المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الذئب الأخير


الطاهر حمزة
07-11-2021, 11:27 PM
تقسمُ بمواقع النجوم المتناثرة
على صفحات مجرات الكون أجمع
بأن انعكاس الوحش في زجاجتَيْ عينيها
ليس كما يبدو عليه، وليس لي،
إنما هو لكائنٍ أسطوريّ،
ينفث النار ليدفئ المشردين،
ويشعل _بأطراف ذيوله_ قدور الطعام
الملأى بشتى أنواع اللحوم والمرق،
لأطفال الملاجئ.
وأن أنيابه المصطبغة بالأحمر القاني
إن هي إلا بقايا ثمار جنانها
المعصورة خمراً.
تطعمني ألف أكذوبة،
وكلاماً مباحاً، وغيرَ مباح
وآلاف الأقاصيص لعوالم أخرى
ومخلوقات ضوئية بأجنحة لا تُعدْ.
هذا ما تفعله بعد أن يهدها التعب،
بعد ساعاتٍ طوالٍ من الرقص،
الذي كانت تشُدّ وتيرته كلما ارتخى جفناي.
وإن غفوتُ يكون آخر ما أتذكره قبل أن أغفو:
ملامح الموتِ على وجهها،
وأوصالَها المرتعشة وهي تهزني،
بعد أن توقفت عن الرقص وهرعت إليّ.
أرى فيما يرى النائم
الذئب الأخير على الكوكب
مسلوخاً عن فروه
ومخالبه
وأنيابه،
وأراني جالساً بالقرب منه،
وبيدي خِياط،
ومعطفٌ رماديّ.
وعندما أستيقظ من موتتي،
أجدها _عبثاً_ تحاول أن ترتب ابتسامة مرتبكة،
وتدس معصمها المعصوب خلف ظهرها،
وتتمتم:
لقد أخذتْكَ سِنة، أأصبُّ لك بعض النبيذ؟
وبجسدٍ منهك، وقبل أن أجيبها،
تشرع في الرقص.
عندها يعاود الكائن الخرافي الظهور
بين جفنيها..
يحرق بالنارِ قرًى مأهولة،
وتارةً أخرى يلعقُ جرح فمه المرتّق.

خالد صالح الحربي
07-12-2021, 12:24 AM
:
أوضحنا أغمضنا وأسترُنا أفضحنا.
بقداسة الأبجدية أجدني مضطرًا لـ استبدال الطاء بالعين.
وشتم ليلى على " قلة ذوقها " - بعد كسر كأس النبيذ الفارغ
على طرف أريكةٍ كانت ذات يوم شجرةٍ .. لم تعلم بأن هذا مستقبلها!
لـ أطفال الملاجئ ألف ذئبٍ ينتظرهم بعد أن أصبحت الوجبة
مشاعةً للجميع .

• 🌹•

قايـد الحربي
07-12-2021, 04:22 AM
:
:

هذا البناء الدائريّ بالغ الرسم / مرسوم البلاغة ،
يقول بأنّ الحُلم أصله واقعٌ، لأنّ الواقع سيصبح حلماً ..
والفاصل بينهما : سِنةٌ فقط!.
؛
الطاهر ..
دائماً تأتي متفرّداً بالصباحات و قصب النايات
فشكراً لك هذا الإشراق الموموسق.

نادرة عبدالحي
07-17-2021, 12:45 AM
يصنع الكاتب من اللغة الصور الفنية و ينهل في صناعة الصورة من ينابيع البلاغة هو احتراف التصوير الابداعي
الذي يعتمد على الخيال يصنع منه صورا فنية عن الرسائل والمعاني التي يود توصيلها
والتعبير عنها ووصف ادق المشاهد باسلوب مدهش فيخرج زمن داخل زمن
فهذه المنظومة الجمالية تتدخل القارئ في عالم الاسطورة ،
فالمشهد الموصوف في بداية النص انعكاس لواقع مؤلم ، فهذا الكائن الاسطوري الذي يُرى في عنيها يمنح الكثير
للمشردين الجوعى وأطفال محرومين من سقف دافئ ،


وصف هذا الوحش الاسطوري الذي يُرى من زجاجتي عينيها
يساعد القارئ على الدخول بسهولة إلى داخل المشهد ،


وأن أنيابه المصطبغة بالأحمر القاني
إن هي إلا بقايا ثمار جنانها
المعصورة خمراً.


وهنا يأخذنا الكاتب لمشهد أخر وهو أت من حلم

وإن غفوتُ يكون آخر ما أتذكره قبل أن أغفو:

ملامح الموتِ على وجهها،

وأوصالَها المرتعشة وهي تهزني،
بعد أن توقفت عن الرقص وهرعت إليّ.

أرى فيما يرى النائم
الذئب الأخير على الكوكب
مسلوخاً عن فروه
ومخالبه
وأنيابه،

وأراني جالساً بالقرب منه،
وبيدي خِياط،
ومعطفٌ رماديّ.

ان قلتُ انكَ اخذت الفكر لهذه العوالم العجيبة اكون قد صدقت ودخلت وتجولتُ فيها ،
الانصاف هو ان احتفظ بالنص في جيوب الفكر وليلازم الذاكرة أينما إتجهت ،
دمت كاتبنا الفاضل بحفظ الله ورعايته ،

فهد نايف الحربي
07-24-2021, 12:35 AM
لعمرك انني اصطدمت بنوع الخطا والتنسيق .. فالاسطر لا تكاد تبين
فاسمح لي ياصاحبي ان اعيد كتابه الملحمه بريشه اخرى :

تقسمُ بمواقع النجوم المتناثرة
على صفحات مجرات الكون أجمع
بأن انعكاس الوحش في زجاجتَيْ عينيها
ليس كما يبدو عليه، وليس لي،
إنما هو لكائنٍ أسطوريّ،
ينفث النار ليدفئ المشردين،
ويشعل _بأطراف ذيوله_ قدور الطعام
الملأى بشتى أنواع اللحوم والمرق،
لأطفال الملاجئ.
وأن أنيابه المصطبغة بالأحمر القاني
إن هي إلا بقايا ثمار جنانها
المعصورة خمراً.
تطعمني ألف أكذوبة،
وكلاماً مباحاً، وغيرَ مباح
وآلاف الأقاصيص لعوالم أخرى
ومخلوقات ضوئية بأجنحة لا تُعدْ.
هذا ما تفعله بعد أن يهدها التعب،
بعد ساعاتٍ طوالٍ من الرقص،
الذي كانت تشُدّ وتيرته كلما ارتخى جفناي.
وإن غفوتُ يكون آخر ما أتذكره قبل أن أغفو:
ملامح الموتِ على وجهها،
وأوصالَها المرتعشة وهي تهزني،
بعد أن توقفت عن الرقص وهرعت إليّ.
أرى فيما يرى النائم
الذئب الأخير على الكوكب
مسلوخاً عن فروه
ومخالبه
وأنيابه،
وأراني جالساً بالقرب منه،
وبيدي خِياط،
ومعطفٌ رماديّ.
وعندما أستيقظ من موتتي،
أجدها _عبثاً_ تحاول أن ترتب ابتسامة مرتبكة،
وتدس معصمها المعصوب خلف ظهرها،
وتتمتم:
لقد أخذتْكَ سِنة، أأصبُّ لك بعض النبيذ؟
وبجسدٍ منهك، وقبل أن أجيبها،
تشرع في الرقص.
عندها يعاود الكائن الخرافي الظهور
بين جفنيها..
يحرق بالنارِ قرًى مأهولة،
وتارةً أخرى يلعقُ جرح فمه المرتّق.

فهد نايف الحربي
07-24-2021, 12:43 AM
هذا الطاهر حمزه .. وكمعانقة اولى مني لنصوصه .. الا انه تمكنه من لغته مدهش
وبدءا يقول ( تقسم بمواقع النجوم ) اشارة الى ان ( القسم عظيم ) كما ورد في القران
والنص حقيقه محمل ( باسقاطات خفيه ) ضمنها الطاهر حمزه في ثنايا نصيه باحترافيه
عاليه جدا ... فهناك جزئيه تتكلم عن الدنيا وانعكاسات احداثها على النفس ومحاولات عبثيه
لايجاد ( جانب اخر ) للاحداث فالنار تدفى المشردين ..والدم في الانياب / الاحداث .. بقايا ثمار
وغيرها من صور متلاحقه ..
الذئب الاخير ( اسقاط على الوضع السياسي وموقف الانسان العربي )

( قد أكون ) مخطئنا .. في بعض قراءاتي ولكن جمال النصوص هي في ( تنوع )ماتثيره في وجدان القاري
فمالنصوص الجميله ( الا بانعكاسها داخل كل وجدان على حده ) ..

استاذي انت فعلا رائع
اعجبتني مفرده ( الذئب الاخير ) .. صورة سرياليه لما بعد المعركة / الصراع

وكتبه ابولجين بن ابيه ذات مساء

آية الرفاعي
08-08-2021, 03:39 PM
هذا موّشحٌ مُلَحَنٌّ على وزنٍ ثقيلٍ ، قافيتُه دواخلُ النَّفسِ!
حزينُ المغنى، يشدُّ وترَ الواقعِ، فَ ترتخي فلسفةُ :
الرقص / الذنبْ!
الوحشُ/ الذِئب!
( متلازمةُ الخُرافةِ و الحقيقة).
يصعدُ مع زفيرِ القَسَمِ الفاتِنْ إلى الإنسانيّةِ، قبلَ أن يسقُطَ في شهيقِ الفِتنْ.
🌹