المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة و ردّ " وجعها ".


خالد صالح الحربي
05-12-2020, 10:07 PM
:
‏ارسل شاب يمني"عمر العمودي"رسالة غزل لمذيعة قناة الحدث
"كريستيان بيرسي" وفوجئ بعد يومين أن المذيعة ردت عليه برسالة
أطول من رسالته!


رسالة عمر:
‏أتدركين ماذا يعني أن شابا يمنيا يمقت السياسة والحروب
والحديث عنها وسماع أخبارها لكن يقف مشدوها بالنظر إليك
مبتسما وأنت تتحدثين عن كوارث بلده؟
‏أود أن أخبرك أن فيك من السحر مايجعل الأخبار السيئة تبدو
ليست سيئة. ‏سأحدثك عن عينيك وكونها تحمل حربا وسلاما
وموتا وحياة.
‏عزيزتي كريستيان :
‏ملامحك الشقراء فاتنة جدا.
‏لكن اللون "الأسود" عليك يبدو أجمل الألوان.. شامتك التي تتوسط
عضدك الأيسر تثبت ذلك..
‏ولاتدع مجالا للشك بإنه من الظلم أن يستخدم هذا اللون في العزاءات.
أحلم أنك قد ظهرتِ في خبر عاجل، تقولين فيه أن القدس قد تحررت،
والسودان أصبحت آمنة، وسوريا أضحت عامرة، وتوقفت الحروب في اليمن.
‏تحدثي عن ترامب وأنه قدم استقالته، وأن أثرياء العرب قد توقفوا عن الصرف
البذخي على القصور و اليخوت و اللوحات الفنية قبيحة المنظر و توقفوا
عن تحريض الفرقاء في دول الجوار الفقيرة وتزويدهم بالسلاح لكي يستمر
القتال بين الأخوة و تأجيج الفتن والحروب فيها.
‏قولي تلك الأشياء وسأصدقك.!



‏ردت عليه كريستيان بيرسي:
‏مرحبا عمر..أنا كريستيان
‏قرأت رسالتك فابتسمت مرة وحزنت مرتين.
‏إبتسمت بفطرة الأنثى التي يسرها سماع كلمات الغزل والثناء
وإن أخفت ذلك. ‏وحزنت مرتين، مرة عليك والأخرى على أحوال بلادكم.
‏لعنة جمال الأنثى يا عمر تصيب الرجال بمرض العشق وتصيب النساء
بمرض الغروروالجميلة تحسدها النساء و تصاب بالعزلة ثم الإكتئاب.
‏يتسابق الرجال إليها ويسقطون في ميدان السباق ومن يصل إليها
بعد جهد جهيد يتعس من تعاستها، يحب امرأة هي في قلوب الجميع
يشعر أنها ليست ملكه الخاص فهي ملك للجميع.
‏الجميلات يا عمر هن أتعس الفتيات..!
‏يكسرن قلوب البسطاء الذين يتعلقون بهن، ويكسر قلوبهن الأثرياء
الذين يشتروهن للعرض فقط كتحفة منزلية.
‏عفوا عمر،نحن المذيعات لسنا جميلات كما تتصور
وإن امتلكنا بعض الجمال إنه فن المكياج الخدعة يا صديقي،
جمال بعد معاناة الألم تحت مشرط جراح التجميل أثداء
و شفاه محشوة بالسليكون وملامح بعضها صناعي مركب، وإغراء متعمد.
تحزن إحدانا لاحتراق خصلات شعرها أو رموشها الصناعية أكثر من حزنها
على سقوط ضحايا القصف الجوي والمدفعي.
وتخشى الأخطاء الفنية أكثر مما تخشون أخطاء القناصة وقذائف القصف.
‏ما نحن يا صديقي إلا دمى بشرية أو آلة إعلامية تقرأ الأخبار السيئة والجميلة
بنفس الشعور البارد والملامح فلا فرق بين خبر افتتاح مقهى ليلي وبين سقوط
عشرات الضحايا من أطفالكم وهم في باصات المدرسة أو المرضى في المستشفيات.
‏عفوا عمر، لم أسألك عن أخبارك لأنني أعرفها جيدا!
أعرف أنها أخبار سيئة كحال البلد الذي تعيش فيه.
ثمة لصوص منكم يا عمر، يسرقون مال اليتامى والمساكين، يعيشون في أرقى الفلل
ويتكلمون كذبا بألسنة الكادحين.
أحاديثهم كاذبة ركيكة وآراؤهم متناقضة ومعلوماتهم متضاربة. خولوا لأنفسهم الحديث
باسمكم جشعا في الدولار بعد كل لقاء تلفزيوني.
‏أدعو لهذا البلد التعيس أن يعود سعيدا، دعنا منهم الآن.
‏أعرف أنكم تحسدون رجالنا على جمالنا لكنك لاتعرف أننا أيضا نحسد فتياتكم
عليكم وعلى مشاعركم المفعمة بهذا الإحساس المرهف نحسدهن على كلماتكم
الأخاذة التي تلامس قلب الأنثى.
‏كان يمكن لجارتك في الحي أن تطل من الشرفة لتخطف قلبك ورسائلك
‏كان يمكن لزميلتك أن تتقرب منك طمعا بما عندك من الحب وجمال الكلمات
كان يمكن لصديقتك أن تعترض طريقك وتتعذر بسؤالك عن محل بيع الهدايا، لترافقها إليه.
‏أسفي على الورود التي تموت في قلوبكم.
‏أسفي على الكلمات التي تشيخ في ألسنتكم أمام صمتهن.
‏أسفي على قلوبكم المشتعلة حين تنطفئ أمام فتيات ترغب بالزواج أكثر من الحب.
‏إن سطرا واحدا برسالتك يسعدني أكثر من رحلة إلى سان فرانسسكو
والتقاط صورة مع ترامب أمام حديقة البيت الأبيض وإن كلمة حب دافئة تغنيني عن التزلج
في شوارع موسكو وإن وردة صادقة أفضل لدي من التنزه في حدائق الأندلس !
‏لم أعد أتجول بين القارات كما كنت أفعل، صرت أتجول بين الكلمات والحروف في رسائلكم.
‏صار يهمني تحرير رسائلكم إلي مثل تحرير الأوطان.
‏أخيرا ياصديقي:
‏لاتبخل برسالة أخرى إنها ليست مجرد رسالة كما تظن بل تذكرة ثمينة أعبر فيها
إلى المدن والشواطئ التي أحبها قلبي ولايمنحنا السفر إليها غيركم!

🌹

عَلاَمَ
05-13-2020, 01:08 AM
.


عُمر يَحلُم وكريستيان تَصيد سَرابًا
هَكذا المُعدم وُهو يُغالب الحَقيقه " طَريًا كالفاكهة.. "

،

شكرًا لحضرتك

ضوء خافت
07-06-2020, 01:15 PM
أحياناً و دون قصد ... يمنحنا أحدهم سبباً وجيهاً لنقول ما لم نفكر بقوله أو كتابته حتى لو كنا على منصة إعلامية ...

تصلح لأن تكون أكثر من مجرد مذيعة ناقلة للخبر ... كما لا أعتقد بأن عمر العامودي مجرد شاب ...


شكراً أستاذ خالد الحربي ...

صالح العرجان
07-08-2020, 01:43 AM
هو كمن لمح في شفتيها طيف مقبرته
وهي كمن اتقن ثغرها حكايات المعصيه


رد ود

سعيد الموسى
07-10-2020, 04:05 AM
ماأجمل حديث القلب ، عندما يكتسي بلاغة العقل ..
اللسان المثقل بالتعب ، عندما يلبس العاطفة البيضاء ..
.
.
أيضاً موجعه يابويوسف