المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ردٌّ أخير


ميساء محمد
03-10-2022, 07:52 PM
كنتُ غافلةً عن الحبّ،أقضي طفولتي في اللّهو واللّعب ،أضحكُ دون أنْ تتخلّل ضحكاتي كلّ هذه الجدّية السوداء،بطريقةٍ ما..تمّ لفت انتباهي إليه،حين كانتِ الأمّهاتُ يتسلّين كثيرًا بالأبناء، للأسف..لم تكنِ (السوشيال ميديا) متوفّرةً لتسدَّ هذا النّوع من الفراغ :فلانٌ لـ فلانةٍ،وفلانةٌ لـ فلان. لم أهتمّ،أشحتُ بانتباهي صوب اللّعب،ودون أنْ أشعر،تعزّزتْ لديّ هذه الفكرة(فكرة الحبّ لهذا الـ فلان )،وأخذتْ تُبعدُ تركيزي شيئًا فشيئًا عن التصرف كـ طفلةٍ صبيانيّة.
..
كبرت.. صارتِْ أحداثٌ كثيرة:تخلّيتُ عن ألعابي التي كنتُ أقيم حربًا بسببها،لا أخرج إلى الشارع للّعب* كما كنتُ أفعلُ من قبل، توقّفتُ عن مصادقة الأطفال الذين صاروا رجالًا،وانتقلنا إلى منزلٍ آخر،حيٍّ آخر..
وبينما كنّا نتسابقُ في العمر،سبقني خالي،خالي الذي لم يعد صديقي الذي يشاطرني الجنون ذاته،حبّ المغامرة ذاتها،الذي وسم على قدمي اليمنى وسمًا كعلامةٍ أخيــرة تشهدُ على صداقتنا،انشغل في دراسته،ولم يعُد ذاك الصديق الذي كنتُ أتتبّع عبره أخبار* الـ (فلان )الذي يُفترضُ أنّه لي-بحسْب ما قرّرته الأمّهات.
..
انتظرتُ زمانًا،مرّتْ سنة،سنتان،ثلاث~تزوج خالي أخت هذا الـ (فلان)~في الرابعة.. أكتشف صدفةً أنّ الـ( فلان) تزوج ابنة عمّه بحجّة القبيلة..!
بكيتْ،صرختُ في داخلي،تألّمتُ كثيرًا-ليس عليه-بل على انتظاري،على كلّ الخيالاتِ التي اختلقْتُها كسيناريوهاتٍ بيني وبينه،تحسّرتُ على لهفتي عليه،على الأحلام التي جمعتني به،و..على ابتسامته واحتضانه في موقفٍ تقمّص فيه دور عدنان وداي الشجاع،أخذ هذا الجرح زمانًا ليندمل،زمانًا لا أذكر مقداره،لكنّي أذكر فظاعته،كونه الخذلان الأول،الصدمة الأولى،الـ… الـحب الأول.
..
مرّت الشهور،بدأتُ أتعافى ،منه،من حبّي له ،و من الأوهام التي بنيتُ عليها أحلامي وآمالي،أخذتُ أحاول ممارسة هذه الحياة بطبيعة الموقن بـقوله تعالى:"وعسى أنْ تكرهوا شيئا وهو خيرٌ لَّكم"..

لكن..

على ما يبدو،أنّ قلبي-هذا- أرعن،هه،يحتاج لصفعةٍ أخرى حتى يعي،بل..ربما..حنّ لـ يعيش قصة حبٍّ أخرى،قصّةً فتحتْ أعمال ديزني عيني عليها-في منتصف مرحلة مراهقتي-ورسمتُ منها صورةً لـ فارس أحلامي المُنتظَر،وما إنْ دلفتُ إلى عالم الروايات-حين بدأتُ أصبح شابّة-حتى توقفتُ عن مثل هذه الترهات، أدركتُ أنّ الحب لا يُبنى على الوسامة،وأنّه لا ينبغي عليّ بالضرورة أن أمتلكَ نهايةً سعيدةً ومرضية ،بالشّكلِ الذي وجدتّه عند أميرات ديزني،عرفتُ..أنّ المسلسلات والأفلام* كلّها قصص يجب أن تبقى خياليّة فحسب…
ولمّا بدأتُ أعي حتى أُقحمتُ -من دون رغبةٍ منّي-في قصّة حبٍّ من طرفٍ واحدٍ ،تجرّعتُ فيها فظاعة هذا النّوع من الحب،فظاعة أنْ تُحبَّ لوحدك، أنْ تُعطي لوحدك، أنْ تشتاقَ لوحدك..

العجيب..
أنّه في كلّ تلك المرات..لم يلحظْ أحدٌ من أهلي ومحيطي ،كلّ هذه المحاولات..
ولمّا نضجتُ..
لمّا اكتشفتُ أنّ الحبّ وحده لا يكفي،أنّ الفهم،الأمان،والتقدير كلّها أمور أولى من الحب،لمّا سئمتُ من محاولات الأغنيات في رسم الصورة اللامعة للحبّ ،لمّا سئمتُ كلّ كلمات الحب التي مُزجتْ بالقليل من الصدق والاستمراريّة،وبالكثيــر من الخداع ،التمليق والغلوّ،والتي انتشرتْ بصورةٍ مقزّزة نتيجة النسخ واللّصق المتكرّر،لمّا غسلتُ يدي،لمّا تبلّدتْ أحاسيسي؛أصبحتُ أثير الشكوك الآن،ويتمّ اتّهامي-زورًا-بأنّ لديّ ..حبيب!😑
ويْحَكُم..😮‍💨

قايـد الحربي
03-10-2022, 08:57 PM
:
:

وَسْمٌ أخير ..
هذا الساق الذي يعبر المدى ،مثلومٌ بالتذكير والذاكرة ،
وأنت يا ميساء تجيدين الركض فوق الأحرف برشاقة اللغة والوصف.
،
شكراً تليق بهذا الحضور المضيء.

عَلاَمَ
03-11-2022, 01:22 AM
.


كَ اِرْتدَاد البَحر على الشَّاطئ أتى هذا النَّص

ميساء ياوردتنا
نورتي ربي يحميكي

سيرين
03-11-2022, 08:19 AM
تكتبنا الكلمات
تتيمم بها الروح لتعيد ترتيبها وتلقي بين مرافئها ذكرى دفء المطر
رسالة ابتهج بها الصباح وانحنى لها الضوء
رائعة مبدعتنا ميساء
مودتي والياسمين


،،

نادرة عبدالحي
03-11-2022, 11:42 PM
الرائعة بحضورها والمبدعة ميساء محمد صياغة الكلمة تصبح إبداعا حين تنطبع في روح الكاتب
وتلامس شغاف القارئ فــــ روح صاحبة البوح الحاضرة في النّص تحاكيه بشفافيّة وصدق يمتداا ليكونا

مفاهيم لها أسرارها الخاصة فالصدق والعفوية في التعبير وطريقة طرح الأفكار والحوادث من خلالها نرى أن

النص ذا نمط سردي له خصائصه ومميزاته يتتبعه القارئ من خلال عيني الكاتبة

التي لا تبخل بالتفاصيل الدقيقة التي تعطي النص حياة نابضة ,

نورة القحطاني
03-13-2022, 02:35 AM
جميل هذا السرد الذي أستحوذ علي من أول حرف لآخر سطر
جميلة ميساء بقلبك وروحك العذبة وفكرك الراقي
لهم ظنونهم ولك سعادة الحياة يارب

ضوء خافت
03-13-2022, 08:37 AM
كنتِ ... و كان ... و كنّا ...

و صرنا هكذا الآن ... نكتب ...

لا زال اللعب قائماً يا ميساء ... لكن نحن صرنا اللُّعَب ...

ردّ لا يرتدّ إلا بالرّدّ

ميساء محمد
03-13-2022, 12:49 PM
:
:

وَسْمٌ أخير ..
هذا الساق الذي يعبر المدى ،مثلومٌ بالتذكير والذاكرة ،
وأنت يا ميساء تجيدين الركض فوق الأحرف برشاقة اللغة والوصف.
،
شكراً تليق بهذا الحضور المضيء.

بعد أنْ كان هذا الوسم نذير شؤمٍ لي ولخالي وعائلتي؛إلّا أنّه صار علامة جمالٍ كاملة،علامةُ جمالٍ تتفرّدُ بها قدم ميساء ولا أحد سواها في هذا العالم..
ممتنّة لمجيئكَ أستاذنا قايد،ولهذا الإطراء الذي عزّزني..أسعدكَ اللّه..🙏

ميساء محمد
03-13-2022, 12:52 PM
.


كَ اِرْتدَاد البَحر على الشَّاطئ أتى هذا النَّص

ميساء ياوردتنا
نورتي ربي يحميكي


لـتعقيبكِ صوتُ الأمواج،والاسترخاء ،والهدوء..
ممتنّة لمروركِ من هنا عَلاَمَ..🙏

ميساء محمد
03-13-2022, 12:58 PM
تكتبنا الكلمات
تتيمم بها الروح لتعيد ترتيبها وتلقي بين مرافئها ذكرى دفء المطر
رسالة ابتهج بها الصباح وانحنى لها الضوء
رائعة مبدعتنا ميساء
مودتي والياسمين


،،
كانت أرواحنا ستبقى مهترئة؛ لولا أنّ اللّه ساعدنا بالفنون التي تُعيد ترميمها،ترتيبها،نفضها،وصقلها أيضًا..
ابتهاجي بتعقيبكِ هذا كان أكثر من ابتهاج الصباح نفسه،ممتنّة سيرين لهذا الضوء..🙏

فيصل خليل
03-13-2022, 02:12 PM
هكذا هم
عندما نكون لا يرونا
وعندما لا نكون يرونا بعيون جاحظة

أفضل المحبين من عاشوا حبهم بعيدا عن أعين الآخرين ... أمضوا أوقات العشق وأحلامه وخيالاته وفق أحاديث قلوبهم .. مثلما فهموا الحرب وعاشوا أحاسيسه .. وإن كانت من طرف واحد.

نثرية جميلة .. عشت مرحلة المراهقة بأجمل أحلامها وإن بدت النهاية ليس كما تريدي ... لكن يكفي جمال المشاعر التي زادت من رونق الحياة في عيونك

دمت بخير وعافية

ميساء محمد
04-04-2022, 10:28 PM
الرائعة بحضورها والمبدعة ميساء محمد صياغة الكلمة تصبح إبداعا حين تنطبع في روح الكاتب
وتلامس شغاف القارئ فــــ روح صاحبة البوح الحاضرة في النّص تحاكيه بشفافيّة وصدق يمتداا ليكونا

مفاهيم لها أسرارها الخاصة فالصدق والعفوية في التعبير وطريقة طرح الأفكار والحوادث من خلالها نرى أن

النص ذا نمط سردي له خصائصه ومميزاته يتتبعه القارئ من خلال عيني الكاتبة

التي لا تبخل بالتفاصيل الدقيقة التي تعطي النص حياة نابضة ,
العزيزة :نادرة..
ممتنّة لهذا الإطراء الباذخ،الذي جعلَ منّي كثيرة..🙏❤️❤️

ميساء محمد
04-04-2022, 10:30 PM
جميل هذا السرد الذي أستحوذ علي من أول حرف لآخر سطر
جميلة ميساء بقلبك وروحك العذبة وفكرك الراقي
لهم ظنونهم ولك سعادة الحياة يارب
بعضًا ممّا عندكم يا نورة،لاحرمنا إبداعكم ومروركم..أسعدكِ الله🙏

ميساء محمد
04-04-2022, 10:32 PM
كنتِ ... و كان ... و كنّا ...

و صرنا هكذا الآن ... نكتب ...

لا زال اللعب قائماً يا ميساء ... لكن نحن صرنا اللُّعَب ...

ردّ لا يرتدّ إلا بالرّدّ
ونحنُ لها يا ضوء،سنكونُ دائمًا بالمرصاد..😉