((ذُهَــــــان ،، لانمطي،،،،،!!))

[زايد الشليمي]

(1)
غرفة (118)
موعد مع الطبيب ،،،،،،
؛
؛
؛
ماذا تشعر،،؟
أيها الطبيب اني أشعر ان رأسي
ليس من ممتلكاتي
وافكاري متداخلة ولاارى الاشياء
كما هي ،،،
بعد قراءتي للتاريخ ايها
الطبيب
احترمت الحيوان
وعرفت ان الانسان مشروع وحشي
يقتل ويسبي ويهين
ايها الطبيب
ان مااعتقده ليس من باب الصدفة
ان بنية جيناتي التي هي
من تحدد مسارنا وتربينا ليست على
مايرام ،،، اشعر ان انسانيتي
تفوق السعار ،،
ناقم ،،، غير راضٍ عن اداء
الأداء،، مهمشاً خلفي حقول الريحان
اشعر ايها الطبيب
اني في الزمن الخطأ
ويجب ان اولد بعد قرنين
ثمة بشرى تقول ان البشر سيتحولون
الى مومياء لطيفة
؛
؛
هل تحب الناس من حولك؟
الحقيقة ايها الطبيب
الحب والكره نسبي من احبه
اليوم قد اكره غداً
ان تحول الكره الى حب شعور
لذيذ اما العكس وهذا مااعانيه
فهو مؤلم،،،
مااكثر من سقطوا
وتلوت عليهم سورة التوبة
نعم اكره بالجملة
الكل سيئ حتى يثبت العكس
؛
؛
انتظر قليلاً ريثما اعمل
لك استبيان لنعرف مدى
صلاحيتك للحياة ومدى الى
اين وصلت افكارك
؛

[زايد الشليمي]

((2))

لحظة من فضلك
هل لديك ميول انتحارية؟
ايها الطبيب
قديماً كنت اخشى الموت لان الموت
في عقيدتنا تحول الى حياة مرعبة
وبسبب الصحوة وقصصها الكرتونية
اصبح عندي فوبيا من الموت
اما الان ايها الطبيب
عندما انكشفت اللعبة لااخشى
الموت،،، ولكني احب الحياة
احب القهوة احب امي وفيروز
احب خالد ،.. احب ان اغزو
الفجر بمناجلي واقطف الريحان
من ثغر من احب
احب ان اتنفّس واسقي الليمون
واشربه
احب التربة ،،. احب الوطن
رغم تحفظاتي وميولي اليسارية
احب ان اجري خلف ذات النطاق
وألعب لعبة ليلى والذئب
لكن بالنهاية ليلى ستأكل
الذئب
احب الحياة ولااريد ان
اخسرها،،
؛
؛
((يتبع،،،))
؛

[زايد الشليمي]

؛
؛
؛
هل تعتقد ان افكارك مقبولة
واين تجد الغرابة في افكارك؟
سيدي الطبيب:
منذ ولادة الوعي لدي لااعرف ان اضع
مخي تحت حذائي ،،دائماً ايها
الطبيب لي نظرة شاذة
عن جميع الامور
لذلك قلّما تجدني اتبع القطيع
لذلك ،، اشياء جعلتها هي الاساس
في طريقة تفكيري
المنطق ،، العلم ،،، الانسانية
وهي اشياء مغضوب عليها
لأن اغلب التعاليم التراثية تكره
تلك الاسس ،،
ودائما تنتصر هذه الاشياء
معي
لذلك ارى اني غير مقبول
وغير مؤمن بما يحتويه ،،
ولاارى سيدي الطبيب ان هناك
مقدس كل شيء قابل للنقد
كل الحقائق بدأت غريبة
لااعرف
هل انا طبيعي في مجتمع غير
طبيعي
ام اني غير طبيعي في مجتمع
طبيعي
؛
؛
؛

[زايد الشليمي]

[center]وأعود للطبيب حاملاً
سجل التحليلات ،،، وقياس درجة التفكير،،
زايد،،
هل لديك مشكلة او عقدة نفسية
نشأت منذ طفولتك واثرت عليك،،
؛
سيدي الطبيب
طفولتي للاسف كانت في عصر الاعور
الدجال ،، والفقر احد ملامح تلك
الفترة ،،،
وانا نشأت في عنفوان الصحوة
واحد خريجي المناهج المليئة بالتطرّف
والقليل من الحكمة
تديّن بلا دين،، بشر مشوهون من الداخل
سعار ولعابهم قذر،، يتقاطر من لحاهم النتنة،،
انا احد ابطال تلك المرحلة
غنيت للشيطان ورقصتُ للجن
لم يعلمونا حب الله ولكن علمونا خوفه
لدرجة الرهاب والمرض
الفكرة الصالحة ياسيدي لاتريد ترغيب ولا ترهيب
كنت ازاول حياة الموت ،،، وموت الحياة
كافر ،،، ومرتد ،،، تستحق القتل
لو فكرت ببعض العقلانية والمنطق،،،
ليست ان يكون هناك رجل متديّن هو وشأنه
ام ان يكون النظام بأكمله متدين
ويغذي التطرف هنا تكمن المشكلة
لقد تجاوزت كل هذا
وغنيت للانسانية ،،، وبصقت في وجه الصحوة
ولكن لازال الم الصدر ،، باقٍ،،،
اذا اردنا النزهة
ذهبنا للمقبرة نسلم عليهم
ونقول لهم سنلحقكم قريباً
وسنلتقي بمنكر ونكير ،،، والثعبان
وضمة القبر
كيف لااحمل عقد ايها الطبيب
البيت المدرسة الكلية
كلهم اجمعوا
ان
3+2=10
كيف اكذبهم
سيدتي الطبيب
نحن جميعنا بلا استثناء مهزوزون
جميعنا ابرياء لكذبة اكبر
لانستطيع اتخاذ قرار ،،،
جبنا خائفين ،،،،

[زايد الشليمي]

؛
؛
؛
هل مررت بتجارب قاسية في حياتك
ايها الطبيب لا الم الا الم الفقد
وجميعنا نمر به ،،، ولكني اتصور
ايها الطبيب ان هناك خطأ
خطأ في تركيبة الاقدار ،،،
الزمن توقف وقت الفقد،،،
بكاء وعويل وصراخ
وتنتهي ويبقى ألم الاحتياج
الحقيقة ياطبيبي
اسوأ مابالحقيقة هو ألمها
وان من فقدت يصبح تراب
تراب ،،،
عليك ان تبتلع الحقيقة بما فيها
كمن يوقظك من النوم تكرهه
المادة لاتفنى ولاتستحدث من العدم
كلام مادي بحت
الايام كفيلة بفناء المشاعر
انا لست حزين
انا سأحزن اكثر ،،،، ان توهمني بالكذب
ايها الطبيب
انا قلق الآن
انا مرتبك ،،،،
انا اتكوّن في مكان آخر
ولكن جزيئاتي هنا
؛
؛

[زايد الشليمي]

؛
؛
زايد،،
مالذي يدور في مخيلتك الان،،؟!
سيدي الطبيب
أشعر ،،، لااعرف
ولكن تلك الذكريات احيانا
تسبب سكتة دماغية
الان اشعر اني في مكان
صحيح في زمن خطأ
لااريد غرغاء وصخب
اريد ترتيب الامور ،،، اريد
ان اعتزل المحيط ،، والوجوه المتكررة
سئمت افكارهم الرتيبة ونواياهم
القذر ،،
سيدي الطبيب
النفاق غريزة ،،، وانا لااستطيع
الضحك في وجه من اكره
قليل المجاملة ،،،
اسكت عندما يكون الصدر اكبر
من الكلام ،،،
ياطبيبي الماهر
اريد ان استرخي قليلاً لو سمحت
هل توجد لديك ممحاة
تمسحُ عقلي وبعض وجهي
افكر ،، ايها الطبيب
اني انسان سوي
بسبب تواتر التراث ،،، والكذب
تكونت خرافة ،،،
صدقها الجميع الا انا
حرب
ولكل حرب ضحايا
؛
ايها الطبيب
ابي كان رجل عابد
لايفارق المسجد ،،، مات
فجأة ،،، وهذا الامر فظيع
مات ولم يدرك الحقيقة
من يدفع ثمن سنواته
من يغفر هذا الجرم
؛
أعود ايها الطبيب
الى رأسي،،،
اشعر ان خلايا المخ تنتفض
وتشجب وتزأر في وجه
الكل ،،،
انا ،، قد اكون انسان سيئ
إنما لست مغفل،،،
احب الحرية ،،، اكثر من اي
دين ،،،
اعشق فيروز ،،، وهي صديقتي
اللدود انا محظوظ اني عشت
في زمن عاشت به فيروز
هل لديك اغنية لفيروز ايها الطبيب
بدلاً من تسجيل كلام
اريد ان اقلب الظهيرة الى صبح
هي تعرف مدى ،،،
صوتها الذي يشبه المغفرة
وخدر الريحان
هل تتصور ايها الطبيب
ان هناك
بشر لايسمعون فيروز
ولا الموسيقى
داخلهم هياكل بلاستيكية
اريد ان اسمع
اريد ان اسمع
؛
؛

[زايد الشليمي]

؛
؛
سيدي الطبيب : د. وليد
من خلال نظرتك الاولى لكلامي
هل فعلاً انا مريض نفسي،،
اسمع : زايد
انا لااشك في عقليتك
ولكنك يجب ان تكون مريض نفسي
وحتماً انت بقعة بيضاء
يحاصرها السواد من كل الجهات
ولكن الى الان لم تتضح معالم ماتعانيه
احتاج لكلام اكثر ،،،
؛

[زايد الشليمي]

؛
؛
زايد
نعم
هل استخدمت اي نوع من المخدرات
او المشروبات الروحية،،؟
سيدي الطبيب خطر في عقلي طرق
كثيرة ليس لانتعش وانتشي
ولكن لأكون انساناً عادياً
ولكن ثق تماماً الان
ومستقبلاً لن اكون اسيراً لمزاجي
ولكن ايها الطبيب
دائماً قلق وخائف
لا اعرف من ماذا
هي حكاياتٌ ايها الطبيب في عقلي
الباطن بما يسمى تحت الادراك
اشعر ان الوعي كان لدي في بطن
امي وقرأت عيني امي ،،
تراتيل وطرب وليل مخلوط بالنزهة
امي ،،، امي
لأجلها اكره الذكور ،،، والمرأة المفكرة
حتماً ستكون تعيسة في مجتمع يرى
هويتها عورة وعطرها اغراء
وجسدها الة تفريغ ،، وتفريخ
لذلك احب المرأة المثقفة وهي تلبس النظارة
وتختار الكتب
لايمكن هزيمة امرأة تقرأ ،،،
سيدي الطبيب
لست انا المريض ابدا
انما المحيط مريض ويحتاج تطعيم
عن الجهل والخرافة ،،،
يريد احباط تجربة كريات الدم
اعادة صياغة للعقل العربي
وفرمتته وفرمه ان استدعى الامر
حتى تكون من ضمن هذا النسيج
يجب ان تضع عقلك ومنطقك وقناعاتك
في سلة النفايات
وانا لااستطيع
لا استطيع
؛
؛

[زايد الشليمي]

زايد،،
نعم ايها الطبيب
سأعطيك حبتين(زنكس)
لتهدأ قليلاً ،،،، ثم اعاود الاسئلة
؛
؛
؛
ماذا تشعر الان زايد،،؟
سيدي الطبيب
أشعر اني رصيف بالي اعتزله المارة
وماضي يطاردني وعواقبه وخيمة
كبدي تنتثر بالارض ولااستطيع
التقافها
اعتزلت البشر واكتفيت بنفسي
ونفسي ابنة كلب تجلدني ،،،
وتقيم علي الحد،،،
عندما اتذكر ايها الطبيب ؛
أشعر اني هرولت أكثر من اللازم
لعقت نهد الشمس واحرقتني
ركبت الموج فسلخني،،،
ايها الطبيب
أشعر اني ارتحت قليلاً
زيجارة لو سمحت ،،،
أشربها ،،، لعلي افتكُ بالقمر
واتسحّر بالسحر،،،
؛
اف ،،، اف ،،، اف
يتطاير دخان وبشر واعراف وتراث
وتقاليد ،،، ممتعة هذي السيجارة
لعلك حشيتها ببعض القنب
لابأس طعمها يشبه شفتيْ عذراء
لم تنجب ،،، أشربها وتنجلي الحياة
اني افقد التصوّر ايها الطبيب
لا افكر ،،، لا ارى ،،، الا دبيب
الفئران ينخر اذنيْ ،،، سيجارة ثانية
لو سمحت،،،
اتعرف ايها الطبيب
نحن السعوريون دائما نقع بين
خيارين وذلك لجُبن جُبل فينا
وزرعه الاجداد
حب بلا ارجل ،،، او ارجل بلا حب
ودائما نختار ارجل بلا حب
ومن السخرية نتصعلك على سياسات
الدول الاخرى ونريد اختيار رئيس
ونحن لانستطيع الاختيار بأنفسنا
لذلك ،،، نحن جبناء ،،، لانستطيع
الوقوف امام هبة هواء،،
نعود لموضوعنا ايها الطبيب
هل ستصف لى حبتين من هذا
الدواء كل يوم
،،؟؟
لا طبعاً زايد ،،، هذا الدواء
يصنف من ضمن المخدرات نصفه
بحدود ضيقة ،،
خسارة ايها الطبيب
حتى انت جبان،،،!!
لايهم ،،،
هل لديك اسئلة اخرى
انا مستعد للهذيان ،،، ونحر القرابين
وبيع كل البشر حتى نفسي
من اجل حبة زنكس،،،
أشعر بتمدد خلايا المخ
طارت مع الريح ايها الطبيب
مترامي الاحلام ،،،
اسأل رعاك العقل والطبيعة
)
؛
؛

[زايد الشليمي]

؛
؛
زايد
هل قراءة التاريخ اثرت على
شخصيتك،،؟!
سيدي الطبيب
نوعا ما ومن يقرأ التاريخ ولديه
الحد الادنى من الانسانية
سوف يستفرغ الا اذا كان بليداً
او ايمانه يحثه على الافتخار
سيدي الطبيب لايمكن تغيير
التاريخ الثابت منه
ولكن يمكننا تغيير النظرة اليه
واعادة صياغة قناعاتنا من
جديد ،،
علينا عقد صفقة مع الذات
واصدار صك براءة منه
صحيح قد تغيرت نظرتي لاشياء
كثيرة انما شخصيتي لم تتغير
سيدي
لابد ان نعرف ان المنتصر
هو الذي يكتب التاريخ
لايوجد تاريخ كُتب بموضوعية
النزعات الدينية والبشرية
غيرت كثيراً
نحن الان او الاغلبية نحن العرب
قد يفتخر بما يوجد فيه
ولكن سيأتي جيل يبصق فيه
عندما يكون الانسان اولاً
لا ابرئ احداً جميع الامم بلا استثناء
لديها تاريخ مقرف
لم اتصور ان يصل الانسان
في عصر من العصور بهذه البشاعة
حتى الان يكتب تاريخ مليء
بالانتهاكات والتعدي واهانة الانسان
قد اكون افلاطونيا نوعاً ما
ولكن سيدي الطبيب قد افعل اي شيء
الا ان نقتل بدم بارد
؛
؛

[زايد الشليمي]

؛
؛
زايد ،،
نعم يادكتور وليد،،
كيف علاقتك بأصدقائك المقربين؟
أيها الطبيب
بالتعريف الذي في رأسي
ليس لي اصدقاء
صديق واحد ولكنه متصل
وبيني وبينه المسافات
ياسيدي الطبيب
الاصدقاء كثيرون ولكن لاتوجد
صداقة ،،، هو تعريف نادر
اجده بالأموات ،،
دائماً اجلس على جبل يطل
على مقبرة اناجي من رحلوا
اعلم ان التراب لاروح به
ولكنه ضرب من ضروب الكذب المريح
اولياء ذهبوا ،، وتوقفتهم خلاياهم
عن الانقسام ،،
الغريق يتعلق بقشة
ولكن ليس علي ان اصوّر تلك
القشة انها سفينة التايتنك
الصديق مفقود ،،، اخ عندما
تُفتقد الأخوة ،،
ذهب ليثبت لي انه يستطيع
قتل الموت
فارس يحارب طواحين الهواء
فيكسرها،،،
ذهب وكان لعنة على غيره
فجعلني لاارى صديقاً قط
هياكل بشرية
اصنام خشبية فارغة
لاتجدي عبادتها
لذلك انا اراهم لنتبادل النكات
ونسامر بعضنا
وهم يعلمون اني اعلم
انهم كاذبين
صديقي الطبيب
انتهى الحديث
رحل الصديق واخذ الصداقة معه
والمعاني الجميلة النادرة
انتهي الحديث
؛
؛

[زايد الشليمي]

؛
؛
زايد،،
نعم ايها الطبيب
هل الاماكن تشكل لك اشكالية
بمعنى تغيير مكانك هل يعطيك
الارتياح
الاماكن لها علاقة بأفكارك؟
سيدي الطبيب
لدي قناعة ان الجمال يبدأ من الداخل
الاماكن لها دور ولكن ليس كل الدور
السفر يجعلني ابدو سعيداً
ولكنني نقلت الاماكن الموجعة داخلي
هناك ارتباط شرطي بين المكان
والالم ،،، ولدي يقين ان هذه البلاد
الكرتونية غير صالحة للعيش
ولو كان هذا تفكيري قبل سنوات
لفكرت بالخلاص من المكان
سيدي الطبيب ،،،
نحن الشمال نرتبط بالتراب والجاذبية
بمدينة لاتكاد ترى بالميكروسكوب
مجتمع قبلي متدين متعفن
والغريب اننا نشتاق لهذا المكان
البائس ،،،
نحن من صنع الوهم
مكان غير طبيعي ينتج بشر
غير طبيعيون ،،،
السفر حل مؤقت كالمخدر
ولكن سرعان مايزول ويبدأ الحنين
للعفن ،،
نحن مرضى نحتاج لفك هذا الارتباط
والان تشعبنا وخرجت لنا عروق
واكباد ،،، تتشبث بهذه الارض
البالية ،،،
؛
هل مزاجك جيد الان؟
اعتقد ايها الطبيب انه جيد
ولكني احتاج ياطبيبي ،،، لطبيب
اعتذر نسيت انك طبيب
احتاج لتشريح جثّة ،،،
وعزل كريات الدم ،،، عن بعضها
واحتاج لزلزلة المخيخ
واحتاج ان اصغر ،،، حتى
لايراني احد،،
هل انت قادر ايها الطبيب ،، بعلمك
فصل افكاري عن رأسي
اعطائي مفتاح السجن
هل تستطيع خلق مجتمع جديد
ونظام جديد يوافق افكاري
سيدي الطبيب
لقد تخليت عن اغلب معتقداتي
لأكون حراً ،،،
انا الان لست حر
سيدي الطبيب
الحرية هي اسمى معنى في الوجود
بسببها اراقة دماء ،،
اريد ان اطير ،،، فوق السماوات
لاارض تقلني ولاغيمة تمنعني
ابعد من سدرة المنتهى
واغني بصوتي البشع ،،،
وارقص للمطر ،،، لاليل ولانهار
لازمن ،،، ولامكان
لاشيء يحدد اختياراتي ومحطاتي
اريد ان اقبر في السماء
كرهت هذا التراب ،،،
هل تقدر ايها الطبيب،،؟!

[زايد الشليمي]

؛
؛
زايد ،،!
نعم ايها الطبيب
هل تحب العزلة،،، هل تشعر بالامان
هل هناك اشخاص تشعر معهم بالامان
اين اصدقاؤك ،،، اقرباؤك،،،
هل تشعر بالوحدة؟؟
سيدي الطبيب ،،،
صحيح احب الاعتزال ،،، احب ان اتكوّن
واخاطر بأفكاري وحيداً،،،
احب الظلام ينير ،،. عقلي ،، احب الهدوء
والكتابة تشعرني ان لازلت حياً
اكتب مااعيش حتى اصل
ان اعيش مااكتب ،،،
ياسيدي الحقيقة ان الامان غير مستشعر
نحن على كف سياسة ،، التصفيق مقزز
وكيف يصفق من بترت يديه
الاعور ،،، اعور ،،، وتجميل القبيح استنزاف
لمشاعرنا ،،، اني اتكلم مع اصدقائي
الموسيقى والتبغ ،،، والقهوة
وتلاميذي ،،، اني اشفق عليهم
واحاول نزعهم من الوحل
ولكن الوباء سيطر على عقولهم ونخر
عظامهم ،،، ولكن حول الحمى
لان الوقوع يعني الاعلان والاعلان يعني
الصلب،،،
سيدي الطبيب
ماذا يفعل عقلك اذا جنّ جميع،، قومك
؟
وسيجارة اخرى لو سمعت
اعتّم عليها تنجلي ،، هكذا اجمل
البصق في وجه الريح يرتد عليك
وانا تعلمت
ان اعيش افكار
لا اعرف الصمت عندما يجب الكلام
اتكلم وارى الاستغراب يعلو الوجيه
ووشوشة الكلام ظاهرة
هذا مجنون،،،!!
نعم مجنون ،، عندما لا يستطيع عقلي
ابتلاع التراث ،،،
لا اعمل الا بالاقتناع
والاقتناع صعب ،،،،، فإن الشق
اكبر من الرقعة،،،!!
؛
ايها الطبيب
زدني قليلاً ،،، اعطني ناياً ،، وليلاً
احب ممارسة التعب على اكمل
وجه
؛

[زايد الشليمي]

؛
13/2/2020
جاءني زوّار ،،، هذا الصباح
كأطياف اللوز،، طعم الحرية بالثغور عجيب
شربت قهوتي وابتلعت الفنجان
وكانت هي المرة الأولى بحياتي
أن أصفع الصبح وأغني نشوة الليل المعتوهة،،
جاءتني رسالة تنذر بامتداد الصبح ولازال يقيني،، هو يقيني
ياعقلي يأجمل شيء فعلته لقد اختصرت مسافات وادركت سرعة الضوء
ان اطمئناني حياتي
مالكم كيف تشركون ،،؟!
وفي روز،،، معجبة بصوتي
وحبيبتي العاهرة لازالت تقطف الشرف من جبيني
نعم ،، أعترف أيها الطبيب اني مصاب بمتلازمة الفكر العقدية
وأنه عدم وجود مشكلة هو مشكلة بحد ذاته
قرأتُ كتاب اللطف ونحرت أحرفه على باب سجادتي وأيقنت اني أسرق حكاياتي البريئة من عنق زجاجة الموت
أيها الطبيب
اريد شيئاً بسيط العقد ،،
لأني أيها الطبيب أشرف على النجاة
د. وليد
ضع يدك هنا ،، أو هنا
والعن تراث السائرين الى الغفلة
وأشرك بالشكر ،،
اعاني من تمزق كبير في رباط المخ،، ولكن هو ،، هو
ليتني كنت سخيفاً
والضلوع بين الفينة والفينة
لاتكترث لنبضات القلب الخارج من المألوف
ماأتفه يقيننا ولازلنا ندور في الساقية الوقوف المتحرك
عذراً ايها الطبيب
سأعود اليك ريثما انتهي
وانهي محاولاتي في ايجاد
وجود ،،
قُبلة ياقبلتي
:

؛

:
زايد..
:

[زايد الشليمي]

؛
ياطبيبي كن حليماً
قلبي لايشفى بآه
:
لا ابالي حتى موتي
ان في الموت حياة
:
:
سيدي الطبيب
وجلاء صدري
ومعتقي من ظلامي
وآخر دائرة نزفت بها
عندما أدركتُ وطني
وجدتُ
أعلاه إسفله وأسفله أعلاه
أيقنت ان هذا التراب يطوي
المطر ،، وينجبُ الفقر
ويحتال على الحيلة
حقدتُ على رئتي فلم تجد
غير هذا الهواء تحرقه
ياوطني،، ياصديقي اللدود
ان المرض ليس له شأن بأفكاري
إنّ افكاري وليدة المعقول
وخرافةُ الزمن أكبر من خلايا مخي
لذلك تجدني بين البين معتكفاً
في صلاة الغربة وأشعر ان موتي
إنذار وقتلي فريضة ،،
تعبتُ من هذا الدرس الصعب
قرابين الحروف مؤلمة
وسلخ الجلد حتى وان أعتق الإيمان الا نه موجع جداً
أشعر ياطبيبي وكأني عاشق مخدوع ،، سلالة كفي تماثلت
للشفاء فكان ولا بد ان أغني
وأغني وأغني حتى لايبرح صوتي الغناء وتعجب بي الغنّاء
كبطلٍ في مسلسل دون مُخرج
وليس له من مخْرج
؛
؛
أيها الطبيب ،، أيها الوطن
عندما يتضاجع المُعتقد بالسياسة يُنتج طفل مشوّه
تقتله تضحيات الفاسدين من أجل ممارسة الفساد
ياوطني هذا اللاهوت ،، هذا الهرم سينقلب على رأسه وتمشي الديدان في نتانته
ويحترق الثلج وترفع أعلام
النكسة في خاصرته
لقد قتلنا ،، الخوف فمتنا قبل ان نموت
واستوفينا شروط الاكتئاب
وخرجت ألسنتنا من أفواهنا
لتطّخ شفاهنا بالدم،،
وتكلمنا بصوت واحد
لعن الله السياسة (( ترقص على أعقابنا،، وتصلي في أغانينا))
سيجارة اخرى ايها الطبيب
لو سمحت
أقبلها كقُبلة ،، يتيم لأمه عندما خرجت من القبر،،
الأفيون كدين السخفاء
سأحاول أيها الوطن
ان أحفر في الروح ،،
؛؛
هنا الطاعنة،،
؛

؛

:
زايد..
:

[زايد الشليمي]

؛
1986م
صباح الخير
أيها الكهل الشاب
أخذت الأوكسجين عنوة
وكنت للفاسدين قدوة
أيها الطبيب
تحتاج لطبيب
قالوا في الانجيل ان الأموات
لن تعرف أنهم كانوا أغبياء
ولم يدركوا أصول اللعبة
سبقتك ايها الطبيب الى نفسك
وأثق بنواياي أكثر
من ثقتي بأدويتك
قليلاً ،، قليلاً
من ((السيروكسات)) أيها الطبيب
أبدو متناقضاً
صحيح التناقض نفاق
وجهل بتفاصيل التفاصيل
ولكني مستاء ياطبيبي
من كل شيء وكافر بكل شيء
ومكاني- أعرف-
تحت وطأة الموت
خذ مني حكمة أيها الطبيب
وعلّقها بدلاً من شهادتك
( الوهم عند شخص جنون
والوهم عند الجماعة دين))
قالها استاذي عندما كان ( يغرغر)
لحظة
لحظة
سأعود عندما يحين
موعد الدواء ،،، الدواء
داء،،
:

؛
؛

:
زايد..
:

[زايد الشليمي]

؛
1997م
اليوم ،، يشبه وجهي بلا خطوط
سألت تلك الأتربة ،، عن الجدار
الذي كان هنا،،،
بقية من سُهد ،،، وحصيلة الخصلة البارعة في نبتة الجبين
سألت كالسّذّج
متى يحين انفجار الشمس
؟؟
ونهاية المسرحية السخيفة
المكتوبة بشكل رديء
المعروفة مسبقاً
ووقعنا بين
مسيّر و مخيّر
كأنك تقول فلسفة دين
او سواد الأبيض،،
سألت ذلك الشيخ البريء من العلم ،،، وكلّما طالت لحيته
ازداد جهله وتعصبه وسعاره
ايها الشخص :
دائماً نقرأ ونقتنع او نرفض
فكيف اقتنع ثم أقرأ
معادلة معكوسة ،،،
قال لي
اصمت؛
قلت ان صمتي يجعلني اتكلم من الداخل وهذا مؤلم ومقزز ومقرف
؛
؛
حلم ليس من تفسيره
الا هلاوسه
يتمتم بكلام أشبه بسجع كهّان
قرأ ثم قرأ
ان هذا الا سحر يؤثر
ياصديقي ليس لله سماء
فكرةٌ كانت غبية
عندما ينهش المخ خلاياه
تدرك وقتها انك كنت في سلطة وباء،،، ولعنة اجداد ،، ولؤم تراث ،، ووقاحة كئيب ،،
في الفضاء الضيّق لايمكنك الطيران بكامل اجزائك
خذ عني مالم تعرف ان تطلقه
فأسرار الليل طويلة
وتماثلك للدواء اول الداء
تعلم كيف تستخرج القانون من التفاحة الساقطة
أما انت ستأكلها ،،،
؛

؛

:
زايد..
:

[زايد الشليمي]

؛
اليوم في حانة الخانة المشبوهة
جلست أتفكّر في ملكوت الملك
الهش ،، وتصعلك الفكر حتى
وصل صدري ونقمته
أشد من مزاجة
ياطبيبي الأخير وجلاء همي وطلاء جدراني السوداء،،
العقل لايختار مايفكر به
فلا تكلني لعقلي ،،،
انه عقلٌ مشرّد ،،،
ذاق طعم صناعة الحرية داخل
قبره،،، يشيخ في زهايمره
ويبني من الهواء قصراً
ياطبيبي ،،، وعنفوان الاطمئنان
لقد نشأت فقيراً هزيلاً يسارياً
يؤمن بالشيوعية
تعرفتُ على نفسي في ظروفٍ
غامضة اني الآن ايها الطبيب
كموقف الممثل العبقري ( أحمد زكي) في فلمه (ضد الحكومة) لمخرج الواقعية النازي ( عاطف الطيب)
عندما وقف هذا الفنان امام المحكمة يقاضي الحكومة وقال
( لقد تاجرت بكل شيء بالمبادئ والقيم والمخدرات والنساء انا لاانكر شيئاً
كلنا فاسدون حتى بالصمت العاجز كلنا فاسدون)
نعم كلنا فاسدون
ياطبيبي
اسمعني للأخير
واكتب مااقول،، واسجد شركاً
وشكراً لعقلي،،،
ياطبيبي كما قال هتلر
الضمير صناعة بشرية
ياطبيبي كل شيء قابل للصناعة
حتى الانسان،،،
اني أتموّه لأتكوّن في مكانٍ
ليس فيه الا الأطفال والفقراء والبسطاء
والقهوة وفيروز وآخر كتابٍ اقرؤه
كيف تصبح انساناً،،؟!
:

؛

:
زايد..
:

[زايد الشليمي]

؛
؛
سهو ،، هوس
2003
تذكرتُ شيئاً
يامعتقي ،،،
ارجع القيود في ضميري
فالأغلال رمز الحرية
وأيقونة ،، الأحرار
دمت ياترابي ذخراً لغيمي
عندما تقطر الأرض مطراً
والسماء ترمي احجاراً
تأكد انك وصلت لحلم الحلم
ياريم
ثمة سجود لغير المعبود
شرك أهل النظام
دعيكِ من ثوراتي وانظري
لوضاعة الحال
ياطبيبي
هل أنا مصابٌ بالذهان
أخبرني لأضع احتمالات
لعنة الوراثة قاتلة
أيها الطبيب لاتطل الحديث
اني من متفهمي الجهل
أراك ياطبيبي بالشتاء الماضي
عندما لايبقى من فيروز
الا ((أنينها ))ومن قهوتي ((مزاجها))
ومن كتبي (( هذه الاغلال))
تأكد اني لازلت على قيد الموت
ياطبيبي لن أكون زائراً لك
بل ازور الفجر الهلامي
نعم
أنا مصابٌ بالذهان اللانمطي
ولعنة ألم النفس جحيم
وعقلي الباطن يوحي للظاهر
انه لانماص من الرصاص
سأحجب الرؤيا عني
وأغلق باب الويل علي
انتهى لقاءنا على شر
سأنام بنمطية وأبتلع السهر
وأكون مخدراً
سآكل من الدواء المُر
وأعوذ من قرابيني
وسحقاً للاهوت الذي يطاردني
وشكراً للكابوس الذي قبض علي
ولكن ايها الطبيب
قليلاً من (( الزلدوكس))
يغير مجرى الخلايا
وأتبرأ من التشهد الأخير
واردد دائماً
ان في الموت حياة
ولن تخلصني ابداً من نفسي
سأخلد الى فتح الآذان
واغلاق العيون
وأعود مردداً
عقيدتي الانسان
والاطمئنان باليقين
الأطمئنان باليقين
؛
استودعكم
حكايتي
فاحفظوا ظهري
كما حفظت وجوهكم
؛
؛



؛

:
زايد..
:

[زايد الشليمي]

؛
وأعود ،،، لصديقي اللدود
وتتقلص الرئتان ،،، وتكره الهواء
وتسقط الأسئلة من قديم
وتكون الاقنعة من الصلب
لاشيء يستحق
وأبدأ في غزْل الدقائق ليخرج لسان الساعة،،
يلهث،،
واتصل ،، لاستفتي
قال: استنشق الدواء

؛

:
زايد..
:

[زايد الشليمي]

؛
؛
ولازال في دمي عرق
أعاود الذهاب للطبيب
عساني أسعى في الأرض فساداً
وآخر عهدي بالأسئلة
قلت : أيها الطبيب
هل أستمر مقيداً طول عمري؟
قال بأسف :
لو كان القدر عادلاً
ماخُلق الفقد والمرض
فقلت:
حبة للنوم وحب للأكل
وحبة للسهر
لن امشي كما يجب
سأسير كما احب
أيها الطبيب التعيس
الحزن معدي
لذلك لا احب ان اكون حزيناً
سأرقص على أنغام الطرب
وسأجمع الصخب
وأقول زد يانديمي أزيد
سحقاً لك أيها الطبيب
؛

:
زايد..
:

[زايد الشليمي]

؛

:

أيها الطبيب
ألا زال لزائر الفجر من موعد
شح لون الحبر وتبددت أثار الكرام
وتقطعت بالطيبين السبل
انجرف الحرف يساراً
وغرست الأشجار رؤوسها بالرمل
نامت قطعان الليل في ذنب النجوم
واندس انين الصدر في الوسائد
وبقيت بالحنجرة ابرة ...
ياطبيبي الا ترى ما آل اليه النور
بدأ يسير في طريق متعرج
وأنا أيها الطبيب تعرفني لاتمر الفصول أمامي
مرور الكرام...
شقي وباقي بذرةً من لؤمي
يطلبك
يسعدني أن اراك ولكن الحدود .. حدود
:
؛

:
زايد..
:

[زايد الشليمي]

؛
:
أيها الطبيب المغرور
بدأت أشعر بأشياء ..غير مألوفة
اعياء ... ذميم ..
والمواقف تتكرر ... ودائما أقول
حصل في يومٍ ما..
أشعر بأن عزتي .. عزلتي
اريد أن أنمو بعيداً ..
وأكتب .. عنقوداً لايسقط أيها الطبيب
أشعر .. بأن هناك خلل في تكويني
وموعد وصولي ...
يفترض بي أن ((ادرك ذلك )).. وأريد
أيها الطبيب أن ..تجعلني ادرك
:
كتبت لك أيها الطبيب الدواء الذي
اريد في آخر قصيدة (( انشودة الشيفاز))
وقمت بنقدها .. بدهاء..
وطردت الورقة من ملفي ..
وقلت : اقفل الدوام ...
:

أيها الطبيب أعرف أنك سيئ السمعة
لأني اعرف ان من يوقظك من النوم تكرهه .. وأنت أيها
الطبيب لئيم..
وأنت تبحث عن الدواء..

سأنتظر في مقهى قريب هنا
الاطف الهواء .. وأشرب قطعةً
من سكر ... وقهوةً سوداء .. داء
وانتظر حتى
تفتح العيادة ..
:






؛

:
زايد..
:

[زايد الشليمي]

؛
:
2009
الساعة ... السابعة صباحا
في دوّار (( المنهل ....))
قريباً من صيدلية (( قطر الندى))
وصاحبتها صديقتي (( بيان ...))
:
وقفت..في أول الطابور
وقفت والأمل يلهث خلفي
واريد الوقوف ليدركني
ولا استطيع ان اقف الا في الطابور
وقفت... كأول المنشقين على الطبيعة
البشرية... انتظر ..
أن يفتح الطبيب
قلبي وملفي .. هذا الطبيب المعتوه
د . وليد سرحان..
:
جلست أمامه كتلميذٍ .،يريد أن يعرف
ولا يريد أن يؤمن
اراقب كلماته المرهقة.. وهو يقول
لاتحب أن تسمعني..
( يازايد الشيء الذي لاتحب سماعه هو الشيء الذي تحتاجه...)
قلت .. بسذاجة التلاميذ..
أيها الطبيب
زهقت أرواحنا من التنظير .. في كل مكان
تنتظير ... أصبحت جميع أعمالنا وهمومنا نظريات...
والتجارب أفشل من نظرياتنا
اريد الدواء
أين الدواء...؟!
قال : بانكسار ... الخبث
الدواء يوجد... في (مكان لايوجد)
قلت : فهمت
أيها الطبيب ...
من يسرق الدواء هل يعاقب نظامياً؟
:
وعاود .. الدخول الي
وسألني :
عندما كنت طفلاً..هل كنت طفلاً..؟
االحقيقة أيها الطبيب
لم أكن املك الحد الأدنى من شعور
الطفولة.. وكم تكسرت النفس
أمام لعبة .. بالية
وكنت أعتقد .. أن ما الاقيه ويلاقيه ابناء
جيلي هو شيء طبيعي .. ونعتقد أن من
مصلحتنا ..أن تنتهك طفولتنا بشكل
أو بآخر
ولكن من سوء حظي أني لم أكن
بليدا ..!!
وعندما كبرت وضعت جميع أحلامي
في سلةٍ واحد ... فتكسّرت
وبقيت أنا...مجرداً..
أنا فقط ....
أيها الطبيب
انعتني بما أنا أهله..
قل لي باقي كمية قليل من العقل
قل لي...ستصبح مجنوناً..
:



؛

:
زايد..
:

[زايد الشليمي]

؛
:
وعاون
الموت أصحابة...
جاء بصدمة... واحتياج
عند تفقد عزيزاً،، قريباً
فإنها ((الصدمة)) ويكون الحدث أكبر
من المخ فلا تستوعب ولن تصدق
موته .... وتمضي
فترة ويصغر الحدث حتى يدخل رأسكًً

حينها تدرك أنه مات
يبقى الاحتياج
عظيم من فقدت والموت زاده عظمة
تحتاجه حتى لو كنت لاتحتاجه
ويصبح شماعة جيدة لهزائمك
ونكساتك..
حتى في أتفه الأشياء
وتظل تذكره حتى عندما تتعثّر
بحجر
ذلك هو الموت..
:


؛

:
زايد..
:

[زايد الشليمي]

؛
:
أيها الطبيب المغرور...
بدأتُ (( أنكمش))
جئتكَ وفي عنقي ... قلادة
لن انزعها حتى تنزع مني ذهاني
ماذا تريد بعد...!!
:
اسمعني يازايد
انا طبيبك منذ 20 سنة ..
وبسبب عنادك دائماً ترجعنا سنوات
متى تصبح رجلاً
اقتل المراهق الذي زرعته في صدرك
فإن تصرفاتك .. صبيانية (وطيش )متكرر
متى تنتهي..........؟

:
أيها الطبيب
لقد خلقني الله لعنتك .. وخلقك ملاذي
الحياة أيها الطبيب ... معجونة بالملل
بعد الأربعين لاتعيش لنفسك
بل لغيرك
وأنا بتهوري قررت أن أشعل الفتيل
وأكثر الصخب.. وأغني بالطرقات
صهيلاً..
:
أيها الطبيب :
دعني وشأني .. أغرق في الرمال
وامشي على الماء..
دعني أتعاطى الألوان ..
أعيش في هذه الغابة بلبلاً
لايطير..
:
أيها الطبيب
أحب أن أكون مغامراً حتى لوكنت
أحلم...
أريد أن أقتل الخوف .. بالخوف
أريد ... صهريج من السيئات ... أعرف
مغفرة ربي بها..
أيها الطبيب
أريد أن أنام ..




؛

:
زايد..
:

[زايد الشليمي]

؛
‏؛
:
((اتصال مدفوع الثمن...))

صباحُكَ.. أجمل
من صباحي أيها الطبيب..
أنا بخير إذا رأيتني ..منشغلاً عنك
:
مابك .. أيها المجنون زايد
في هذا الفجر الأسود
:
أيها الطبيب
أشعر بشيء....
هناك كائنات طفيلية تعيش على
رأسي...
تتغذى من مخيخي...
وأشعر
أن تنفّسي أسرع من نبضات قلبي
وأخشى أن يستريح هذا القلب
:
أيها الطبيب
أشعر ..
عندما يشح النوم.. وتتمدد الخلايا
ويهيج الفكر... والشياطين تتقافز أمامك..
.وملامح إعجاب جمهوري الوحيد أمام عينك
...والعروق ... تتشابك
..وكهرباء الجسد .. تلدغ
وفوران في مقدمة الرأس... وارتعاش في الشعور



:
مابك أيها المريض...
:
أيها الطبيب هذه ليست
أعراض مرضية .... هذه أعراض شاعرية

لا شيء..
أنا أكتب قصيدة
:





؛

:
زايد..
:

[زايد الشليمي]

؛

:
أيها الطبيب :
لقد نسيت نصائحك...
وأعرف أني أحتاج إليها
ولكن أيها الطبيب
أحب الحرية.... أحب الطيران
بعكس الرياح ...أحب التمرّد ..
أحب مخالفة القطيع.. أحب
أفكاري .. القاتلة ..ونشوة السّكْر
تدفن .. بعض أجزائك..

ثورة الثروة
عندما لا أملك الا أحلامي
تزيد بلوحة لبيكاسو .. أو بأغنية
من ثغر حليم ... أو انشودة لفيروز
ويكبر الحلم حتى يتحول الى مادة
غير صالحة للاستخدام ..
ثم أرمي نفسي في جهنم ..
لأتخلّص منها ::
:
الحقيقة أني أعرض حالة
ولا أعرف تعريف جيد ... لحالة الدوران
لي وجه واحد.... لذلك أعرف
أني انسان سيئ السمعة...
... لأن لا أجيد ممارسة الضحك ..
في وجه من أكره
:
أيها الطبيب
أهوَ ثنائي القطب أم انفصام ..
أم الفص الصدغي...ام ذهان ...
مابك ...!!
هل فشلت في تعريف ... ماأعاني
حتى شعرت أني فأر تجارب
:
أنا أخشى أيها الطبيب ... أن أطردك
من عالمي... لأن قرأت اليأس
بعينيك... وأنا
أجمّعُ الأمل من عين حقود ..
وأنشر الخرافة الحقيقية
:






؛

:
زايد..
:

[زايد الشليمي]

؛

:
سلامٌ ياطبيبي
حتى حيــن....!!
:
رجعتُ أسأل نفسي...
أيها الطبيب
سؤالٌ أرّق العالمين ...
وكان عقدة البشرية وعلى أساسه
بنوا ..،الأساطير
هل نموت لنصبح خالدين
؟
أم غياب وعي البشر هو غياب
الوجود...!
الحياة مؤقتة الى الآن وبها كثير
من الملل...
تقول : ((جنوبية))
( نحن لانحب الحياة .. نحن نكره الموت)
فعلاً. هذا مايحدث
:
أيها الطبيب
الدواء.... حيلة نتحايل بها على الجسد
ياطبيبي
أخشى أن يكتشف جسدي
...((ألاعيبك))
ولكن أحتاج لعبةً جديدة
هل من الممكن
؟




؛

:
زايد..
:

[زايد الشليمي]

؛

:
ياريم...
أريد أن أسكب عينيّ
في كفّيك...اقبضي عليهما
أريد أن أنام...
فقط .. أنام
:
وسحقاً لهذا الطبيب المريض


؛

:
زايد..
:

[زايد الشليمي]

؛


:
صباح كيميائي ..
شديد سواد الشمس
:
أيها الطبيب :
هل تعرف أن أصعب مايواجهه الطبيب النفسي
عندما يتحوّل العرض الى طبع.. وتعامل
العقل الباطن مع ماتحمله دون قدرة
منك..
إنّ فك هذا الارتباط مؤلم ..
ومكلف .. وقد تسقط بعض قناعاتك
وترى الألم بصورة أكبر.. من المعتاد
وتخاف من الأماكن المغلقة
وتشعر أن الكون مكانن مغلق..
الخوف من الخوف.. وتركيبة كارثية
داخلك.. تكره النوم والسهر
وأحيانا تُصاب .. بنوبة طارئة.. حتى
تصاب بالصرع الليلي
:
أيها الطبيب
انتَ تدرك تماماً.. الانكسار،،.
وألماً لاتستطيع احتوائة .. تفخّم الأمور
البسيطة.. تصبح القشة سفينة..
والمضحك المبكي أن هناك خبث
ابليسي صحوي يعمل على هذه القشة
ليلتهمك..والثمن الفاتحة
:
أنت تدرك أيها الطبيب
عندما يكثر الارتباط الشرطي بعاداتك
كل حركة او فكرة .. تجر خلفها
قطيع من حشائش السواد داخلك
عندما أقول لك أنا ... مستاء
لن تفكّر كما بفكّر العامّة..أنا مستاء
حالات الهلع .. تطحن العظام
عندما تشعر أنك مصاب بنوع من الجذام
طاقتك السلبية قنبلة ..جرثومية
أنت انسان ... لاتعني شيئاً..
أنت أصغر .. من أنك تحلم .. أنك ممكن
أن تكون شيئاً
:
اوه .. جلد الذات مقزز..هدفك أن تعرف
هدفك..
عندما يصبح المجهول معلوماً
تفوح الأفكار الخلاصية .. من
مخيخك..وتعصرك وتقطع احشاءك
نظرة من يحبك..
أصعب شعور مكلف عندما تشفق
على نفسك..
:
أيها الطبيب
عندما .. تتقلّص رئتيك .. تشعر باختناق
عميق تتمنى أن كل شيء في هذه الدنيا
يتحول الى هواء..
عندما يكون الكلام .. أصعب من الصمت..
:
عندما يكون أكبر طموح لديك
أن تكون انسان ((طبيعي ...))
:

؛

:
زايد..
:

[زايد الشليمي]

؛



زايد..
كلمني عن ذكرياتك
لعلي أجد خيطا أمشي عليه

أيها الطبيب

(( الرَّعبُ من الخوف...))

للذاكرة... ذاكرة
وصوت هنا يقول ..(( عليك استرجاع الذاكرة))
فبدأت المكائن التي أصابها الصدأ
تعمل .. وصوتها مزعج..
بدأت ملامح شيء قديم .. وتتوالى
الصور

هناك طفولة.. شابها الغموض ..
طفل يُضرب عندما يسأل..
طفل متشائم .. لايسمع الكلام..
كنت أخاف .. ولا أعرف ..
يكره ويكتئب .. لدرجة البكاء الهزيل
عندما يأتي غروب يوم الجمعة
كانت المدارس عبارة عن معتقلات...
المدرسون كأنهم يمارسون أحقادهم
بنا..
بسبب هذا الرعب والاعتداء .. جعلونا معقدين
مترددين لايستطيع اتخاذ قرار...
شوّهونا..

:
اووه
(بنت الفئران)

مراهقتي .. في ذلك الوقت ..
اكتسها (( حليم ... )) .. كنت أحب
الموسيقى ... لأنها تصيبني بنشوة
وأحلم.. لمجرّد الحلم
كنت أحب الثغر.. ومغازلة الخصر
ومشاغبتي
لجميلةٍ .. تقطن شارعنا ..
كنت ساحر ا .. يقنع المؤمن بالكفر
كنت .. أحتفظ..
بصورها.. وأقصُّ
عليها بطولاتي المزعومة
وكنتُ أغني لها

انتِ ريما..
أين أنتِ .. منذ قرنٍ
وأنا أبحثُ عنكِ...
قد تلاشيتي..... ولكن
أتذكّر...
في متاهات ..الطفولة..
أنكِ كنتِ مدينة ،،يأخذ الأطفال منك
كل ضحكة... منكِ أجمل
حتى لو كانت حزينة...

أنتِ .. ماذا؟
أنتِ كهفي .. فيكِ أنجو
..أتصوّف
إنّ في صدري ..بلادْ
شعبهُ ماتَ وهُجّر..
أنتِ ي أغنى مدينة عاش
فيها الفقراء


:
أنتِ ريما
أنتِ أجمل من حدائق
أنقرة .. أنتِ ليلُ القاهرة
ياضياء اللندنية
..أحملُ النور بحضني
وأنام .. في جفونٍ قرمزية
أنتِ أشهى .. حتى من ليمون يافا
برجُ إيفل .. كم تطاول
عند أقدامكِ .. أُعدم
:
قد نسى الجوع بعينيك
الرغيف..
فيكِ غنى كل ...شاعر
انتِ ماذا..
ليس ماعندي اضيف
آه لو أسكن فيكِ
حتى لو بيتي رصيف
انتِ يا آخر آخر







( زايد..)
؛

:
..
:

[زايد الشليمي]

؛

:
أيها الطبيب ان للأقدام ( زلّة..)
وانا أحتاج لوجه انثى استثنائي
او طفل ملائكي.. كوجه خالد
إني أرى البؤس في وجه
السماء...
حتى الهروب أصبح مخيفاً
الموت أحَبُّ الي
من ملء أوردتي..
الأعراض الانسحابية لحب اسطوري
يجعلك أيها الطبيب
مشوه من الداخل
رفقاً بي ..

[زايد الشليمي]

؛

:
أيها الطبيب :
اعتزلت .. كل وجهي
كم مرة .. قلت لك.. إني احتاج
الى تغيير ... رأس
هي الباقي ( أمل..)
سندس القمر .. وساحرة الجهة
الجنوبية من صدري ..
أيها الطبيب .. الطّيب
ان مزاولة مهنة الشكوى.. تجعلني
أكره نفسي ... وأنا الذي أشرك
بحبها .. كنتُ فاشياً في قتل
ديمقراطية الحب ..
نحن .. ياطبيبي .. عقولنا هي ربّنا
وأنا ... مستاء
من .. عبقريتي في الهرب
اريد مواجهة الأمل
وحصد المطر من فمها اللعوب ...
إنها .. عمقي وآثاري
بها أجد لنفسي موقعاً إعرابياً
أني أحتاجك كحاجتي ( للبرشامً)
الذي يطربني حتى يقتلني
لقد اعتزلت ... الهواء

[زايد الشليمي]

؛

:
(( ألـــو.....!))
أيها .... الطبيب .. هل تسمعني؟
لقد تغيّر حجم صوتي
أيها الطبيب
لقد تركتُ عملي ... بسبب نظرياتك
(( تقاعدت مرضياً.....))
ولكن ... أذكر أنك قلت شيء..
(( لقد جعلوا أشرف مهنة .. أقذر مهنة))

أيها الطبيب المتكبر ...!
إني ممنوع من السفر .. وممنوع من الكلام
لجموني حتى لا أصرخ ..
وأصبح الصراخ ... من الداخل
لا .. أعرف...!!
هل أصبح الانسان .... سيئ السمعة ؟

لقد همّشت هذا العالم ...
لأكسب نفسي..
وخسرت كل شيء... كل شيء
حتى نفسي ..


:
(( الوعي ... الوعي ..))
سأولد بعد .. سنوات أو سنين ..
بشكل آخر ..
بأفكار .. والأنا جديد ..
وضمير ... مختلف ... قد أكون
انسان ساذج أو دكتاتور ..
الأهم .. أن ( الأنا ..) القادم
لن يدرك الأنا .. الحالي..
أتمنى .. عندما أولد من جديد
أكون طفلاً ... وأموت طفلاً


:
زايد ...
هل أنت مرتاح الضمير ...؟
سيدي الطبيب
يقول هتلر : ( الضمير اختراع بشري)
بقدر ما تتغذى .. عليه من افكار
وعقائد .. يكون ضميرك
قد تغني ... وضميرك يتألم
وقد تقتل .. وتكون مرتاح الضمير ..
:
هل شعرت يوماً .. أنك .. مغفل ؟
ياسيدي الطبيب
لقد شطبت .. بعض معتقداتي لأني
لا اريد أن أكون ... مغفلاً ...
ولكن للأسف ... ( الانسان الطيب مغفل)
وأعتقد أني ..الانسان الساذج
( لقد تم .. قتلي .. بنجاح ..)
:
زايد :
إن .. صوتك حزين .. وذابل ..
ولا أسمعك جيداً..
ألو ألو ..
زايد...؟
بربك قل لي .. لماذا تركت مهنتك؟
وقبلت أن تكون .. فارغاً
بلا عمل..
إنّه .. سر أيها الطبيب .. لايعرفه
إلا القليل...!
ولكن .. لقد أرغموني .. أن أقطع
أجزائي...
:
:
الو الو ..
هل خذلك أحد..؟
لم أخذل ... ولكن قاموا بصلبي
وعلّقوا الصليب .. بهامتيً
ولكن .. تأكد أيها الطبيب
أن وجعي سيأكل نفسه .. ويموت غلاف
القلب ..
لقد أحببتُ أن أكون .. غبياً..
لأجل عين .. أبكت عيني

:
ألو ألو ..
لقد نفذ الإتصال...!!

[زايد الشليمي]

؛

:
الو .. الو.. ألو
هل من أحد ..... ؟
يدخل الى رأسي .... ويعبث
بالتركيبة الجينية والعصبية
قد يغيّر ...
مافشلت في تغييره ... منذ
آلاف السنين..
:
أهلاً ... زايد أسمعك..
أهلاً ... أيها الطبيب .. المُتعجرف
مابك :
أيها الطبيب ...
أشعر أني أمشي على أكتافي
كل شيء يبدو دائريا
حتى الضوء ... اكتشف انشتاين
أنه يسير بطريقة ... فيها ميول
وانحناء...
أني ياطبيبي ... بارع
في تقمّص ... الانحناء المتوازي
عندما كتتُ .. رجلاً
لا أفقه الا .. مايفقهه.. الذكور
كنتُ ... أشعر بالتناقص أمام نفسي
حتى أصبحت أرى نفسي (( لا أري))
:
زايد :
لقد سألتكَ سابقاً... ولم أقتنع
هل انحرافك بأفكارك ..
لها التأثير السلبي ... على صحتك ؟
ياطبيبي ..
بكلمة واحدة ..(( لا ..))
ان إصابتي بهذه اللعنة ... غيرت أفكار
كثيرة الاً فكرة ايجاد الوجود
منذ صغري وقبل ملامحي ..
كنت لا أقتنع بقناعات الآخرين
كنتُ دائم النقد .. دائم التعجب
دائم المنطق ..
كنتُ مؤمناً (( عرفياً..)) إن صحّت
التسمية ...
يقول عبدالله القصيمي :
إن جهلك بالحقيقة ... لايعني أن تؤمن
بالخرافة ...!
وماتراه مسلّماً.. لديك
قد يراه البعض من ضرب الخرافة
:

أيها الطبيب
أريد الذهاب إليك ..
وقضاء بضع سنوات نائماً..
لا أشاهد الشوارع الجافة
ولا الأطفال المنافقين
ولا الأشجار الباردة ..
أريد ... أنْ اسجن بحرية
هناك .. في أحد زوايا
حي ( الحجر الأسود ..)
هناك ... عندما (( دكّتهُ)) داعش
تقلص قلبي
وصرخت ...
لماذا يسلبون الحياة لمن يريدها
لماذا قتلوا سعاد ..
و((فاء البهلوان))
إني أذكر .. خجلها وكفرها ....
أذكر .. وجهها الدي يُقسم على
السماء فتبرّه
تخيّل ... أنها تعمل كاتبة لقصص
الأطفال ..
كل من كانت تسليهم بقصصها
كبروا .. وقتلوها
مات ... وأنا أذكر كلمتها لي
زايد :
أنت لعنة .... لايفلح من تصيبه
كنت أكتب لها الرسائل الورقية
فتمضغها ... وتسري في عروقها
:
رحمتها السماء
2/7/2013







زايد


:
..
:

[زايد الشليمي]

؛


(( خالد صالح الحربي...))

أشعُرُ ...أنكَ تشعرُ بي
ياصديقي .. الأول
ثق تماماً... أنَّ الشعراء..
يكذبون بصدق .. ويخونون بأخلاص
ويغنون في المآتم ..ويصلّون بالمراقص
ودائماً يفخمون الإمور
من موقفٍ صغير يصبح بألسنتهم
قضية
هي أمور .. ..الحياة
كن بخير... سأكون بخير..






:
..
:

[زايد الشليمي]

؛


مرحباً.....
أيها الطبيب .. المُتغطرس
هل تسمع صوتي القادم من العدم
إني ... أيها الطبيب
كلّما اتّسع المكان مساحةً... كلما
ضاقت مساحة .. صدري
لذلك أبتعد عن المساحات الواسعة
:
أيها الطبيب:
إني .. أحمل أمانة.. خائنة ..
أكلتْ اكليلي .. بحثاً ..
عن قبر مناسب .. أنادي بالحرية
لأني لست ..... حراً
أفكارك سوط ...
قد يجعلك .. تخسر أقرب الناس
إليك
وأنت لاتملك .. عذراً جيداً
أعذارك الحقيقية .. قاتلة
زعمتْ أن المفكرين هم أكثر سعادة
ووجدت أن ... المتبلدين .. هم
أطول الناس عمراً...
:

أيها الطبيب
أزرع في رأسي ... غير رأسي
إنّ مراكز القوى ... تتعارك .. كأنه
( أبو القاسم الشابي )) حين يقول
؛
لاعدل الا إنْ تَعادلت القوى
وتصادم الأرهابُ بالإرهابِ..
:
إن الغباء .. كالموت
لاتعرف ... أنكَ ميت ..كما
لن ترى نفسك غبياً..
طوبى للأغبياء
:
أيها الطبيب
قدري ...
يرقص على حافة المسرح
يريني موقع السقوط ولا يسقط
يمايلي .. كمومسٍ لعوب
ترقص ... تسحر..
فيمطر لعاب .. الحياة ..للحياة
لنقم ..
في لحظات محدودة
بناء انسان يشقى عمره
كله ..
هكذا أنا .... هكذا .. الشعور يمور
نحن نتكوّن من جزيئات .. لاتعرف
بعضها ..
المهمة شاقة ..أيها الطبيب
أن نحعلها ....
تتعرف على بعضها
:
زايـــد..
أنت أكثر الناس واقعيةً ... لذلك أصبحت متشائماً...
وأحلامك .. حقوق
لذلك ... تصوّف ... واسمع فيروز
وأكثر من التبغ والقهًوة
واستمر ....





زايد

[زايد الشليمي]

؛

:
ياطبيبي ..


الدقائق .. تبدو بطيئة
مَنْ .. يُدحرجُ .. الوقت
كأنه يصعد شيئاً..
لَبقٌ عندما يسرقُ .. أجسادنا
مُخْلص .. في تجاعيدنا
:
أيها الطبيب
( بسبب التشوّه .. لذاكرتي الحالية
وسقوط بعض أجزائها ..
نتج ردَة فعل قوية .. للمْخ
بأن تمسّك بالذكريات القديمة
ومن نقاء ما اتذكره .. طفلاً..
أصبحكت حكايات الطفولة .. أفلام سينمائية ...بالألوان ..
كأنها من اخراج عاطف الطيّب
بدأتُ أذكرُ تفاصيل .. صغيرة لايتذكرها
أحد ... كل أصدقاء الطفولة .. لايحبون أن أتكلم .. لأني أحفظ ماضيهم
بالتفاصيل..
للأسف : المشاهد أكثرها بائسة
طفولة ... ليس لها من الطفولة
الا اسمها
نحن نتاج خوف لدرجة الفزع ... وتعنيف لدرجة التعذيب
وفقر لدرجة الجوع ...
وفكر عفن .... حتى أصبح في كل شخص
ميول داعشية تسكنه
دون علمه .. يغذيها أو تنتصر انسانيته

أتذكرّ

:
(( تطلع من الحارة يكفخونك .. تروح للمدرسة عبارة عن معتقل .. يكفخونك
واللي يغثك ان فيه واحد يكفخونه كل الحارة لكن يكفخك ..ويتولاك ...تجي البيت
يلعن ابو خامسك زويد ... اخوك .. وتحط حرتك بتكفيخة مناع ...))
:
أيها .. الطبيب
اصمت




زايد

[زايد الشليمي]

؛

:
مساؤكم ..
الليلة باردة..
كوجهِ رجلٍ مُهان
:
نعــــم..
السّاعة .. 12 فجراً
وأتصل بك .. ولا تَرد .. أريد أن اقول
لكَ شيئا .. وأيضاً لاترد
نسيت ما اريدك به .. وأصبحت
المشكلة لماذا لاترد؟
:
أيها الطبيب
بدأت .. تختلط أحلامي بواقعي
وأحيانا لا أعرف به ..
ماحدث هو حلم أو حقيقة
وجوه تمر على وجهي ...
وجوه .. أعرفها وبعضها لا أعرفها
هل مايحصل هي أعراض ذهانية؟؟
:
أيها الطبيب .. كأنك تسألي
ماذا حدث من جديد في حياتك؟
مالذي فعلته حتى تشعر بهذا الشعور؟
:
أيها الطبيب :
أصبح الواقع .. مشوّها
اكتفيت بعزلتي ... بين قلوبي
وارى السؤال بوجوههم
مابك...؟
إن الحديث يكلف أكثر من الإحساس
نفسه..
لأن كلام الأرض لن يوصل ما أشعر
وتاريخ كامل ... ينقصه التدوين
كيف لي أن أصف اللون الأخضر
لأعمى لم يرَ قط
هو كذلك
إنها مسألة معقدة
إن عقلي يقفز من مكانه..
كم تسلّق وأنقذ تساؤلاتي
وأوصلني .، الى الطريق الصحيح
وهو طريق الضلالة
:
أيضا ...لاترُد أيها الطبيب
لن أتصل بك بعد الآن ...

:
كأنكَ تسألني ..
هل تأخذ الأدوية .. بانتظام ؟
أحيانا .. آخذها .. لتأخذني
وعندما أشعر .. أنها تجعلني في مكان ثابت
لا آكلها ...
:
أيها الطبيب ..النائم في ليالي رمضان
أيها الطبيب ..
:
أنا لا أريد دواءً.. جديداً
ولا أستطيع السفر إليك .. لظروف أمنية
أريد فقط.. أن أثبت لنفسي ..
أنك تكلمني .. أني على ظهر الحياة
عدم ردّك .. هو ردٌّ .. موجع
جداً
:
لن أتصل ..
:
أشعر أيها ًالطبيب :
أني الوحيد الذي تعالجه ..
وأنا .. بسببي أصبحت أيها الطبيب
مريضاً ..
ستتصل بي ... وتشكو
الي حالتك .. وهذه المرّة
أنا الذي .. يصف لك الدواء






زايد

[زايد الشليمي]

؛


لازلتُ... مقتولٌ من السّفَر
أراقبُ... وأرقبُ الأيام
أريدُ...... البقاء ..خارج السّاعة
أتذكّرُ .. على جبلٍ .. يطِلُّ على المخيّمات
تشعر بالأنَفَة ... والارتفاع عن سطح
البسطاء
وعاشقان .. بجانبي
يتادلان ... الأحلام ..
ما أجملُ الكذب في هذه المواقف
الغيم .. طعن الشمس وقتلها
وبدأت غنائمهُ... تهطل
حتى طعم السيجار ... غير
وقليلاً... من النبيذ الذي لا أحبّه
لا بأس
:
..( وبــاء..)
لا ألوم الحاقدين ...
وتبريراتهم ... هجوم من منطلق
جرح ..وليس المنطق
نعــم ..
يكتبون بدم .. حار
لايستطيعون نسيان .. مَنْ اقترفَ بحقهم
تلك الآلام ...
عندما .. تعلّمتُ القراءة
أيقنتُ.. كم نحن مغفلون ..
وبسطاء .. لانستحق .. السّحق
كتبتُ ... الشعر
لأخْبرَ .. أني .. أشعر
ولم أشعر ...
وجدتُ الأمر .. أدهى وأمر
حزين .. لأجل الأغبياء
لأنهم .. لايعرفون .. أنهم
أغبياء..








زايد

[زايد الشليمي]

؛


؛
وعاودَ الارسال..
وبدأت .. الخلايا العصبية ..
تنشرُ إفتها ..
في رأسي ....!
أريــدُ قفز الزمـن..
أو .. سبات ترفيهي ..
ودأتُ أنكمش تدريجاً
ياطبيبي ..
انا مقتولٌ من السفر..والحريّة
مقيتة .. عندما تفقدها
:
بالنهار ...أنتظر الليل
وفي الليل.. أنتظر النهار
عندما..تجلدْ ذاتك ..وتتهم الكل
بالتبلّد ..
ولاتعرف السبب..ألم نفسي
وتشعر ُ أنكَ عدوٌ لقوة مجهولة
أتذكّر فقط.. العقل معطّل ولايستطيع
استقبال .. الأحداث المتوالية
الشّرح .. أصعب من الحدث نفسه
مــاهذا..!
عندما يصبح عيشك
في هذه الحياة مغامرة..
فتحتُ صحائفي
أبعث ،، عن أي نقطة سودا ..
أقتلها.. حتى
لو قتلتني...!!
:
إنّ فمي زعيـٰم انتفاضة
كُتبَ لها .. الفشل
عندما ... قمت بالصراخ الصامت
الحبال الصوتية ...
تلفت بدون كلام
:
دامك معي في وحدتي وأنت غايب
لاجيتْ علّمْني .. أنَا ليه .. مخنوق
:

زايد

[زايد الشليمي]

؛





أيها الطبيب : وليــد سرحان
كيف ... حالك .. هل مازلت متغطرساً
يحق لك أكثــر من ذلك ..
:

أيها الطبيب :
لم أزُركَ منذ زمن .. بعيد
بسبب ... ربط أقدامي بالازفلت ..
إني أتابعك ... وأحيي نظرياتك التي
تنشرها في الإعلام ..
أحبّك .. لأنك مصدر سعادة
رغم غرورك وتعاليك ..
إلا ... أنك تبقى
العُملة .. الصعبة التي تغلب العقائد
:
أيها الطبيب :
أريدُ كيــمياء أكثر ...
في رأسي ... أنا بخيــر
ولكني أريد حَرَكة ولا بأس بشيء
من (( الأكشنة ...))
لذلك .... سأجلبُ لنفسي العُقَد
فاسمعني ...
:
سألتُ نفسي :
متى كنتُ ... وكيف كنتُ كائن ..
لستُ من مُحبي الماضي أيها
الطبيب ... والجمال
في الماضي الحنين للصغر فقط ... يشعرك
بأنه جميل .. أما هو فالحقيقة
أن الماضي .. سيءٌ جداً
بالنسبة لي على الأقل ...
وأعود .. لتساؤلي ...

هل أنا الذي عاش معي
كل هذه السنين
أم أني انسان آخر ..؟
مكان الإنسان ليس موقعاً جغرافيا
بل مكانك .. أفكارك ..
لذلك الإجابة ... صعبة جداً
لأن أفكاري .... ( تشقلبت )
رأساً على عقب ...
:
ولو فرضنا .. أني لست أنا القديم
هل سلخ جلدي ومخي ...
جعلني أعيش بشكل أفضل ...
الإجابة أيضاً ... معقدة
:
أيها الطبيب :
أريـد منك .. إنشاء تفاعل خطير وصحي
بكيمياء المخ ...
إن الإنزيمات لاتعمل بشكل جيد
أو تعمــل بشكل اكتئابي
لم اكتئب .. ولكن باعتبار ماسيكون
تعرفني (( مازوخياً ..)) احياناً
:
أيها الطبيب
خسرتُ .. أشياء أغلى مما تتصوّر
لأني فقط اخترت ... مكاني وهويتي وأفكاري
لم أؤذِ أحداً .. وأفكاري خاصة ..جداً
:
أيها الطبيب :
لقد تغيّرت للأفضل .. بدأتُ أحب الإنسان
وأكره العنف .. مسالم لدرجة الجُبن ..
أريد السلام ... فقط
أريد أن يصبح الدواعش أطفالاً
ويصلي ابليس في الأزهـر ..
ويحلف البابا بمحمّد ...
كلنا ..نجتمع ضد الشيطان ..
وأريد ... أن يعبد الجميع ربهم ..على
طريقتهم ..
ويصلّون للسلام ...
إني أعتزل ( الأخبار ...) المشاهد مؤلمة
والقتل أصبح هواية وشيئاً روتينياً
:
أيها الطبيب:
لاتنقذني من أفكاري
حاول أن تُنقـذ العالم ... من أفكارهم
:
سأنام على الطاولة
سأصحو بعد ... لا أعرف
لا أعرف





زايد

[زايد الشليمي]

:
خائف ..
من اللاشيء

[زايد الشليمي]

:
ياطبيبي ..
ياملاذي .. وعويني على قدري
لقد جدّ .. قديم ..
وبدأ الاكتئاب ينتشر في جميــع جسدي

دكتور وليــد

هناك علاماتُ إنــذار
لشيءِ مجهول .. لا أعرفه

أنسى .. مايتذكّره .. الناس وأذكر
ماينساه الناس
إيماني به مزيج من الكفر ..
تحولت الألوان الى لون .. وحيد
وأصبحت الأحداث كفلمٍ كلاسيكي
بلا ألوان ..
ياطبيبي :
تجاربي بالحياة .. بسيطة
ولكن مايدور في رأسي معقد جداً
لقد .. أشعر أن هناك من يراقبني
وبدأ ظلالي .. لايتبعني
ووجهي لايشبهني ...
وتساوت جميع الاحتمالات ..
تبدو الحياة .. صعــبة
ومكان امي بحجم المحيط أصبح
خاوياً..

:
أيها الطبيب
أريد دواء ..كائن حي
يشعر بي ويتحدّث الي
وأمارس معه .. الحياة
وأريد أن أكون الدواء .. لدوائي
:
لو سمحت حرر الوصفة ..
فالوصفة شهادة المــرض ..
:





:
زايد..
:

[زايد الشليمي]

د . وليــــد
لطــالما ..
استعجلتُ على الأيّــام
كنتُ أدفع الوقت كي يسيــر
الانتظار .. سيّد الأدلّّـــة
على وجود خلل في كيمياء المخ
الدواء وحــده لايــكفي
أريــد شطب .. شيءٍ من الرأس
كما سلختُ جلدي وآمنت بنفسي
قبل الإيــمان
ما أثقل رأسي .. بأفكاره الساذجة
وحلمه البسيط ..
كنتُ أعتقد أن البشٌـر ... أبرياء
ومظلومين .. عمدما أتوا الى هذه
الحياة ...
كنت أعتقد أنهم بسطاء
خذلتْني نفسي قبل خذلانهم
لذلك لا ألومهم
:
أيها الطبيب المغرور
تعبتُ من الأدوية .. فقد أصبحت كالمسامير في معدتي
أرجوك ... أريد الرجوع الى نفسي
لم تعد الأحلام تفي بالغرض
:





: