المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قبل الذبول .. بـ قليل


إبراهيم يحيى
04-17-2018, 02:04 AM
https://pbs.twimg.com/media/BotwyAwIEAAdcwf.jpg

على رسلك .. أيها العابر
توخّ الحذر ، ليس هنا ما يغري بالمجازفة ..
إنْ هي إلا : أشياءٌ باهتة ، توحّشتْ لفرط ما أُهملتْ ، و كي لا تؤذي صاحبها
تركها مُلقاةً على هذه القارعة .

إبراهيم يحيى
04-17-2018, 02:08 AM
أكتبُ لأني لم أجد وسيلةً أخرى أتخلص بها من أفكاري*
*فريدريك نيتشه

إبراهيم يحيى
04-17-2018, 02:10 AM
كل ما في الجمر : إني أشتاقكِ .
أسرقُ ابتسامةً من وجه طفل و أطرق بها نافذتك ، فلا تجيبين ،
لأعود بُخطىً متخاذلة كما لو أني أتوكأ على عكازٍ لا يُرى .

سنلتقي عمّا بعيد .. غداً أو بعد غدٍ على الأرجح :
تتلعثمين بعذرٍ ركيك ، و على الفور أقبله .... بـ قُبلة .

إبراهيم يحيى
04-17-2018, 02:18 AM
الباب يسأل العتبة : منذ متى لم تلعقي حذاءً آخر ؟
فترد بأسف : مُذ فارق العطر مقبضك!.

إبراهيم يحيى
04-17-2018, 02:20 AM
لـ تظل أشهى .. خبّئ تفاصيلك جيدًا

إبراهيم يحيى
04-18-2018, 12:21 AM
لفرط غبائي ، أتخيّلكِ بعد هذا الأذى :
تأتين و على محيّاك الندم ... فـ تنمو أصابعي ،
تحملين زهراً ، فأنبّهكِ : الأشياء في يدكِ مبخوسةٌ .... لن ينتبه لها أحد!.
يفتر ثغركِ عن ابتسامة ............ فيتجهّم حزني .

لكنكِ مأخوذةٌ بالغياب ...
تتركين له ذراعك .. بانصياعٍ مطلق ، ثم تطارحينه الأيام .
حبيبتي :
أنا على سهر ،
بتُ شيئاً مثل السواد .. من لوازم الليل ، تنتابني العتمة فـ تتقد ذكراك ،
يدفعني اليأس لأسأل الستائر بازدراء : سيانٌ ما هو خلفك .. فلمَ كل هذا الاحتشام؟
تندُّ عن الجدار ضحكةٌ طفيفة .. فأعتبره صديقاً ، أما الباب ... فأخاله نادلاً مؤدباً ينتظر بصبرٍ رغباتي المؤجلة .

أترضيكِ لوثة عقلي؟
إنْ : نعم ، فالمجد لغبائي
إنْ : لا ، فاقبضيها كـ رشوة : غيابكِ يجعلني أشعر بأشياء كثيرة ... ليس من بينها الحياة .

http://static.alarab.com/MMS_Files/MP3/mp3_files//F/Fayrouz/Alarab_Fayrouz_Layali%20El%20Shamal%20El%20Hazenah .mp3

إبراهيم يحيى
04-19-2018, 06:10 PM
http://d.up-00.com/2018/04/152415026407041.jpg
أحلام الستين .. هي نفسها أحلام العشرين!*
* محمد الفيتوري

إبراهيم يحيى
04-19-2018, 06:16 PM
الحشرجة في صوته تؤكد أنّ كلامه قديمٌ في صدره ،
و نظراته الغائبة تُخفي قصصًا لم تكتمل .. كما يأمل ،
طاعنٌ في الحزن ، حتى أنه حين يبتسم لا تستجيب ملامحه .
لم يتحدث كثيرًا ، كان صمته أكثر فصاحة .
سعل قليلاً .. ثم نهض بتثاقلٍ كي ينصرف ..
سألته : إلى أين؟ . أجاب دون أنْ يلتفت : إلى الماضي يا بُنيّ!.

إبراهيم يحيى
04-21-2018, 03:53 AM
https://www.7fth.com/img/1524271738491.jpg

ارتماءة

رفيقة الوهم ..
" حبيبتي " مثلما ترفضين .. و لا أرتدع
مساؤكِ أنا ... هكذا يبدو أشدّ حُلكة
في الأقاصي .. هو ذا أنا .. امتثالاً لنوازعكِ و ما أجهله ،
مُنقبض النبض .. مسلوب البعض .. مُصابٌ بـ نزلة فقْد .
فداحةُ غيابكِ .. تبريرٌ كافٍ لبشاعتي يا أجمل ما فيّ ،
كل رصيفٍ أعبره .. يأخذ من جيبي شيئاً .. و يعطي العابرين ضحكاتٍ قصيرة ،
صوتٌ يعترف بذلك .. صوتُ مسكينٍ يتسوّل لأول مرة .


الهجير ..
آهٍ .. لو تعرفين الهجير؟
الهجر .. قصْمٌ لـ ياء ندائي ،
لـ احتراقٍ وشيك .. أحاول أنْ أستظل بـ ظلي .. و يا لـ حُمْق المُحترِق ..
تكذيبُ الظمأ .. ما يُشاع عن السراب كـ لهفتي و لمعةُ شفتيكِ ،
... الحاجة القصوى .. و برود الصدّ


في الأقاصي .. مندوحةٌ للجراح
رؤيتكِ آتية .. رؤيةٌ أكيدة لمعنى الحياة ،
تقولين بـ صوتكِ المصنوع من مادةٍ لاصقة : ( هذي أنا ) .. فأرد : ( بل أنا ) ،
ترتمين في حزني .. فـ يصحو كل فرحٍ على وجيب قلبي .

إبراهيم يحيى
04-23-2018, 09:38 PM
إنّ الحب هو السعي نحو الموت ، و المحافظة في الوقت نفسه على الحياة .*
* فرانز كافكا

إبراهيم يحيى
04-23-2018, 09:42 PM
صـديقتي ...
ما لا أطيقه : ألم أمي من مرضٍ يتفاقم ، حزنٌ يستولي على قلب حبيبتي أكثر مني ،
طفلٌ يبكي بين شناعة الظلم و بشاعة اليُتم .
ما لم أطقه اليوم : مغادرتكِ بخاطرٍ مكسور ، ندمٌ لاح عليكِ بعد ابتسام ، و احترازكِ من صفيق .
لم يبتكروا للعذر غير " آسف " .. و لهذا لا يمكن المراهنة على أمانة اللغة .

إبراهيم يحيى
04-28-2018, 11:46 PM
http://d.up-00.com/2018/04/152494704066811.jpg
القــارئ

لماذا لم يُعنون هذا الفيلم بـ ( الوغد النبيل ) ؟،
ابتدأ مستفزًا لشهوة الجسد ، و انتهى مستنزفًا لكثافة الروح
لا أنصح بمشاهدته ..
فهو جميلٌ حدّ الألم ، يؤرجح المشاعر بين نقيضين ، ينتصر للمنطق و يُمنطق الخذلان .

إبراهيم يحيى
04-28-2018, 11:49 PM
يستحق الرثاء .. كل شيءٍ يتطلع لكسب الإعجاب و أنتِ تقفين بـ جواره

إبراهيم يحيى
05-03-2018, 01:40 PM
تقولين : قلبكَ شقةٌ عاطفيةٌ مشبوهة ، في كل زاويةٍ منه ثمة أشياء لنساء عابرات أو عاريات .
حسنًا .. سأبتلع هذه التهمة ، و حين غصّة .. سألفظها على هذه الشاكلة :
لكِ طُهر ما يعلق على الجبين بعد سجودٍ طويل ،
و لي نوايا الجوارح و الفضاء سربُ طيورٍ مُتعبَة ،
بهكذا غضاضة .. نكون معًا قد نكأنا الجروح ، بهكذا فظاظة .. نكون قد أجهزنا على الضمير .

إبراهيم يحيى
05-03-2018, 01:43 PM
الشك : عقيدةٌ حُرة .. تمنحُ العقول أجنحةً ، لكنها لا تضمن الوصول .

إبراهيم يحيى
05-03-2018, 01:48 PM
نـــو..ن :

لم تُخلقي للانتظار ،
إنما هي إرادة الله .. ليجعل هذا العالم مقبولاً رغم فظاعته .
لو لم تكوني .. لكان هناك سطوةٌ للظلم و الظلام،
لو لم تكوني .. كيف يمكن لكائنٍ ألا يفكر في النجاة من الحياة؟
يكفي أن يُذكر إسمكِ على الأرض اليباب .. ليتكاثف - على الفور - سحااااب .

يا حلمًا لا يموت و لا يتحقق ..
أنتِ نبعُ شفاء .. و أنا سقيمٌ لئيم ، لا يبالي بالحشود المتدافعة على الضفاف ،
تعالي .. و ارتمي على صدري - حينها فقط - يصبح الوجود بما فيه فائضًا عن الحاجة ،
ثم هاتي يدكِ أتحسس بها ملامحي كيما أعرفني ،
و بأطراف أناملك أزيحي ركامًا ثقيلاً عن صدري هو ما تبقى من حطام الأمنيات ،
إذّاك ستدركين على استحياء .. معنى الحاجة و الإكتفاء .

إبراهيم يحيى
05-07-2018, 05:31 AM
حزينٌ هذه الليلة ..
أفكر في الغد : أمسٌ جديد ،
أغوص في نفسي أبحثُ عن ضوءٍ لا يكون مبعثه شرر ،
تتنامى في الأعماق صرخةٌ فيُحيلها الكبتُ مرارةً في الحلق ،
أتضوّر وجعًا ، فأسأل الهزيع الأبكم : أما من بلسم ؟
فيرتد الصدى وئيدًا ... : بل سم!.

إبراهيم يحيى
05-07-2018, 05:57 AM
http://d.up-00.com/2018/05/152566051802011.jpg

ما يأتي هو لكِ .. كما تتوقّعين أو كما تتوقين ،
أنتِ التي كلّما حضرتِ أتفاجأ بكِ و كأنّ ذلك يحدث لِأول مرّة!

تعويذةٌ مُقدّسة

صغيرتي .. كيف أنتِ ؟
هل ما زلتِ تطربين لـ وقْعِ المطر؟
حسناً .. سأنغّص عليكِ قليلاً ، المطر : فرصةٌ مواتية للبكاء بحرقة دونما خشيةٍ
من غمزة شامت أو رأفة صاحب

بي شطط .. و لهذا أكتب دون سابق فكرة ، ما الجدوى من تلميع الحروف الآن
و مآلها إلى الإرشيف بعد حين .. حيث الغبار هو القارئ الوحيد ؟.

بي شطط .. و أتحسّر على ذاك العصفور الذي يبني عشه على غصنٍ في متناول
الأفعى ، .. لا يدري أنه يبني نعشه .

عفواً صغيرتي لقد نسيت :
أنا بخير
بخير .. كما هو حال الكثير : آلةٌ تنعم بالصحة!
و لكنّ أخي الأصغر يُسدي لي النصائح - كشيخٍ وقور - كلما زرته
هل تعرفين النصيحة ؟
إنها طريقةٌ مُهذبة لإخبارك بـ فشلك !
لا تهتمّي ... لم يسؤني ذلك ،
فقد انشغلتُ مؤخراً بتربية عزلتي .. فيها أتفاءل رغم أني بها أتضاءل .
ربما تذكرين الآن ما وصفتُ به حالي ذات دوماً : وحيدٌ في الزحام .. مُزدحمٌ في وحدتي .
لكنّ لي رفقاء ساذجين .. ألجأ إليهم كلما رغبتُ في الفراغ!
انتبهي .. أنا لا أذهب إليهم لتزجية الوقت بل لأمتلئ باللاشيء .
هم من أولئك الذين يتحدثون باهتمام إزاء الأمور التافهة لأنهم يفهمونها جيداً ،
يثرثرون سويّاً و لا أحد يُصغي إلا لنفسه ،
ثم يضحكون فجأةً ليُقنعوا أنفسهم بأنهم في ليلة أُنْس .
المهم لديهم الضحك ... أمّا لماذا؟
فهو سؤالٌ كئيب و معقّد و يبعث على التفكير و هو ما يخشونه

فارغون يا صغيرتي حتى أني أحرص على عدم الخروج و في الشارع ريحٌ قوية .
هم من أحتاجه حقاً .. و ليس أخي

تخيّلي ...... أحتاج هؤلاء
أظنني أسأتُ لمعنى الإحتياج و سأحاول إصلاح ذلك : ( الحاجة أم الإختلال )
ما أحتاجه بالفعل : أنتِ ، و أشياء قليلة كلها لأجلكِ !
لكنكِ المستحيل الجميل ، و لا أدري بأي منطقٍ أستعين كي أقنع بؤسي بأنّ
في المستحيل ثمة جمالاً ما .

الرجل الذي تصادفينه و قد حقق أحلامه جميعاً .... سيدرك أنه لم يحقق شيئاً !
فـ يُلقي بأحلامه في غيابة الحب ،
أنتِ النور الذي أشفق على الظلام منه ،
عندما تقولين : أحبك ،.. أمدّ يدي لأعلى .. إذ لـ لحظةٍ أعتقد بإمكانية لمْس السماء ،
أنتِ نهرٌ يعشقه المطر و أنا اليباس على هيئة بشر .
أخبريني بربّك : أيّ عدلٍ و أيّ معنى .. كي أجتهد في ترميم التالف مني وهو لغيرك؟
كيف أبدو مُطمئناً و رحيلكِ يتحدث بلهجة الواثق ؟

فقط .. إنّ بي شطط
أُخطئ الطريق إلى بيتي مراراً عند العودة ، و عندما أجده أبحث عني داخله ..
كل العناوين متاهاتٌ مؤكدة ما دامت لا تُشير لحضنك ،
الحاجة أم الإختلال ... تذكري هذا و أنا أطلبكِ الآتي :
احفظيني مثل أشيائكِ الثمينة ، تلك التي تُعيرينها صديقاتكِ على مضض ،
أو علّقيني على نحركِ ... هناك يمكنني قطف النجوم و النظر بجذلٍ للأسفل نكايةً بالغيوم ،
أو اصلبيني على الخط الفاصل بين نهديكِ ، فإنْ سألوكِ : ما هذا ؟
قولي : تعويذةٌ مُقدسة تحرسني عشقاً و أحملها شفقة !

Riyadh
August - 25 - 2007
Ibrahim Yahya

إبراهيم يحيى
06-26-2018, 03:50 PM
الأحبة الذين سألوا .. أنا بخير بعد شكرًا .
يجترحني الغياب .. دون ممانعةٍ تُذكر ،
و لا أجد عذرًا .. غير أنّ المزاج السيئ يتشكل على هيئة سؤالٍ مُحبط : و بعدين؟

أذكر أنّ صديقةً تُدعى " إكليـل " قالت ذات خبوّ :
الغيابُ خدعةٌ نُواري به حقيقةَ أننا اُستُهلِكنا!.

هو هذا أو قريبًا منه . على أية حال : لـ ( أبعاد و أهله ) حيّزٌ من النفس المضطربة
لن تُقلصه تصاريف الزمن .
:icon20:

إبراهيم يحيى
06-30-2018, 04:04 PM
: أين أنت؟
: في الركن المقابل لـ طيفك .
: مَن معك؟
: نديمٌ يعرف عنكِ أكثر مما يعرف عني .
: مثل ماذا؟
: مثل أنه .. لـ رقّتكِ لن تُفلحي في إيقاظ أحدٍ من نومه .
: و .....؟
: و أنكِ في ليلةٍ من نيسان - منذ الأزل تحديدًا -
قلتِ وداعًا ، عانقتِ حطامًا ، ثم تأبطتِ ظل رجلٍ آخر ..
و مضيتِ .
منذها و أنتِ المستحيل الجميل .

إبراهيم يحيى
07-03-2018, 07:52 PM
هدية الله ..
أقتفي أثركِ ، أبحث عني صراحةً .
تتراءين لي في بواكير الأشياء ، و فيما يرويه التيه عن أحلام العائدين .
إهمالكِ صيّرني كـ تمثالٍ بليد .. تناوب على نحته مجنونٌ و رياحٌ و حشرةٌ حقيرة ،
و أقصى ما أتمناه لكِ من سوء : تتعثرين و في يدكِ ما تخشين اندلاقه .
محاولات الفكاك و انتزاعكِ مني ، لو لم تبؤ بالفشل .. ستبوء بالشلل - أكاد أجزم -
هو رجاء ..
إذا كان إسمي رمزًا في دفاتركِ ، إياكِ أنْ تجعليه كذلك عند حديثكِ مع غريبٍ ما .

إبراهيم يحيى
07-09-2018, 06:07 AM
العبث : جهودٌ حثيثة ، يبذلها الغبار .. لـ يبدو نظيفًا .

إبراهيم يحيى
07-09-2018, 06:09 AM
كيف تمكنتِ - في وقتٍ وجيز - من جعل وقاري
في هشاشةِ زجاجةٍ مُهشمة ..
تحتفظ بشكلها و لا تحتاج لأكثر من نقرة خائف لـ تتداعى ،
و أنتِ الصبية اليانعة كـ زهرةٍ لم يُحسن شوكها الوخز بعد ؟!

إبراهيم يحيى
07-21-2018, 08:45 AM
صوتكِ :
ضجيج أطفالٍ أشقياء .. في خيال امرأةٍ عاقر .

إبراهيم يحيى
07-21-2018, 08:47 AM
http://a.up-00.com/2018/07/153215154484271.jpg

نكون في أفضل حالاتنا عزفًا .. عندما نكون في أسوأ حالاتنا نزفًا

إبراهيم يحيى
07-21-2018, 08:51 AM
: هل جربتَ السقوط يومًا ؟
: جربتُ النهوض دومًا .
: !!
: في غسق الاحتياج لا نحفل إنْ جاء العون من نورٍ أو نار ،
كذلك عندما نسقط : لا نفكر بشيءٍ آخر سوى النهوض ،
لذا .. فـ نحن - دومًا - مُهيّؤون للسقوط مرةً أخرى .

إبراهيم يحيى
07-31-2018, 06:06 PM
أو..هام

مشى بمحاذاة الليل هائمًا على وجعه ،
فادلهمّ الليل بامتعاضٍ شديد كما لو أنه أثار حفيظته .
في جيبه بضع حكاياتٍ دارجة ، من ذلك النوع الذي يُروى للبسطاء فيأسفون .
و في يده قصيدةٌ باردة ، كتبها في ذروة احتراقه ...
عندما كان يؤمن بالنساء و الخرافات .

وجوم الشارع جعله قادرًا على سماع حسيس ظله المسحوب على الرصيف ،
فـ هَمْهم بصوتٍ يشبه الفحيح : حتى النور الضئيل يمكنه خلْق ظلٍ ذليل!.

توقّفَ قليلاً .. أو طويلاً - ليس بوسعه تقدير ذلك - ليسمح لضحكاتٍ ماجنة
بالعبور أمام حزنه .
و لمّا رأى شيئًا كئيبًا على الأرض ، دهسه بحذائه دونما رأفة ، مُقنعًا نفسه
بأنّ هذا الفعل لا يصدر إلا عن نبيلٍ عارفٍ ببواطن الأمور .

عاود المشي ناحية العمق هذه المرة ، بعدما أنفق كل ما في جيبه ،
و صافح غصنًا ورقةً بـ ورقة .

إبراهيم يحيى
08-01-2018, 05:24 AM
إلى سادرة :

حبيبتي ... ما أجملكِ لولا قُبحُ صنيعكِ ،
و ما أعذبكِ لولا أجاج دمعي .
كيف تنطلي عليكِ خدعة التعقّل ؟ و حتّامَ تُصيّريني منذورًا لاحتمالاتٍ لا تَصدُق ؟
كنتُ من الكثافة بحيث تُضحكني فكرةُ التبدّد ، فصرتُ ركيكًا أجاهدُ كي أبدو!
تفعلين النأي .. تدريبَ تحمّل ، بـ صفاقةِ مَن يُجرب النصل في كائنٍ رخو ،
و تنتظرين ما يُسفر عنه فعلكِ ..


آن لي مصارحتكِ ... يا ثمرةً على هيئة امرأة ، تمنّيتُ لو أقضمها أمدًا و تبقى على هيئتها أبدًا :
مشاعري خليطٌ من المقت و التوق ، يتنازع عليكِ في داخلي طرفا نقيض ..
لهما نفس الإصرار و الصرامة .
تجفل من يأسي عصفورةُ أملٍ مذعورة .. و الكمينُ يسأل :
هل المكافأة الرديئة .. مُداراةُ فشل؟!
يُعاودني على الدوام .. قول صديقي المتهكم : ( الصياد لا يُطعم الطريدة بعد صيدها ) ،
فـ أكمن ... كما لو أنّ المُتربّص بي مترامي الأطراف .
أحيانًا تُقاربُ ذكراكِ شيئًا يبعث الاشمئزاز و لا يؤذي .. كـ التجشؤ مثلاً ،
و أخرى .. تُشابه أمرًا جللاً يحدث فجأةً في الصميم ......... يعقبهُ الصمم .

إبراهيم يحيى
08-22-2018, 09:41 PM
إذا غبتِ .. رُفعت الأحلام و جفّت السُحب

إبراهيم يحيى
08-22-2018, 09:46 PM
جاءتْ بعد أنْ ناهز جمره العشرين عامًا ،
فقط لـ تقول : ( وداعًا ) .. بطريقةٍ مهذبة و أنيقة!.
متى تفهم هذه المرأة أنّ لمعة السكين لن تجعل الضحية تشتهي الموت ؟

إبراهيم يحيى
08-31-2018, 10:38 AM
وداعًا ..
لحاجبيكِ المرسومين بريشةِ إلهٍ يستعرض قدرته ،
و لهما هيبةُ مَن تعوّد إصدار الأوامر .. فيطاع .
وداعًا ..
لعينيكِ الجرئتين .. تبعثان دعوةً صريحة لاقتراف الخطيئة ، فأفعل .. بضميرٍ مطمئن .
وداعًا ..
لـ ( أحبكَ ) .. تقولينها بأقل قدرٍ ممكن من الحب ،
فيختصر قلبي سبعين نبضةً في واحدة ، أكاد بعدها أنْ أنهض
و أعانق بحبٍ مَن لا أعرفهم كما لو أنهم أسدوا لي معروفًا ما .

ستغيبين .. في اِلتفاتات الهاربين ، في الحرف الأخير من تحايا صباحٍ رتيب ،
عدا ذلك .. فأنتِ حاضرة .. كـ حاجةٍ مُلحة و الزمنُ مماطلٌ مقتدر .

يا امرأةً من قبيل الجليد .. و في صدري تتّـقد ...
قلبي يأخذكِ على محمل الوجد ،
و عقلي يقول : إنّ امرأةً تنام في حضن رجلٍ آخر .. لـ تأخذك على محمل اللهو ،
فأيهما أتبع .. و كلاهما يفضي إلى هلاك؟

إبراهيم يحيى
11-13-2018, 09:04 PM
http://a.up-00.com/2018/11/154213197372591.jpg

" غاتسبي " ... أيها البائس الجميل :
اليأس هو كومةُ حقائب مملوءةً بالأماني ، مركونةً على رصيف الانتظار ،
في محطةٍ قد غادرها قطار العمر .
و النحس هو رجلٌ متأنق .. ذهبَ ليحتفل بـ حلمه ، فإذا به في مأتم .

أنا و أنت رفقاءُ وهْم ، عبثًا نطلبُ من شجرةٍ مورقة أنْ تطمئنّ للخريف ،
نحتمي من الرياح العاتية بما رقّ فينا .. و نرجو ألا يتمزق ،
نستعير من الماضي صورًا باهتة .. نعلقها على حائط الغد ، كـ حقيقةٍ مفادها :
ما زلنا على العهدِ أشقياء .

إبراهيم يحيى
11-13-2018, 09:07 PM
الجوعى بـ حقّ : أناسٌ تمضغهم الذاكرة بينما هم يُعدّون مائدةً لمستقبلٍ مجهول .

إبراهيم يحيى
11-13-2018, 09:15 PM
http://d.up-00.com/2018/11/154213166526341.jpg
لـ ( ... )
المرأة التي لم تدرك بعد .. أنها ما زالت طفلةً تلهو بمشاعري ، غير آبهةٍ بتجاعيد حزني


على حد حلمي :
تجيئين يتبعكِ المساءُ طوعًا .. بكل خيره ،
تنظرين لساعتكِ .. فأسبقُ عذركِ بـ حقيقتين :
تتأخرين يا حبيبتي و لو جئتِ مبكرة ، لا عليكِ فكل لقاءٍ ما هو إلا فاصلٌ بين انتظارين .

تحدثينني عن يومكِ المرهق ، عن الآخرين ،
و عن أمور يمكن لغريبين الحديث عنها دونما حرج ،
و في عينيكِ يبقى الكلامُ الأهم ، الكلام الذي لا يُفهم .. و لا يُمل .

أحدثكِ عن جرحي الذي حينما تماثل ... تماثلَ للشقاء ،
و أني بتُ من الوهن طيفًا .. كلما تبدى .. تنضوه رفّة جفن ،
و أنّ ما يضطرم بداخلي كفيلٌ بشتاءٍ طويل .

لكنكِ تغيبين ...... فيحضر كل وخيم ،
أفتقدكِ و أنتِ ماثلةٌ على الدوام .. كـ لمعةٍ في الصقيل ، كالمحتّم و لات مناص ،
تعتذرين بالورد ، بالقاتم الحزين ، بحُجةٍ ( دامعة ) .. يجهش لها قلبي و هو يسأل :
كيف ظل الهواء أمينًا و لم يخن صدر الحياة؟

يا ( إسمًا ) لا يتألف من حروف ، بل من حروق - و هو ما يفسر طعم الرماد في فمي - :
عالقٌ أنا .. بين غياب حقيقتك و حقيقة غيابك ،
ذنْبكِ : إرباك الجهات ،.. حماقتي : ركضٌ بلا انقطاع .
يُغيظني .. تدافع الأحلام تهفو إليكِ لاهثة .. مُحققةً نفسها بكِ ،
بينما الحلم الوحيد الذي هيّأتُ له عمري مأوى ، انزوى....... و فضّل المبيت في العراء .

إبراهيم يحيى
11-17-2018, 04:10 PM
الرجل الذي يشتكي من ألمٍ في ظله ، و يُصرّ على كسْبِ تعاطف الآخرين ،
وجدته اليوم في فحوى أغنيةٍ رائجة ، تصدح في الأرجاء و لا ينتبه لها أحد .
كانت تقول : للحطام قداسته ، و قد دنّستْه محاولاتُ الانقاذ .

إبراهيم يحيى
11-22-2018, 04:16 AM
المُتحذلق ..
كُويتبٌ أخرق ،
يرصفُ الكلمات :
بلا ربطٍ
بلا معنى ،
و يرى نفسَهُ الأعمق

يزدادُ ثقةً ..
حينما :
تُصدقه الغِرّ ، و تعشقه الجهول ،
و يُصفق لهُ أحمق

عندما أراه :
أشعرُ بالضيق
و لا شيء أبغي - تمامًا -
غيرَ أنْ أبصق

إبراهيم يحيى
11-22-2018, 04:20 AM
لم تكن جميلة ..
ملامحها تناسبُ غلافًا لروايةٍ عميقة ، كلامها بذيءٌ و لها لكنةٌ مُغرية ،
رغم لباسها الفاحش بجدارة .. إلا أنه يُخفي طُهرًا غامضًا .
يبدو أنها في الثلاثين من عُهرها .
و عندما سألتها : منذ متى تلعبين هذا الدور؟
أجابتْ كـ ما لو أنّ السؤال فخٌ مكشوف : عندما كان أمثالك يُفضّلون دور " الكومبرس " على خشبة الحياة!.
أعدتُ الكرّة مهزوزًا و كأني أتلافى هزيمةً محققة : و يعجبكِ حالك ؟
و بـ هدوءٍ يوحي بشدة البأس و اليأس معًا .. قالت : أفضل حالاً من عانسٍ اكتفتْ بإصبعها زوجًا في السر .

أمام وقاحةٍ أخّاذةٍ كهذه .. لا تملكُ إلا أنْ تتظاهرَ بالأسف ،
و تُنهي المشهد بعباراتٍ وعظيّة - كـ حيلةٍ نبيلة - هي في جوهرها إقرارٌ بعدم أهليتك لخوض هذا النزال كما يحدثُ غالبًا!..