المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إبداع القاريء قبل إبداع الكاتب


م.خالد الدوسري
03-03-2007, 08:18 PM
1. توطئة: القراءة + فكر القارئ ----> اعادة انتاج المقروء بطريقة اخرى / الكتابة----> القراءة

اذن: فالقراءة تأتي اولا لذلك ابداع الكاتب متوقف على ابداع القارئ في فهم نص الكاتب وادراك معانية بل ونقده من خلال نظرة متفحصة لما هو غث او سمين ولكن ليس كل قارئ ناقد بل كل ناقد قارئ بالتأكيد. كما ان الكاتب لايكون مبدعا الا من خلال القرءة المبدعة اللتي سوف اتحدث عنها لاحقا والا سوف ينضح كل اناء بما فيه.

2. متى تكون قارئ مبدع؟ او قارئ ايجابي ومتى تكون العكس؟

اولا: القراءة المبدعة: وهي فهم المقروء وتحليل رموزه و ادراك معانيه وصوره ومدلولاتها ومن ثم نقده من خلال نظرة محايدة ومتفحصة. وهذا المقروء قد يكون واضح وفهمه مباشر او غير واضح يتطلب تأويل وتحليل بالنظر الى السياق وتداعيات النص وبااستخدام الخبرة. والتأويل قائم على تحليل المعنى المجازي لانه اكثر استخداما في الشعر من المعنى الحقيقي كما في قول الشاعر النابغة الذبياني : فإنك شمس والملوك كواكب ُ ...إذا طلعت لم يبد ُ منهن كوكب , فهل الممدوح شمس؟ او الملوك كواكب؟ فكل لفظ له معنى باطن يستدل به من خلال موقع وحالة هذا اللفظ من النص! فيجب عل القارئ الواعي/ المبدع ان بغوص في اعماق النص للاكتشاف جمال درره. ولان كل انسان له رؤية خاصة فالمحصلة تختلف من قارئ الى اخر على حسب الزاوية اللتي ينظر منها هذا القارئ. كما ان معدل سرعة القراءة يلعب دور اساسي في ابداع القارئ لذلك على القارئ ان يقرء بسرعة تتوافق مع سرعة فهمه .

ثانيا: القراءة السلبية: هي عكس الايجابية تماما بالاضافة الى النقل والالغاء فالمقروء قد يتغلب على القارئ ويحدث الامر الاول وقد يحدث العكس فيكون الالغاء. وثمة قراءة تراثية تتعصب للماضي ومعاييره فتحارب كل ماهو معاصر وجديد بحجة انه لايمت للشعر بصلة وهذا سلبي لان لكل عصر ادواته ومتغيراته. والجديد ماهو الا الماضي بعد التأثر والتغيير المتقيد بالزمان والمكان. فلو نفترض ان المتنبي كان من شعراء هذا العصر لكان مجددا حتما فالحاضر امتداد للماضي. لو لم نقرء ماكتبه شعراء الماضي لبدئنا من حيث بدءو بتغيير بسيط بسبب المعاصرة والمثاقفة.

3. في اخر المطاف: الابداع في القراءة سيسهم في وعي المتلقي و ووعي الكاتب معا لذلك اتت الكتابة بعد القراءة, ولاننسى ان بداية الوحي كانت ( اقرء) لذلك الكاتب في بدايته مثل الطفل تماما لانه مقلد لاصوات الحروف ومن ثم الكلمات والنصوص وعندما يبلغ اشده يبدء في الابداع من خلال التجديد بعد تأثر ما قرئه بتفكيره و رؤيته. وليس ثمة شاعر او كاتب لم يكن مقلدا في بدايته بسبب القراءة المستمرة لغيره. اذن: ابداع القارئ قبل ابداع الكاتب.

ودمتم بحب

كتب: خالد الدوسري

قايـد الحربي
03-03-2007, 09:05 PM
م . خالد الدوسري
ـــــــــــــــ
* * *

مضيء دائماً أيّها الخالد .


الكاتب المُبدع يُنتج قارئاً مُبدعاً - بالضرورة -
القارئ المُبدع لا يُنتج كاتباً - بالضرورة - .

مع الانتباه إلى حذف كلمة [ مبدع ] من الجملة الثانية وسأدلّل على ذلك من قولك :
" وهذا المقروء قد يكون واضحاً وفهمه مباشراً "
عندما يحمل المقروء هذه الصفة فلا تنتظر من القارئ المبدع أنْ يجعل من هذا المقروء
إبداعاً يمكننا وصف كاتبه بالمبدع لأنّ فاقد الشيء لا يُعطيه إذ كيف أمنح ما فَقَد الإبداع
إبداعاً !!!
لذلك تصدق الجملة الأولى بأنّ الكاتب المبدع سينتج كتابةً مبدعة تُفضي بعد ذلك إلى قارئٍ
مبدع يخلق من هذا المقروء لغةً أخرى ويفتح الأبواب والشبابيك للأسئلة التي تمنح ذلك المقروء
حياةً أخرى .

المهم :
أنّ الأدب إلى انتهاء الحياة لن يفقد هذين العنصرين مهما نظرنا بسوداويةٍ إليه - ربما - يقلان
لكنّهما لا يُفقدان أبداً .

عزيزي
شكراً بكل مودةٍ خالصة وخاصة .

د.باسم القاسم
03-03-2007, 11:39 PM
حسناً ...يجب ان أعترف بأن مثل هكذا أطروحات منها وفيها غوايتي ...وقد أفلحت أستاذ خالد في استفزاز هذه الغواية باطروحتك الجميلة ...ولكن سأتابع من حيث انتهيت
فالفكرة التي تطرحها لها عنوان عريض في النقد المعاصر كتبه "رولان بارت " منظر المدرسة البنيوية والذي صرخ بأعلى صوته ونادى بــ"موت المؤلف " وكان ذلك وقوفاً في وجه المد الرومانطيقي للشعر والذي وهب الشاعر "المؤلف" أهمية عليا نشأ عنها الإهتمام بحياته ومنجزاته حتى اصبحت سيرته الذاتيه جزءا من الإنتاج الأدبي ومن نقده ..
يصر رولان بارت ومن بعده من نقاد مابعد البنيوية على أن "اللغة هي التي تتكلم وليس المؤلف ، أن تكتب هو أن تصل إلى تلك النقطة حيث اللغة هي التي تفعل وليس أنا ( الضمير المتكلم ) " وعليه اعتبر النقاد أن القارئ هو الوريث الشرعي للمؤلف بعد أن يصل النص إليه وقد وصل الأمر برولان بارت للقول "ليس المؤلف ،لغوياً ، اكثر من لحظة كتابة " فالنص هو مخزون هائل من الإقتطافات والإشارة التي تنبع من ثقافات متعددة قام الشاعر في لحظة الكتابة بترتيبها وفق متتاليات وعلامات صاغت أعراف اصطفافها في النص اللغة وليس المؤلف فالمؤلف هنا يكون كالذي دخل بستاناً فأحضر من ثمار شجره وقدمها للقارئ ولكن المؤلف لم يزرع هذه الأشجار أساسا ً ولم يحرث أرضه لوحده فبستان اللغة شارك في نشأته الفكر الإنساني منذ فجر الإبداع هنا المتلقي يتذوق هذه الثمار ولكن الشكر للمؤلف يكون على التعب الذي بذله في جني الثمار وهنا يبرز الدور العظيم للقارئ فهو الذي أصبح صاحب السلطة والحكم على النص /الثمار فهو سيقول رأيه باللغة وليس بالمؤلف ولذلك تم تصنيف القارئ وفق مدرسة كونسطانس لجمالية التلقي إلى :
1- القارئ الجاهز : هو القارئ الذي يحضر إلى النص ومعه فكرته وثقافته الخاصة والتي لايمكن أن يتنازل عنها فإذا توافقت مع النص قبله وتبناه وإلا سيكون الرفض وعدم التعامل وهذا ما أطلق عليه الأستاذ خالد القارئ السلبي
2- القارئ الماص :
وهو ذلك القارئ الذي تتفوق قدراته الفكرية على النص بحيث أنه يذوب ويتلاشى في أفقه التاويلي وكأن النص يصبح صرخة في بئر وهذا هو القارئ الناقد أو المختص
ولكن هذا لايعني أن النص ليس مبدعاً بحيث أنه هناك نصوص معينة يمكن أن ينفعل معها هذا القارئ الماص
3- القارئ المنتج :
وهو مااشار إليه الأستاذ خالد بالقارئ المبدع وهو صنف من المتلقي يتميز بمستوى فكري قابل لإنفعال بحيث يكون أفق التأويل لديه غير ملزم حتى لو اصطدم النص بمفاهيم تقدية يتبناها
هذا القارئ هو الذي يقوم بحفريات في أراضي النص ليستنبط منه الفعاليات الغوية وبالتحديد تلك التي لم ينتبه لها المؤلف وربما لم يكن يقصدها وهنا يولد نص جديد ولكن القارئ هنا هو مؤلفه ...وهذه النوعية من القراء تبحث عنها النصوص كبحث تائه في الصحراء عن قطرة ماء
الفاضل خالد الدوسري ربما يسمح لنا الزمان بإجراء حوارية نقدية لهذا الموضوع الشيق وأحيل هذا الطلب للأخ قايد
لك خالص مودتي واحترامي

م.خالد الدوسري
03-04-2007, 10:03 PM
المتألق دوما : قايد الحربي


قارئ مبدع ---> كاتب مبدع ---> قارئ مبدع

وللتوضيح اكثر : القراءة المبدعة لها أثار ايجابية على المتلقي او القارئ الغير كاتب والقارئ الكاتب معا:

1. اثراء وعي المتلقي وتثقيفه بحيث يكون قادر على فهم مايرمو اليه الكاتب لان \ ابداع الكاتب متوقف على ذلك! ونتيجة عدم فهم المتلقي او القارئ لم يفهم شعر بعض الشعراء الا بعد وفاتهم او بعد مرور عدة سنين على نشر شعرهم او فنهم!

2. اثراء وعي الكاتب وزيادة مخزونه الثقافي والادبي مما سيأثر ايجابا على انتاجه.

وهذا لايعني ان بامكان القارئ المبدع ان يكون كاتب مبدع فللموهبة دور فعال ايضا ولكن القراءة هي شرارة الابداع ونقطة الانطلاق.

واتفق معك استاذي قايد ان الوضوح لايجعل القارئ كاتب اخر للنص ومكتشف له فالغموض الغير مبهم يجعل القارئ يبدع في خلق ابعاد اخرى للنص لذلك فهو سر تعلقنا بالحياة ومحاولة فك رموز الكون من حولنا بالتأمل والتطلع اللانهائي,,

الاخ قايد شكرا لروعة فكرك

ودمت بحب وخير

مجلك:

خالد

إبراهيم الشتوي
03-04-2007, 10:08 PM
وما بين القارئ والكاتب علاقة وعلقة ..

تنمو بقدر عمق تلك الرؤية والرؤيا ..



الخالد بالقلب ... م.خالد الدوسري

مبدع أيها القارئ الكاتب ..

وممتع أينما تحل ..

فشكرا لك وللوفاء الذي يسكنك..

دمت بالقلب وبالقرب ..

تقديري .

حنان محمد
03-07-2007, 12:58 PM
أهلا بحضورك
أخي الكريم

أحيانا نواجهة في الساحة الشعبية قاريء غبي يفسر ماهو واضح

بتفسيرات لا تمد لما كُتِبَ بصلة ويحاججك فيه ..

فكيف السبيل في الرد على هذه النوعية ؟

الجميل خالد

لا تُحرمنا حرفك ..

م.خالد الدوسري
03-15-2007, 12:48 PM
الدكتور الاكثر من رائع: باسم

شكرا لك حتى ترضى على هذا النعليق المثري

لم اعلم عن رولان الا منك فهذا سيجعلني قارئ عاجل له بالتاكيد

ولكن جميل ومنطقي مانادى به

ر غم ان الكاتب يقطف الثمرة / الكتابة الا ان طعم هذة الثمرة هو الابداع بالنسبة لذائقها او قارئها

وتصنيف رائع ومعاصر للقارئ

الجميل: د. باسم

حضورك زخات من المطر

وانا اتوق للاجراء حوارات حول هذا الموضوع لانه مهم جدا فلو كان هناك قراءة مبدعة او منتجة لما اختفت هوية الشعراء نتيجة التكرار والتقليد ولما كان هذا الانحطاط الثقافي والادبي في عالمنا العربي.

م.خالد الدوسري
03-23-2007, 09:38 PM
الرائع: ابراهيم

حضورك اضاء افاق متصفحي

فاشكرا لك بقدر روعة نبضك

اخوك:

خالد

م.خالد الدوسري
03-26-2007, 09:31 PM
الرائعة حد الابهار: حنان

القراءة تحتمل الخطأ والصواب وكل شخص يرى من زاوية مختلفة مما ينتج عن ازدواجية في الصورة او المعنى ولكن اذا كان البيت تقريري فهنا لاخلاف على المعنى والرد يعتد على وعي المخاطب فاذا كان جاهل ومكابر عندها سااقول سلاما

شكرا لروعة فكرك

ودمتي بحب