المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما الذي يريده المتلقي من الشاعر والشاعرة..؟


إبراهيم الشتوي
05-09-2007, 07:42 PM
الشعر بحر عظيم عميق، وواحات غناء شاسعة مترامية الأطراف نتفيأ أشجارها..

ونقطف من ثمارها ما لذ وطاب.. حسنه حسن وقبيحه قبيح. فن قائم بحد ذاته، وتجربة

إنسانية وحسية منذ أقدم العصور وعلى مر الأزمان. متشعب تعريفه وصعب تحديده في

مفهوم أو اصطلاحات معينة.. ومن ناحيتي أقول: رؤية لموجات داخلية تنبع من الشعور

واللا شعور لرؤيا الشاعر الداخلية يجسدها الشاعر بلغته المجازية والخيالية والإبداعية..

ويحمل إيقاعا وجرسا موسيقيا.


فلكل شاعر محطات شعرية تختص به وتميزه عن غيره،ولكل محطة رؤى وسمات

فنيةتنضج بقدر اهتمام الشاعر بعمله الفني وتجسيده لتلك التجربة بوعي وحدس

يفصله عن حدود الدوائر المتقاربة والمتباعدة عن محيطةالشعري؛ إذ تعتبر التجربة

الذاتية لكل شاعر منطلقا له نحو أفق رحب يجسد ما يمور بداخله من مشاعر، ويدور في

ذاته من انفعالات.. يعبر عن معاناته في هذه الحياة ويعبُر بأحاسيسه للشط الآخر حيث

النبض ومسارب الضوء. كذلك من جهة أخرى يجب على الشاعر أن يشارك المجتمع

ويعبر عن همومهم ورؤاهم.. ويعكس تفاصيل الحدث والحديث من خلال نصوصه، ويشكل

بريشته الذاتية معاناة الآخرين ومتطلباتهم.. أي أنه يعبر عما يختلج في ذاته وينبلج في

ذات المجتمع. وإيمانا بأن في كل شاعر ناقدا هناك محطات يتوقف عندها أغلب الشعراء،

وأولها محطة التكوين والتأسيس.. وكبدايات أي شاعر في هذه المحطة البحث عن الذات

وترجمة ما ينسكب من العالم الخارجي على أرض المشاعر ويناسب على مساحات

الأحاسيس.. فالشاعر يؤثر ويتأثر، تتبلور في ذاته ملامح المحطة الثانية التي أعتبرها

الذات الناطقة بصورة أكثر دقة وأعقد تفاصيل من حيث الغوص في المشهد الشعري

وتتبع الإيماءات والحركات والسكنات للصورة الشعرية، وهي مرحلة تحمل خصوصية

الطرح وتتبع الفكرة، برؤى مكتنزة بالثقافة العميقة القادرة على استنباط الدلالات

المعرفية واستكشاف ما خلف الوعي بحدس متمكن يدرك أن للنص فصلا خامسا يجب

أن تفجره جداول وحقول وبساتين تتفيأ ظلالها أجمل المعاني وأرق العبارات..

بخطى ثابتة وبأدوات فنية باهرة ماهرة، وبرقي طرحها وما يحمله من إبداع

وسمو بالذائقة عموما. وتعتبر عناصر النص الأساسية (الفكرة والعاطفة واللغة والخيال

والأسلوب والإيقاع).. يمزجها كعناصر فاعلة في بناء النص الشعري.. بحيث يكون أمام

نص يرسم الذات بالرؤية التي تستنطق ما خلف الواقع التقريري الصامت.. ويتلمس روح

وأنفاس المعنى بصورة ترتكز على الإيحاء الجميل الذي لا يدخل المتلقي في بؤرة

الغموض، وهي بالطبع عملية معقدة التركيب متناغمة الأسلوب وتعبر عن الدقة والرقة

من الضوابط التي تضمن نجاحها وتميزها.. حيث الربط بين هذه العناصر برؤى واضحة

ودلالات تعبيرية ومضامين مدهشة.. ومفردات منتقاة وبطريقة منعشة وألفاظ ساقطة

على المعنى، ومعنى يرتقي بالألفاظ. ويأتي اللفظ هنا من حيث استخدام الألفاظ السهلة

الواضحة البعيدة كل البُعد عن التعقيد والتراكيب الغريبة.. بعيدة عن الغموض الذي يقتل

الفكرة ويشتت المتلقي، يؤطرها أسلوب صادق وحس ناطق.. ومشاعر فياضة وعاطفة

أضرمتها الأحاسيس متأججة الفكرة، تتضح بها شخصية الشاعر وتميزه عن غيره

بترتيبها وتسلسلها من حيث الإبداع والإمتاع والمفردات والأخيلة والأسلوب المتجسد

بالصور الخيالية والمحسنات البديعية التي تحرك المتلقي وتأسر روحه وتضمد جروحه

وتروي عواطفه وتشبع نهم ذائقته.. فهي تحمل ذلك النهج الأدبي المتكامل (رؤية وبناء)،

وهي قادرة على رسم أحاسيسه ومشاعره بصورة رائعة، كما أن الإبداع وقوة الطرح

وتناغم الأسلوب وشفافيته هو ما يملي على المتلقي والمتذوق أن يبحث عن نصوص

هذا الشاعر ويتتبع أثره. ولفوضى الحواس في النص الشعري والأدبي عموما حزم من

نور تشتت المتلقي وتثلب الفكرة، فتجد هذه الحزم هنا وهناك صعبا تجميعها ومعقدا

تركيبها. وتعتبر اللغة القطب الأساس الذي تتحرك في فلكه النصوص الأدبية، كل حسب

تركيباته اللغوية ومفرداته اللفظية، وهي الوعاء الذي يحمل مشاعره وأحاسيسه

وانفعالاته، كما أن لكل شاعر لغته الخاصة التي يصهر فيها انفعالاته ورؤاه والتي تنبثق

منها سيمياء اللغة واشتقاقاتها والرموز والإيحاءات عبر سياق معرفي وتعبير إبداعي

متجدد وأسس تؤطر الفكرة وتتناغم مع اللغة. أما الذي يدور في فلك غيره لغة وأسلوبا

وفكرة.. مآله للسقوط والوقوع في مقبرة النسيان؛ فهو يقتل الذات المبدعة في داخله..

ويصادر الأحاسيس المفعمة بالصدق والمشاعر المتسمة بالعطاء، فالثقة بالذات هي

منبع الإبداع المتدفق.. ومصدر النبوغ والتصدر ومنهل العذوبة والتجدد.. فلا نجاح ولا رقي

بتتبع خطى الغير ومحاكاتهم وتطابق أفكاره مع أفكارهم.. فالتقليد انهزام واستسلام،

والتميز والتفرد نبوغ وانتصار.. فيجب أن يكون لكل شاعر طريقته ومنهاجه الذي يختص به

عن غيره فكرة وأسلوبا وأخيلة.. تاركا للقارئ فضاء جماليا مفتوحا ليقرأه من خلال

أطروحاته ويستنير بأفكاره.. التي تنأى بالشاعر عن السطحية والتقريرية المملة

والمباشرة والارتكاز على الغموض والسريالية بصورة بحتة.. فالشاعر الناجح هو الذي

يترك للمتذوق مجالا ومفاتيح لسبر أغوار النص.. وبوعي فكري فلسفي تشبع نهم

المتلقي فتنقله إلى إرهاصات الحلم ومنارات الأمل وغياهب الألم.. بتراكيب لغوية ودلالة

معنوية أخاذة وبوحدة عضوية متكاملة، وأن يكون اسم النص نابعا من فكرته الأصلية

ويختار اسما معبرا ومؤثرا بالقارئ، وأن تكون بنية النص موجزة للفكرة التي تختلج في

نفسية الشاعر مختارا مفرداته وألفاظه بكل دقة ورِقّة.. ليصل إلى معاني تثير الدهشة

في نفسية المتلقي.. ويبتعد عن حشو الألفاظ التي لا تضفي جديدا أو تأثيرا في سياق

النص.. ويحسن الربط بين العبارات لإثارة عاطفة المتلقي ويشده لها.

ويأتي بعد ذلك دور والمحور الرئيسي للنص.. وذلك بالوصول لعمق الفكرة من حيث البدء

بتفاصيل أدق.. يوضح من خلالها معاناته وانطباعاته المتموجة في ذاته.. ومتدرجا بحرارة

الموقف من حيث العبارات والحركات الداخلية للجمل.. وذلك بأسلوب التشويق والجذب

والوصف، حاشدا الصور المبتكرة والأخيلة الجميلة المتناصة مع المشهد العام للنص..

ومن ثم يأتي دور الخاتمة التي يفرز بها خلاصة الفكرة ونهايتها المرسومة.. بحيث يكون

ذلك متسلسلاً ومتزامناً مع لُبّ الفكرة، واضعا انطباعاته الأخيرة ورؤاه من خلال تجربته

الإبداعية بترك طابع حسن عن أسلوبه وطريقة عرضه.

محمد الضويحي
05-10-2007, 01:13 AM
الفاضل ,,, ابراهيم

قلم يكتب برؤيه بعيده وفكر
لا جد ما اعلق عليه سوى أن
أحتفظ بنسختي من المقال
فهو ملئ بما يستفاد منه

شكرا لهذا الطرح العزير

سالم عايش
05-12-2007, 12:45 AM
أما الذي يدور في فلك غيره لغة وأسلوبا

وفكرة.. مآله للسقوط والوقوع في مقبرة النسيان؛ فهو يقتل الذات المبدعة في داخله

الأستاذ ابراهيم الشتوي

أعلم علم اليقين أن المبدع يكره المدح ويحب مناقشة موضوعه فقط ،ولكنني أردت أن

أقدم شكري على هذه الرؤية النقدية التي تريحنا من الآف القصائد التي لاتسبب إلا

الصداع .

وما أقتبسته من هذه الرؤية النقدية الرائعة ، أهديه إلى جميع الشعراء الذين يسيرون

خلف سعد بن جدلان حتى أصبحوا الصورة المقلدة له وهو الأصلية ، وأهديه إلى جميع

الشعراء الذين لايحملون هوية شعرية بأنهم لن يتطوروا إذا لم يتجاوزوا هذه العقدة

المركبة للتجربة الشعرية كاملة .

كل الشكر أخي ابراهيم على رقي الطرح .

م.عبدالله الملحم
05-12-2007, 11:52 AM
:

ابراهيم
صباحك \ يومك أجمل ايها الرائع

:
:



وواحات غناء شاسعة مترامية الأطراف نتفيأ أشجارها

أجد ان هذه الــ أطراف
ربما ترامت و بعضها سقط سقوط جبري
بــ فعل فاعل متعمد أو خطأ أو ... لا أعلم ..!!
و لكن هناكــ أطراف تقتل بــ تعاريف خاصة
لــ أشعار لا تفهم و لا يمكن تحليلها
لا منطقاً و لا شعراً ..!!


:
:


كذلك من جهة أخرى يجب على الشاعر أن يشارك المجتمع

ويعبر عن همومهم ورؤاهم.. ويعكس تفاصيل الحدث والحديث من خلال نصوصه، ويشكل

بريشته الذاتية معاناة الآخرين ومتطلباتهم


نعم ... و هذا قليل جداً يا ابراهيم
حتى من يكتبون لــ المجتمع
أشعارهم لا تجد صدى لـــ أصوات فكرهم و صرير أقلامهم
هنا نقطة مهمة
فــ هل المتذوق هو السبب أم الشاعر ..؟؟



:
:



ويتلمس روح

وأنفاس المعنى بصورة ترتكز على الإيحاء الجميل الذي لا يدخل المتلقي في بؤرة

الغموض،

الغموض ..!!!
علامة استفهام كبيرة جداً هنا
البعض من الشعراء يلجأ الى الغموض
لــ يكدس قصيدته بــ عدد س من الابيات
حتى يقال انه كتب قصيدة عدد أبياتها كبير

و البعض الاخر عندما يفقتد لــ الصورة الجمالية
يضع الغموض في طريق المتلقي كــ أنا
لـــ يبهره مثلاً

سلاسة العبارة و جمال المعنى و الباقيات مما ذكرت
هو المطلوب الرئيس


:
:



بحيث يكون

ذلك متسلسلاً ومتزامناً مع لُبّ الفكرة

مع لب الفكرة
مع لب الفكرة

نعم

هو هذا كذلكــ




و لكن يبقى السؤال :
الفكرة أولاً .... أم أخراً ؟؟



مقال نقدي شاسع متماسك الاطراف
ممتع جداً يا أبراهيم


عذراً لــ التطفل

تقديري


:
:

قايـد الحربي
05-13-2007, 05:59 PM
إبراهيم الشتوي
ــــــــــــــــ
* * *

مبهرٌ وأكثر .

إنْ وضع الشاعر هذا السؤال في حسبانه قبل أو أثناء
كتابة الشعر فقد ارتكب جريمة بحقّه لا منجيَ له إلاّ تجاهله
للسؤال والمتلقي قبل ذلك .

الشعر : مفجأةٌ على جميع المستويات لغةً وصورةً وتركيباً
وفي بحث الشاعر أو إجبار المتلقي الشاعر على ما يُراد فيه
قتلٌ لهذه المفاجأة / اللذة في الشعر .

سأشكرك كثيراً
وأعود إلى هنا كثيراً .

د.باسم القاسم
05-14-2007, 02:36 PM
إبراهيم الشتوي
ــــــــــــــــ
* * *

مبهرٌ وأكثر .

إنْ وضع الشاعر هذا السؤال في حسبانه قبل أو أثناء
كتابة الشعر فقد ارتكب جريمة بحقّه لا منجيَ له إلاّ تجاهله
للسؤال والمتلقي قبل ذلك .

الشعر : مفجأةٌ على جميع المستويات لغةً وصورةً وتركيباً
وفي بحث الشاعر أو إجبار المتلقي الشاعر على ما يُراد فيه
قتلٌ لهذه المفاجأة / اللذة في الشعر .

سأشكرك كثيراً
وأعود إلى هنا كثيراً .
قايد ...أنت مهم ...
وفي ما طرحه الأستاذ ابراهيم الشتوي أرى أن
الشهيق مني ..والزفير منك ...
ولكن هذه الأطروحة في الواقع تأخذ بنسبة جيدة في مراحلها من مذهب نقدي صنفه أرباب النقد وسموه
بمدرسة النقد الماركسي ..
حيث كانت الأولوية القصوى في النص الشعري للمتلقي كون هذه المدرسة تعتبر النص الشعري قائداً للجماهير وعلى الناص أن يحضر هموم المتلقي وحلول هذه الهموم وكذلك كاريزما المتلقي التي تشكل رقيب على النص
وبالتالي كان الإحتكاك بالجماهير ومخالطتهم هو الذي يعطي مصداقية النص
وهي فكرة لبسمارك الذي قال (( لن نساعد العمال حتى ننزل إلى المصانع))
ولكن عندما تطورت النظرية النقدية الحديثة زعمت مايلي :
-الناص قد ينصب المتلقي مديراً لمؤسسة لغته بصلاحيات يمنحها له الشاعر
-الناص قد يشارك المتلقي في إدرارة مؤسسة لغة النص
- الناص قد يكون هو المتلقي الوحيد للنص أثناء فعل التأسيس والكتابة
هنا استطاع الأستاذ إبراهيم بقدرة عالية توليف تركيبة تأسيسية لفعل الكتابة
بحيث تكون الحالات الثلاثة مأخوذة بعين الإعتبار من قبل الناص ..
ولكن أقترح هنا تواجد المتلقي بعد إنجاز النص الأولي من قبل الناص ومن ثم يأخذ الشاعر بعين الإعتبار وضع حوافز تنشط لغوية للمتلقي في الصيغة النهائية للنص
وهي تعرف عند السوريالين مرحلة (الإستيقاظ )بعد تعطيل الحواس ( الإنخطاف ) ليصبح المتلقي فيما بعد الوريث الشرعي للنص وهنا نحقق فكرة موت المؤلف..
أنحني لكما ...

م.خالد الدوسري
05-14-2007, 04:59 PM
الغيث: ابراهيم

طرح يفوق الوصف

وكنت على وشك طرح موضوع على صلة به

ولكن لو عكسنا السؤال: ماذا يريد الشاعر من المتلقي؟ لكان انسب واصح

عندما ينتهي الشاعر من كتابة النص تنتهي صلاحيته ويأتي دور المتلقي الذي بدوره يعزل الشاعر عن النص بكلمات اخرى عليه ان يشطب اسم الشاعر ويقرء النص قراءة ايجابية ومحايدة عندها يصبح القارئ كاتب او شاعر آخر للنص

نحن بحاجة للقراء اكثر من حاجتنا للكتاب وشعراء ولكن قراء مبدعين !

لماذا نضع قوانين للشعر قبل الشروع في كتابته؟! لماذا نقيده او نقبره في قوالب وقوانين من صنعنا؟!!

فليحلق طير الشعر في سماء الابداع طالما كانت الحرية قفصه

ودمت بحب

مجلك:

خالد

صالح مصلح الحربي
05-27-2007, 01:51 PM
.
.

الشعر كائن جميل ... وحيوي ... ومتجدد ... يعشق كل ماهو نابض ... وينأي عن كل ماهو متناقض ..


يحب الحريه .... ويمقت الديكتاتوريه .. المتمثله .. بالسطحيه ..التقريريه ..

يحب التفرد .. التميز ... الابتكار .. واقتناص كل ماهو بهي / نادر ...

يرفض القيود .. الحواجز .. الرسمية .. المتمثله بالتصنع .. التكلف ... المغالاه ..

ينحاز لجذوره بشراسه .. والمتمثله .. بـ الاصاله .. الجزاله .. القوه .. الشاعريه .. الرقي .. التجدد ...

..

العزيز / ابو عبدالله

جميله هذه القراءه .... وهذه الرؤيه الجميله ... وجميل انت .

فأنت من يصنع الجمال ...

دمت بطيب الحال ...

مغليك ..

إبراهيم الشتوي
05-28-2007, 09:46 AM
المطر ...محمد الضويحي

ولمدادك العطر .. حبور

يبهج النفس ويحثها على تقديم الأفضل والأكمل ..

فشكرا لروحك الزيزفون ..

ودمت بالقلب والقرب ..

تقديري يالغالي .

قايـد الحربي
05-29-2007, 07:18 PM
صديقي : إبراهيم الشتوي
ـــــــــــــــــــ
* * *

أعتذرك جداً
بإضافة موضوعي - القديم - هذا كردّ على موضوعك الرائع جداً
لأنّهما حسب وجهة نظري يصبّان في قالبٍ واحدٍ - تقريباً - .


[ هل الشعر قراءة أم كتابة ؟ ]

" للشعر تركيبته المعقدة فليس واضحاً ليُقال ، و لحظة كتابته كغفوة ٍ
لا تستطيع أن تُمسك بها ، و له تراكيبه وصوره ولغته الخاصة التي لا
ينافسه أحدٌ عليها .
هكذا يُكتب الشعر ... وليس بالأمر الشيّق معرفة الكيفية التي يُكتب بها أو
الحالة التي تنجزه
ماهو أهم من ذلك ...... / ....كيف يُقرأ الشعر . ؟
للإجابة على ذلك لابدّ أن يكون هناك شعرٌ لتتم قراءته وأقصد بالشعر
هنا ما يمكن أن يَزرع القراءة ويُـنب الأسئلة ..
هو كذلك الشعر أسئلة تتناثر على قارعة اللغة إنْ أمسكت بأولها
لن تكتفي إلا بآخرهــا ..
بقول ٍ آخر الشعر سفــرٌ وعليك أنت الرحلة هو الغربة وأنت الحقائب .
شعرٌ لا يُــشعرك بأنّ شيئاً ما حدث في حياتك ، ليس شعراً .

يقول أدنويس عن الشعر :
"شعرٌ لا يُشعر الإنسان حين يقرؤه أنّه يتقدم نحو يقين ٍ ما ،
بل نحو مزيد ٍ من التساؤل من الغوص في الكشف عن الأسئلة
الكامنة وراء الأسئلة .
هل الشعر استعادة دائمة لأسئلةٍ ليس لها أجوبة نهائية ؟ "
هكذا قال عنه أدونيس ونقوله نحن من أنّ الشعر إن لم يُجبرك على الغوص
بأعماقه لن يكــون شعراً.
- هل يجب على الشاعر أن يعبّر عن رغبة القاريء ؟
إن فعلهــا لم يكن شاعراً بوضع حالةٍ لشعره / قارئه
لأنّ الشعر ليس وصولاً بل سفر ، ليس دواءً بل داء
يحكي عن ذلك أدونيس قائلاً : " ( شعر جماهيري ) شعرٌ مصنوع للجماهير
شعر " وصفة " الشاعر الذي يقدم للقاريء وصفة يقدّم كل شيء إلا الشعر "
وهذا مأزق الكثير من الشعراء إذ يجد من هذه الوصفة مهرباً له من التساؤل
حول : لماذا شعرك أكثر وضوحاً .... ؟
جوابه .... ليكون أقرب إلى الإحساس !!
ألا يعلم أنّه لم يترك للقاريء فرصة القراءة !!
مازلت أسمّي ذلك الشاعر بـ [ الأنانيّ ] لأنه لم يخلق
الأسئلة بل لم يجعل لك الفرصة في أن تُـأوّل ما يُـأوّل ...
قال لك : أنا أشعر بكذا و كذا ، ودوائي هو كذا ...
فلم يجعل لك فرصة البحث عن دائه لتجد أنت دواؤه . "
أعودُ شاكراً ومعتذراً كثيرا .

إبراهيم الشتوي
06-01-2007, 03:28 AM
الباسق الوارف ... سالم عايش
وما بين الإبداع والإمتاع رؤية ورؤيا ..

وما بين حضورك وحبورك ..

منابر من نور ..

فشكرا لتواجدك و للحبور الذي تركته لي هنا ..

تقديري يالغالي .

إبراهيم الشتوي
06-20-2007, 09:24 AM
الودق وصاحب الفكر المتقد ... م.عبدالله الملحم

مرحبا بك وبالوعي الذي يسكنك..

أنرت المتصفح بمداخلتك الضوء ومدادك الضياء ..

لا حرمنا الله وجودك وتواجدك ..

دمت بالقلب وبالقرب ..

تقديري .

إبراهيم الشتوي
06-25-2007, 06:24 PM
الصديق الأنيق .. قايد الحربي

أصبح المتلقي الواعي طرفا رئيس لعملية النتاج الأدبي ..
فأن النص المنتج من الكاتب ما هو إلى نتيجة قراءة متراكمة ومستمرة وإعادة صياغتها عن طريق الوعي ولا وعي والتناص اثناء عملية الكتابة ..
باعتبار أن النص الأدبي يتكئ على الملفوظ اللغوي (النص) من المرسل الكاتب والتأثير الشعوري (المرسل إليه القارئ الافتراضي ) والذي تنتظر منه ردة الفعل المرجوة بإعادة بناء النص عن طريق نقده وتأويله انطلاقا من تجربة فنية وجمالية والذي من خلاله تتحقق مقصديه الكاتب والوصول إلى إي مدى بلغ نتاجه جماليا وفنيا .
فأصبح من حقوقه المشروعة أن يتطلع لنصوص تواكب ثقافته وتحرك شعوره وتسمو بذائقته .

شاكرا لحضورك المطر ولمداخلتك الضوء ..

دمت باسقا وارفا ..

تقديري .

إبراهيم الشتوي
06-25-2007, 06:32 PM
قايد ...أنت مهم ...
وفي ما طرحه الأستاذ ابراهيم الشتوي أرى أن
الشهيق مني ..والزفير منك ...
ولكن هذه الأطروحة في الواقع تأخذ بنسبة جيدة في مراحلها من مذهب نقدي صنفه أرباب النقد وسموه
بمدرسة النقد الماركسي ..
حيث كانت الأولوية القصوى في النص الشعري للمتلقي كون هذه المدرسة تعتبر النص الشعري قائداً للجماهير وعلى الناص أن يحضر هموم المتلقي وحلول هذه الهموم وكذلك كاريزما المتلقي التي تشكل رقيب على النص
وبالتالي كان الإحتكاك بالجماهير ومخالطتهم هو الذي يعطي مصداقية النص
وهي فكرة لبسمارك الذي قال (( لن نساعد العمال حتى ننزل إلى المصانع))
ولكن عندما تطورت النظرية النقدية الحديثة زعمت مايلي :
-الناص قد ينصب المتلقي مديراً لمؤسسة لغته بصلاحيات يمنحها له الشاعر
-الناص قد يشارك المتلقي في إدرارة مؤسسة لغة النص
- الناص قد يكون هو المتلقي الوحيد للنص أثناء فعل التأسيس والكتابة
هنا استطاع الأستاذ إبراهيم بقدرة عالية توليف تركيبة تأسيسية لفعل الكتابة
بحيث تكون الحالات الثلاثة مأخوذة بعين الإعتبار من قبل الناص ..
ولكن أقترح هنا تواجد المتلقي بعد إنجاز النص الأولي من قبل الناص ومن ثم يأخذ الشاعر بعين الإعتبار وضع حوافز تنشط لغوية للمتلقي في الصيغة النهائية للنص
وهي تعرف عند السوريالين مرحلة (الإستيقاظ )بعد تعطيل الحواس ( الإنخطاف ) ليصبح المتلقي فيما بعد الوريث الشرعي للنص وهنا نحقق فكرة موت المؤلف..
أنحني لكما ...


الأديب الأرب ...د.باسم القاسم

شكرا لمداخلتك الضوء ومدادك الضياء ..

لا حرمنا الله كرم تواجدك وأكليل تواصلك ..

تقديري .

إبراهيم الشتوي
06-25-2007, 09:17 PM
ولكن لو عكسنا السؤال: ماذا يريد الشاعر من المتلقي؟ لكان انسب واصح



خالد



ماذا يريد الشاعر من المتلقي ..؟

وماذا يريد المتلقي من الشاعر ..؟

هنا تتحقق عملية الاتصال والتواصل بين المرسل والمستقبل ولا غناة للأول عن الثاني ولا الثاني عن الأول .
فأصبح النص هنا نقطة الأرتكاز والقاسم المشترك بينهما ..
وبدوري كمتلقي هنا ركزت على النص ومحاوره وما يحدثه الكاتب من انزياحات وانحرفات لغوية يبحثها عنها المتلقي ويأو كد على أهميتها في بناء المشهد الشعري فلم أطلب قوالب معينه بقدر ما أطلب أفق رحبا يطل من خلاله علينا كاتب النص المبدع الذي يجب أن يضع بعين الاعتبار أن هناك متلقي ترتقي ذائقته برقي النص وأنه طرفا مهما لنجاح النص وانتشاره .


شاكرا لك مرورك الودق ومداخلتك العبقة ..

دمت بالقلب وبالقرب ..

تقديري .

إبراهيم الشتوي
06-26-2007, 02:54 AM
الساكن بالقلب أخي الغالي ... صالح مصلح الحربي

كم أنت رائع بحضورك وحبورك الذي أهديته لي ..

ولمداخلتك القيمة التي تشرف بها المتصفح ..

شاكرا لك وللوفاء الذي يسكنك..

تقديري .

إبراهيم الشتوي
06-26-2007, 03:03 AM
صديقي : إبراهيم الشتوي
ـــــــــــــــــــ
* * *

أعتذرك جداً
بإضافة موضوعي - القديم - هذا كردّ على موضوعك الرائع جداً
لأنّهما حسب وجهة نظري يصبّان في قالبٍ واحدٍ - تقريباً - .


[ هل الشعر قراءة أم كتابة ؟ ]

" للشعر تركيبته المعقدة فليس واضحاً ليُقال ، و لحظة كتابته كغفوة ٍ
لا تستطيع أن تُمسك بها ، و له تراكيبه وصوره ولغته الخاصة التي لا
ينافسه أحدٌ عليها .
هكذا يُكتب الشعر ... وليس بالأمر الشيّق معرفة الكيفية التي يُكتب بها أو
الحالة التي تنجزه
ماهو أهم من ذلك ...... / ....كيف يُقرأ الشعر . ؟
للإجابة على ذلك لابدّ أن يكون هناك شعرٌ لتتم قراءته وأقصد بالشعر
هنا ما يمكن أن يَزرع القراءة ويُـنب الأسئلة ..
هو كذلك الشعر أسئلة تتناثر على قارعة اللغة إنْ أمسكت بأولها
لن تكتفي إلا بآخرهــا ..
بقول ٍ آخر الشعر سفــرٌ وعليك أنت الرحلة هو الغربة وأنت الحقائب .
شعرٌ لا يُــشعرك بأنّ شيئاً ما حدث في حياتك ، ليس شعراً .

يقول أدنويس عن الشعر :
"شعرٌ لا يُشعر الإنسان حين يقرؤه أنّه يتقدم نحو يقين ٍ ما ،
بل نحو مزيد ٍ من التساؤل من الغوص في الكشف عن الأسئلة
الكامنة وراء الأسئلة .
هل الشعر استعادة دائمة لأسئلةٍ ليس لها أجوبة نهائية ؟ "
هكذا قال عنه أدونيس ونقوله نحن من أنّ الشعر إن لم يُجبرك على الغوص
بأعماقه لن يكــون شعراً.
- هل يجب على الشاعر أن يعبّر عن رغبة القاريء ؟
إن فعلهــا لم يكن شاعراً بوضع حالةٍ لشعره / قارئه
لأنّ الشعر ليس وصولاً بل سفر ، ليس دواءً بل داء
يحكي عن ذلك أدونيس قائلاً : " ( شعر جماهيري ) شعرٌ مصنوع للجماهير
شعر " وصفة " الشاعر الذي يقدم للقاريء وصفة يقدّم كل شيء إلا الشعر "
وهذا مأزق الكثير من الشعراء إذ يجد من هذه الوصفة مهرباً له من التساؤل
حول : لماذا شعرك أكثر وضوحاً .... ؟
جوابه .... ليكون أقرب إلى الإحساس !!
ألا يعلم أنّه لم يترك للقاريء فرصة القراءة !!
مازلت أسمّي ذلك الشاعر بـ [ الأنانيّ ] لأنه لم يخلق
الأسئلة بل لم يجعل لك الفرصة في أن تُـأوّل ما يُـأوّل ...
قال لك : أنا أشعر بكذا و كذا ، ودوائي هو كذا ...
فلم يجعل لك فرصة البحث عن دائه لتجد أنت دواؤه . "
أعودُ شاكراً ومعتذراً كثيرا .


المبدع الممتع ... قايد الحربي

لك رؤيتك التي تنم عن سعة وعيك ..

ولك تجربتك التي نغوص بها يمّاً..

فشكرا لحضورك المثري ورؤيتك الثرية ..

تقديري أخي الغالي .