المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نازك الملائكة


سلطان ربيع
07-04-2006, 05:31 PM
نازك الملائكة (1923-000م)
شاعرة وناقدة من العراق، ولدت ببغداد، ونشأت في بيئة أدبية خالصة
من أم شاعرة "سلمى عبد الرزاق" وأب شاعر وخال شاعر..
وقد صدر لأمها ديوان "أنشودة المجد" انتسبت الى دار المعلمين العالية "كلية التربية" حالياً
فتخرجت بشهادة الليسانس بدرجة امتياز عام 1944،
ثم يممت وجهها شطر الولايات المتحدة الأميركية،
وتخرجت في جامعة وسكونس بشهادة الماجستير في الأدب المقارن عام 1950.
اجادت اللغة الانكليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية،
وعملت فيما بعد استاذة مساعدة في كلية التربية بجامعة البصرة. من دواوينها :

"عاشقة الليل" 1947،
و "شظايا ورماد" 1949،
و "قرارة الموجة" 1957،
و "شجرة القمر" 1968،
و "مأساة الحياة وأغنية للانسان"1970.
ولها في النقد "قضايا الشعر المعاصر" 1962،

جمعت أشعارها في مجلدين بعنوان "ديوان نازك الملائكة" ونشرته دار العودة – بيروت 1971م.

ــــــــــــــــــــــــــ

من اشعارها :

قصيدة (عاشقة الليل)

ظلامَ الليــلِ يا طــاويَ أحزانِ القلوبِ
أُنْظُرِ الآنَ فهذا شَبَحٌ بادي الشُحـــــوبِ
جاء يَسْعَى ، تحتَ أستاركَ ، كالطيفِ الغريبِ
حاملاً في كفِّه العــودَ يُغنّــــي للغُيوبِ
ليس يَعْنيهِ سُكونُ الليــلِ في الوادي الكئيبِ

هو ، يا ليلُ ، فتاةٌ شُهد الوادي سُـــرَاها
أقبلَ الليلُ عليهــا فأفاقتْ مُقْلتاهـــــا
ومَضتْ تستقبلُ الواديْ بألحــانِ أساهــا
ليتَ آفاقَكَ تــدري ما تُغنّــي شَفَتاهــا
آهِ يا ليلُ ويا ليتَــكَ تـدري ما مُنَاهـــا

جَنَّها الليلُ فأغرتها الدَيَاجــي والسكــونُ
وتَصَبَّاها جمالُ الصَمْــتِ ، والصَمْتُ فُتُونُ
فنَضتْ بُرْدَ نهارٍ لفّ مَسْــراهُ الحنيـــنُ
وسَرَتْ طيفاً حزيناً فإِذا الكــونُ حزيــنُ
فمن العودِ نشيجٌ ومن الليـــلِ أنيـــنُ

إِيهِ يا عاشقةَ الليلِ وواديـــهِ الأَغــنِّ
هوذا الليلُ صَدَى وحيٍ ورؤيـــا مُتَمنٍّ
تَضْحكُ الدُنْيا وما أنتِ سوى آهةِ حُــزْنِ
فخُذي العودَ عن العُشْبِ وضُمّيهِ وغنّــي
وصِفي ما في المساءِ الحُلْوِ من سِحْر وفنِّ

ما الذي ، شاعرةَ الحَيْرةِ ، يُغْري بالسماءِ
أهي أحلامُ الصَبايا أم خيالُ الشعـــراء
أم هو الإغرامُ بالمجهولِ أم ليلُ الشقــاءِ
أم ترى الآفاقُ تَستهويكِ أم سِحْرُ الضيـاءِ
عجباً شاعرةَ الصمْتِ وقيثارَ المســـاء

طيفُكِ الساري شحوبٌ وجلالٌ وغمـوضُ
لم يَزَلْ يَسْري خيالاً لَفَّه الليلُ العـريضُ
فهو يا عاشقةَ الظُلْمة أســـرارٌ تَفيضُ
آه يا شاعرتي لن يُرْحَمَ القلبُ المَهِيـضُ
فارجِعي لا تَسْألي البَرْق فما يدري الوميضُ
عَجَباً ، شاعرةَ الحَيْرةِ ، ما سـرُّ الذُهُولِ
ما الذي ساقكِ طيفاً حالماً تحتَ النخيـلِ
مُسْنَدَ الرأسِ الى الكفَينِ في الظلِّ الظليلِ
مُغْرَقاً في الفكر والأحزانِ والصمتِ الطويلِ
ذاهلاً عن فتنةِ الظُلْمة في الحقلِ الجميــلِ

أَنْصتي هذا صُراخُ الرعْدِ ، هذي العاصفاتُ
فارجِعي لن تُدْركي سرّاً طوتْهُ الكائنــاتُ
قد جَهِلْناهُ وضنَــتْ بخفايــاهُ الحيــاةُ
ليس يَدْري العاصـفُ المجنونُ شيئاً يا فتاةُ
فارحمي قلبَكِ ، لــن تَنْطِقُ هذي الظُلُماتُ

عبدالعزيز رشيد
06-21-2007, 04:33 PM
اخي سلطان ربيع
ألف باقة شكر وودّ لـ جمالك هنا
فقط زيادة بسيطة للموضوع

نازك الملائكة
1923 - 2007 م
فقد وافتها المنيّة - رحمة الله عليها واسكنها فسيح جناته -


فكان لابدّ من [ اضاءة ]
بسيطة لـ شعلة جمالها

ألف تحيّة لك

سلطان ربيع
06-21-2007, 06:18 PM
http://www.iraqiwritersunion.com/userimages/nazekalmalaaeka.gif


إن الموت َ، ياللبداهة !، خاتمة ٌ للحياة على الأرض . وان التساؤل المرير حول ظاهرته الكونية هو حجر الزاوية في هذه المكابدات المتصلة بعدم ديمومة الأشياء . مكابدات لاتعنى في معاينتها لظاهرة الفعل العنفي ( القتل ) منذ قابيل وهابيل ، بل تعنى بالموت كمحطة أخيرة للحياة . فالموت هنا نهاية الطريق . وهو اللقطة الأخيرة ! . كم هذا مفجع لوحده ؟ ذلك هو السؤآل ! .
ان هناك من الشعراء من أسهم باضافة حسية مرموقة فعلى سبيل المثال،الشاعرة الكبيرة ( نازك الملائكة ) ، التي دعتنا الى درء الحرب والقتل متسائلة : أما يكفي الانسان مأساة بموته الطبيعي أن نسلط عليه الحراب ؟ وفي قصيدتها الطويلة
( اغنية الانسان ) أقيام رائعة لهذه المعاني والتوجعات الحسية الخالصة والانسانية النبيلة . وما دمنا نعنى بالموت فعلا تراجيديا طبيعيا فحسبنا تناولا لقصيدة ( انشودة الموت ) :


لحظة الموت لحظة ليس من
رهبتها في وجودنا المر حامي
وسيأتي اليوم الذي نحن فيه
ذكريات في خاطر الأيام ِ
كل رسم ٍ قد غيرته الليالي
كل قلب ٍ قد عاد صخرا ً أصما
دفنت عمرها السنين كأن لم
نملأ الأرض بالأناشيد يوما
ليس الاّ صوت العواصف فوق
المدفن الصامت الرهيب الستور
وحفيف النخيل في رعشة الريح
ونوح الأمواج بين الصخور
ياجموع الأحياء في الأرض هيهات
يعود الماضي الجميل اليكم
فاغنموا ليلكم وغنوا فمن يدري ؟
لعل الصباح يقضي عليكم .
ولعل العودة الى ماكتبته الشاعرة عن شعرها في مقدمتها لديوانها هو المصدر الأفضل لتوثيق اصالة التجربة الفلسفية ورقياها على التجربة الشخصية للموت العادي في قصائد سواها من الشعراء .
تتحدث نازك الملائكة عن قصيدة اسمتها " مأساة الحياة " والتي ستظهر في سنوات تالية بعنوان
( اغنية الانسان ) . تقول الشاعرة : " مأساة الحياة " هو عنوان يدل على تشاؤمي المطلق وشعوري بأن الحياة كلها ألم وإبهام وتعقيد . وقد اتخذت للقصيدة شعارا يكشف عن فلسفتي فيها هو هذه الكلمات للفيلسوف الألماني شوبنهاور : ".. لست ادري لماذا نرفع الستار عن حياة جديدة كلما اسدل على هزيمة وموت . لست ادري لماذا نخدع انفسنا بهذه الزوبعة التي تثور حول لاشئ ؟ حتّام َ نصبر على الألم الذي لاينتهي ؟ متى نتدرع بالشجاعة الكافية فنعترف بأن حب الحياة اكذوبة وان اعظم نعيم للناس جميعا هو الموت ؟ ] . والواقع ان تشاؤمي قد فاق تشاؤم شوبنهاور نفسه ، لأنه – كما يبدو – كان يعتقد ان الموت نعيم لأنه يختم عذاب الانسان . أما أنا فلم تكن عندي كارثة أقسى من الموت . كان الموت يلوح لي مأساة الحياة الكبرى ، وذلك هو الشعور الذي حملته من اقصى اقاصي صباي الى سن متأخرة . ".
ان الحياة على قصرها ، مثخنة بالآلام والجراح والفقدان ، وعلى سبيل المثال ، ان شاعرا عراقيا ، مضاعا ومضيّعا قد راح يتشبث بالموت حلا وخلاصا هو الشاعر بدر شاكر السياب ، يقول الاستاذ ناجي علوش في مقدمته لديوان السياب : " لقد تضائل كل شيء في عينيه ، الاّ شبح الموت الذي أخذ يكبر ويكبر . الموت الذي خطف وفيقة واخترم بودلير ، وجعل جيكور خرائب .الموت الحقيقة الوحيدة في الوجود . وكان – والألم ينهش جسده – يحس بدبيب الموت في أوصاله ، فيطلق من اعماقه احتجاجا مخنوقا ولكنه عنيف : " احس انني أذوب ... أتعب ُ .. " الى أن يقول : -
" رصاصة الرحمة يااله ". ان الموت هنا سيابيّ ُ المراد ذاتيّهُ.. شوبنهاوري يؤثر النعيم والراحة الأبدية ، انه يتفجع لآلام وأمراض ألمت به فغدا الموت خلاصا . وأما موت نازك الملائكة التي تعالجه وتقارعه في قصائدها فهو المداخلة الفلسفية النقية في التعامل مع الموت باعتباره المواجهة الوجودية ووجعها الروحي والفكري والفلسفي وليس النفعي كما عند السياب وعلى الخصوص في قصيدة ( في غابة الظلام ) :
" أليس يكفي أيها الاله
ان الغناء غاية الحياه
فتصبغ الحياة بالقتام ؟
تحيلني ، بلا ردى ، حطام :
سفينة كسيرة تطفو على المياه ؟
مات الردى ، اريد أن أنام
بين قبور أهلي َ المبعثرة
وراء ليل المقبرة
رصاصة الرحمة يااله ! . " .
كم من معنى لم يكتب لحالات وفاة عادية ألمت بملايين الناس وقد راحوا يتمتمون بالبسملة والحوقلة من أجل لحظة موت يسيرة . مثلما تمنى السياب الرحمة ، وعدا جمالية التعبير في " رصاصة الرحمة يااله " فالقصيدة خلوٌ من وهج وتوق ومناجاة لماهية الموت أو مأساويته . وشتان بين نازك والسياب في هذا الصدد . ان قصيدة اغنية الانسان للشاعرة نازك الملائكة ، مشبعة بالهواجس الفلسفية والطافحة بالبحث عن معنى الوجود وظاهرة الولادة والموت ، والبحث عن السعادة وماهيتها وعموم مواضيع الفلسفة الاخرى ، تتناول نازك بمشاعرها الفياضة قضية الحرب التي تحنو على مأساتها بالحزن الشفيف وهي الشاعرة الحساسة التي تتمنى من اعماقها زوال هذه الظاهرة لما تسببه من آلام للبشرية . ولو قورنت زاوية النظر الى الموت من بعديه الوجوديين مع موت السياب الشخصي للمسنا الفرق في تناول طرائق الشعور واعتمال الذهن والهمس بالمفردة في نسج من تأوهات ومناجاة مع الدهر عن احوال الدنيا وما تؤول اليها النهايات من حزن وألم تماما مثلما عبر الشاعر صلاح عبد الصبور : " اجلس في ركني الجامد كالكوب الفارغ " . هناك فراغ وجمود وجدب خلف صخب الحياة الشخصية المتجسدة بلا متناهي أعداد من البشر . ( اغنية الانسان ) :
كيف يادهر تنطفي بين كفيك
الأماني وتخمد الأحلام ُ
كيف تذوي القلوب وهي ضياء ٌ،
ويعيش الظلام وهو ظلام ُ
أين أين الذين غنوا على الأرض
طويلا واستبشروا وأحبوا
لاصدى من غناهم ُ لا لهيب ٌ
من احاسيسهم يثور ويخبو
ليس منهم الاّ القبور حزينات
تبقت على ضفاف الحياة ِ
جف نبع الحياة فيهم فلاذوا
في سكون ٍ بعلم الاموات ِ
وللشاعرة نازك الملائكة رأي ازاء ظاهرة الحرب باعتبارها تدخلا مضادا للفرح الكوني المتجسد في الاغنية والجمال . انها اسكات لنبض العروق ودفن للحن . ولاتنتج الحرب الاّ انقاضا ً من بقايا البشر ومن الحطام المركون . ان الشعر على يد الشاعرة نازك ليعمل على تقبيح وجه الشرور المتجسدة في الحروب التي تميت الانسان قبلما يموت ميتته الطبيعية . وهي بذلك تقف موقفا رصينا ضد دعاة الحرب ومصاصي دماء الشعوب وتجار السلاح والمرضى والساديين والدكتاتوريين . أي ان الفلسفة تتدخل وهي منحازة في زوايا نظرها ، وتناضل بوصفها موقفا . واستنادا الى فلسفة القرآن الكريم فانه " من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ". وهناك بلا شك دعاة للحرب وموردين لأسلحتها ومنتفعين منها . الاّ ان الفلسفة الانسانية وقصيدة المحبة والاخوة بين البشر وعلى لسان الشاعرة الملائكة لتؤكد على ان الحياة جديرة بالجمال والتغني ،
( اغنية الانسان ) :
الاغاني التي تلامس خد الليل
ملساء صافيات الشفاه
نام فيها لغز الجمال وأغفت
فتنة الحب والشباب اللآهي
جف عرق الحياة فيها وعادت
ذكريات مطموسة الألحان ِ
في زوايا الأنقاض قد سردتها
الأعمدُ الباليات للجدران
وتلول الأنقاض تروي الأقاصيص
لسمع الظلام والأشباح
عن فلول الذين عادوا من الحرب
حطاما وحفنة من جراح ِ .
ان الصورة الشعرية هنا تلامس قلب الواقع ، وهي لاتعكس المفهوم القديم في كون الشعر اعذبه أكذبه. انما الحال هنا ان القصيدة على مابها من شاعرية حالمة ، فان بها ايضا ذلك الامتزاج النبيل لما هو عاشق للصفاء والفتنة في وجه الحياة الغضر المتجسد بشبيبته ، وهو رافض لتلك الكوارث والانقاض والظلمات التي تخلفها الحروب. انها قصيدة مضمخة بالعبق الشعري لكنها أيضا مسؤولة حاملة لبذار الحياة مدافعة عن السلام . انها قصيدة تعلن الاختيار في موقف وجودي وفلسفي من مفهومي الخير والشر . انها تعلن انحيازها كما هي الفلسفة الانسانية ، الى معسكر الحياة المدافع عن الأمن والسعادة . تلك هي أهم الدروس الابداعية للشعر والفلسفة التي عجز القرن العشرون عن السير في هديه ، والأمل بما هو قادم من الأعوام والقرون .

بقلم : خلدون جاويد .


ورحلت نازك الملائكة تاركتاً خلفها إبداعاً سيبقى
مابقي الإبداع .


وداعاً .

علي الرحيمي
06-24-2007, 01:06 AM
مساء الخير سلطان


رفعت هنا ملف من 13 قصيدة لنازك

من أشهر قصائدها


http://www.uparab.com/files/iW9uxNwCL1EoTK3q.doc

سلطان ربيع
06-24-2007, 05:55 PM
عبدالعزيز رشيد
لك مايليق بك من تحيه وتقدير

1923 م ــ 2007 م
إضافتك موجعه
رحيل وفقد .

سلطان ربيع
06-24-2007, 05:57 PM
مساء الخير سلطان


رفعت هنا ملف من 13 قصيدة لنازك

من أشهر قصائدها


http://www.uparab.com/files/iW9uxNwCL1EoTK3q.doc

الشكر لايفيك
علي بن دخيل

حمد الرحيمي
07-02-2007, 02:29 AM
سلطان ...


لك الشكر على هذه الإضاءة الجميلة ...




مودتي ...

د. منال عبدالرحمن
07-07-2007, 10:37 AM
سلطان ربيع ..


اضاءة جميلة هنا لشاعرة على ذاك القدر من النقاء الشعري وبعد رحيل سجله الابداع نقطة حزن سوداء !


من قصائدها الجميلة التي أحبها قصيدة بعنوان " العام الجديد " :

يا عام لا تقرب مساكننا فنحن هنا طيوف

من عالم الأشباح, يُنكرُنا البشر

ويفر منّا الليل والماضي ويجهلنا القدر

ونعيش أشباحًا تطوفْ

نحن الذين نسير لا ذكرى لنا

لا حلم, لا أشواقُ تُشرق, لا مُنى

آفاق أعيننا رمادْ

تلك البحيرات الرواكدُ في الوجوه الصامتهْ

ولنا الجباه الساكتهْ

لا نبضَ فيها لا اتّقادْ

نحن العراة من الشعور, ذوو الشفاه الباهتهْ

الهاربون من الزمان إلى العدمْ

الجاهلون أسى الندمْ

نحن الذين نعيش في ترف القصورْ

ونَظَلُّ ينقصنا الشعور.

لا ذكرياتْ,

نحيا ولا تدري الحياةْ,

نحيا ولا نشكو, ونجهلُ ما البكاءْ

ما الموت, ما الميلاد, ما معنى السماء

**

يا عامُ سرْ, هو ذا الطريقْ

يلوي خطاكَ, سدًى نؤمل أن تُفيقْ

نحن الذين لهم عروق من قصبْ

بيضاءُ أو خضراء نحن بلا شعورْ.

الحزن نجهله ونجهل ما الغضب

ما قولُهم إنّ الضمائر قد تثور

ونود لو متنا فترفضنا القبور

ونود لو عرف الزمانْ

يومًا إلينا دربه كالآخرين

لو أننا كنا نؤرخ بالسنين,

لو أننا كنا نقيَّد بالمكانْ

لو أن أبواب القصور الشاهقات

كانت تجيءُ قلوبَنا بسوى الهواء,

لو أننا كنا نسير مع الحياةْ

نمشي, نحس, نرى, ننام

وينالنا ثلج الشتاءْ

ويلفُّ جبْهَتَنا الظلام

أواه لو كنا نحسّ كما يحس الآخرونْ

وتنالنا الأسقام أحيانًا وينهشنا الألم

لو أنَّ ذكرَى أو رجاء أو ندم

يومًا تسدُّ على بلادتنا السبيلْ

لو أننا نخشى الجنونْ

ويثيرُ وحشَتنا السكون

لو أن راحتنا يعكّرها رحيل

أو صدمة أو حزن حب مستحيل.

أواه لو كنا نموت كما يموت الآخرونْ


::::::::::::




دمتَ بمودة !

حمد الظفيري
07-26-2007, 03:08 AM
.
.
.
.
.


أُستاذي سلــطان ... مرحبا مرحبا ..

بارك الله فيك ..

كما أنت مُبدِع في كِتاباتك ..
راق ٍ بإختياراتك ..
طيب بأخلاقك ..

حبيبي سلطان

غازي العلي
01-30-2008, 11:09 PM
شكرا اخي سلطان ربيع


على هذه الاضائه المميزه



تقديري

جُمان
02-03-2008, 07:37 PM
نازك ..
أيتها الذاهبة إلى ما بعد المسافات ...
كيف لي أن أحتوي حُزنَ القصيد ؟!!


" ذهبَتْ ولم يشحَب لها خدّ
ولم ترجف شفاه !
لم تَسمع الأبواب قصّة موتها
تُروى/ وتُروى ..
لم ترتفع أستار نافذةٍ .. تسيل أسىً وشجواً
لتتابع التابوت بالتحديق حتى لاتراه .!
/ إلا بقيةُ هيكلٍ في الدرب
تُرعشهُ الذّكَر .!
نبأٌ تعثّر في الدروبِ .. لم يجد مأوىً صداه
فأوى إلى النسيانِ في بعض الحُفَر
يرثي كآبتهُ القمر ..!! "

ومازال بوحها بوصلةً تشير إلى الساكن بين أرصفة أضلُعنا .. ماحيينا

" والدهر يسألُ من أنا
أنا مثلهُ جبارة أطوي عصور
وأظل أمنحها النشور
أنا أخلق الماضي البعيد
من فتنة الأمل الرغيد
وأعود أدفنهُ أنا
لأصوغ لي أمساً جديد
/ غده جليد "
_ يا الله _


" قلبيَ الحُرُّ الذي لم يَفْهموهُ
سوف يلْقَى في أغانيه العَزَاءَ
لا يَظُنّوا أَنَّهم قد سحقوهُ
فهو ما زالَ جَمَالاً ونَقَاءَ
سوف تمضي في التسابيح سِنوهُ
وهمُ في الشرِّ فجراً ومساءَ"
أحسبُ أن نبوءتك قد صدقت .!

وحدهُ الكلام المتآكل كـ " صَمت " / من يصُوغنُِي لحظة أراكِ الآن وقد جَمَعتِ ظِلالك مودّعة



سلطان ربيع
أفضت علينا من الماء ما هو أهل للسُّقيا..
شكراً تليقُ بِك

.

.

شهــــــــــد
02-11-2008, 05:39 AM
شاسعٌ مدى الحرف لديها ،
شاهقة/ شائقة هي اللغة ..!

،
كم تعجبني هذهِ النازك و أناقتها .

_ رحمها الله _




الربيع / سلطان .

شكراً.. و http://0shahd.jeeran.com/wardaa_66.gif




دُمتَ

نوف عبدالعزيز
02-11-2008, 09:23 AM
شكري الجزيل لك يارائع
موضوع بغاية الروعه ولعلي بن دخيل
حقا كلمة شكر لا تفيك
بارك الله بك
ورحمها الله كم كانت جوهره ..
،،
،،
،
كل الود والورد

عاصفة الشمال
02-16-2008, 12:53 AM
تعجبني كثيرًا نازكــ ... أعشق أدبياتها حتى الثمالة

رحمها الله تعالى ..



و عن بغداد كتبت ::

والليلُ أسلمَ نفسَهُ دونَ اهتمـامٍ ، للصَّباحْ

وأتى الضياءُ بصوتِ بائعةِ الحليبِ وبالصيامْ

بِمُواءِ قِطٍّ جائعٍ لم تَبْقَ منه سوى عظـامْ

بِمُشاجراتِ البائعين ، وبالمـرارةِ والكفاحْ

بتراشُقِ الصبيان بالأحجارِ في عُرْضِ الطريقْ

بِمَساربِ الماءِ المُلَوَّثِ في الأزِقَّـةِ ، بالرياحْ

تلهو بأبوابِ السطوح بلا رفيقْ

في شبهِ نسيانٍ عميقْ..!!





* * *

نُِشر ذلكـ في 9-7- 1952م


شكرًا لكم أخي / سلطان