المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنا وسعاد الصباح تحت المطر الرمادي !!


د. منال عبدالرحمن
07-09-2007, 05:29 PM
تحت المطر الرمادي وقفت أدقق في وجوه المارة ..

أبحث عن أنثى تشبهني

و رجل لا يُشبهه!!

تحت المطر الرمادي اكتشفت علاقتي مع الأشياء ..

مع الحب ..

مع الوطن ..

مع الغربة

ومع " هو "!!

اهتزت مشاعري ورجفت أصابعي وأنا في محاولة يائسة لأتفادى المطر بمظلة ..
رمادية !!!


هناك علاقة عكسية بيني وبين الأشياء ..

فكلما هربت من شيء .. اجدني في أعمق أعماقه !!

ألهذا يا ترى .. كلما هربت من الحزن .. التصق بي !!!!

هي أفكار تضاربت في عقلي ..

خفت أن توصلني حد الجنون !!

فالمعادلة صعبة ..

قصيدة بهذه الروعة لسعاد الصباح

ومطر رمادي !!!!




وددتُ لو شاركتموني قراءة هذا الابداع شاكرة سعة صدركم..


تحت المطر الرمادي بقلم سعاد الصباح

1 -



على هذه الكُرَةِ الأرضية المُهتزّهْ



أنت نُقْطَةُ ارْتِكازي



وتحت هذا المَطَر الكبريتيِّ الأسودْ



وفي هذه المُدُنِ التي لا تقرأُ... ولا تكتبْ



أنت ثقافتي...



- 2 -



الوطنُ يَتفتَّتُ تحت أقدامي



كزجاجٍ مكسُورْ



والتاريخُ عَرَبةٌ مات سائقُها



وذاكرتي ملأى بعشرات الثُقُوبْ...



فلا الشوارعُ لها ذاتُ الأسماءْ



ولا صناديقُ البريد احتفظتْ بلونها الأحمرْ



ولا الحمائمُ تَستوطن ذات العناوينْ...



- 3 -



لم أعُدْ قادرةً على الحُبِّ... ولا على الكراهيَهْ



ولا على الصَمْتِ, ولا على الصُرَاخْ



ولا على النِسْيان, ولا على التَذَكُّرْ



لم أعُدْ قادرةً على مُمَارسة أُنوثتي...



فأشواقي ذهبتْ في إجازةٍ طويلَهْ



وقلبي... عُلْبَةُ سردينٍ



انتهت مُدَّةُ استعمالها...



- 4 -



أحاول أن أرسُمَ بحراً... قزحيَّ الألوانْ



فأفْشَلْ...



وأحاولُ أن أكتشفَ جزيرةً



لا تُشْنَقُ أشجارُها بتُهْمةِ العَمالهْ



ولا تُعتقلُ فراشَاتُها بتُهمَة كتابة الشِعْر...



فأفْشَلْ...



وأحاول أن أرسُمَ خيولاً



تركضُ في براري الحريّهْ...



فأفْشَلْ...



وأحاولُ أن أرسمَ مَرْكَباً



يأخُذُني معك إلى آخر الدنيا...



فأفْشَلْ...



وأحاول أن أخترعَ وطناً



لا يجلدُني خمسين جَلْدةً... لأنني أحبُّك



فأفْشَلْ...



- 5 -



أحاولُ, يا صديقي



أن أكونَ امرأةً...



بكل المقاييس, والمواصفات



فلا أجدُ محكمةً تصغي إلى أقوالي...



ولا قاضِياً يقبَلُ شَهَادتي...



- 6 -



ماذا أفعلُ في مقاهي العالم وحدي؟



أمْضَغُ جريدتي؟



أمْضَغُ فجيعتي؟



أمْضَعُ خيطانَ ذاكرتي؟



ماذا أفعل بالفناجينِ التي تأتي... وتَروُحْ؟



وبالحُزْنِ الذي يأتي... ولا يروُحْ؟



وبالضَجَرِ الذي يطلعُ كلّ رُبْعِ ساعهْ



حيناً من ميناءِ ساعتي



وحيناً من دفترِ عناويني



وحيناً من حقيبةِ يدي...؟



- 7 -



ماذا أفعلُ بتُراثِكَ العاطفيّ



المَزْرُوعِ في دمي كأشجارِ الياسمين؟



ماذا أفعلُ بصوتِكَ الذي ينقُرُ كالديكِ...



وجهَ شراشفي؟



ماذا أفعلُ برائحتِكَ



التي تسبح كأسماك القِرْشِ في مياه ذاكرتي



ماذا أفعلُ بَبَصماتِ ذوقِكَ... على أثاث غرفتي



وألوان ثيابي...



وتفاصيلِ حياتي؟...



ماذا أفعلُ بفصيلةِ دمي؟...



يا أيُّها المسافرُ ليلاً ونهاراً



في كُريَّاتِ دمي...



- 8 -



كيفَ أسْتحضركَ



يا صديق الأزمنة الوَرْديّهْ؟



ووجهي مُغَطَّى بالفَحْم



وشعوري مُغَطَّى بالفحْم



ليست فلسطين وحدَها هي التي تحترقْ



ولكنَّ الشوفينيَّهْ



والساديّهْ



والغوغائيّة السياسيَّهْ



وعشرات الأقنعةِ, والملابس التنكريَّهْ...



تحترق أيضاً



وليست الطيورُ, والأسماكُ وحدَها



هي التي تختنقْ



ولكنَّ الإنسانَ العربيَّ هو الذي يختنقْ



داخل (الهولوكوستِ) الكبيرْ...



- 9 -



يا أيها الصديق الذي أحتاجُ الى ذراعَيْهِ في وقت ضَعْفي



وإلى ثباته في وقت انهياري



كل ما حولي عروضُ مسرحيَّهْ



والأبطالُ الذين طالما صفَّقتُ لهم



لم يكونوا أكثر من ظاهرةٍ صَوْتيَّهْ...



ونُمُورٍ من وَرَقْ...



- 10 -



يا سيِّدي يا الذي دوماً يعيدُ ترتيبَ أيَّامي



وتشكيلَ أنوثتي...



أريد أن أتكئ على حنان كَلِماتِكْ



حتى لا أبقى في العَرَاءْ



وأريدُ أن أدخلَ في شرايينِ يَدَيكْ



حتى لا أظلَّ في المنفى...

شوق
07-10-2007, 01:18 AM
تحت المطر الرمادي

رائعة من روائع التي

بحرت في جمالها

كل الغلا

أختكـ/شووق

نـــجد
07-10-2007, 02:51 AM
سعاد الصباح لها مع اللون الرمادي معزوفات
فلقد عزفت السمفونية الرمادية




يا أحبابي :

كان بوُدّي أن أُسْمِعَكُمْ

هذي الليلةَ ، شيئاً من أشعار الحُبّْ

فالمرأةُ في كلِّ الأعمارِ ،

ومن كلِّ الأجناسِ ،

ومن كلِّ الألوانِ

تدوخُ أمامَ كلامِ الحُبّْ

كان بوُدّي أن أسرقَكُمْ بِضْعَ ثوانٍ

من مملكةِ الرَمْلِ ، إلى مملكةِ العُشْبْ

يا أحبابي :

كان بودّي أن أُسْمِعَكُمْ

شيئاً من موسيقى القلبْ

لكنَّا في عصرٍ عربيٍّ

فيهِ توقّفَ نَبْضُ القلبْ ...

-2-

يا أحبابي :

كيف بوُسْعي ؟

أن أتجاهلَ هذا الوطَنَ الواقعَ فيِ أنيابِ

الرُعْبْ ؟

أن أتجاوزَ هذا الإفلاسَ الروحيَّ

وهذا الإحباطَ القوميَّ

وهذا القَحْطَ .. وهذا الجَدْبْ .

-3-

يا أحبابي :

كان بودّي أن أُدخِلَكُمْ زَمَنَ الشّعِرْ

لكَّن العالمَ – واأسَفَاه – تَحوَّلَ وحشا مجنوناً

يَفْتَرِسُ الشّعرْ ..

يا أحبابي :

أرجو أن أتعلَّمَ منكمْ

كيف يُغنّي للحرية مَنْ هُوَ في أعماقِ البئرْ

أرجو أن أتعلّم منكمْ

كيف الوردةُ تنمُو من أَشْجَارِ القهرْ

أرجو أن أتعلّم منكمْ

كيف يقول الشاعرُ شِعْراً

وهوَ يُقلَّبُ مثلَ الفَرْخَةِ فوقَ الجمرة..

-4-

لا هذا عصرُ الشِعْرِ ، ولا عصرُ الشُعَراءْ

هل يَنْبُتُ قمحٌ من جَسَد الفقراءْ ؟

هل يَنْبُتُ وردٌ من مِشْنَقَةٍ ؟

أم هل تَطْلَعُ من أحداقِ الموتى أزهارٌ حمراءْ؟

هل تَطْلَعُ من تاريخ القَتلِ قصيدةُ شعرٍ

أم هل تخرُجُ من ذاكرةِ المَعْدنِ يوماً قطرةُ ماءْ

تتشابهُ كالُرّزِ الصينيّ .. تقاطيعُ القَتَلَهْ

مقتولٌ يبكي مقتولاً

جُمجُمةٌ تَرْثي جُمْجُمةً

وحذاءٌ يُدفَنُ قُرْبَ حذاءْ

لا أحدٌ يعرِفُ شيئاً عن قبر الحلاّجِ

فنِصْفُ القَتلى في تاريخِ الفِكْرِ ،

بلا أسماءْ ...


غيمة عطـر
كنتِ الغيمة وكانت المطر

د. منال عبدالرحمن
07-10-2007, 02:47 PM
الجميلة شوق ...

معزوفة المطر الرمادي عزفتها سعاد الصباح على أدق تفاصيل وجعنا اليومي فكانت بحق رائعة !!



أشكر مروركِ العطر

د. منال عبدالرحمن
07-10-2007, 02:53 PM
عزيزتي نجد


اضافة مميزة بحجم حبات المطر الرمادي التي تساقطت فوق جرحي نائكة كل ما اعتراني من ألم ذات رحيل !!


شكرا كمطرٍ نقيٍ أبيض يشبه روحك !

العـنود ناصر بن حميد
07-10-2007, 08:43 PM
ياغيمة

كم تبللت بهذا العطر

لسماء روحك قبلة من طهر

ولذوقك كل الشكر والامتنان

لحظة
07-10-2007, 10:23 PM
بعض الأحيان ترتبك الأشياء ..

لدرجة ننسى معها معناها //


فنبقى نبحث عن جواب ..


لا نعرف كيف سألناه //


هي تلك الألوان التي تأتي مع المطر ... نفهمها


ولكن ..


يربكنا اقتحام ترتيبها حين رؤيتها ... \


غيمة عطر ..



وسقط المطر على المداخل ....


ومازالت .. تلك المعادلة .. رهن مشاعرنا


شكرا ً لك .. وشكرا ً لسعاد الصباح .. هذه الروعة


كوني بخير


دمعة في زايد

هدب
07-11-2007, 03:56 AM
غيمة عطر


تعطر المكان بجميل حرفك

سعاد الصباح قلم رائع

ومدرسة يتعلم منها الجمال


غيمة عطر لكِhttp://www.mjdin22.jeeran.com/wrdah.gif

د. منال عبدالرحمن
07-11-2007, 11:03 PM
ياغيمة

كم تبللت بهذا العطر

لسماء روحك قبلة من طهر

ولذوقك كل الشكر والامتنان




وكم يسعدني هذا المرور االمبلل برحيق الورد !!




الياسمين الأبيض لنقائك !!

د. منال عبدالرحمن
07-11-2007, 11:48 PM
بعض الأحيان ترتبك الأشياء ..

لدرجة ننسى معها معناها //


فنبقى نبحث عن جواب ..


لا نعرف كيف سألناه //


هي تلك الألوان التي تأتي مع المطر ... نفهمها


ولكن ..


يربكنا اقتحام ترتيبها حين رؤيتها ... \


غيمة عطر ..



وسقط المطر على المداخل ....


ومازالت .. تلك المعادلة .. رهن مشاعرنا


شكرا ً لك .. وشكرا ً لسعاد الصباح .. هذه الروعة


كوني بخير


دمعة في زايد




الأدب معادلة فرضيتها القلوب وبرهانها المشاعر !!


نحن ننظر إلى قطرات المطر فنراها ألوانا تعكس دواخلنا


وبشيء من العبثية نحاول في جزيئاتها ترتيب فوضانا !!





لحظة ... ومرور مميز يشبهك !



تحية تليق !

د. منال عبدالرحمن
07-12-2007, 06:43 PM
غيمة عطر


تعطر المكان بجميل حرفك

سعاد الصباح قلم رائع

ومدرسة يتعلم منها الجمال


غيمة عطر لكِhttp://www.mjdin22.jeeran.com/wrdah.gif




حنين ..


أشكر هذه الفراشة التي مرت من هنا


ونثرت الربيع على شكل حروف !



مودتي النقية !