المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يُنبوع النور


سميرة الشريف
02-11-2021, 11:29 PM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-2648f5f55b.jpg

و تُصغي الشمسُ بأنوارها لنداء الفكر العالق بكل تأملاته في أفقِ الغيم ، تنداحُ الروح الإنسانية مُسافرة في العلو السماوي ،تحملُ أسئلة من طيورِ البوحِ الذي استجمعَ في لبها سنينًا عدة ، وطال مكوثها أمدا وإذ بجذورها تبدأ في التهاوي ؛ لِتُكَونَ جسدًا يتجه بقلبه صوب مدن النور تحمله تلك الغيمات الباردة ، فلعل للسكون الخالد بين عروقها استفاقة نبض ، تحرك دواعي الحياة في حناياه.
هذا الإيمان يتخلل الوجد الضئيل ، بأن ثمة إجابة لكل سؤال حائر مُلّح حولته تقلب المشاعر ، وعواصف الحس إلى سربِ طيرٍ شفيف ظل محبوسًا في قفص الصمت .
حان أن يجيبكِ القرص الذهبي بأنواره عن تلك الحيرة الهاربة في وجدانٍ أنيق هندامه الهدوء ، و جل وقته التأمل طويلًا.
يا أيتها الحلم ..
إن نور الحياة حينما يُشرق يُنبه الجفون من نعاس طويل ،وليس ذلك فحسب ، بل يُوقظ في بالي الروح خفقًا وكأنه يقول حان للروح أن تستعيد أحلامها .
إن الفكر الغارق في خطوبِ الدنيا من شدة ما حلَّ به ضرب جذورًا عميقة من الألم في طينة الحياة ، وحينما حان وقت الإشراق والنهوض استعصى عليه الأمر كثيرًا ،فليس من السهل نزع النياط من قلبٍ نابض حتى وإن أرهقته الدروب عبورًا ..
يا رهف الأمنية ، المموسقة بالحلم ..
لأعود بكِ إلى طيور البوح العالقة في سقف تأملكِ ، أما تعلمين ؟ أم هل تودين أن أخبركِ سبب الإلحاح؟
إنها تتلمس شحوبًا بائسًا يلبسكِ ثوبًا ، عيناكِ في أفق الغيم ثم همهمات حيرى ... هي همهمة ليست بالمزعجة ولكنها مُدوية بالنسبة لها ...
سأخبركِ : لا يمكن للحس الإنساني أن يغادر جسده ، وإن فقد لذة الشعور يومًا ، سيأتي لكِ الهطل الذي يمد جذوره من ينبوع الشمس ، فيتغذى من نبض الحياة ؛ ليسري إلى نبضه ، فينسجمان أملاً ،و من الأمل أن من سنن الله تأتي الشمس بكل أنوارها وتبث حديثًا مع الحياة والأحياء .ولمن يستوعب عظم أمرها سيكون أول منتظر للحظة إشراق.
كل المعاني تضيق ، وتصبح بالية ، إن لم تستيقظ في سطورها معاني الحياة ، وإن لم تستفيق من غفوة السكون .
أتعلمين لماذا ؟
لإن تلك المعاني الناضحة لا تكون بهذا الجلال والجمال إلا إذا ارتدت ثوب بهجة و مسرة .
سيعود التحليق حولكِ ، ولكن بصوت غريد عذب ، عازفٍ عن الشجن ، وستنبتُ غصونكِ ورقًا وياسمينًا حتى لتسمعين حفيف الغصن المياد فتطرب النفس وتهنأ .

عبدالإله المالك
02-13-2021, 02:33 AM
الشمس والخصب والعطاء والأرض والتحليق والطير
والرؤى والكلمات المنداحة
حييت يا سميرة

رشا عرابي
02-14-2021, 02:34 AM
على غرار الأمل وبذاتِ الوتيرةِ من الحضور تتأتّى البُشرياتُ حين يشقّ ضوءها صدر العَتم برِتمِ المُواصلة...

تُجري في الوريد مَعاني الحَياة رغم أنف المُجريات
تُشرق لـ نُشرق
فـ يغدو كلّ شيءٍ قابلاً للصّحو

نورانيّةٌ أنتِ يا روح

نادرة عبدالحي
02-14-2021, 10:02 PM
هذا الاصغاء بالنور لنداء الفكر هو تعمق وتأملات في الذات ، تأملات في قوة الطاقة الكامنة في الطبيعة ،

فنرى الفكر العالق بتأملاته نحو أفق الغيم ،

هذه المشاهد تأملية بحد ذاتها وتوهب وتمنح الكثير لتداوي الكثير ،

و تُصغي الشمسُ بأنوارها لنداء الفكر العالق بكل تأملاته في أفقِ الغيم

النص مكتنز التأملات ابداعي الطلة والعمق والخروج ، الكاتبة سميرة الشريف روعاتك يا مبدعة ،

حسام الدين ريشو
02-15-2021, 11:20 AM
ما أروع شمس النص
في هذه الأيام
أبجدية راقية
تناثرت حروفها هنا
ضياء وعذوبة
لك التحية