حروف تعبر وجوه ..!

[يوسف الحربي]

( 1 )
هي وكلمتها

في البدء كانت كلمة
وكلنا تصهره في البدء كلمة
كلمة
من أحرفها نسجت منديل اشتياق
لقوافل كلم
تعبر ذات الدرب .. تُقبل من ذات النبض .. ترتدي ذات الوشاح

حين اكتمل في عينيها
ضوء القمر
تشكلت في وهجه كلمة
انبعثت من ذاك الثغر شعرا
بحوره عطر معانٍ
وقوافيه سحر
ينفث في صفحة الحياة دائرة
هي الأبعد امتدادا .. الأكثر توسعا .. الأعمق تأثيرا
أقف على شواطيء الكلمة
وحيداً أتأبط حيرة
أروم خوض لجة المعاني
تمتصني دوامة الصمت وتلفظني
حلم يزنّره سؤال
أيهذا النبض / الكلمة
أكون في دمك خلجة عشق أو لا أكون
أهمّ بقول شيئا
يتلبسني الخوف من مصير كلمتي
أتلعثم . يتكسر الحرف
أرتد في دواخلي لأكون
مسكناً للحزن


بين ذاك الثغر والكلمة
أنا
عشق حد الارتواء
شوق حد العطش


ابن المدينة / يوسف الحربي

هي ..تلك التي اكتمل فيها الانسان واكتملت بها حياتي

[يوسف الحربي]

( 2 )
أسامة بن لادن


و يُطل من شرفة التاريخ

ثم يمضي وحده . .

غير آبه بما يحاك

نحو حقول زاهرة

تحفه فراشات زاهية

يتفيأ أشجاراً

جذورها . . خفقات

أغصانها . . عبرات

ثم يمضي

و الدمى ما زالت في الأقبية


و هناك .. هناك

جراد منتشر . . خلف السياج

رياح تزأر .. عند الإنبلاج

و بين تلك و ذاك

يمضي وحده

غير آبه بما يحاك

بين أنداء زهر

وتراجيع طير

يمضي

و الدمى ما زالت في الأقبية


يبنون تاريخهم

بخيوط العنكبوت

و ينسج تاريخه

من ورق التوت

ثم يمضي وحده

غير آبه بما يحاك

و الدمى ما زالت في الأقبية

ابن المدينة / يوسف الحربي

أسامة بن لادن .. الرجل الذي قال لا ..

[يوسف الحربي]

( 3 )
الفجر البعيد


لــ الكلمة وطن
على امتداد دروبه
حروف واردة
وأخرى شاردة
وبين هذه وتلك
تولد حروف نابضة
فيها
لغة الحقول وحنين المسافات
عطش الرمال وحنو المطر

بارق الذكرى
يعانق غيمة السحر
ينبض الليل أخيلة
لــ يولد الفجر حرفا


لــ الفجر كلمة
في آفاق الفكر
تحلّق معنى
وعلى الغصن المطرز
بهمس العصافير
وشدو العنادل
تستقر مغنى

من الذاكرة الموقدة
بــ لواعج الحاضر
وحنين السنين الماضيات
تنساب نار الكلمات
تذيب جليد اللحظة
وتشعل فتيل الضوء
في أسرار النوافذ المشرعة
على الأحلام همسا

الفجر البعيد
تجمع شوارد الفكر
إلى شتات الحرف
تسكب ذاتها
على النسيج ألقا
يورق في الآذان
أغانٍ دافئة

الفجر البعيد
يا نزفاً
من قمم الحجاز تدفق
يعانق شوق الأودية
لــ أنسام حرفكِ
يتمايل البشام عطرا
تنتشي الغدران النائمة
على أطراف الشرائع
تغني
ترقص
لــ مواويل الغرام
التي يبثها حرفك
شدوا

ابن المدينة / يوسف الحربي

الفجر البعيد .. أديبة وشاعرة سعودية تكتب خارج زمنها

[يوسف الحربي]

( 4 )
خالد عبدالله الغانم


الفكرة محور الكلام
الكلمة عصارة فكر
الشعر لغة
تنطلق من رحم الفكرة
الشاعر خالد
صاحب فكرة مبتكرة
يبني من خلالها كلماته
يأتيني شعره ..بحجم فكرته
خالد الغانم
يحفر في ذاكرة الشعر
عمقاً لا يزول
يُلبس الماضي ..ثوب المضارع
يلتفع عباءة المتنبي
العبقة بعطور باريسية
يضع النقاط على حروف الشعر
ونضع نحن علامات التعجب
خالد عبدالله الغانم
يرتدي حسن الظن بالآخر
هكذا عرفته
هو قبس
يضيء الدروب المعتمة
وزهرة هو
في حقول الشعر المجدبة
حين يكون المعطى فكرة
فالغانم خالد
وعندما يكون المنجز شعرا
يكون خالد الغانم


ابن المدينة
يُتعب فكره في استحلاب فكره
يستجدي الذاكرة المرهقة
يلم شتات الكلمات
يقدم عذر المُقِل
للشاعر خالد
الثري بالتماس العذر للآخرين

ابن المدينة / يوسف الحربي

خالد الغانم .. شاعر سعودي يغرد وحيدا

[يوسف الحربي]

( 5 )
مهرج وأربعون عاما

تأبّط الذل ثم مضى
يذرع دروب الهوان
يهيم على كِذبِه
بين فراغات العدم وامتداد السراب
أربعون عاماً يركض بنا
في تيه الخداع
نسج من خيوط الوهم مجدا
بنى من رمال الكذب حصنا
أربعون عاماً
لم ينطق خلالها أبداً بـــــــ لا
لم يرفع بصره يوماً للسماء
كل ما هنالك قُبلات ...يتبعها هراء
أربعون عاما
والمهرج على مسرح الهزل يمضي
يمتطي حماره الأعرج
يُشهر سيفه الخشبي
يبعث الرعب ضحكاً
تقهقه به جنبات المكان
أربعون عاما مضت
باع فيها الكرامة
في أسواق الخنوع
باعها ثم ولّى
يُخبر الرعاع
كيف يكون الخضوع

ابن المدينة / يوسف الحربي

المهرج .. ذاك الذي خُدعنا به وبجهاده أربعين عاما

[يوسف الحربي]

( 6 )
عذراً سيدي

إن رأيت الذئب يوماً
يرتع في الحمى
والثعلب بال على الربى
فـــ الراعي خاضع
والعبد خانع
والقطيع ضائع

عذراً ...سيدي
إن رأيت الغراب يوماً
ينعق على المنابر
والبوم تسكن في الضمائر
والهزار يصدح بين المقابر
فـــ الحب قتل بنصل الضغينه
والأشراف تخلوا عن الظعينه

عذراً ...سيدي
إن رأيت الكروش يوماً
تنامت
والضمائر نامت
ومجلس الخليفة
غص بهم
سجناء ذلهم
هذيان شاعر
وهذر ناثر
عيون تترقب
تبحث عن فتات
عن بقايا فضلات
لا شيء يهم
سيان أن يعيشوا
حياة
أو يعيشوا الحياة

عذراً ... سيدي
هذا قدرنا
أن نعيش في آخر النهار
تتربص بنا حلكة الظلام
في قرن الهوان
هذا قدرنا
أن يكتبنا التاريخ
بمداد الذل
في أرذل الصفحات

ابن المدينة / يوسف الحربي

سيدي .. ذاك الذي طال انتظاره

[يوسف الحربي]

( 7 )
مررنسوت

مررنسوت تبرأ من جلده
ألقاه في بئرين للدفن
وسرداباً وضع فيه تمثاله
......
مررنسوت تبرأ من نفسه
وياللمقبرة حين تضمه سليما
نادته الشجرة وهمس
لجنونها ...
وبدأ يعزف فنونها
حضنته وهي تداعب جبلاً
كان يصغي لمررنسوت
......
اغتسل من أغصان
الشجرة ...
وتسلق الجبل
ظهره ...
مررنسوت نحت بيديه
أعصاب الجبل
وقدم الماء للسماء ..


ابن المدينة / يوسف الحربي


مررنسوت .. كبير الحرفيين في عهد الفرعون منقرع ..اكتشفت مقبرته وهي عبارة عن بئرين وغرفه ووجد تمثاله سليم كإشارة بأنه حنط وهو حي

[جود الرباط]

سبع وريقات يفوح منها عبير اللغة


لله درك ياابن المدينة


تحيتي

جود

[يوسف الحربي]

سبع وريقات يفوح منها عبير اللغة


لله درك ياابن المدينة


تحيتي

جود
والباقي في الجعبة ثلاث وريقات وفي الخاطر الكثير
كل التقدير لــ جود ك أختنا القديرة

[يوسف الحربي]

( 8 )
الفتى القادم من أقصى المدينة

أعداء الجمال كُثر
وأكثر منهم أعداء النقاء
القابعون في أقبية الفكر الرديء
يلتفعون عتمتين
ينكمشون إلى أخمصهم
عند أول ضوء
يسكبون الدمع ليلاً
خوف بزوغ النهار
السادرون في غيهم
باعوا الأرث في سوق النخاسة
حطموا جمال الماضي
أغلقوا حوانيت النقاء
هدموا صوامع الخُلُق
باعوا كتب السماء
وكلمات الأولياء
حقنوا المفاصل
بمعاول الهدم
شطبوا الفواصل
بممحاة ماء
افترشوا شطحاتهم
توسدوا خزعبلاتهم
ولم يعلموا أنهم يتوسدون هواء
العابثون بقصائد الشعر الرصين
على أرصفة الشعر يتسكعون
يلهون ...يعبثون
دفاترهم ملأى بالحرف الرخيص
لا فصيح ولا موزون
العابثون
ذبحوا القصيدة ..
من الوزن إلى القافية
ذبحوها على النُصُب
لتقربهم لتماثيل الشمع زلفى
ذبحوها بأيدي المطبلين

الفتى القادم من أقصى المدينة
في جعبته
بقايا ضوء ..وكل النقاء
في ليل غدر ..قتلوه
لا لشيء ..سوى أنه
بياض حين تُلّون الكلمات
إنطلاقة عند تعطيلها
لا لشيء .. سوى أنه
شدو رغم ضوضاء النشاز
غيمة ..تمنح الأراضي الجرز النماء

الفتى القادم من أقصى المدينة
قتلوه هناك
ليحيا هنا

ابن المدينة / يوسف الحربي

الفتى .. ذاك الأخضر قلباً / فكراً / حرفا

[يوسف الحربي]

( 9 )
العراق

أكتب في دفاتر الحضور والغياب ..
واكتب في الأسطر الأولى ..
سل سعداً وخالدا ..
وسل إن شئت المثنى ..
سل الموتى في قبورهم ..
عن سيرتي الأولى ..
سل معتصماه ..
وسيفاً مازال مسلولا ..
أكتب في سجلات العابرين ..
والمقيمين والسائلين ..
أنا دوحة روض ..
أشبعها الطير تقبيلا ..
أنا ليل عشق ..
بخيوط الهمس مشغولا ..
أنا أرض الرشيد ..
وابن حنبل والقادسية ..
وسنابك ..
نقشت في السواد ..
صهيلاً وتهليلا ..
أكتب في جوازات النازحين ..
من أرضي ..
أنا العراق ..
أتعبه الظالم ..
تعذيباً وتنكيلا .

ابن المدينة / يوسف الحربي

العراق ..البلد المطحون بين مطرقة الصليب وسندان المنافقين