المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ............. !!!!!!


عيد المطرفي
06-13-2006, 06:12 AM
" فالعالم حروف مخطوطة مرقومة في رق الوجود المنشور، ولا تزال الكتابة فيه دائمة أبدا لا تنتهي "

ابن عربي ..

كنت دائما ما أقول له حينما يسألني عن أمور كبيرة وليس المقدار هنا مجازيا بقدر ما أعنيه وأحس به في نفسي على

الأقل ، وذلك عندما يحدثني أو أحدثه في الأحاديث التي نتجاذب أطرافها ونحن نجوب الشوارع في سيارته ، أوفي

ملتقى أدبي أو ثقافي أو حتى في جلساته الخاصة التي يتوج وجوده بها رؤوس محبيه فخرا وشرفا يحسدهم عليه

الملوك وأبناء الملوك ولو جالدوهم عليه بالقنا والقواضب لما استغربت من ذلك شيئا البتة ! بل وأكثر ويكفيهم أيضا فخرا

أن يقرؤوا ما يكتب عنه ووايم الله إنه لشرف لكل من يقرأ أن تقر عينه بحرف يكتب - ولا أقول بعظمته وجلالته ، لأن كل

ما يضاف جانب اسمه من معاني العظمة والرفعة والعلو يتقاصر رغما ورغاما عند اسمه -

الذي لو اجتمعت الجن والإنس على أن يحظوا بشرف قراءة كلمة عنه لحيزت لهم قواميس شرف لم يكونوا ولو بالحلم وهم

أجنة في بطون أمهاتهم قارئيها إلا بفضل شئ أكتبه عن علم وليس لي من مقصد أني أنا كاتبه - معاذ الله - واستغفره

وأتوب إليه من كبر هذا الظن الذي قد يظنه بعض من يتشرف بقراءته هنا . وأبرأ لخالقي من إساءة أدرك حجم خطيئتها

إذ حملتها نفسي وأنا أعرف وهنها وضعفها في أمر كهذا وهذا ما كنت أقوله له كما بينت في أعلى كتابتي ، وهو أن

الإنسان كلما شعر بكبر وعظم شئ في نفسه إلا وران عليه صمت كما يدرك البدر السرار ، وتتضاءل اللغة للتعبير عنه ،

بل ويشعر الإنسان أنه لا يجد تجاه هذا الجبل الذي يثبت قلبه كلمة يستأنس بأنها تعبر عن مثقال ذرة من خردل مما يكنه

قلب ينعم بوتد كهذا لا يمر مر السحاب بل يقر إلى قيام الساعة ، وأنى للكلمات طاقة للنوء بثقل كهذا إن كان كاتبها

يحس أن الكتابة عن شئ عظيم هو إساءة له ، وجناية على كاتبه .. ولست بجاهل هذا ولا على علم بمغبة فعلتي التي

فعلتها إلا علما - كعين اليقين - أني أسئ له بهذه الكتابة وهذا والله شرف لي أردده مع اسمي إلى يوم ألقاه وحسبي

من الإساءة أنها إساءة له - له هو لا لغيره - إن كنت أعلم علم اليقين أن الذي يسئ له هو كالمحسن إليه وتبا لكل من

مدح ومُدح من النعمان بن المنذر إلى ساعتي هذه -عدا من قال " احثوا في وجوه المداحين التراب" صلى الله عليه وسلم

ومن صاحبه - و كذلك لكل لغة تواطأت بسوأة كهذه تبابا لا ينفك عنها حتى تعرف جيدا عظم جنايتها وأولها لغتي

العاجزة ولا عزاء إلا في التراب الذي يحثى على التراب فكل الذي فوق التراب تراب ..

أول إخفاق أتشرف بنسبتي إليه أو نسبته لي - لا فرق -حينما أخاطبه - ألم تشعروا من بداية حديثي أني اتهرب من

مخاطبته واسناد الحديث له وعسى الله أن يفتح علي بشئ أناديه به ، ويلهمني جلدا أستجمع به قوى شتتتها هيبة

محادثته ، وشردت نزر كلمات علقت بذاكرة كليلة من كتب سملة لضعفاء تستعبدهم اللغة ويأسرهم البيان ويوثق قيد

عقولهم مجاز لو فهمه " بسام" لضحك عليهم ومنهم حتى تتبدى نواجذه التي لا تظهر إلا بعد أن يكمل على الأقل عشرة

أشهر من هذا اليوم .. ولا زلت مرتعدة فرائصي فرقا من التوجه بالحديث إليه ، ولكني سأغمض عيني وأشرع لنفسي

حق الخطأ والتجاوز وحسبي الله ربي لا إله إلا هو وكفاه حسيبا ولا حول إلا له ، ولا قوة إلا به .

بم أخاطبك - وقد سعدت بجرأة أطلقت شكل ما أحكمته بيديك في قلبي منذ أمد ولا زلت - هل أخاطبك بأبي أم ،

أخي ، أستاذي ، قريبي ، ابن عمي ، صديقي ؟ ! كلها للعلم لا تفي ! وأقسم برب البيت المعمور الذي جبلك من نور

الخصال ومحامد الأخلاق أنك أكبر من كل هذه الألقاب مجتمعة و أعظم من دلالاتها لغة وشرعا واصطلاحا وعرفا

وأعظم من كل حرف قرأته عدا الوحيين في كل كتاب كابدت سهر قراءته وتحملت بسببه لوم غاليتي - وهذا مالا أطيقه -

إشفاقا على ما تبقى لعيني من ماء يراهن أطبائي على جفافه قريبا إن اطرحت نصائحهم بهجره والاكتفاء بالسماع ..

وليس السمع - عند الحديث عنك ، والتوجه به لك - بأوفر حظا من المقروء فكلاهما سواء أو إن شئت سواء بسواء ،

وأهون ما أرى في عيني العشيتين هذا اليوم اللغة ، التي سأحطم قواعدها ، وأستهجن منطقها إن كان فيها ثمة منطق

، وسأسمح لنفسي هذا اليوم فقط أن أمارس حق رؤيتي التي أطلقتها أمام كبار الأساتذة حتى في مقابلة رسمية

تتوقف عليها أسباب رزقي ، باعتباطية اللغة ، وغياب منطقها وإن كان هذا لا يعدو رأيا نظريا مثقلا بالفلسفة ومحدودية

التصور وقصور المدخلات ، ولكني سأمارسه الآن منهجا وكتابة ولن أضع بذهني قارئا نموذجيا ولا قارئا مثقفا ، ولا

حتى سيكوباتيا يسقط كل حرف على نفسه ظنا منه أنه سينوء بشرف وجود ملامح مشوهة له في نصي الذي سأفتتح

بكتابته منهجا جديدا أرمي به نظريات النص والتلقي وحتى التأويل عرض حائط المنطق والعقل واللغة والبيان ، وسأهمل

كل متلق يعاني من أمراض الأنا والكبرياء المتوهمة ، وكل عليل بالإدعاء الكاذب ولم تقم له به من كتابته قائم دليل ولا

قيامة حجة ، ولو حلف بأغلظ الأيمان بتفرده ونجابته وسعة ثقافته فكل فتاة بأبيها معجبة ، وعند العوام أمثال صادقة

جارت عليها اللغة بدعاية الابتذال ولو أردت لذلك دليلا لشرقت وغربت وأسهبت ضربا للمثل ولكني سأضرب عنه صفحا


لأنه مستور ومأسور تحت وصاية اللغة الفخمة وإن لم تدرك اللغة التي دائما ما تدعي اقترانها بالفكر ، وارتباطها بحبل

سبب منه ، أن هذا المستور - بغيا وظلما من لدنها - أنه أول ما يتبادر في ذهن المتلقي وفكره الذي هو شريكها كما

تدعي .. وأعظم بذاك جرما لا يغتفر ..

يتبع ..

__________________________________________________ _______________

جود الرباط
06-13-2006, 08:52 PM
كنت دائما مااستمتع بقراءة حرفك هناك
وهاانا اجدك هنا ايضا
سعيدة جدا بوجودك هنا اخي
واتمنى ان اراك دائما
فلك الشكر

احترامي

عيد المطرفي
06-22-2006, 11:51 AM
كنت دائما مااستمتع بقراءة حرفك هناك
وهاانا اجدك هنا ايضا
سعيدة جدا بوجودك هنا اخي
واتمنى ان اراك دائما
فلك الشكر

احترامي


وأنا كذلك سعيد بكرم المرور وشرف المتابعة ..

جود الرباط :

تجمعنا رابطة الحرف وأكرِم بها من رابطة .

كل الشكر لهذا الكرم .

خالص التقدير ..

صالح العرجان
01-28-2009, 12:09 AM
عيد المطرفي


بجروفك تكسر حاجز الصمت وتلغي وهم الحدود الفكرية والطبقية الممقته

أجدك تروي لنا ما يواكب كل أوقاتنا

كالاكسير أنت نحتاجه لمواصلة ما بدأنا به


ودي و وردي

http://ro7elb7r.jeeran.com/ثَغْرٍ%20الوٍُرٍٍدِ.gif

عيد المطرفي
05-14-2009, 10:31 AM
العزيز : صالح العرجان


هناك قول مقتبس يقول :

“We need to find God, and he cannot be found in noise and restlessness. God is the friend of silence. See how nature - trees, flowers, grass- grows in silence; see the stars, the moon and the sun, how they move in silence... We need silence to be able to touch souls

ولا يسعني إلا أن أستمتع بالصمت في بهاء مرورك السخي.


أعطر التحايا ..