ابراهيم
03-25-2018, 06:02 PM
لازلت مدينا لك بكتاباتي..
فـ انت من أعطاني الورق..
و انت سبب كل هذا الهراء الذي يقطر من قلمي..

سيرين
03-31-2018, 07:32 PM
يا اهل الدار .. ظل يهذي ان قرون العصافير استطالت
وباتت تمنعها من إلتقاط حبوب القمح من الارض
طاردوه وامسكوا به وهمسوا في أذنه ماجعله يصرخ بجنون :
أنا .. شبه شاروخان .. إزاي وأنا لابس بيجامة كستور شعبي ؟!!

\..:15:

رشاد العسال
03-31-2018, 07:48 PM
تباً لي!، بل سحقاً لي!.. لأنني أحب الجنون، أو بالأصح أمارس الجنونأقتنيت قيثارة جديدة في حين إني لا أتقن العزف.. لا علم لي بمراتب الوتر، ولا أعرف أين يقع منها ذلك الوتر الرَّخيم!.. ما أشبه قيثارتي بتلك العذراء، وما أشبهني بغرٍّ لا يعرف كيف تُفضُّ البكارة.. لا بد إنها غاضبة مني!، ولكن لا بأس، فوجودها بجانبي، وفي وحدتي جمال في حد ذاته، وصمتها الخجول يزيدها في ناظريَّ جمالا فوق جمال، إلا إنها أيضاً تشبه امرأة جميلة إن مالت برمشيها نحو الوجنتين غضاضة أرتني كيف تُجَنِّح اليمامة فوق الحقول، وإن عضَّت شفتها توعداً رسمت لي البرد على زهر الأقاح بعد المطر.

كريمه السالمي
04-05-2018, 12:14 PM
‏قد أكون مجنونًه
لكن الشيء الوحيد
الذي يبدو أنني تأكدت منه
انني لست ضمن الأحياء ولا المعدومين
أعيش بمزاج قاتل حاد وملوث

ايمَــان حجازي
09-12-2019, 09:58 AM
بتاريخ اليوم تسجيل للجلسه الاولى بمشفاكم

كانت لعنتى منذ ان بدأت بكتابه بردياتى
لا ادرى ماذا اعترانى لملمت اوراقى وكى اعيش ما اكتب
ذهبت الى اجدادى استشيرهم ببدايه بردياتى
دخلت من البوابه وكان الحارس نائما كاعادة
ف بمقابرهم يتجلى الخيال
وتسمو الروح بلقياهم انظر اليهم بعمق
فما اكاد القانى الا وانا اخلع الاكاليل الزهريه
من فوق راسى وارى ظلى المعكوس بمرآة اجدادي
يقف خلفى اراه فى سكونه المعتاد اقول مخاطبه اياه
ربما لم يحدث ان اتفقنا من قبل وربما لن نفعل
ربما سيدوم الخلاف فهو قدرنا نحيا نتحرك نتجول
حتى نتعارك وعلى اى حال تشبهيننى شكلا
واحداً مع اننا فى قمه التناقض
فلما تهربين منى دوما اما ان لنا ان نتصالح
ونكون ان وانت وجه واحد بمرآتى
ولما تهربين من سؤالى دوما هل نحن تؤمان
احياناً اراكى بنفس ردائى واخرى تتفلتين وتهربين
اما ان لكى انً تعترفين لما ها هنا تتلصصين

اين انتِ تختفين كدوما فجأة بدون سابق انذار

ايمَــان حجازي
09-12-2019, 10:16 AM
لم تكن لى علاقه بالتخيلات التى
رسمتها لغرفتى داخل عقلى
ستائر قاتمه السواد
وسرير واحد وادويه كثيرة
ولكن حين جلبتنى الممرضات الى
داخل الحجرة الصغيرة مكبله واجلسونى
توجست خيفه اين انت يا صديقتى
لما تتركينى الان اعترانى الخوف
ونهشت اعماقى انياب الوحدة
وحين صمتى بداخلى اختفت صورتك بالمرآه
واصبح وجهى شاحب اللون لم انم مطلقاً
ها قد تسلل ضوء الفجر على استحياء
يرمق غرفتى عبر الستار الداكن

ومن ثم سمعت صوت اقدام
اهى انتِ يا جميلتى هلا اتيتى
لن ارفض لكى طلباً بعد الان

ايمَــان حجازي
09-12-2019, 10:38 AM
صمت انا للحظات استرق السمع
سمعت صوتاً يقول حسنا لا تنس موعدنا اليوم
اخذتنى الدهشه صوت رجل
تنفست بهدوء فعاد ليكمل اين الملف
لما ملف هذه الفتاه فارغاً
رفعت حاجبى متعجبه عمن يتكلم
تباً له هل يقصد صديقتى
الهذا اختفت ولم تعد حتى الان
ثم عاد الصوت متسائلا لما ملفها شبه فارغ
هل هى حاله جديدة او صالحة للتقييم

اردت الصراخ اين انا كنت اعتلى السرير النقال
لاادري الى اين سيأخذونى

ايمَــان حجازي
09-12-2019, 11:07 AM
رغما عنى اندفع الدم الحار بجسدى ولكن ما ان رايتها بجوارى
هدأت نبضاتى ثانيه كانت ترتدى
ذات الرداء الابيض البسيط فبدت كالملائكه
ابعدت عينى وقد شعرت باحمرار وجهى
وكانت الومضات الكهربائيه تصعق خلايا عقلى
ارغب بالصراخ والركض بعيدا

ايمَــان حجازي
09-12-2019, 11:13 AM
عاودت النظر اليها
فقالت بصوت منخفض اكاد اسمع هسيسه
فشلتى بالانتحار مرة تلو الاخرى
اريد ان احصل على اجابات
لن اطيق الانتظار للغد
هل ستأتى معى ام لا
فقلت لها عجزت عن ايجاد الارادة لشرط يدى
او ابتلاع الدواء
الرغبه تصرخ بداخلى حتى اصمتتنى
وخزة ابرة الممرضه
فبت فى سبات عميق

ايمَــان حجازي
09-12-2019, 11:26 AM
زارتنى مرة اخرى ولكنها هذه المرة كانت مبتسمه
قالت لى قد امتلكتى كافه المفاتيح وللمرة الاولى
انتى حرة طليقه
ارى الان احمر الشفق اعانق النجوم
حصلت على الشروق والغروب فى ان واحد
لذا لم اعد ابكى لم اعد احترق حين تراودنى الهموم

مر عابر قربنا كنت على وشك التنفس ولكن اطبقت
صديقتى يدها فوق معصمى وانساب صوتها متوترا
سيأتى بعد دقائق على الذهاب الان
بالمره القادمه سنذهب سويا

اختفت كعادتها وتركتنى

ايمَــان حجازي
09-12-2019, 11:35 AM
انا الان فى حاله غضب عارمه
بدأت بتمزيق اوراقى وقذفت بجميع الاشياء ارضاً
وجدت هاتفى فتذكرت لما لا اهاتفها علها تاتى
ولمست ازرار هاتفى وسألتها بلطف
هلا اتيتى فقالت موعدنا بالخامسه
فرحت اطير فرحا ها قد وجدت وسيله اتصال ما بيننا
وفجأة وجدتها امامى فعاتبتها لم دوما تغادرين
مسرعه دون وادع

فقالت اتركى الغضب جانبا معى ضيف يريد رؤيتك
سأناديه واذا به يدخل هو بشحمه ولحمه يااااه
كم اشتقته

مد يده حتى اسلم عليه
ومددت يدى على استحياء

ايمَــان حجازي
09-12-2019, 12:28 PM
رمقته بنظرة عميقه
ما هذا السواد اللذي يحاصر عيناك
ام هى ضريبة السهر
وسألت ثانيه لم انقطعت رسائلك
عنى افتقدتك بقدر ما اذيتك
لا اعرف لماذا اسعى اليك بضراوة وحينما اجدك افر هاربه
فقطع حديثى قائلا
لم انسك ولو لحظه انت من ابتعدتى
عنى وها انا الان بجوارك لن اترككى مجددا
قطع حديثنا الم انتابنى بشده
شئ بشبه وخز الابرة

وسمعت صوت ينادينى
كيف حالك الان
لم نعرف لك اسماً او عنوان
كى نتصل باحد من عائلتك
انتى المريضه رقم 29


سمعته يتكلم مع الممرضه
الم ياتيها اى زائر حتى الان
فقالت لا
شعرت بشبه اغماء ورحت بثبات عميق

ايمَــان حجازي
09-12-2019, 12:40 PM
اكاد افيق مع خيوط الشمس المتوهجه
اشعر بالساعه تقترب من الواحدة ظهراً
اين هو ذهب عنى واين صديقتى
وودت ان اطلق عليها اسما غير الاسم
المتقرن بى منذ طفولتى ايمان
سأطلق عليها ايزيس

صغط بجرس صغير بجانبى
اتت الممرضه ملبيه فقلت لها
هل سأظل حبيسه هنا داخل هذه الغرفه
لم انلقى رداً صريحا
وبابتسامه قالت لى جيد انك استفقتى
فمنذ يومان وانتى فى شبه غيبوبه

ايمَــان حجازي
09-12-2019, 01:55 PM
الممرضه
لم اعرها اهتماماً اظنها تهذى
او انها تتكلم عن احد من المرضى
بعد ساعتين ونصف ادرت رأسى
فوجدت صديقتى بجانبى هززت راسى فى بطء
وقلت لها الان تاكدت ان هذه الممرضه تتكلم عن شخص اخر غيرى
فقالت لى مازلت عند رهانى بكِ عندما تدق الساعه ستتراجعين
كعادتك لن تقدمى على الانتحار
تبسمت لها قائله
المنتحر الحق يكون قد مات من زمن طويل قبل اتخاذه
القرار بالانتحار الفعلى

ثم من اين لكِ ان تتاكدى حقا باننى على قائمه الاحياء

ايمَــان حجازي
09-12-2019, 02:26 PM
لم تمض سوى سبع دقائق
وصوت ايزيس يغتال الصمت من حولى
هل تتذكرى المره الاخيرة عند البحر
عندما اقدمت على الشاطئ
كى ترتمى بين احضان الموج
اجل اتذكر اننى قابلته بتلك اللحظه
وخاصة عندما تابعنى بخطوات هادئه
كان يرمقنى بتلك النظرة عندما تنغرز قدماى بالرمال
تابعنى بصمت ولكننى شعرت به ولم ابدى ذلك
حتى تعثرت وانا التقط صدفه القاها البحر
على شاطئه فى اهمال فنهض متجها الى
يحملنى برفق وقال كونى حذرة ف الرمل هنا
عميق وابتعدى عن هذى المنطقه فان بها دوار

ازلت ساعديه عن خصرى وقلت له كيف تجرؤ
كيف تفسد على لحظات الوداع
الا يستطيع احد الانتحار بسلام

ايمَــان حجازي
09-12-2019, 11:25 PM
اتذكر كل شئ وكانه حدث الان
اكملى اكملى
تنفست بعمق وتنهدت وتذكرت
عندما كان يعطينى شيئا من انفاسه لاحيا بها
لكننى وللان لم اعرف كيف عثر
هو على جثتى فوق المياه

عندما استعدت انفاسى طاردة
مياه البحر المالحة التى تخللت رئتاي

سألته اجل اجل اتذكر يا صديقتى رايتك
تنظرين خلال عيناه وتضيعين فيها
لاحظت ذلك وحتى جميع المارة اللذين شهدوا
انقاذه لكى قد شعروا بذلك ايضا

فانتى قد اطلتى الوقوف والنظر اليه على غير المألوف

حقا لم اشعر بذلك تماما كنت اعتقد
باننى فارقت الحياه وكاننى فى الجنه
ورائحتها تتخلل انفاسى
لكن يظل السؤال عالق حتى الافاقه

ايمَــان حجازي
09-12-2019, 11:50 PM
ليس ثانيه
ليس ثانيه
اسمع صوتك امازلتى تسالين ايا حبيبتى
كم مره القيها على مسامعك بت اعتقد انكِ تحبين سماعها مراراً

سأحكى لكِ من البدايه فمنذ خمسة اشهر كنت هناك على نفس الشاطئ
فبعد ان ذهبتى عنى تبعت خطاكى ولكن حافظت على مسافه ما بيننا
كى لا ترانى عيناكِ انه ذلك القلق الذى يعبث بمؤخرة رأسك فتشعر
انك فى الاتجاه الخاطئ وما بين التشاؤم والامل يحتار كل شئ
كسيف مسلول كنت اركض بسرعه لم استطع بلوغك حتى وصلت لنهايه الممشى
وكأنى ابحث عن قلبى حتى رأيتك

رأيت جثه طافيه بلا حول ولا قوة رداء ابيض كالملائكه
تحركه الامواج بلا ادنى مقاومه

سقطت على ركبتاى وانا فى حاله عدم تصديق
الم لا يحتمله بشر اعترانى
وكأن سكينا بارداً قسمنى نصفين بضربه غادرة
نظرت للبحر وقلت لن اسمح لك بان تاخذها الان
وقفزت فى البحر ارتطمت بمياهه الباردة بعنف
وكأننى استرقك منه عنوة

حتى وصلت الى الشاطئ وحاولت انعاشك ببعض
من انفاسى التى كادت تلفظنى بقوة
اعتقد انك هناك شئ ما جلبنى
للشاطئ فى ذلك التوقيت تماماً

ايمَــان حجازي
09-12-2019, 11:56 PM
الحاديه عشر مساءاً الان
هل تفرق حقا ستون دقيقه

فهذا الوقت مناسب تماماً
لاستقبال زوارى فالمشفى الان
فى قمه الهدوء

ايمَــان حجازي
09-13-2019, 12:06 AM
حقاً افسدت كل شئ منذ الوهله الاولى
لماذا لم تدعنى امت فى سلام
لا تنتظر منى ان اشكرك
فانا العن اليوم الذى رايتك به فمنذه وانا لا اتخذ
قرار صحيح للموت
جعلتنى امر بكل هذا العذاب والرعب
اقابل الموت كل يوم غير انى على قيد الحياه

لماذا تنظر الى هكذا
فقال لم يتعلم قلبى بعد اى طريقه اخرى للنظر لكِ

ايمَــان حجازي
09-13-2019, 02:09 AM
الغرفه رقم (29)
استلقيت احدق ف الوعى واللا وعى
باغتنى الموت دون استذان
على عكس حالى الان لدى كل ما احتاج اليه
كى استجلب الموت الان كل ما احتاجه هو خطوة
واحدة للسقوط

اردت الصراخ الى كل الاصوات برأسى
رجاءاً اهدؤا اغمضت عينى عن الوجود قليلا
فغزا الالم الحارق جسدي وبالفعل هذه المرة صرخت

ايمَــان حجازي
09-13-2019, 02:33 AM
عشت بين نوم واستيقاظ ونوم اخر
وددت لو طال حتى يبتلعنى فلا
اعود الى تيه الواقع مرة اخرى
لم اسمع صوته اليوم
ولا صوت ايزيس
عجزت عن الاستيعاب فى بدايه الامر
لكنه لم يمنحنى حتى حقى فى الفهم
صوت اخر براسي يقول
اظنها وساوس شيطان
انتظرت عودته الم بى التعب
خشيت الالحاح كى لا اخسره

د. فريد ابراهيم
09-13-2019, 02:42 AM
..




مضى وقتٌ طويلٌ منذ اذيتُ نفسي اخر مرة ..

فمنذئذٍ لم التقيها ..







..

ايمَــان حجازي
09-13-2019, 02:52 AM
ليل حالك السواد
داخل حجرات المشفى وعلى شراشف البيضاء ان تخزن الالم
هل بوسع هذه الجدران الاحتفاظ بصدي الصراخ
او نداء يائس
ربما بهذه الحجرة الى جوارى مريض بائس
يتأمل السقف منتظراً الخروج

ف الواقع لا شئ على ما يرام

د. فريد ابراهيم
09-13-2019, 03:03 AM
..




السكون يخنقني بهوائه الثقيل ..

يجثم عليّ كـ سُترتهم البيضاء البغيضة .. ذات الاكمام الطويلة

ماذا يضيرهم ان كورتُ قبضتي و هشمتُ عظام وجهي ؟!

و ماذا يضيرهم ان رقصتُ (الصالصا) على لحنٍ (كُلثومي) ؟!






..

رحيل
09-13-2019, 03:56 AM
لم أجد سوى حجرة مسمطة
لذا سأعود لاحقا حين تتوفر حجرة شرحة وهواها بحري والشباك من تحته بيجري النهر(:

رحيل
09-13-2019, 04:23 AM
في هذه اللحظة وأنا أتصفح هذا الجنون الذي اعتدلت معه موازين إعجابي ..
بينما أنا متكأة على وسادتي إذا بمصباح السقف ينطفأ فتركت جهازي جانبا وذهبت أتفقد مفتاح المصباح لعل أن هناك خللا ما ..استمر إضراب المصباح عن الإشعاع ..رهبة الظلام أرعشتني قليلا ..تجاهلت الأمر واستبدلت ضوء الغرفة بضوء الممر المقابل للغرفة وتركت الباب مواربا قليلا ..وعدت أتكأ على وسادتي ..وكلي شغف باستكمال قراءة افكار المجانين هنا وبالأخص كبيرهم أ .فريد وهو حقا فريد من نوعه في هذا الجانب بالذات .. وماهي إلا دقيقة فإذا
بمصباح الغرفة يضيء من جديد ..اطمأنيت وبدأت هنا الكتابة ..
بسم الله انطفأ النور مرة أخرى .. بدأ الخوف يهز عظامي ..توقفت عن الكتابة نظرت الى الأرض فإذا بقطع نقدية لم ألحظ وجودها في المرة السابقة مصطفة بشكل قُطري يشبه اصطفاف تلك الدوائر التي نضعها بالتبادل مع x .. تجاهلتها وقمت بإقفال مفتاح الضوء لأرتاح من لعبة المصباح معي ..
لا أدري لعل روح صاحب هذه الحجرة كانت تقول لي تفضلي فارقي من غير مطرود (:

..
تصبحوا على خير ..وبكامل قواكم العقلية 😊🌷

ايمَــان حجازي
09-13-2019, 10:05 AM
القديرة /. رحيل
صباحك جنائن من الورد تُهديكِ شذاها

حُييت غاليتى على وعدٌ منى بزيارة حجرتك المسمطته
واذا لم استطع فك وثاقى فعليكى ان تبتسمى اذا
وجدتى نافذة الغرفه مفتوحة وتنفسى ببطء
كى لا يذوب طيفى الزائر ويذوى سريعا

ود
🌹

استفسار هل انتِ
بالغرفه المجاورة

ايمَــان حجازي
09-13-2019, 11:09 AM
إبتدأ اليوم بخلاف مع ( رائد)
وشجار مع ايزيس

عن رائد فالخلاف
فقط لاننى اردت الاطمئنان عليه

اغمضت عينى ووضعت يدى على وجنتى فى بؤس
وقاطعتنى ايزيس قائله ما الذى يحدث لكِ

فقلت لها تحياتى للشيطان الذى يوسوس بداخلى
فهو يملك ارادة من حديد يعرفنى على قدر من العصبيه

اتعلمين ما الخطأ اننى تركت رائد ياخذ جانباً من عالمى
والخطأ الاكبر اننى اعتدت وجوده الى جوارى

لكن عالمى الذى كان قد شارف ركبه على الرسو
انهار بالكامل ودفعه واحدة

وبدأ فجر الغروب يتملكنى تاركاً الفرصه للاحمق
خلف ضلوعى كى يجمع شتات نفسه

ايمَــان حجازي
09-13-2019, 11:41 AM
أغمضت عيناى مفضله الصمت
حاولت اجبار قلبى على تَقبُل ما حدث
من تجاهل لوجودي وكينونتى

ولكن قدرتى كانت تتوقف عند
استحضار اللحظات الحزينه

ابتسمت ايزيس وقالت
اخبرينى بانك لم تحاولى ايذاء نفسك
فقط لتستعيدى ذلك الشعور بقربه منكِ

فاجبت كنت سافعل لكن ايذاء نفسي ليس
الطريقه الصحيحة لاستحضاره

تنهدت بعمق
ابتسمت
حتى كاد صدي
ضحكاتى يعانق
جدران غرفتى
ومن ثم انفلتت دموعى
رغماً عنى

استكملت ايزيس حديثها
بدأت أتأكد انكِ مجنونه

فابتسمت بمرارة
للاسف لا

لا لم يتغير بى شيئا سوى اننى
اصبحت ساهمه أكثر واقل حديثاً

د. فريد ابراهيم
09-17-2019, 01:51 AM
بعد جرعات مكثفة من عقاقيرهم اللعينة

التي اوصى بها طبيبهم الروتيني الرتيب

قال ( ستساعدك على تنظيم افكارك)

قال ان افكاري كثيرة و مشتتة و أن رأسي لا يمكنها استيعابها في ان واحد ..

و بالفعل هدأت افكاري و اصبحتُ اكثر رتابة و روتينية من هذا الطبيب التقليدي المسكين

اصبحتُ اجر قدماي عبر الردهة .. بلا ثقة ولا زهو

و صرت فردا من القطيع ..

فـ أين انا ؟ .. أين ذاتي الحقيقية ؟

و كيف يمكن لعقارهم ان يغير طبيعتي .. و كينونتي ؟

أن يَصُبّني معهم في نفس القالب رغم أنني انصهرت في بوتقة اخرى

و يَصُكَّني معهم كعملة واحدة

الذهب كالفضة و كالقصدير و النحاس

الناس معادن .. ( هكذا قال المثل القديم )

فـ تبا للعين التي لا تُميز النفيس ..

و بينما كانت روحي تحلق فوق جسدي المتهالك المنحدر عبر الردهة

رأيت هذا الشيخ المسن .. كان يبدو مسالما في جلسته .. نعم .. يبدو أنه الوافد الجديد

سمعت عنه .. و سمعت أنه مصاب بـ الزهايمر

فـ اتجهت نحوه مباشرة .. و نظرت في عينيه

فقال مبتسما : هل اعرفك؟ من انت ؟ ما اسمك ؟

فرددت مبتسما ايضا :

- لن تتذكره علي أيه حال .. فلتخبرني فقط كيف فعلتها ؟

- فعلت ماذا؟

- كيف فقدتَ رأسك ايها الوغد المحظوظ ؟

فقال مرتبكا :

- فقدت ماذا؟ .. اسف جدا .. فانا دائما ما انسي اين اضع الاشياء , بل و في بعض الاحيان انسي اني امتلك

الاشياء اصلا ..هل كان هذا شيئا مهما؟

- لا عليك يا سيدي .. انت على خير ما يرام

د. فريد ابراهيم
09-17-2019, 11:17 AM
في هذه اللحظة وأنا أتصفح هذا الجنون الذي اعتدلت معه موازين إعجابي ..
بينما أنا متكأة على وسادتي إذا بمصباح السقف ينطفأ فتركت جهازي جانبا وذهبت أتفقد مفتاح المصباح لعل أن هناك خللا ما ..استمر إضراب المصباح عن الإشعاع ..رهبة الظلام أرعشتني قليلا ..تجاهلت الأمر واستبدلت ضوء الغرفة بضوء الممر المقابل للغرفة وتركت الباب مواربا قليلا ..وعدت أتكأ على وسادتي ..وكلي شغف باستكمال قراءة افكار المجانين هنا وبالأخص كبيرهم أ .فريد وهو حقا فريد من نوعه في هذا الجانب بالذات .. وماهي إلا دقيقة فإذا
بمصباح الغرفة يضيء من جديد ..اطمأنيت وبدأت هنا الكتابة ..
بسم الله انطفأ النور مرة أخرى .. بدأ الخوف يهز عظامي ..توقفت عن الكتابة نظرت الى الأرض فإذا بقطع نقدية لم ألحظ وجودها في المرة السابقة مصطفة بشكل قُطري يشبه اصطفاف تلك الدوائر التي نضعها بالتبادل مع x .. تجاهلتها وقمت بإقفال مفتاح الضوء لأرتاح من لعبة المصباح معي ..
لا أدري لعل روح صاحب هذه الحجرة كانت تقول لي تفضلي فارقي من غير مطرود (:

..
تصبحوا على خير ..وبكامل قواكم العقلية 😊🌷


تشرف مشفانا المتواضع بمرورك و تواجدك الكريم
و اهلا و سهلا بك اختي الكريمة في كل وقت و حين
شهادتك اعتز بها و متابعتك شرف لي.. فكوني دائما بالقرب
و حين يحل الظلام لا تفزعي و اعلمي ان لكل صوت سبب
قد تكون قطة او صرصور اوصنبور مفتوح و منسي.. او لعله
مجرد شبح.. فلا تفزعي 😁

ايمَــان حجازي
09-17-2019, 11:01 PM
الساعه تقترب من الواحدة ليلاً

اليوم اول ايامى العاديه فى المشفى
فقد تركوا لى الحريه
بالتحرك بداخل المبنى
وبدأت تتسلل الى عقلى
الافكار ذهابا وايابا

دخلت هذا المشفى لافقدها
حياتى لا لاحافظ عليها

فكره الانتحار التى بدت مدفونه
تحت قيد المهدئات
طفت الى السطح

ما ان لمحت مشرطا صغيراً
نسيه هذا الممرض السمين الذى
مر من هنا ليغازل (مارى )
الممرضه الليليه
ارى الوقت مناسب الان كل ما حتاجه
هو الشجاعه لتحريك النصل على يدى بسرعه

خشيت الانتظار خشيت ان اصرخ بالم دون وعى
وخشيت رؤيه دمائى التى قد لا احظى بجمع شتاتها

سأتحرر الان ايزيس اتمنى
ان اراكى قبل
ان اودع العالم برمته
بدأت اشعر بالنصل الحاد يحز الجلد فوق عروقى
واحسست ببعض الدماء ساخنه
تسرى على يدى
اشعر ببرودة تغتال جسدي
اشعر بخدر

واكاد اسمع فتح الباب
واخر شى سمعته كان صُراخاً
اغمضت عينى وتركت نفسى لاذوب
حتى تتلاشى انفاسى

د. فريد ابراهيم
09-19-2019, 05:21 PM
ليست هلاوس .. انها افكاري

و قد اشتقتُ اليها الى درجة الجنون .. و لهذا ..

تفاديتُ اليوم اخذ جرعاتهم العلاجية المزعومة

فـ اسقطت الحبوب في كم سترتي و تظاهرت ببلعها ثم شربت كوب الماء

و نمت بعدها و ما هي الا بضع دقائق حتى افقت على كابوسٍ مفزع ..

شرايين رسغٍ مفتوحة .. تخرج منها عناكبٌ سوداء

(ما هذا الا نذير شؤم ..)

و سمعتُ الاصوات تعلو في الردهة خارج غرفتي

الجميع يركض في هيستيريا من الصراخ و الصخب .. فـ قفزت الى شُرّاعة الباب

- ماذا يحدث؟

-- حالة انتحار في الغرفة 29

(لكم اكره الأرقام الفردية .. و لكم تشعرني بالوحدة و العزلة)

وكأن هذا التَعِس كان ينقصه هذا الرقم المشؤوم

تُرى كيف بلغ هذا البائس هذا الحد من الغباء ؟

ان يفقد أعز بل و كل ما يملك : حياته .. في لحظةٍ يائسة


و لكن ..


- كيف فعلها ؟

-- بواسطة مشرط .. لا أدري كيف حصلت عليه

( يبدو هذا ذكيا .. ولكن.. )

- حصلت؟

-- نعم .. انها فتاة .. أتعرف تلك الفتاة السمراء النحيفة ذات الشعر الأسود القصير .. ذات وشم العنكبوت على الرقبة

و الكتف .. تلك التي تبدو دائما منعزلة

- لا .. لا اعرفها ..

(مهلا .. هل قلت عنكبوت ؟)



..

ايمَــان حجازي
09-19-2019, 08:53 PM
الساعة الآن الرابعة بعد الظهر
الشمس تُبكِر فى المغيب

مت للحظات تلاها بعث أسطورى حملنى نحو الضوء
بهدوء لم أرغب في النهوض
افترشت الأرض .. استحضرت الموت مرة أخرى
فحملنى مع الجسد شاب ثلاثينى شعره أسود

انفصلت عن العالم .. عن الأحداث
عن كل شيء رأيته أو فعلته في الماضى رغماًعنى
وغبت داخل دوامة رقيقة من اللذة
حبكها حول روحى شذا ذاك الغريب

كان حلواً كمستخلص زهرات الفل
عانقنى .. تغلغل الى روحى
تاركاً إيايَ فى حالة من التذبذب
تلاها إحساس ٌ عميق بالنشوة

لا لم يكن أوانى قد آن
عـدتُ بعد أن رأيت بوابات البرزخ بين عالمينا

وأعادتنى رائحة الشذا مرة أخرى
ارتجف جسدى .. عاد عقلى للعمل مرة أخرى
استسلمت وقررت النوم من جديد
ألم يفتك بى و برد قارس ٌ
واعـية للأنابيب البلاستيكية بأنفى وحنجرتى .. أشعر باختناق

حرَّكت رأسي من جانب إلى جانب أتوسَّل بعينيَّ أن أزيلى
تلك الأنابيب واتركينى أمُت ب سلام

سمعت صوتاً يقول :
أنت ِ غاضبة
لا أعرف إن كنتِ آسفة لما فعلته
أم ما زلت ِ مصممة على الموت

هذا لا يهمني فقط أن أقوم بعملي
أعطيكِ المهدىء حتى تزول عنك نوبة الغضب الهستيرية

أشعر بوخز الإبرة بذراعي
وما أكاد أفيق حتى أعود لأحلامي
والشيء الوحيد الذي أتذكره
ذاك الشذا العالق بروحى

لقد أُبقيت فى نوم اصطناعي إثر المنومات والمهدئات
وذلك ربما أثر على ذاكرتى قليلاً

بدأت فى بذل الجهد لأستعيد ذاكرتي
المشوشة وجلّ ما يمرّ بها

شعر أسود ووجه عابث
يرمقنى بكمٍّ هائل ٍ من الغضب
رافعاً حاجبيه متعجباً
ينظر على مضض وملامحه تكاد تخترق ملابسي
التي تمزقت فأظهرت جزءاً لوشم ذاك العنكبوت الأسود على رقبتي

د. فريد ابراهيم
09-20-2019, 01:15 AM
..




أين الحقيقة في كل هذا ؟؟

و من أين يبدأ الخيال ؟؟

عدتُ الى فراشي مسرعا .. و دسستُ يدي اسفل وسادتي

و قبضتُ علي حبوبي التي لم اتناولها صباحا .. فـ اخرجتها

و حدقتُ بها ..

( مضادات للاكتئاب .. و اخرى للهلوسة .. و مزيج من المهدئات )

ربما عليّ ابتلاعها و نسيان الامر برمته .. و عناكبه

ربما عليّ العودة الى رُشدهم و صوابهم .. بـ اجتراع عقاقيرهم التي تبغضها كل احشائي

فتصور فكرة ان حبوبا تتحكم بماهيتي و عواطفي .. يكفي وحده ليثير في نفسي قدرا مقيتا من الغثيان

فـ كيف لـ حلقي أن يستسيغه

( اووه .. اللعنة يا رجل .. لن ابتلع هذا الشيء )




..

ايمَــان حجازي
09-20-2019, 11:54 AM
بعد خمسة أيام

مضت على محاولتي
السابقة للانتحار
أتساءل ما إذا كانت هناك طريقة أسرع للموت

إذا كانت تلك الممرضة تستطيع تزويدى ببعض ٍ من الحبوب المنومة
أنا متأكدة أن قلبي لن يصمد هذه المرة

يا إيزيس عليك ِ أن تعلمي كم هو كريه أن تضطري
لانتظار الموت لا بد أن تساعديني

ظهرت الممرضة بالحقنة وقالت:
لا تهدري طاقتك .. أستطيع أن أحقنكِ بنفسي
أو كما تشائين
أطلب الحرس الذين في الخارج لمساعدتي

المخدِّر كان يعمل جيداً على ما أظن
لأننى لم أشعر سوى بالدوار

كان كتفي الأيسر مضمضاً بالكامل
ممتداً لذراعي بكامله
لا لم يكن هناك شيء أسفل الضمادات
ولا ذراع
هل فقدت يدى !
تسمرت نظراتي إلى الخواء الذى كان يوماً يدي
هل هي لعبة جديدة من ألاعيبهم القذرة في هذا المشفى !

استسلمت كثيراً لكن هذه المرة عجزت
أدركت أننى أصرخ بلا صوت
حتى كادت حبال حنجرتي تتمزق

والروح بدت تـفـرُّ من بين أصابعي

باغتني الألم فجأة
ضغت على أسناني وأغمضت عـينيَّ على كابوسي المفزع

الآن علمت لم َ تم حقني بهذا الكمِّ من المخدِّر

رحيل
09-20-2019, 08:35 PM
القديرة /. رحيل
صباحك جنائن من الورد تُهديكِ شذاها

حُييت غاليتى على وعدٌ منى بزيارة حجرتك المسمطته
واذا لم استطع فك وثاقى فعليكى ان تبتسمى اذا
وجدتى نافذة الغرفه مفتوحة وتنفسى ببطء
كى لا يذوب طيفى الزائر ويذوى سريعا

ود
🌹

استفسار هل انتِ
بالغرفه المجاورة

أهلا عزيزتي إيمان
طاب مساءك الجميل

اطمئني أنا بالجوار دائما أتنفس من نافذة بوحك

و🌷لقلبك الطيب .

ايمَــان حجازي
09-25-2019, 09:45 PM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-2573a7bb0e.jpeg (http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-2573a7bb0e.jpeg)


الجلسه ال ....... والعشرون
لم يبدأ التساؤل عن حالتي العقليه الا بعد
الكابوس الثاني عقب اسبوع من حادثه الانتحار

الليل جعل ظلام الحجرة حالكاً لكن الشرفة
المفتوحة كانت ترسل اضواء خافته

تحملها الستائر المتحركه الى الداخل سرت نحوها اتحسس
بصيص ضوء وينساب الهواء البارد حولى
مع كل خطوة تقربنى من الشرفة
الهدوء قاتل والصرخات داخل عقلى كانت اشد فتكاً
متيقنه اننى اقترب من شئ اكاد المحه

ساقاى ترتجفان لكننى واصلت
الى ان وصلت الى الشرفه
لمست زجاجها البارد بقبضتى
تمعنت بالنظر فوجدته خلف شرفته يراقبنى عن كثب
ملامحه ليست غريبه
وقفت فى الشرفه ارتقب عله ياتى الى هنا نتكلم سويا
او ربما اصرخ بوجهه
او لعلنى ساسأل فى هدوء
لما نظراتك ملتصقة بى هكذا
هل تعرفنى قبلا
اطلقت ساقى للريح عابرة باب الغرفة الى الخارج
حيث تعثرت بالممر ثم توقفت مكانى مفكرة

يمكننى الهرب سأكون بخير
سحبت وعى مرة اخرى الى خارج كابوسي واستيقظت
شعرت بالامل لثوانى انتابنى بعدها التردد على الا اهرب

هنالك خطب ما يمنعنى من الهرب عله يكون السبب
ذلك الشاب الواقف جوار النافذة
تذكرت قسمات وجهه
سقط قلبى سقوطا حرا نحو الاسفل حين رأيته
ازداد خفقان قلبى وكأن مؤقت انفجار
مزروع بين تلك الضلوع بداخلى
ومن جديد قطرة من الامل
تُبقينى حيه فى هذا المكان

ايمَــان حجازي
09-30-2019, 01:11 PM
الساعه الان تمام الثانيه صباحاً

 هل تفرق حقا ستون دقيقه


فهذا الوقت مناسب تماماً 
لاستقبال
زوارى فالمشفى الان 
فى قمه الهدوء
*
وصوت يغتال الصمت من حولى
لا اعرفه ولكنه ......!
قريب الى حد ما
( اعطيناها مهدئات كما امرت واخر عقار تم حقنها به منذ الصباح )
وننتظر ارشاداتك هى فتاه ثلاثينة حجزت مكانها فى المصحه الخاصه بك

فتبادر الى ذهنى بانه طبيبى المعالج
فنهضت جالسه على الفور

وضغطت على اخر مقطع من الجمله وقلت فتاه ثلاثينيه
وانا انظر اليه مباشرة كنت اعلم انها مبادرة غبيه منى لاثبت لهم
اننى اتماثل للشفاء ولكن يبدو انها ستوقعنى بالمشاكل

فطريقته بالنظر لى اثارت اعصابى فلم اجد بدا من حرق اعصابه
بدورى فقد رمقنى بنظرة ناريه اطلقت عيناه اتهاماً
صريحا لى ( بالجنون)
اذن اطلعت على ملفاتى ايها الوسيم
فأجبت بنظرة ذات مغزى اجل وستظل
عاجزا عن اثبات جنونى

استمرت حرب الاعين مستعرة
ثم اشاح بوجهه ليعبث باوراق فوق المكتب
وعاد ليكمل حديثه مع الممرضه
وكأن شيئاً لم يكن

ورفع رأسه ليرمقنى بنظرة المنتصر
قائلا قررنا تمديد وقت الجلسات
ابتداء من الجلسه القادمه

ايمَــان حجازي
09-30-2019, 04:06 PM
وسوسات تراودنى من حين لاخر
اطلقتها شحنه lsd الجافه فى عروقى
وها انا املك الجنون الكافى للحصول على ما اريد
انتظرت دون كلل مستغلة الوقت فى مراقبة المحيط حولى
رباه كم احب كونى على حق سمعت صوت احتكاك كرسى
الحارس بارضيه الممر امام غرفتى
ابتسمت برضا وانتظرت حتى اختفى الحارس
ثم انطلقت الى وجهتى ادرت مقبض باب غرفتى دون ان احدث جلبه
كان الطريق مفتوحاً تبعت الطريق وصولا الى سلم يقودنى
الى صاله الاستقبال لانه الطريق الوحيد المؤدى ل مكتب كبير
الاطباء الدكتور ( حمدى ) فهو منفذى الوحيد الى السجل الكامل
الخاص بى

كانت الممرات مقبضة والاضاءة الفلورسنته مرعبه
تفاديت النظر الى الابواب المفتوحه كى لا ينتابنى الرعب
والاهم الا يشعر بى احد

فالمؤسسات العلاجيه واحدة ما ان ينتصف الليل الا ويختفى جميع العاملين
منهم الحارس القابع بالممر الرئيسى للمكتب
فقد اختلى بلفافة التبغ بين اصابعه لتدخينها دون
استياء او اثارة شبهات حوله
كنت انكمش بجوار الجدار حتى لا يرانى
وما ان اختفى حتى احسست بالامان
فالممر فارغ تماما لان الحجرة منعزلة

كان المكتب مغلقا كما توقعت وكان مفتاحه
بخزانه زجاجيه مجاورة للباب
النظام يظل كما هو بالمؤسسات العلاجيه
اخذت المفتاح وضربات قلبى تتسارع واصابعى ترتعش
ودخلت المكتب اخيراً

ايمَــان حجازي
09-30-2019, 07:08 PM
لم اكن اهتم بما سيحدث لاحقا
او كيف ساخرج من هنا دون اكتشاف امري
كان على ايجاد ملفى فقط اود ان اعرف
التقرير الذى كتبه عنى

فتحت الادراج وعثرت على ملفات المرضى وسجلات العاملين ايضا
فوجدت ملفات عديدة ومن بينهم ملفان ف درج خاص بعيدا
عن باقى السجلات ولمحت اسمى على واحد منهم ففتحته

انسة فى الثلاثين من عمرها تم تشخيص حالتها
على انها هوس اكتئابى حاد وشيزوفرينيا
ونوبات عنف وبعض الاضافات الاخرى مثل جنون ارتياب ....الخ
لم تكن ذات اهميه

وعلى الهامش بخط اليد كتب
حديثها المتزن جذبنى ورغم انها بمصحة عقلي الا انها
ملاك قادم من الفردوس تُعانى بين البشر

فتمتمت
لعنه الله عليك يا حمدى اهكذا ترانى
مجنونه اذا فليكن سأُريك كيف يكون الجنون

ايمَــان حجازي
09-30-2019, 07:39 PM
كانت الادراج الحديديه تنتظر منى ان اتقدم وابحث
بينها بيد اننى لم اتقدم بل انتظرت جوار الباب
لاسترق السمع قبل خروجى
من الغرفه فقد ثارت اعصابى مما قرأت
سمعت صوت دكتور حمدى الجهورى يصيح من اسفل
حتى فى مكانى هذا كان بوسعى سماع سبابه ونبرات
الغضب بصوته فما كان منى الا ان ابتسمت رغماً عنى
فلا احد ممن اعرفهم يملك حساً دراماتيكياً اكثر منه

فخرجت مسرعة وكان الجميع فى الردهه يلتفون حوله
نظرت اليه سريعاً انتهزت الفرصة
وعدت الى غرفتى وتمددت بفراشى
وكاننى لم اغادره

ايمَــان حجازي
09-30-2019, 08:21 PM
كانت الساعه قد تخطت السادسه صباحاً
وبدأت الاصوات تعلو بين الممرات والاروقه
التفت نحو الجهه الاخرى من نافذة غرفتى
تذكرت قسمات وجه ذلك الشاب المتلصص
لكن تحديقى استمر رغما عنى
بم افكر لا اعلم ؟ لا ادرى !
لا اعلم حتى لما بقيت قرابه نصف ساعه
احملق بنافذته انتابنى شعور ممرض
بالرغبه فى الذهاب اليه
لكن فى الوقت ذاته تذكرت انها صورته هو اجل
ذلك الملف الذى كان بنفس الدرج مع ملفى
اجل نفس ملامح الوجه تماما

علامه استفهام كبيرة داخل عقلى لما ملفه وملفى بدرج واحد
لم احصل على اجابه شافيه ما زلت ضائعة دون اجابات

الن تأكلى شيئاً
قالتها الممرضة وهى تعقد يديها امامى
فوق المنضدة التى تعلو سريرى
على ما اظن بدى مظهرى بائساً
فاكتفت هى برجمى بنظرات اشفاق
لم اجبها بل اسندت رأسى الى ذراعى وانا اطلق صوتا
شبيهاً ب ( هممممم
دون ان اصغى بجديه لاى مما تقول ...!

ايمَــان حجازي
09-30-2019, 09:42 PM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-c288df4a5a.jpeg (http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-c288df4a5a.jpeg)

قضيت الساعات الاربع بغرفتى ضائعه دون تركيز
ومن ثم دقت الساعه الواحدة موعد تناول الغداء
ذهبت لغرفة الطعام

لاول مرة منذ ان دخلت هذا المكان

ايمَــان حجازي
09-30-2019, 09:55 PM
اللون أبيض “أوف وايت” الهادئ مع تداخلات اللون البيج
والبني في السجاد واكسسوارات غرفة الطعام والستائر أيضاً،
كما ال ستائر بيضاء خفيفة تضفي جواً من الخصوصية
علي الغرفة و في نفس الوقت لا تمنع دخول ضوء الشمس الرائع.
الكؤوس أو الأطباق عنصراً أساسياً بجانب
البوفيه اعطت الغرفة طابع الكلاسيك،
فهذا بالتأكيد ما تتميز به الغرفة
لكن جميع ادوات المائدة و الأطباق كانت بلاستيكيه
حتى لا تصبح مجرد سلاح فى ايدينا
اتخدت مقعدا بعيدا عن الجميع حتى
لا اكسر خلوتى بنفسى
ابتسم ببلاهة لمن ينظر الى منهم
وجميعهم يحدقون بى وكاننى حادث جلل

ايمَــان حجازي
09-30-2019, 10:07 PM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-d4796bf3d8.jpeg (http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-d4796bf3d8.jpeg)

اهلا بمبدعنا / سليمان عباس
ارجو ان نرتقى للذائقه

سيرين
09-30-2019, 10:32 PM
استيقظت اليوم خفيفة بجسدي صرت اطير ثم اهبط أمام مرأة الحائط
ياللهول شاهدت رأسي يصغر على مهل
تطلعت جيداََ في المرأة أنا بلا دماغ ما أجعلتي ايضا بلا عقل ولا تفكير
أنها النعمة التي احلم بها ما هذه السعادة
وداعا ايها الارق
وداعا وجع الراس
ولكن لكم ايها السادة هذا الاعلان الممول :
احتاج الي احد العقلاء يفكر عني ما احلاني انا بلا مخ

\..:icon20:

ايمَــان حجازي
09-30-2019, 10:49 PM
في هذه الفترة تمكنت من اغلاق جل مشاعرى
تجاه الكون باسره لم تعد الالام تُبكينى كما لم تعد
الافراح تسعدنى رائحة الزهور والعطر
عجزت عن استثارة اى مشاعر من اى نوع داخلى

مازلت جالسه بغرفه الطعام
العب كطفلة تلهو بالشوك والساكاكين
ارسم بهم امامى مربع او دائرة
واعيد تشكيلهم مرة اخرى

وفى يدى الاخرى مصاصة
بطعم الفراوله التى اعشقها

انظر الى الجميع فى غير اهتمام

د. فريد ابراهيم
10-01-2019, 01:09 AM
..



بعد قيلولة قصيرة .. افقت و الضجر يمتلكني امتلاكا ..

و الملل يستحوذ على كلّي ..

(حان موعد الغداء) ..

من له شهية لـ يأكل - على أية حال - في هذا المكان الأبيض البليد ؟

في هذا الهواء الثقيل ؟ و هذا الزمن البطيء الرتيب ؟

الوجوه المألوفة تفترش غرفة الطعام ..

وجوه بيضاء و اسنان مغسولة و ابتسامات إما مصطنعة أو مريضة

الود الروتيني الزائف يسيطر علي ارجاء المكان الكلاسيكي الفاخر

الذي - على فخامته - لم يُنسني للحظة أنني في سجن

و أننا مجرد نزلاء و ارقام في الكشوف

أي خدعة حمقاء تلك التي يلعبون ..

و كيف ستلهينا ستائرهم الحريرية و مائدتهم الابنوسية عن حريتنا المسلوبة

( الضجر يكاد يفجر رأسي .. أو اظنها اعراض انسحابية ..

احتاج بشدة الي دوائي .. )

ادرت نظري في الوجوه البلهاء المتجمعة .. كلٌ في شأنه

يتكلمون بهمهمة و يأكلون بلا صوت للملاعق في الصحون

(هه .. فالملاعق البلاستيكية خرساء)

الغضب برأسي يتجاوز حدود الجمجمة

و يغلي في العروق ..

اتوق بشدة الى الخروج من هنا

او الخروج من رأسي .. او جسدي

فـ انا اشتاق الي نفسي و كينونتي

اشتاق لأن أكون

أو لعلي احتاج الي المهدئات و مضادات الاكتئاب

الى بعض المسكنات و السكينة و السكون

احتاج الي ترتيب افـ... ( مهلا .. من هذه؟ )





..

بدرالموسى
10-02-2019, 12:24 PM
جنون التعري :

الجسد العاري لا يسقط منه شيء

عبدالله السعيد
10-02-2019, 02:52 PM
يرسم ظلا ويمسح إصبع ويضيف آخر
إلى أن إنتهى به المطاف في دورة المياه
وقتها فقط صرخ بعنف أمام الزوار والممرضة
التي أمسكت يده لتغرز محلول المسكن :
هذه الجروح لا تؤلم أريد أن أستحم وحسب

ايمَــان حجازي
10-02-2019, 04:29 PM
يرسم ظلا ويمسح إصبع ويضيف آخر
إلى أن إنتهى به المطاف في دورة المياه
وقتها فقط صرخ بعنف أمام الزوار والممرضة
التي أمسكت يده لتغرز محلول المسكن :
هذه الجروح لا تؤلم أريد أن أستحم وحسب

مشهد باذخ حد الالم 🌹

ايمَــان حجازي
10-02-2019, 08:38 PM
ممتنه للجميع وخاصة
القدير / صاحب الفكرة والموضوع
الدكتور فريد ابراهيم

الف شكر للجميع لمتابعة المريضه 29
وحقا استمتعت معكم احبتى
امتنان لكل من مر هنا
وحتى العابرون


ود لا يبور 🌹

ايمَــان حجازي
10-02-2019, 11:51 PM
مازلت جالسه بغرفه الطعام
تعمل وجوه الجالسين حولى موديلا لخيالى
ارسم الوجوه وأكاد احيانا بعد ان
انتهى منها اريها لاصحابها
قبل ان انتبه الى اننى رسمتها على
خامه لا يمكن اخراجها
فهى تقبع فى منطقة فى الدماغ
لا اعرف لها اسماً ....؟
رُحت انقر باصابعى على المنضدة
كأننى استفز ذاكرتى
لتساعدنى فى استعادة الصورة الاصليه
خصوصاً اننى لا يمكننى البحلقه
ف وجه ذاك الجالس امامى
امر على ملامحه سريعاً وانا ارواغ النظر
لاتجاهات عديدة
وفجأة تسمرت نظراتنا بلحظات
سريعه قبضت عليه ينظر
لوشم العنكبوت على رقبتى
وراحت ملامحه تدق بشدة على
جدران ذهنى على اسمه يقع
فالتقطته اجل تذكرت صورته

ذاك الملف وقسمات الوجه والاسم
الا اننى وبعيداً عن استرجاعات ذاكرتى
تنبهت فجأة واربكنى تعليقه
او بالاحرى الجمله الاولى التى
قطعت الصمت

بسؤاله اهذا وشم عنكبوت
كنت كمن يكتم رغبته فى الصياح
ابعدت خصلات شعرى عن وجهى بيد ترتجف
وكالعادة التزمت الصمت

فاعاد السؤال فى صيغه اخرى
اانتى الفتاه التى كادت توشك
على الانتحار
ما اسمك ..؟
رمقته بنظرة دون تعبير .!
لم يتسلل اليأس لقلبه
وسأل مرة اخرى ما السبب فى
ابتعادك عن الجميع وكراهيتك للبشر ..؟
لا ادرى ان كانت نظرة الاستياء
منه ام من تطفله زممت شفتاى
ولمعت عيناى غضباً ثم اختفت
اللؤلؤتان الحانقتان اسفل جفناى
ليكشف صوتى عن رجفة
حاولت اخفاءها وقلت مايا
اسمى مايا لا اعرف لما لم اخبره
الحقيقة ربما كنت افكر بانه يحاول استدراجى
ليخبر الدكتور حمدى اى معلومات عنى
هززت رأسى ومنحته نصف ابتسامه
لم اتحكم فى نفسى وجدتنى
اخرج سريعاً الى غرفتى
لافوت عليه فرصه الكشف عن
شخصيتى فلم اكن ادرك ان كان
فى حديثه سخريه ام تواصلا ودوداً

ايمَــان حجازي
10-05-2019, 12:35 AM
معظم الامراض النفسيه لها اسباب بيولوجيه
الى جانب عامل الوراثة وهناك عوامل اخرى
مثل التربيه ومعامله الاب والام

اعتذر منكم لم نتعرف بعد

فانا الدكتور حمدى الجارحى
لست افضل الاطباء ولكن لدى سمعه لابأس بها
على الرغم من ان اول اضواء الفجر تتسلل
على استحياء الا اننى لم اكن قد غفوت بعد

قضيت الساعات الخمس الماضيه سابحاً
بين الاصوات المنبعثة من المسجل لأفرغ ما دار
بجلسة الصباح مع المريضه 29
طالعنى اسمها المخطوط بعنايه بحبر
ماكينه الطباعه الاسود فوق
الملف الفارغ من صورتها على غير العادة

من انتِ
قلتهابصوت خافت مُحدثاً نفسى
دون ان ارفع نظرى عن الملف

كانت كل الامور طبيعيه باستثناء
شىء واحد

قبل ان اسأل عن شىء
قالت لنعقد اتفاقاً يا دكتور
بعقلى بدأ صوتها المخملى ينساب من جديد
شعرت ببرودة جافة تتسلل فوق عمودى
الفقرى فارتجفت رغما عنى

اعدت تشغيل الجلسه
لنعقد اتفاقا يا دكتور سأجيب عن اى سؤال
توجهه الى دون مراوغه دون الحاجه للبحث
عن وسيلة للاستنطاق

لكن بدورى سأسألك سؤال
انا الاخرى فى نهايه كل جلسة

وحين سألتها عن السبب
تصنعت عدم الاهتمام

كان بوسعى الرفض لكن بريق عينيها
اخبرنى ان لم اسايرها
فلن احصل على اجوبه وفى لحظة
تحولت كلمه لا بعقلى الى موافق
وكأننى وقعت عقدا شفهياً معها
ابتسمت هى بارتياح ثم بدأت الحديث

ايمَــان حجازي
10-05-2019, 01:57 PM
لم تكن ل ( المريضه29)
او ايزيس فهى تحب
ان اناديها بذاك الاسم بل وتصر عليه

لم تكن لها علاقه من قريب او بعيد
بالتخيلات التى رسمتها لها
داخل عقلى

سأكون مبتذلا ان قلت جميلة
ثم بدأت بوصف وجهها وانفها
وخلافه لكنها بالفعل جميلة
جميله بطريقة مثيرة للفزع

وحين اطلت التحديق اليها بادلتنى
النظر وعيناها السوداوين
اللتان طالعتنى بهما من بين
سلاسل الضوء المتناثرة حول
وجهها باغتت الكتلة العضليه
اسفل ضلوعى لوهلة
لكن قسمات وجهها تحولت من الدهشه الى الابتسام
فابتسمت بدورى ثم دفنت وجهى بسرعه خاطفة
بين الاوراق فى يدى كى اعطى فرصه لذاك
الاحمق بين ضلوعى
ليجمع شتات نفسه

بدأت اشعر بغرابه الموقف
لذا الجمت انبهارى الطفولى بالفتاة

التفتت ناظرة الى عينى مباشرة
فأجفلت قليلا مباغتاً اياها

حتى لا تسرق من عيناى شعور
اعجابى بها ورحت اراوغ نظراتها
ال تكاد تقول لى (انفضح سرك من عينيك)

من منا لم يختبر هذا الشعور
النظرة المترقبة بعينيها دفعت عقلى للغليان
لذا صحت قبل ان اتمكن من منع نفسي
هل تسمعيننى اصلا ام احدث نفسي هنا
ثم اطبقت فمى فورا بعد ان انهيت
جملتى وحدقت نحواللاشئ بفزع

كارت احمر ما فعلته كارتاً احمر
لمهنتى ولامكانياتى كطبيب نفسي

لا لم تعد لدى السيطرة على نفسي
عجزت عن تصديق ما بدر منى
وتسمرت بعقل خاو هنيه

باغتنى صوتها فرفعت عينى نحوها تلقائيا
كانت تبتسم برزانه وهى تتفحص تعبيرات وجهى
المتغضن امام نظراتها الثابته تلك
من منا المريض الان هى ام انا

ايمَــان حجازي
10-05-2019, 04:03 PM
لا ادرى لِمَا وُضِعت (ايزيس) فى طريقى
لا اعرف من هى او ما قصتها لكن الهروب
من علامات الاستفهام لن يمحوها لذا قررت
الاستمرار بقليل من التفاؤل

فشلت تماما فى ابعاد عقلى عن التفكير بها فاغلقت المسجل
وجلست احدق فى الجهاز المطفأ لم اكن لانجح ك طبيب
لو لم تكن لدى القدرة على ضبط النفس لا انكر اننى متوتر
ربما خائف مما انا مقدم عليه
فى الفترة القادمه
نهضت من امام الطاوله واعدت ترتيب الاوراق
وضعت المسجل وهاتفى المحمول فوق الملفين
وخرجت حاملا قدح قهوتى

وكم هائلا من الافكار واتجهت
نحو مكتبى
كان على اتمام تقرير تفصيلى عن حالة
احد المرضى النفسيين بعد تمحيص بملفات
استغرق جمعها شهراً كاملا درست كل ما يمكننى
دراسته عن حاله ذاك الشاب
ف هو كثير الهلوسات
وما اثار اعجابى انه اول حاله غريبه
اصادفهامنذ بدأ عملى كطبيب وخاصه
هلوساته و تلك الرأس ال يكلمها
وهو اول مريض
ياخذ اذن منى بالتدخين
نظرت الى صورته عشرات المرات
حتى صرت احفظ وجهه
اكثر من وجهى شخصياً

اتخذت الامر ك تحد من شأنه ان
يرفعنى الى السماء او يسقطنى بالوحل

هكذا صرت محاصراً بين حالتين
من المرضى تقودانى الى هاويه
التفكير

كان بوسعى رفض ملف ذاك الشاب
ولكن حالته اثارت فضولى

سأضع خطوط عريضه
واكتب تقريراً عن حالته

ربما بعد ان ااخذ قسطا من الراحة
ليس امامى سوى اربع ساعات
فقط لابداء عملى غدا
بالمشفى

د. فريد ابراهيم
10-06-2019, 07:12 AM
..





بين الخيال البحت و الواقع المحض .. الف درجة من الهلوسة

فـ اين اقع انا من كل هذا الوهم ؟؟ ..

لمحته يتحرك علي رقبتها .. عنكبوتٌ أسود .. أو لعله الوشم الذي سمعت به .. أو لم أسمع

لم اعد متأكدا من شيء ..

- لمـ.. لماذا يوجد عنكبوت أسود علي رقبتك ؟

هكذا تلعثمت أول كلماتي

-- هذه ارملة سوداء .. هل سمعت عنها ؟


قالتها وهي تدير ملعقتها البلاستيكية في صحن الحساء محدقة فيه بشرود ..


و شعرها الأسود القصير يغطي وجهها المنحني التائه في سرمدية الحساء


فتصنع الدوائر ..

و الدوائر ..

و الدوائر ..


- نعم .. سمعت أنها سامة و سمعت ايضا أنها تقتل زوجها - مباشرة - بعد الجماع

قلتها و قد لفت نظري طلاء اظافرها الاسود .. و اصابعها الدقيقة التي تتسلل من اكمامها الطويلة - فقط - لـ تصنع الدوائر..

و الدوائر ..

و الدوائر ..

اظنني نمت مغناطيسيا لوهلة .. الى أن توقفت فجأة و رفعت رأسها و نظرت مباشرة من خلال عيوني الي مؤخرة رأسي

الي قاع روحي ثم ابتسمت قائلة :

-- بل و تأكله أيضا ..




..

ايمَــان حجازي
10-07-2019, 12:50 AM
الساعه الان تجاوزت الرابعه فجرا
لم استطع النوم مطلقاً

عقدت العزم على مغادرة المنزل
والتسلل للمصحة كى احصل على اجوبه تريح عقلى
بالفعل ذهبت للمشفى ووقفت امام المبنى
بقائى هنا يثير الشكوك سيظن العابرون اننى لص
او ربما تاجر مخدرات لا ادرى اى التهمتين اسوأ
مر بى عابر ورمقنى بنظرة شك
نظرت فى ساعتى وقلت تاخر الاحمق وتركنى هنا
افلتت نبضتان من قلبى ولكن اقنعت نفسي بالبقاء

لن اقفز لا هذه الخطوة تحتاج لمجنون
او لاعب اوليمبى محترف
نظرت فى ساعتى من جديد وتذكرت ايزيس وسريعا
اخترت لقاؤها واستعنت بدكتور
زميل لى ولكنه ادارى فلم يكن بوسعى تنفيذ خطتى وحدى
اللجوء الى احمد كان على اقناعه بالقدوم فى
هذا الوقت المتاخر واقناع حارس البوابات
بانها مهمه رسميه
تبا لكِ ايزيس ما الذى فعلته بى 🙃
مجرد التفكر بملامحها اطلق شحنه ادرينالين
جافه فى عروقى
وها انا الان املك الجنون الكافى
للحصول على ما اريد
رفعت راسى ها قد اتى احمد اخيرا
قال هل تدرك ما نقدم عليه قد يضع كلانا ف السجن
هل هذا جزء من مشروعك
تصنعت ابتسامه
اجل طريقه علاجيه جديدة لم تطبق بعد قاطعنى باستهجان
وقال انا لست طبيب ولكنى لست ابلها ما تفعله
ليس رسميا
انت فضولى وغبى وانا وافقتك لاننى اكثر غباء
الاهم لا تستغرق وقتا بالداخل
تكلم هو مع الحارس وتبعته انا الى الداخل انزوى
هو مع الحارس ليخبره بشى لم اعرهم اهتماما لكن اطلقت
ساقى للريح وذهبت لغرفتها فى الحال
حين دلفت الى الغرفة كان الظلام قد ذاب ببدايات اليوم
الجديد الضوء الخافت يَسَر لى رؤيه الجسد المستلقى
فوق الشراشف البيضاء تتوسد ذراعها
وخصلات السواد تتناثر الى جوار وجهها
صانعه هاله من البراءة
خطفت انفاسى للحظة
تسمرت مكانى غير قادر على التقدم
او التراجع او ابعاد عينى عنها مشاعر
عديدة تدافعت داخلى لم يكن الغضب احدها
وددت ان اخرج على الاقل لاستعيد انفاسى
لكنها تنهيدة صغيرة ندت عن الفتاه
ثم انسل جفناها عن عينيها ببطء لترى
الدخيل العاجز عن الحراك المتمثل فى شخصى

ماتت تعبيرات وجهها فعجزت عن استخلاص
انطباع محدد منها
لم يعد للتراجع مكان الان
فتقدمت بقدمين من عجين لاجلس على الكرسي المقابل
لسريرها فاعتدلت بدورها جالسه دون ان ترفع عيناها
الناعستين عنى كانت ترتدى ذات الرداء الابيض البسيط
الذى رايتها به المرة الاولى فبدت كملاك صغير
هش استيقظ توا بين كومه من السحب القطنيه
ابعدت عينى وقد شعرت باحمرار وجهى
وتمنيت ان يساعد ضوء الغرفة الخافت
على الا تلحظ ما الم بى
مجنونة نعم لكنها للاسف فتاة احلامى
همست بصوت مسموع وازيز السرير اثر
حركتها يصل الى سمعى دون بصرى

قائله ستقع بالمشاكل بالمناسبه
كان هذا اغرب تعليق توقعته
لذا عاودت النظر اليها دون ارادتى كانت تبتسم
فاصبح النظر اليها اكثر راحه

اردت الحصول على اجابات
ولم تطق الانتظار حتى الغد
لما حاولتى الانتحار
افلت لسانى السؤال فجأه
فانمحت الابتسامه من على شفتيها
تحدثت بصوت حيادى
فقدت الرغبه فى مخالطة الناس
فى الوجود ذاته بكيت وتضرعت الى الله
ان ينهى حياتى لكن بكل مرة افشل
وظل انهاء حياتى مهربا بعيد المنال
تسارعت انفاسها وانقبضت يداها فوق
الملاءات التى اكتست بضوء النهار هذه المرة الاولى
التى تقول فيها حمدى بدلا من دكتور
كانت تحدثنى لشخصى لا ادرى هل فعلت
هذا لكسب ودى ام لا اراديا لكننى لم ارفع نظرى عنها
وهى تقول
الاختيار رفاهيه فقدتها مع كل شىء فقدته انذاك

🧚‍♀

ايمَــان حجازي
10-07-2019, 10:13 PM
توقفت ايزيس عن الحديث بغته
وتحركت عيناها نحو الباب
تشبعت الغرفه بضوء الشمس البارد المميز لبدايه النهار
فبدت عيناها المذعورتان اوضح
التفت بدوري نحو الباب استرق السمع
نهضت مذعورا لوهله كنت قد نسيت أين انا والموقف
الذي وضعت نفسي به
لكن الادراك صفعنى فور ان سمعت وقع اقدام خارج الغرفه
نظرت اليها الفتاه الصامته برعب

اتجهت نحو الباب لا اعلم أعلى الاختباء او الخروج هارباً
تبعتنى الفتاه بهدوء وارتكزت باذنها قرب الباب كى تلتقط
صورة اوضح لما يحدث بالخارج

مر العابر قربنا لكنه لم يتوقف بل واصل
طريقه متجها الى مكان ما وسرعان ما اختفت
الاصوات وحل الهدوء مرة اخرى
كنت على وشك التنفس براحة اكبر لكن يدها
اطبقت فوق معصمى لينساب صوتها متوترا
عليك ان تذهب الان
لم تدع لى مجالاً للتساؤل فرحت نحو الباب واطلت برأسها
للخارج ثم عادت الى قائله
اذهب رجاءً

لم احصل على اجابات مازلت ضائعا دون اجابه
عن سؤالى الذي اتيت هنا اصلا لاجله

خدعتنى الفتاه بحديث لا راس له ولا ذيل
وها قد انتهى الوقت
دون ان استشف ما رغبت معرفته بعد ...
وكأنها قرأت ما يدور برأسى قالت
سنلتقى يا حمدى لنا لقاء اخر

تركت معصمى وتراجعت للخلف كى تقطع خط النقاش
فلم اجد بداً من المغادرة

استغرق الطريق الى الخارج ضعف الوقت الذي احتجته
للدخول عاد العاملون ومن حسن حظى كان الوقت
ابكر من ان يهتم الجميع بتواجدى فالاغلبيه
يتثائبون او يتبادلون الورديات
فتح الطريق من امامى خرجت وقفت امام المبنى
خرجت واخيراً سألتقط انفاسى فبالرغم من ان الامور
سارت على ما يرام الا اننى كنت عاجزا عن الشعور بالراحة
لا رغبه لى بالعودة لمنزلى الساعه تخطت السادسه
بم كنت افكر لا اعلم حتى لما بقيت
قرابه نصف ساعه احملق ف المبنى انتابنى
شعور ممرض ف العودة الى حجرتها
فى الوقت ذاته حثنى عقلى على الفرار
ليس خوفا منها بل خوفا من ذاتى

لمحت شخصاً يرمقنى عبر النافذة اظننى اعرفه

اجل انه ثائر هو ذاك الشاب
احفظ وجهه جيداً من ملفه

لما يراقب ايزيس اظنها
قالت شىء عن ذلك ولكننى لم اعتقد
انه ثائر من يتلصص عليها

على العموم موعد جلسته معى غدا
ساحاول العثور على اجابات

نظرت اليه نظرة خاطفه فوجدته
يرمقنى بنظرة فارغه ثم ضحك
بهستيريا اظنه فقد السيطرة على نفسه من شدة الضحك

لم افكر بهذه النقطه من قبل
اكتنفنى الصمت واعترانى الحرج

نادرة هى تلك الاوقات التى اطلب فيها عون احد
او اللجوء اليه لمساعدتى فى تخطى الازمات التى تؤرق حياتى

دخلت المشفى ثانية وهذه المرة دخولى كان رسميا ذهبت
الى صديقى احمد لاشكره

مع اننى اعلم جيدا اننى لن انجو من فضوله
دخلت مكتبه فقال لى هل انهيت ما جئت من اجله
فقلت نعم ممتن لك يا احمد
دخلت الممرضه علينا وقالت
يا دكتور موعد جلساتك غدا
اليوم اجازتك هل من امر طارئ
جعلك تاتى الى المشفى وتلغى
الاجازة
لم انتبه حين نطقت باسم ايزيس امام الممرضه
سلوى لم الحظ حتى ان هذا قد حدث الا حين نبهتنى
سلوى بذلك وقضيت نصف ساعة احاول نفى الاتهامات
التى رمانى بها احمد
حتى غادرت مكتبه دون ان يصدق حرفاً واحداً مما قلت
وهذا حقه فعلا

فضلت العودة لمنزلى ووحدتى
لابتعد عن كم الاسئله العالقه بذهن احمد فانا ليس
بوسعى تقديم اجابات الان
نجحت خطتى كى لا اعاود التفكير ب ايزيس ولا بالعمل
بقيت فى الشارع طوال هذه المده ورحبت بايادى النعاس
التى سحبتنى متوجها لمنزلى
استرخيت وتركت عقلى هناك
بغرفتها لذا انا فى طريقى الى النعيم او الجنون الكامل

ايمَــان حجازي
10-09-2019, 10:14 AM
ذهبت لعملى فى صباح اليوم التالى
فهو موعد الجلسه مع ايزيس

وصلت وانشغلت ببرنامج وضعته لى
المستشفى كى يساعدنى فى التمرين ك طبيب مساعد
ثم ذهبت لمكتبى لابدأ الاستعداد للجلسه مع ايزيس
ولكن دخلت سلوى الممرضه واخبرتنى
بان الدكتور حسن يستدعينى الان
الدكتور حسن قدرى
هو مدير المصحة ذهبت لمكتبه ودعوت الله الا يكون قد
علم بزياتى لايزيس اول امس
استقبلنى بترحاب رسمى كالمعتاد
استجيبت دعواتى اذ بدأ حديثه قائلا
كيف يسير الامر معك يا دكتور حمدى
انت موصى عليك من جهات عليا
ضحك بلزوجه وتابع حديثه بغباء
قائلا سمعت ان المريضه 29 تتحدث اليك بحريه
وانا منبهر انها بدأت الكلام فمنذ عام
وهى ترفض الحديث مع اى دكتور

واتم حديثه قائلا فتاه مسكينه لديها
رغبه غير مبررة فى العنف
تجاه من تقابله من الاطباء

اعطيناها مهدئات كى نتمكن من
اطلاقها بحريه فى غرفه الجلسات
خوفا عليك منها هذة المرة قاطعته
قائلا لما تتكلم عنها بهذا الشكل
هى فتاه وليست حيوانا وهى من حجزت مكانها بمشفاك

كنت اعلم اننى اندفعت فى الدفاع عنها
وساقع حتما فى المشاكل لكن طريقته اثارت اعصابى
فقال يا دكتور استدعيتك هنا لاتكلم معك بهدوء
لاننى ومجلس الادارة اتخذنا

القرار

بانه اليوم اخر جلساتك مع هذه المريضه

تابع عملك وستحول اوراقها لدكتور اخر
وسنعطيك حاله اخرى مشابهه تفيدك بابحاثك

لم اتحكم بغضبي فصرخت باى حق تتخذ مثل هذا القرار
رد قائلا هذا قرار مجلس الادارة

رددت بسخريه يولع المجلس
صحت بها بصوت عال فدخل
رجال الامن ونظر دكتور حسن اليهم ببرود
وقال دكتور حمدى على وشك المغادرة

قال ذلك ليعاقبنى اعلم لكننى لم اتمالك
اعصابى اعتدلت ورمقنه بنظرة شيطانيه ثم غادرت

فى صبيحة اليوم التالى قررت الذهاب
الى احمد كى اعتذر له
عما بدر منى المرة الماضيه

ولكى يساعدنى على تغيير
قرار الدكتور حسن بشأنى

قابلنى على عكس ما توقعت بترحاب كبير
وبما اننا فى منزله
كان اللقاء اكثر راحه

حكيت له ما دار بينى وبين الدكتور حسن
وعندما انهيت حديثى قال حمدى
ارغب فى ان تنسي موضوع ايزيس برمته

يالله احمد ظننت اننا تناقشنا فى هذا قبلا
تصاعد الدم فى راسى واكتنفنى الصمت ماذا اقول كى اقنعه
جلس هو بصمت ينتظر اجابتى
لم انا مصمم على متابعة هذه الحاله بالذات
تنفست بعمق وقلت انت تعرف
ولعى بدراسه العقل البشرى
وطفراته
فقال وما علاقه ما تقوله بها هى مجرد مريضه
من مرضى يعانون اضطهاد وشيزوفرينا

فقلت هى ليست مريضه هى تعانى
من صدمات قابلتها فى حياتها فقط
فرد هى فى مصح عقلى اذن هى مريضيه عقليا مجنونه يعنى
فقلت له هى ليست مريضه
هى تحاول البقاء على قيد الحياه تنهد بعنف وقال
ليست المشكله مشكله ايزيس
المشكله بك انت يا حمدى
تمسكك بهذه الحاله غريب
هل نظرت لنفسك فى المرآه مؤخرا لم تعد صديقى
الذي اعرفه هناك شى خطأ بك ولا تخبرنى
انها ضغوط العمل انا ارى انها تؤثر عليك سلباً
على حمدى وليس الطبيب
فقلت يا احمد انا مشغول بالجلسات فقط اشعر
ان عقلها المادة الخام التى تروى الفضول
طريقه حديثها روايتها كل هذا يجعل عقلى مشغول بها

فرد جميل لكن ليس الى حد الانتفاض غضبا
كلما نبش احد سيرتها ليس الى حد التسلل
للمبنى ليلا لست بمثل ذكائك يا حمدى
لكننى لست احمق التزمت الصمت
فتابع هل تناقشت معها فى امور شخصيه لديك
الفتيات يملكن القدرة على التاثير فيك ان علمن عنك الكثير
فقلت لا لم افعل وسأل هل اصبح الامر بمثابه تحد او ما شابه
نظرت اليه شاردا وقلت لا
فاكمل بغته
هل هى جميله
فقلت اجل
قلتها لا شعوريا ثم استدركت
حين رايت الابتسامه الغريبه تعبث بوجهه فصحت بغضب
لا تفكر بهذه الطريقه
اذن ماذا
انا لا احبها لا اعرف اقسم لك
لا اعرف
فقال تلك الفتاه تؤثر فيك بطريقه زائدة عن الحد
عموما سأرى ما يمكننى عمله لتستعيد جلساتك معها
حركت راسى متمتا بشكر مختنق
دون ان التفت اليه وغادرت

ايمَــان حجازي
10-09-2019, 01:44 PM
؛/

حين استفقت من الصدمه
فكرت مليا وببطىء
الى ان تخمرت بعقلى
فكرة اكاد اقول عبقريه

اتصلت باحمد وعرضت فكرتى عليه
فقال ان كنا سنلعب معهم
ف علينا اللعب بقواعدهم

كان بوسع حسن قدرى الاكتفاء باقصائك عن طريق
مجلس ادارة المصحه لكنه فضل الطريقه القذرة ،
الان بوسعى استخراج تصريح لك بمتابعه
الجلسات مع ايزيس ولكن بوجود طرف امنى
مُراقب على ان اقدم تقريرا اسبوعيا الى الجهات
المعنيه بما يدور بينك وبينها فى الجلسات

وعليك التقدم بها علاجيا فى فترة وجيزة واترك
عقلك يعمل جيدا دون تشويش
من القلب على الاقل هذه الفترة

وددت ان انفى اتهامه لى بحبها
فاعتدل واشار بيده لى حتى يُنهى كلامه
ساستخرج التصريح لى ساكون انا من
يراقب الجلسات حتى لا يستطيع قدرى
اقصاءك او تلفيق التهم لك

اتسعت عيناى دهشه
فقال اسمعنى جيدا وخذ حذرك
فأى خطأ نقع فيه سيذهب كلانا فى رحله
طويلة لما خلف المجرة
انت قطعا تحتفظ بتسجيلات للجلسات السابقه
ابتسمت رغما عنى فقد اُعجب احمد بخطتى
وها انا الان ابدأ اولى الجلسات معها

رأيتها بعد غياب طال بدت مشرقه ومتعبه
فى انٍ واحد شحب جلدها المرمرى
اكثر لكن عيناها ومضتا بتلك اللمعه
الاسرة لقلبى ابتسمت فابتسمت
لها جلست فارتجفت وحين بدأت الحديث
توقفت عن التنفس فى انتظار التشبع
بصوتها الذى لم اسمع صداه لفترة
فقالت انت على ما يرام
اومأت فنظرت للكرسي بكأبه
وقالت اسفه على ما حدث لك
فقلت اشتقت اليكِ
انفلتت الكلمه من فمى قبل ان اتمكن من كبحها
فتسمر متفاجأ
احمد ورفعت ايزيس عينيها الى متفاجئه بدورها
وتنحنح احمد جوار الباب وقد بدت على وجهه نظرات
لو وجهت ل الاوزون لثقبته
حاولت ان اسحب نفسى خارج لحظات الاحراج
وعلى غير المتوقع قالت
ظننتك لن تعود
لم تكن تبتسم او تضحك لم تكن غاضبه
حتى اننى شككت فى انها لم تسمع جملتى
رغم ان المفاجأة بدت جليه على وجهها
وقالت انت هنا حقا ام انا مازلت
احلم ام انها مجرد هلوسات
انتابتنى حاله هستيريه من السعادة
ولكى لا يلحظ احمد ما انتابنى
نهضت واقفا واخذت اتمشى
فى الغرفه كى يهدأ نبضى
ويغفو خافقى هنيهه
اردت الصراخ وكبته داخل نفسى
الان تاكدت انها تحبنى هى الاخرى
كانت تتابع كلماتها بيد انى لم اسمع حرفا واحدا
منها فقط كنت اراقب شفتيها وهى تتحدث
خطرت لى فكرة صغيرة حمقاء لكن من شأنها
ايضاح الامور لى اكثر ودون تردد قررت
وضع خطتى قيد التنفيذ

توفقت ايزيس عن الكلام كى تستريح بصعوبه
انتزعت نفسي كالمعتاد من خدر حديثها لاعتدل
بمجلسي سامحا لرئتى بمعاودة التنفس

نظرت الى احمد الذى لم يعد واقف بجوارنا
بل امام الباب بالخارج وبالقرب منا
وقد حملت ملامح وجهه مزيجا من تعبيرات
غريبه ان لم اكن مخطئا كان
الخوف احد عناصرها

سيرين
10-09-2019, 03:01 PM
وكان هذا الدعاء الصادر ليل نهار من غرفة احدى النجمات الشهيرة
بعد اصابتها بالجنون
بعدما انحسرت عنها الاضواء وضاع الجمال :
اللهم افتح لنا ابواب الرزق وامطر علينا الاضواء والشهرة
واجعل البلاتوهات مقرنا الدائم
وتصفيق الجمهور وجبة الصباح والظهر والمساء

\..:icon20:

ايمَــان حجازي
10-09-2019, 03:20 PM
وكان هذا الدعاء الصادر ليل نهار من غرفة احدى النجمات الشهيرة
بعد اصابتها بالجنون
بعدما انحسرت عنها الاضواء وضاع الجمال :
اللهم افتح لنا ابواب الرزق وامطر علينا الاضواء والشهرة
واجعل البلاتوهات مقرنا الدائم
وتصفيق الجمهور وجبة الصباح والظهر والمساء

\..:icon20:

اهلا ب جميله وطن الابعاد
سرين مميزة هى تلك الحروف ف دائما انتظر
مرورك بين الحين والاخر ف لانامل ابداعك هنا
ذائقه مختلفه الجمال

فلا تطيلى الغياب وكونى على مقربه
ود لا يبور 🌹

سليمان عباس
10-09-2019, 03:58 PM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-2573a7bb0e.jpeg (http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-2573a7bb0e.jpeg)


الجلسه ال ....... والعشرون
لم يبدأ التساؤل عن حالتي العقليه الا بعد
الكابوس الثاني عقب اسبوع من حادثه الانتحار

الليل جعل ظلام الحجرة حالكاً لكن الشرفة
المفتوحة كانت ترسل اضواء خافته

تحملها الستائر المتحركه الى الداخل سرت نحوها اتحسس
بصيص ضوء وينساب الهواء البارد حولى
مع كل خطوة تقربنى من الشرفة
الهدوء قاتل والصرخات داخل عقلى كانت اشد فتكاً
متيقنه اننى اقترب من شئ اكاد المحه

ساقاى ترتجفان لكننى واصلت
الى ان وصلت الى الشرفه
لمست زجاجها البارد بقبضتى
تمعنت بالنظر فوجدته خلف شرفته يراقبنى عن كثب
ملامحه ليست غريبه
وقفت فى الشرفه ارتقب عله ياتى الى هنا نتكلم سويا
او ربما اصرخ بوجهه
او لعلنى ساسأل فى هدوء
لما نظراتك ملتصقة بى هكذا
هل تعرفنى قبلا
اطلقت ساقى للريح عابرة باب الغرفة الى الخارج
حيث تعثرت بالممر ثم توقفت مكانى مفكرة

يمكننى الهرب سأكون بخير
سحبت وعى مرة اخرى الى خارج كابوسي واستيقظت
شعرت بالامل لثوانى انتابنى بعدها التردد على الا اهرب

هنالك خطب ما يمنعنى من الهرب عله يكون السبب
ذلك الشاب الواقف جوار النافذة
تذكرت قسمات وجهه
سقط قلبى سقوطا حرا نحو الاسفل حين رأيته
ازداد خفقان قلبى وكأن مؤقت انفجار
مزروع بين تلك الضلوع بداخلى
ومن جديد قطرة من الامل
تُبقينى حيه فى هذا المكان


هنا وصلت وانا اقرأ ملف المريضه ٢٩
علامه فاصله للعوده في وقت لاحق

الدكتور.. عاقل المجنوني

ايمَــان حجازي
10-10-2019, 12:27 AM
قبل ان تنتهى ايزيس من الحديث انفتح باب الحجرة بقوة
وعاد احمد الى الداخل
مازالت ترتسم على وجهه ملامح
القلق

انه قادم
قالها بصوت خشن وتقدم وجلس بينى
وبين ايزيس التى ظل عدم الفهم جليا عليها

حتى وجه اليها احمد الكلام للمرة الاولى وقال لقد راهنت
بمهنتى لاجلكما فلا تخذلانى

رأيت وجه ايزيس قلقه بدورها
فى مواجهتى كانت قد فتحت فمها لتتحدث
لكن باب الحجرة
انزلق مرة اخرى بصوته المميز
واصبح لدينا رفيق رابع
فضلت الصمت نقل الدكتور قدرى
عينيه مرورا بمؤخرة رأس ايزيس
الى احمد الذى كان قد اعتدل فى مقعده
فى جزء من الثانيه
عاقدا ذراعيه بنظره صارمه
ثم توقفت عيناه على انا مطولا
كان يبحث عن هفوة لم امنحه شرف ايجادها

فقال احمد بجديه
هل لديك سبب محدد للمقاطعه يا دكتور ...؟
بدا الارتباك على الرجل لثوان استعاد
رباطة جأشه بعدها متابعا ببرود اردت
الاطمئنان على سير الجلسه وانه لا يوجد
تهديد امنى تحت سقف مؤسستى
جحدنى بنظرة كراهيه فابتسمت محاولا استفزازه
فقال احمد بصوت واثق شكرا يا دكتور
اذا سمحت حملت فظاظة اشعارا بطرده فعجز
عن الرد وانسحب واغلق الباب
انتظرت ايزيس تفسيرا لما حدث توا
فطلبت من احمد تركنا وحدنا
دقائق قليله فقال ليس لدينا وقت لهذا الهراء
اطبقت كفى على ذراعه وانا انطق بحده اخرج
يا احمد ودعنا قليلا لم يجبنى وظل يرمق الفتاه
بضييق فصحت بغضب احمد
التفت تجاهى وقام بسحب ذراعه من بين
قبضتى لينهض بهدوء
تاركاً اياى وايزيس وحدنا اخيراً
ظلت تراقبنى بصمت فقلت محاولا سحب التوتر
اعتذر عما بدر منه
ابتسمت قليلا لكنها لم تبتسم
بل قالت بوجوم
لما يعاملك قدرى هكذا ولما هذا التحدى
ضاقت عيناها وقالت احتاج شرح

لماذا عدت
من اجللك
من اجلى تنفست بعمق وانا امد يدى
ممسكا بيدها فارتجفت وحاولت سحبها
لكننى اطبقت عليها وسألتها
لما انتى هنا يا ايزيس لما يحاولون ابقاؤكِ ..؟
فقالت عليك ان تذهب
حمدى
لماذا عدت هذه المرة اتى صوتها مختنقا
رأيت عينها تلمعان بدموع سرعان
ما انحدرت فوق وجنتيها الشاحبتين
فسحبت يدى مذعورا
انا اسف
علا صدرها وهبط بعنف بدت عاجزة
عن التنفس تحولت القطرات المالحة بجانب وجهها
الى خيط رفيع متواصل
تسمرت فى مكانى امام وجه لم اره باكيا
قبلا عجزت عن ربط التعبيرات التى
اردت قولها صحت ايزيس
اقسم اننى لم اقصد ان اتعدى حدودى اسف
لم عدت لماذا رجعت الى هنا
من اجلك يا ايزيس
ما كان عليك ان تعود عليك الذهاب ارجوك
لا لن اذهب
خذ صديقك واذهب من هنا ارجوك

ايزيس انا احبك
قاطعتها دون تفكير او حساب
افلتت ضربات قلبى فتنفست بقوة اكبر
كى استعيد السيطرة
امامى تسمرت ايزيس بوجه ابيض
كالغرقى شردت نظراتها
لثوان وانغلقت شفتاها بقوة صمتت
وظلت صامته كنت اعلم انى تعديت
حد كان على البقاء
خلفه لكن الكلمه خرجت
قبل او اتمكن من كبح جماحها
وفى الواقع لم اكن نادماً كثيراً

لا يا حمدى
قالتها بخواء فاجبت باصرار
بل نعم يا ايزيس

لا يا حمدى لا يستطيع الطبيب
ان يقع فى حب مريضته
انتِ لستِ مريضه
انت لا تعرفنى
اعرف ما يكفى
لا انت لا تعرف شيئا على الاطلاق
لم تكن مصدومه او محبطة حين
اكملت بدا صوتها خاليا من الحياه
بطريقه اثارت الذعر فى نفسي

فقالت ابتعد عنى قبل ان يصيبك اى مكروه
لا
توقفى عن الاشفاق على
يا ايزيس انا احبكِ سأساعدك ولن
يتمكن هؤلاء الحثاله من ايذائى
ببرود تام اجابت
لم اكن اتحدث عنهم بل عنى

ايمَــان حجازي
10-10-2019, 01:29 PM
كانت صدمتى بايزيس
غير متوقعه طردتنى من غرفتها
لا اعلم لما تبعدنى عنها وهى بامس الحاجه
لقلب يقف بجوارها
خرجت اغلقت الباب خلفى
بهدوء

وانطلقت انا واحمد بالسيارة
لا اعلم الرؤيه ضبابيه لكل شىء حولى
شعرت بنبضات الم فى مؤخرة رأسى فاغمضت
عينى لبعض الوقت
لم استسلم للنوم ، الثقل فوق صدرى منعنى من الراحه
فعاودت فتح عينى ملتفتا الى
صديقى الصامت
حرك راسه متحاشيا النظر الى وجهى بعد
مرور نصف ساعه
كنا قد وصلنا اخيرا الى البنايه
التى اسكنها توقف بالسيارة
وصمت الى ان اتخذ قراره بالكلام
قائلا عليك التفكير فى الخطوة
القادمه لان القصه لم تنتهى بعد

لمده ثلاث ايام اعتكفت بمنزلى
انزوى باحد الاركان لانام قليلا
ثم استيقظ لأفكر واكتب مرة اخرى

اغلقت نوافذ الحجرة تاركاً العالم
الخارجى خلفى وانحصر عالمى
الداخلى بين عشرات الاوراق
والكتب التى غرقت بينها احدثها
اصيح بها ثم اطلع على غيرها بهدوء لم
اعد اعلم كيف يبدو وجهى فى المرآه
رأيت انعاس لكننى كنت اجبن من
ان ارى ذاتى الحائرة تطالعنى عبر الزجاج

كان على ايجاد اجابات لم يعد الامر مقتصرا
على اشباع فضولى
او انقاذ ايزيس
كنت افكر بعقلها ارى العالم بعينيها الفارق
انها اعترفت بما تراه بينما كذبت انا نفسي
الان سامسك طرف الخيط

لكن لابد من مواجهه الدكتور حسن قدرى
بالتاكيد تتجمع عنده جميع الخيوط

بصباح اليوم التالى ذهبت لمقابلته
رافقنى الحارس
الى ان وصلت المكتب ثم تركنى ومضى
فتحركت الى الداخل
واغلقت الباب خلفى بهدوء

تقدمت ماداً يدى لمصافحة الرجل
الذى لم اكره فى حياتى غيره

فى تلك اللحظه تجهم الرجل
ورمانى بنظرة ناريه غير عابىء
بيدى الممدودة قائلا
ماذا تريد
سمحت لنفسى بالجلوس ثم
اجبته الحديث اليك ولن اطيل

جلس الرجل بدوره ناظرا الى ابتسامتى
الودود بدهشه عجز غضبه
واحتقاره عن اخفائها ليقول
الحديث عن ماذا
ايزيس
اظن ان الامر انتهى بعد ان اللقتك
الى الخارج يا د/ حمدى ..؟

الليله هى الاخيرة التى ترى فيها وجهى لا تقلق
هذا وعد شرف

تعجب الرجل امام الاحترام فى لهجتى
فتابعت كى احتفظ زمام الموقف
ارغب بطرح سؤال واحد
اريد ان اعرف سر اصرارك على
الاحتفاظ بايزيس بعيدا عن الاعين

ضاقت عينيه غضبا واوشك
ان يصيح فرفعت يدى مشيرا له
ان ينتظر وتابعت
لا احد يعلم اننى هنا وتركت احمد خلفى
وكما اخبرتك لن اعود سأرحل بعيدا
سمه فضولا منى او غباء او سمه ما شئت

انت مختل يا حمدى من اشار
عليك ان تاتى وتسأل مثل هذا السؤال ثم تتوقع اجابه ؟

فقلت هو ذاته الذى اخبرنى بان
نهايه القصه يمكن ان تكتب هنا
سأحصل على اجابتى منك وارحل
لا يمكننى اثبات شىء
مما ستقول ان اردت مقاضاتك

صمت ليقلب كلماتى بعقله فانتظرت
تراجع بكرسيه راسما ابتسامه مسمومه على شفتيه
المحاطتين بالتجاعيد

انت تسلمنى رقبتك وتلقى بالكره فى ملعبى ؟
فقلت على ما يبدو اجل
هكذا بكل بساطه

وترغب ان اصدقك
ابتسمت فتطلع الى ليعاود الانحناء
الى الامام مستندا الى المكتب متابعا كلماته بمزيج من
الترفع والكراهيه

وقال دكتور حمدى انت لست مؤهلا
للمساومه فانت لا تملك شيئا تعطينى
اياه مقابل ما تطلب يمكنك الذهاب ولا تعود
لان المرة القادمه لن اكون بمثل هذا
الترحاب تفضل بدون مطرود

سليمان عباس
10-10-2019, 02:11 PM
سرد مجنون يحاكي حاله استثنائية
نبض الحرف زرع التشويق في السرد
تمنياتي لايزيس بالشفاء العاجل وان تجد بصيص نور ينهي هذه المعاناه او ان تصل لنجاحها في الانتحار
أو هناك مفاجآت اخري تخفيها الكاتبه
ومن يعلم قد تصبح هي مديرة المصحه العقليه
بعد أن يتعلق بحبها جميع الكادر الطبي
من يدري
رحله ماتعه يا إيمان وأرجوا ان تكون النهايه موفقه
لتصبح نهاية هذه القصه حلا اجتماعيا لكثير من حالات الاكتاب
اللتي يمر بها بعض شريحة المجتمع

ايمَــان حجازي
10-10-2019, 02:22 PM
سرد مجنون يحاكي حاله استثنائية
نبض الحرف زرع التشويق في السرد
تمنياتي لايزيس بالشفاء العاجل وان تجد بصيص نور ينهي هذه المعاناه او ان تصل لنجاحها في الانتحار
أو هناك مفاجآت اخري تخفيها الكاتبه
ومن يعلم قد تصبح هي مديرة المصحه العقليه
بعد أن يتعلق بحبها جميع الكادر الطبي
من يدري
رحله ماتعه يا إيمان وأرجوا ان تكون النهايه موفقه
لتصبح نهاية هذه القصه حلا اجتماعيا لكثير من حالات الاكتاب
اللتي يمر بها بعض شريحة المجتمع


ما اود حرق الاحداث ساجعلها طى الكتمان
اول شخص راح ارسله الكتاب
ك هديه منى انت سليمان
عندما تنتهى الطباعه

لا حرمت عطر تواجدك 🌹

د. فريد ابراهيم
10-10-2019, 03:12 PM
اصبحت ادخل المشفى فقط لاتابع جمال حرفك يا ايمان
التشويق في السرد يأتي بي و انا كلي شوق للمزيد
رائعة حد الدهشة

سليمان عباس
10-10-2019, 03:46 PM
ما اود حرق الاحداث ساجعلها طى الكتمان
اول شخص راح ارسله الكتاب
ك هديه منى انت سليمان
عندما تنتهى الطباعه

لا حرمت عطر تواجدك 🌹

مشكوووره مبدعتنا إيمان
لي الشرف ان اكون الأول
ولا زلت في انتظار الخاتمه
بتوفيق كاتبتنا ايمان

د. فريد ابراهيم
10-11-2019, 08:41 AM
..





- لماذا حاولتي قتل نفسك يا... ؟

- - مايا.. اسمي مايا

- لماذا اقدمتي على الانتحار يا مايا؟

- - لم اُقدم على الانتحار.. فلماذا احاول قتل نفسي ان كانت ميتة بالفعل

- اذا كنت لم تحاولي الانتحار .. فماذا تفعل هذة الضمادات على رسغك؟

- - هذه ليست ضمادات.. هذة لفافة كتان.. تحتاجها روحي المحنطة في جوف عظامي


- لماذا تبدين بهذا اليأس.. فـ انت جميلة و مازلتي في ريعان شبابك .. و المستقبل كله امامك.. كم عمرك يا مايا؟

- - قرابة الخمسة الاف عام..








..

ايمَــان حجازي
10-12-2019, 01:56 PM
كان ذلك غير عادل او سوى لذا بعد
ثلاثة ايام أضنانى فيها البحث
قررت سلوك طريق آخر بعيدا عما
هو متوقع منى بعيدا عن الخطه الاصليه
التى اعتمدتها
مع احمد

اخذت نفساً عميقا من سيجارتى
التى اوشكت على الانتهاء

تركنى احمد لاقود بحثى الخاص
دون تدخل منه اكتفى بالاطمئنان على ومشاركتى
فنجان قهوة من وقت لاخر

قد مضى الان احد عشر يوما
من حبسى لنفسى بغرفه مكتبى
الى ان اتى (احمد ) بخبر انذار
الجامعه فى رساله مفادها اننى تاخرت فى
تقديم تقريرى الى الجامعه وبالتالى
قرروا اخطارى بموعد نهائى للتسليم
والا ستضيع منى فرصه نيل المنحه


قرأتها وكومتها والقيت بها فى سله المهملات
بجوارى فرمقنى احمد بنظرة دون تعليق

لم يترك الغرفه دون ان يسألنى
فاجبت بصوت ضحل
فقال الم تكن هذه امنيتك منذ البدايه

فقلت الان لدى اولويات يا احمد
لدى اولويات اخرى
فحرك راسه ليسأل هل من جديد
هل توصلت لشئ
فقلت تقريبا
هل ترغب فى المساعدة
اجبته نعم
ظننت انه غاضب منى فقال بهدوء
ماذا تريدنى ان افعل
فقلت اريد مقابلة ثائر

فتمتم قائلا الحمد لله
ظننت ......!

ولم يكمل فأجبته لا لن اراها حتى
اجمع كل الخيوط واعرف الحقيقة كامله
فقال احمد سأستخرج تصريحا
لك بزيارته كزيارة وديه وليس ك طبيب
معالج وهذا مؤقتا
حتى نزيل الخلاف بينك وبين دكتور قدرى

بشرط لا تأتى الا بعد ان اتصل بك انا
ولنبتعد باى شكل عن مواجهة قدرى

ابتسمت ممتنا له وشعرت بالراحة كونى
ساذهب للمشفى مرة اخرى

كان هناك الكثير ليحكى ورغبت
فى ربط بعض الفجوات بعقلى

اصبت بارق دائم كلما الححت فى طلب
النوم كلما ابى ان ياتى

نظرت فى ساعتى بسرعه خاطفة
الساعه الان تخطت السادسه
صباحا لم أكن قد غفوت بعد متبقى
على موعدى مع ثائر
خمس ساعات فقدت صبرى
وقدرتى على الانتظار

د. فريد ابراهيم
10-13-2019, 04:54 AM
..





الايام تنفرط كـ حبات العقد

تمضي متشابهة و نمطية .. فـ ذابت كل الفواصل الزمنية بين الغد و اليوم و البارحة

و صار تذكر اخر مرة تناولت فيها ادويتي مستحيلا

كل ما اعرفه هو انني الان بغرفتي ... لكنني ما زلت متعلقا بغرفة الطعام

و بـ مايا .. من أين اتت هذه الفتاة بمثل هذا الجنون الصادم ؟

و هذا الجمال الوقور الحكيم ..

(خمسة الاف عام ..)

لا زال صوتها يدور برأسي .. و لازالت رأسي تدور بصحن حسائها

و أفكاري تطفو علي السطح .. مبعثرة و مشتتة .. فـ تعيد هي ترتيبها

( أرملة سوداء) ؟؟

ما الذي قد يدفع مخلوقا أن يضحي بحياته من اجل أن يمضي ليلة واحدة مع من يحب ؟؟

من اجل رقصة موت اخيرة ؟؟

أي عشق جعله يفتح صدره لـ ابرة السم ؟

و أي سحر تعرض له - هذا الشقي المسكين - لـ يقايض حياته بالموت في حضن الحبيب ؟

إنها لعنة الحب ..

حين يصير الحب مرضا يهلكنا .. و مع ذلك نستهويه .. بل و نرضى بالموت به

مسكينة أنت يا مايا .. داؤك موشوم علي جسدك و لا يقرأ تشخيصه الأطباء

اطمأني يا صغيرتي .. فـ انت لست وحدكِ .. فالحب مجنون تماما مثلنا

فلا داعي - ابدا - للخوف




..

سليمان عباس
10-15-2019, 02:35 PM
انا اللي لاكتب يصدق ويكذب
واعقّل قلب ياخذني بدوني...!

لدار الغاليه والفكر يحسب
واسمع صوتها صورة بعيوني

وليا صحى الجنون وقام يكتب
مجانين الهوى لامو جنوني

وإذا سجنته بدرج يشجب
ولا فكّر بألامي وطعوني

جليله ماجد
10-15-2019, 04:26 PM
نعم لقد توقفتُ عن البكاء و بدأ كل شيء يصير إلى.. أحسن..
أحمل رأسي بيدي..
و لا شيء غريب في هذا سوى أن الرؤوس تختار الأكتاف أما رأسي فيريد يدي..
تتداخل أصابعي مع تلابيب مخي..
فأضحك طويلا.. و أنا أشعر بالضياع من كل شيء..
ثم تأتي تلك السفينة التي تهزني كثيراً..
فأقع على شيء لدن.. لأغوص في أحلام لا فِكاك لها..
أنا لا أرى لساني.. تبا..!
.
.
.
.
لقد اختار أن يكون أصابعي..!

ايمَــان حجازي
10-15-2019, 09:46 PM
وها انا اقف بانتظار احمد ومن فرط القلق ألتهم باطن شفتى
واظافر يدى

التفت متفاجأ على صوت سيارة
احمد مددت يدى للسلام لكنه احتضننى فاحتضنته بدورى

وقلت اتعلم كم من الوقت امضيت منتظرا فى هذا المكان

ملأت ضحكته الجهوريه المكان حتى ظننت ان الزجاج قد بدأ يتحطم من فرط صدى ضحكاته

لا تقلق احضرت لك تعويض مناسب

بدا عليه اهتمام مفاجىء ادركت سببه حين رفع ذقنه المدبب
ليحدق بي

عندما سألته فقط كيف حال ايزيس

وكأنه يقول هذا هو مربط الفرس

رسمت على وجهى تعبيرات أشبه بـ ليس من شانك ان احببتها ام لا

لكنه اكمل اعلم ان الامور بينكم ليست على ما يرام صدقنى انا اعلم كم يمكن للنساء ان يصبحن غريبات الاطوار فجأة دون سبب

فغيرت اتجاه الحديث قائلا
ماذا فعلت بشأن التصريح اللعين

فقال حصلت لك على الاوراق المطلوبه والتصريح بمقابله ثائر
لمدة ثلاث ساعات اليوم

جعلت رجالى يحصلون على ختم رسمى لك كى لا يستطيع
قدرى اقصائك من المشفى

لا اطننى قادر على شكرك بما فيه الكفايه انا محظوظ لان الله رزقنى بمعرفه رجل عظيم مثلك يا احمد

فاحمد تخطى دوامه التصريحات كعقيد شرطه من شانه ان يعطينى الاذن المناسب
لاجراء مقابلات مع الرجل كيفما اشاء رغما عن انف المسؤلين

ترجلت من السيارة امام ابواب المبنى انتظرت لحظات ثم اغتصبت شهيقا عميقا ودلفت
الى الداخل
منذ ان طردتنى ايزيس
لا اعلم إلَام ستؤول الامور الان

دخلت غرفه ثائر
يعرفنى ك طبيب ايزيس فقط رأنى مرارا معها وهو يتلصص علينا من نافذته
تعرفت عليه وقلت له اعرفك منذ
ان رأيتك تتلصص على الغرفه 29 قاطعنى مبتسما فى خجل

انا لا اعلم سر انجذابى اليها ولا باستطاعتى منع نفسي من مراقبتها

اطبقت فمى وتحملت ما يقول على مضض والغيرة تأكل قلبى

اكمل قائلا اعتقد ان كل من بالمصحة يكرهوننى انا لست مريضا يا دكتور بدليل اننى بدأت
استعادة ذاكرتى شيئا فشيئا عندما امتنعت عن اخد الحبوب
التى تحضرها الممرضات

اجعلهم يتوهمون باننى تناولتها بيد اننى كنت اسقطها باكمام قميصى ومن ثم القى بها فى الحمام

اود مساعدتك فى استرجاع ذاكرتى انا لست مريضا ارجوك
فمنذ الوهله الاولى توسمت بك خيرا

فاجبته تقول الاوراق انك نزيل هنا منذ قرابه عام وبنفس توقيت
دخول ايزيس المصحه تماما

وهذا ما اثار فضولى من انت
هل يقوم احد ما بزيارتك ام لا

فقال هذا ما يُدخل الحيرة فى نفسي كيف لا احد من اهلى يعلم بوجودى
هنا ام انا شخص مريض حقا

يكاد رأسى ينفجر

سامي امين
10-17-2019, 09:08 PM
هاكم عقلي
أفرغوه من محتواه
أفرغوه من كل فكرة مجنونة،
واغسلوا الذَّاكرة جيداً
أغسلوها بمواد النِّسيان،
والتَّجاهل،
واللامبالاة،
وهاكم قلبي
اخرجوا منه اللَّيال الحمراء،
والأمسيات الحالمات
افتحوا خزائنه،
واخرجوا منها كل الهدايا التِّذكارية
كسِّروها
احرقوها،
ومزقوا المناديل المُعَطَّرة،
والمختومة بالقُبلات
فتِّشوا كلَّ ركنٍ فيه
اخرجوا منه الهاربات إليه
شرِّحوه
نظفوا زواياه من بقايا العطر،
وخيوط البخور
اقشروا جدرانه من قُبلات "الكوكتيل"
ومن نظرات الغواية،
ونزق النُّهود الطَّافحة،
ومن الابتسامات السَّاحرة،
ثمَّ عيدوا عقلي إلى جمجتي،
وقلبي إلى تحت الضِّلوع !.

/

الفريد..

مستشفاكم الجميل هذا جدير بعلامة iso9000


لقلبكَ دكتورة، وثلاث ممرضات :)

ايمَــان حجازي
10-18-2019, 10:48 PM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-d6d042ad3b.jpeg (http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-d6d042ad3b.jpeg)

.

قيل ان الصور التى تمر بالذاكره هى
مجرد تخاريف ينسجها العقل الباطن حين يكف
العقل الحاضر عن العمل
كالصورة فى مخيله ثائر

حينما قال لى كل ما اتذكر الان اننى
ارتدى حله جديدة وبيدى خاتم زواج اركع
على ركبتى واطلب منها ان تقبل بى زوجا لها .....!

عجزت عن الفكير وتسمرت بعقل خاو هنيهه

هل هى مجرد تخاريف ام هى
حقا صور من ذاكرته الحقيقيه

اذن ثائر ليس مريض هو الاخر
ومعنى هذا الكلام ان المشفى تتعامل مع ثائر وايزيس
على انهم فئران تجارب ام هناك سر
اخر لا اعرفه لا لن اهدأ حتى اجمع تلك الخيوط
ببعضها البعض واعرف كل شى وان استلزم
الامر دخولى السجن فلن امانع البته

هذه المرة اعتقد باننى على
صواب

فقطع حبل افكارى صوت ثائر
ما بك يا دكتور اتكلم معك وانت
ساهما لا ترد ببنت شفه

فسألته اود ان اعرف كيف دخلت
المشفى يا ثائر

فرد لا اتذكر شيئاً ولا تُسعفنى
ذاكرتى كلما بحثت بها

غير صورة واحدة مبهمه التفاصيل

فسألته على الفور يمكنك ان
تصف لى بالضبط ما تستطيع
تذكره حتى يمكننى الفهم ومساعدتك


فقال لقد قمت برسم تلك الصورة التى تغتال
ذاكرتى فقداكتشفت باننى اجيد الرسم
واعطانى رسمه بقلم رصاص
ما ان وقع نظرى عليها حتى
اكتشفت بانه رسم بهو استقبال المشفى تماما
كما هو الان يقف به رجل يركع على
ركبتيه لطلب زواج من فتاه تقف امامه

لكن للاسف لا يوجد ملامح للرجل او للفتاه
كانت راس بلا ملامح

لم اسطع صبراً وافلتت الحروف
من بين شفتاى من هى تلك الفتاه اخبرنى ....؟


فاكمل قائلا الصورة مبهمه
لم اتذكر غير ملامح ذاك الوشم
على رقبتها ولهذا كنت اتلصص
على الفتاه بالحجرة 29 كي احاول انعاش
ذاكراتي قليلا

لكن ما ان رأيت وجهها حتى انتابني
شعور ممرض بالانجذاب
نحوها

فقاطعته بصوت تأكله غيرة عاشق دعك منها واخبرني

الا تتذكر شيئا عن اهلك مثلا اين
هم او عنوانك او اي معلومه قد تساعدنا
في البحث عن حقيقتك

فقال نشأت فى اسرة مستقرة
والدان لم ينجبا غيرى كنت وحيدا منذ الصغر

على مضض من عائلتى انضم فرد اخر لنا اسميته سيزر

كان بارع فى نثر شعيراته الصغيرة بجميع ارجاء المنزل
بيد انه كان ينشر الفرح بقلبى
كلما نظرت اليه جرو صغير عيناه
تلمعان بالسعادة دوما
فهو كان مرحا وكثير الحركة

احببته كثيرا مع انه اثار انزعاج للجميع لكننى
لم اسمح لهم بالتخلص منه

سكت قليلا فسألته
الا تتذكر شيئاً عن تلك الفتاه
او اين هى الان

فاجاب لا اتذكر شيئا على الاطلاق

فقلت له اتعلم ان المكان الذى قمت برسمه
هو بهو استقبال المشفى فرمقنى بنظرة ذهول

وقال لى رجاء منك هل تاخدنى
لذاك البهو علنى اذ رأيته تكتمل
تفاصيل الصورة بمخيلتى

او يمكن ان تساعدنى رويته بتذكر اى شى اخر

فقلت له اكيد تعالى معى
الان هيا ولنتمشى قليلا سوياً

خرجنا من الغرفه مرورا بممر طويل بالطابق
العلوى حتى وصلنا الى الدرج ونزلنا
وتبعنا طريق متعرج مكسو بالرخام الرمادى فهذا الجزء
من المبنى مهجور تماما
ارتأي المسئولون ان المكان كبير
فتم اغلاق هذا الجزء لحين
استخدامه يوما ما واهملوا كل شى به كان اعلاه
مضيئا اعتلينا الدرج ووقفنا وهناك كانت النافذة
بالاعلى تطل على
بهو الاستقبال مباشرة
وقد كان البهو حسن المظهر تفوح
منه رائحه المطهرات

فقال ثائر اجل هذا فعلا المكان
الذي اتذكره دوما يمر بمخيلتى

اكاد اجن حقا حتى الممر المتعرج المهجور هذا
اتذكره اتذكر اننى مشيت
بهذا المكان كثيرا
واتذكر احداث كثيرة
تتداخل ببعضها البعض

لكن انا متأكد اننى كنت بهذا المكان قبلاً
لكن ليس كمريض ابدا
وهذا ما يجعلنى اشعر بصداع
فكلما عصرت ذاكرتى لا تكتمل
الصورة لدى

لما كنت هنا وباى صفه
لا اعلم

فاجبته لا عليك هيا لاوصلك
الى غرفتك قبل ان يشعر احد بغيابك

واترك كل هذا ساعمل على توسيع دائرة البحث عن تاريخ
المبنى برمته اعدك ساحاول فقط استرح الان




وبينما نمر انا وثائر عبر الممر
اذ بتلك الممرضه ترمقنا بنظرة رعب
يمتزج بقلق وكانت تخفى شيئا ما بيدها
وتمر مسرعه بجوارنا
شككت فى امرها

وما ان وصلنا للغرفه حتى اكتشفت ان الرسم قد اختفى
فتاكدت على الفور انها كانت
تتجسس علينا لتنقل كل ما ترى
للدكتور قدرى اى شى يحدث بيننا وبالطبع

اخذت الورقه التى رسمها ثائر لتعطيها للدكتور قدرى

فانا اعلم جيدا انه لن يتركنى
بهذه السهوله اعلم انه ينتظر
اى هفوة كى يوقع بى

لا لن اعطيه تلك الفرصه ابدا

سامي امين
10-19-2019, 11:31 AM
السَّادة الكرام / مستشفى المجانين.

طيَّب الله عقولكم بالجنون، والهلوسات

الموضوع : رأس داليا

لا أخفيكم يا رعاة عقولنا إنني مذ إرتباطي بداليا لم أعرف رغد العيش، ولا النَّوم الهنيء، فما زلت أتابع خطوات، ونظرات العابرين من جوار منزلي، وما زلت أفتش شرفات الجوار، وحول منزلي، وتحت النَّافذة كلما فتحت داليا النَّافذة، بل ومضيت بعيداً في إختراع الذَّرائع، والأسباب التي ظننتها ستوصلني إلى ضالتي التي ستكشف لي ما ينغص عيشي، ويقض مضجعي، فصرت أفتش مكياج داليا عند كل عودة لها من زيارات صديقاتها، أو أهلها، فلربما أكتشف تغييراً قد طرأ عليه، وأحدق في ملابسها، فلربما أجد عبثاً ما قد حدث بها، بل وصرت أكرر الاتصال بها، وبذرائع مختلفة عند كل خروجٍ لها علَّني أجد هاتفها مشغولاً، ولا أكتفي بذلك، حيث إني أفتش هاتفها كلما سنحت لي الفرصة لذلك، وإلى جانب كل ذلك أستعمل نبوءاتي الكثيرة، والمتنوعة، فأسلها - مثلاً - : إننا نحب أن ننجب خمسة من الذكور، فماذ تحبين أن نسمِّي كل واحد منهم؟!، فتجيبني بأسماء لا أجد في تلك الأسماء من أهلها، وأقاربها إسماً مماثلاً الأمر الذي يدفعني للبحث عن هذه الأسماء بين الجيران، وغير ذلك، ولذلك يا سادة قمت بسرقة رأس داليا، واحضرته إليكم بقصد الفحص، والتدقيق في كل ما في رأسها
افحصوا بصمات عينيها، والرُّؤى المريحة فيهما، واعدِّوا لي تقريراً مشفوعاً بشريط فيديو عن رُؤاها!!!.. نظراتها!!!.. خلواتها!!!.. نزواتها!!!.. افحصوا أذنيها.. فتشوا عن أحلى الكلمات، وأجملها، ودوِّنوا أسماء أصحابها، وعناوينهم، وأرقام هواتفهم.. افحصوا شفتيها، والقُبلات التي وهبتها، والتي سُرقت منها عِنوة، واكتبوا أرقام "الدي إن أيه" لأصحابها، وعرِّجوا على دماغها، وافحصوا ملكاتها العقلية خاصةً الذَّاكرة، وملكة الخيال، على أمل أن تسرعوا في ذلك قبل أن تستيقظ من غفلتها، فلا تجد رأسها على الجسد، ولكم جزيل الشكر، والامتنان.

مجنون تحت الانتظار.

ايمَــان حجازي
10-19-2019, 11:59 AM
السَّادة الكرام / مستشفى المجانين.

طيَّب الله عقولكم بالجنون، والهلوسات

الموضوع : رأس داليا

لا أخفيكم يا رعاة عقولنا إنني مذ إرتباطي بداليا لم أعرف رغد العيش، ولا النَّوم الهنيء، فما زلت أتابع خطوات، ونظرات العابرين من جوار منزلي، وما زلت أفتش شرفات الجوار، وحول منزلي، وتحت النَّافذة كلما فتحت داليا النَّافذة، بل ومضيت بعيداً في إختراع الذَّرائع، والأسباب التي ظننتها ستوصلني إلى ضالتي التي ستكشف لي ما ينغص عيشي، ويقض مضجعي، فصرت أفتش مكياج داليا عند كل عودة لها من زيارات صديقاتها، أو أهلها، فلربما أكتشف تغييراً قد طرأ عليه، وأحدق في ملابسها، فلربما أجد عبثاً ما قد حدث بها، بل وصرت أكرر الاتصال بها، وبذرائع مختلفة عند كل خروجٍ لها علَّني أجد هاتفها مشغولاً، ولا أكتفي بذلك، حيث إني أفتش هاتفها كلما سنحت لي الفرصة لذلك، وإلى جانب كل ذلك أستعمل نبوءاتي الكثيرة، والمتنوعة، فأسلها - مثلاً - : إننا نحب أن ننجب خمسة من الذكور، فماذ تحبين أن نسمِّي كل واحد منهم؟!، فتجيبني بأسماء لا أجد في تلك الأسماء من أهلها، وأقاربها إسماً مماثلاً الأمر الذي يدفعني للبحث عن هذه الأسماء بين الجيران، وغير ذلك، ولذلك يا سادة قمت بسرقة رأس داليا، واحضرته إليكم بقصد الفحص، والتدقيق في كل ما في رأسها
افحصوا بصمات عينيها، والرُّؤى المريحة فيهما، واعدِّوا لي تقريراً مشفوعاً بشريط فيديو عن رُؤاها!!!.. نظراتها!!!.. خلواتها!!!.. نزواتها!!!.. افحصوا أذنيها.. فتشوا عن أحلى الكلمات، وأجملها، ودوِّنوا أسماء أصحابها، وعناوينهم، وأرقام هواتفهم.. افحصوا شفتيها، والقُبلات التي وهبتها، والتي سُرقت منها عِنوة، واكتبوا أرقام "الدي إن أيه" لأصحابها، وعرِّجوا على دماغها، وافحصوا ملكاتها العقلية خاصةً الذَّاكرة، وملكة الخيال، على أمل أن تسرعوا في ذلك قبل أن تستيقظ من غفلتها، فلا تجد رأسها على الجسد، ولكم جزيل الشكر، والامتنان.

مجنون تحت الانتظار.


دمت مبدعا
سامى حقا ايها الوراف ما احلى الانتظار
تحت طائله الجنون وما اجملنا بدون عقولنا
استمتعت هنا كثيرا حروف تذهب بالعقل
والراس معا سامى لا تغب كثيرا عن المشفى

لا حرمت فيض ابداعك
🌹

سيرين
10-19-2019, 06:15 PM
اطردوهم من رأسي لقد نسوا ان يغلقوا المذياع قبل ذهابهم للمزرعة
أي مزرعة ؟
المزرعة التي أربيهم فيها داخل " جمجمتي "

\..:34:

حسن زكريا اليوسف
10-19-2019, 07:24 PM
اطردوهم من رأسي لقد نسوا ان يغلقوا المذياع قبل ذهابهم للمزرعة
أي مزرعة ؟
المزرعة التي أربيهم فيها داخل " جمجمتي "

\..:34:

سيرين
سليلة النيل
أكثر من رائع
بضع كلمات فيها الكثير من الإبداع
هذا هو التكثيف المبهر الذي يؤتي أُكُلَه لدى المتلقي الحاذق
تصفيقي الحار
مع شهد محبتي وتسنيم تحياتي
ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف

سامي امين
10-21-2019, 10:02 PM
يكره النَّاي، والقيثار!..
يكره الغناء!، ويكره الشِّعر، والشُّعراء!،
وذات يوم، وهو يلقي فيه موعظته الحسنة،
كان يقول إن باب الشَّيطان مغلقاً حتَّى يُقْرع!،
مستشهداً ببيت من شعر أحمد شوقي :

(( نظرة، فإبتسامة، فسلام، فكلام، فموعد، فلقاء ))

لكن ليلى كانت بالجوار تستمع إليه،
فترصَّدتْ له ذات يوم حتَّى أصابته بنظرة،
ثمَّ بإبتسامة ......
وهكذا على التَّوالي - عبر خوالي الأيام - حتَّى الكلام،
إلا إنه لم يحصل منها على إشارة الموعد، واللِّقاء،
فذهب إليها ذات مساء
ليلقي عليها موعظته الجديدة في جمال الشِّعر،
وسمو الرُّوح بالغناء،
وطقوس الأمسيات الحالمات،
إلا إنها قبل أن تُوصد الباب في وجهه
قالت له إن باب الشَّيطان مغلقاً حتَّى يُقْرع !،
وهكذا أُصِيب بمسٍّ من جنون،
وبات نزيلاً لديكم،
وصار يُبَّدل إسمه كما تُبَّدل أسماءها،
فيوم هو قيس بن الملوح،
وآخر هو مارك أنطونيو،
كما جنكيز خان، ويوليوس قيصر،
وغيرهما ممن يقيمون في الغُرف المجاورة !.

د. فريد ابراهيم
10-23-2019, 01:18 AM
..







الان أصبحتُ اتذكر متى و أين فقدتُ عقلي..

كان يوما مباركا

و كان شعورا بالخدر يغلف العقل و القلب و الضمير

اخيرا وجدتُ السلام لرأسي .. و لكنه كان خارج رأسي

كان أبعد ما يكون عن التحصيل على أرض الواقع

و لكن - فلسفيا - ما الواقع الا ما نعرفه نحن

و ما يمكننا استشعاره بحواسنا الخمس المحدودة

( الواقع ما هو الا وجهة نظرنا المحدودة للأشياء..)

هكذا نطقتها .. فـ اتهمونني بالجنون..

ليس لأنني جاهلٌ.. بل لأنني عرفتُ أكثر من اللازم

و هذا ما جعلني متغطرسا في التعامل معهم..

حين ظنوا أن بامكانهم أن يستأنسوا تَمَرُّدي

و أن يرَوِّضوا هذه الفضيلة الغير قابلة للتهذيب

وقتها عرفتُ أنهم هم المجانين ..

و لكن جنونهم من نوعٍ آخرٍ .. رديء










..

ايمَــان حجازي
10-24-2019, 01:16 AM
سارت المقابله مع ثائر
على ما يرام وانتهت كالمعتادعند نقطه تحتم القيام بلقاء جديد لاستكمال قصته

كان على التصرف كطبيب ان اردت الخروج من المعضله
التى اعلم ان رئيس المصحه حسن قدرى على وشك وضعى بها لا ادرى
لما يكرهنى لهذا الحد لكننى لم اكن انوى اعطاءه الفرصه للتغلب
على لذا جلبت قهوتى وعدت الى المكتب ملتقطا قلما وورقه لابدا
بصنع جدول لافكارى

النقطه الاولى
مبدئيا لم تكن ايزيس مجنونه
ولا ثائر ايضا اصبحت متأكدا

ليسوا مجانين على الاطلاق

ثانيا الاتفاق الذى عقدناه على ان تسألنى
سؤالا فى نهايه كل جلسة
اتضح انه ليس بدافع الفضول كانت لها غايه فكل
سؤال حملنى الى جزء جديد
من قصتها هذا يؤكد انها لسيت مجنونه اذ ان لديها
تقنيه تنم عن عقل واع

اما عن ثائر فالكوابيس التى حدثنى عنها فجوات واحداث
غير منطقيه وهذا قانون الاحلام
فلا يفترض ان تكون الاحلام قصه
متكامله ناهيك عن تذكر ثائر كل حركه وكل شعور فمن المفترض ان يُنسي قطاع من الحلم حين نستيقظ هذا ما يجعلنابشر على عكس المتعارف كان يذكر كل شى بل والاسوء كان يدرك انه حلم وبوسعه الاستيقاظ

القيت القلم ونظرت الى ما كتبت بدأت الامور تتوازن فى عقلى كطبيب رغم اننى ك محب
ما زلت تائها عاجزا عن فهم سبب تأثرى بإزيس. .....؟

كانت تشغل حيزا بعالمى وعقلى اكثر مما يجب لكن على الا افكر بهذا الان الان ستؤل الامور الى نصابها الصحيح اذا رتبت افكارى وخطواتى

فى صبيحة اليوم التالى انطلقت
من منزلى مسرعا الى الشوارع المزدحمه
قفزت فى اول سيارة اجرة تكرم
سائقها بالوقوف وتحركت متجها
الى المشفى استغرق الامر وقتا لا باس به بقيت غارقا بافكارى
اللهم الا حين ينشب شجار ما خارج السيارة او داخلها بين السائق
والعربات المجاورة

ترجلت من السيارة امام المبنى
انتظرت لحظات ثم دخلت كل من بالمشفى يكرهونى الان

الكراهيه تنتشر لا اهتم لاننى حصلت على مبتغاي فى النهايه
معى تصريح رسمى بالزيارة

لكن رأيت النظرات التى رمقونى بها حين خطوت عبر بوابه الاستقبال انتابنى شعور غير مريح ولكن لا مفر سوى التقدم
بخطتى وما ان اقتربت من غرفه
ثائر

حتى وجدته فى ثبات عميق
من الواضح انه تم حقنه قبل وصولى حتى لا اتمكن من التواصل معه

لملمت حاجياتى وخرجت متجها
لا نحو الشارع بل نحو مدير المصحه لا ادرى حاله عدم الود
اصبحت صفه رسميه لان الرجل
الاشيب رفض ان يلتقينى بايه حال فهددته وقلت بصوت عال
لا ترغب بمشاكل لان المصحه
خاصه منفصله عن مشفى العباسيه قمت باستغلال هذه النقطه لن اكبح جماح لسانى
كنت مسلوب التفكير حين اشار
الى الخارج وقد فقد رشده
آمراً اياى بالمغادرة عجزت عن
الرد ونهضت مبلبل الفكر
كدت اجن
لِما أغُلقت الابواب بوجهى فور ان ملكت طرف الخيط ...؟

ذهبت الى منزلى هذه المرة سيرا على الاقدام
كنت افكر ان الاختلاف هذه المرة اننى لن استسلم لليأس والخنوع

عبرت الطريق وسط السيارات ركضا بيد اننى لمحت ادهم خلفى فتوقفت لما يتعقبنى
لا ادرى

ادهم هو احد المكلفين بحراسه
ايزيس اجل هو احد رجال الامن
التابعين للمصحه

بقى يرمقنى بنظرات جمعت بين
البلاهه والدهشه

صحت بنفاذ صبر لماذا تلاحقنى
هرب منى فاثار فضولى

وها هو خيط جديد ابدأ به

هذه المرة ذهبت الى منزل احمد لم اعد اعرف كيف على ان افكر خلا المنزل الا من صوت دقات الساعه فى الصاله الخارجيه كلام احمد كان سطحيا
بدرجه تثير الخنق حكم على بان
كلامى غير منطقى لم يحاول حتى فهم ما شرحته بل تركنى اشرح ليعلن بالنهايه انه متمسك برايه وان كلامى لاشىء اكثر من هراء

نهضت مستعدا للذهاب فقال احمد بلهجه جافه اجلس يا حمدى وانا ساقوم باتصال
وساوافيك بعنوان ادهم

قالها بحدة تنهدبعنف ثم احتوى
وجهه بكفيه للحظات واشار لى بالجلوس

حرك راسه وقال المشكله اصبحت بك انت ورمقنى بثبات
ثم مد يده باستسلام الى الهاتف
وصوته القوى اتى من خلفى

قائلا سارى ما يمكننى عمله
اعطانى ورقه مدون بها العنوان
حركت رأسى متمتما بشكر مختنق دون ان التفت اليه وغادرت

وسيل من الافكار لا بأس به يغتصب عقلى تنوعت لكنها تصب فى قالب واحد

حسن قدرى كان خلف ما يحدث
سأكتشف هذا لكن التفسير الوحيد لتواجد ادهم رجل الامن
خلفى بالتاكيد ليس معجبا بى مثلا لا ليس الامر مصادفه كما قال احمد ف حسن خلف ما يحدث بشكل او باخر

سامي امين
10-24-2019, 02:49 AM
نشاهد لحظات، وكأنها قد مرت علينا من قبل، وهي حالات سماها العالم الفرنسي إميل بويرك ب Deja vu ديجافو، أي "سبق الرؤية" وقسمها إلى ثلاثة أقسام :
* تم زيارته مسبقاً.
* تم رؤيته مسبقاً.
* تم الشعور به مسبقاً.
وذلك حسب الحدث في المكان، والزمان، والشعور، ويصف ذلك في كتابه ( مستقبل علم النفس ) بالقول :
التفسير العلمي الأقرب للظاهرة هو الشذوذ في المخ تحديدا (الذاكرة) حيث ان المخ لا يكون له القدرة علي انه يتدكر الأسئله (أين، متى، كيف) وخصوصا حين يمضي وقت طويل، احيانا يحصل تشابك في الذاكرة، بمعني ان المخ لا يستطيع أن يسترجع غير تفاصيل مشوشه من الحدث الجديد، لكن في نفس الوقت لا يستطيع المخ يسترجع الذاكرة للحاله الأولي، فيحصل تشابك بين الذاكرة ذات المدي القصير، والذاكرة ذات المدي الطويل.

لكن هذا القول، وهذا التعريف بات قديماً، إذ إن العلم الحديث يسمي حالة الديجافو بالأكوان المتوازية، أي أن لكل واحد منا أكثر من نسخة في أكثر من كوكب، وما نشاهدة في لحظات الديجافو هو حقيقة حدثت في كوكب آخر لنسخة منا.

وللحديث صلة.. أقصد للجنون متابعة :)

رحيل
10-24-2019, 03:42 AM
على طاري الأكوان المتوازية وماشابه ..أظن أني قرأت لك في موضوع طرحته سابقا تلميحة عنها ..مما اثار فضولي
وقمت بالبحث عن المواضيع ذات الصلة ..بصراحة نال دهشتي ..وأنت الان تذكرني به ..واحتاج لأعود مرة أخرى للقراءة عنه ..لان كما يبدو أنها تبخرت من ذاكرتي .

الجميل فيك يا سامي انك كثيرا ما تطرح أشياء تدعو للبحث والتقصي !

سامي امين
10-24-2019, 08:14 AM
على طاري الأكوان المتوازية وماشابه ..أظن أني قرأت لك في موضوع طرحته سابقا تلميحة عنها ..مما اثار فضولي
وقمت بالبحث عن المواضيع ذات الصلة ..بصراحة نال دهشتي ..وأنت الان تذكرني به ..واحتاج لأعود مرة أخرى للقراءة عنه ..لان كما يبدو أنها تبخرت من ذاكرتي .

الجميل فيك يا سامي انك كثيرا ما تطرح أشياء تدعو للبحث والتقصي !


سلامتك يا رحيل! :) يبدو إنك النِّسخة الثَّانية، أو الثَّالثة من رحيل، فأنتِ قد قرأتِ لي مثل هذا من قبل!، وأنتِ لا تتذكرين أين، وكيف، ومتى!.

حسناً.. نصيحة بجمل !

أحجزي لكِ غرفة هنا بجانب مجنون ليلى، ومارك أنطونيو، وجميل بثينة، وغيرهم، فهؤلاء شعراء، وطيبون ملئهم الحب، والرِّقة، والحنان !

إياكِ أن تختارين غرفة بالقرب من تيمور لنك الأعرج، والاسكندر المقدوني، وأودلف هتلر، فهؤلاء خطرين، ولا يؤمن جانبهم !.

عقبال لمن هم على الطَّريق.

سيرين
10-25-2019, 01:56 AM
كثيرا هو اعتاد طرق التفكير ابوابه حتى مل من ازعاجه
واخذ ينظر الي لوحة المفاتيح
ويجرب المناسب لغلق الابواب ويعلق عليها يافطه مغلق للتحسينات

\..:icon20:

رحيل
10-25-2019, 03:02 AM
وهل يعي المجنون بجنونه

وفي أقصى حالات هوسه هو على يفين بأنه أعقل الجميع !

سامي امين
10-25-2019, 08:58 AM
وهل يعي المجنون بجنونه

وفي أقصى حالات هوسه هو على يفين بأنه أعقل الجميع !



ذلك الأشعث إلبرت آينشتاين كان مجنوناً !

إسحق نيوتن الذي قيل بإنه أكتشف الجاذبية بسقوط التُّفاحة، وهو تحت دش الماء، فخرج عرياناً من تحت الماء، وهو يقول : وجدتها.. وجدتها.. وجدتها !

ذلك الذي لا أذكر إسمه الآن الذي دام لعشرين عاماً يحمل حبلاً ، وكل يوم يقيس مضيقاً بحرياً ليثبت للعالم إن اليابسة كانت كتلة واحدة !

نعم المجانين يدركون إنهم على حق، وإنهم بعقولهم، وإلا لما شقَّوا عباب البحار، وتاهوا في الصَّحاري، والكل باحث عن ليلاه !

أوتدرين يا رحيل ! إني أخاف عليكِ !

هاتِ أذنكِ، ودعيني أهمس فيها بعيداًعمن يسترقون السِّمع :

لقد كفَّروا جاليلو دافنشي، ثمَّ شنقوه لأنه قال إن الأرض كروية، وإنها تدور حول الشَّمس !.

ايمَــان حجازي
10-25-2019, 04:28 PM
عودة لروايتى

لم يغمض لى جفن احمد كان محق اكاد اجن من كثرة التفكير ومع فنجان قهوتى السابع وعند اول خيط للصباح اتجهت سيرا على الاقدام


الى العنوان الذي اعطاه لى احمد عنوان ادهم جلست بمقهى بالشارع اسفل المبنى
اختلس النظر حتى يمر من امامى واغتنم الفرصه المناسبه
لفتح حوار معه علنى اصل
لاى معلومه او خيط يقودنى للحقيقه


لم تبق الا دقائق قليله على تمام الثامنه موعد عمله بالمشفى وها هو يعبر الشارع امامى ليذهب للعمل

فرأنى جالسا على المقهى اسفل
بنايته فرمقنى والرعب يتخلل

نظراته ولم يستطيع اخفاء ذلك
فقال انا اسف انا لم اتجسس
عليك اعلم انك تعتقد ذلك
فى قرارة نفسك

فأشرت له الى الان لم اوجه اليك اى اتهام فارتبك اكثر من
السابق وقال

ساحكى لك القصه على شرط
لا تخبر احدا بانك رايتنى من البدايه ولا اجتمعنا حتى عن طريق الصدفه

اعلم ان ثائر قد حكى لك عنى
فقد نما إلى علمى من الممرضه
التى تسترق السمع منك خلال
جلستك معه انه امتنع عن اخذ
الدواء ولهذا قد كلفها مدير
المصحه بحقنه
حتى لا يستطيع الحديث
معك بايه حال

فهو ابن اخى كنت ازوره ف البدايه الى ان نسي حتى من اكون بسبب العقار

الذي يتم حقنه به فامتنعت عن زيارته وحتى اثبت لدكتور حسن
اننى افى بوعدي له

فاوهمته بايماءة من راسي وكاننى على علم بكل شى

فاكمل قائلا هددنى رئيس المصحة ان ابلغت الشرطة
سينتقم منى وانا لا حيله لى
به له امتيازات مطلقه وسلطان لا حد له (ايده طايله)

وعندما وعدته باننى لن افتح فمى لم يكتفى بل قال ساعينك
حارس هنا لاكون تحت مراقبته
المستمرة وليضمن سكوتى عن الحقيقه

ثارت اعصابى بمجرد ذكر اسم ذلك الاشيب وصرخت به اريد ان اعرف كل شىء
الان فقال الان ساذهب لعملى
فليكن موعدنا بعد العمل

الخامسه

فى شقتى حتى نكون بعيدا
عن الانظار الان اسمح لى
بالذهاب

تركنى غارق بافكارى والفضول ياكلنى من هو ثائر وما هو المثير بقصته
حتى يدب الرعب فى قلب
ذلك الاشيب حسن قدرى


ذهبت الى منزل ادهم على الموعد تماما فى الخامسه
وقفت وطرقت بيدى على الباب طرقا خفيفاً فسمعت تاوه مصحوب بانين اعدت الطرق ففتح الباب بالفعل دخلت ومن ثم

وجدت ادهم ملقى ارضا غارقاً بدمائه لا يقدر على الحديث بيد انه كان يشير بيده

الى درج مكتب خلفى تماماً وانا اقف بجواره فاتحا فمى من هول الصدمه وما ان استعدت وعى
للحظه و فتحت الدرج فوجدت
اجندة قديمه يعلوها ظرف
مزركش بالازق مغلق محشو
بالاوراق

خرجت وانا غارق فى الحيرةالى اذنى وفى راسى دوامة صاخبه من الجنون

استمرت دوامتى الى ان وصلت
المقهى المجاور لمنزل ادهم اتصلت ب احمد فانا بعدما حدث لا لن اقوى على الحراك
لم تكن الثلاثون دقيقه التى مرت
كافيه لتنتشلنى من الغرق بهذا
الكم من الاسئله التى احتلت عقلى بشكل متواصل حتى وصل احمد كى يقلنى

بدأت اعصابى تنهار لم اكن اتصور ان يصل الموضوع حد القتل وكيف لهذا الاشيب ان
يحافظ على مظهر الراهب الزاهد
بينما هو عربيدا قاتل


لم استوعب ما حدث الا حين صفعنى الهواء البارد بنافذة العربيه وصوت احمد صارخا
ماذا حدث بالاعلى
فاجبت وانا مشتت الذهن لا اعرف ارعبنى تذكر ادهم غارقا
بدماؤه انفلتت من شفتى

حروف اسمها ايزيس

الان قد فهمت لما طردتنى من غرفتها او ربما اخبرتنى دون ان انتبه كفاية لخوفها وقلقها تذكرت الان عيناها الغارقتان بالحب
وهى تبعدنى عنها خوفا على
فقط ليس الا
لم يعد هناك مجال للشك
احمد اريد الذهاب لها
اريد رؤيتها الان وفورًا

رحيل
10-26-2019, 07:21 PM
؛
وكلما أرادوا قمع جنونها .. ألجموا صوتها .. قيدوها بحبال صنعت حسب مواصفاتهم البائدة للفكر والحياة ...

حاول أن تقارعهم وانظر كيف سيصنعون منك مخللا .!

من تلك الحجرة الباهتة .. كان ذلك الأنين الذي تسمعون !

سامي امين
10-26-2019, 09:12 PM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-5c5055241b.jpg (http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-5c5055241b.jpg)


جولييت !
يا أميرة النِّساء !
يا كرنفال العطر،
والمساء !
بين يديكِ يتوقف الزَّمان،
وعند قدميكِ تبدأ حقبته الثَّانية من جديد
يبدأ التَّاريخ
يبدأ الشِّعر
تبدأ الأسطورة
وعلى شفتيكِ يبدأ الغناء،
وقصص العاشقين !

هولوغرام روميو.

رحيل
10-26-2019, 11:42 PM
وليس كل مجنون يؤخذ بحكمته ..

احذروا من أولئك المجانين الهائمين على قلوبهم ..
لا تقتربوا ..لا تختاروا الموت بين أيديهم ..
لتكن ميتتكم ميتة هنية ..
وإلا فسيأكل الغبن قلوبكم ..
ولبئس حينها الخاتمة !

ايمَــان حجازي
11-01-2019, 08:58 PM
اريد رؤيتها الان
قلتها بحدة فصمت احمد وظننت ان النقاش قد انتهى
الى ان شعرت بالسيارة تنحرف بقوة متعمدة حاولت الحفاظ
على توازنى حتى توقف احمد بجانب احد الارصفه
ونظر نحوى بغضب ليصيح
اريد ان اعرف ما الذي تنتويه الامر قد وصل الى القتل
الان لن اتركك تذهب لاى مكان
لاننى بت متاكدا الان ان الجميع سيلصق بك تهمة قتل
ادهم ناهيك عن انك تريد ان تذهب اليهم
بنفسك لقد جننت حقا

انتهت القصه هنا لا انا لن اسمح لك بالذهاب ابدا
وبدا يتحرك بالسيارة متجها لمنزلى وقال اتريد ان اقضى
الليله معك ام تاتى انت لمنزلى فاجابت لا عليك
اذهب انت وسلمته الاجندة والظرف ولم اجد فرصه للاطلاع
على محتواهم فقد كان عقلى مشتت تماما
لم افكر سوى بالحفاظ على الاوراق

اعتليت الدرج وصولا لشقتى ذات الاضاءة الخافته
واضعا مفاتيحى وهاتفى المحمول على الطاوله قرب الباب
تجولت فى الشقه للقيام بطقوسى المعتادة من استحمام الى تبديل
ملابسى ثم الاسترخاء بمقعدى امام التلفاز القيت افكارى
بمؤخرة عقلى هل ما حدث حقيقه ام محض خيال بقيت احدق
فى الشاشه السوداء فشلت فى ابعاد عقلى عن التفكير
جفانى النوم لم يبارح مشهد ادهم عقلى ولا برهه واحدة
مرت ساعه تلو الاخرى ولاول مرة اشعر ان الوقت يمر ببطىء
شديد حتى اننى بت اكره صوت بندول الساعه ارق
دائم وكأن النوم اكتفى منى وإكتفي عقلى منه احاول جاهدا
ان ابعد عقلى عن التفكير كى احظى
ولو بغفوة عبثا احاول فتظل
حواسي متيقظه تماماداخل فراشى

كل ما يشغل تفكيرى الان من هو ثائر ولما قُتل عمه وما السر
الذى تحويه الاواراق التى قد تم قتله بسببها
كنت افكر وافكر بالهروب والنجاه بحياتى ولكن ابى
قلبى وعقلى مجرد ان تخطر الفكرة بعقلى ولو مروار سريعا
انا لست جبانا ولم اترك ادهم بدون اسعاف
لانه ما ان التفت لالتقاط الاوراق من الدرج كان قد فارق الحياه


الساعه الان تقترب من الثامنه صباحا وهذا
الفنجان التاسع لقهوتى قد انتهيت من اخر رشفه به
واتجهت للباب مسرعا دون ان اخبر احمد لعلمى برفضه
المسبق نزلت الى الشارع ودلفت لاول سيارة اجرة
وقفت لى لم اعير السائق اهتماما فقط اعطتيه العنوان
ونظرت اليه بجديه ان يسرع بنا فهناك حاله طارئه بانتظاري

لم استطع شغل تفكيرى بالشارع والمبانى
التى نمر بقربها فافكارى كلها تصب باتجاه ايزيس
ها قد وصلنا وقف السائق امام المبنى مباشرة

ترجلت من السيارة مسرعا الى داخل المبنى مرورا ببهوا الاستقبال
ومن حسن حظى كان الجميع منشغلا بالحادثه
وعربات الشرطه تملأ المكان انا لم اعيرهم اهتماما
حتى رجل الامن الجالس خارج غرفة ايزيس الذى
رمقنى بنظرة حاده صائحا ممنوع فهو يعرفنى جيدا

دلفت الى داخل الغرفه وانا اغلق الباب خلفى بشدة فنهضت
جالسة ما ان وقع بصرها على وابتسمت قائله كنت اعلم
انك لن تستسلم ابدا وكان هذا اغرب تعليق سمعته منها

انتابتنى حاله هستيريه من السعادة بمجرد وقوع
بصرى على وجهها شردت قليلا
حتى اعادنى صوتها المخملى
هذه المرة كان صوتها مختنقا ورأيت عيناها
تلمعان بالدموع ما الذي اتى بك يا حمدى

فاجبتها وانا انتفض فزعا لقد قُتل ادهم رجل
الامن الذي كان يعمل ولم اكمل فقاطعتنى قائله
لست فتاة بائسة ذات لوثه عقليه انت لا تعرف شيئا
فادهم هو كل ما تبقى من عائله ثائر وان كنت لا تعرفه
فهو خطيبى السابق فارتفع الدم الحار داخل اوردتى
ولم انبس ببنت شفه تاركا اياها تكمل حديثها

وبغير وعى منى تنفست بعمق وانا امد
يدى عبر الطاوله ممسكا بيدها ارتجفت وحاولت
سحبها لكننى اطبقت عليها
محاولاالا تنكسر الكف
اللؤلؤيه بين اصابعى

قائلا بحده لما انت هنا ...؟
ولما يحاولون ابقاءك بعيدا عن الانظار ..؟
اجيبى عن سؤالى رجاءا ما الذى يربطهم بكِ الى
حد محاوله قتل كل من يقترب منكِ ...؟

علا صدرها وهبط بدت عاجزة عن التنفس
فكررت السؤال مرة اخرى لما عدت
اذهب رجاءا فقلت لا لن اذهب

قلتها باصرار فصاحت وقد تقطع صوتها بفعل البكاء
ستموت انا لا استحق الانقاذ ولم يكن عليك العودة مرة اخرى
اذهب رجاءا وانا اعدك لن يقترب منك احدا
لن يطاردك اى منهم بعد الان
لا لن اترك حسن قدرى ليؤذيك مثل ما فعل مع ثائر

فقط عليك ان تختفى عن الانظار لفترة
حتى لا تتعرض للاذى
لا لن اتحمل الامر مرة اخرى
للاسف ما اكتشفته انت فى ليله
لم يسعنى اكتشافه الا بعد حين

لذا كانت صدمتى كبيرة للحد الذي جعلنى
استغرق وقتا اطول فى عالم عقلى الباطن
باحثه عن ملاذ للسلام الروحى والابتعاد
عن هذا العالم الملىء بالطمع والكراهيه

سمعت ضجيجاً بالخارج يبدو ان رجل الامن
قد ابلغ مدير المصحه بتواجدى
خرجت مسرعا من باب الخروج المؤدي الى الجزء المهجور
من المشفى حتى وصلت الى الشارع
وقد قررت التمشيه لقتل الوقت حتى يعود احمد من عمله
فانا فى حاجه شديدة لمعرفه ما تحتويه تلك الاوراق
وانطلقت مبتعدا عن المشفى الى الشوراع المزدحمه
وعقلى تتقاذفه الافكار

سامي امين
11-02-2019, 01:57 PM
موجز لأهم الأنباء

• ثلاثة لصوص سرقوا مدير أمن المنطقة،
وما زال البحث جاري عن اللُّصوص،
وسيادة المدير .

• إثنان من القُضاة يشتبكون.
ويتبادلون إطلاق النَّار مما أدَّى لقطع الشوارع
المؤدية إلى ساحة المعركة، وما زالت مساعي
المواطنين الخيَّرة تحاول إطفاء الفتنة قبل تدويلها.

• طبيبة تُهرِّب مجنون من مستشفى المجانين
إلى أرض فرعون، وتُصرُّ على تحنيطه،
وعدم إرجاعه إلى المشفى لتثبت للعالم
طريقة التَّحنيط عند قدماء الفراعنة.

• نملة تُمسك بالكُرة الأرضية بين فكيها،
وتهدد بإبادة الجنس البشري،
وذلك بإلقاء الكُرة الأرضية إلى الثُّقب الأسود.

ايمَــان حجازي
11-02-2019, 11:58 PM
استغرق الطريق وقت لا بأس به مازلت غارقا بافكارى شعرت ان المد ينحسر وتبدأ التعقيدات والمشاكل بالانبلاج من اللا مكان اشعر وكاننى بدائرة مغلقه لا استطيع الخروج منها وكأن الكون كله تأمر ضدي

كانت لحظه واحدة لحظه واحدة فقط ابعدت بها عينى عن الطريق ساهماً بعدها انطلق زعيق العجلات فوق الارض الاسفلتيه بالقرب منى كالرصاص سمعت هدير المحرك واشتممت رائحة الجلد المحروق قبل ان ارى
السيارة ما حدث كان حتميا شعرت بارتطام جسدى بالمقدمه المعدنيه الصلبه للسيارة شعرت باحشائى تلتوى للداخل
ارتفع جسدى ثم هوى ارضا صرخات امتدت حولي ولوهلة بدا كل شىء غير مترابط وكأننى اراه من موقع اخر خارج حدود جسدي ثم تحول عقلى من الصدمة الى الجمود فى جزء من الثانيه عجزت عن استيعاب ما يحدث لكن تلقائيا واحسست بخلخلة الهواء جوارى فى البدايه كان كل ما حولى صامتا وكأننى اصبت بصمم مفاجىء ثم تدافعت
المعلومات داخل بوتقة استيعابى فى ان واحد الصرخات الالم اقدام تركض وانفاس حارة حولى يد امتدت لتساعدنى على الوقوف ثم المزيد من الصيحات اغمضت عينى عن الوجوه لثوانى عندها غزا الالم جسدى بالكامل وبالفعل هذه المرة صرخت حين تفرق الحشد اخيرا ضاربا كفا بكف كنت اعتلى السرير النقال بمؤخرة عربه الاسعاف
اغمضت عينى فى محاوله لتخفيف الصداع الذي التهم مؤخرة راسي بالكامل
ورحت فى ثبات عميق دون انذار ودون توقع غرقت بعدها فى سواد علمت انه الموت ورحبت به كرفيق طال انتظاره
مازلت احتاج اليكٓ
سطع الصوت عبر السواد لمست عطر ايزيس فى الظلام دون ان اقوى على فتح عينى هل كان ما اشعر به الان هلوسه
ما قبل الموت ام هى حقيقه هل كنت اهذي ام ان روح ايزيس اتت لزياتي قبل ان تعود روحي الى بارئها عجزت عن التفكير واخر ما همست به لها انتِ كنتِ محقة

ايمَــان حجازي
11-04-2019, 01:54 AM
خسارتك لشخص تحبه تجعلك تفقد مذاق الحياه
تصبح حياه بلا طعم ولا رائحة والوانها جميعها باهته تميل للسواد
فتصبح حياتك كلها بالاسود الغامق وتظل انت تحت مسمى النابضين بالحياه
تجد قلبك حينها غير منصف يسكن بداخلك وينبض للراحلين
تغدوا ذكرياتهم لتحطم ما تبقى لك من ايام
لا يكفيهم ما رحل منا معهم لا يعلمون ان القلب ينبض لهم واننى موتى منذ رحيلهم

الان ادركت ان غايه امانى قد تحققت اصبحت ميته فقط فى العالم الاخر
وعلى الجانب الاخر من جدار النوم كنت ابعث لاحيا حياة نبذتهابعالم اصبح مجرد دمى
وتتحرك فوق مسرح حتى تنقطع خيوطها او تبلى

ذهب حمدى دون مقدمات دون مبررات دون انذار سابق
عجزت عن الاستيعاب فى بدايه الامر وظننته سيعود بل انتظرت عودته بلا فائدة
غرق كل شئ اسفل ركام الالم واليأس غصت عائدة ليس الى الهوة السابقه بل اعمق
حتى لامست يداى لب النهايه تفتحت كافة جراحى وسالت منها انهار الامل والحب والسعاده
لتتجلط خارج جسدى دون رجعه كرهت العالم وكرهت ارواحهم النتنه

كان عقلى مشحوذا بالغضب نتيجه قله النوم وصراع الافكار براسى كنت على وشك الانفجار
فى اى لحظه ان حاول احدهم محادثتى
بعد دقائق فتح الباب بصرير مزعج وتقدم احمد فانا من طلبت مقابلته اعلم انه يكرهنى
ولا يكاد ينظر بعينى حتى المح نظرات الكراهيه تلمع بها لتخبرنى باننى سبب كل هذا

وقبل ان ينطق صرخت قائله هل امسكتم بالرجل
هل استدعيت حسن قدرى
فبدت الدهشه جليه على وجهه

فقلت لن انتظر اكثر على معرفه الفاعل يا احمد اجبنى بالله عليك

فأومأ براسه قائلا اصدرت امرا بالقبض على مالك السيارة ومازال التحقيق جارى وما زلنا نبحث عنه
هرب ولم نعثر له على اثر حتي الان
امرتهم باستجواب كل من له علاقه بالرجل ساخبرك بكل شى

تودين معرفته بشرط ان. اعرف ماهيه العلاقه بينك وبين حسن قدرى

فقلت له وانا اتعمد تغيير الحديث
هل اختفى السائق فقال نعم
فقلت لا احد يختفى للابد الاهم ان تبحث عنه دون احداث ضجه تصل الى اذن حسن قدرى
ظل يرمقنى ببلاهة فكررت رجائى وقلبي يخفق بعنف ما ان تقبض على هذا المجرم
ساخبرك بما تود سماعه فقد انتهى الامر بالفعل وما من داعى لاخفاء الامر اكثر

امهلنى بعضا من الوقت كان احمد يعلم اننى لم اخرج من صدمتى بعد


فقال كل ما توصلت اليه محض استنتاجات وتخمينات لم يعد امامى خيار اخر
انت الوحيده القادرة على ربط جميع الخيوط ببعضها لا باس سانتظر

الان انا ووظيفتى على المحك بين يدى مجنونه مثلك
فاشرت له بيدى على رقبتى بعلامه الذبح
وانا اقول له كن حذرا فى حديثك معى
فالقصه لم تنتهى بعد .....!

سيرين
11-06-2019, 01:28 AM
في سابقة هي الاولى من نوعها
دعى العالم الى جمجمته حتى يُألف بين السمك ..

\..:icon20:

ايمَــان حجازي
11-07-2019, 01:33 AM
:؛/

خرجت من الغرفه فى حاله من الشرود التام
شعرت بسخافه ما قالته لى لم اعلق ابتسمت فى هدوء ورحلت
اتجهت لمنزلى ارتب امورى القانونيه اما ان اصل الى حل بهذه القضيه
او ارحل من هنا الى غير رجعه

اطمأننت الى تلك الفكره واسترخيت بعض الشىء اخذت اتنقل بين غرف الشقه ذهابا وايابا احاول ابعاد عقلى
عن التفكير كنت كمن يبحث عن ابرة فى كومه من القش فكلما تاخرت فى اقتفاء اثر سائق العربه ستزيد فرصة
الاختباء والتوارى التام عن اعين الشرطه وسيضيع حق حمدى لا لن استسلم للياس ومحضر يقيد ضد مجهول

نظرت ف الاوراق التى امامى فقرأت عنوان جذب انتباهى

اسرارى لا تخصك حياتى لا تعنيك انا انا وانت انت


ف دفعنى الفضول لاكمل القراءة الصفحة الاولى 23من ديسمبر

ولدت من جديد ففى ذلك اليوم تعرفت على فتاة
فى احدى سنوات الجامعه تصغرنى بعام واحد
لم اكن اوليها اهتماما خاصا ربما لاننى لم اسع الى التقرب من احد
كانت هذه الفتاه تثير شهقات الانبهار بين زملاء وزميلات الدراسة على
السواء فهى حسنه المظهر والملبس والرائحة

ففى اول مرة وقع بصرى عليها لم اكن اهتم
لارى القمر متجسدا فى مخلوقه بريئة اقل وصف لها انها حوريه
من الجنه حولتنى من رسام الى كاتب
فقلبى الخافق بالعشق يتعلق بها وفقط ولا شىء غيرها ف حبها له فعل السحر

لما اختارتنى دونا عن الجميع لم اعترض تركتها تاخذ جانبا من عالمى وسرعان ما اعتدت وجودها الى جوارى
قضينا وقتا لا باس به معا ما بين الاستذكار والعبت والنكات شجعتنى على الاختلاط بالاخرين بل وربما السماح
لنفسي بنقلها من خانه الزميله الى الصديقه الى الحبيبه
ارتبطت الارواح بعضها ببعض كنت انا وانتى اولها نسمو فوق الوجود برؤيه احلامنا الثملة فى اغفاءة الليل الحالمه ترددت اول الامر حسبتها خاطرا او حلماً لا يلبث ان يزول وضياء ينبش ظلمة الفجر العاشقه


فقررت فى اليوم التالى ان اتعرف على اسرتها لاتقدم لخطبتها ذهبت اليها واخبرتها فى رغبتى بالزواج منها
كانت فرحه جدا وقالت ساحدد لك موعدا مع عمى اولا فعليك الانتظار لكن ليس كثيرا

اليوم كان اول ايام العام الجديد
كان الرابع عشر من شهر فبراير وهو عيد الحب فقررت ان يكون يوما مباركا بخطبتنا
ذهبت لمقابله عمها وهو طبيب مشهور يملك مشفى نفسى وله سمعه طيبه
خلال رحلتى القصيرة من البهو الى مكتب عمها وددت ان افاجأها فاتصلت بها واخبرتها باننى غير قادر على
تخطى رجال الامن فهلا حضرتى الان فانا اقف على بوابه المشفى

فخرجت مهروله الى تحمل ابتسامتها فوجدتنى
ببهو الاستقبال راكعا احمل الورود الحمراء
فنظرت الى فى خجل وقالت اقبل الزواج بك يا ثائر ردة فعلها السلسة
والهادئة اهدتنى طمأنينه بيد انها عانقتنى بحب وهى تهمس هيا فعمى ينتظر
بالمكتب وهو صعب المراس قليلا وعليك تحمل الامر وتبسمت فى دلال
ذهبنا سويا وتبعنا طريق متعرج مكسو بالرخام الرمادى احسست من فرط سعادتى
ان قلبي سيتوقف عن النبض اه لو نملك ان نتبادل دون الكلمات كل احاديث القلب

ايمَــان حجازي
11-07-2019, 10:46 PM
ما قبيل النهايه




عبرنا الممر معاً كانت ضحكاتنا تملأ المكان كنت اتلفت
راسماً ابتسامه على شفتى بيد اننى كنت احارب انقباض سريع بمعدتى
لا اخفيكم سرا ً انا قلق لا اعلم هل هذا القلق طبيعى ام ان خوفى هو ردة فعل مبالغ فيها
رمقنا بعض الموظفين بنظرات فضول والبعض الاخر بدهشه
ها قد وصلنا الى المكتب تركتنى بمفردى بناء على رغبه عمها الدكتور حسن قدري

وما ان دخلت المكتب حتى انتبابنى شعور قلق يمتزج بدهشه
المكتب كبير وكاننى فى بهو فندقى هل جربت شعور تسلل فأر الى صندوق قط من قبل ...!

مددت يدى لمصافحته مبتلعاً دهشتى فرمقنى بنظرة خاويه واشار لى بالجلوس حتى ينهى مكالمته التليفونيه

انتهى من المكالمه ومن ثم نظر الى وابتسم ابتسامه مسمومه قائلا اخبرتنى ابنه اخى بانك تريد مقابلتى

لكنها لم تخبرنى عن السبب تفضل واخبرنى بما تريد لديك خمس دقايق لتشرح لى لاننى فى عجله من امرى

تفضل انا اسمعك لا اخفيكم سراً باننى اكثر قلقا وارتباكاً لدرجه باننى اشعر بالبرودة تسري بيداى

بدأت اسيطر على نفسى قليلا وبدأت الحديث

قائلا متبقى على تخرجى من كليه الفنون شهرين بيد اننى صنعت لنفسى سمعه جيدة
واقمت العديد من معارض الرسم ومعرضى القادم سأقوم بافتتاحه بعد التخرج مباشرة

اجتهدت كثيرا حتى نجحت فى اكتساب سمعه جيدة

وتسارعت وتيرة حياتى منذ ان تعرفت عليها شجعتنى واعطتنى دفعه قويه وثقه كبيرة بنفسي

اتمنى ان تقبل بى وان تبارك خطبتنا فانا اعلم ان سيادتكم اهم شخص فى حياتها بعد والدها ووالدتها

فرد على قائلا . ..؟ يبدو انك تملك اسلوبا استثنائيا فى الاقناع كى توقع بى كما اوقعت بها فى شباكك

انتظر ردى سياتيك قريبا اما الان فقد انتهت المقابله

وتركنى بالمكتب وخرج دخلت ايزيس متسائله عما حدث بيننا فلم اشأ ان اشعرها بما اجتاحنى من غضب

فابتسمت وقلت لها ان ما يعترينى من قلق فقط لانتظار قرار عمها بالقبول او الرفض كانت ملامحها تتهلل فرحا
فقالت اعلم جيدا انه لن يمانع لا تغضب منه هو فقط يريد ان يطمئن على مستقبلى معك وانك جدير بى

تركتها ورحلت ذهبت الى منزلى كان عمى بانتظارى قلقا وما ان وصلت وفتحت باب المنزل وجدته يمسك الباب ويفتحه لى
قائلا لما تاخرت هيا اريد ان اطمئن ماذا حدث لم اجد بداً من ان اخبره كنت اريد ان اتحدث معه كنت غاضبا

اخذت نفساً عميقا واخبرته عن ما حدث وعن التفاصيل الصغيرة التى لم تكسبنى سوى شعور عميق بالضألة

وبان عمها تعمد ان يشعرنى بالفارق الطبقى بيننا فقال لى منذ الامس لم اكن لاكسر تلك الفرحه بقلبك ولكن
حقا هذا الزواج غير مناسب لك ولها اتركها يا ثائر وفكر فقط بمعرضك ومستقبلك وتلك اللوحات التى لم تكملها
واثبت لنفسك ولها انك جدير بها بعد ان تكون حققت ارباحا من معرضك

فقررت الاستمرار بقليل من التفاؤل والثقة التى بثها عمى فى نفسى وبدأت باكمال لوحات معرضى ومن ضمنهم لوحة

تقدمى لها بالورود وانا راكعا على ركبتى وكاننى كنت اود ان لا انسى ابدا تلك اللحظة المقطتعه من السعادة الغير مكتملة وكان الحياة استكثرتها على قلبى فمنذ ان مات والدى تزوجت امى ب عم ادهم الذى تركته هى الاخرى
ورحلت بعد معركة شرسه مع المرض تاركه اياى له ليربينى احببته كوالدى وكنت انا وهو وذلك الجرو الجميل نحيا معا بسعادة وراحه بال

اتذكر عندما قابلتها كانت قد تجاوزت العقد الثانى من العمر ربما بعامين كما اخبرتنى لكن ايام سعادتى قد ولت

والفضل كله يعود لعمها الذي كان وصيا عليها منذ كانت بالخامسه من عمرها و كانت الناجيه الوحيدة بعد وقوع حادث اليم توفى على اثره والدها ووالدتها كان والدها يملك المشفى بالمناصفه مع اخيه الدكتور حسن قدرى

هو ليس طبيبا فعليا لكنه فقط يدير المشفى بما انه المالك الشرعى بعد اخيه والوصى على ابنه اخيه

وهذا جل ما اعرفه عنها كانت روح ملائكيه نقيه ما ان تنظر الى ابتسامتها فتخترق القلب بدون استأذان


اتصلت بى مرار فاجبتها باننى لن استطيع مقابلتها حتى انتهى من المعرض وحتى يمكننى الوقوف على ارض ثابته

الان بدأ معرضى بالافتتاح وهذا اليوم الثانى كلل بنجاح باهر اتت الى المعرض مساءا ورمقتنى بنظرة عتاب
انتظرت حتى خرج اخر ضيف من معرضى واخذتها كى اوصلها فبدأت الحديث قائله كدت اجن الان اربع اشهر
منذ اخر لقاء لنا ماذا حدث هل انت قد غيرت رايك ولم تعد تريد الارتباط بى هل كان حقا ما بيننا حبا ام كنت واهمة
كما قال عمى عنك فانت اختفيت تماما منذ لقائك به هل ستجيب على تساؤلاتى ام لا يوجد عندك رد لتقنعنى به

فاجبتها باننى لم احب غيرك ولن احب ولن ينبض قلبي يوما لغيرك وكل ما فعلت لاجلك فاهدئى لمحت الدموع بعينيها
فلم استطع التحمل فاخبرتها ما كان من عمها يوم لقائى به ولم تكن تصدق ما حدث فتركتنى واعتقدت بان ما قلته فقط مجرد سبب للهروب من الزواج بها ونعتتنى بالكاذب بل واكثر شككت بحبى لها رغم ما عانيته بسببها

ولم اسمع منها منذ ذلك الوقت خبرا كى يهدأ خافقى وزاد قلقى عندما حاولت الاتصال بها فلم تجب على الهاتف
قطعت كل وسائل الاتصال بينى وبينها لم اجد بداً من الذهاب اليها فرفضت مقابلتى ايضاً لا اعلم ما حدث
لم تعطينى فرصه للدفاع عن نفسى

لم استسلم حتى اعرف ماهيه القصه ذهبت لمقابله عمها بالمشفى لكن هذه المرة بدون علمها ودون موعد سابق
مع الدكتور حسن قدرى وما ان وصلت مكتبه حتى تركنى انتظر قرابه الساعه امام مكتبه

حدث شى غريب سمعت اصواتا عاليه تخرج من مكتبه بدت واضحه لان المشفى يعمه السكون فكان صدى الصوت
واضحا يبدو انه خلافا بينه وبين احد الاطباء كان قد اتهمه بطرق غير شرعيه للعلاج وان هذا يعد جريمه بحق المرضى
وتوعده الدكتور حسن بالفصل ان لم تكن طريقتنا تعجبك فلما تعمل بهذا المشفى وتتلقى منه اجراً كبيراً لا تسطيع

حتى اخذ ربع هذا المبلغ ان كنت بمشفى حكومي فخرج الطبيب مهددا بابلاغ السلطات عن المشفى وعن حالات الوفاه
المشتبه بها فتوعده الدكتور حسن هو الاخر قائلا انظر الى عقد العمل الذى قمت بالموافقة عليه ثم خذ ما شئت من قرارت وفتح المكتب

دخلت ولم يظهر على باننى سمعت اى شىء مما حدث
جلست وبدأت انا الكلام قائلا جئت منذ خمس اشهر لاطلب يد ابنه اخيك لكنك عبثا لم ترد جوابا
واشعرتنى بالفارق الطبقى انا لا اريد غيرها لا لم اكن ابدا افكر بشىء غيرها لا اعرف ما حدث وبما اخبرتها عنى
لتتجاهلنى هكذا وما السر وراء رفضك لزواجى بها

فقال اليوم ليس كالمرة السابقه لهجتك بها ثقه زائدة عن الحد من اين اتيت بهذه الجرءة لتتحدث معى
اعلم انك سمعت ما دار بينى وبين دكتور سامى ولهذا تجرأت وتكلمت بهذه الوقاحه فارتبكت ولم ادر ما
افلت لسانى بقوله لكن كل ما اعرفه باننى كنت كالذبيح الذي يحاول ان يثأئر لكرامته
فقلت سلمتنى الورقه الرابحه واعترفت بخطأك يمكننى قلب الطاوله والسعى للابلاغ عنك وعن ما اقترفته مؤسستك
من جرائم تجاه المرضى

فاجابنى ساخراً لقد وقعت للتو على ورقه دخولك المشفى ولن يعلم كائن من كان عن وجودك ساحجز لك غرفه بجوارها
الان وبما انك لن تخرج من هنا ساجيبك على تساؤلاتك

نعم هى انهارت اصيبت كاى فتاه تحب بانهيار عصبى عادى بعد ما اقنعتها تماما بانك لم تكن تفكر غير فى اموالها
وما ان عرضت عليك مساعدتى بمعرضك حتى الغيت عرض الزواج فاقتنعت لانك بالفعل بدأت تهتم بمعرضك
ولم تتصل بها وبهذا ساعدتنى بخطتى دون ان تشعر وانت كالغبى

ويوم افتتاح معرضك ارسلت بعضا من رجال. ليشتروا اكثر اللوحات من المعرض واريتها اللوحات فصدقت ما بدر منى
وبدأت بالانهيار شيئا فشيئاً وما افعله مع الجميع كان يسري عليها فلم اكن لاسمح لها بالشفاء والخروج من هنا
ومطالبتى باموالها التى لا تستحق منها فلسا واحدا يكفى اننى قد اهتممت بها الى ان اصبحت شابه جميلة ولا اعرف لما نجت هى من الحادث الذي دبرته لوالديها منذ عشرون عاماً مضت
واخر ما رأيت منه انه ضغط على جرس لاستدعاء احد الموظفين

ايمَــان حجازي
11-09-2019, 10:23 PM
فى صبيحه اليوم التالى قررت الذهاب الى ثائر كى ارى ما حل به واسلمه المذاكرات الخاصه به
عل ذلك يكون عونا له على الشفاء اتمنى ان تكون حالته لم تصل بعد الى
مرحله ميؤس منها
فى فترة ما بالماضى حاولت تحليل شخصيه هذا الاشيب كما كان يدعوه حمدى الاشيب حسن قدرى
ليس هذا الرجل من النوع شديد الذكاء ، ليس بليد العقل ، لكنه ليس
متأجج العقلية على الرغم من ذلك فشلت فى تحليل شخصيته لم اكن اتوقع كل هذا منه كل ما
جال بخاطرى ان كل اهتماماته تصب فى حفاظه ع المشفى لكنه ما هو الا قاتل محترف

هل يمكن ان ابدأ بالبحث داخل سجلات الشرطه بشأن اتهامه
ففى هذا البلد عليك لعق الكثير من الاحذيه حتى تصل لمعلومه
خصوصا وان الامر يتعلق بجريمه وقعت من الماضى والمجرم ينعم بحريه تامه خارج اسوار السجن
بل نصب نفسه سجانا للابرياء مثل ثائر وقضى على مستقبل ابنه اخيه تبا فقد قتل اخيه بالماضى

لا اهوى التملق كثيرا بالواقع ولاكن صادق لا اظن اننى سأجد شيئاً فى السجلات حتى لو بحثت
تجمدت افكارى لا اعرف اقسم لا اعرف ما الحل تباً اشعر الان كما لو انك ياحمدى من تتكلم على لسانى الان
كنت على حق يا صديقى وكنت انا المخطىء

الان على الذهاب لثائر وايزيس
فما عانه كليهما كان فى قمه البشاعه او قمه الخطورة او ربما كليهما
لذا سافعل ما بوسعى كى انقذهما حتى لو فقدتها حياتى وهذا اقل ما استطيع تقديمه لصديق العمر
الذى رحل وتركنى وحيدا ل حمدى صديق طفولتى ورفيق دربى

تنفست بعمق شاعرا بالدوارلكننى تابعت السير ذهابا للمشفى حتما ساجعل مقابلتى لحسن قدرى اخر
ما اقوم به واتمنى ان تكون زيارتى له رسميه واوصله الى حتفه بنفسى

حين اقتربت من البوابه برز حارس ضخم يرتدى اللباس الازرق المميز سألنى بعدم ود عن سبب زيارتى
فاظهرت له هويتى وباننى احقق فى قضيه قتل الدكتور حمدى فاعتذر منى وقام بايصالى بنفسه
الى غرفة ثائر

فوجدته منشغلا برسم بورتريه جديد لم يحمل ملامح بعد
القيت عليه السلام فرد وقال من انت فمنذ قرابه العام لم يأت
احدا لزيارتى او امطارى بعلب الشيكولا او الورود
متمنيا لى الشفاء وكاننى حاله ميؤس منها

اخر من دخل هنا دكتور حمدى واعتقد باننى لم اثر اعجابه
فلم يعد لزيارتى هو الاخر فاجبته للاسف دكتور حمدى تعيش انت قد لفظ انفاسه
الاخيرة بحادث سير مروع

ضاع اللون من وجهه وترك الورق من يده واخفى يديه فى جيبه
حتى لا الحظ مدى توتره ورعشة يديه ثم
قال مراراً انا المخطىء انا ولا احد غيرى
منذ البدايه كان يجب ان احذره منذ ان علمت بوفاه عمى
ومن البدايه كان على ترك الامور على سجيتها دون ان اتدخل
قلت لهم مرارا ان يخبروه باننى اقلعت عن فكره الزواج
وبرغم اننى اقلعت عن التفكير فى امر الزواج الا انهم
لا يصدقون قالوا لى ذات مرة
باننى بت اشكل تهديدا هذه كانت النقطه الثانيه
والاهم كيف اشكل تهديدا ولماذا
ما الذى اعرفه ولا يتعين على معرفته لِم وُضِعت جائزة على رأسي
لكن ما ادركته بالنهايه باننى ان لم امثل الجنون الحق فلن اتمكن من الخروج
من هنا لا ادرى لما عاودتنى تلك الذكرى بعد مرور سته
عشر شهراً ربما تلك الحادثه هى من استدعت ذاكرتى
كنت ساصارح الدكتور حمدي بكل شى لكن ما ان علموا بزيارته
لى وها هو راح ضحيتهم ايضا
تذكرت اشياء كثيرة وشياء اخرى مازالت مبهمه
بعض الشىء ربما هو من تاثير تلك الادويه التى تبقينى قيد
الموت لايام بيد اننى لم امت فقط اظل فى الفراش عاجزاً عن الحراك او النطق
حتى اننى كنت اعجز عن فصل شفتى الملتصقتين بالقشور من جفافها
كان الضوء يؤلم عيناى ولا استطيع حتى ان اغلق جفناى حتى لا اصاب بالعمى
كل مرة عندما كان يزول مفعول تلك العقاقير اللعينه كنت احاول ربط بعض الفجواات ببعضها البعض

لم اتمكن من تحرير عقلى الا بعد ان اتخذت قرار بعدم تناول تلك الادويه
وحدث ذلك تماما بعد ان شاهدتها لاول مرة بغرفه الطعام بعد فراقنا طيله عام واربعه اشهر وخمس ايام كامله
ادعت هى بانها لا تتذكرنى وادعيت ايضا باننى لا اعرفها لاننى كنت خائفا عليها من رده فعلهم اذا علموا باننى
بت اتذكر كل شىء وكانت افضل لحظات حياتى عندما نظرت الى ذلك الوشم على رقبتها
لاننى من طلبت اليها برسم العنكبوت تحديداً عندماذهبت معها كنا قد وقع خيارنا عليه

لم اكن اعلم بوجودها بالمشفى معنا فانا لم المحها ولو لمرة بالممر او بغرفه الطعام او بالحديقه
وعندما سمعت من رجلا مسنا كان بالممر يتكلم عن فتاه حاولت مرارا الانتحار وطلبت منه ان يصفها
لم يذكر لى شىء عنها سوى انه تملك وشما لعنكبوت على رقبتها
فتاكدت حينها انهاهى ولا احد غيرها وعندما التقت عيناي بها فى غرفه الطعام لم يكن منى الا ان تسمرت
مشدوها بمكانى وفقت كنت اشبع عيناى بالنظر الى وجهها وما ان القت القبض على ناظرا اليها حتى قالت
هلا توقفت عن هذا الهراء وحتى تبعد الشبهه عنها قالت لى ن اسمها مايا وهنا تاكدت تماما
اتعلم كنا انا وهى قد اتفقنا على ان اول طفله لنا سنطلق عليها مايا فقد كانت تلك رغبتى وهى لم تعترض
بل رحبت بها كنت اريد وفقط ان ادافع عن نفسى واقول لها حقيقه ما حدث لكنهم لن يمهلونا تلك الفرصه

ما ان رأنا رجال الامن حتى تم حبسي بتلك الغرفه مرة اخرى ولم اخرج منها حتى اوهمتهم تماما باننى
لا اتذكر اى شىء بل اكثر من ذلك اوهمتهم باننى الان لم اعد حتى قادرا على التفرقه بين الممرضين
اللذان يقومان باعطائى الادويه من منهم حسن ومن منهم على فتاكدوا واعادونى هنا حيث يمكننى من
خلف نافذتى ان انظر اليها ارى قسمات وجهها حتى لو لم تكن تعيرنى اهتماماً

ايمَــان حجازي
11-13-2019, 11:28 AM


خرج احمد من غرفتى لم ينتظر منى رداً
جلست منكبا على الاوراق التى سلمها لى واذ بذاك المظروف الازرق الذى وضعت به خطاباتى
لها وصور كنا قد التقتناها بحرم الجامعه
ياااه وهذه الصوره عند اول خصام بيننا كتبت لى بالخلف ( كدت اجن حاولت الاتصال بك هاتفك مغلق )
وهنا كتبت بورقه حمراء انت كثير الغضب وهذة الزهرة اليابسه كانت قد اهدتنى اياها قبل افتتاح اول معرض لى متمنيه لى التوفيق والعديد من الذكريات تحملها الصور والكلمات
بيد ان تلك الذاكره الحقيقه اللعينه فقط هى التى تخوننى فى بعض الاحيان

التاسعه والنصف ليلا وانا مازلت منكبا على ذكرياتى التى طالما وددت ان اكملها هل انا السبب فى كل ما حدث
عقلى لم يكف عن التساؤل فى كيفيه انهائه للامر هل سيقتلنى انا ايضا ام سأظل حبيس لتلك الجدران طوال عمرى

لا لن انتظر الان ساقوم بوضع خطه وساستعين ب احمد فى الهروب من هنا ولكن ليس بمفردى الان لن اتخلى عنها
لن اتركها وبدايه يجب ان اشرح لها ما حدث ويجب ان تسمعنى كيف لا ادرى الان ولكن ساجد حلا وقريبا

قطع تفكيرى احد الممرضين وفتح باب الغرفه فنظرت فى ورقتى التى ارسمها ببلاهة حتى لا يشعر باننى الحظ
دخوله فنظر الى قائلا فى حسرة والله خسارة فنان زى ده يرمى الرميه دى يلا منه لله بقى ربنا المنتقم

لم اعيره اهتمام ولكن دبت كلماته بصدرى كوقع السيف اعتدلت فى غضب واخفيت الصور والاجندة بورق الرسم
نظرت مبتسما نصف ابتسامه وسألته عن من تتكلم فقال لا شىء خذ ادويتك ها هى بجوارك ام تريد ان نبدلها
بامبولات كالعاده فقلت له لا ساتناولها فقط اعطنى كوبا من الماء فقال الماء بجوارك وخرج سريعا وتركنى لم يقف حتى ليتاكد ان تناولت الدواء ام لا كان خائفا من ان اعاود سؤاله مره اخرى

ساد الصمت قاربت الساعه الان على الواحدة صباحا المشفى فى غايه الهدوء نظرت من خلف باب حجرتى فوجدت
ممر طويل فارغ تماما من الحراسه ثبات تام فهمس لى شيطانى لما لا اذهب علنى التقيها ورددت عليه علها نائمه
او تحت تاثير تلك الادويه اللعينه فرد على شيطانى فى غضب

وليكن فلنطمئن عليها فقط حتى لو لم نتبادل اطراف الحديث خرجت وانا اتجه نحو غرفتها بنهايه الممر على اطراف اصابعى كى احدث جلبه كانت نائمة حين دلفت الى مهدها تتوسد ذراعها بقبضة مغلقه كأنها خائفة ان تفلت روحها بعيدا عن الجسد الملائكى المستلقى قرب حافة عالمنا فوق جسدها انعكست اضواء نسجها القمر خارج النافذة المفتوحه يحرس تلك الحالمه فوق الفراش

اغلقت الباب خلفى قاطعا خيط الوصل بينى وبين عالم الاحياء بالخارج كان معبدها محطتى ال رغبت دوما فى القاء كافه احمالى التى ارهقت كتفى خارجا الى واقع لن اعود اليه اردت البقاء بجوارها هكذا دون الحاجه الى التطلع نحو مستقبل ما او حساب ايه خطوات تاليه كانت هذه اللحظة لى انا وحدى دون ماضى او مستقبل وكانما وقف الزمن هنا

انحنيت جوار فراشها محاذرا الا تزعجها انفاسى المرهقه ابتسمت ودمعت عيناى فى ان اراقب القسماتالشفافه السابحه بعيدا عن عالمنا حدثتها روحى فى ان تصطحبنى معها الى حيث تجول فى هذه اللحظه اكانت الجنه ام الجحيم تلك التى تاثر روحها الان

كنت وحيدا من دونها كنت وحيدا طوال عمرى الى ان التقيتها ظلت نائمة وبقيت احادثها كنت اعلم انها تسمعنى
لذا لم اتوقف عن الحديث اطلقت العنان لنفسى وبدات فى سرد ما دار بينى وبين عمها فى ذلك اليوم المشؤم
وقلت كل ما كتمته عنها سابقا وصفت لها احلامى التى رسمتها لمستقبلنا خيالاتى

وتذكرت قصة لقاؤنا الاول حينما تعثرت على رمال الشاطئ وحينما حملتها كحوريه بين يداى اعطيها شيئا من انفاسى كى تحيا بها كل هذا مر كشريط السينما وانا ما زلت انظر اليها كملاك نائم وانا مازلت شاردا بذهنى
هاربا من الواقع باحثا عن متنفس يبقينى حيا نال منى التعب فتوسدت راسي بجانب فراشها اتنفس عطرها النقى الذى لاح من بين خصلات شعرها غفوت هنيه شعرت بيدها تلمس جبهتى ارتجفت حين اخترق المرمر البارد هالتى
استمعت الى انفاسها وقد ظلت عيناي مغمضتين خفت ان افتحمها فتفزع لرؤيه انكسارى عبرى عيناى استكنت
مكتفيا بروحها المشعه جوارى وبالشذا الناعم الذي تنسمته حين كانت يدها تنساب مقتربه اكثر
سمعتنى منذ خطوت الى الحجرة لم تكن فى عالم اخر بل كانت حاضرة تنصت الى حديثى تاركه لى الحريه لأتكلم دون تردد لم تنبذنى بل شعرت بصدق حديثى وحين تحدثت اخيرا اتى كلامها مكملا لحديثى

وقالت عندما اوصلتنى بعد افتتاح معرضك وجدت كم هائل من الروسومات بمخزن عمى وعندما ايقن عمى باننى
اكتشفت خدعته كان من السهل جدا عليه وضع مخدر بعصير البرتقال خاصتى وانا اتناول فطورى بصحبته
وتم نقلى هنا بالمشفى

لاصبح ضحيته الثانيه او ضحيه جشعه تحدث معى وانا بين نوم ويقظه واعترف لى بما فعله متاكدا باننى لم استطع
حتى النهوض لعتابه بيد اننى استسلمت لتلك العقاقير التى تمنيت ان القى حتفى بتناول المزيد منها لكنها لن ولن تهدينى
غير هلاوسات باتت روحى اثيرة لها حاولت مرارا الانتحار كى اهرب من احساسى بالذنب تجاه ما حدث لك
لم افلح ولم انجح ولو مرة وعندما لمحت طيفك يراقبنى من خلال نافذتك كنت اشعر كم انا فتاه تجلب النحس لم حولها
بدايه بموت والداى ونهايه بموت دكتور حمدى الذى اثر بى كثيرا فهو الوحيد الذي صدق روايتى وحاول المساعده

لكن عمى لم يعطه الفرصه لذلك غرقت فى ظلام اليأس وحدى كان الاختيار بين انتحارى ومعاناه فقدانه سهل للغايه

لكن ربما زيارتك الان بعثت الامل من جديد كنت قد اوشكت على انك فقدت عقلك بتناولك لتلك العقاقير
اما وقد سمعت حديثك المتزن منذ قليل بعث بى الامل وجعلنى افكر وفقط بالهروب من هذا المكان ال تقبع به الارواح
النتنة تلك الاقنعه الزائفه ال تحملتها كثيرا لم يعد بى طاقة لتحملها ثانيا

تحررت الجسد الملائكى هبوطا من الفراش فتحت عيناى لارى بسمتها وسط الخيط الشفاف الذي توج وجنتيها
ابتسمت بدوري ومددت اصابعى لمحو الندى المالح شعرت بنبضات قلبها رغم المسافه بيننا تذوقت عذوبه صوتها
حين تابعت سرد التحاقها بالمشفى وقالت فقط لم استطع تحمل المزيد من الالم واحطت نفسي بشرنقه هذه الغرفة
علنى لن اكون سببا فى ايذاء احد بعد الان

فقاطعتها قائلا لا لن نتحمل المزيد من الالم فقط سنخرج من هنا والى الابد
الان على العوده لغرفتى كى لا يشعر بنا احد ولكن انتظرى ساعود لمرافقتك فى الخروج من هنا
لن اتاخر بالعوده لكن عليكى ان تستعيدى قوتك ولا تتناولى تلك العقاقير اللعينه

ودعتها واغلقت الباب بهدوء تام وعدت لغرفتى بيد اننى كنت هذه المرة لا امشى على رجلين كنت
اطير فرحا روحى لم تكن بين جنبات ذلك الجسد ابدا بل تركتها هناك بغرفتها لم تبرح عطرها النقى

ايمَــان حجازي
11-14-2019, 11:55 PM
كان قد استدعانى دكتور حسن قدرى تليفونيا لا اعلم لما
ولم اعطى نفسي فرصة للتفكير فتحت باب شقتى وجدت
خطابا امام باب شقتى دسسته بجيبى وخرجت مسرعا
تحركت بسيارتى نحو المشفى ترجلت من السيارة وبينما كنت
اقترب من البوابه رأيت الكسر الناتىء بالجدار ذكرني بمغامرتى
الاولى مع حمدى عندما كان يتسلل هنا ليلا برفقتى
مات الان والفضل يرجع الى من يحتل
المكتب خلف النافذة لا اعلم سبب استدعاؤه لكننى لست مطمئن

دخلت مكتبه مغلقا الباب خلفى مددت يدى لمصافحته
قائلا ما سر اصرارك على مقابلتى واستدعائى بهذا الشكل المفاجىء

عقد الرجل يديه ليرد باشمئزاز اعلم انك الشخص الوحيد الذي
اشار عليهم بهذه الفكره المختلة لن تستطيع انكار ذلك

فتعجبت قائلا عمن تتكلم فقال عن ثائر وابنه اخى
انت من ساعدتهم على الهروب من المشفى

لم استطع ان اتماسك ضحكت بصوت عال قائلا تسألنى مثل هذا السؤال وتتوقع اجابه

فحاول تهديدى لم اعطه الفرصه ليكمل حديثه فقاطعته استطيع
مقاضاتك الان بقتلهم واخفاء جثثهم
فارتبك وقال للاسف لا لن تسطتيع ذلك لا يوجد
عندى ملف واحد يثبت دخولهم المشفى او خروجهم
بسجلات رسميه

وانت تعلم ان اى قرار لمقاضاتى سيكون مبنى على زرو وحتى
تثبت وجودهم بمشفاى ستدخل بدوامه
انت فى غنى عنها فقط ما تحتاجه الجهات الرسميه هو الاثبات الذى لم ولن تجده

بقيت ناظرا اليه فى ابتسام وقلت اظن ان كلينا يعرف
انه لا طائل من زيارتى الان لكن اعلم جيدا سينتهى الامر
باعدامك كن واثقا من هذا وخلافا لتوقعاتك فجميع العاملين
هنا شاهدوا ثائر وابنه اخيك طيله عام كامل

فان حدث وقد كنت سببا بشكل او باخر فى قتل احد منهما
او حادثه سير كما فعلت سابقا بحمدى فما صبرى
عليك الا لجمع ادله والقبض على السائق الهارب كن على ثقه فنهايتك باتت وشيكه

عجز عن الرد ولم يجد ما يدافع به عن نفسه فاكملت حديثى سارحل الان لكن انا لم اكن خائفا من تهديداتك فليس لدي ما اخسره انتهت اللعبه فقط بقيت خطوة واحدة ويسقط الملك

صمت لوهله بدا رفضه لحديثى ظاهرا على وجهه لكنه نهض بعد دقائق واشار الى بالخروج طاردا اياى من مكتبه
رمقنى فتابعت
انا اكرهك قد يبدو تعبير طفولى لكننى اكرهك حقا حمدى كان محقا عندما وصفك بالانانى لكن ما بك ليس انانية ان تسلب غيرك حياته من اجل الحفاظ على خصوصياتك القذرة ليس ايثارا بل اسوأ انت تملك اكثر الارواح تعفنا انت لست اله القصه انت حقير يا دكتور ولا تستحق الحياهالتى خلقت لتحياها
لم يغضب بل ابتسم بسخريه وقال لو ان بوسع كل منا الالتزام بمباديء الحياه التى خلق ليحياها ما كنا هبطنا من الجنه يا احمد

تركته ورحلت ذهبت لمنزلى اغلقت الباب خلفى قاطعا سيل الافكار براسى ضاحكا

نجا بحياتهما وثبا الاثنان

يضربان اقدامهما فى الهواء اشعلا عود الثقاب فشعرا بالدفء

تذكرت الخطاب الذي وجدته فى الصباح قبيل ذهابى المشفى فتحته كان من ثائر

كما توقعت
كتب يقول كتبت لك رساله شكر والشكر العميق لدكتور حمدى الذى ساعدنى واهدانى
طريق الهروب من هنا عندما كان يرافقنى ليرينى طريق بهو المشفى
فهو الذى رسم لى طريق من الجزء المهجور بالمشفى لا يفصل بينهم سوى باب غير محكم الغلق
لكنه بالنسبه لكلينا كان حريتنا المسلوبه
عقدت العزم على الفرار واياها من المشفى انتظرت حتى انتصف الليل كانت الممرات خاليه تماما
اطلقت ساقى للريح ذهبت الى غرفتها رمقت عيناى الرقم تسع وعشرون للمرة الاخيرة وكاننى اودع
المكان برمته دلفت الى حجرتها كانت تنتظرنى ندت عنها ضحكة هامسه هل نحن على صواب
يا ثائر فاجبتها هو عين الصواب هيا بنا الان اسرعى
فقالت لكننى خائفة اذهب انت يمكنك الشفاء والبدء من جديد
فقلت لها توقفى عن الحديث هيا يمكننا الهرب الان سنحيا من جديد لن تموتى ولن اموت لن نبقى هنا يمكننا ان نحيا معا وسيصبح العالم اقل سوءا بوجودنا لن اترككِ سنظل معا وساحبكِ حتى اموت لن يكون هناك ما يبرر اختباءنا بعد الان

تشبثت بملابسي دامعه اكتفت بدفن وجهها بصدرى واهتز جسدها بنسيج ادمانى عجزت عن منع دموعى. من ان تسيل بدورها احطها بذراعى وخبأت وجهى بين خصلات شعرها ذات العطر السماوى الاخاذ

سمعت نحيبها المكتوم فضممتها شطر الالم رأسي مسدت شعرها بيدى وامسكت بيدى الاخرى معصمها جاذبا اياها خلفى وذهبنا عبر الممر ولجنا الجزء المهجور وخرجنا منه ازحت الباب
الخارجى لنستنشق هواء الحريه تاركين ذراته تلفح ارواحنا بذراته الناعمة التى اعادت
اكسجين الحياه لرئتينا وانطلقنا لا نابه باتجاه ولا بوصله جل ما تمنيناه حياة بعيدة عن اعين المتلصصين عن تلك الارواح التى ضلت طريق الحق
حياة اخرى من نوع جديد بعيدة كل البعد عن دائرة عمها
وراحت الافاق تتفتح من اجلنا محاولين نسيان سوءات الماضى
كان الناس لا يعرفون عنا الا اننا فنانون مغتربون

ان القدر يبعث الينا اشخاص او اشارات مبهمه مخفيه لذا علينا ان نكون يقظين طوال الوقت
والا نتجاوز الاشارات التى تمر كالنيازك لانها لن تعاود المرور ان لم ننتبه لها كنت انت يا حمدى
رساله القدر لنا وانت من اعاد لنا السعادة مره اخرى
يا لنا من روحين صارعنا لنبقى مؤمنين بقدرة العظيم مؤمنين بقضاؤه وقدره


والى لقاء اخر بالجزء الثانى من الروايه
بقلمى ايمان حجازى

عبدالله عليان
11-21-2019, 03:33 PM
،،



مسر بن ذياب
وينك ؟












_^^

الزيارة ممنوعة 😅

سيرين
12-23-2019, 05:16 PM
ثمة بذرةٌ للجنون تطرح في هؤلاء ولا تتوقّف ثمارها أبدًا..
شجرةٌ بالغةُ الخصوبة وعظيمةُ النماء، لا تحتاج إلى الشمس ولا الهواء،
إنّها تنمو في تربةِ الروح وتثمرُ في سقفِ العقل.. ولا يمكن أن تكون تلك البذرة خاصةً بهؤلاء المجانين وحدهم،
فهُم ليسوا عنصرًا مستقلًّا عنّا، وليسوا بشرًا مخالِفين لجوهرِنا. إنّهم مثلنا تمامًا،
والفارقُ الوحيد أنَّ بذرتَهم قد نبتَت، وبذرتنا لازالت لا تجد الماءَ في أرضِ الروح
" محمد الجيزاوي "

\..:icon20:

سيرين
01-06-2020, 07:33 PM
خاوية بعض العنابر بعدما اصطفوا النزلاء على الرصيف المقابل للانسانية
حبذا وان الجنون صار يستوجب الغُسل
وللعلم ان جميع من هنا اضاعوا انفسهم من اجل ان يحفظوا غيرهم

\..:icon20:

إكرام حسون
01-07-2020, 01:10 AM
قبل ان انام اظل كل يوم تداعبني افكاري الجنونية انني ساخرج ذات يوم من سجني الجسدي ولكنني ماذا افعل بهم ان سجنوا بعقلي وروحي هل سأحارب و فك تلك القيود وربما ساموت وانا مقيد بتلك القيود ينتابني شعور الحزن عندما افكر بهم و الضحك على ما عليه ايضا ... هل لو خرجت لمدة يوم واحد سأصرخ اعيدوني على مملكتي
لا اعلم و ماذا بعد ؟؟
يقال الجنون فنون وهنا اسمتعت جدااا بروعة هذا الجنون .. تقبل مروري الجنوني
و الف تحية ليراعك ولسردك وابداعك الاخاذ

سيرين
01-07-2020, 07:36 PM
خبأته ذات يوماََ بين ضلوعها ومازالت الى اليوم تبحث عنه
وعلى سبيل الحذر أحاطت جنونها باالاسلاك الشائكة حتى لا يتسرب الى قلبها

\..:34:

سيرين
02-04-2020, 01:37 AM
سيتم احالتهم للتحقيق
في حادث تنازلهم عن جنونهم طاعة لملوك الوهم القديم

\..:34:

سيرين
09-07-2020, 10:59 AM
في اشعة مقطعية للعقل الباطن
وجد انه مملوء بالدخلاء وكل ماهو مشبوه في الواقع
حتى اصبحت ذاكرته مفيرسة بالجنون

\..:icon20: