المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السعلوة* قصة قصيرة


ود
05-02-2020, 09:13 AM
Icon9 السعلوة* (قصة قصيرة)
انا اسمي ظلمة، ربما اكون احد جداتكم، كتبت قصتي ورميت بها للريح، أخضعت نفسي للبحث الداخلي والتمحيص، ورحت افرك قناعاتي بحجر اليشب لعلني اقدح ما يشعل ذرة في ضميري، لا لم تراودني مشاعركم الانسانية للحظة، كنت اعرف ما اريد واذهب اليه أقتلعه وامضي الى شان اخر.

يقولون في الناحية ان والدي منحني الاسم (ظلمة) لأنني ولدت في ليلة محاق من نوء الصرفة في يوم السابع من الميزان من عام 1317 الهجرية الشمسية وكانت الساعة السابعة بالتوقيت العربي بعد الزوال فاجتمعت ثلاث سبعات في مولدي واتيت أنثى لا على التصنيف حيث ان لي عضو أنثى وكل ما عداه ذكري كما نشات كذلك.

استعار ابي مباخر الجيران وذهب الى البناء ليلتها وامر بالطين الاسود وكانت بيوت قريتي كلها من طين اللبن البارد لم يشتعل بتنور الا غرفة رضاعتي حرق طينها بالتمور حتى قسى وجلمد وشرط على أمي ان لا تخرجني من تلك الغرفة الا بالفطام لان امه - جدتي- قالت له ان للبنت سبعة وجوه يتبدل اولها بعد الفطام اما المباخر فلم تعد للجيران ولم يطلبوها أبدا ظلت تنفث لبان الذكر غيوما مرة وكثير من الحرمل وأشياء اخرى .

بعد ان حرم ابي على أمي الإنجاب والتواصل معه حولين كاملين حتى فطمتني خرجت بي أمي ليراني ابي للمرة الاولى ولم يزل على تكبيرة واحدة مكرورة وطويلة وبصوت عالي ومشروخ حتى ان أمي نفضتني عن يدها وتركتني الي جدتي واخذت ابي ورحلت معه ولم اسمع عنهما شيء ، قالوا الجيرة انبي مسا أصاب اهلي بالعدوى وقال شيخ البلدة انني مولودة في ليلة سحر الجن الا ان جدتي العمياء لم تنصت لهم بل أخذتني الى حضنها وسافرت بي في ستر الليل الى بلد يقال لها ( جادة الاعشى) لان كل اهلها ما بين أعمى وأعمش.



هكذا نجوت من القتل في المرة الاولى وكانت جدتي قد أخبرتني انها استعجلت الهرب بي لان هناك من اخبرها بنيتهم في الغدر بها ونهبي من بين يديها ، وبلغت السابعة ظهري به انحناءة ولي ما يشبه الوبر الكثيف على جوانب وجهي كما ان لي انياب بارزة قليلا ولا يجاريني احد في الركض او الصيد ، كنت اركض تجاه الارنب البري بخفة ساطية والتف حوله وتغرس إصبعي الإبهام في عرق عنقه الأرق فيدخل ظفري القاسي الى حرارة الدم وانتشي،
عندما بلغت التاسعة قررت جدتي منعي من الخروج للصيد واللعب مع الناس خاصة بعد ان سمعت ان سعلوة تجول في الأنحاء وتأكل الأولاد وترمي برؤوسهم وكفوفهم وأقدامهم على رؤوس الأشجار وكانت تستغرب كيف تاخذ السعلوة الاشلاء الى رؤوس الأشجار
خافت علي وقررت تزويجي لرجل متوسط العمر سمين وأعمى ، تكاد ترى الدهن يفر من خديه الى رقبته المكتنزة ووافقت طلبا للولد ، وكان ان حملت ، واصبحت افرك ظهري بفراء السبع حتى ارزق بولد وأبول على طين محمي وأكل الحمض والمر واخلاط عرافات الناصية واتزين بعرف هدهد احمر لكنني رزقت بإبنتين في بطن واحدة تشبه أبيها وواحدة لي من نسلي انا من سلسلة اعرفها واسميتها عرفج ابنة ظلمة ابنة خليوة .

ومن يومها امتنعت عليه وكان يرى في امتطائي لذة غريبة وكنت ارى فيه انحطاطا لي ، حتى أتى يوم سمعت من نسائه حول داري ندب وصياح وقالوا ان السعلوة قد طالته لكنها هذه المرة قطعت ذكره لوحده وعلقته مثل سراج مغمس في الزيت وحرقته، عندها انتفض شيوخ البلد كلهم ،. هذا صنع عاقل وله يدين ، هل هناك من تستر بالسعلوة حتى يحقق ما يريد من قتل او من من الممكن ان ينتقم من هذا الرجل العادي بهذه الطريقة وأشاروا لي لا اعرف لم،

كانت لي ابنة اسماها أبيها فهدةتراقب خطوي منذ زمن، لم تعرها انتباها . مرة سألتني عن رائحة ثيابي الغريبة فقلت لها ان سالت او تساءلت ساكلك لكنها فرت وتركت البيت خوفا ولم تعد لزيارتي أبدا


الان انا اسمع خطوهم وابنتي عرفج تحذرني وتشير الى الباب فاخذتها على ظهري وهي ابنة احدى عشر عاما وركضت بها من النافذة ركضت وركضت لم الهث ولم التفت، ولم أخذ معي الا عرفجتي ، ووصلت الى دهاليز جبل أجا المسنن باسراره وكنت اتشمم الارض وأبول في ما حول قطرة فقطرة ارسم حدودي واقرأ الأثر لسباع رفقة كانوا هنا أعرفهم ويعرفونني.

وهكذا نجوت من القتل ثانية.

انا السعلوة التي تركت فيهم سلسالي الاضعف
انا السعلوة التي نجوت منهم ، وما نجوا.

تمت

توضيح إقتضته الضرورة
سعلوة أو سعلاة، شخصية خرافية شيطانية أنثوية، وهي أشبه بالمرأة التي تغوي الرجال وتفتك بهم. السعلوة شكلها غريب ومخيف، فجسمها مليء بالشعر كأنها قرد، لكن لديها قدرة على التحول في شكل امرأة جميلة حسنة الشكل طويلة القد، ومرتبة الهندام، تغري الرجال ثم تفتك بهم وتقتلهم. وفي روايات أخرى أنها إذا اعجبت برجل ما تخطفه تحت النهر وتتزوجه وتنجب منه اطفال وتعيده بعد سنين.
(أعتقد بعض الباحثين أن جذور هذه الشخصية تعود إلى ليليث في ملحمة جلجامش والتي تكاد تتطابق حرفيا في صفاتها مع السعلوة. وليليث كلمة بابلية / آشورية بمعنى أنثى العفريت. ليليث هي جنية أنثى تسكن الأماكن المهجورة وكانت تغوي الرجال النائمين وتضاجعهم وبعد ذلك تقتلهم بمص دمائهم ونهش أجسادهم.*)الويكيبيديا

عبدالإله المالك
05-02-2020, 06:06 PM
جميل سرد الأساطير وقصص الجدات
كالسعلوة مثلا وهناك من ينطقها بالسعلو والنمنم
وهذه من حكايات الجدات لاخافة الأطفال ليناموا او لكي لا يذهبون بعيدا
والسعلوة اختصاصها الرجال فقط، ولا أدري لم الأنثى لا سعلو لها

نادرة عبدالحي
05-05-2020, 02:05 AM
لقصص الأساطير جوانب متعددة ومتنوعة، طالما كانت المحببة رغم وجود الأشخاص غريب الأطوار

وسيطرة الرهبة والخوف على الأحداث ،

وقد تنوعت وإختلفت الاساطير والاحداث من مجتمع لأخر ومن شعب لأخر وبقيت تراث يتمسكون به

هذه القصص الخيالية التي نسجها الأولون من الناس، وتناقلتها الأجيال قبل إن تعرف البشرية الكتابة

تعيدنا الكاتبة ود لهذه الاساطير بطريقة جديدة وشيقة وسرد مُحبب ، وليرى القارئ صور الواقع والخيال عن قرب

يُقرر بنفسه أيهما أفضل الخيال الصادق ام الخيال الكاذب الأنسب لتغذية ذهنه ،

الكاتبة ود صاحبة المكتبة القصصية الفكرية يسعدني أن أضم مجموعتك القصصية إلى مكتبتي ،

محمد الجهني
05-05-2020, 08:54 AM
لو حصلت على دولار في كل مرة كررت بها اعجابي في مخيلة ود و لغتها الساحرة و الاخاذة لأصبحت في عداد الأغنياء الان ..

يكاد الجمال أن يعيد تعريف نفسه الى حروف ود وكل ما يتعلق بها ..

تحية طيبة إلى روحك الراقية عزيزتي ود ⁦❤️⁩⁦❤️⁩

فارس الهاشمي
05-05-2020, 09:22 AM
العزيزة ود
قصصك جميلة لشيء واحد
انها لاتوصل الى شيء لهذا احبك 🙏

سيرين
05-05-2020, 06:17 PM
الاعتماد على الخرافة في السرد القصصي تعطيها شكل درامي وتجسيد لاحداثها
مما يزيد من رصيد وقعها الآسر على القاريء وذاكرته
رغم ابتعاد الاساطير عن الواقع وشخصياته الغريبة الا انه يكون مزدحم ببعض معتقدات وقيم لأزمنة واماكن مختلفة
راائعة كاتبتنا المبدعة ود ودام خيالك الخصب مثمر بآيات الجمال والابداع
مودتي والياسمين

\..:34:

ود
05-07-2020, 02:58 PM
جميل سرد الأساطير وقصص الجدات
كالسعلوة مثلا وهناك من ينطقها بالسعلو والنمنم
وهذه من حكايات الجدات لاخافة الأطفال ليناموا او لكي لا يذهبون بعيدا
والسعلوة اختصاصها الرجال فقط، ولا أدري لم الأنثى لا سعلو لها

يسعد اوقاتك عبدالإله
الحقيقة ان هذه الحكاية غير موجودة في بيئتي اقصد السعلوة تحديدًا
لكن في مكان عملي زارتني ضيفة لإنجاز عمل لها
انا بطبعي أحب الإستماع لكبيرات السن وكانت السيدة من الشمال
فسألتها عن أشهر حكاية خرافية يتداولونها
وإخبرتني بشكل مختصر عن السعلوة ،ووجدت في الميثولوجي مرادف لها أدرجته في هامش النص
صغت الحكاية بطريقتي ولغتي احتفظت بإسم السيدة (ظلمة) اعجبني الإسم ووحدته مناسب جدا لروح الحكاية
ولا أحب تخويف الأطفال
اظن هذه القصة أنسب لتخويف الرجال ههههه
نعم هذا مبحث مشوق لم لا يوجد ما يشبه السعلوة لتخويف النساء عجيب الأمر
لقد لفت نظري له ولم افكر به ابدًا يا سيدي على الأرجح لأني امرأة
ممتنة كثيرًا لمرورك وردك عبدالإله كلك ذوق كما انك تقرأ بعناية ووعي وتملك مفاتيح النص
لك كل الفرح والرضا سيدي وأيامك مباركة ان شاء الله🌹