المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العُجْمَةُ والعِيُّ :


عبدالعزيز التويجري
03-02-2021, 09:47 PM
العُجْمَةُ والعِيُّ

ما لهؤلاء النَّوْكَى عديمو الثقافة والمعرفة ، من اغْتِيْلَتِ اللغَةُ على أيديهم ، وسُفِحَ دَمُهَا على أعتاب جهلهم وغرورهم ، يرومون مالا يستطيعون ، ويرنون إلى ما تَقْصُرُ عَنْهُ الأَنْظَارُ وتَنْدَقُّ الأَعْنَاقُ !
وايم الله ، وايم الله ، وايم الله ، أن الجهل أمطر علينا وابله ، والعجمة كستنا أوسع وأفخر أرديتها ، ووحل العِيِّ أغرقنا إلى سابع أرض ، فخلنا أنفسنا أفصح من نطق بالحروف ، وأبلغ من أمسك بالقلم ، فليت أهل الصناعة قطعوا عنا الورق والمداد ، كي لا نزيد الويل ، ونظهر عجمتنا ، ونفضح جهلنا !
انحدرنا إلى قعر سخف التعبير ، فالقلم والبلاغة والبيان منزهةٌ عن سخفنا وضحالة معرفتنا ، فالبعض يدير قداح فكره ليأتي بالبديع ، ثم يعجمُ ولا يفصحُ ، ولا يزيد على ثرثرة طفل ، وكأنه يقول : صل الكلمات ببعضها لتحصل على جملة مفيدة ، أو اختر ما بين الأقواس !
أيها الأعاجم : لن أقول احتذوا بما جاء في الشعر والنثر الجاهلي ، وصدر الإسلام فذاك كلامٌ علويٌّ منزَّهٌ عن ركاكتنا ، وضعفنا ، وعجمتنا ، ولكن حينما نستطيع الإتيان بربع ما أتى به أحمد شوقي ، وأبو القاسم الشابي ، وبشارة الخوري ، وإبراهيم ناجي ، وجبران خليل ، وفاروق جويدة ، والأخطل الصغير ، ومصطفى المنفلوطي ، وعلي الطنطاوي ، وعلي القرني ، و...
في تلك الساعة يحقُّ لنا أن نَفْخَرَ ، ونَتَبَاهَى ، ونَتَّخِذَ لنا مَقَاعِدَ في الثُّرَيَّا !
• أقسمُ بالله أيمانًا غلاظًا ، لا أحنثُ فيها ، أن وقعَ خفِّ ناقةٍ على ظهرها أبو الحارث ، أو أبو أمامة ، أو أبو عمرو ، ألذُّ للسمع ، وأبلغُ مما نتشدَّقُ به ، ونخالُ البلاغة أقرَّتْ له ، وسجدَ البيانُ !

أحمد الحربي
03-02-2021, 11:25 PM
.
هوِّن عليك ياعبدالعزيز ؛
وتذكر أنه لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع، ولولا اختلاف السلع لاتحدّت الأذواق،
وتذكر أيضًا أن االعربية بحور وفضاءات اتسعت ووسعت فنونًا لا تُحصى قديمًا مثل الموشحات والمقامات والرسائل،
وحديثًا كالرواية - ومن توقيعك هنا يبدو أنكَ أحد كتّابها- والقصة والمقالة والتقرير الصحفي وغيرها من الفنون،
وكلٌ فنٍ من هذه الفنون له مدارسه وأدواته وأساليبه وقرّاءه ودارسيه...
[ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ]
.
فلا تحتدّ على رفاق حرفك،
فربك الكريم في كتابه وصف نبيه وأشرف خلقه صلى الله عليه وسلم :
[ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ]
.
لغتُك أصيلة وواضحٌ فيها أثر قراءاتكَ فلا تفقدها
في خلافات ومعارك وحروب لا تُغني ولا تسمن.
.
كن بخير .

عبدالعزيز التويجري
03-02-2021, 11:36 PM
العزيز أحمد : لو رأيتُكَ لقبلتُ رأسكَ ، احترامًا وتوقيرًا ، فمثل هذا الرد لا ينبع إلا من قلبٍ نقيٍّ ، وعقلٍ ثاقبٍ أحكمته التجارب (رضي الله عنك ، ووفقك ، وأسعدك ) .

رشا عرابي
03-03-2021, 06:35 PM
الغَضبةُ البائنة لم يكن لها يداً في صمِّ إنصاتِنا عن بلاغة الخطاب
رغمَ حدّتِه
:15:
وهذا أدلّ ما يُشارُ إليه يا طيّب
ذوائقُنا تستطيع التمييز بين غثٍّ وسمين
وهكذا ننتَصرُ للضاد ...
لك التّحايا أينما يمّمتَ وجهك

نادرة عبدالحي
03-10-2021, 02:24 AM
حسن الكلمات وتميزها ووقعها في النفس والثروة التي تمتلكها بواطن اللغة العربية

فتحت خزائن ثمينة ،ومنهم من أخذ الدر منها ،

اللغة وهي الأداة التي نعبر بها عن كل ما نريد التعبير عنه ، فمن يمتلك ثروة لغوية قدم ثروة بالمقابل

للأدب العربي ،وساهم في تقديم الأفضل ، وهذا ما نلمسهُ من خلال مُتابعتنا لكَ ،

دمتم منبرا للإبداع وأهله،

عبدالعزيز التويجري
03-11-2021, 09:39 PM
الشاعرة رشأ : مرورٌ أضاءتْ له جنبات هذا الصرح وعبق المسك بأجوائه .

عبدالعزيز التويجري
03-11-2021, 09:40 PM
الناقدة البارعة نادرة : مرورٌ أضاءتْ له جنبات هذا الصرح وعبق المسك بأجوائه .