المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قلائِدٌ رمَضانِيّة


العام
04-26-2020, 10:01 PM
السّلامُ عليْكم ورحمة اللهِ وبركاته

أحبة المكان
كُلُّ عامٍ وأنتُم بخيْرٍ ..
رمَضانُ الخيْرِ ، رمضانُ الأُلْفة

شهر للعبادة والاستزادة مِنَ البرَكةِ والأجْرِ
فَـ لِنرَ ماذا قالوا عن هذا الشّهر ..

يقول الشاعر ( عبدالملك الخديدي ) :

إلَى السَّماءِ تجلت نَظْرَتِي وَرَنَـتْ *** وهلَّلَـتْ دَمْعَتِـي شَوَقـاً وَإيْمَانَـا
يُسَبِّحُ اللهَ قَلْبِـي خَاشِعـاً جذلاً *** وَيَمْلأُ الكَـونَ تَكْبِيـراً وسُبْحَانَـا
جُزِيتَ بالخَيْرِ منْ بَشَّرتَ مُحتَسِبًـا*** بالشَّهرِ إذْ هلَّـتِ الأفـراحُ ألْوانَـا
عَامٌ تَوَلَّّى فَعَـادَ الشَّهْـرُ يَطْلُبُنَـا *** كَأنَّنَا لَـمْ نَكَـنْ يَومـاً ولاَ كَانَـا
حَفَّتْ بِنَا نَفْحَةُ الإيمَـانِ فارتفعَـتْ *** حرَارَةُ الشَّوْقِ فِي الوِجْدَانِ رِضْوَانَا
يَا بَاغَيَ الخَيْرِ هَذَا شَهْـرُ مَكْرُمَـةٍ *** أقْبِلْ بِصِـدْقٍ جَـزَاكَ اللهُ إحْسَانَـا
أقْبِـلْ بجُـودٍ وَلاَ تَبْخَـلْ بِنَافِلـةٍ *** واجْعَلْ جَبِينَكَ بِِالسَّجْـدَاتِ عِنْوَانَـا
أعْطِ الفَرَائضَ قدْراً لا تضُـرَّ بِهَـا *** واصْدَعْ بِخَيْرٍ ورتِّـلْ فِيـهِ قُرْآنَـا



ويقولُ العلاّمة / ابنُ عثيمينَ


يا نفْسُ فازَ الصالحونَ بالتُّقى *** وأبْصروا الحقَّ وقلبي قد عمَى
يا حُسْنهُم والليْلُ قدْ أجنّهم *** ونورُهم يفوقُ نورَ الأنْجُمِ


وغيرهم الكثير ..


وهُنا في أبعادٍ أدبيّة ؛

ماذا أنتُم قائلونَ في شهْرٍ فضيلٍ ؟؟



:


.

عَلاَمَ
05-09-2020, 01:50 AM
.


يقول الرافعي :

[ شهرٌ هو أيام قلبية في الزمن، متى أشرفت على الدنيا قال الزمن لأهله: هذه أيام من أَنفسكم لا منْ أيامي، ومنْ طبيعتكم لا منْ طبيعتي، فيقبل العالم كله على حالة نفسية بالغةِ السمو، يَتَعهَّد فيها النفس برياضتها على معالي الأمور، ومكارم الأخلاق، ويفهم الحياة على وجه آخر غير وجهها الكالح، ويراها كأنما أجيعت من طعامها اليومي كما جاع هو، وكأنما أفرغت من خسائسها وشهواتها كما فرغ هو، وكأنما أُلزمت معاني التقوى كما ألزمها هو ].

عَلاَمَ
05-09-2020, 10:33 PM
.


يقول الرافعي :

[ من قواعد النفس أن الرحمة تنشأ عن الألم، وهذا بعض السر الإجتماعي العظيم في الصوم؛ إذ يبالغ أشد المبالغة، ويدقق كل التدقيق في منع الغذاء، وشبه الغذاء عن البطن وحواشيه مدة آخرها آخر الطاقة؛ فهذه طريقة عملية لتربية الرحمة في النفس، ولا طريقة غيرها إلا النكبات والكوارث؛ فهما طريقتان كما ترى: مبصرة وعمياء، وخاصة وعامة، وعلى نظام وعلى فجأة.

ومتى تحققت رحمة الجائع الغني للجائع الفقير أصبح للكلمة الإنسانية الداخلية سلطانها النافذ، وحكم الوازع النفسي على المادة، فيسمع الغني في ضميره صوت الفقير يقول: أعطني، ثم لا يسمع منه طلبا من الرجاء، بل طلبا من الأمر لا مفر من تلبيته والاستجابة لمعانيه، كما يواسي المبتلى مَنْ كان في مثل بلائه ].

عَلاَمَ
05-11-2020, 12:53 AM
.

يقول الرافعي :

[ أية معجزة إصلاحية أعجب من هذه المعجزة الإسلامية؛ التي تقضي أن يحذف من الإنسانية كلها تاريخ البطن ثلاثين يوما في كل سنة؛ ليحل في محله تاريخ النفس؟

وأنا مستيقن أن هناك نسبة رياضية هي الحكمة في جعل هذا الصوم شهرا كاملا من كل اثني عشر شهرا، وأن هذه النسبة متحققة في أعمال النفس للجسم، وأعمال الجسم للنفس، كأنه الشهر الصحي الذي يفرضه الطب في كل سنة للراحة والاستجمام وتغيير المعيشة، لإحداث الترميم العصبي في الجسم.

ولعل ذلك آتٍ من العلاقة بين دورة الدم في الجسم الإنساني، وبين القمر منذ يكون هلالاً إلى أن يدخل في المحاق، إذ تنتفخ العروق وتربو في النصف الأول من الشهر، كأنها (مدّ) من نور القمر ما دام هذا النور إلى زيادة، ثم يراجعها (الجَزْرُ) في النصف الثاني؛ حتى كأن للدم إضاءةً وظلاماً.

وإذا ثبت أن للقمر أثراً في الأمراض العصبية، وفي مدِّ الدم وجزره، فهذا من أعجب الحكمة في أن يكون الصيام شهراً قمرياً دون غيره ].

عَلاَمَ
05-11-2020, 11:08 PM
.


يقول محمد الغزالي :

[ أن الصيام عبادة مستغربة أو منكورة في جوِّ الحضارة المادية التي تسود العالم ].

عَلاَمَ
05-12-2020, 11:29 PM
.

يقول سيد قطب :

[ وهكذا تبرز الغاية الكبيرة من الصوم إنها التقوى، فالتقوى التي تستيقظ في القلوب وهي تؤدي هذه الفريضة هي طاعةٌ لله وهي التي تحرس هذه القلوب من إفساد الصوم بالمعصية ].

عَلاَمَ
05-14-2020, 02:01 AM
.


يقول الرافعي :

[ هذا على الحقيقة ليس شهراً من الأشهر، بل هو فصل نفساني كفصول الطبيعة في دورانها، ولهو والله أشبه بفصل الشتاء في حلوله على الدنيا بالجو الذي من طبيعته السحب والغيث، ومن عمله إمداد الحياة بوسائلَ لها ما بعدها إلى آخر السنة، ومن رياضته أنْ يكسبها الصلابة والانكماش والخفة، ومن غايته إعداد الطبيعة للتفتح عن جمال باطنها في الربيع الذي يتلوه.

وعجيب جداً أن هذا الشهر الذي يدَّخر فيه الجسم من قواه المعنوية؛ فيودعها مصرف روحانيته؛ ليجد منها عند الشدائد مدد الصبر والثبات والعزم والجلد والخشونة ].

عَلاَمَ
05-16-2020, 01:18 AM
.


يقول الرافعي :

[ أما والله لو عمّ هذا الصوم الإسلامي أهل الأرض جميعاً لآلَ معناه أن يكون إجماعاً من الإنسانية كلِّها على إعلان الثورة شهراً كاملاً في السنة؛ لتطهير العالم من رذائله وفساده، ومحق الأثرة والبخل فيه، وطرح المسألة النفسية؛ ليتدارسها أهل الأرض دراسة علميةً مدةَ هذا الشهر بطوله؛ فيهبط كل رجل، وكل امرأة إلى أعماق نفسه ومكامنها؛ ليختبر في مصنع فكره معنى الحاجة ومعنى الفقر، وليفهم في طبيعة جسمه – لا في الكتب – معاني الصبر والثبات والإرادة، وليبلغ من ذلك وذلك درجات الإنسانية والمواساة والإحسان؛ فيحقق بهذه وتلك معاني الإخاء، والحرية، والمساواة ].