مشاهدة النسخة كاملة : بقلم الكاتب : فهد عافت
عبدالله عليان
04-06-2018, 05:11 PM
كتبتُ قبل فترة أنه سيأتي يوم وسأتوقف عن كتابة هذه الزاوية!. إذا كانت هذه الفكرة تراودني مرّة واحدة كل يوم، فإنها في أيام السفر، تراودني خمس أو ست مرّات في اليوم الواحد، هذا بالرغم، وربما بسبب، استمتاعي بها، وبصحبتكم وصباحاتكم، وسعادتي بما ألاقيه من ترحيب ومسامحة دائمتين منكم ومن طاقم العمل في صحيفتنا "الرياضية".
ـ لا يفرح كاره، ولا يحزن محب، ليست لدي نيّة، فقط تفكير!. وإن حدث شيء من هذا، ففي الغالب، هي "حبْسَة الكاتب" لا حِسْبَته!.
ـ لا أدري من صَكّ المصطلح، لكن "حَبْسَة الكاتب" مصطلح أدبي، يجمع بين طأطأة الرأس اعتذارًا وبين صيحة الاستنجاد!. يشعر به كل كاتب، ولا بدّ أنه مرّ.. به وعليه!. حيث لا يجد ما يقوله، يريد ولا يعرف، تتشابك الأفكار إلى أنْ يُلغي بعضها بعضًا، أو تسرح و"تتطشّر" كلما لحق بواحدةً منها، وقبل أن يمسك بها، يلتفت لفكرة أخرى يخشى من ذهابها بعيدًا فيركض نحوها تاركًا الأولى، وقبل أن يصل إليها يتكرر المشهد، ركض بلا وصول!.
ـ تتكاثر الظِّباء على "خِراشٍ" فلا يدري ما يصيد!. أو العكس، يشعر الكاتب بخَرَسٍ وبجفاف حَلْقٍ وحِبْرٍ، لا كلمات وبالتالي لا أفكار، هذه هي "حَبْسَة الكاتب"، تطول وتقصر، لكنها آتية، لأنّ بذرتها موجودة حتى في عزّ نشاطه الكتابي، فما دام يتوقف لحظة ليستجمع كلمات للسطر التالي، فالحَبْسَة معه، ترافقه، والكاتب الرديء، الرديء جدً فقط، هو من لا يتوقف لحظة واحدة أمام ومع كل جملة!. ذلك لأنّ الكتابة ليست رسالة سماوية مُنزلة عليه!.
ـ "حبسة الكاتب" شيء مرعب، وغير ممسوك علميًّا بشكل يسمح بتجاوزٍ أو حَلّ!، إنها تشبه ما نقرأه وما نشاهده وما نسمعه وما نتخيّله عن الثقوب السوداء في فضاءات الكون!. يدري العلماء بوجودها، وتقام لها برامج ومؤتمرات، غير أنّ أحدًا لم يَرَها، ولا أحد يعرف كيفية عملها، ولا ما الذي وراءها، ولا كيفية النجاة منها فيما لو اقتربتْ من مجرّتنا وجَرّتها!.
ـ الأكيد أنني أتذكّر الآن أستاذي "نبيه البرجي"، كان يُعِدُّ من بيروت مُلحقًا أسبوعيًّا كل خميس في جريدة القبس الكويتية، كنت وقتها في الصف الثاني ثانوي، تابعتُ ملحقه لسنتين تقريبًا قبل أن يتوقّف، لم يدر أنه من بيروت كان يحبّب ويُعلِّم ويُدرِّب ولدًا صغيرًا على الكتابة، لقيته لأول مرة بعد سنين، قبّلتُ رأسه، وحدّثته عنه!. بريق السعادة والفخر في عينيه لم يغب عنّي بعدها لحظة واحدة!.
ـ وأنا أستمر في الكتابة على مثل هذا الأمل، أعتني بكلماتي قدْر ما أستطيع، وأحاول تطوير ذاتي، بناءً على مثل هذا الحُلم!. أنْ تكون هذه الفترة التي أوجد بها هنا، فترة يوجد بها هناك، في البعيد، شاب صغير موهوب، لا يتواصل معي، يقرأ ويُحب ويتدرّب، وينطلق، ثمّ بعد سنين يبحث عني ويلتقي بي، يقول لي كلمات، فتصير لي عيون "نبيه البرجي": بريقها وسعادتها وفخرها!.
عبدالله عليان
04-06-2018, 05:15 PM
علمت، إنْ كنت تعلّمت شيئًا، أنه لا يجوز في عالم الكتابة، الرد على أحد بالقول: "فهمتني خطأ"!.
ـ لا أتحدث عن رسائل خاصة، محدّدة بمعرفة واضحة للطرف الآخر، تسيّرها لحظة حرجة أو مشاعر وجدانيّة ممتدّة!. أتحدث عن الكتابة والقراءة بشكلهما الإبداعي، وبتلاقحهما الفنّي المأمول والمُنتظَر، والمُتَّفَق عليه سَلَفًا.
ـ يكتب أحدهم رسالة خاصة لصديق يعاتبه أو يحاسبه، يشرح أو يعتذر، هذا شأنه، لكن متى ما قرر صاحب هذه الرسالة نشرها، فهي موجّهة لي كقارئ، كل ما فيها يخصّني، وأنا حر في إقامة علاقتي مع هذه الكتابة بالطريقة التي أفهمها، وبالمستوى الذي يناسبني.
ـ وليس من حق هذا الكاتب أن يقول لي: "فهمتني خطأ"، لسبب بسيط وواضح وضوح الشمس: أنا لم أفهمك، أنا فهمت الكتابة، علاقتي ليست معك، لكن مع السطر والجملة والعبارة والنص!.
ـ هذه الكتابة كانت منك، وتظل منك، الفرق أنها قبل النشر، كانت منك وكانت لك، لكنها بعد النشر لم تعد لك، هي لي، ولكل من يقرؤها على حِدَة، هي ألف كتابة متى ما قرأها ألف قارئ!، فإن أعاد قارئ قراءتها مرّتين صارت ألف كتابة وكتابة!.
ـ وحين أكتب رأيي، فإنني أكتبه فيها، لكنك حين تَرُدّ تكون قد تصرفتَ وكأنني أكتبه فيك، وهذا خطأ، لكن لا يحق لي أيضًا معاتبتك عليه أو توضيح الأمر لك بشكل خاص، وعبر أخذ طويل وردّ أطول، نصير بعده أمام كتابتنا لا خلفها!، نقدّم أنفسنا وكأننا أهم من أفكارنا المطروحة، والنتيجة غالبًا، زيادةَ سوء فهمٍ وشحْناء!.
ـ وأدري أن للأمر وجهين: وجهًا بشعًا ورديئًا، يتمثّل في أن كاتبًا آخر، لغِيرة مهنيّة أو لتصفية حسابات هو أدرى بها، يقرر عمدًا تقديم فهم خاطئ مُلتبِس لما تكتب!، حدث هذا ويحدث وسيظل يحدث، والحل من وجهة نظري تجاهله، كتبت مرّةً: لا تصحح ولا تشرح لمن تدري أنه يتعمد فهمك خطأً؛ لأنك فيما لو فعلت، ومهما فعلت، فإنه سيفهمك "خطأين" في مسألة واحدة!.*
ـ اُترك الأمر للناس، للقرّاء، ثق بهم، وتأكد أنّ سيل المثرثرين منتفخ الأوداج في شبكات التواصل، أو في غيرها، لا يمثّل القرّاء الحقيقيين، وإنْ مَتّْ لهم بِصِلَة!.
ـ أتحدث عن الوجه الآخَر، الطبيعي والمفترَض، والجميل، وجه القارئ الحقيقي، الذي يقرأ لنا ليصحبنا في رحلة سفر، وهو دائمًا أكرم منّا، فالكتابة بخل وحبس، والقراءة تأويل، والتأويل حريّة!. مثل هذا القارئ، وهو موجود دائمًا، يحق له أن يتعامل مع النص كيفما شاء، وأن يحكم عليه بما يرى!.
ـ القارئ الحقيقي مثل الملحِّن المُبدع، سيعطي كلماتك النغمات الخصبة التي تليق بها، وأنت لا تدري بأيّ حنجرةٍ من حناجر وجدانه سيغنّيها، وليست مسؤوليّتك!
عبدالله عليان
04-06-2018, 05:22 PM
الإلهام، حالة الخدر والانفلات من الواقع إلى أن ترى الطائر!، ذات الطائر الذي رآه الصياد العجوز في رواية همنجواي “الشيخ والبحر”، الطائر الذي يغط بسرعة في الماء ويخرج، ليدلّك على إمكانية وجود سمك في هذه المساحة المحددة من الماء!.
ـ لكن الإلهام قد يمرك دون أن تدري به، أو يمرك دون أن تلتفت إليه أو تستفيد منه، ذلك لأنك لم تكن جاهزًا للصيد. عندما تأتي للبحر لا يكفي المركب، ولا نيّة الصيد!،..
ـ لا بد من أن تكون قد هيّأت الشبكة، أو رميت السنّارة بطعم مناسب، مع الأمل والصبر، الأمل موهبة أيضًا، وكذلك الصبر!، إنها مواهب ويمكن صقلها!.
ـ وهنا يأتي دور القراءة، القراءة المتواصلة والمرميّة مسبقًا في كل اتجاه، وإلا فلا ملامة على الطائر إن لم يقدّم لك خَفْقَة العون!.
ـ كان الصياد العجوز في الرواية يتحدث مع نفسه بصوت مرتفع كثيرًا، هو لا يتذكر متى بدأ ذلك، مثله مثل كل الصيادين، أنا واثق من أن الشعراء يفعلون ذلك عندما يكونون لوحدهم دائمًا، ويغنون، وأظن أن كل الفنانين يفعلون ذلك!. سأجازف وأتحدث باسمهم جميعًا:
ـ أهل الفن يتحدثون مع الآخرين عند الضرورة فقط، وفي الأحوال السيئة فقط!، لكنهم في داخلهم يشعرون أن الكلمات مخلوقة ليتحدثوا بها لأنفسهم ومع أنفسهم.. الشعراء خاصةً!.
ـ وعلى الفنان، الشاعر خاصةً، أن يكون منتبهًا دائمًا إلى حكمة صيد البحر، سطر من الشيخ والبحر: “إن كل ما يطفو على سطح الماء يمضي بسرعة فائقة”!، ما لم تُمسِك به خَطفًا، فإن كل حيٍّ بحري، ماكِر ومرِن وانسيابيّ، يستدير ويلف، أو يغوص عميقًا، يفلت وينجو!.
ـ أيها الشاعر، تذكّر دائمًا أنّها “بحور”!.
سيرين
04-06-2018, 05:57 PM
انتقاء رائع وتحديد هام
للعلاقة مابين القاريء ومسؤلية الكاتب تجاهه وتجاه نصه
سلمت وهذا الضياء الشاسع الالق فاضلي
تحية وتقدير
\..:icon20:
عبدالله عليان
04-09-2018, 11:30 AM
شكرا لحضورك أستاذتي وتواصلك الوارف
عبدالله عليان
04-09-2018, 11:32 AM
في الواتس آب، انتشرت صورة مصحوبة بتعليق مضحك طريف: حمار يقف أعلى التَّلَّة، والتعليق: "ليس كل من وصل إلى القمّة بَطَلاً، قد يكون حمارًا ساعدته الظروف"!.
ـ ضحكتُ أوّل الأمر، وأرسلتُ للأحبّة ما أُرسل لي، فالطرائف هذه الأيام هدايا لا تُقدّر بثمن!. لكن ولأنّ الصورة بتعليقها تكررتْ كثيرًا، فَقَدَتْ طرافتها، وأبقت على ما هو أطيب: لحظة تأمِّل فيها، ومراجعة المُضحك الذي لم يعد مضحكًا!.
ـ من قال إنّ القِمّة هي الوقوف أعلى التَّلَّة، أو حتى على جَبَل؟!. القمّة هي صناعة هذا العُلوّ!. هي الارتفاع نفسه وليس الجلوس على أو في مكان مُرتفع!.
ـ العُلُوّ، والارتفاع، والذهاب بعيدًا، ليس له شكل واحد، ولا اتجاهاً محدداً، ولا طريقة يمكن حفظها وتتبّع خطواتها!.
ـ قد يكون في الحَفْر أعمق وأعمق!. قد يكون في الغوص، وفي التّوغل إلى الداخل "الجُوّاني" في النفس والمعنى!. وقد يكون في إدراكك لما هو قريب منك، لما هو بين يديك وليديك!. في التّنبّه لفيض المحاسن والجماليات فيما تملك!. أَوَ ليس السجود لله أعلى مراتب الرِّفعة والعُلُوّ؟!.
ـ الصورة المُكَرَّسَة لشكل ومعنى القمّة، صورة تجاريّة أو للتعليم السطحي: وردة بلاستيكية، أو مقطوفة بهدف الشرح والتشريح، للإشارة إلى مكوّنات الوردة: ساق كأس بُويضة مَيْسَم وأجزاء أخرى!، دون أي شعور حقيقي بمعنى الوردة، وبكلمات لا يمكنها احتواء، ولا تفسير مدى سعادتنا وطبيعة بهجتنا لمنظر الورود وتفتّحها، بالصبح الذي نستشعره فيها، وبالأمل، وبطيب الرائحة!.
ـ يبلغ الإنسان القمّة حين يرى نفسه لا حين يراه الآخرون!، هذه الأخيرة تُسمّى شهرة، والشهرة ليست قِمّة بالضرورة!.
ـ أبو لهب وفرعون مشاهير إلى آخر الزمان، وهما على وسع شهرتهما في الحضيض، هتلر شهير أيضًا وفي دركٍ أسفل على طول الخط!.
سليمان عباس
04-09-2018, 11:59 AM
من قال إنّ القِمّة هي الوقوف أعلى التَّلَّة، أو حتى على جَبَل؟!. القمّة هي صناعة هذا العُلوّ!. هي الارتفاع نفسه وليس الجلوس على أو في مكان مُرتفع!.
ـ العُلُوّ، والارتفاع، والذهاب بعيدًا، ليس له شكل واحد، ولا اتجاهاً محدداً، ولا طريقة يمكن حفظها وتتبّع خطواتها!.
ـ قد يكون في الحَفْر أعمق وأعمق!. قد يكون في الغوص، وفي التّوغل إلى الداخل "الجُوّاني" في النفس والمعنى!. وقد يكون في إدراكك لما هو قريب منك، لما هو بين يديك وليديك!. في التّنبّه لفيض المحاسن والجماليات فيما تملك!. أَوَ ليس السجود لله أعلى مراتب الرِّفعة والعُلُوّ؟
........
عندما تكتب ليقرأ غيرك هذا النوع كثير والجمهور غفير
ولكن عندما تكتب ليستفيد غيرك ستجد نفسك تبحث وتنقب لكي تصل لهذه النفائس
وانت هنا وضعتها بين ايدينا
الله الله الله عليك انت وهذه القامه المتمثله في فهد عافت
عبدالله عليان
04-11-2018, 01:51 PM
شكرا لمداخلتك استاذي سليمان
وحديثك الوارف الظل الذي يفرك قمقم الروح
فنبتهج بهذه المداخلة الدافعة للمعنوية وللمزيد
شكرا لك
عبدالله عليان
04-11-2018, 01:54 PM
إختصار ..
المقالة اليوم في آخر كلمتين يقول :
" الرواية عَطْف. الشعر قَطْف!. "
إيمان محمد ديب طهماز
04-11-2018, 02:36 PM
موضوع جميل جدا و انتقاءات مفيدة جميلة
شكرا لك ياعبد الله
متابعة بتمعن
جزاك الله خيراً
سليمان عباس
04-11-2018, 02:49 PM
إختصار ..
المقالة اليوم في آخر كلمتين يقول :
" الرواية عَطْف. الشعر قَطْف!. "
والفائدة : خطف
ماتابعون لهذا الجمال
عبدالله عليان
04-12-2018, 10:59 AM
شاعرتنا القديرة زيارتك شرف ومداخلتك محفزة
شكرا كبيرة لك .
عبدالله عليان
04-12-2018, 11:01 AM
سليمان عباس شاعرنا العزيز شكرا لك ومقدر هذا التواصل
وهذه الإضافة
من القلب جدا ممنون لك
عبدالله عليان
04-12-2018, 11:05 AM
الفلسفة خَطِرَة فعلًا، ومؤذية بعض الشيء نعم، لكنه خَطَر الاقتحام، وأذيّة إبرة الطبيب!.
ـ الذين يحاولون تنحيتها عن الطريق بحجّة عرقلتها للدّين يرتكبون خطأً في حقّ الدّين وفي حقّها!.
ـ صحيح أنها زنّانة طنّانة ظَنّانة، وذات شكوك، لكن من قال إن الشكوك ليست نوعًا من أنواع التّدبّر الذاهبة بفضل الله إلى الهداية؟!
ـ القرآن الكريم أشار لمثل هذه الأمور، حكاية سيدنا إبراهيم عليه السلام بدأت بالشكوك، فكَّر عليه السلام بكوكبٍ، أخضعه للتجربة " فلمّا أَفِل قال لا أُحِبّ الآفِلين". التجربة أنتجت "الحقيقة" أسقطت الكوكب، والحكمة أنتجت "القيمة" أوصلت إلى أنّه لا وصول بغير حبّ!.
ـ فكّر عليه السلام بالقمر لكنه أَفِلَ أيضًا!. فكَّر بالشمس، رآها بازغةً، مُسيطرةً على حركة الكوكب وضوء القمر، " قال هذا رَبِّي هذا أكبر فَلمّا أَفِلَتْ قال يا قوم إنّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشرِكون". وهكذا إلى أنْ وصل بعقله للأحد الفرد الصمد!. حتى العقل لا يكفي، ما لم تُظَلِّل طمأنينتهُ القلبَ: "قال أَوَلَمْ تُؤْمِن قالَ بَلَى ولكن لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي".
ـ والمؤَلَّف الوحيد الذي بقي لنا من ابن طفيل أقام كل حكاية "حيّ بن يقظان" على مثل هذه الشكوك الذاهبة بفضل الله وهدايته إلى الحكمة!.
ـ مشكلة الفلسفة في تاريخها، وليس في حاضرها، وبالتأكيد ليس في مستقبلها!. حتى تاريخها يُستثنى منه الجذْر، فيثاغورس صَكّ المصطلح: "لستُ حكيمًا، الحكمة لا تُضاف لغير الآلهة، وما أنا إلا فيلسوف"!. أي: محب للحكمة!.
ـ بَدَأَتْ الفلسفة في طريقين هي نفسها لم تحسب حساب إمكانيّة أنْ يتعانقا عناق أحبةٍ حتى يذوب كلّ منهما في الآخَر، ويصيران شيئًا واحدًا: طريق القِيَم وطريق الحقائق!.
ـ فيما بعد، سُمِّيَ طريق القِيَم بالفلسفة المثاليّة، وسُمّيَ طريق الحقائق بالفلسفة المادِّيَة!، وكما في كل حالات الحب، يأخذُ شكل العناق معنى الفِراق أو العكس، ما إنْ اقتربا من بعضهما البعض حتى ظهر نوع ثالث من الفلسفة، هجين، سُمِّيَ بالّلا أدْرِيّة!. المثاليّة اعتبرته جاسوسًا، والماديَّة اعتبرته جبانًا!.
ـ بعد نيوتن لم يعد بإمكان القيمة إلّا أن تخضع لقانون جاذبيّة الحقيقة، كما لم يعد بإمكان الحقيقة إلّا أنْ تخضع لقانون القِيمة!.
ـ الفلسفة تحتوي المنطق، وهي أصلب منه عُودًا، إذْ يمكن للمنطق في التَّدَنِّيات أن ينجذب إلى بلاغة زائفة!، بينهما قُرْبَى وصِلَة رَحِمٍ، فالمنطق على جلالة قَدْرِه: نُطْق!.
ـ مع آينشتين لم يعد بإمكان النطق الفكاك من المعادلة الرياضيّة!. وبذلك صارت الفلسفة ظلال الفيزياء!. وما لا يخيف جسده لا يخيف ظِلّه!. لم تعد الفلسفة وحشًا!.
.....
أتفق مع فهد في طرحه للمادة وأهميتها
وأختلف معه في معنى الآيات الكريمة
ولأباس في ذلك هنا .
رشا عرابي
04-12-2018, 03:14 PM
فهد عافت، أيقونة إبداع حقيقية لا وهميّة
في زمن الفقاعات أثبت أنّ للحرف ثِقَل
وعبدالله عليان، بوصلة لا تشير إلا إلى كل مائز
خطوات تكفر بالتّقافز وتؤمن جداً بـ حقيقة الكَلِم
منارةُ النّبل الأبعادية
لك التحية والدعاء
عبدالله عليان
04-13-2018, 06:16 AM
شكرا مل السموات والارض لحضورك أستاذتي
ولأطراءك العذب متمنيا ان اكون عند حسن الظن
الله عليك .
عبدالله عليان
04-13-2018, 06:16 AM
تعلمت من يوسف شاهين أن الحكاية الوحيدة التي يمكنك أن تحكيها بصدق هي حكايتك أنت، وتعلمت من بدر شاكر السيّاب إمكانية ـ وأحيانا ضرورةـ أن تكتب القصيدة على أوراق الوصفات الطبية، ومن الرحابنة أن الفن ليس سوى خطف ولطف، ومن بدر بن عبدالمحسن لزوم أن تنجح العبارة في إعادة الكلمات إلى أصلها الأول: اللون، ومن بوسكجاليا أنك حين تكره لا تفعل أكثر من تحويل صدرك إلى مزبلة، ومن جيروم ستولنيتز أن النقد ـ والفن عموماـ ليس سوى «نعم» كبيرة ، وأن آلاف اللاءات ليست بقيمة «نعم» واحدة ، شرط أن تكون «نعم» واعية ومدركة، ومن نزار قباني عرفت كم تخفي الكلمات من عصافير مغردة، كان نزار حتى في نثره يغوي الكلمات على الاغتسال بالموسيقى، ومن محمد المخزنجي تأكدت من حقيقة بسيطة: ليس أسهل من قول ما تريد بعدد كبير من الكلمات، غير أنك كلما أكثرت، بعُدْتَ عن الفن، فن الكتابة هو فن المحو، وقرأت لهيغل ما يؤكد صواب هذا الرأي، فالكتابة الفنية تشبه النحت، وسر أسرار النحت، يكمن في أن الموضوع ( الوجه مثلا ) موجود في الصخرة منذ الأزل، وأن دور الفنان الناحت لا يكمن في إضافة شيء، بل العكس تماما، إنه يكمن في إزالة الزوائد عن الصخرة لنكتشف ( الوجه ) المنحوت، ومن هيغل تعلمت أن كمال كلمات الأغنية يستلزم نقصها، لتترك مجالا للموسيقى لإتمامها، وأن اللحن هو أساس الأغنية، إذ لا يمكن لأغنية أن تنجح دون لحن طيب، ومن صقر الرشود تعلمت أن على المخرج المسرحي التعامل مع خشبة المسرح كأنها خشبة على ماء، يجب أن تتحرك مجموعة الممثلين، وكذلك الإضاءة، والديكور، والموسيقى، بحيث يظل توازن الخشبة قائما وإلا فإنها سوف تغرق، ومن أحمد الربعي تعلمت أن من علمني حرفا، صرت به، و له، حرّا..!، ليتني بما تعلمت عملت..
.... وهانحن نتعلم منك
ونتقبل نصيحتك ونحاول ان نعمل بها .
عبدالله عليان
04-15-2018, 08:25 AM
لا أستطيع أن أكون رومانسيًّا، لنقُلْ لَيِّن الجانب بدلًا من رومانسيًّا تحريًّا لدقّة أضبط، حتى أقول إنّه لا يمكن للانتقام أنْ يكون واحدًا من دروب الكتابة وطرائقها الجيّدة!.
ـ قد تكون الكتابة انتقاميّة وتفلح!. شرْط أن تكون قادرة على أنْ تُقاوِم التّعاسة، تعاسة القارئ!.
ـ لقد قرأت روائع لكثيرين، كان بعضها انتقاميًّا فعلًا، وبالرغم من ذلك بقيَ رائعًا، أحيانًا بالرغم من ذلك وأحيانًا بسببه!.
ـ أسِفْنا على ذلك أم لم نأسف، الانتقاميّة لا تُشكّل خطرًا على الكتابة الإبداعية، ولا عائقًا لإنجاز فنّي!. قطعًا هي مُوحِشَة، ومُضِلَّة، لكن من قال إنّ الإبداع لا يحتوي على قَدْرٍ من الوَحْشة والانحراف؟!.
ـ القراءة الانتقاميّة، هي التي لا يمكنها الظَّفَر بثمين!. القراءة سماحة!.
ـ القارئ الانتقامي خيبته مضاعفة!. يَفسد مُحاذِرًا ومُبادِرًا!. إنْ خاف اعتزَل، وإنْ أَمِنَ ابتَذَل!.
ـ الفنّان، الذي يثرثر بأنه يعطي وقته للآخَرين، ولهم يبذل، ومِنْ أجلهم يُضحّي، غالبًا ما يكون كاذبًا أو مُضخِّمًا!. حتى حين لا يقول ذلك صراحةً ووقاحةً، يكفي أنه يشعر بذلك ليكون كاذبًا أو واهمًا!.
ـ الفن عمومًا، ومِنْهُ الكتابة، محاولة لحماية الذات، أو لبَسْط سُلطتها على الآخرين!.
ـ الفنّان أنانيّ!. قد لا يكون كذلك خارج فنّه، ويكون حينها طيّبًا، مُحبًّا وودودًا، وشديد الكرم والتسامح، لكنه في فنّه أنانيّ؛ لأنّ الفنّ أنانيّة!.
ـ في كل فنّان رغبة لا تُقاوَم في الإدناء والإقصاء!. قـوامها الاشتهاء لا العَدْل!.
ـ أساسًا، حين يحسب الفنان حسابًا للآخَرين، يكون قد خان حِسْبَته أو زوّرها، أو أنه لم يكن فنّانًا أصلًا فهو لم يفهمها!.
ـ بهجة الفنّان ومَسَرّاته التي لا مثيل لها، تكمن في تلقّيه القبول بهَيْمَنَتِهِ، والإعجاب بِبَغْيِهِ!.
ـ قد لا يُحبُّ الفنّانُ كلَّ مُعْجَبِيه!. قد يكره بعضهم!، نعم، الفنّان الحقيقي يكره بعض معجبيه!، خاصةً أولئك الذين لم يبذلوا كل ما في وسعهم لكشف حِيَلَه ومع ذلك انْطَلَتْ عليهم!.
ـ الفنّان الحقيقي يكره التّنازلات، لا يتنازل ولا يريد من الآخَر أنْ يتنازل، لكن رغبته في عدم تقديم الآخَر لتنازلات، ليست كرمًا ولا أريحيّة، هو فقط يريد تجريب سحره في أصعب الظروف، يدري أنّ عظَمَته مقرونة بنجاحه في وجود كل مقوّمات الفشل!. وأنه بمثل هذه التسامحات الخائبة يتساوى مع الأقل والأدنى موهبةً في مجاله!.
ـ القراءة خُلُق رفيع أو أنها تؤدّي إلى خُلُق رفيع، لكن القارئ مع ذلك شديد الحصافة والتمييز، ولا يُخدَع بسهولة، هو فقط يُقرّ للبهلوان ببهلوانيّته!.
ـ القارئ الجيّد يحب كل من قرأ لهم، وكل من لم يقرأ لهم أيضًا!.
ـ الفنّ في أكثر حالاته طُهْرًا وأفضليّة: أُبُوَّةٌ. التَّلقّي: أُمُومَة!.
ـ الإجحاف ليس جميلًا، غير أن الجميل مُجحِف!.
عبدالله عليان
04-17-2018, 02:29 PM
ليس فينا من أحدٍ إلّا ويتذكّر موقفًا أو أكثر، وَدَّ لو أنّ باستطاعته إرجاع الزمن والموقف، ليقول فيه غير ما قال!.
ـ حوارات كثيرة، نكتشف بعدها أنّه كان لدينا فيها كلام أدقّ أو أرقّ، أَوْجَبُ حضورًا، أو أقوى حُجّةً، أو أقلّ ارتيابًا!.
ـ نتخيّل أيضًا مواقف مُقبِلَة، ونُجهّز الرّد. ثمّ وفي الموقف حقيقةً، يتغيّر السيناريو، تستجد أمور، أو يأخذ الحديث مجرى آخر. فلا نجد القول أو لا نُجيده!.
ـ والذين يُصِرّون على إخراج خبز الكلمات من كيس ذاكرة التخيّل، غالبًا ما يظهر عليهم التصنّع، أو تخرج كلماتهم باهتة ليس لها الطّعم نفسه الذي سبق لهم أنْ أحسّوا به أو تذوّقوه!.
ـ للتقليل من حدوث مثل هذه المصائب المُحرجة، ولتأمين أنفسنا قدر المستطاع، لا بدّ من القراءة!.
ـ جزء كبير من الحَلّ يكمن في الحصول على قاموس كبير، ومتجدِّد، من الكلمات!.
ـ في هذا المجال، القراءة، قراءة الكتب، تمنحك قاموسًا فريدًا من نوعه، حيث الكلمات المُجرَّبَة والمُدَرَّبَة!.
ـ أنتَ، وعبر القراءة، قراءة الروايات بشكل خاص، ـ إذ الشعر لا يحتاج إلى إشارةٍ إليه في هذا الأمر فهذه مهمّته أصلًا ـ، لا تقرأ الكلمة نفسها مرّتين!.
ـ كل كلمةٍ ملبوسة، لِبْس جِنٍّ، بسطرها!. وكل سطرٍ ظَرْف، ولكل ظَرْفٍ هيئة ومَقام!.
ـ القراءة تقيك من نفسك، وتقوّيك عليها!. تقرأ كتابًا، تستمتع وتستفيد، وتظنّ أنك تنسى، لا شيء يُنْسى!.
ـ ما غَفِلْتَ عنه فقط لن يكون حاضرًا، أمّا ما ارتعشتَ له وانتعشتَ به، فهو قائمٌ فيك إلى الأبَد. خاصّةً تلك الكلمات التي حين قرأتها شعرتَ أنها كُتِبَتْ لأجلك من بدّ كل الناس!. هذه فعّالةُ أعاجيب وحكايتها حكاية!.
ـ الذين جرّبوا الحب، وفشلوا، يعرفون أكثر من غيرهم حَسَرَات مثل هذه المواقف التي أتحدث عنها اليوم!.
ـ كثير من العلاقات العاطفيّة كان يمكن لها أن تنجح، فيما لو أنّ كلمة بعينها وُجِدَتْ في لحظةٍ بعينها!. كلمة واحدة أقبلت قبل أوانها، أو جاءت بعد فوات أوانها، تحاشت فأجبَرَتْ، أو تلاشت فأدبرت، خرَّبَتْ كل شيء!.
ـ كم من مُصالحةٍ بين صديقين خابَتْ، لا بسبب كلمةٍ أحدثت خصامًا، لكن بسبب كلمةٍ انحرفت عن مسارها لحظة التّبْيَان والتوضيح، أو الاعتذار!.
ـ قراءة الكتب يا أحبّة، تمرين لا مثيل له، ولا بديل ولا غِنَى عنه، فمن خلال القراءة أنتَ تلعب، دَرَيْتَ أم لم تَدْر، اللعبة الأخطر والأمتع في هذه الحياة، لعبة فكّ وتركيب، وإعادة فكّ وتركيب، كل شيء، الكلمات والأحاسيس والفهم والرؤية، فَكّ وتركيب إلى ما لا نهاية!.
عبدالله عليان
04-18-2018, 07:02 AM
اقرأ، وهدفك المتعة. يمكن للفائدة أنْ تكون هدفًا طيّبًا أيضًا، لكنني أؤكد لك أن القراءة للمتعة تجلب معها الفائدة تلقائيًّا!.
ـ المهم، لا تقرأ للانتقاد. لا الانتقاص ولا السعي لإيجاد النواقص من الكَمَال في شيء!.
ـ هذا لا يعني الغَفْلَة، ولا حتى المُسامحة، فقط لا تجعل من التّصيّد هدفًا ولا من الملامة غاية!. أمّا وقد وجدتَ الهفوة فتصرَّف كما يحلو ومثلما يطيب لك!.
ـ كيف يحدث هذا؟!: لا تذهب إلى الزّلّات، فإنْ أتت هي إليك فهذه خطيئتها!. أخطَأَتْ مرّتين: مَرّةً لأنها أخْطَأَتْ، ومَرّةً لأنّها تجرّأتْ ورَمَتْ بنفسها في طريقك!. ساعتها، أثْبِتْ لها أنّك مُحَصَّن ضد الرداءة بالطريقة التي تناسبك!.
ـ ليس لديك وقت فراغ لكيْ تقرأ؟!.
أعتَذرُ لإزعاجك، أظنّك واهم، كلّ وقتك فراغ ما لم تقرأ!.
....
اخذت ما أظنه يهمنا هنا من مقالة هذا جزء منها .
عبدالله عليان
04-19-2018, 08:18 AM
بغيت ارمي بعض حملي
عجزت القى صديق
الا الرصيف وبارد الاسفلت
ركلت اللي صدف رجلي
من احجار الطريق
وقلت :
ابي اقرا في الحصى
سر ارتباكي
لا ... لمست
الضاحك / الباكي انا
حملني
قبل لا اعرف الكتابه
موجك الازرق على متنه
وقال ان البلل : فتنه
وقالت لي :
قبل حتى ال (( قبل )) قاعك:
تضيع ان كثروا اتباعك
تغرد بالاغاني
بالاغاني البيض ياشاعر:
نجوم الليل : تفاح المسا
وعيونك : ذراعك
الملم حنطة غباري
البس لهجتي ما يستر العاري
وأفك الباب : ... بلا ... د ... ي
والجهات الاربعة في غيبتك : ظلما
وما بين الجهات الاربعة : ظلما
ابي اتجهك ... معي : وجهك
واول ما حفظت من ((الرمل)) و((الما ))
واذا ما شابه المعنى عيوني
عاذرك : .... خوني !!!
ولكن اه لو تدرين
عن طعم الثواني في غيابك
عن لهاث الضو في الشارع
عن الفارع من الحزن الطري
عن دفتري / عن جلسة المقهى
بلا ... اصحاب !
****
تهجيتك .. ت .. ه .. ج .. ي .. ت .. ك
رفضت الممكن / الباهت : طريق
وهذا انا : جيتك وناجيتك :
اذا ما اشتقت في الغربة
قل الذكرى طحين الوقت !
واخبز من تبي قربه !!
ب .. لا .. د .. ي
يا مفاتيح الكلام البكر :
جوعي لك / رجوعي لك !!
مثل ما للنجوم : اسرارها
مثل ما للهدوم : ازرارها
مثل ما للهموم : اوزارها
للمفردات الخارجه عن سلمها,
والداخلة في حلمها زوارها !
قومي هو العشق
احتمالات التطاول في البنا
منح البنفسج فرصة الركض
انعتاق اجسادنا / المفرق هو العاشق :
جنون يحفر ف كبد السما
من شان دفن الارض في الازرق !!
ويا ... ازرق :
يابعد .. وقرب !
يا لمحة في العيون الغرب !
يا سقف الكون ! يا لون اللون !
يا حبر اقلامنا المعجون
بالفوضى , وطين العاقل المجنون !
يا ... ازرق :
من اللي .. يعرف ان البحر :
هين ؟!
... قال ... (( من يغرق!! ))
اشوفك ملح واتهجا
حروفك وادخل ف ملجا
كفوفك واغرقك وانجا !
واحبك واشبه الجامح !
احبك : واشبه الجامح
لذا كان الصهيل : وسادة المعنى
وكنتي : أول الاشكال
مره فيها من التفاح
ما يحني غصون القلب للموال !!
وكنتي : اخر الاشكال
مره لكن : فرس ودلال !
وانا بين السما والقاع
كنت اركض وامد من العيون :
................ ذراع
أزاوج بين نجم الليل والنعناع
واهدي خطوتك خلخال
أنا الشاعر بلادي أو أنا الأشياء
ما تخفى وما تنقال !
أحبك واشبه الاطفال !
تحب وتشبه الاطفال
وتغريد الكتابه
(( بالرذاذ الطيب الدافي )) :
بهذا ثرثرت نسمه وهفهف شال !
أحبك واشبه الجامح
لذا كان الصهيل : وسادتي
كانت عيونك : عادتي
والمثقلات من الغصون قلادتي
كانت !
اذا ماشابه المعنى : عيوني
عاذرك خوني !!!
ولكن لا تظنين القصايد بالوفا
خانت !
بلا ... د .. ي .. , اه لو تدرين :
عن طعم الثواني في غيابك
عن لهاث الضو في الشارع
عن الفارع
من الحزن الطري / عن دفتري /
عن جلسة المقهى بلا اصحاب !
عن الأشيا يقيدها ويطلقها (( الغريب ))
وبعدها يسال عن الأسباب !
عن عيوني تصير (( الرمث ))
ويصير السهر (( حطاب )) !!
عرفتي ليه انا المخطي وانا المعطي
وانا المطلوب والطلاب !
عرفتي ليه انا كل الحضور
ف حفلة عيونك وانا الغياب !!
عرفتي ليه انا الصادق
إلى حد الذي سميت به : كذاب !!
عرفتي ليه :
انا اكره دفتري واغليه ؟!
ليه اموته واحييه ؟!
ليه اثبته وانفيه ؟!
ليه اهدده واحميه ؟!
ليه اعطيه واستجديه ؟!
ليه اجلس في كلي خارجه
واجلس في كلي فيه ؟
ليه ابدا الحزن وانهيه
باسمك
او عرفتي ليه
انا ارمي لهجتي : للملح والفتنه
وارد الباب !!
وحدك تفتحين الباب
وحدك
تطلعين النورس الغافي على صدري :
سمك واعشاب !
****
ارتب لهجتي يا أجمل ضيوفي
واهيل قهوتي وتهيلين عتاب !
تصبين (( الدرايش )) في عيوني
و(( الرسايل )) و((الجدايل ))
و(( القبايل )) و (( القوايل ))
والكلام الحلو ... والاحباب !
واضمك
سالفة (( غوص )) قديم ف بحة
الشياب
أضمك .. شيطنة طفل
ان ضحك : يجمع من غيومك أرانب
وان بكى : ت .. ت .. ك .. س .. ر ..
الألعاب !
أضمك
حبل في (( حوش العشيش ))
و (( ضرتين )) !! وهفهفات ثياب !
أضمك: في الأغاني - لا ارتفع
صوت الاغاني
و (( الهوى .. غلاب )) !
أضمك داخلي يا داخلي
شنطة كتب فصل
وطباشير وشغب طلاب !!
أضمك صالة ضجت بجمهور غريب
وشاعر مرتاب !
وتروحين ويظل العطر
تروحين ويخون السطر
لا (( الجهراء )) تجمع رملها في
راحة يديني
ولا هذا هو (( المرقاب )) !
نعيق غراب ... نعيق غراب
نعيق
أ .. غراب !!
امد يديني ل يديني !
بلادي واسالك ويني ؟!
واصيح : اهواك
يكشر بينك وبيني :
((خميس )) من جثث واسلاك
ورق ينشر ورق يطوي
شفاه من الظما تروى !
جسد يركض بلا جدوى !
ذراع طيبه تلوى !
بنادق ترتفع مابين :
طفلين وصحن حلوى !
أغاني والرصاص أقوى
((بلادك وين يا نجوى؟! ))
بلادك وين؟!
يا نجوى بلادي وين ؟!
نغني والرصاص أقوى
من الاثنين!
لو تدرين لو تدرين لو تدرين
عن طعم الثواني عن لظى الفرقا ؟!
وكيف ليا غزاني في خميسك
صرختي ترقى؟!
ابعثر لهجتي في كل صبح
وكل صبح القى :
حروفي جامدة
قهوة كلامي باردة
نار الأغاني خامدة واشقى!
من اول يوم لفراقك إلى هاليوم
ووحدك تفتحين الباب
وحدك تطعمين النورس الغافي
على صدري
عتاب ولوم
من اول يوم لفراقك الى هاليوم
ووحدك تذبحين النوم !
هذاك اللي دماه تلطخ عيوني
سهر ونجوم!
من اول يوم لفراقك الى هاليوم
وانا اركض واتبع اثارك
وامد من العيون ذراع
واقطف من سماك :
هموم !!
من اول يوم لفراقك الى هاليوم
وانا فوق الورق
تحت الورق
بين الورق مهزوم !!
كتبت وما بخلت بجرح
كتبت وما تنفس صبح !!
عرق واشباح/ ارق واشباح
ورق واشباح / كفى ياديرتي
برتاح
من اول يوم لفراقك
ولا خان الظلام ولا وفا مصباح!!
من اول يوم لفراقك
وانا اضمد جراحك يا بلد بجراح!!
من اول يوم لفراقك
وحمل المفردات (( سفاح ))!!
كفى برتاح
كفى ياديرتي/ ياسيرتي/ ياحيرتي
يا غيرتي برتاح!
خلاص! ما عاد امد من العيون ذراع
واقطف نجمة التفاح
هي الفرقا :
وما فينا الذي من فارقك ما
يرفضه رفضه!
وما فينا الذي ما يلفظه لا من
حكى لفظه !!
وما فينا الذي ما ينهدم صبح ومسا
بعضه على بعضه !!
غبار ارواحنا يزداد ما نقدر على
نفضه !!
تبرينا من الاشياء
تبرت مننا الاشياء
تغيرنا كثير وكل قلب خان به
نبضه
هو الإنسان من اقصى حدود الدمع
الى اقصى حدود الدمع لعبة في يد
اللحظه !
وضاع الشعر كل الشعر
في معنى : عجوز/ ومفردة
نبضه !!
والشاعر
يغازل بالرذاذ الطيب الدافي صباحه
والمسا: يصفع جبين الشعر بالكبريت
والفضة !!
أبي أصرخ في البحر : تكفى
يباس فشفتي وسكوت
ولا ادري كيف تب تشفى
جروحي والجروح بيوت
دخيل عيونك الاوفا
ترفق بالتعب يا (( كوت ))!
في برد يشفه المنفى !
في ليل يشبه التابوت !
قليل من الحطب وادفا
قليل من التعب واموت
ارد الباب
دخيلك يا بلد لا تفتحين الباب
أبي أرمي من عيوني الناس
والإحساس
والأجراس
والحراس
والكناس
والوسواس
والخناس
الفظ اخر الانفاس
ارمي جثتي فوق السرير/ الياس :
لا شاعر
ولا معنى
ولا قرطاس
نعاس ... ... نعاس
... نعاس ...
... نعاس...
... نعاس ...
...
ن.. ع .. ا ... س ...
... ن .. ح .. ا .. س
..ن ..
... ع ..
...ا ...
... س ...
من اللي هناك ؟!
من اللي هناك ؟!
من اللي يرمي الشباك
با حجار الحنين ويوقظ الفطنة ؟!
انا القاع اللي قالت لك :
تضيع ان كثروا اتباعك !
وانا البحر اللي شالك فوق متنه ! !
بلادي.. !!
يا كثر ما ني مقصر بالغلا وادري
ولكن ما قويت الجرح
تمنيتك تهجيتك
وشبيت المعاني من حطب صدري
كتبت وما تنفس صبح !!
من اول يوم لفراقك
وانا اركض واتبع اثارك
واركض واتبع اثارك
واركض واتبع اثارك
ولكنك وقفت
ادري
لأن الصمت عاجز يقتلك !!
والشعر عاجز ياخذ بثارك!!
..!!
!!
!!
أبي حريتي
هذا الحكي من غابت عيونك:
شبك وسياج../ غضب كرباج
خذ عيون الهوى معراج !
تشبه دايما بالجامح / الطفل
وتذكر حكمة الامواج!
ولا تهتم قصر ليل او طول
وكون المستحيل المعطي/ الذاخر
تقدم دايما من أول الأول
وخذ حلمك معاك لاخر الاخر!!
...!!
تعلم كيف تقطف من بساتين الكلام
ال ((لاء)) وتصرخ (( لا ))
أحبك
كثر ما احبك
أحبك واكره الاملاء !!
هو العشق احتمالات التطاول في البنا
قبل الالف !!
منح البنفسج فرصته للركض
بعد الياء !!
خذذيني
علميني من جديد استلهمك
واستل همك
علميني كيف اغامر في البياض
من الورق
واعطي لصدرك فتنة الغامض
من النابض من الاشياء !!
خذيني ..
علميني كيف اسوي من عصافير الطفولة :
قاعدة والمدفع استثناء !!
جراح الطيبين : القاعدة والمدفع استثناء!!
عيون الطيبات : القاعدة والمدفع استثناء !!
زمنا وان قسا بيلين
وطنا وان قصا داني
تعودنا نزف الطين
عروس وصدرنا حاني
وندخل فى الكلام اثنين
وننسى أينا الثاني
عبدالله عليان
04-23-2018, 07:52 AM
فشلتَ؟!. حسنًا، يُفترض أنها ليست نهاية المطاف!، لكن اعلم أنّه ما مِنْ أحد مسؤول عن فشلك سواك!. على الأقل ليس هناك شخص محدّد، فإنْ أُجْبِرْنا على التحديد، عُدنا إليك!. ليس هناك من هو أوضح مسؤوليّةً منك عنك!.
ـ من يُحمِّل غيره مسؤوليّة فشله، فاشل حتى في الوجه الآخَر من العُمْلَة!. يعترف ضمنيًّا أنه حتى فيما لو كان ناجحًا، فإنّ نجاحه بسببٍ من غيره!. فاشل مرّتين، في واقع الحال، وفي أمنيات الخيال!.
ـ الناس في الغالب لا يدفعون بك إلى الأمام، لكنهم أيضًا ليسوا مشغولين طوال الوقت بسَحْبِكَ إلى الخلف، وأنت مخطئ، خطأ غرور، إن حَسِبْتَ أنهم استماتوا في سبيل إيقافك، وقطع الطريق عليك!. من أيّ سرابٍ تريد أن ترتوي؟!.
ـ التنافس أمر شريف، لكن طبيعته لا تسمح لأحد بغير الانشغال بعمله. فإنْ أضاء أحدهم دربك، أو قام بمساعدتك، نَصَحَ أو مَدَحَ، أَعَانَ أو أَبَانَ، فهذا من كرمه ونبل أخلاقه، وإنْ هو لم يفعل فهو ليس مسؤولًا عنك بالضرورة، وقد كان عليك أن تقدّم ما يجبره على ذلك، أو ما يسمح بوجود آخرين يقومون بأدوار مشابهة لهذا الذي تتمنّاه في خيالك!.*
ـ زملاء الصّنْعة الواحدة، ليسوا سيئين، وليسوا أعداءً، خاصةً المبدعين والمتفوّقين منهم، مثلما أنّ الفَشَلَةَ وأصحاب المواهب الشائهة أصدقاء ومتآزرين على الدوام أيضًا!.
ـ المشكلة أنّ أصحاب الصنعة أعرف بأسرارها!. ما يعجب بقية الناس قد لا يعجبهم، قد يعرفون سهولته ومن أين أتيتَ به!.
ـ سَحَرَة ألعاب السيرك لا يصفّقون لكل ألعاب زملائهم على المسرح!. المهارات العاديّة مفضوحة!.
ـ ما لم تنل من أصحاب الصّنْعة ما تظن أنك تستحقه، فإنّ هناك أسبابًا كثيرة قبل أن تحكم عليهم بعتب التقصير وملامة الإجحاف!.
ـ قد يكون ظنك في غير محلّه وأنهم في الحقيقة منحوك ما تستحق: الإهمال!، أو قليلًا من المجاملات العابرة!.
ـ لديك أعداء؟!، ومن هذا الذي ليس لديه أعداء؟!. تواجه صعوبات وعوائق؟!، ومَن مِن هؤلاء المتفوقين لم يواجه مثلها وفي الغالب أضعاف أضعافها؟!.
ـ أقلّ ما في الأمر فكِّر في كيفية تفكير أهل النجاح والتّفوّق، أوضح ما ستجده فيهم كثرة الامتنان وقِلّة العتب!.
ـ واحدة من أسخف العتابات: أنا أحبك أكثر من فلان، أنا أقرب إليك نسبًا أو صحبةً، فلماذا تختاره وتتجاهلني؟!. يا أخي: ربما كان فنّه أحبّ وأقرب نسبًا وصحبةً من فنّك!.
ـ الإبداع صِلَة رَحِمٍ أيضًا!.
ـ لماذا لا تكتب عن روايتي؟!، لماذا تمتدح قصيدة فلان وتتجاهل قصائدي؟!، لماذا لا تذكر اسمي مع بقية الأسماء التي ترددها دائمًا؟!، هذه الأسئلة وأشباهها، لا تفيدك في شيء، هي خارج مهمّتك ومهمّة من ترمي بثقلها عليه!. ثم إنّها مُهينة لك، كُفّ عنها!.
عبدالله عليان
05-07-2018, 01:50 AM
هنا نجلس أحسن أو هنا؟ وين ماتبغين
أنا احب هذا الركن لكن على أية حال
هنا أحسن ،، أرمي معطف الفرو ، للتخمين
وفيه تعرفين إننا احب هذا الشال
علامك ، علامك ساكته ،، ليه ماتحكين
تبين أبتدي؟ حاضر ، على امرك براحة بال
على نفس هذي الطاولة ، من ثلاث سنين
رمت بنت دبلتها الذهب ، وانكسر رجال
تمسك بها حاول وحاول ، لين بلا لين
كان يحاول بكفّت الأشكال
وشدّت ايديها ، وارتفع صوتها وبعدين ؟
أنا لازم امشي ، وأنت يكفيك لعب عيال
على حر من قلب انهدم حاول المسكين
وعلى قل من مهل الندم ، باعدت تختال
هنا ، مات حب و، يبس قلب و ، تملت عين
من الملح ، وأندفنت حكاية فرح وآمال
وجيتي تبين انرجع اللي مضى هالحين
أنا من ثلاث سنين بطّلت لعب عيال
عبدالله عليان
05-12-2018, 10:48 PM
إعارة الكُتُب ليست من طبعي، لكنها ليست ضدّ طبعي أيضًا، ما لا أقدر عليه حقًّا هو إعارة كتاب قرأته فعلًا، بما في ذلك الكتب التي لم أستحسنها!.
ـ الإعارة أصلًا، أعني إعارة الكُتُب تحديدًا، هي كرمُ بخيل!. وفي كل بخيلٍ غباء!.
ـ طبيعة في الكتاب ألا يرجع إلى صاحبه إلّا صُدفة!. الكُتُب إنْ رَحَلَتْ رَحَلَتْ، الحنين ليس في جيناتها!. القارئ المُعتّق يعرف هذا.
القارئ الجديد يستشعر الأمر ويحسّه!. ما دام الأمر كذلك، لماذا الإعارة: قدّمه هديّةً!. أ
و كنْ وقحًا وافعل ما تفعله المكتبات العامّة: خُذْ رَهْنًا!. ضمانة غير مضمونة أيضًا لكنها أقل غباءً!.
ـ يمكنني عن طيب خاطر شراء نسخة جديدة وإهداؤها لصديق.
أحيانًا أشتري كمية كتب، سبق لي قراءتها أو لم أقرأها أبدًا، وأقدّمها هديّة!. أمّا أنْ أعطي النسخة التي قرأتها فلا!.
ـ كل نسخة من كتاب قرأته، خربشتُ عليه، حرّكتُ عليه قلمًا للتأكيد على أهمية جملة أو صفحة، فهرسته من جديد،
كتبت عليه مكان وتاريخ الانتهاء من قراءته، أو لم أفعل شيئًا من كل هذا، اشتريته وقرأته فقط، هو كتابي أنا!.
ـ لم تعد هذه النسخة من الكتاب نسخةً منه!. لا يحق حتى لمؤلِّفه الظاهر على الغلاف المطالبة بها!.
هذه النسخة صارت كتابًا آخر، كتابًا جديدًا، لم تعد مجرّد نسخة، كتابًا جديدًا بمعنى الكلمة، وله كاتبان:
كاتبه كائن من كان، وقارئه الذي هو أنا!.
ـ لا أعرف أنطونيو ماتشادو، لكني أودّ تقبيل رأسه على ما ذهب إليه من وجوب
أنْ يحمل الكتاب اسم المؤلِّف واسم القارئ معًا؛ "لأنّهما يتقاسمان أُبُوّته"!.
ـ بعد القراءة: النسخة من أي كتاب، هي كتاب من نسخة واحدة!.
عبدالله عليان
05-13-2018, 07:21 AM
سأدخل في منطقة ملغومة!. الأفكار حولها، كلّما ازدادت وضوحًا، ذهبَتْ بي إلى لغة لَبِكَة!
ـ أتحدث عن التمثيل، عن كل ما هو فنّي ومرتبط بالجسد، بحركة الجسد وبانفعالاته، بلعبِهِ حقيقةً لا مجازًا أدوارًا في تكوين العمل الفنّي!.
ـ للفن تعريف واسع جميل، أنّه "كذبة"!. وأنّ مهمة الفنّان ومَكْمَن عبقريّته، تقديمه هذه الكذبة بأعلى قدر من المهارة والحرفيّة المؤديّة إلى قبولنا لكذبته كحقيقة!.
ـ يكون هذا القبول عاطفيًّا أولًا، ثم تقوم هذه المتعة العاطفية بالتأثير على العقل، باستمالة ممتعة لنشاطه، في صالح كل ما هو روحي و"غير ملموس"!.
ـ لكن دخول "الجسد"، الجسد بحقيقته وليس عبر كلمة أو لون، وجوده كجزء من العمل الفنّي، كما هو الحال في التمثيل، أمر لا بدّ له أن يُربِك التعريف السابق، فهو يضيف إليه ما لا يمكن قبوله ككذبة!، وبالتالي يشوّش على مفهومه!. هناك "حقيقة" داخلة في الأمر يا جماعة!.
ـ هنا، مسألة الأخلاق، تدخل دخولًا أصيلًا في صُلْب الحكاية!. لا أتحدث عن الأخلاق الفنيّة التي يتطلبها العمل ليكون فنّيًّا، أتحدث عن الأخلاق الاجتماعية الظاهرة والمكشوفة بالفطرة أو بثقافة المجتمع!.
ـ أقدِر على تقبّل شعر "أبو نواس" تقبّلًا جماليًّا. أفصل بين الجميل فنيًّا في قصيدته وبين القبيح موضوعيًّا فيها!. ما شَذَّ وما فَذَّ!.
ـ يتحدث عن "حبيب" فآخذ الأمر بما تتسامح معه اللغة العربية، حيث تذكير المؤنّث جائز، خاصةً في الغَزَل!. وفي خمرياته أتعامل مع الكأس على أنها "الشكل الفني" ومع الخمرة على أنها "الخيال الشعري"!. باختصار: أقدر على ما يشبه تجاهل "الخليع" اجتماعيًّا، لصالح "البديع" فنيًّا!.
ـ الشعراء يقولون ما لا يفعلون، في هذا تكمن الوقاية الأعظم للفنّان من أي سُلْطَة عليه خارج فنّه!. لكن هذا لا يحدث في غير الفنون التي ينفصل فيها الجسد عن العمل نفسه، لا يحدث في التمثيل!. هنا مربط الفرس ومَرْنَن الجرس!.
ـ مع فن التمثيل، أُصَاب بانفصام شخصيّة، فمن ناحية أقرّ أنه فن عظيم، وأنّ ما ينطبق على بقيّة الفنون ينطبق عليه، ومن ناحية لا أقدر على تجاوز "الخليع" منه إلى "البديع" فيه!.
ـ ورطة فن التمثيل، أنه واقع بين طرفين، أحدهما يراه نقيصة وعملًا رذيلًا،ص"عيب وحرام"!. وأحدهما يدافع عنه بحرارة وفهم، لكنه ولفرط "فهمه" يتحايل فيتمايل عن أحد أهم إشكاليّاته: حضور الجسد!.
ـ لا نكذب على حالنا: القُبْلَة وما بعدها في التمثيل، ليست مثل القُبْلَة وما بعدها في الشعر والرواية!.
عبدالله عليان
08-05-2018, 02:41 PM
بيوت الطين , رفرفة الحمام , وغبشة استحواذ
........... مراجيح الشفيف من الفواكه لاطرف السلّه
عذوق الهمس من نخل السهر , لاهزها نفاذ
.......... من عطور الحنين الخابز ارغفته على ملّه
ضيا قمرا زز هي اكرم من عطا ضي وهي الشحاذ
......... تقول ليا عطت وليا خذت : هذا لوجه الله
ربيع ( كبودنا ) ترعى حماده ضجة الأفلاذ
......... شغب غمازتين , وهيل نصف موارب ودلّه
تفوح بطيبها -المبطي بها- ياطيبها الأخاذ
......... جمعك فحنجرته وموّلك , والغيم موّل .. لّه
نهض يستكمل النايات في جغراقيا الرذراذ
........... طلال .. وكل فوضى رتبتنا جسدت : ظلّه
وتر .. ضد اليباس وخارج الاسمنت والفولاذ
........... هنا لغز البساطه في موسيقاه .. وهنا .. حلّه
هو اللي ذوب ( الرا ) في طفولة ضيه .. استلذاذ
............ هو اللي ذوب الدنيا في ( رابع ) أحرف العلّه
كريم الروح .. مد من الجسد خمسين جرح ولاذ
.............. بنا , كيف انعمينا عن تعب ريحانه وفلّه
أغاني ( الفيديو كليب )وموسيقى شهوة الافخاذ
.......... نهشته قمح قمح وحنطة حنطه .. هوى كلّه
هوى .. فجأه .. عرفنا كم تخاذلنا عن الإنقاذ
.............. لغاية مافرغ كرسي الخشب من بحة مولّه
وقف خمسين عام استاذ للمعشب وطاح استاذ
............ وظلت ريشة الطير ف يده خضرا ومبتلّه
عبدالله عليان
09-14-2018, 06:52 AM
الشعر يكسب الرواية، ويتقدّم عليها بسهولة، فيما لو كان مضمار القراءة قصيرًا فقط!، فيما لو كان التنافس بينهما شبيهًا بسباقات المئة متر!، يبدو الشعر فتيًّا ورشيقًا، وعظيم المهارة لدرجة تسمح له برقصات فاتنة ومع ذلك سيصل أولًا خطّ النهاية!.
ـ الرواية بطلة المسافات الطويلة!. فيما لو كان مضمار القراءة طويلًا، شبيهًا بسباقات الخمسة آلاف متر، أو أكثر، فالنتيجة لن تكون في صالح الشعر، وستكسب الرواية الجولة كل مرّة!.
ـ هُمَا على أية حال ليسا في عداء، ولا خصومة بينهما!. قارئ الشعر، غالبًا، يحفظ منه ما يصلح للرواية!، و جزء كبير مما يسكن ذاكرة قارئ الرواية هو تلك الجمل الأقرب إلى الشعر على أَلْسنَة شخصياتها!.
ـ لكن، وعلى المدى البعيد، فإنّ ما تُبقيه الرواية في قارئها، وما تُغيّره فيه، يكون أكبر وأهم بكثير مما يمكن للقصائد فعله!.
ـ يمكن لنا بسهولة تذكّر أسماء كثيرة من معارفنا وأصحابنا، ممن يُعتَبَرون قرّاء شعر، يقرأونه أو يطربون لسماعه، يحفظون منه الكثير، ويتتبعون أخباره، يفعلون ذلك على مدى طويل، وبالرغم من ذلك يظلّون هُم.. هُم، لا يتغيّر فيهم شيء، لا طَبْع ولا رؤية!.
ـ في المقابل، وبالنسبة لي على الأقل، يصعب جدًا، تذكّر اسم واحد ممّن شغفهم حب الروايات، وداوموا على قراءتها، زمنًا طويلًا، ثم لم يتغيّر فيهم شيء، في الطَّبْع إلى الأفضل، وفي رؤية الأمور إلى الأوسع والأكثر سماحة!.
ـ الذين يحبون الروايات يحبون تغيير طريقتهم في الحب إلى الأجمل!. الذين يحبون الشعر يحبون تغيير حبيباتهم بمن هنّ أجمل!.
......
طبعاً أختلف مع رأي فهد عافت ولكني أحببت أعادة نشرة للقراءة وتجاوز هذا الرأي !!
وقد يكون هنا ( مع أو ضد ) الكثير .. و لاضير الأختلاف سمة في النهاية
والله أعلم .
عبدالله عليان
10-02-2018, 06:09 AM
النقد يا أحبّة، الجمالي منه والفنّي والأدبي، وكذلك السياسي والاجتماعي والرياضي، ليس حُكْمًا بقدر ما هو تحريض عليه!،
ومُساعدة لأنْ يكون لديك حكمك الخاص. نعم، قد يُثمر النقد حكمًا في نهاية المطاف، يعلنه صراحةً أو يوحي به،
لكن علينا أنْ ننتبه: النقد الفخم يُنتج حُكْمًا خاصًّا، و"خاصًّا" هنا لا تعني "نهائيًّا"، لا تَرادُف!.
ـ ولإنتاج حُكْم نقدي "خاص"، لا بدّ من حركة وانزياح في الرؤية والمفاهيم.
النقد الجيد حاله حال الفن الجيد: حركة دائمة، وتحريض عليها!. بالتالي هو مخلوق أصلًا لتمزيق لافتة "حدِّد موقفك"!،
ومن يُصرّ على رفعها، يُمزِّق النقد، عن ترصّدٍ أو عن غفلة!.
غالبًا، لا يَطلبُ منك "تحديد موقفك" غير ذلك الثابت المُتَسمِّر في مكانه، لا يرغب في التحرّك أولا يقدر عليه!. "حدِّد موقفك" هي ذاتها "أوقف حدودك"!، يتبنّاها هيّاب المَزْج، ومُتعَب المزاج!.
جزء من مقال :" الانغلاق الفقهي القبليّة، والإعلام الرياضي!"
وهو ما أظن يهمنّا هنا في هذا المتصفح والغرض منه .
خالد صالح الحربي
10-03-2018, 12:10 AM
الشعر يكسب الرواية، ويتقدّم عليها بسهولة، فيما لو كان مضمار القراءة قصيرًا فقط!، فيما لو كان التنافس بينهما شبيهًا بسباقات المئة متر!، يبدو الشعر فتيًّا ورشيقًا، وعظيم المهارة لدرجة تسمح له برقصات فاتنة ومع ذلك سيصل أولًا خطّ النهاية!.
ـ الرواية بطلة المسافات الطويلة!. فيما لو كان مضمار القراءة طويلًا، شبيهًا بسباقات الخمسة آلاف متر، أو أكثر، فالنتيجة لن تكون في صالح الشعر، وستكسب الرواية الجولة كل مرّة!.
ـ هُمَا على أية حال ليسا في عداء، ولا خصومة بينهما!. قارئ الشعر، غالبًا، يحفظ منه ما يصلح للرواية!، و جزء كبير مما يسكن ذاكرة قارئ الرواية هو تلك الجمل الأقرب إلى الشعر على أَلْسنَة شخصياتها!.
ـ لكن، وعلى المدى البعيد، فإنّ ما تُبقيه الرواية في قارئها، وما تُغيّره فيه، يكون أكبر وأهم بكثير مما يمكن للقصائد فعله!.
ـ يمكن لنا بسهولة تذكّر أسماء كثيرة من معارفنا وأصحابنا، ممن يُعتَبَرون قرّاء شعر، يقرأونه أو يطربون لسماعه، يحفظون منه الكثير، ويتتبعون أخباره، يفعلون ذلك على مدى طويل، وبالرغم من ذلك يظلّون هُم.. هُم، لا يتغيّر فيهم شيء، لا طَبْع ولا رؤية!.
ـ في المقابل، وبالنسبة لي على الأقل، يصعب جدًا، تذكّر اسم واحد ممّن شغفهم حب الروايات، وداوموا على قراءتها، زمنًا طويلًا، ثم لم يتغيّر فيهم شيء، في الطَّبْع إلى الأفضل، وفي رؤية الأمور إلى الأوسع والأكثر سماحة!.
ـ الذين يحبون الروايات يحبون تغيير طريقتهم في الحب إلى الأجمل!. الذين يحبون الشعر يحبون تغيير حبيباتهم بمن هنّ أجمل!.
......
طبعاً أختلف مع رأي فهد عافت ولكني أحببت أعادة نشرة للقراءة وتجاوز هذا الرأي !!
وقد يكون هنا ( مع أو ضد ) الكثير .. و لاضير الأختلاف سمة في النهاية
والله أعلم .
:
شخصيًّا / أتفق مع فهد في هذا التشخيص 100٪ .
🌹
عبدالله عليان
10-03-2018, 12:29 AM
:
شخصيًّا / أتفق مع فهد في هذا التشخيص 100٪ .
🌹
أنا أسعد شخص في المملكة العربية السعودية
بوجودك الآن وحضورك شاعرنا القدير والحبيب
خالد صالح الحربي .
الله عليك
رشا عرابي
10-03-2018, 08:03 AM
ثقيلٌ وزن هذا المتصفح
من حيث المادة المطروحة
ومن حيث اسم الكاتب العملاق
واسم والجامع لهذه المادة الفخمة (عبدالله)
كثيرٌ فيك الإنسان
وكبيرٌ أنت في أعيننا
عبدالله عليان
10-04-2018, 01:40 AM
ثقيلٌ وزن هذا المتصفح
من حيث المادة المطروحة
ومن حيث اسم الكاتب العملاق
واسم والجامع لهذه المادة الفخمة (عبدالله)
كثيرٌ فيك الإنسان
وكبيرٌ أنت في أعيننا
سيدة الماء ..
شكرا جزيلا لحضورك ووارف كرمك
الذي يجعلنا في قمة السعادة
ممنون جدا .
عبدالله عليان
10-17-2018, 03:48 PM
في كل جَمال يُوجَد شيء ما، شيء نورانيّ، يستعصي علينا فهمه!. لدرجة أننا لا نستطيع حتى الإشارة إليه بشكل مُحدَّد!.
ـ يستوي في ذلك المنظر الطبيعي والعمل الفنّي الإبداعي. انبلاج الفجر، ضبح العاديات، رفيف برق أو حفيف غصن،
رواية بديعة، موسيقى خصبة، قصيدة مذهلة، لوحة فنية ساحرة!. فيما يخص الإبداع الفني "الإنساني"
يتجلّى مثل هذا الإحساس في الرسم والموسيقى على نحوٍ لا مثيل له!.
ـ لعلّ، هذا ما يجعل من القفشات الضاحكة والنُّكتة، ومن ألعاب السيرك، فنونًا أقلّ قيمة!.
ذلك أننا عاجلًا أم آجلًا، نصل معها إلى نقطةٍ، لا يعود عندها ما يبقى مستعصيًا على الفهم!.*
ـ لا ندري من أين تحضر الإيماءة، لكنها تحضر!. لكل جميل، وفي كل جميل: إيماءة!.
ـ الإيماءة بنت الماء أو خيالاته!.
الماء ما لم يكن محبوسًا في حيِّزٍ ضيِّقٍ، مقبوضًا عليه في كأس، أو مُرَوَّضًا في حمّام سباحة، فإنّ مُشاهدته لا تُملّ!.
والتأمّلات فيه، وعنده، لا نهايات لها!.
ـ الجميل يُومٍئ!. الإيماءة تسمح لنا بالاقتراب، لكنها لا تسمح لنا بالتجاوز!.
ـ لذلك، يمكن لعمل فنّي جميل واحد، استدراج كتابات نقديّة، وآراء فنيّة، بلا عدد، وإلى ما لا نهاية!. الجميل لا يُسْتَنْفَد!.
ـ الإيماءة، إيماءة الجميل، تفتح الشّهيّة للشّهيّة!. حيث لا غِلظة، ولا سَيْل بطيئًا!.
ـ والشّهيّة تفتح التخمين والتأمّل والظن والتّوهّم والحَدَس: خمسة أصابعٍ في كفّ الحُلم، نصافح بها الكون فيتَّسِع!.
ـ ومع ذلك، يظل في الجميل ما يُحزِن!. الجمال منّاح وَعْيٍ ونَعْيٍ!. كيف؟ لا أدري، لكنه كذلك. أُحسّه كذلك!.
فهد عافت
......
شكراً لك يابو عبدالعزيز وضعت هنا النقاط على الحروف ,
عبدالله عليان
11-14-2018, 07:33 PM
في زمن سابق، كنتُ قاسيًا في الحكم على الشعراء، تَلَا ذلك الزمن، زمن صرت فيه أقل قسوة، مُهادنًا على نحو لا يطيب لي، محتفظًا بغضب داخلي، وملامات نقدية أحاول تجنّبها قدر الإمكان، فإنْ لم أقدر تحايلتُ بمراوغات لفظية، يُفرحني من الداخل فشلها في تحقيق مبتغاها المصنوعة لأجله!.
ـ منذ سنوات قليلة فقط أشعر أنني انتقلت إلى مرحلة جديدة، صرتُ شديد التعاطف مع كل من يكتب شعرًا!. مُحبًّا على نحو خاص، لنوعين من الشعراء، قادرًا على تلمّس البهاء في نتاجهم:
ـ النوع الأول، وهو النوع الذي ظللت مغرمًا بنتاجه عمري كله، من يكتبون المغاير، من يستفزون بصيرة المشاعر للنظر من زوايا جديدة، أولئك الذين يتّسع الفضاء بمشاغباتهم لكل منهم قاموسه ورِتْمه، بعضهم يتفوّق على بعض بثراء واضح وتمكّنات جليّة، لكنني أحبهم جميعًا بالقدْر نفسه، فحتى أولئك الذين لا يمتلكون مخزونًا لغويًّا هائلًا، ويكتفون دائمًا بما سبق لديهم من كلمات، تسحبهم إلى ذات المواضيع التي طرقوها سابقًا، أقول: حتى أولئك، يمتلكون، فيما إذا كانوا من الصنف العبقري نفسه، مدهشات!. يُبْهرون روحي بقدرتهم على التقاط زوايا جديدة، زوايا أكثر عظمةً من كونها جديدة، زوايا تكاد تكون غير موجودة قبل حضور ترنيماتهم المذهلة، كأنّ المسألة تتخطى حدود الانتباه وفطنة الالتفاتة، إلى الإيجاد!.
ـ بل إنني،أحيانًا، أبدو أكثر ميْلًا إلى هؤلاء الذين لم ينشغلوا أبدًا بزيادة مخزوني من المفردات الجديدة، يزيد افتتاني بهم، كيف يقدرون دائمًا على استخدام مفاتيح أبواب قديمة لفتح أبواب جديدة، أبواب لم تُوجَد إلا بسبب مرورهم!.
ـ هذا الصنف من النوابغ قد لا يكونون شعراء بالضرورة، بعضهم كتّاب زوايا صحفية، بعضهم روائيون ومسرحيون وكتّاب قصّة، بعضهم نُقّاد، بعضهم مُغرِّدون، وبعضهم حكّائيون في شبكات التواصل، أو ضيوف عابرون في جلسات عابرة!. لا أُتعب نفسي بتصنيفهم، أسمّيهم شعراء، ويصحّح لي قلبي فأسميهم: شعرائي!. هم كذلك طالما أنهم يمتلكون القدرة على أخذي من يدي إلى أبواب وشبابيك وزوايا جديدة، تزيد من فطنتي وذكائي!. بل إنهم أحيانًا، لا يتحركون بي خطوة واحدة، يبقونني مكاني، يأتون هم إليّ، ودون أن يُخطِّئوني، يهتفون بعيون طفولية بريئة، مشيرين بأصابعهم إلى المشهد نفسه الذي كنت أنظر إليه، كاشفين لي جهلي، وضعف نظري، هادمين جدار مَلَلِي مما رأيت، رافعين عن كاهلي ثقل ما ظننته خبرات سابقة كافية لتقييدي بأحكام نهائية سبق لي إصدارها والركون إليها!. بسبب من هؤلاء، لم يعد الشعر بالنسبة لي وزنًا وقافيةً، اتّسع كثيرًا، صارت لُقياهُ ممكنةً في دروب غير دروبه المُتَّفق عليها سلفًا!.
ـ النوع الثاني، يمثّله الشعراء الذين لا يقولون جديدًا!. يكتفون بدوزنة أوتار الكلمات، ويتغنون ببحّة طيّبة، بسيطة، لا تريد الذهاب لأكثر مما هي فيه وعليه، يحكون حكايات عادية، بنظرة ليس فيها من الجديد شيء ولا تبحث عن جديد أصلًا!. فقط تشعر أنّ أصحابها طربوا لما قالوا، طربوا وارتاحوا!. هؤلاء الشعراء العاديون جدًّا، والذين يعرفون أنهم كذلك، ولا يريدون غير ذلك، بل لا يحسبون أن الشعر شيء غير ذلك أصلًا!. هو بالنسبة لهم ليس أكثر من استقامة وزن وملاحقة قافية، يُجمّلون به حكايات مجالسهم لا أكثر، ليتهم يعرفون كم أطرب وكم أتشوّق إليهم، وكم أتمنّى اليوم ممن سبق لي أن التقيت منهم في زمن سابق، وقسوتُ عليهم بآراء مُتَنَطِّعة، قبول اعتذاري!.
لن أحدد هنا أشياء وأترك أشياء فـ المقال معروف من عنوانه ,
لكم أيها الأحبة هنا وأكثر من الإعتذار الحُب
الله عليك يافهد
خالد صالح الحربي
11-14-2018, 07:39 PM
في زمن سابق، كنتُ قاسيًا في الحكم على الشعراء، تَلَا ذلك الزمن، زمن صرت فيه أقل قسوة، مُهادنًا على نحو لا يطيب لي، محتفظًا بغضب داخلي، وملامات نقدية أحاول تجنّبها قدر الإمكان، فإنْ لم أقدر تحايلتُ بمراوغات لفظية، يُفرحني من الداخل فشلها في تحقيق مبتغاها المصنوعة لأجله!.
ـ منذ سنوات قليلة فقط أشعر أنني انتقلت إلى مرحلة جديدة، صرتُ شديد التعاطف مع كل من يكتب شعرًا!. مُحبًّا على نحو خاص، لنوعين من الشعراء، قادرًا على تلمّس البهاء في نتاجهم:
ـ النوع الأول، وهو النوع الذي ظللت مغرمًا بنتاجه عمري كله، من يكتبون المغاير، من يستفزون بصيرة المشاعر للنظر من زوايا جديدة، أولئك الذين يتّسع الفضاء بمشاغباتهم لكل منهم قاموسه ورِتْمه، بعضهم يتفوّق على بعض بثراء واضح وتمكّنات جليّة، لكنني أحبهم جميعًا بالقدْر نفسه، فحتى أولئك الذين لا يمتلكون مخزونًا لغويًّا هائلًا، ويكتفون دائمًا بما سبق لديهم من كلمات، تسحبهم إلى ذات المواضيع التي طرقوها سابقًا، أقول: حتى أولئك، يمتلكون، فيما إذا كانوا من الصنف العبقري نفسه، مدهشات!. يُبْهرون روحي بقدرتهم على التقاط زوايا جديدة، زوايا أكثر عظمةً من كونها جديدة، زوايا تكاد تكون غير موجودة قبل حضور ترنيماتهم المذهلة، كأنّ المسألة تتخطى حدود الانتباه وفطنة الالتفاتة، إلى الإيجاد!.
ـ بل إنني،أحيانًا، أبدو أكثر ميْلًا إلى هؤلاء الذين لم ينشغلوا أبدًا بزيادة مخزوني من المفردات الجديدة، يزيد افتتاني بهم، كيف يقدرون دائمًا على استخدام مفاتيح أبواب قديمة لفتح أبواب جديدة، أبواب لم تُوجَد إلا بسبب مرورهم!.
ـ هذا الصنف من النوابغ قد لا يكونون شعراء بالضرورة، بعضهم كتّاب زوايا صحفية، بعضهم روائيون ومسرحيون وكتّاب قصّة، بعضهم نُقّاد، بعضهم مُغرِّدون، وبعضهم حكّائيون في شبكات التواصل، أو ضيوف عابرون في جلسات عابرة!. لا أُتعب نفسي بتصنيفهم، أسمّيهم شعراء، ويصحّح لي قلبي فأسميهم: شعرائي!. هم كذلك طالما أنهم يمتلكون القدرة على أخذي من يدي إلى أبواب وشبابيك وزوايا جديدة، تزيد من فطنتي وذكائي!. بل إنهم أحيانًا، لا يتحركون بي خطوة واحدة، يبقونني مكاني، يأتون هم إليّ، ودون أن يُخطِّئوني، يهتفون بعيون طفولية بريئة، مشيرين بأصابعهم إلى المشهد نفسه الذي كنت أنظر إليه، كاشفين لي جهلي، وضعف نظري، هادمين جدار مَلَلِي مما رأيت، رافعين عن كاهلي ثقل ما ظننته خبرات سابقة كافية لتقييدي بأحكام نهائية سبق لي إصدارها والركون إليها!. بسبب من هؤلاء، لم يعد الشعر بالنسبة لي وزنًا وقافيةً، اتّسع كثيرًا، صارت لُقياهُ ممكنةً في دروب غير دروبه المُتَّفق عليها سلفًا!.
ـ النوع الثاني، يمثّله الشعراء الذين لا يقولون جديدًا!. يكتفون بدوزنة أوتار الكلمات، ويتغنون ببحّة طيّبة، بسيطة، لا تريد الذهاب لأكثر مما هي فيه وعليه، يحكون حكايات عادية، بنظرة ليس فيها من الجديد شيء ولا تبحث عن جديد أصلًا!. فقط تشعر أنّ أصحابها طربوا لما قالوا، طربوا وارتاحوا!. هؤلاء الشعراء العاديون جدًّا، والذين يعرفون أنهم كذلك، ولا يريدون غير ذلك، بل لا يحسبون أن الشعر شيء غير ذلك أصلًا!. هو بالنسبة لهم ليس أكثر من استقامة وزن وملاحقة قافية، يُجمّلون به حكايات مجالسهم لا أكثر، ليتهم يعرفون كم أطرب وكم أتشوّق إليهم، وكم أتمنّى اليوم ممن سبق لي أن التقيت منهم في زمن سابق، وقسوتُ عليهم بآراء مُتَنَطِّعة، قبول اعتذاري!.
لن أحدد هنا أشياء وأترك أشياء فـ المقال معروف من عنوانه ,
لكم أيها الأحبة هنا وأكثر من الإعتذار الحُب
الله عليك يافهد
:
هذه الكتابة ليست إلا محاولة عزاء
من فهد عافت .. في " فهد عافت ".
🌹
عبدالله عليان
11-16-2018, 12:49 AM
:
هذه الكتابة ليست إلا محاولة عزاء
من فهد عافت .. في " فهد عافت ".
🌹
الحديث عن فهد عافت .. يطول
لكن هنا :
كلامك من زاوية ربما .. لكني أخذتها من زاوية ثانية وفي ظني هي الأهم والله أعلم !
شكرا لك أ خالد صالح الحربي ولـ وراف كرمك ,
ومداخلتك العزيزة لها تقدير كبير وتأثير في قلب أخيك
شكراً كبيرة لك جداً
الله عليك
عبدالله عليان
11-18-2018, 08:50 AM
ـ القراءة كتابة على الكتابة!. فيها يتم صَبّ كل قراءة سابقة وخبرات سابقة على النّص الجديد، يحدث ذلك بترصّد أحيانًا، ويحدث دائمًا بتلقائيّة ودون قصد. في الحالتين يحدث رغمًا عنّا. لا يمكن وجود قراءة بمعزل عن سوابق!. أقلّ الأقلّ: لا يمكنك القراءة، في عدم حضور علاقة سابقة بالكلمات نفسها.
ـ القارئ مرتبط بحبل سرّي مع اللغة، مع الحروف التي تشكل الكلمة، منذ لحظة سماعه للحرف أول مرّة، يتبعه تهجّيه، تعلّمه لكتابته في المدرسة، حيث يبدأ بمعرفة شكله وموقعه، ويقيم علاقة ما، قد لا يتبيّنها، مع رسمه وهيئته، بعد ذلك، تتناسل كل المرّات التي استخدم فيها هذا الحرف في قول أو كتابة أو سماع أو مشاهدة كلمة أو جملة، الحكايات والأفلام والأغاني والكتب والناس وعلامات الطرق، والسابقات كلها، تتداخل، ولأنها كثيرة، كثيرة جدًّا، ولأنها تزدحم في مكان ضيّق، حيث الحرف من جديد في كلمة من جديد، فإنه من المستحيل تقريبًا، ملاحظة كل ما سبق بالعين المجرّدة أو بالوعي المباشر، فقد تم انقباض وانكماش وتقليص مساحة إلى أصغر مما يمكن تخيّله أو ملاحقة أثَرِه، تمامًا مثل أن ترى الأرض من مكان بعيد جدًّا، من نجمة صغيرة في السماء، لحظتها لن ترى حتى بالمُكَبِّرات غير نقطة صغيرة، لكن وبما أنك كنت على الأرض، منها وفيها، فلسوف تتداعى أمامك لحظات ومفاهيم وأفكار وذكريات وخيالات وأشياء أُخَر، تُسهم حتمًا في تعريفك لهذه النقطة، وشعورك بها وتجاهها، غير ذلك التعريف وتلك المشاعر التي هي لسكّان الكوكب في النجم البعيد الذي تروننا جميعًا من عنده لحظتها!.
ـ قد تبدو المسألة مُعقّدة بالنسبة للحرف في الكلمة، لكنها ستبدو أيسر للفهم حين نفكر بالكلمة نفسها، وهي ستبدو أوضح بكثير حين نفكّر بالجملة، فالجملة المُعادة بحذافيرها وأحافيرها، لا بد لها من أن تعيدك إلى شيء ما، وجه قائلها أول مرّة، أو أطيب بحّة صوت لقائلٍ بها، أو ذكرى لك مع قراءتها أو سماعها أو النطق بها في لحظة ما، وعليه تتشكل علاقتك الوجدانية بها!.
ـ والمشاعر تغمز للعقل مغريةً إيّاه للمشي في دروب معيّنة، ما يمكن معه القول إنّ جزءًا كبيرًا من مفاهيمنا، شكّلته الوجدانيات أو أسهمت في توسيعه أو تضييقه!. في ودِّياته أو ضدّياته!.
ـ وجه آخر يؤكّد أنّ القراءة: كتابة على الكتابة، لا يتعلق الأمر هذه المرّة بالسوابق، بل بالحواضِر!. يحتفل العالم بيوم العازب، وأرتِّب مكتبتي، لا علاقة واضحة بين الأمرين!، يقع بين يدي كتاب جماليات المكان لغاستون باشلار، أعيد تصفّحه، وقراءة تخطيطاتي السابقة عليه. أقرأ: "المسافة، تخلق منمنمات في كل النقاط التي على الأفق، والحالِم، في مواجهته لمَشاهِد الطبيعة عن بعد، يلتقط هذه المنمنمات وكأنها أعشاش للوحدة، أعشاش يحلم بالعيش فيها"!. تكاد كلمة العازب تحل محل كلمة الحالِم!. فأستدل على معنى جديد لحريّة العزوبية وقيود الزواج، مع أن باشلار كان يتحدث عن شيء آخر بعيد "تمامًا"!.
ـ القراءة لا تجعل من شيء ما بعيدًا "تمامًا" أبدًا!. هي ضدّ "التّمام". وحدهم الذين لا يقرؤون يمكنهم الوصول إلى وهم الكمال والتَّمام!.
........
ماطرحه فهد عافت هنا في هذا المقال يؤكد ما تحدثنا به سابقاً حول القراءة النقدية وهو :
( وهناك ..
قاعدة هي مفتاح قراءة كل عمل أدبي
أن المبدع مهما كان وأياً كان !!
لا يمكن أن يُوجد من عدم !
الله وحده القادر فقط جلا جلاله ,
وهذه قاعدة أبدية !!
لا تُنسى . )
والله أعلم .
خالد صالح الحربي
11-18-2018, 08:57 AM
:
رائع ورائع جدّا ؛ فهد عندما يتجلّى يكتب كما لا يكتب أحدٌ آخر.
ولكن عندما يكتب لكي يملأ زوايته وقد ضايقه الوقت يكتب أي كلام.
علمًا أن " أي كلام " فهد ليست كأي كلام الآخرين.
يميّز ذلك قرّاؤه الذين رافقوه منذ أكثر من 25 سنة.
مثل كتابته هذا اليوم يفترض أن تُدرّس .
عبدالله عليان
11-22-2018, 05:27 AM
:
رائع ورائع جدّا ؛ فهد عندما يتجلّى يكتب كما لا يكتب أحدٌ آخر.
ولكن عندما يكتب لكي يملأ زوايته وقد ضايقه الوقت يكتب أي كلام.
علمًا أن " أي كلام " فهد ليست كأي كلام الآخرين.
يميّز ذلك قرّاؤه الذين رافقوه منذ أكثر من 25 سنة.
مثل كتابته هذا اليوم يفترض أن تُدرّس .
شكرا لمداخلتك أستاذي خالد صالح الحربي
المورقة دائما والوارفة الظلال ،
وكما تفضلت عن فهد هو كذلك
وكما من الواجب على الذين أتو بعد فهد
عليهم أن يتجاوزوه او ان يحاولوا ذلك
حتى ينجحوا وانا على يقين بأنه يتمنى ذلك
ونحن كذلك .
ولك وافر الشكر والإمتنان .
عبدالله عليان
11-25-2018, 09:10 PM
كانت أيامًا رائعة!
يقول لي: "لولا الأغاني ما كان فيه بدر بن عبدالمحسن"!. وأقول له: "حبيبي، لولا بدر بن عبدالمحسن ما كان فيه أغاني"!.
ـ يقول لي: بدر بن عبدالمحسن يشتري الشعر!. وأقول له: نعم، هذا صحيح، اشتراه بدمه وأعصابه وفكره وسنين عمره!. يقول: أنا أتكلم جد!. وأقول: وأنا أتكلم "جدّين"!. الفرق أنك تكذب أو تتهم دون دليل، بينما أتكلم ولديّ الدليل، دليلي حاضر في غياب هذا الذي يكتب للبدر!. الشراء يُلزِم بحضور بائع!، وبما أنه لا يُوجد أحد أصلًا يكتب بمستوى بدر بن عبدالمحسن، ولا قريبًا منه، فالبائع غير موجود أصلًا!.
ـ قريبًا من البدر وبعيدًا عنه، يمكن للحديث أن يتمدد: نعم، كنا نحن الشعراء الشعبيين نغتاظ من كثرة الشعراء أصحاب الوجاهة، ومن الأمراء تحديدًا!. جاه ووسامة وشباب، ما شاء الله، حسنًا ما الذي بقي لسليمان المانع ومساعد الرشيدي ولي، الشعر؟!. ها هم اقتحموه و.."رحنا فيها"!.
ـ أظن أننا من الداخل، كان يسعدنا "وإنْ أنكرنا" سوء نتاج عدد لا بأس منهم!. وبحجّة الدفاع عن الشعر كانت ممازحاتنا قاسية، وينقصها الإنصاف!.
ـ وجاء عبدالرحمن بن مساعد وورّطنا بجماهيرية وامتلاك عجائبي للمسرح!.*
ـ لم يسلم من مشاكسات، لكنه راح يقتحم، وينال شهرة على مستوى الوطن العربي، كانت الورطة في أن عبدالرحمن بن مساعد تناول مواضيعنا نحن، مواضيعنا التي لم تكن تشغل بال بقية الشعراء الأمراء وأصحاب الوجاهة إلا فيما ندر!. هذا الـ "ما ندر" كان تخصص عبدالرحمن بن مساعد!.
ـ لم يكن وسيمًا جدًّا على أية حال مما خفف حنقنا!، وكان إنسانيًّا بما يستحق تحبير مقالات طويلة في هذا الشأن؛ ما أرغمنا على محبته!.
ـ وظلّ خالد الفيصل عالمًا آخر، هنيئًا لمن التقاه مِنّا صدفةً، يظل يحكي عن هذا اللقاء سنتين كاملتين وأكثر، وفي كل مرّة يضيف إلى الحكاية أو يُنقص منها، حسب تذكّره أو حسب هواه!.
ـ اليوم، أتذكّر كل هذا، وأحزن على خلوّ ساحة الشعر الشعبي تقريبًا من أصحاب الوجاهة والأمراء الشباب!. وأتدبّر، فيتأكد لي، كم كان وجودهم مهمًّا، داعمًا ومُحفِّزًا. لم يكن الشعر الشعبي "ولا أظنه سيكون" في الخليج العربي حالة أدبية خالصة، إنه حالة اجتماعية أيضًا!. كانت أيامًا رائعة!.
........
احسست بأن هذا المقال ..
يهمنا ك قراء و متابعين من جهة ولا يهمنا من جهة
لذلك هو هنا وكل واحد - ومثل ماقال أحمد بدير -
( مش كل واحد وعلامه )
عبدالله عليان
11-27-2018, 11:45 PM
يمكنك اختيار ملابس معيّنة لرحلات السفر، ولن تتضايق كثيرًا فيما لو اكتشفت أنك أخطأت الاختيار. بأي حال من الأحوال لن يكون في مجال هذا الضيق أن يصعد بنفسه ليستحق المُقارنة مع ذلك الضيق، والكدر الحقيقي، الذي قد يتسبب به سوء اختيارك للكُتُب التي قررت أخذها معك في الرحلة ومرافقتها في السفر!.
ـ أهل الخبرة من قرّاء الكتب يعرفون ذلك جيّدًا، النصيحة للقرّاء الجدد: في السفر، لا تأخذ معك إلا تلك الكتب التي تتمنّى قراءتها فعلًا، الكتب التي ما إن اقتنيتها حتى تمنّيت، بشغف حقيقي، أن يُتاح لك وقت للانفراد بصحبتها!.
ـ القراءة في السفر، وبالطبع أعني السفر للسياحة والترفيه، تتطلّب كتبًا خاصة، أخصّ ما فيها جاذبيّتها بالنسبة لك، لا شهرتها، ولا فخامة أسماء كتّابها، ولا حتى قيمتها التي "أدوشتك" الصحافة بها، وحكى لك عنها الأصدقاء الثقاة!.
ـ كيف تعرف ذلك؟. بأمرين: أولهما حدسك!. من العنوان من حجم الكتاب من بنط الحروف من طبيعة الموضوع من اسم الكاتب، من أي شيء!، هناك دائمًا شيء ظاهر أو خفيّ "والخفيّ أصدق من الظاهر"!، يجذبك نحو كتاب معيّن، وأنت وحدك أدرى بمعرفة طاقة الجذب هذه، هذه هي كتبك دائمًا، وفي السفر تحديدًا!.
ـ الأمر الثاني يتمثّل في الوفرة!. إن كنت ترى أنّ السفرة قصيرة، أسبوع مثلًا، وأنّ كتابين فقط يكفيان، خذ خمسة كتب، فأنت لا تدري عن تقلّب مزاجك وهواك، ثمّ إنه من الممكن أن تكون قد خُدِعت بالأسماء والعناوين والحجم وغيرها مما تكوَّنَتْ بأَثِرٍ منها مشاعرك وتشكّل حدسك!.
ـ اختر الكتب التي تُراهن بعقلك وقلبك وذوقك وإحساسك وكل ما فيك، على أنها قادرة على منافسة الطبيعة الخلابة وأجواء الترفيه، وكسب الرهان!. اختر الكتب التي ترى ببصرك وبصيرتك أنها تستحق اقتسام الوقت مع كل مغريات السفر الأُخرى!.
ـ محب القراءة يضجر من الأماكن كلها في غياب الكتاب الممتع!. وقد يستمتع بشكل لا مثيل له في هذه الأماكن الطيبة، متعة مُضاعَفة، لمجرّد أنّ كتبًا جيّدة في غرفته، حتى لو لم يقرأ سطرًا واحدًا منها: وجودها بالقرب منه، وشعوره أنه يمكنه السفر فيها متى شاء، هذا يكفي!.
ـ طبعًا، الأمور لا تحتاج إلى كل هذا الحرص في الأماكن التي تعرف أنّ بها وفرة من المكتبات!.
عبدالله عليان
12-03-2018, 01:20 PM
أكرهُ الكتب المغلّفة ببلاستيك يمنع من تصفّح الكتاب!.
ـ ملامسة الكتاب، وتقليب صفحاته، ذلك التقليب السريع الذي يتحوّل فيه الكتاب، للحظة، إلى طائر يرفرف بجناحين: جناح أوراق الكتاب في اليد، وجناحٍ آخر، خفيّ، في القلب!. حق للقارئ، حتى إن لم يُوجبه قانون رسمي!. حرمان القارئ من متعة اللقاء الأوّل هذه جريمة، حتى لو لم يُعاقِب عليها القانون!.
ـ لو أُرجِع الأمر لي لاعتبرت ذلك اعتداءً على حقوق القارئ، وتطاولًا على حرّيّته!. لكن وبما أنه ليس لي من الأمر شيء، أكتفي بالوصف: ذلك شنيع ومقزِّز!.
ـ من حقّ القارئ ملامسة الأوراق، شَمُّ رائحتها، تقليب الكتاب، مراجعة الفهرس، بل قراءة ما يزيد على عشر صفحات جالسًا!. أرى بضميري أنه من حق القارئ، طالما كان واقفًا، قراءة ما يشاء وما يرى أنه يكفيه من صفحات الكتاب، حتى لو قرأه كلّه!. ربما لذلك أتفهّم وأعذر كل من يرفض منح أمثالي صلاحيات بهذا الخصوص!.
ـ في الأسواق، يتراكضون نحونا، أولئك الذين يبيعون العطور، يطلبون فقط السماح لهم برشّ حفنة من الطيب، نجرّبها وتجرّبنا!، لنقرر فيما بعد ما إذا كنا سنتوقف للشراء أو نمضي في طريقنا مبتسمين لشعورنا بخديعة طفولية عطّرت الثياب!.
ـ أغلفة الكُتب قواريرها!. والكتاب لا يجب أن يكون ميدانًا لخداع تسويقي، متبجّح الرغبة في الربح المادي!. وليته يعامل معاملة العطر!.
ـ يمكنني تخيّل جمال المشهد: ينتقي قارئ كتابًا من الرّف، لا يجده مغلقًا ببلاستيك يُشين إلى القراءة ويهين روحها. وبينما هو يقلّب أوراقه، يتفضّل عليه بائع الكتب بعرضٍ كريم، أنْ يقرأ عليه صفحات منتقاة من الكتاب نفسه!.
ـ ظللتُ على الدوام أحلم بأن أكون صاحب مكتبة في السوق، أبيع وأحكي للناس عن الكتب، وكان من ضمن مقترحات الخيال، أن أملأ رفّين من الكتب، وأخصّهما بملاحظة مكتوبة بخط واضح: يُسمح لمن لا يجد ثمنًا لأي هنا، أخذ الكتاب دون أن يُخبر أحدًا، والمكتبة تعتبر ذلك حقًّا، لا سرقة ولا هديّة!.
ـ كنّا في أوّل العُمر، نحوم حوله، وكان أستاذنا سليمان الفليّح يقول لنا: ثلاث سرقات مُباحة يا “أوباش”: الكتاب، والشريط، و
-----------
أبو عبدالعزيز :
لا لتشفير الكتب
لا لتكميم الأفواه و تكبيل الأيادي
هكذا فهمتك وهناك أشياء أبعد ..
شكرا لك
عبدالله عليان
12-11-2018, 12:41 AM
بدءًا، عليّ القول إنّ عنوان هذه المقالة، تم التقاطه من عبارة لغاليانو. فجأة استوقفتني الكلمات الثلاث، ولأنني أمتلك فعليًّا دفاتر صغيرة وأوراقًا متناثرة، أخربش عليها بعض أفكار، وملاحظات، وأشياء متنافرة أخرى، فصحى وعاميّة، قررت بتحفيز من الكلمات الثلاث تقليب تلك الأوراق، وتحبير مقالة:
ـ مجرّد إحساس وظن، أظن أن كل روائي كان يريد أن يكون شاعرًا، وأن كل شاعر كان يريد في الأصل أن يكون مغنِّيًا، وأنّ المغني كان يريد أن يمثّل، وأن الممثّل لم يكن سيجرّب تلبّس شخصيات أخرى فيما لو كان راضيًا عن نفسه أو وضعه!.
ـ الموسيقى أكثر الفنون كمالًا، ليس لأنها معنى ذاتها فحسب، والتعبير لهيغل، لكن أيضًا لأنّ الحديث عنها لا يكفي، لا بدّ من حضورها!.
ـ كم عدد الذين يتشككون بصحّة هذا التعريف: "الإنسان هو الكائن العاقل الوحيد على كوكب الأرض"؟. الأكيد أنّهم زادوا واحدًا!. لا أناقش مسألة أنه الوحيد، أنا أشك في أنه عاقل أصلًا!.
ـ أظن أنّ الإنسان لم يرتح لعقله مُنذ خُلِق!.
ـ الإنسان هو الكائن الوحيد القابل لأن يكون فنانًا على هذا الكوكب!.
ـ الشعر هذا عجيب!. هو ليس القافية ولا الوزن، لكنه أيضًا وفي نفس اللحظة هُما!.
ـ الموضوع كمعلومات وزوايا ومحاور: مهم ورائع، ورأيي: لو أنك طرحته شفاهيًّا، وليس كتابيًّا لكان أكثر تشويقًا وبالتالي أكثر تأثيرًا.
بالنسبة لي كقارئ لا أجد سحر الفن الكتابي فيما قرأت. رغم وضوح النبوغ في التقاط الأفكار، وزخم المعلومات، لكنها تحضر كتابيًّا بشكل مباشر "تقريري بحت"، دون فتنة مجازية تتطلبها الكتابة كفن منعزل عن الأفكار والمعاني!. "لا أدري لمن كتبت هذا الرّد"!.
ـ الشك والغيرة مع الحب، لكنهما ليسا منه!.
ـ نظامنا التعليمي، طريقة تلقيننا، كلاهما يركز على مستويات التفكير الدنيا، والتي ذكرها بلوم وهي مستويات المعرفة والحفظ والتذكر، صرنا نجتر أمورنا عن طريق الذاكرة، والذاكرة لم تكن يوماً عقلاً ولن تفكّر!، الذاكرة هي فقط مستودع لمنتجات ومخرجات العقل!، لا تعلّم الطفل المعلومة، لا تعطه المعلومة، علّمه كيف يتعلّم!.
ـ أحد أهم أسئلة النقد الفني، التي لم يتم الاتفاق على جواب واحد حولها: أين تكمن "قيمة" العمل الفنّي، ورغم أنه لا يبدو ظهور أكثر من خَيارَين إلا أن الانحياز لأي منهما، انحيازاً تاماً، يحقق إقصاءً للآخَر، لم يتحقق بعد لضمير نقدي حي وسليم!، هل "قيمة" الفن كامنة فيه نفسه، أم أنها نتيجة تأثيره في الناس ومدى استجابتهم له؟!
ـ "الله اللي عطا المفتاح ابن شيبه.
جاد، واعطاك من قلبي مفاتيحه"!.
............
ليس لديّ أي تعليق
شكرا لك .
عبدالله عليان
12-17-2018, 12:46 PM
نعم، هناك سبب حزين، ومؤسِف، للانغماس في الكتب، ولاتخاذ القراءة نهجًا ووسيلة حياة!. ليست الأمور طيبة دائمًا، وقد تكون صحبة الكُتب نتيجة أمراض وعُقَد نفسيّة!. يتبادر، أول ما يتبادر، الغطرسة وحبّ التظاهر بالثقافة ممّا يأمل معه المريض الظّفَر بواجهة أو وجاهة!. ومع صحّة هذه العِلّة، إلّا أنها ليست ما أريد الإشارة إليه هنا اليوم.
ـ ما أريد الإشارة إليه هو أنّ القراءة، وأحد أسباب الانكباب على الكتب، إنما هو ناتج من خيبة أملنا في الناس، وانعدام ثقتنا بكثير ممّن نعرف ونُعايش منهم!. خيبة وانعدام مَرَضِيِّيْن!، أي بما يتخطّى الحالة الطبيعية والمُقنعة والحاكمة بإنصاف على الآخرين، وبالتالي على أنفسنا، وعلى الحياة كلها!. مثل هذه النوعية من القراء خطر على الناس، وأكثر خطرًا على الكُتّاب، وأشد خطرًا على أنفسها!.
ـ خطر على الناس لأنها لا تجيد ولا تريد معرفتهم!، دخلت عوالم الكتب نتيجة اتخاذها موقفًا منهم، موقفًا فيه من راعبات السّلبيّة ما يكفي لهلوسات انتقام محلوم بها، بتقطّعٍ أو على الدوام!.
ـ وخطر على الكُتَّاب من زاويتين، الأولى تخص الكتابة نفسها، خاصةً الكتابة الأدبية الجماليّة، ذلك أنّ هذه النوعية من القراء لا تقرأ، حقيقةً، لاكتساب الأفكار وتجريبها وتأمّلها بما يُسهم في حضّ أفكار أخرى على التّدفّق!، كما أنها لا تقرأ للمُتعة!، إنما تقرأ للهروب من شيء أو من كل شيء!. تبحث عن مُخَدِّر لا عن مُحَفِّز!.
ـ وفي المجتمعات التي يكثر بها مثل هؤلاء القُرّاء المرضى، تتم خديعة ما، أو تتم استجابة الكُتّاب لإغراءات شهرة وانتشار صعبة المقاومة، فيتم إصدار مؤلّفات كثيرة، وأعمال عديدة، كتب وقصائد ومقالات ومسرحيات وأغاني ومسلسلات وأفلام وبرامج تلفزيونية ولوحات رسم، تدغدغ مثل هذه المشاعر وتلعب على أوتار قلوب أصحابها، مما لا يثمر إلا فنونًا دعائية رديئة!.
ـ زاوية الخطر الثانية تخص الكُتّاب أنفسهم، تخصّهم كأشخاص، وبالذات أولئك الكُتّاب الذين استجابوا لإغراءات الشهرة والانتشار!، وكأنّ الفن الحقيقي ينتقم لنفسه!، ذلك لأنّ هذه النوعية من الكتّاب والفنانين وبما أنها تحب الشهرة، وبما أنها حققتها، فإنها تريد الاستمتاع بها!، إذن لا بد من مخالطة الناس ومُجالسة المعحبين!، لكن ولأن المعجبين من النوعية التي لجأت إلى الكتب لاتخاذها موقفًا سلبيًا وإصدارها حكمًا جائرًا على من تعرف من الناس، فإن ما يحدث في مثل هذه اللقاءات هو أن الكتّاب انزلقوا وصاروا من الناس فعلًا!، وبالتالي: ما أن تنفضّ الجلسة حتى يُصدر هؤلاء القراء أحكامًا جائرة على شخص الكاتب!.
ـ أشهر قارئتين على الإطلاق، خرجتا من الكتب نفسها، أي من خيال الكُتّاب، وهما مدام بوفاري وآنا كارينينا!. بطلة فلوبير وكذلك بطلة توليستوي، ظلّت تقرأ طوال الرواية التي تُقرأ عنها، وفي النهاية، ابتلعت واحدة السُّم، بينما رَمَت الثانية بنفسها من القطار!. لم يؤثِّر كتاب واحد مما تمت قراءته في تغيير فكر أي من السيدتين!، ذلك أنه ليس فيهما من قرأت لغير الهروب من واقعها إلى عالم آخر!. ليس أدلّ من هذا خطرًا على نفوس هذه النوعية من القرّاء!.
عبدالله عليان
12-20-2018, 07:10 AM
.. رسالة من صديق: “الله يا فهد.. يا رفيق القلب والدرب من “مقهى الجمرة” في العليا.. من: “إذا ما اشتقت في الغربه.. قل الذكرى طحين الوقت واخبز من تبي قربه”.. إلى الجنادرية وأوبريت الوطن”!.
كان من الواضح أنه يريد أن يقول ما هو أكثر، ومنعه الحياء!. غير أن المحبة لم تمنعه من تذكيري بما مرّ وما استقرّ!.
ـ اليوم هو أحد أكثر أيامي سعادةً وفخرًا، وصعوبةً أيضًا!. وكأنه لم يسبق لي قبل اليوم أن سمعت أو فهمت معنى: تكليف وتشريف، يُعجنان ببعضهما عجنًا!. وأنتظر المساء بصبرٍ ممتلئ!.
ـ بدأت الحكاية من اتصال كريم من الموسيقار طلال، كانت الكلمات مختصرة حاسمة عظيمة اللطف والكرم: “أمامنا عمل وطني كبير، وثقتي بالله ثم بك كبيرة”!. أعادتني المكالمة للحلم والسهر!. خاصةً وأن مكالمة أُخرى من الموسيقار الكبير لحقت بالأولى، كانت هذه المرّة لشرح فكرة الأوبريت ولتحديد رسالة العمل، ظلّت الكلمات مختصرة، واضحة وجليّة على اتساع الحلم والأُفق، غير أنني تعمدت الإطالة هذه المرّة، عرفت فيما بعد أنني كنتُ مُحقًّا لأنني صرتُ سعيدًا!.
ـ في هذه المكالمة، ومكالمات أخرى تبعتها، فُتح لي المجال لأتعرف على شخصية موسيقيّة نادرة، ثريّة الأفق والفهم والقدرة على قيادة مجموعة عملها باستثنائية حقيقيّة!.
ـ الفكرة، تداعيات الأوبريت في مقاطعه، الترتيب من البدء حتى الخاتمة، بل وحتى أوزان المقاطع الشعرية، الزمن المناسب للانتقال من لوحة إلى لوحة، مدّة الأوبريت زمنيًّا بدقّة، الحذف.. الإضافة.. الاختصار.. الدمج..،
كل ذلك وأكثر، يُردُّ الفضل فيه إلى الله سبحانه وتعالى ثم إلى بطل العمل الحقيقي الموسيقار طلال، الذي لقيت منه وفيه وعنده من المشاركة والمساعدة عجائب شتّى، كم كان عظيم التشجيع والمؤازرة، رقيق ودقيق الملاحظة والتنبيهات!. ياما حلمتُ بالتعامل مع ملحّن بهذه الدرجة من النباهة ومن الانغماس في عمله، وقد تحقق لي ذلك بما لا يُصدّق من الفعالية مع الموسيقار طلال!.
ـ وحين يتعلق الأمر بعمل وطني، فإن التقصير حاصل لا محالة. إن لقيتم في أوبريت الجنادرية هذه الليلة قصورًا، فأنا أحد المقصّرين وربما أكثرهم، وإن لقيتم ما ترونه جميلًا وممتعًا وهادفًا، وهذا ما أتمناه، فأنا لم أكن إلا عنصرًا صغيرًا من عناصر العمل الذي أرجو أن ينال استحسانكم، وأختم بما قاله لي الموسيقار طلال قبل أيام: “أردنا أن نرد لوطننا شيئًا من جمائله، ومهما كان هذا الشيء قليلًا، فقد عملنا عليه بكل ما أوتينا من وقت وطاقة، والله الموفِّق”!. الله الموفِّق.
.......
بالتوفيق شاعرنا
والشكر لكل من أدخل السعادة على قلبك
التي هي بالنهاية سعادة محبيك : سعادتنا
والشكر لك .
وانا كلي ثقة ..
بعملك وشعرك وتميزك حتى بذائقتك
ننتظرك بشغف
الله معك و الله عليك .
عبدالله عليان
12-20-2018, 10:30 PM
من وحّد معزي وطنّا الى الآن
وإلى الأبد في قوة الله وحوله
ماقال أحد دولة ولاقال سلمان
وماقال أحد سلمان ماقال دوله
#الجنادرية_33
عبدالله عليان
12-23-2018, 02:12 PM
تدلل يا وطن «1»: قُبلة!
أول الأمر، وأعلاه شأنًا بالنسبة لي، تشرّفي بمصافحة سيدي ووالدي ومولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. لسلمان مهابة وفي سلمان رحابة، لا تدري أيهما أقدر على فرض هيمنتها، والأكيد أنّ كل ما تكون قد درّبت نفسك عليه، وحفظته لتقوله أو تتصرف على نحوه، يضيع أمام حضرته حفظه الله.
ـ الأكثر تأكيدًا أنني احتجت إلى تقبيل يده، وقد فعلت، كنت أريد تقبيل يد المملكة العربية السعودية، على رؤوس الأشهاد، أريد انحناءة محبة وشكر وعرفان، للوطن العظيم الذي استقبلني ضعيفًا تائهًا فقيرًا، وبفضل الله ثم فضله صرت قويًّا موجودًا وغنيًّا، محاطًا بخيرات ربي وبالسعوديين لا أكاد ألتفت إلا وأجد فزعةً ونخوةً وكرمًا ومعروفًا. والحمد لله الذي مكنني من ذلك.. إنها قبلة على يد مولاي، وهي موصولة ومرسلة إلى جبين كل سعودي..
ـ عليّ الآن أن أشكر كل من أسعده حضوري في حفلنا السنوي البهيج. وكم تصعب صياغة الامتنان بكلمات!. لقد حاولت إيصال رسالة ولا أظنني أفلحت بغير القليل، لكنكم يا أحبة القلب أوصلتم رسائلكم فانتبذَتْ مكانًا من القلب قصيًّا، وأنا رجل أعرف نفسي، يغلبني الدمع سريعًا؛ لذلك انزويت وابتعدت عن الجميع سريعًا، وسجدت لله شكرًا على أن سنين الشعر هذه لم تذهب هدرًا، وأنكم كنتم تستحقون أكثر وأكثر..
ـ نعم، لقد تعمّدت أن تكون الكلمات بسيطة، وسهلة، أردتها هذه المرّة للجميع، وليس للشعراء فقط!. أردتها لأمّي وأولادي وزوجتي، لأهلي وجيراني وأصدقاء عمري، لو كان الأمر بيدي، أو لو كان ممكنًا، لأخذت رأيكم فيها واحدًا واحدًا، نساءً ورجالًا، ولحذفت وأضفت حسب هوى ورغبة كل سعودي وسعودية، ولمّا لم يكن الأمر ممكنًا، فقد تخيّلت قدر استطاعتي هذا الأمر، رسمت وجوه أحبة كثيرين، مستثنيًا أهل الشعر قدر الإمكان!، وكتبت ما كتبت!.
ـ بالرغم من ذلك، لم يتم غناء النص الشعري كاملًا، وأتفهم ذلك؛ فالأغنية عمل جماعي، يجمع على الأقل ثلاثة: شاعرًا وملحّنًا ومغنيًا، فما بالك بالأوبريت الذي يجب أن تتوافق فيه أرواح ومفاهيم وأمزجة أكثر من مطرب وعدد هائل من الموسيقيين، وعدد أكثر هولًا من المجاميع المؤديّة على المسرح؟!. وأوبريت الجنادرية تحديدًا ليس كأي أوبريت، فهو مرتبط بمهرجان كبير وضخم وعلى أعلى مستوى، مما يلزم معه أن يكون الموضوع عامًّا وشاملًا، والوقت خاصًّا ومحددًا!؛ لذلك كله أتفهم الحذف والقطع والدمج، وأقبله بترحاب. ولكن..
ـ لدي رغبة في نشر النص الأصلي، وهي رغبة شبه مستحيلة أيضًا!، وسبب الاستحالة أنني كتبت الكثير، وأجرينا تغييرات عديدة أولية، بعلم مني وموافقة واقتناع، هذه المقاطع يصعب الآن نشرها على أنها من أصل الأوبريت المتفق عليه؛ لذلك سأكتفي بنشر ما كان مقررًا، ومعمولًا على غنائه، ثم ولكل الظروف التي سبق ذكرها لم نتمكن كمجموعة عمل من الخروج به كما هو في الأصل!.
ـ نلتقي بإذن الله.. حفظكم الله يا أحبة..
.......
أتفهمك
شكرا لا اكثر لك .
عبدالله عليان
12-24-2018, 07:07 AM
هذي بلاد الأمن والخير والحب..
فخر العرب، فيها الليالي تباهى
هات الحكي يسري من القلب للقلب..
واقرا من كتاب المكارم ضياها:
حقيقتك فوق الخيالْ..
ما أكملك.
يا مملكتنا والجمال..
منّك ولك.
ما أكرمك شمس وظلال..
وما أعدلك.
ما أطيبك فعل ومقال..
وما أنبلك.
ما أصعب حدودك منال..
من يوصلك؟!.
وما أطيب الرزق الحلال..
من منهلك.
ما فاح من طيب الدِّلْال..
يتهيّلك!.
و ما زان من فعل الرجال..
يستاهلك.
انتي إجابات السؤال..
لمن يسألك.
وانتي الوسط والاعتدال..
من يجهلك؟!.
تاريخك يهز الجبال..
ومستقبلك:
تهتف له الرؤية تعال..
حنا هلك!.
مليكك الأكرم خصال..
وشعبك مَلِكْ!.
قصّة امجادنا لو تُروى..
رشّت العطر فرض وسِنّه
مهبط الوحي نور، ومَهْوى..
أفئدة طالبين الجنّه
بيت ربي كريم المأوى..
خصّنا به عظيم المِنّه
بْـ.. وادْ ما فيه زرعٍ يُروى..
لكن،.. ويا حلو.. لكنّه:
لا زرعتْ بصحَنْه النجوى..
سال، والكون يعشب منّه!
الدُّعا فيه مَنّ وسلوى..
والحزين يتضاحك سنّه
ومن يقبّل حَجَرْه برجوى..
يبشر بما ضمَرْه وكَنّه
وسعي بين الصفا والمروة..
حظ من جاه واحسن ظنّه
إنما الزاد زاد التقوى..
واطيب الريح ريح الجنّه.
ومثلما التوحيد من مكّة بدا..
قصّة الوحدة بدت بارض المدينة
قصة الجمع المظفّر بالهدى..
وسيرة الرمل المعطّر بالسكينة
ما قِدَر شاعر يوصّفها عدا..
من رزقه الخالق اربعةٍ تعينه:
صفحةٍ من فجر،.. حِبْرٍ من ندى،..
نفحةٍ من عطر،.. وكفوفٍ أمينة:
ريحها مثل اسمها مثل اهلها خير البقاع.
رملها يستاهل يسمى سما لو كان قاع.
لا يزال الكون يتغطرف ضيا لحظة سماع:
"طلع البدر علينا من ثنيات الوداع"!.
عبدالله عليان
12-25-2018, 08:18 AM
من وحّد معزّي وطنّا إلى الآن..
وإلى الأبد في قوّة الله وحوله
تبقى السعوديّة بلد خير واحسان..
ويبقى السعودي رمز: عز.. وبطولة
وهذا الذي لا قلت: “ما مثله انسان”..
ما جبت شي!، إلّا ولا فيه حوله:
ما قال أحد دولة ولا قال سلمان..
وما قال أحد سلمان ما قال دولة!.
طاهر: نظر عين، ويد، وقلب، ولسان..
وظافر: عزوم، ورأي فكر، ورجوله
ولولا أنْ طبعه: يعدل بكلّ ميزان..
وزن الشِّعِر يُكسَرْ قبِل لا يُطوله!
درعه: وفا شعبه، شبابٍ وشيبانْ..
وشرعه: كتاب الله وسنّة رسوله.
والْيا عَقَدْ حبْل العسيرات شيطانْ..
يشرب لها فنجالها.. ومْحَلُولَه!.
(المغني1):
شَدّت العزم حرّه ما تبالي..
مملكتنا.. ويا طيب الجَنا
بيّض الله وجهك يا الليالي..
يوم جبتي محمدها.. لنا!.
(المغني2):
مملكتنا وبسم الله تحمَّدْ..
ربّها.. والمكارم فالها..
تهتف: محمّد.. محمّد.. محمّد..
يوم نادت على خيّالها!.
(المغني1):
البساط أحمدي هات القصايدْ..
أحمدي.. والسحاب محمّدي!
سيدي لو كتبنا بك فرايد..
ما نوفّيك حقّك.. سيّدي!.
(المغني2):
حافظٍ درس أبوه بلا.. تردُّدْ!
إنْ عزَمت.. فْـ توكّل يا عَزُومْ!
فارقٍ مثل: سبّابة تشهُّد!..
لا حَسَبْت الأصابع: روس قوم!.
في المبتدا..
في المنتصف..
وفي الختام:
منّا عليكم يا أهل العوجا.. سلام:
تدلل يا وطن سمعًا وطاعة..
فداك أرواحنا: مَهْر وبضاعة!
ويا حظ القصيد، وطيب فاله..
بمعناه.. ودفاتِرْهْ.. ويَرَاعه
وهو يقرا حكاية: صرح شامخ..
لأبو تركي سنام المجد: قاعه!
فلا صبرٍ جميلٍ مثل صبره..
ولا باعٍ طويلٍ مثل باعه!
ونحكي قصّة المجد المصفّى..
ويحكي غيرنا كذب وإشاعه!
سراها بأربعينٍ من رجاله..
هم أهل المرجلة وأهل الشجاعة
من الحزم القوي والعزم فيهم..
مسير الشهر يُطْوى طَيّ ساعة!
حديهم تقنعه في السِّلْم: كلمة..
وإذا ثار الدَّخَنْ: طَشّ القناعة!
ألا يا طيبهم: قايد.. وجنده..
ألا يا طيبهم: شيخ.. وجماعه!
يضيق بخصمهم واسع فضاها..
وفيهم يكمل الكون اتّساعه!
وعلى ليل الرياض أومى بكفّه..
فكان أول بشايرنا: شعاعه!
وكان أطيب غنايمنا: حضوره..
وكان أعلى بيارقنا: ذراعه!
وغطرف في الرياض الصبح حتى..
غبَطْه البرق من طهر التماعه!
رعاها: عدل.. وإحسان.. وعطايا..
وحماها من هلاك ومن مجاعة!
تبَع في الناس شرع الله وحكمه..
وخذا البيعة عليهم باتّباعه!
وصلى الله على خير البرايا..
رسول الله.. مأمول الشفاعة.
عبدالله عليان
12-26-2018, 08:50 AM
يسألني: دليلك على أننا متأخرون في كرة القدم؟! وأرد: نريد الآن أن نصل إلى أن يعرف اللاعب مكان زميله، أن يحفظه حفظًا، دون حاجة النظر إليه، وهي مسألة تجاوزها اللاعب الأوروبي بشكل واضح، إنهم يعرفون الآن الأماكن التي سيكون فيها بقيّة زملائهم قبل ثانية أو ثانيتين، أو أكثر، من حلولهم في تلك الأماكن!.
هذا يعني أنهم يكادون يقيسون سرعة الكرة قبل أنْ يلمسها زميل أو منافس، وأنهم يقرؤون أفكار الآخرين، فيضيّقون الاحتمالات على الخصم ويوسّعونها على أنفسهم!.
ـ شهر كامل في البحر، قال إنه كان يُخرج رأسه فقط لالتقاط النّفس، صمت قليلًا ثم قال بحسرة جعلت من حرف الهاء ظلالًا ممتدة لكل حرف من حروف الكلمة: يكذبون!. وحين لم نفهم سبب الرحلة ولا الرابط بين الكلمات، سألناه، قال: يكذبون، شهر كامل في البحر، أبحث عن هذا الخير الذي يقولون إنهم يا ما فعلوه ورموه في البحر، لم أجد في البحر ما هو مرميّ من الإنسان ويمكن تسميته خيرًا!.
ـ أتفق، وتتشابه أفكاري مع أفكار السيدة بياتريث غونثالث، التي حين طلبت من الروائي أن يروي لها قصة، نبّهته: “لا يهمّني كم من الأشياء ستختلقها”!.
حين أقرأ قصة أو رواية، الحقيقة عندي هي الجمال والتدفق والأفق والبساطة، أمّا الكذب فهو فقط المُتكلّف والمُمِل ولا شيء آخر.. تقريبًا!.
ـ عن التعصّب الرياضي، والذي هو جزء من كرة القدم تحديدًا، جزء طيّب وناعم ومطلوب، ولم يكن خشنًا ولا مؤذيًا أبدًا قبل السوشال ميديا وعوالمها الافتراضية. كتب الفنان الكبير نبيل الحلفاوي تغريدة، اختصرت كل شيء، واضعًا إصبعه على الجرح مباشرة، ولعلها من المرّات القليلة التي يجتمع فيها الإبداع بالمُباشَرة خبط لصق!،..
ـ عن القبطان نبيل الحلفاوي، أنقل حرفيًّا: “كنا في زمن مضى نستمتع بالتراشق بين الأهلوية والزمالكويّة مهما كانت حدته أو درجة السخرية فيه. كان في معظمه بين أقارب أو أصدقاء أو زملاء دراسة أو عمل.
كان لنا إذن سقف من المحبة.. سقف القرابة أو الصداقة أو الزمالة.
وجاء عصر السوشال ميديا فأتاح التراشق بين غرباء بلا سقف يقيهم الكراهية”!.
عبدالله عليان
12-28-2018, 01:26 PM
- يمكن للحب أن يمشي حافيًا، لكن الزواج يريد أحذية!
حمد الدوسري
01-01-2019, 05:28 AM
من وحّد معزّي وطنّا إلى الآن..
وإلى الأبد في قوّة الله وحوله
تبقى السعوديّة بلد خير واحسان..
ويبقى السعودي رمز: عز.. وبطولة
وهذا الذي لا قلت: “ما مثله انسان”..
ما جبت شي!، إلّا ولا فيه حوله:
ما قال أحد دولة ولا قال سلمان..
وما قال أحد سلمان ما قال دولة!.
طاهر: نظر عين، ويد، وقلب، ولسان..
وظافر: عزوم، ورأي فكر، ورجوله
ولولا أنْ طبعه: يعدل بكلّ ميزان..
وزن الشِّعِر يُكسَرْ قبِل لا يُطوله!
درعه: وفا شعبه، شبابٍ وشيبانْ..
وشرعه: كتاب الله وسنّة رسوله.
والْيا عَقَدْ حبْل العسيرات شيطانْ..
يشرب لها فنجالها.. ومْحَلُولَه!.
(المغني1):
شَدّت العزم حرّه ما تبالي..
مملكتنا.. ويا طيب الجَنا
بيّض الله وجهك يا الليالي..
يوم جبتي محمدها.. لنا!.
(المغني2):
مملكتنا وبسم الله تحمَّدْ..
ربّها.. والمكارم فالها..
تهتف: محمّد.. محمّد.. محمّد..
يوم نادت على خيّالها!.
(المغني1):
البساط أحمدي هات القصايدْ..
أحمدي.. والسحاب محمّدي!
سيدي لو كتبنا بك فرايد..
ما نوفّيك حقّك.. سيّدي!.
(المغني2):
حافظٍ درس أبوه بلا.. تردُّدْ!
إنْ عزَمت.. فْـ توكّل يا عَزُومْ!
فارقٍ مثل: سبّابة تشهُّد!..
لا حَسَبْت الأصابع: روس قوم!.
في المبتدا..
في المنتصف..
وفي الختام:
منّا عليكم يا أهل العوجا.. سلام:
تدلل يا وطن سمعًا وطاعة..
فداك أرواحنا: مَهْر وبضاعة!
ويا حظ القصيد، وطيب فاله..
بمعناه.. ودفاتِرْهْ.. ويَرَاعه
وهو يقرا حكاية: صرح شامخ..
لأبو تركي سنام المجد: قاعه!
فلا صبرٍ جميلٍ مثل صبره..
ولا باعٍ طويلٍ مثل باعه!
ونحكي قصّة المجد المصفّى..
ويحكي غيرنا كذب وإشاعه!
سراها بأربعينٍ من رجاله..
هم أهل المرجلة وأهل الشجاعة
من الحزم القوي والعزم فيهم..
مسير الشهر يُطْوى طَيّ ساعة!
حديهم تقنعه في السِّلْم: كلمة..
وإذا ثار الدَّخَنْ: طَشّ القناعة!
ألا يا طيبهم: قايد.. وجنده..
ألا يا طيبهم: شيخ.. وجماعه!
يضيق بخصمهم واسع فضاها..
وفيهم يكمل الكون اتّساعه!
وعلى ليل الرياض أومى بكفّه..
فكان أول بشايرنا: شعاعه!
وكان أطيب غنايمنا: حضوره..
وكان أعلى بيارقنا: ذراعه!
وغطرف في الرياض الصبح حتى..
غبَطْه البرق من طهر التماعه!
رعاها: عدل.. وإحسان.. وعطايا..
وحماها من هلاك ومن مجاعة!
تبَع في الناس شرع الله وحكمه..
وخذا البيعة عليهم باتّباعه!
وصلى الله على خير البرايا..
رسول الله.. مأمول الشفاعة.
ماشاء الله تبارك الله
صح لسانك يابو عليان
وبيض الله وجهك
رايتك بيضا
والله يحميها يارب
عبدالله عليان
01-01-2019, 06:20 AM
ماشاء الله تبارك الله
صح لسانك يابو عليان
وبيض الله وجهك
رايتك بيضا
والله يحميها يارب
أسعدك الله اخي وأستاذي حمد
وصح إلسان شاعرها
ولا خلا ولا عدم هذا الحضور الوارف .
الله عليك
عبدالله عليان
01-02-2019, 07:19 AM
ليصبح شاعرًا، احتاج "ماريو" ثلاثة أمور: شاعر عظيم يقتدي به، ويتعلم منه، وفتاة يعشقها، وأمّ تُمانع هذا الحب، لا تجعله مُيسّرًا، خوفًا على ابنتها من الحب ومن الحبيب ومن الشعر!.
-وصادف أنه كان شابًا، وفقيرًا، متشقق القدمين، ولا يبدو أنه يتمتع بوسامة، ممّا زاد من حظوظه الطيّبة في أن يكتب الشعر!.
-هكذا أصبح شاعرًا دون أن يكتب قصيدة واحدة!. ذلك أن هناك فرق، أو لنقل مسافة، بين أن يكون المرء شاعرًا وبين أن يكتب شعرًا!.
-لكي يكتب، احتاج مساعدة من معلِّمِه، وقد كان أكثر حظوظه ملاحةً وحُسْنًا، أنّ شاعره القدوة كان "نيرودا"، وأنه قد التقاه فعلًا، وسمع منه مباشرةً، ولم يكتف بقراءته فقط، ذلك أنه كان حتمًا سيجد فتاة يحبّها، وغالبًا سيجد عقبات ما، لكن ليس كل أحد يمكنه مصاحبة نيرودا!. فماذا علّمه نيرودا، وكيف وجّهه؟!.
-لم يقل له الأوزان والقوافي!. لم يطلب منه تعلّمهما!. الحقيقة أنه لم يطلب منه شيئًا بالمرّة، فقط نصحه بتحسس الإيقاع قدر الإمكان، وحتى هذه النصيحة لم يكن محروص عليها، جاءت من البعيد، ووقفت على مسافة بعيدة أيضًا!.
-التوجيه المدوّي كان في أن يدندن ماشيًا، وأن يجمع المجازات والاستعارات ليس إلا!.
-هكذا تعلّم "ماريو" الشعر: المَجازات والاستعارات، وظنّي أنه فيما لو لم تَقصر الممانعة وتضمحل ثم تتلاشى فيتزوّج من محبوبته، لأمكنه كتابة شعر أفضل أو أكثر!.
-رواية "ساعي بريد نيرودا" حَكَتْ ما حدث، وسواء اختلقها "سكارميتا" أم نقلها، فالنتيجة المضيئة واحدة: هذا هو الشعر، وهكذا يُكتب!.
-يمكنني التجاسر، مع الاعتذار سلفًا، وتقديم نصيحة لمحبي الروايات والشعر معًا: فيما قرأت، ثلاث روايات فاتنة تناولت الشعر بعذوبة فاتنة الإدهاش، وبرقّة آسِرة مُحرِّرَة!. وبحِسّ آخر أذكره آخر المقالة!.
-روايات هي بالنسبة لي أهم من عشرات العشرات من الكتب التي حمَلَتْ على عاتقها دراسة الشعر وتبيان مذاهبه وقوانينه ولزوميّاته!.
- " الحياة في مكان آخر" لميلان كونديرا. و " هيّا نشترِ شاعرًا" لأفونسو كروش، و "ساعي بريد نيرودا" لأنطونيو سكارميتا. والعجيب أن الروايات الثلاث تناولت الشعر بحِسّ سخريّة ودعابة!. لم تتهاون في تبيان أهميته وضرورته، بل وخطورته!، ومع ذلك تعاملت معه على أنه لُعْبَة!.
..............
السؤال : هل الشعر لعبة ؟!
: ......... !!
عبدالله عليان
01-07-2019, 01:44 PM
بكاء الطفل لحظة خروجه من بطن أمه، يشعّ دلالات!. مرّةً قلتُ: ربما، حزنًا على ملايين الأخوَة الذين فاز عليهم في السِّباق إلى البويضة، قبل أشهر!. وهذه المرّة أقول: ربما، لقول: أنا أيضًا لديّ ما أريد قوله!، ها قد تأكدت من أن صوتي معي، بقي أن تكون لدي كلمة!.
ـ حِسْبَة الظن الأخيرة هذه تمنحني معنى لإحساس دفين، معنى له تداعيات: كل الكلمات أصلها البكاء!. ولعلّه ندم الخطيئة الأولى!. ثم ولأنّ التوّاب تاب علينا: "فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"، تُشع العيون ببسمة وتنفرج الشفاه، ونبدأ لملمة كلمات الفرح من البكاء ذاته!.
ـ أنتَ، وأنا، جميعنا وُلِدْنا، ولدى كل واحدٍ منّا كلمة ليقولها. ومثلما أن الموت نهاية كلماتنا في هذه الحياة، فإنّ نهاية كلماتنا موت أيضًا!.
ـ لدينا أصواتنا، وعلى كل منّا أن يجد، أو أن يصنع، كلماته، يقولها أو يكتبها أو يغنّيها، أو يُسِرّها وَصيّةً لأبنائه!.
ـ الصوت موجود، والمواضيع والمعاني والمشاعر ستتلاحق وتتزاحم، المشكلة ليست في المواضيع إذن، ولا في ما ستخبز من المعاني. صوت عبقري من التراث سبق له أن صدح: "المعاني ملقاة على قارعة الطرق"!.
ـ جان جينيه يكتب: "إنني قادر على اختراع المواضيع، أمّا الكلمات فإنها تتمرّد عليّ، ولا تأتي إلا كما تريد هي"!. وسدهارتا يحضر: "الكلمات لا تعبّر عن الأفكار جيّدًا. فكل شيء يصبح بغتةً مختلفًا قليلًا، ومشوّشًا قليلًا، وأحمق قليلًا"!.
ـ المشكلة إذن في الكلمات!. المشكلة والحل في الكلمات!.
ـ يبقى من التداعيات أخير: لماذا نحزن عندما نكذب، أو نجامل فوق الحدّ!، أو حتى عندما لا تقول كلماتنا المعنى الذي أردناه تمامًا؟!. ظنّي: لأننا بذلك نخون، أو نُشَوِّه، طهر البكاء الأول!.
.....
تمام ..
بالنسبة للطفل في بطن أمه كان ينعم بكل وسائل الراحة إذ أنه ياكل ويشرب ويلعب ويعيش بدون أي مجهود يأتيه رزقه
ولكن عندما يخرج ل الدنيا / الحياة فهو يفقد كل وسائل الراحة تلك
ويبدأ في الإعتماد على نفسه ولعدم علمه بكيفية العيش وسبل الطرق يبدأ في البكاء ... هذا والله اعلم
عبدالله عليان
01-09-2019, 07:57 AM
ـ هناك نوعيّة من الناس، غريبة بعض الشيء، يحبّون المنفعة، لكنهم لا يشعرون بإمكانيّة المنفعة في ظروف طيّبة وأحوال سعيدة!، لذلك يختلقون مشاكل بين الناس، أو على الأقلّ فإنهم يتمنّون وجودها، يتمنونه لدرجة تسمح بمساعدات صغيرة لهذه المشاكل والعقبات كي تحدث!، بعد ذلك يحاولون إصلاح ذات البين!.
ـ نوعيّة أخرى من الناس تؤذيك بمودّتها الزائدة عن الحدّ!. تُدخلك هذه النوعيّة في خصوصيّاتها بشكل يشعرك بالحرج، وبقلّة الحيلة أيضًا!، تسأل نفسك: وما دخلي أنا بأمر خاص وحسّاس كهذا، وما الذي بيدي لأعمله وأنا لا آخذ "العِلْم" إلا من طرف واحد، وحتى هذا الطرف لا أعرفه تمام المعرفة؟!، ثم إنك وما إنْ تتهوّر وتدخل في الموضوع، حتى تصير مُعاتبًا، إمّا من نفسك لأنك نصحت أو حكمت والصورة ناقصة أصلًا!، وإمّا مُعاتَبًا من الآخر، لفشلك في حل المعضلة، أو ـ وهذه مصيبة مصائب ـ لأنك لم تبادله نفس المودة، فلم تدخله في خصوصياتك كاشفًا له مثلما كشف لك عن الثقة واجبة التبادل في نظره!.
ـ نوعية ثالثة، أسميها "التّختاريّة"!. هذه النوعية لها نقيق الضفادع!، إنها لا تكتفي بأن تختار لك بدلًا عنك، ما يجب أن تأكل أو تشرب، أو تلبس، أو تسمع من أغنيات، أو تشاهد من أفلام، لكنها تقدّم خدمات إضافيّة أخرى مهمّة، من هذه الخدمات تخطيئك فيما فعلت!. فإن قلت مثلًا إنك سافرت إلى القاهرة وتركيا ولندن، قالت لك: "لا.. لا، طالما ما رحت ماليزيا.. ما سافرت"!. وكذلك في الكتب، وكذلك في الأثاث، الخ...!.
ـ وهناك النوعية التي تكتب لك مثل هذه المقالات الغثيثة!.
...........
هههههههههه
ما أجملك .
عبدالله عليان
01-14-2019, 10:11 PM
كنتُ، فيما مضى، أسخرُ ممّن يكتبون قصيدة كل يوم، وأستهين بمن يكتبون قصيدتين أو أكثر في اليوم الواحد، أعني أولئك الذين يفعلون ذلك دائمًا. كنت أقول: أربع قصائد في السنة الواحدة، حصيلة كافية وأكثر، وراحت السنين!.
ـ اليوم، أُغيِّر رأيي، أخالفه، أقلبه قلبًا، وأقول: اكتبوا ما قدرتم على الكتابة، ترنّموا، واستمتعوا، ولا تفوّتوا فرصة الشعر متى ما سنحت!.
ـ موهبة الشعر هذه، قد تتوقّف فجأة، يخفت وهج القدرة، وينحني ظهر الدّفْق، فلا يعود قادرًا على المشي بغير عكّاز!. ساعتها.. يا ويل الشاعر ويلاه!.
ـ لديه الرغبة، ولديه المعاني، وربما لديه الكلمات أيضًا، والوقت!، غير أن شيئًا ما، شيئًا "ماء"!، تمّ فقده!.
ـ شيء لا تدري ما هو، لكنك تعرفه من أثَرِه، من اللّا بهجة المُصاحبة!. تروح وتجيء، تفتّش عن رعشة الاندهاش العجائبية فيك أثناء الكتابة فلا تجد شيئًا!.
ـ أعود إلى دفاتري، وأوراقي القديمة، أجد بيتًا، بيتين وشطرًا، كلمتين لا أدري ما الذي كنت أريد أن أفعل بهما، سطرًا مشطوبًا بحبر غضبٍ لم يعد يسمح لي بقراءة ما تحت الشطب!. وأشياء أخر متناثرات، وأتحسّر: لماذا لم أُتمّها؟!.
ـ أدري أنني كنتُ أنتظر ما هو أفضل وأعلى قيمةً وشأنًا أو أرقّ سحرًا!، لكنني في النهاية فوّتُّ الفرصة!.
ـ أُصاب بما يشبه الجنون الخفيف حين تتمكن أربع أو خمس كلمات مجتمعة من استعادتي لإحساسي الأول بها!، حالة حب، حالة غضب، وهذه كتبتها في حالة انشراح فَكِه، وهذه كتبتها والعَوَز ذابح، وهذه وهذه..!.
ـ كان يمكن لي القبض على الزمن، على لحظات منه، فيما لو أكملت، لكنني لم أفعل!. وحين أحاول استدراجي للدخول في الجوّ السابق نفسه، لأُتِمّ ما بدأته، أو ما كدت أبدأ به، أفشل، ويحبطني ذلك!.
ـ الغريب أنني أنجح أحيانًا، أحيانًا قليلة جدًا، من استعادة إحساسي بتلك اللحظات، لكن وما أن أشرع في تتمّة، حتى تتداخل أحاسيس وأوضاع ومفاهيم كثيرة أخرى، تشوّش الصورة، تكاد تزوّرها، فأتوقف، لا أقدر على شيء!.
قفلة:
" الله معك، تسهّلَيّ..
العاشق الطايش.. عَقَلْ!
إنتي تأخرتي علَيّ..
عشرين سَنَهْ.. على الأقَلْ"!
.................
كتبت تعليق وفقدته .. !
واكتفي .. بالمثل :
" والأعتراف سيد الأدلة "
عبدالله عليان
01-15-2019, 03:14 PM
“1”
ـ “قصيدة: حب”
الّلي يحب..
يْصير أحلى شويّ
ويصير أعلى شويّ
ويصير أدفا شويّ
وما يكتفي
يبي يصير الخير
كل الخير
عشان يقول لصاحبه:
تصْبِح عليّ!
اللي يحب..
تصفى يديه.. ونِيِّتَه
وتشِع في إنسانيّته:
قمرى..
ويرفرف طيرْ!
وتصير “صباح الخير” في أغنيّته
أحلى “صباح الخير”!
وكل عادي مَرّ فـ خاطرَهْ..
يرجع بذكرى عاطرَه..
ويصير حاجه غير..
يصير فعلًا غير!
أحبابنا شكرًا لكم..
شكرًا لكم من قلبْ
ما أجمل الدنيا بكم..
الله يديم الحب!.
“2”
ـ “قصيدة: عتب”
الجلسة اللي سوالفها مزوح وطرب..
مشهاتكم يا بعد راسي ومشهاتنا!
ليه ابتعدنا؟! تبي تعْرِف صحيح السبب:..
زادت، وخفنا علينا من سفاهاتنا!
والموت الى منها وصْلَتْ حدود العتبْ..
ولا لقينا الذي ياوي لشرهاتنا!
“3”
ـ “قصيدة: اعتذار”
ما أجملك!..
لا تظلمين الشعر ابدْ!..
ولا يحزِنِك..
إنّك على الصفحه
قليله في بهاك!.
ما أجملكْ..
قَبْل وبَعَدْ!..
ما أجملك!
أنا اللّي..
ما عدت اقدر استوعب حَلاكْ!
من يوم صرت
اتْذكّرِكْ
بدال ما..
أتخيّلكْ!.
آسِف!.
عبدالله عليان
01-16-2019, 07:57 AM
https://youtu.be/Gd-iopiXyyU
.
https://youtu.be/KnTD-urxRuw
عبدالله عليان
01-20-2019, 10:18 PM
في المُشافهة، تحضر المُساندة من إشارة أو تلويحة باليد، من نظرات العيون، من التبسّم ومن التّجهّم، من ملامح الوجه، من طريقة الجلوس!، من خفض الصوت أو من رفعه، من سرعته أو من الإبطاء فيه، من تخشينه أو من تليينه، من طُول أو قِصَر لحظات الصمت الفاصلة بين عبارة وعبارة، ومن عدد لحظات الصمت هذه في الموضوع الواحد،.. قائمة الإسناد تطول!.
ـ في الكتابة، تحضر المساندة من جهات وأوضاع أُخرى تمامًا،.. من الفاصلة، من النقطة، من علامة الاستفهام أو من علامة التّعجّب، من التقويس، من نقطتين إحداهما فوق الأخرى بمسافة تسمح بتخيّل فتحة فم أو الإحساس بوجودها، مما يدلّ على مقولة أو تعريف أو كلمة من لغة أخرى أو لهجة عامية لذات اللهجة الأمّ!، من نقطتين إحداهما تلحق الأخرى مما يوحي بأخذ نفس، أو بانقطاع حديث يمكن لك إتمامه تخمينًا، نقطتان متلاحقتان أو أكثر!، من خطين صغيرين جدًا لحبس كلمة أو جملة اعتراضية!، من تغليظ الخط أو من ترقيقه، من تباعد الكلمات أو من تباعد السطور، من المساحات البيضاء المتروكة في قلب الصفحة أو على أطرافها، من فصل المقاطع بنجوم أو أرقام أو ما شابه، بما يوحي بترك مساحة لرشفة شاي تلطّف الأمر أو تسمح بالانتقال من موضوع لموضوع آخر تمامًا!،.. أيضًا.. قائمة الإسناد تطول!.
ـ البرطمة في المشافهة ليس لها مقابل في الكتابة!، مع أنّ الشطب أو الكتابة غير المفهومة لاختلاط الحروف تصلح كمقابل!، لكنها على حد علمي لم تستخدم بعد!.
ـ شكل الأشياء يتبع وظيفتها، لكن إحساسنا بوظيفة الأشياء يتبع شكلها!. وعليه فإنّ الوظيفة تتبع الشكل أيضًا!.
ـ في الحضور الشفهي تتمسرح الصورة، يصير الكادر مهمًّا. يمكنك ملاحظة أن كبار السياسيين، أثناء فتراتهم الانتخابية تحديدًا، لا يظهرون بغير صُوَر صحفية جانبيّة، تخفّف من حدّة وعودهم فيما لو نجحوا ولم يفوا بها!.
ـ في الحضور الكتابي، يتم استبدال هذه الحيلة، باستخدام الفعل المبني للمجهول!. لروي بيتر كلارك: هذه ليست خيارات جماليّة فقط، بل يمكن أن تكون أخلاقيّة وسياسيّة أيضًا!.
ـ أوّل ما يظهر لنا من الشيء شكله، يصعب بعد ذلك محو أثر اللحظة الأولى، كل ما يُبنى بعد ذلك إنما يُبنى على هذه اللحظة، بما في ذلك هدمها!.
ـ ربما لا تكون السياسة جميلة، بل قد لا يكون في السياسة أي جمال، لكن تذكّر: الجمال سياسة!
عبدالله عليان
01-20-2019, 10:20 PM
.
.
وصلنّا إلى نهاية المتصفح .. شكراً من القلب لكم !!
عبدالله عليان
09-05-2019, 06:29 PM
ـ إنْ سارت الأمور مثلما هو مخطط لها بإذن الله، فستكون هذه المقالة بين يديك عزيزي القارئ، في الوقت الذي أكون فيه بين يديّ أبو ظبي، تحضيرًا واستعدادًا للعودة إلى الأمسيات الشعريّة، بعد انقطاع دام أكثر من عشرين عامًا!.
ـ لا يزال الوقت مبكّرًا، موعد الأمسية بإذن الله يوم الإثنين 23 سبتمبر 2019، في يوم العز الوطني السعودي، وهو والحمد لله يوم ميلاد ابنتي نوف أيضًا!.
ـ لا يحتاج الشعر إلى مناسبة، أنا الذي أحتاجها، وما أكرمها من مناسبة. كما لا يحتاج الشعر إلى مكان، أنا الذي أحتاج إلى مكان، وما أطيبه من مكان. وأيضًا لا يحتاج الشعر إلى دعوة، لكن الشاعر يحتاجها، وما أحبّها وما أغلاها دعوة أخي وصديقي سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى دولة الإمارات العربية المتحدّة الأستاذ تركي الدخيل لي لإقامة أمسية. بقي من الأمر تحديد أكثر للمكان والوقت: فندق ريتز كارلتون في أبو ظبي. الساعة التاسعة والنصف مساءً بإذن الله.
ـ كنتُ قد توقّفتُ عن الأمسيات لأسباب عديدة، بعض ما أتذكّره لا أريد ذكره!. لكن من بين هذه الأسباب أنني كنتُ قد توصّلت إلى قناعة بضرورة أن يُترك الشعر لقارئه بعيدًا عن الشاعر!. بعد كل هذه السنين أعترف: كان رأيًا مجافيًا للصّواب!.
ـ صوت الشاعر جزء من قصيدته! أو على الأقل فإنه لا مانع من أنْ يكون كذلك في حياة الشاعر. وعلى القصيدة أن تُكمل طريقها بعد رحيله على هواها وكيفما شاء لها واتّفق!.
ـ كنتُ قبل يومين أتحدث معكم عن أسطورة كرة المضرب "فيدرر". اليوم أعود للاستئناس بحكاية رجوعه عن قراره ترك الملاعب. لقد تنبّه إلى أن أولاده يسمعون عنه كلاعب لكنهم لم يشاهدوه حقيقةً في ملعب أو على منصّة تتويج!. قرر أن يستمر إلى أن يحظى بفرح تصفيقهم له!.
ـ لستُ أسطورة مثل فيدرر، لكنني مثله أشعر برغبة عارمة لرؤية أولادي لي على مسرح أمسية شعرية ولو لمرّة واحدة!.
ـ يمكن اعتبار "برتراند راسل" أحد المحرّضين أيضًا!. كان يرى في إلقاء الخُطَب مهمّة شاقّة: "كنتُ أتمنّى أن تُكسر ساقي قبل إلقاء الخطبة"!. لكنه بعد ذلك علّم نفسه، وعلّمني، بالتدريج حقيقة مهمّة: "إنّ وجْه العالَم لن يتغيّر سواء نجحتُ في إلقاء خُطَبي أو لم أنجح!. وانتهيتُ إلى الإيمان بأن تعرّضي للفشل سيكون أقلّ احتمالًا إذا لم أُعِر الأمر اهتمامًا كثيرًا"!.
رشا عرابي
09-17-2019, 11:52 PM
تأتينا بالفرائد من هذا الأسطورة يا عبدالله
دمت منارة لأبعادك~
عبدالله عليان
09-25-2019, 12:54 AM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-7d52be1bb1.png
عبدالله عليان
09-27-2019, 12:44 AM
تأتينا بالفرائد من هذا الأسطورة يا عبدالله
دمت منارة لأبعادك~
الشاعر فهد عافت قلم يستحق كل تقدير
ألف شكرا سيدة الماء
ودمت كذلك ياشمس أبعاد وقلبها النابض
الله عليك
صلاح سعد
10-12-2019, 10:34 AM
,
أهم من الصعود للقمه هو تعريفنا للقمة !
أحيناً تكون في الأسفل ولكنه يتحول الى قمه بسبب وجودك فيه
وكما قيل ( أينما يجلس القيصر فهذا هو رأس الطاوله ..)
ـ ضحكتُ أوّل الأمر، وأرسلتُ للأحبّة ما أُرسل لي، فالطرائف هذه الأيام هدايا لا تُقدّر بثمن!. لكن ولأنّ الصورة بتعليقها تكررتْ كثيرًا، فَقَدَتْ طرافتها، وأبقت على ما هو أطيب: لحظة تأمِّل فيها، ومراجعة المُضحك الذي لم يعد مضحكًا!.
ـ من قال إنّ القِمّة هي الوقوف أعلى التَّلَّة، أو حتى على جَبَل؟!. القمّة هي صناعة هذا العُلوّ!. هي الارتفاع نفسه وليس الجلوس على أو في مكان مُرتفع!.
ـ العُلُوّ، والارتفاع، والذهاب بعيدًا، ليس له شكل واحد، ولا اتجاهاً محدداً، ولا طريقة يمكن حفظها وتتبّع خطواتها!.
ـ قد يكون في الحَفْر أعمق وأعمق!. قد يكون في الغوص، وفي التّوغل إلى الداخل "الجُوّاني" في النفس والمعنى!. وقد يكون في إدراكك لما هو قريب منك، لما هو بين يديك وليديك!. في التّنبّه لفيض المحاسن والجماليات فيما تملك!. أَوَ ليس السجود لله أعلى مراتب الرِّفعة والعُلُوّ؟!.
ـ الصورة المُكَرَّسَة لشكل ومعنى القمّة، صورة تجاريّة أو للتعليم السطحي: وردة بلاستيكية، أو مقطوفة بهدف الشرح والتشريح، للإشارة إلى مكوّنات الوردة: ساق كأس بُويضة مَيْسَم وأجزاء أخرى!، دون أي شعور حقيقي بمعنى الوردة، وبكلمات لا يمكنها احتواء، ولا تفسير مدى سعادتنا وطبيعة بهجتنا لمنظر الورود وتفتّحها، بالصبح الذي نستشعره فيها، وبالأمل، وبطيب الرائحة!.
ـ يبلغ الإنسان القمّة حين يرى نفسه لا حين يراه الآخرون!، هذه الأخيرة تُسمّى شهرة، والشهرة ليست قِمّة بالضرورة!.
ـ أبو لهب وفرعون مشاهير إلى آخر الزمان، وهما على وسع شهرتهما في الحضيض، هتلر شهير أيضًا وفي دركٍ أسفل على طول الخط!.
أحب فهد عافت لأنه شاعر معطون بالفتنه وكاتب مقال من المستوى الرفيع
ولأنه أول من نشر لي قصيده ( عرش بلقيس ) في صفحته التي كان يعدها في عكاظ
ولأنه نصراوي صميم وماجدي الهوى ,, ألا يكفي كل هذا ,,!
تحيه لك ياعبدالله على هذا المتصفح الأنيق
سلامي لك
عبدالله عليان
10-14-2019, 01:40 AM
من مقالة طويلة هذه النصيحة ..
لقد تعمّدتُ الاسترسال في هذه المقالة لأقول لك: لا تسترسل!.
عبدالله عليان
10-14-2019, 01:44 AM
,
أهم من الصعود للقمه هو تعريفنا للقمة !
أحيناً تكون في الأسفل ولكنه يتحول الى قمه بسبب وجودك فيه
وكما قيل ( أينما يجلس القيصر فهذا هو رأس الطاوله ..)
أحب فهد عافت لأنه شاعر معطون بالفتنه وكاتب مقال من المستوى الرفيع
ولأنه أول من نشر لي قصيده ( عرش بلقيس ) في صفحته التي كان يعدها في عكاظ
ولأنه نصراوي صميم وماجدي الهوى ,, ألا يكفي كل هذا ,,!
تحيه لك ياعبدالله على هذا المتصفح الأنيق
سلامي لك
الله عليك شكرا لزيارتك وألف شكراً لمداخلتك البهية الجميلة الوفية
تحياتي لك أيها الجميل
أ. صلاح سعد الله عليك
ميساء محمد
12-05-2019, 01:23 AM
أحببت هذا الركن كثيرا ،بالرغم من عدم ميولي للنقد..كل الشكر أستاذ عبدالله على هذه النقلة الرائعة.. الأستاذ:فهد عافت ممتن لك لأنك قربت قلوبنا منه..🙂
عبدالله عليان
12-09-2019, 10:28 PM
أحببت هذا الركن كثيرا ،بالرغم من عدم ميولي للنقد..كل الشكر أستاذ عبدالله على هذه النقلة الرائعة.. الأستاذ:فهد عافت ممتن لك لأنك قربت قلوبنا منه..🙂
كل الشكر لك أ. ميساء لمرورك الكريم
فهد عافت كاتب متميز وناقد فذ
يعرف لماذا كتبت الكلمة وما اسرار القافية وإلى اي حد عمق المعنى وماهي تداعيات الوزن ، وكذلك مدهش وشاعر جديد يكتب الشعر من نافذة مغايرة عن نافذة الشعر الرئيسية او المعهودة !
لذلك احببت ان يكون هنا معنا في ابعاد ادبية والحمدلله الذي كان لديك هذا الشعور ايضا
أ. ميساء محمد
الف شكرا مرة ثانية لمرورك الكريم الذي اسعدني وطمنني ايضا كل الشكر
الله عليك .
عبدالله عليان
12-14-2019, 01:30 PM
عقلين من امسية فهد عافت :
https://youtu.be/KYaVdLpi3mM
شكرا .
ايمَــان حجازي
12-30-2019, 02:29 AM
عقلين من امسية فهد عافت :
https://youtu.be/kyavdlpi3mm
شكرا .
هذا الاسم لم اعرفه الا من خلال
القدير عبد الله عليان
فهد عافت
منذ الوهلة الاولى لم اشغل ذهنى
لكن الاسم جذبنى كثيرا
ومن هنا بدأت رحلتى ومقالاته
حقا انت ضوء تلقى الضوء يا عليان
كاتب له ثقله بالميدان مقالات ونقد
وكتابات هادفة ممتنه لك واكثر
ود يليق ب ايها الوارف 🌹
عبدالله عليان
12-31-2019, 01:55 PM
هذا الاسم لم اعرفه الا من خلال
القدير عبد الله عليان
فهد عافت
منذ الوهلة الاولى لم اشغل ذهنى
لكن الاسم جذبنى كثيرا
ومن هنا بدأت رحلتى ومقالاته
حقا انت ضوء تلقى الضوء يا عليان
كاتب له ثقله بالميدان مقالات ونقد
وكتابات هادفة ممتنه لك واكثر
ود يليق ب ايها الوارف 🌹
الشكر لك أ. ايمان
فهد ناقد عظيم لو ركز في عملية النقد وكاتب مدهش
لو ركز في الكتابة وهو بلا شك شاعر جميل وجيد جدا
ولغته متفوقه ، ترتبط كتاباته كثيرا بما يقدمه المبدعين هنا
لذلك كانت هذه الصفحة بالمحاذاه لهم وتصفق لإبداعهم
وترشدهم احيانا .
الله عليك
عبدالله عليان
02-19-2021, 09:26 PM
يفني الشاعر عمره، يهدر وقته ويُرهق جسده وفكره، بحثاً عن جملة جديدة، عن كلمتين تلتقيان للمرّة الأولى في عناق نهائي وأبدي!، عن أرض مفردات لم يطأها قلم من قَبْل!، عن منح العالَم معنى آخَر غير مسبوق، وأن يكون هذا المعنى أصيلاً، ثابتاً منذ أساس التكوين، معنى يمرّ بالناس ويمرّون به، يراهم ولا يرونه، أو أن بعضاً منهم يراه لكنه لا يقدر على اصطياده في مِحْبَرة، وحبسه في شكل!.
*
ـ يُحبّ الشاعر سماع كلمات الإطراء من الناس، لكنه لا يفعل ذلك من أجلهم، بل من أجله هو، وحين يُتَّهَم الشاعر بالنرجسية، فإن التّهمة ليست جائرة تماماً ولا عادلة أبداً!.
*
ـ كل ما يؤمن به الشاعر أنه مركز الكون، وبامتلاكه للكلمات، لسرّ الكلمات، لموسيقاها، وبإخلاصه لهذا السر حدّ الذوبان فيه، يشعر أن كل شيء يجب أن يدور حوله بناءً على قانون الجاذبيّة الطبيعي نفسه، وهو يتعامل مع الأمر على أنه مسئوليّته وليس مكافأته!.
*
ـ الشاعر إذ يبتكر، إذ يتقدّم، إنما يريد قيادة العالَم نحو أوّل الأمر لا آخره!، يقينه أن الله سبحانه علّم آدم الأسماء كلها، أن اللغة إلهية في الأصل، وأن الإنسانيّة نسيت روح الكلمات وزوّرت جسد المعنى، وأنه أكثر أبناء آدم حفظاً لصِلَة الرَّحِم الأقدم والأعمّ، وأحفظهم للوصيّة، وأقدرهم عليها!.
*
ـ لا يندم الشاعر على هدر ولا هجر، وكل ما يبدو مُرْهِقاً ومُتعباً، أقل من أن يزول أو يُرمى عن الكَتِف، هو غير موجود أصلاً، ذلك لأن الشاعر يلعب!، ربما يشعر بالتعب بعد اللعب، أما أثناء اللعب فلا شيء غير المرح والسعادة، ربما لذلك لا يُقلق الشاعر شيئاً أكثر من انتهاء القصيدة، لا يخيفه إلا أن يطول الوقت قبل أن يتمكن من الدخول في قصيدة أخرى!.
*
ـ وإذ يلعب الشاعر، فإنه يتعبّد!
عبدالله عليان
02-21-2021, 12:36 AM
:
لا ترفض قصيدة بشروط تسبق قراءتك لها، هذا إنْ أردتَ أن تكون صاحب حِسّ نقدي سليم على الأقل!.
- أمّا أن تفعل ذلك، وتريد أن تكون ناقدًا، وتطلب أن يُعتَرَف لك بالتقدير الطّيّب في ذلك، فإنك لن تجد ذلك عند أي شخص لديه فهم ومعرفة ونزاهة!.
- ما ينطبق على الشعر، ينطبق على كل أدب وفن. اخترت القصيدة، فقط، لسهولة ضرب المثل وتخيّل الأمر!.
- ليس من الحِسّ النقدي في شيء، أن يقول لك أحدهم: لا يمكن لي سماع قصيدة شعبيّة تبدأ بـ”يا مِلّ قلبٍ”، أو “يا راكبٍ من عندنا فوق...”!. أو لا يمكن لي تقبّل قصيدة فصحى تضمّ “لا أبا.. لك”!، أو “ليت شعري..”!، أو تبدأ بحسرة على الأطلال!.
- القرارات المُسبقة غباء، أو جهل، أو حمق، أو غطرسة فارغة، أو هي كل ذلك مجتمعًا!. وهي في النهاية لا تُقدّم إلا أحكامًا ظالمة مجحفة!.
- لقد وجدتُ من الناس، من يرفض الشعر الشعبي “العامّي” أصلًا، ويحكم على القصيدة الشعبيّة بعدم قدرتها على الارتقاء فنيًّا لمستوى القصيدة الفصحى، لمجرّد أنّ هذه مكتوبة باللهجة العاميّة وتلك باللغة الفصحى!.
- سيّد البيد محمد الثّبيتي، كان يسخر من مثل هذه الأحكام، مرّةً همس لي، وكل حديث الثبيتي همس دافئ، قائلًا: “عندي كشكولين من الكشاكيل الكبيرة! كلّها محاولات كتابة شعر عامّي، ما كنتُ سأتردّد في نشرها، لولا أنني لم أشعر بقدرتي على تقديم جديد في هذا المجال، لو كان فيها ما يستحق النشر لنشرته”!.
- كما وجدت من الناس، من يرفض قصيدة الشعر الحرّ “فصحى أو عاميّة”، متّهمًا ومتندّرًا، على أي نص من هذا النوع قبل اطّلاعه عليه أو سماعه له!.
- حتى شعر “النثر” على قلّة نماذجه العربية المؤكّدة لأحقيّته بهذا الاسم، لا يجوز إغلاق الباب في وجهه، وصدّ الجديد منه ورفضه قبل قراءته، ذلك أنّ العمل الفنّي يحمل توازناته معه!.
- نزاهة التّأمّل الفنّي تتطلّب انحناءً شبيهًا بانحناء الغصون المُثقلة بالثمر!.
- ومتعة القراءة مشروطة، فيما أظن، بقبول كل ما لدينا من نظريّات أدبيّة وفنيّة كشَغِّيلة أجيرة عند النص أو العمل الفنّي!.
- ومن العدل والرُّقي للحِسّ النقدي الأدبي والفنّي أن يعرض الناقد نظريّاته ومفاتيح فهمه وقناعاته على العمل الأدبي والفنّي لا أن يجعل من نظريّاته ومفاهيمه حواجز تفتيش، ومن شروطة شُرطة، تُوقف الانسياب وحركة مرور العمل من وفي وإلى ومع عناصره الداخلية، أو مع الوجدان، لتطلب من العمل بعد كل خطوتين إثبات هويّة وترخيص، قبل أن تسمح له بمتابعة السّيْر!.
- النّظريّات مفاتيح، كل نظريّة مفتاح. وكل عمل إبداعي بيت، ولكل بيت باب، بل أبواب، وكل هذه الأبواب جديدة، قد يصلح أحد المفاتيح القديمة لفتح باب أو أكثر من هذه الأبواب، وقد لا يصلح!. في الغالب، أنت بحاجة لسلسلة مفاتيح كبيرة، مثل تلك التي نشاهدها عند لصوص الرسوم المتحرّكة أو بعض الأفلام الفكاهيّة!.
- سلسلة مفاتيح لعلّ واحدًا منها يفتح الباب الرئيسي على الأقل!. فإن لم يفتح، فربّما كان على الناقد بَرْي الحديد وسَنِّه وصقله من جديد!. على الناقد أن يدخل، لا أن يتّهم الأبواب بالخراب وعدم صلاحيتها للفتح بعد أول محاولتين فاشلتين له!.
- النظريّة أداة، والأداة قد تصلح دليلًا وقد لا تصلح!. قد تساعد في فهم وحلّ إشكالية ما وقد لا تُساعد!. النّظريّة خادمة لا مخدومة!.
عبدالله عليان
02-25-2021, 05:55 AM
قبل أكثر من أربعين عامًا، حَضَر “فيلمون وهبي” إلى الكويت، وفي التلفزيون أُجري معه حوار شيّق. كنتُ بالكاد أتخطّى الثالثة عشرة من عمري، لكني كنتُ قد أُولِعتُ بفيروز والرّحابنة، ولا أعرف من هو “فيلمون وهبي”!.
- تابعتُ اللقاء، لأنّني كنت مفتونًا، أيضًا، بالملحن الكويتي أحمد باقر. كنتُ وما زلتُ أرى أحمد باقر أحد أعذب الملحنين العرب. لا أمّل سماع ألحانه، وقد كان كثير منها من كلماته أيضًا!. كان أحمد باقر ليلتها ضيفًا على البرنامج برتبة مُضيف!. وكانت حركة ذكيّة وتكريم طيّب أنْ استعان البرنامج يومها بأحمد باقر لمحاورة الملحّن الشهير فيلمون وهبي، الذي عرفته يومها!. لأنّ أحمد باقر بدأ كلامه باستغراب كبير. ما زلتُ أتذكّر بعضًا من كلماته وجُلّ معناها: “قبل أن أجيء للبرنامج، بحثت عن ألحان فيلمون وهبي لفيروز، وصُدِمت!. كثير ممّا نردده لفيروز من ألحانه وليس من ألحان الأخوين رحباني”!. عدّدَ الأغنيات فذُهِلتُ!.
- مضت الأيّام، واكتشفتُ ما هو أكثر: “أعطني الناي وغنّي” لنجيب حنكش وليست للأخوين!. “كان الزمان وكان” وأغنيات عذبة كثيرة أخرى لإلياس رحباني، وليست للأخوين!. “يا أنا.. يا أنا.. أنا ويّاك” لموتسارت، وليست من ألحان الأخوين!. “سهار بعد سهار.. تا يخلص المشوار” لمحمد عبدالوهاب!. “قدّيش كان في ناس” لزياد، وغيرها، وغيرها!.
- وقبل أيام، كتَبَتْ الدكتورة هناء حجازي مقالة جميلة، بدأتها بهذه الفقرة: “قال لي يوما بعيدًا الصديق الراحل أحمد الهندي،...، هل تعرفين أن الأغنيات التي نحفظها ونرددها لفيروز ليست من ألحان الأخوين رحباني لكن لإلياس، أو زياد رحباني أو فيلمون وهبة. رددنا سويا الأغنيات واكتشفت صدق كلامه”!.
- والسؤال: هل أسطورة الأخوين رحباني “عاصي ومنصور” خدعة؟! وإلى أيّ مدى يستحقّان، فعلًا، كل ما وصلا إليه من صيت وسمعة؟!.
جوابي: لا ليست خدعة، ونعم يستحق الأخوين عاصي ومنصور، كل هذا المجد والشهرة والصيت والسمعة، بل وأظن أن عبقريتهما ستظل محلّ إطراء كلّما جاء الحديث عن الغناء العربي!.
- أولًا: غير صحيح أن كلّ، ولا حتّى مُعظم، أغنيات فيروز لغير الأخوين رحباني!. كوننا نتذكر عشرين، أو ثلاثين، أغنية لفيروز ونكتشف أنها ليست للأخوين، فهذا لا ينسينا أن بقية الألف أغنية لهما!. وكل أغاني فيروز، تقريبًا، ناجحة ومؤثّرة!.
- ثانيًا: الأخوين هما من صنعا من فيروز أسطورة غنائيّة، هما من حدّدا ملامحها ومناخها، بل وحتى طريقة دخولها إلى المسرح ووقوفها عليه وخروجها منه!. هما من علّماها كيف تتصرّف كملكة متوّجة بطفولتها!. كل حركة محسوبة بهندستهما!.
- ثالثًا: ليست هناك أغنية واحدة لكل هؤلاء الذين لحّنوا لفيروز لم يتدخّل فيها عاصي ومنصور بتغيير أو حركة!. فإنْ هُم قَبِلوا لحنًا دون إضافة أو تشذيب أو إعادة توجيه منهم، فهذا لأنّ الملحّن، أصلًا، خضع لمزاجهم، وترنّم على نهجهم، وبحسب مناخ موسيقاهم!.
- وحكاية توقّف عبدالوهّاب عن التلحين لفيروز شهيرة!. فبعد أن قدّم لها ثلاث، ربما أربع، أغنيات، أعلن انسحابه باعتذار فنّي عظيم وكريم، احتجّ على “تدخّل” الأخوين في موسيقاه!، مُضيفًا: “تدخّلاتهم جعلت اللحن أحلى لكني أريد للحني أن يظلّ كما هو”!. يومها، ردّ الأخوين، وتحدّث “عاصي” تحديدًا: “إنه عبدالوهّاب.. أستاذنا.. لم نتدخل في الألحان لإضافة جمال وإبداع، تدخّلنا فقط كي لا “تتمصّر” فيروز!. أردنا الإبقاء عليها لبنانيّة”!.
ولا أظن أنّ من يتصرّفون بلحن لعبدالوهاب يعجزون، أو يتردّدون، في التصرّف بموسيقى أي ملحّن آخر!.
- رابعًا: الكلمات، إمّا للأخوين، أو من اختيارهما بموافقة فيروز!. كل الكلمات؟! نعم كلّها!. فيروز أكّدت ذلك!. وبالنسبة لمقطوعة موتسارت، فقد وجداها متناغمة مع مناخهما الموسيقي، فصاغا من أجلها كلمات عبقريّة ساحرة!.
- الأخوين رحباني: سوّرا فيروز!. تمامًا كما يُسوِّر التعريفُ المصطلحَ!. صنعا جاذبيّتها، فدارت النجوم والكواكب حولها، بمقتضيّات هذه القوّة الجاذبة!.
- زياد رحباني، وحده، هدم السّور!، وقدّم فيروز جديدة بالمرّة. استبدل باقات الورود التي تحملها في يدها بأكياس مليئة بالخَسّ!. أخرجها من الحقل وحشرها في حافلة النقل الجماعي!. هدم السّور، لكنه لم يهدم الأسطورة!. اكتفى بصناعة أسطورة خاصة به وأجلسها في ظلال أسطورة عمّه وأبيه!.
عبدالله عليان
02-28-2021, 03:11 PM
على الفنّ ألا يُوصِل رسالة!. الفن ليس ساعي بريد!. الفن متعة وجمال وأرض خصبة للتّأمّل، هادفًا كان ذلك التأمّل أم غير هادف!. وسوف تصل الحكمة بهيجة، والمعرفة مرحة، عبر رسائل كثيرة لم يتقصّدها الفنّان، ولم يدرِ، أصلًا، أنّها موجودة في عمله!.
ـ هو نفسه الفنّان المبدع، وفيما لو فكّر قليلًا، سيكتشف أنّ عشرات، ربما مئات، الرسائل وصلته، من قِبَل مبدعين آخرين، دون قصدٍ منهم، ودون أنْ تكون أعمالهم قد حمَلَتْ هذه الرّسائل بالضرورة!.
ـ وأنّ هذه الأعمال الإبداعية التي تأثّر بها وشكّلت جزءًا من تكوينه، خبّأتْ رسائل خاصّة لكل قارئ لها أو متأمّل فيها، وما كان لهذه الرسائل أن تُقرأ إلا ممزوجة، مدموجةً، بفهم، وحسّ، ووعي، كل قارئ على حِدَة!.
ـ الفنّ جَلّاب الحيرة المُدَوِّخة الممتعة، والبقيّة على القارئ، المتلقّي، الذي عليه أنْ يكون فنّانًا مبدعًا هو الآخر، ليقرأ ما تكتبه روحه، ليس ردّا على ما قرأ وتأمّل، ولكن تفاعلًا معه وإضافةً له وعليه!.
ـ ما هي رسالة “الموناليزا”؟! أتحدّاني وأتحدّاك!. ما هي رسالة الموسيقى الخالصة عمومًا؟! أتحدّانا أيضًا!.
ـ لو كان العمل الفنّي رسالة بالضرورة، لأمكن لهذه الرسالة أن تُقال، وأن تَطرح وتشرح أهدافها، بأكثر من وسيلة وطريقة. وهذا ضد الفن نفسه!.
ـ فالميزة الأولى، والعُظمى، لأي عمل فنّي حقيقي، الميزة التي هي السّر والنبض في، والدليل على، أي عمل فنّي، هي أنّه لم، ولا يمكن قوله، أو إنجازه، بطريقة أُخرى، غير هذه الطريقة التي قيل بها، وأُنجِز من خلالها!.
ـ الفن شكل!. والشكل الفنّي ملاحقة وملاقحة!.
ـ العمل الفنّي شكل!. ما لم يكن معناه في شكله، انتهى الأمر!، صار منشورًا، لافتة طريق، إعلانًا، درسًا توعويًّا، رصدًا في دفتر حسابات، رسالة!. صار أي شيء، أي شيء، إلّا أنْ يكون عملًا فنيًّا!.
ـ الفن هادف، وهدفه أن يكون فنًّا!. ما إن يشتغله الفنّان على أساسٍ غير هذا، ومهما كانت النوايا طيّبة والغايات كريمة، حتى يتحوّل الشّهيّ فيه إلى قُرص دواء منتهي الصلاحية!.
عبدالله عليان
03-01-2021, 02:37 PM
تدري أنك خليتني أسجل دخول ؟
تركي مختلف مختلف جداً
على الطاري .. أتذكر كتب فهد عافت :
كـتــابــات مصيـبـة وكتـابـــات «مصـيــبـة»!
اعتذاريــــة لتركـــي حمـــــدان ..
الخميس / 02 / رجب / 1430 هـ*الخميس 25 يونيو 2009 21:32

يكتبها: فهد عافت
هناك كتابات (مصيبة) وكتابات (مصيبة)! الأولى من الصواب، والثانية من الكوارث، والمنتديات الشعبية في عوالم الشبكة العنكبوتية مليئة بالنوع الثاني. النوع الكوارثي غالبية الردود التي تمر على القصائد المنشورة والمشاركة في هذه المنتديات تمارس نوعا مريبا من التنويم المغناطيسي على الشاعر وقصيدته، وفي الوقت الذي أتاح لهذه المنتديات الفرصة كاملة أو شبه كاملة للتحرر من المجاملات والمزايدة في اللطف، تورطت معظم هذه المنتديات في مزيد من المجاملات واللطافة اللزجة، أما المواضيع المطروحة والمطروقة فقد استسهلت بأشكال مخزية القفز على أبسط الحقائق من هذه المواضيع. أتذكر كتابة حاولت تهميش الشاعر المبدع (تركي حمدان) ليس من موهبته المتفردة فحسب، لكن من وجوده أصلا، واخترع صاحب الكتابة أمرا عجيبا قدمه على هيئة اكتشاف: (فهد عافت هو تركي حمدان)! يا سلام! هكذا وبجرة قلم وبضغطة زر تم تفتيت جسد وإفناء روح، والمصيبة أن تركي حمدان ليس اسما مستعارا ولا يسكن قرية صغيرة في الصين، لكنه شاعر معروف يسكن تبوك سبق له العمل في الصحافة الشعبية، فإن كان قد تأثر ببعض نتاجي الشعري فقد كان ذلك بسبب الزمن فقد سبقته في المجال لا أكثر ولا أقل، وللعلم والحقيقة فإن الرجل الذي تأثر بي بفعل الزمن حاولت تقليده بفعل الفن! وعندما كان زميلا لنا في مجلة (قطوف) وجدت نفسي منصاعا لكثير من آرائه وملاحظاته الفنية، فقد كان موهوبا بدرجة عجيبة حقا وهو كذلك وبدرجة أعجب فيما يخص مجال النقد يقول كلمات قصيرة عابرة لكنها شديدة الحذاقة، أذكر منها رأيه في قصيدة لي اسمها (غالية البقمي) أصدق رأي سمعته في حياتي: (هذه القصيدة فيها كل شيء إلا الشعر)!
.........
شكرا لكم جميعا سعيد ، تركي ، فهد
عبدالله عليان
03-14-2021, 02:53 PM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-a705f9831e.jpg
.
.
التعلم عن طريق النكتة
تعلم اللغات موهبة وقدرة تختلف من شخص لآخر، أي أن بعض الناس يتعلمون بصورة أسرع وأفضل من غيرهم، أما أنا فمن الـ “غيرهم”، أجبرتني لغتي الإنجليزية الضعيفة على المغادرة سريعاً من أي حوار تفتحه الصدفة مع أي رجل إنجليزي، لأنه يتحدث معي وكأنني مواليد كاليفورنيا، فأغادره سريعاً لكي لا يكتشف أنني أجاريه في الدردشة دون أن أفهم ما يقول..
لم أكن أدري أنني سألتقي في يوم ما بالرجل الإنجليزي الذي سيحسن من لغتي، كان لقاؤنا صدفة في مقهى ونحن نقف انتظاراً لاستلام أكواب القهوة، دردش معي وكنت أجاريه دون أن أفهم ما يقول، رددت كثيراً قول yes .. yes، لكنه فاجأني بالقول قبل أن أنهي الحوار هاربًا: ألا تفهم ما أقول.. لقد قلت لك نكتة؟! تفاجأت ورأيت أن قول الحقيقة هو أفضل حل للموقف، قلت له إنني أفهم نصف ما يقول فقط.. كان رجلاً في أواخر السبعين عاش سنوات طويلة مع شعب الآيغور في الصين معلماً للغة الإنجليزية، وقال بإنه يحب طعام الشرق كثيراً، شرحت له الصعوبات التي أعاني منها في تعلم الإنجليزية، ووجدته يبدي استعداده لإعطائي بعض الدروس، وافقت شاكراً وكان أول درس هو شرح النكتة التي لم أفهمها: “سأل طفل صغير والده: أبي كم يكلف الزواج؟ فأجاب الأب: لا أعرف يا بني، مازلت أدفع ثمنه!”، ثم قال نكتة ثانية: “أنا وزوجتي نتنازل دائماً، أعترف أنني مخطئ وهي تتفق معي”، وجدنا دون قصد أن التعلم عن طريق النكات ممتع جداً، كما أنه أفادني في فهم المزاح الإنجليزي، في الدرس الثاني قال لي هذه النكتة: “الرجل: لم أتحدث مع زوجتي منذ 18 شهراً، الصديق لمَ لا؟ الرجل: لا أحب مقاطعتها”، لاحظت أن معظم نكاته عن الزوجة، سألته عن السبب، أجابني بأن المرأة هي محور حياة الرجل، ولولا المرأة لما بني حتى هذا المقهى الذي نجلس فيه وراح يشرح ذلك، وعندما حرمتنا كورونا من المقاهي صرنا نتحدث عبر زوم، وراح يلقي بالنكات ويشرحها: “الابن: أبي لقد سمعت أنه في بعض أنحاء العالم لا يعرف الرجل زوجته حتى يتزوجها، الأب: بني.. هذا صحيح في كل مكان”.. لم أسأل معلمي عن طريق النكات أي سؤال شخصي، لكنه في المدة الأخيرة صارت نكاته بعيدة عن الزوجة: “القاضي يسأل الجاني: هل ارتكبت الجريمة بالطريقة التي شرحتها للتو؟ الجاني: في الواقع لا، لكنني أحب فكرتك حقاً”.. سألته لماذا ابتعد عن نكات الزوجة، ففاجأني بأنه قرر الزواج، حينها فقط علمت بأنه كان أعزب، وعندما سألته وماذا عن كل النقد في نكاته عن الزوجة، أجابني: سبق وذكرت لك، المرأة محور حياة الرجل..
أحمد الحامد
نادية المرزوقي
03-15-2021, 07:49 AM
عبدالله ،
شكرا لبوصلتك النور، الحكمة، الابداع ، الجمال
و فهد عافت
نقطة فارقة في الشعر و النثر الهادف الأخاذ باللب في آن.
:
كل الشكر و التقدير
دمت بخير و عافية.
عبدالله عليان
03-17-2021, 01:01 AM
" قلبي مع اللي كتبوا لي في المنشن: لا تفرح، البطولة للإتحاد!.
مبروووووك للفتح
وحظًّا أوفر للنمور "
.
ههههه
.
ألف مبروك فوز النصر كاتبنا العزيز .
.
عبدالله عليان
03-23-2021, 03:20 PM
ـ يصعب عليّ الاقتناع بإمكانيّة أنْ تُسهم تطبيقات التّواصل في تقديم أدب، أو فن، جيّد!.
ـ رَدَّة الفعل المباشِرَة، والسّريعة، والعابِرَة، لا يُمكنها مُعَاوَنَة أديب، أو فنّان، على شيء!، وهو متى ما تَشَهَّاها، وتعوَّد عليها، وأدمنها!، فلا سبيل لغير سقوطه في السّطحي والمبتذل، أو العادي والمكرور!.
ـ تتيح تطبيقات التّواصل هذه أمرين، من شأنهما نسف كل ظنّ بجَوْدَة مُنتَظَرَة. الأمر الأوّل: السّوق!.
ـ إنها سوق كبير ومُحتِشِد بالنّاس من كل الأنواع والأعمار، ولكلٍّ غايته ومبتغاه، بل إنّ كثيرًا منهم ليس له غاية محدَّدة، ولم يحضر ابتغاء حاجةٍ بعينها!. في مثل هذه الحالة، لا يُمكن عَرْض غير السِّلَع!. لا الفن سِلْعَة، ولا الأدب سِلْعَة!. مقولة عظيمة للمخرج السينمائي الكبير “أندري تاركوفسكي”: “إذا قُمتَ بإزالة كلّ ما يتعلّق بِجَنْي الأرباح من الأنشطة البشريّة، فسيبقى الفنّ فقط”!.
ـ الأمر الثّاني: التّحيّز!. والمقصود هنا: تحيّز المُتلقّي المُسبَق لظرفه الخاص، ولشرط السّوق، من حيث تعدّد المحلّات، والمجالات، وضرورة المرور على أكبر قدر ممكن منها، ممّا يُفقِد أي إمكانيّة حقيقيّة للتّأمّل والاندماج!.
ـ يمكن، حرفيًّا، سرد حكاية العازف “جوشوا بيل” على الحضور الأدبي، والفنّي، في تطبيقات الشبكة العنكبوتيّة، والحصول على النتيجة المُخَيِّبة للآمال ذاتها!.
ـ صارت الحكاية شهيرة، لدرجة أنّ كثيرين، “وأنا منهم طبعًا”، عرفوا اسم هذا العازف من حكايته. أختصرها لشهرتها: تخفّى فيما يُشبه زيّ المتسوّل، وراح يعزف للمارّة في محطة قطار، لم يتوقّف أحد لسماعه!. ربما توقّف رجل لدقيقتين أو ثلاث، ثم أكمل طريقه إلى حيث عمله!. توقّف طفل لدقيقة ثم سحبته يد أبيه ومَضَيَا!. وُضِعتْ في القُبّعة قِطَع معدنيّة قليلة، لعزف عظيم دام قُرابَة ساعة!. في مكانٍ آخر، ليس بعيدًا، كانت تذاكر حفلة العزف الموسيقي لنفس العازف، قد بِيعتْ بالكامل رغم ثمنها المرتفع!.
ـ بالمناسبة: حاول “جوشوا بيل” تكرار التّجربة من جديد، ولم يحصل إلّا على نفس النتيجة!.
ـ والسؤال: هل العيب في النّاس حقًّا؟!.
رأيي: ليس بالضّرورة!. بنسبة كبيرة يمكن تحميل “السّوق” و”التّحيّز” بتغيّر مسمّياتهما وتعدّد أشكالهما وِزْر النتيجة!. وهو بالضّبط ما يمكن إسقاطه على كل محاولات الحضور الأدبي، والفنّي، في تطبيقات التّواصل العامّة!.
ـ ما قام به العازف العالمي “جوشوا بيل” كان تجربة. لكن ما يمكن له أنْ يحدث في تطبيقات التواصل هو حياة، وانغماس فيها!.
مكمن الأمان في التّجربة أنّ صاحبها يعيها، وأنّها مؤقّتة، ومعزولة عن المشروع الفنّي لصاحبها، إنّها مُقيَّدَة بإرادة صاحبها، وفهمه وإدراكه لما يفعل. الكارثة تَحِلّ عندما لا تكون هذه تجربة مؤقّتة، وإنما مشروع أدبي، أو فنّي، لحياة كاملة. هنا يصير الأديب، أو الفنّان، هو المُقَيَّد بشروط السّوق، ومُلْزَمًا بتنازلات شائنة لصالح “تحيّزات” المارّة!
عبدالله عليان
04-05-2021, 08:07 AM
" مذاهب "
لا يسيء إلى المذاهب الفنّيّة غير كثرة غير الموهوبين ممّن ينتهجون مذهبًا من هذه المذاهب، ثم تأتيهم الفرصة، بحكم الكثرة، أو بحكم انحدار الوعي الفنّي لدى المجتمعات في فترة من الفترات، أو بأحكام أُخرى سياسيّة، أو دينيّة، أو تكتّلات صحفيّة متسلّقة، فيتصدّرون المشهد العام!.
- هنا، فقط، ومع طوفان المواهب الضّحلة، فقط، يمكن لأيّ مذهب فنّي أن ينحطّ أسفل سافلين!.
- وأوّل علامات سُفُولِه تظهر في انعزاله عن بقيّة المذاهب. لا يتداخل معها. لا يأخذ منها ولا يعطي لها من نفسه شيئًا. يصير، أقرب ما يكون، إلى عقيدة متطرّفة، لا ترى في غيرها من المذاهب مِلَّةً صالحة!.
- الفنّان الحقيقي، أيًّا كان مذهبه الفنّي، لا يمكنه إلا التّداخل مع، وفي، بقيّة المذاهب المُعْتَبَرَة، والتي أثبت الزمن رسوخ قيمتها، وأثبتت أعمال أصحابها فاعليتها، وقدرتها على التغلغل في مشاعر الناس، وفي وجدان كل عصر!. من الآخِر: أثبتَ خلودها!. بل وأكثر!. أثبت قدرتها على التلويح بما سيأتي بعدها من مذاهب، كما أثبت أنها، وفيما لو سُحِبَتْ إلى زمن سابقٍ عليها، لأثْرَته!.
- أهم من أنصف “أبو نواس”، في رأيي، كان “أدونيس”!. مع الاحتفاظ لكلّ من “العقّاد” و”كامل الشّنّاوي” بتقدير خاص في هذا الشّأن!.
- أمّا قصيدة “المنخل اليشكريّ” ببيتها الشهير: “وأحبّها وتحبّني... ويحبّ ناقتها بعيري” فقد تحوّلت مع الزمن، أو كادت أنْ تتحوّل، إلى تهريج، وتُحوّل شاعرها إلى مُهرِّج، لولا إعادة “صلاح عبدالصّبور” لقراءتها من جديد، باستحضار مُعطيات قديمة!. عبر الشكل المسرحي الذي دعا صلاح عبدالصبور إلى ضرورة تمثّله في الذّهن، مؤكّدًا أنّ وجود القصيدة بيننا اليوم مكتوبةً فقط، يهضم حق الأبيات اليشكريّة، وبذلك يُفقد القصيدة شيئًا من طراوتها!.
- كانت التفاتة رائعة، حين تخيّل عبدالصبور، ودعا إلى تخيّل، شكل السّوق، والمارّة، والتجمهر، والدّواب، وجسد الشاعر، وكل المعطيات البصريّة التي بُنِيَت القصيدة على شروط وجودها، وهيّأت الشاعر لاستخدام جسده، طبقات صوته، وحركات يديه، التي كانت جزءًا من النّص الشفاهي، لا تكتمل الأبيات بغيره، وتُظلم بإزاحته عنها:
- “ولقد دخلتُ على (الفتا...
ةِ) الخِدْر في اليومِ المطيرِ
الكاعب الحسناء (تَرْ..
فُلُ) بالدِّمقس وبالحريرِ
فدفعتُها فتدافَعَتْ..
مَشْيَ القَطَاة إلى الغديرِ
ولثَمْتُها فتَنَفَّسَتْ..
كتنفّسِ الظَّبي البهيرِ
فَدَنَتْ وقالت: يا (مُنَـ..
خَّلُ) ما بجسمكَ من حرورِ؟!
ما شَفَّ جسمي غير (حُـ..
بّكِ) فاهدئي عنّي وسيري
وأُحبّها وتُحبّني..
ويُحبُّ ناقتها بَعيري”!.
- يمكن لقارئ القصيدة اليوم، القصيدة المكتوبة، القصيدة المعزولة عن مشهدها وظرفها الشفاهي، أن لا يتحسّس طرافتها، وأن لا يرى في تلك الطرافة جمالًا وإبداعًا، لغياب قُدرة العين على أخذ مكانها الطبيعي في المشهد الشعري!. يمكنك بسهولة تتبّع المَشَقّة النّاتجة عن تقطيع الكلمات في الأشطر لـ”رسم” الوزن كتابيًّا!. بينما القصيدة في أصلها تتطلّب، فعلًا، رسم السّوق والتجمهر!، مع ترك الوزن للأُذُن لا للعين!.
- نرجع لأصل الموضوع: ليس هناك شيء اسمه مذهب فني، بمعزل عن بقيّة المذاهب، سواء كانت هذه المذاهب سابقة أو لاحقة له وعليه!. ليس هناك مذهب “مُحَاكَاة” أو “كلاسيكي” أو “رومانسي” أو “رمزي”، أو غيرها، بمعزلٍ عن، أو تضادّ مع، بقيّة المذاهب، فيما لو كان المبدع حقيقي، والعمل الفنّي فنّي بحقّ!. لا يحدث ذلك إلا في زمن الإفلاس وشظف المواهب!.
- الذين يتحدّثون، مثلًا، عن خُلُوِّ “الكلاسيكيّة” من العاطفة، ويتّهمونها بثُقل الإرشاد!، إنّما يتحدّثون عن أعمال التزمت ربّما، فعلًا، بالكلاسيكيّة، لكن مِنْ قِبَل أرباع موهوبين، أو من عديمي الموهبة أصلًا!. وكذلك الأمر بالنسبة للرّومانسيّة، التي من السهل الحصول على تشويهات حمقاء بلهاء لها، عند من يتّخذونها مذهبًا، ممِّن هم بلا موهبة من الأساس!.
- من لا يرى في الموناليزا “سرياليّة” ما، “تجريديّة” ما، لا يرى في أعمال سلفادور دالي، ولا في بيكاسّو، شيئًا، ولو ظلّ يمتدحهما من هنا لآخر يوم في حياته!. والعكس صحيح: من لا يرى في سلفادور دالي “انطباعيّة” ما، وفي بيكاسّو “واقعيّة” ما، فإنه قاصر عن فهم “دافينشي” وتتبّع سرِّه!.
- وإنّما يُصنّف الفنّان بمذهبٍ من المذاهب، لأنّ ذلك المذهب مُهَيْمِنٌ على، وغالبٌ في، في عمله، وليس لأنّه المسلك الوحيد في ذلك العمل!.
عبدالله عليان
04-06-2021, 07:19 AM
ساور الشاعر يقينه
في النجوم
البرتقال اللي يقشر عاشقينه
طفل .. طفل
في القوافي مجدنا الحافي
يبللني جفافي
في السفينه ناقة البحر الحزينه
يرتحل يرتحل يرتحل
ارخته شفاة عذرا
قبلته بشهوة ثيب وجغرفها الكحل
في المواني
ماسوى الغاير في روحي
من جروحي
يعرف الليله مكاني
كل درب وعر شعر
وكل ماهبت غصونك
مالت الريح
وتشظت في دم الشيح
المعاني في الجسد
يامنافينا نمى فينا بلد
من سلالات التباريح اجتباني
كل ماهو نافرٍ
هذا نقيضي يابسٍ ماراود الأعشاب عن نفسه
ولكن
كيف ابكتب
كيف أبخدع كل هذا اللّب
وأغويه يتخلى عن قشوره
قلت أبرمي رغبة القارئ
في عرض الحيط
وأرمي عرض هذا الحيط للبحر
الذي برميه للأسماك
واستغني من النقد الكريم عن المشوره
خربيني
غربيني في الصدى
جربيني في المدى
احطبيني للضلالات الطرية غصن
يابس من هدى
أعربيني فاعلٍ للمبدأ
خربيني .. خبريني ..بخريني
كيمياء الغي
أمنحيني بهجة الجهل
واعطيني فتنة الأشيء
عقرب الساعة نحاس
يسرد الكبريت وحدي
كنت في الغرفة
ووحدي شفت
كيف اغتصبت الظلما كتاب الضي
غصّت الغرف ظلام
ناشفٍ صلد يتناثررغبة ٍ ملسا خرجت
الباب
كان بعشرة أقفالٍ وصايا
وانكسر من ركلة مرتبكةٍ
ماكانت الشمس اسبلت
لحظة خرجت عيونها
كان النهار بآخر انفاسه
وكان الإنهيار بأكثر اجناسه شبه
بالفلفل
أما الناس
بين اللي بقى في غرفته يلغيه ورثٍ
باذخٍ في الصمت يستشري
وبين الخارجين بركلةٍ مرتبكةٍ
للشارع المبحوح شمسٍ
تلفظ آخرماتبقى من شعاع
بعضنا قال أرجعي ياشمس
لكن بعضنا قال انطري حتى نشر هدومنا
ياشمس
قالت طفلةٍ يتلعثم التفاح في ترتيلها
غيبي
حبيبي قال أنا الشمس
و
سألني صاحبٍ كنا تعرفنا على بعض
فقصيدة
بعد خمس سنين
ليه الشمس تسهر وحدها
قلت
أذكر اني قلت شيٍ مبهمٍ حتى عليّ
الشمس صابونٍ تنامى رغوته
واليل ذقن الأرض
قالت مومسٍ يكتظ فيها التبغ
والدهن الرخيص
اليل شمسي
غابت الشمس
وتشّكك بعضنا
مادام حتى الشارع الواسع ظلام ليه
مانرجع
صرختي
كنت شفتك قبل هالمره
ثلاث مرات في كبد الزحام
وماتنبهت لوجودك في
دمي
لاترجعون
الشمس ترجع والظلام
أهون من الظلم
ألتفتك
كنت الأشبه بعشبه ويوم
طاح احجابك الأبيض وشلته
كانت الريح أثمرت في قذلتك
مهرٍ خصيب
**
ماعلى الناقد
سوى انه ياخذ آخر كلمتين
وكل مافي السطر الأول
والسفينه
ناقة البحر الحزينه
بعدها يسفك ثلاث أربع عبارات ويثرثر في جريدة
مو قصيدة
**
ليّنٍ فوّاح هذا الليل
شفاف امطري
يستوطن الكرّاث باطرافه
ومع هذا نخافه ؟
أبرقت أوهي طعوني
أرعدت أو هو أنين
والسهر يحطب عيوني
رمث وأوراق وحنين
الفواصل
كانت أقرب للمراجيح الصغيرة
ليه ترسمها مقاصل
.. يالقصيدة
لاتواصل
.. آه لو تدرين شلي
لاتواصل
.. فيك حاصل
لاتفاصل ردها مثل المراجيح الصغيرة
مثل حبات الذرة
شيّطنت لاعب كرة
ظل شعره طيّرتها الريح
من قذلة مره
كل ليلة
يخرج من الما
ويدخل في القصيدة
طفل
يبادل ضيا القنديل
باسرار الفراشات
ويضج بدفتري
الشتا تلويحة المنفي إلى الأرض
البعيدة
والمسا نادل وانا في حزنك العشرينيا
واستبدل اسمك بالفراغ البربري
من حصاتين .. لحصا تين
استدار اليانع المجبول بالأوتار في العاشق
بلادي
مثل ماتغرق سما في نجمها
أعلنت نعناني على صدرك
ومرغتك في وجه بنيّتِ ماشاغبت نسمه
طرف فستانها إلا
ونورست احتمالاتي
حليبٍ عاريٍ حتى من العري و
**
بطاقه
أكثر الأشيا قرف قارئ يقلب في كسل ... حزنك
تماماً مثل ماسيل المجلات القديمة
في صوالين الحلاقة
..
انطلاقة
ماتوّحش في دم الباذر سوى الأخضر
بلادي من حصاتين لحصا تين
ارتبكتك
ارتكبتك
وابتكرتك
كيميا وغيّ
تك تك
مرحبا
تك تك
ومرٍ بي حبا
تك تك
قصيدة
تك
فوجهٍ طاعنٍ في اليتم
تك
__________
حصل الكثير من اللغط حول هذا النص العظيم ، مابين قلّة الشاعرية به وأدخاله في قالب الصناعة
ومابين من يقول أنه عبارة عن فرد عضلات التجربة ، ومابين من يقول أنه عبارة عن فلسفة غير معروفة أساساً ..
بالتالي المتذوقين لهم الحق في قول مايريدونه ..
في تصوري هذا النص فيه كل مايُقال عدا أنه فلسفة غير معروفه وكان تشبيهي ألطف لأن ماقيل بالطبع أسوأ ..
كان هذا النص في رأيي عبارة عن حفل أعتزال عظيم لفهد عافت ، من هذا النص تحديداً أيقنت أن فهد عافت أنتهى شِعرياً ولو كتب ماكتب بعد ذلك
لن يتجاوز هذا النص ، أقرأ جيداً فهد يخبرك داخل النص عن تجربته كلها .. وأنه تشبّع تماماً ولم يعد لديه شيء يقدمه بعد هذا النص
ويمهد للأعتذار من ذائقتك بعذر عظيم يقدمه لك على طبق من شعر هذه القصيدة تحديداً ..
حالة هذا النص كحالة نص نزار قباني " الرسم بالكلمات " ولو أختلفت بعض الأفكار والألفاظ والصور والأدوات إلا أن الفكرة الرئيسية تبقى واحده
" قلت كل شيء وجربت كل شيء وسمعت كل شيء " وحان الوقت لأستراحة المحارب ..
________
كل نص يدخل في دائرة النقد ، إلا كيمياء الغي هو ليس للنقد بل للثناء !
تخيّل أن هذا النص أستاذ وقور يشرح لطلابه ، لابأس أن يناقش الطالب " المتذوق بصفة عامه عادياً كان أو شاعر "
ولكن يجب أن يتأدب في نقاشه مع أستاذه ..
" تبقى وجهة نظر شخصية مع أحترام كل الاراء وتحتمل الصواب والخطأ "
عبدالله عليان
04-06-2021, 03:36 PM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-23291881a7.jpg
عبدالله عليان
04-11-2021, 04:11 AM
إنْ كنتَ تريد أنْ تُثْبِتَ أمرًا، فعليك بالعِلْم، لا الفنّ ولا الأدب!.
ـ الفنون والآداب دروبُ من يريد أن يقول شيئًا، لا مَنْ يريد أنْ يُثبِتَ أو يؤكِّد!.
هي لمن يريد أن يقول شيئًا، والأكثر دقّةً، هي لمن لا يقدر على عدم قول هذا الشيء، ولا تستقيم له حياة، لا تَزِينُ ولا تتَّزِنُ، إلا حين يقوله، مهما كان ذلك الشيء، ساذجًا أو طريفًا أو فطنًا أو مُوحِشًا!، مُفيدًا كان ذلك أم غير مُفيد!. المهم أنْ يكون مُمتعًا في طريقة قوله والتعبير عنه، وأنْ يكون خاصًّا، مثلما هي بصمة الأصبع!.
ـ الإثباتُ ضدّ الفنّ، والضِّدِّيَّةُ هُنا ضِدِّيَّة مَقْتَل!. إنّما أساس الفنون والآداب قُدرتها على الحركة والتّحريك!. وسحرها الفتّان في قُدرتها، أو في حُلمها، أن تفعل ذلك داخل “إطار” ثابت!.
ـ العِلْمُ لِمَن يريد أن يَعْبُر،
الفنّ لمن يريد أنْ يُعَبِّر!.
ـ لا يُدافِع الفنّ عن وجوده، ولا الفنّان عن نفسه، بالحقيقة، وإنّما بالجَمَال!.
ـ في الفن: المعلومة النافعة ليست إلا عابرة سبيل!، والمعلومة الصّحيحة متسوِّلة فُتَات!. دَفْقُ الشّعور، هو المهم وهو الأهم!. الإحساسُ صاحبُ الدّار، ومالك الحقل والطّريق!.
ـ من يبحث عن معلومة طبّيّة في قصيدة “بندر بن سرور”:
“شيٍّ بصدري واهجه مستمرّي..
لولا ازرق الدّخّان يطفي لهيبه
سِلِّط على الدّخَان لو هو مضرّي..
له حَزّةٍ عند احتكام المصيبه”!.
سيجد، بمحض الصّدفة ربما!، قوله “لُو هُو مضرّي”!. وهي ليست أكثر من اعتراف ساخر، يُعرَض ليُرْفَض!.
ـ الحقيقة أنّ من يبحث هنا، لن يجد، لا معلومة صِحِّيَّة، ولا معلومة صحيحة!. وهو المخطئ وليس الشّاعر!.
كلّ ما على الشاعر تمّ القيام به على أحسن وجه!.
ـ لقد احتفظ للحُرْقَة والضِّيق وتكاثر الهموم، بما يسمح بتجدّد انفعالاتنا معها، أو بتبنّي هذه الانفعالات وتجريبها في داخلنا!.
ـ هدَمَ الشاعر “ضرر” التّدخين!. أولًا، بزعزعة الثقة في مسألة ضرره من عدمها: “لُو هُو مُضِرّي”!. لم يؤكّد ضرره طمعًا في الزعزعة المُستَجْلَبة من: “لُو.. هُو”!.
وثانيًا، بالتقاطه لحظة الشعور المنفلت: “له حَزَّةٍ عند احتكام المصيبة”!.
-التّنبّه، والالتفات، والوقوف عند مسألة أنّ القصيدة تدعو للتّدخين، وتخالف تعاليم وزارة الصّحّة المبنيّة على معرفة وحقائق طبّيّة، تنبُّه جيّد، والتفاتة مسؤولة، ووقوف مفيد ونافع، لكنه ليس تنبُّهًا، ولا التفاتًا، ولا وقوفًا، فنّيًّا أبدًا!.
ـ في نفس هذه القصيدة، يمكن لعمليّة البحث عن معرفة، أو معلومة صحيحة، أنْ تتكرر بنفس الفشل:
“والله خلق بالكون ثلثين بَرّي..
يكْفِنّ عن ثلث البحر ويش لي به”؟!.
ـ المعلومة مريضة، والشعور متّقد العافية!.
ـ على من تكون الجغرافيا همّه، أو الجيولوجيا قضيّته، أن يبحث عنهما في غير هذا الموضع!. أمّا من يريد الشعور، وانفعالات الشعور المتدفّق، أنْ يبقى، وأنْ ينظر للأرض من زاوية “البدويّ” الذي لا يمكنه التصديق، ولا الاقتناع، بأن ثلاثة أرباع الأرض، وأكثر، من الماء!.
-”قفلة”:
ألتقيكم بعد الإجازة بإذن الله وفضله. كل عام وأنتم بألف خير.
عبدالله عليان
05-20-2021, 10:02 PM
النقد مشروط بالمُنجَز لا بالمُنجِز!.
عبدالله عليان
07-24-2021, 08:52 PM
https://twitter.com/fahadaafet1/status/1418764047181303809?s=20
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,