المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري


سعد المغري
11-19-2007, 08:33 AM
http://www.ojqji.net/up_vb/12062/2641b7ead1.gif
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/1/13/Jawahiri.jpg

نبذه عن حياة الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري
وبعض قصائده..

تم الجمع من المواقع المهتمين في سيرة الشاعر العربي الجميل والكبير جدآ..
يا سيدي اسعف فمي ليقولا-في عيد مولدك الجميل جميلا لله درك من مهيب وادع
نسرا يطارحه الحمام هديل شدت عروقك من كرائم هاشم-بيض نمين خديجة وبتول

ولد الشاعر محمد مهدي الجواهري في النجف في السادس والعشرين من تموز عام 1899م ، والنجف مركز ديني وأدبي ، وللشعر فيها أسواق تتمثل في مجالسها ومحافلها ، وكان أبوه عبد الحسين عالماً من علماء النجف ، أراد لابنه الذي بدت عليه ميزات الذكاء والمقدرة على الحفظ أن يكون عالماً، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة.- تحدّر من أسرة نجفية محافظة عريقة في العلم والأدب والشعر تُعرف بآل الجواهر ، نسبة إلى أحد أجداد الأسرة والذي يدعى الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر ، والذي ألّف كتاباً في الفقه واسم الكتاب "جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام " . وكان لهذه الأسرة ، كما لباقي الأسر الكبيرة في النجف مجلس عامر بالأدب والأدباء يرتاده كبار الشخصيات الأدبية والعلمية .
- قرأ القرآن الكريم وهو في هذه السن المبكرة وتم له ذلك بين أقرباء والده وأصدقائه، ثم أرسله والده إلى مُدرّسين كبار ليعلموه الكتابة والقراءة، فأخذ عن شيوخه النحو والصرف والبلاغة والفقه وما إلى ذلك مما هو معروف في منهج الدراسة آنذاك . وخطط له والده وآخرون أن يحفظ في كل يوم خطبة من نهج البلاغة وقصيدة من ديوان المتنبي ليبدأ الفتى بالحفظ طوال نهاره منتظراً ساعة الامتحان بفارغ الصبر ، وبعد أن ينجح في الامتحان يسمح له بالخروج فيحس انه خُلق من جديد ، وفي المساء يصاحب والده إلى مجالس الكبار .
- ‏أظهر ميلاً منذ الطفولة إلى الأدب فأخذ يقرأ في كتاب البيان والتبيين ومقدمة ابن خلدون ودواوين الشعر ، ونظم الشعر في سن مبكرة ، تأثراً ببيئته ، واستجابة لموهبة كامنة فيه .‏
- كان قوي الذاكرة ، سريع الحفظ ، ويروى أنه في إحدى المرات وضعت أمامه ليرة ذهبية وطلب منه أن يبرهن عن مقدرته في الحفظ وتكون الليرة له. فغاب الفتى ثماني ساعات وحفظ قصيدة من (450) بيتاً واسمعها للحاضرين وقبض الليرة .‏
- كان أبوه يريده عالماً لا شاعراً ، لكن ميله للشعر غلب عليه . وفي سنة 1917، توفي والده وبعد أن انقضت أيام الحزن عاد الشاب إلى دروسه وأضاف إليها درس البيان والمنطق والفلسفة.. وقرأ كل شعر جديد سواء أكان عربياً أم مترجماً عن الغرب .
- وكان في أول حياته يرتدي العمامة لباس رجال الدين لأنه نشأ نشأةً دينيه محافظة ، واشترك بسب ذلك في ثورة العشرين عام 1920م ضد السلطات البريطانية وهو لابس العمامة ، ثم اشتغل مدة قصيرة في بلاط الملك فيصل الأول عندما تُوج ملكاً على العراق وكان لا يزال يرتدي العمامة ، ثم ترك العمامة كما ترك الاشتغال في البلاط الفيصلي وراح يعمل بالصحافة بعد أن غادر النجف إلى بغداد ، فأصدر مجموعة من الصحف منها جريدة ( الفرات ) وجريدة ( الانقلاب ) ثم جريدة ( الرأي العام ) وانتخب عدة مرات رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين .
- لم يبق من شعره الأول شيء يُذكر ، وأول قصيدة له كانت قد نشرت في شهر كانون الثاني عام 1921 ، وأخذ يوالي النشر بعدها في مختلف الجرائد والمجلات العراقية والعربية .
- نشر أول مجموعة له باسم " حلبة الأدب " عارض فيها عدداً من الشعراء القدامى والمعاصرين .
- سافر إلى إيران مرتين : المرة الأولى في عام 1924 ، والثانية في عام 1926 ، وكان قد أُخِذ بطبيعتها ، فنظم في ذلك عدة مقطوعات .
- ترك النجف عام 1927 ليُعَيَّن مدرّساً في المدارس الثانوية ، ولكنه فوجيء بتعيينه معلماً على الملاك الابتدائي في الكاظمية .
- أصدر في عام 1928 ديواناً أسماه " بين الشعور والعاطفة " نشر فيه ما استجد من شعره .
- استقال من البلاط سنة 1930 ، ليصدر جريدته (الفرات) ، وقد صدر منها عشرون عدداً ، ثم ألغت الحكومة امتيازها فآلمه ذلك كثيراً ، وحاول أن يعيد إصدارها ولكن بدون جدوى ، فبقي بدون عمل إلى أن عُيِّنَ معلماً في أواخر سنة 1931 في مدرسة المأمونية ، ثم نقل لإلى ديوان الوزارة رئيساً لديوان التحرير .
- في عام 1935 أصدر ديوانه الثاني بإسم " ديوان الجواهري " .
- في أواخر عام 1936 أصدر جريدة (الانقلاب) إثر الانقلاب العسكري الذي قاده بكر صدقي .وإذ أحس بانحراف الانقلاب عن أهدافه التي أعلن عنها بدأ يعارض سياسة الحكم فيما ينشر في هذه الجريدة ، فحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر وبإيقاف الجريدة عن الصدور شهراً .
- بعد سقوط حكومة الانقلاب غير اسم الجريدة إلى (الرأي العام) ، ولم يتح لها مواصلة الصدور ، فعطلت أكثر من مرة بسبب ما كان يكتب فيها من مقالات ناقدة للسياسات المتعاقبة .
- لما قامت حركة مارس 1941 أيّدها وبعد فشلها غادر العراق مع من غادر إلى إيران ، ثم عاد إلى العراق في العام نفسه ليستأنف إصدار جريدته (الرأي العام) .
- في عام 1944 شارك في مهرجان أبي العلاء المعري في دمشق .
- أصدر في عامي 1949 و 1950 الجزء الأول والثاني من ديوانه في طبعة جديدة ضم فيها قصائده التي نظمها في الأربعينيات والتي برز فيها شاعراً كبيراً .
- شارك في عام 1950 في المؤتمر الثقافي للجامعة العربية الذي عُقد في الاسكندرية .
- انتخب رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين ونقيباً للصحفيين .
- واجه مضايقات مختلفة فغادر العراق عام 1961 إلى لبنان ومن هناك استقر في براغ ضيفاً على اتحاد الأدباء التشيكوسلوفاكيين .
- أقام في براغ سبع سنوات ، وصدر له فيها في عام 1965 ديوان جديد سمّاه " بريد الغربة " .
- عاد إلى العراق في عام 1968 وخصصت له حكومة الثورة راتباً تقاعدياً قدره 150 ديناراً في الشهر .
- في عام 1969 صدر له في بغداد ديوان "بريد العودة" .
- في عام 1971 أصدرت له وزارة الإعلام ديوان " أيها الأرق" .وفي العام نفسه رأس الوفد العراقي الذي مثّل العراق في مؤتمر الأدباء العرب الثامن المنعقد في دمشق . وفي العام نفسه أصدرت له وزارة الإعلام ديوان " خلجات " .
- في عام 1973 رأس الوفد العراقي إلى مؤتمر الأدباء التاسع الذي عقد في تونس .
- بلدان عديدة فتحت أبوابها للجواهري مثل مصر، المغرب، والأردن ، وهذا دليل على مدى الاحترام الذي حظي به ولكنه اختار دمشق واستقر فيها واطمأن إليها واستراح ونزل في ضيافة الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي بسط رعايته لكل الشعراء والأدباء والكتّاب.
- كرمه الرئيس الراحل «حافظ الأسد» بمنحه أعلى وسام في البلاد ، وقصيدة الشاعر الجواهري (دمشق جبهة المجد» ذروة من الذرا الشعرية العالية .
- يتصف أسلوب الجواهري بالصدق في التعبير والقوة في البيان والحرارة في الإحساس الملتحم بالصور الهادرة كالتيار في النفس ، ولكنه يبدو من خلال أفكاره متشائماً حزيناً من الحياة تغلف شعره مسحة من الكآبة والإحساس القاتم الحزين مع نفسية معقدة تنظر إلى كل أمر نظر الفيلسوف الناقد الذي لايرضيه شيء.
- وتوفي الجواهري في السابع والعشرين من تموز 1997 ، ورحل بعد أن تمرد وتحدى ودخل معارك كبرى وخاض غمرتها واكتوى بنيرانها فكان بحق شاهد العصر الذي لم يجامل ولم يحاب أحداً .‏
- وقد ولد الجواهري وتوفي في نفس الشهر، وكان الفارق يوماً واحداً مابين عيد ميلاده ووفاته. فقد ولد في السادس والعشرين من تموز عام 1899 وتوفي في السابع والعشرين من تموز 1997

.......

يتـبع قصائده..

سعد المغري
11-19-2007, 08:34 AM
أي دبدبي تدبدبي أنا علي المغربي
أي طراطرا تطرطري تقدمي تأخري
تشيعي ، تسنني ، تهودي ، تنصري
تكردي ،تعربي ،تهاتري بالعنصرِ
تعممي تبرنطي ،تعقلي تسدري
كوني - إذا رمت العلا - من قُبُلٍ أو دُبُرِ
صالحة كصالح عامرة كالعمري
وأنت إن لم تجدي أبا حميد الأثر
ومفخرا من الجدود طيب المنحدر
ولم تري في النفس ما يغنيك أن تفتخري
شأن عصام قد كفته النفس شر مفخر
طوفي على الأعراب من بادٍ ومن محتضر
والتمسي منهم جدودا جددا وزوري
تزيدي تزبدي تعنـزي تشمري

تقلبي تقلب الدهر بشتى العبر
تصرفي كما تشائين ولا تعتذري
أي طرطرا إن كان شعب جاع أو خلق عري
أو أجمع الست الملايين على التذمر
أو كحم النساء حكم الغاصب المقتدر
أو صاح نهبا بالبلاد بائع ومشتري
أو نفذ المرسوم في محابر واسطر
أو أخذ البريء بالمجرم أخذ طرطر
أو دفع العراق للذل أو التدهور
فاحتكمي تحكمي وتحمدي وتؤجري
أي طرطرا تطرطري وهللي وكبري
وطبلي لكل ما يخزي الفتى وزمري
وسبحي بحمد مأفون وشكر أبتر
أعطي سمات فارع شمردل لبحتر
واغتصبي لضفدع سمات ليث قسور
وعطري قاذورة وبالمديح بخري
وصيري من جُعَل حديقة من زهر
وشبهي الظلام ظلما بالصباح المسفر
وألبسي الغبي والأحمق ثوب عبقر
وأفرغي على المخانيث دروع عنتر
إن قيل إن مجدهم مزيف فأنكري
أو قيل إن بطشهم من بطشة المستعمر
وإن هذا المستعير صولة الغضنفر
أهون من ذبابة في مستحم قذر
فهي تطير حرة جناحها لم يعر
أي طرطراً سيري نهجهم والأثر
واستقبلي يومك من يومهم واستدبري
وأجمعي أمرك من أمرهم تستكثري
كوني بغاثا واسلمي بالنفس ثم استنسري


أي طرطرا لا تنكري ذنبا ولا تستغفري
ولا تغطي سوءة بانت ولا تتزري
ولا تغضي الطرف عن فرط الحيا والخفر
كوني على شاكلة من أمرهم تؤمري
أي طرطرا كوني على تاريخك المحتقر
أحرص من صاحبة النحيين إن تذكري
طولي على كسرى ولا تعني بتاج قيصر
كوني على ما فيك من مساوئ لم تحصر
كوني على الأضداد في تكوينك المبعثر
شامخة شموخ قرن الثور بين البقر
أي طرطرا أقسم بالسويكة المشهر
والخرز المعقود في البطن فويق المشعر
بوجهك المعتكر وثغرك المنور
وعينك الحمراء ترمي حاسدا بالشرر
وصنوك الثور يثار غيظه بالأحمر
أقسم بالكافور لا أقصد شتم العنبر
لأنت فوق البشر فوق القضا والقدر
أي طرطرا يالك من قبرة بمعمر
خلا لك الجو وقد طاب فبيضي واصفري
ونقري من بعدهم ما شئت أن تنقري
قد غفل الصياد في لندن عنك فابشري
.

سعد المغري
11-19-2007, 08:34 AM
( ناجيت قبرك )

في ذِمَّةِ اللهِ ما ألقَى وما أَجِــدُ

أهذهِ صَخرةٌ أم هذهِ كَبِـــدُ

قدْ يقتلُ الحُزنُ مَنْ أحبابهُ بَعُـدوا

عنه فكيفَ بمنْ أحبابُهُ فُقِــدوا

تَجري على رَسْلِها الدنيا ويَتْبَعُها

رأْيٌ بتعليـلِ مَجْراهـا ومُعْتَقَـدُ

أَعْيَا الفلاسفةَ الأحرارَ جَهْلُهمُ

ماذا يُخَبِّـي لهم في دَفَّتَيْـهِ غَـدُ

طالَ التَّمَحُّلُ واعتاصتْ حُلولُهمُ

ولا تَزالُ على ما كانتِ العُقَـدُ

ليتَ الحياةَ وليتَ الموتَ مَرْحَمَـة ٌ

فلا الشبابُ ابنُ عشرينٍ ولا لَبدُ

ولا الفتاةُ بريعانِ الصِّبا قُصِفَـتْ

ولا العجوزُ على الكَـفَّيْنِ تَعْتَمِـدُ

وليتَ أنَّ النسورَ اسْتُنْزِفَتْ نَصَفَاً

أعمارُهُنَّ ولم يُخْصَصْ بها أحـدُ

حُيِّيتِ (أمَّ فُـرَاتٍ) إنَّ والـدةًً

بمثلِ ما انجبتْ تُـكْنى بما تَـلِـدُ

تحيَّةً لم أجِدْ من بـثِّ لاعِجِهَـا

بُدَّاً, وإنْ قامَ سَـدّاً بيننا اللَّحـدُ

بالرُوحِ رُدَّي عليها إنّها صِلَـةٌ

بينَ المحِبينَ ماذا ينفعُ الجَـســدُ

عَزَّتْ دموعيَ لو لمْ تبعثي شَجناً

رَجعتُ منهُ لحرَّ الدمعِ أَبْـتَــرِدُ

خلعتُ ثوبَ اصطبارٍ كانَ يستُرُنـي

وبانَ كَذِبُ ادَّعائي أنني جَلِـدُ

بَكَيْتُ حتى بكا مَنْ ليسَ يعرفُني

ونُحْتُ حتىَّ حكاني طائرٌ غَــرِدُ

كما تَفجَّر عيناً ثـرةًً حَجَـــرُ

قاسٍ تفجَّرَ دمعاً قلبيَ الصَّلِــدُ

إنَّا إلى اللهِ! قولٌ يَستريحُ بــهِ

ويَستوي فيهِ مَن دانوا ومَن جَحَدُوا



مُدي إليَّ يَداً تـُمْدَدْ إليكِ يَـدُ

لا بُدَّ في العيشِ أو في الموتِ نَتَّحِـدُ

كُنَّا كشِقَّيْنِ وافى واحِـدا ً قَـدَرٌ

وأمرُ ثانيهما مِن أمـرهِ صَـدَدُ

ناجيتُ قَبْرَكِ أستوحـي غياهِبَـهُ

عنْ حالِ ضَيْفٍ عليه مُعْجَلاً يَفِـدُ

وردَّدَتْ قَفْرَة ٌ في القلب ِ قاحِـلة ٌ

صَدى الذي يَبتغي وِرْدَاً فلا يَجِـدُ

ولفَّني شَبَـحٌ ما كانَ أشبهَــهُ

بِجَعْدِ شَـعْرِكِ حولَ الوجهِ يَنْعَـقِدُ

ألقيتُ رأسـيَ في طَّياتِـهِ فَزِعَـاً

نَظِير صُنْعيَ إذ آسى وأُفْتَــأدُ

أيّامَ إنْ ضاقَ صدري أستريحُ إلـى

صَدْرٍ هو الدهـرُ ما وفّى وما يَعِدُ

لا يُوحِشُ اللهُ رَبْعَاً تَـنْزِليـنَ بـهِ

أظُنُّ قبرَكِ رَوْضَاً نورُهُ يَقِــدُ

وأنَّ رَوْحَـكِ رُوحٌ تأنَسِينَ بهـا

إذا تململَ مَيْتٌ رُوحُهُ نَـكَــدُ

كُنَّا كنَبْتَـةِ رَيْحَـانٍ تَخَطَّمَهـا

صِرٌّ فأوراقُـها مَنْزُوعَة ٌ بَــدَدُ

غَطَّى جناحاكِ أطفالي فكُنْتِ لَهُـمْ

ثَغْرَاً إذا استيقظوا , عَيْنَاً إذا رَقَدوا

شَتَّى حقوقٍ لها ضاقَ الوفاءُ بها

فهل يكـونُ وفـاءً أنّـني كَمِـدُ

لم يَلْقَ في قلبِها غِلٌّ ولا دَنَـسٌ

لهُ مَحلاً ، ولا خُبْـثٌ ولا حَسَـدُ

ولم تَكُنْ ضرَّةً غَيْرَى لجارتِـها

تُلوى لخيـرٍ يُواتيها وتُضْطَهَـدُ

ولا تَذِلُّ لِخَطْبٍ حُـمَّ نازِلُـهُ

ولا يُصَعِّـرُ منها المـالُ والوَلَـدُ



قالوا أتى البرقُ عَجلاناً فقلتُ لهـمْ

واللهِ لو كانَ خيرٌ أبْطَـأَتْ بُـرُدُ

ضاقتْ مرابِعُ لُبنان بما رَحُبَـتْ

عليَّ والتفَّتِ الآكامُ والنُجُــدُ

تلكَ التي رَقَصَتْ للعينِ بَهْجَتُـها

أيامَ كُنّـا وكانتْ عِيشَةٌ رَغَـــدُ

سوداءُ تَنْفُخُ عن ذكرى تُحَرِّقُـني

حتَّـى كأنّي على رَيْعَانِهَا حَــرِدُ

واللهِ لم يَحْلُ لي مَغْـدَىً ومُنْتَقَلٌ

لما نُـعِيتِ ولا شخصٌ ولا بَلَـدُ

أين المَفَـرُّ وما فيها يُطَارِدُنـي

والذكرياتُ ، طَرِيَّاً عُودُها، جُـدُدُ

أألظـلالُ التي كانَـتْ تُفَيِّئُنَـا

أمِ الهِضَابُ أمِ الماءُ الذي نَــرِدُ

أمْ أنتِ ماثِلَة ٌ؟ مِن ثَمَّ مُطَّـرَحٌ

لنا ومِنْ ثَـمَّ مُرْتَاحٌ ومُتَّـسَـدُ

سُرْعَانَ ما حالَتِ الرؤيا وما اختلفتْ

رُؤَىً , ولا طالَ- إلا ساعة ً- أَمَـدُ

مَرَرْتُ بالحَوْر ِ والأعراسُ تملأهُ

وعُدْتُ وهو كمَثْوَى الجانِّ ِ يَرْتَـعِدُ



مُنَىً - وأتْعِسْ بها- أن لا يكونَ على

توديعِهَا وهي في تابوتِـها رَصَدُ

لعلنِي قَـارِئٌ في حُـرِّ صَفْحَتِهَا

أيَّ العواطِفِ والأهـواءِ تَحْتَشِدُ

وسَامِعٌ لَفْظَـةً منها تُقَرِّظُـني

أمْ أنَّهَا - ومعـاذَ اللهِ - تَنْتَقِـدُ

ولاقِطٌ نَظْرَةً عَجْلَى يكـونُ بها

لي في الحَيَاةِ وما أَلْقَى بِهَا ، سَنَـدُ

سعد المغري
11-19-2007, 08:37 AM
بم انتهى؟ وعلى من راح ينتصر
غول تصبغ منه الناب والظفر

بم انتهى؟ أبأن راحت تطارده
وسوف تدركه ، الأشباح والصور

تمدد الشوط من عمرى ليبصرنى
ما ينكر السمع، لو لم يشهد البصر

تزعم النصر غول لم يجىء خطرا
على البرية غول مثله خطر

الى يمينا بانجيل يشرعه
ألا يبقى على شىء ولا يذر

ولم يبق على شعب ، وينتصر
ولم يصابر على فرد ويندحر

نصر على من .. على بيت وربته
وصبية وعجوز هده الكبر

على الزروع؟ فلا ماء ولا شجر
على الضروع؟ فلا بس ولا ذرر

على الرضيع؟ فلا ثدى يلوذ به
ويوم أيعاد بوش يوم يحتضر

على القرى آمنات؟ أنس وحشتها
ما يسقط النور أو ما يطلع القمر؟

على الحضارة؟ ما انفكت تصب فيها
شتى الحضارات تستبقى وتختمر؟

يا مدع النصر زورا عن هزيمته
لايبدل الليل أن يستصنع القمر

بشرى العروبة !! ما فى الرافدين جنى
يقى الجياع، فلا أنثى ولا ذكر

سعد المغري
11-19-2007, 08:38 AM
نامي جياعَ الشَّعْـبِ نامي...... حَرَسَتْكِ آلِهـة ُالطَّعـامِ
نامي فـإنْ لم تشبَعِـي...... مِنْ يَقْظـةٍ فمِنَ المنـامِ
نامي على زُبَدِ الوعـود...... يُدَافُ في عَسَل ِ الكلامِ
نامي تَزُرْكِ عرائسُ الأحلامِ...... فـي جُـنْحِ......الظـلامِ
تَتَنَوَّري قُـرْصَ الرغيـفِ...... كَـدَوْرةِ البدرِ التمـامِ
وَتَرَيْ زرائِبَكِ الفِسـاحَ............مُبَلَّطَـاتٍ بالرُّخَــامِ

نامي تَصِحّي! نِعْمَ نَـوْمُ............المرءِ في الكُـرَبِ الجِسَامِ
نامي على حُمَةِ القَـنَـا............نامي على حَـدِّ الحُسَـام
نامي إلى يَــوْمِ النشورِ............ويـومَ يُـؤْذََنُ بالقِيَـامِ
نامـي على المستنقعـاتِ............تَمُوجُ باللُّجَج ِ الطَّوامِي
زَخَّارة ً بـشذا الأقَـاحِ...... يَمدُّهُ نَفْـحُ الخُـزَامِ
نامي على نَغَمِ البَعُوضِ...... كـأنَّـهُ سَجْعُ الحَمَامِ
نامي على هذي الطبيعةِِ...... لم تُحَـلَّ بـه "ميامي "
نامي فقد أضفى "العَرَاءُ"...... عليكِ أثوابَ الغـرامِ
نامي على حُلُمِ الحواصدِ...... عـاريـاتٍ للحِـزَامِ
متراقِصَـاتٍ والسِّيَـاط ُ...... تَجِـدُّ عَزْفَـاً بارْتِزَامِ
وتغازلـي والنَّاعِمَـات...... الزاحفاتِ من الهـوامِ
نامي على مَهْدِ الأذى...... وتوسَّدِي خَـدَّ الرَّغَامِ
واستفرِشِي صُمَّ الحَصَى............وَتَلَحَّفي ظُلَـلَ الغَمَامِ
نامي فقـد أنـهى " مُجِيـعُ الشَّعْـبِ " أيَّـامَ الصِّيَـامِ
نامي فقـد غنَّـى " إلـهُ الحَـرْبِ" ألْـحَانَ السَّـلامِ

نامي جِيَاعَ الشَّعْبِ نامي...... الفَجْـرُ آذَنَ بانْصِرامِ
والشمسُ لنْ تُؤذيكِ بَعْدُ...... بما تَوَهَّـج من ضِـرَامِ
والنورُ لَنْ "يُعْمِي!" جُفوناً............قد جُبِلْنَ على الظلامِ
نامي كعهدِكِ بالكَرَى............ وبلُطْفِهِ من عَهْدِ "حَامِ"
نامي.. غَدٌ يسقيكِ من عَسَـلٍ وخَمْـرٍ ألْفَ جَـامِ
أجرَ الذليلِ وبردَ أفئدةٍ............ إلى العليـا ظَـوَامِي
نامي وسيري في منامِكِ............ما استطعتِ إلى الأمامِ
نامي على تلك العِظَاتِ............الغُرِّ من ذاك الإمامِ
يُوصِيكِ أن لا تطعمي............من مالِ رَبِّكِ في حُطَامِ
يُوصِيكِ أنْ تَدَعي المباهِـجَ...... واللذائـذَ لِلئـامِ
وتُعَوِّضِي عن كلِّ ذلكَ...... بالسجـودِ وبالقيـامِ
نامي على الخُطَبِ الطِّوَالِ...... من......الغطارفةِ العِظَامِ
نامي يُسَاقَطْ رِزْقُكِ الموعـودُ......فوقَـكِ بانتظـامِ
نامي على تلكَ المباهجِ...... لم تَدَعْ سَهْمَاً لِرَامِي
لم تُبْقِ من "نُقلٍ" يسرُّكِ...... لم تَجِئْهُ .. ومن إدَامِ
بَنَتِ البيوتَ وَفَجَّرَتْ...... جُرْدَ الصحارى والموامي
نامي تَطُفْ حُورُ الجِنَانِ............عليـكِ منها بالمُدَامِ
نامي على البَرَصِ المُبَيَّضِ...... من سوادِكِ والجُـذَامِ
نامي فكَفُّ اللهِ تغسـلُ...... عنكِ أدرانَ السَّقَـامِ
نامي فحِـرْزُ المؤمنينَ...... يَذُبُّ عنكِ على الدَّوَامِ
نامي فما الدُّنيا سوى "جسرٍ!" على......نَكَـدٍ مُقَـامِ

نامي ولا تتجادلـي............القولُ ما قالتْ "حَذَامِ"
نامي على المجدِ القديـمِ............وفوقَ كومٍ من عِظَامِ‏
تيهي بأشباهِ العصامِيّينَ!............منكِ على "عِصَـامِ"
الرافعينَ الهَامَ من جُثَثٍ............فََرَشْـتِ لَهُمْ وهَامِ
والواحمينَ ومن دمائِكِ...... يرتوي شَرَهُ الوِحَامِ
نامي فنومُكِ خَيْرُ ما...... حَمَلَ المُؤَرِّخُ من وِسَامِ

نامي جياعَ الشعبِ نامي...... بُرِّئْتِ من عَيْبٍ وذَامِ
نامي فإنَّ الوحدةَ العصماءَ...... تطلُـبُ أنْ تنـامي
نامي جِيَاعَ الشَّعْبِ نامي...... النومُ مِـن نِعَمِ السلام
تتوحَّدُ الأحزابُ فيـه...... ويُتَّقَى خَطَرُ الصِـدامِ
تَهْدَا الجموعُ بهِ وتَستغني...... الصُّفوفُ عَنِ انقسـامِ
إنَّ الحماقـةَ أنْ تَشُقِّـي...... بالنُهوضِ عصا الوئـامِ
والطَّيْشُ أن لا تَلْـجَئِي...... مِن حاكِمِيكِ إلى احتكامِ
النفسُ كالفَرَسِ الجَمُوحِ............وعَقْلُها مثلُ اللجـامِ
نامي فإنَّ صلاحَ أمرٍ...... فاسـدٍ في أن تنـامي
والعُرْوَةُ الوثقى إذا استيقَظْـتِ تُـؤذِنُ بانفصـام
نامي وإلا فالصُّفوفُ............تَؤُول منكِ إلى انقِسـامِ
نامي فنومُكِ فِتْنَـة ٌ...... إيقاظُها شـرُّ الأثامِ
هل غيرُ أنْ تَتَيَقَّظِـي...... فتُعَاوِدِي كَرَّ الخِصـامِ

نامي جياعَ الشعبِ نامي............لا تقطعي رِزْقَ الأنامِ
لا تقطعي رزقَ المُتَاجِرِ ،............والمُهَنْدِسِ ، والمُحَـامِي
نامي تُرِيحِي الحاكمينَ...... من اشتباكٍ والتحَـامِ
نامي تُوَقَّ بكِ الصَّحَافَةُ...... من شُكُـوكٍ واتِّهَـامِ
يَحْمَدْ لكِ القانـونُ صُنْعَ مُطَـاوِعٍ سَلِـسِ الخُطَامِ
خَلِّ "الهُمَامَ!" بنومِكِ...... يَتَّقِي شَـرَّ الهُمَـامِ
وتَجَنَّبِي الشُّبُهَـاتِ في وَعْـيٍ سَيُوصَـمُ باجْتِـرَامِ

نامي فجِلْدُكِ لا يُطِيقُ...... إذا صَحَا وَقْعَ السِّهَامِ
نامي وخَلِّي الناهضينَ...... لوحدِهِمْ هَدَفَ الرَّوَامِي
نامي وخَلِّي اللائمينَ...... فما يُضِيرُكِ أن تُلامِي!
نامي فجدرانُ السُّجُونِ...... تَعِـجُّ بالموتِ الزُّؤَامِ
ولأنتِ أحوجُ بعدَ أتعـابِ الرُّضُـوخِ إلى جِمَـامِ
نامي يُـرَحْ بمنامِـكِ "الزُّعَمَـاءُ!" من داءِ عُقَـام
نامي فحقُّكِ لن يَضِيعَ...... ولستِ غُفْلاً كالسَّوَامِ
إن "الرُّعَاةَ!" الساهرينَ...... سيمنعونَكِ أنْ تُضَامِي

نامي على جَـوْرٍ كما...... حُمِلَ الرَّضِيعُ على الفِطَامِ
وَقَعي على البلوى كما...... وَقَعَ "الحُسامُ!" على الحُسامِ
نامي علـى جَيْـشٍ مِنَ الآلامِ محتشـدٍ لُهَـامِ
أعطي القيادةَ للقضاءِ...... وحَكِّمِيـهِ في الزِّمَـامِ
واستسلمي للحادثاتِ...... المشفقـاتِ على النِّيَـامِ
إنَّ التيقظَ - لو علمتِ-...... طليعـةُ المـوتِ الزؤامِ
والوَعْيُ سَيْفٌ يُبْتَلَى...... يومَ التَّقَـارُعِ بانْثِلامِ

نامي شَذَاةَ الطُّهْرِ نامي............يا دُرَّةً بيـنَ الرُّكَـامِ
يا نبتةَ البلـوى ويا...... ورداً ترعرعَ في اهتضامِ
يا حُرَّةً لم تَـدْرِ ما...... معنى اضطغانٍ......وانتقامِ!
يا شُعْلَةَ النُّـورِ التي............تُعْشِي العُيُونَ بلا اضطرامِ!
سُبحانَ رَبِّكِ صُورةً............تزهو على الصُّوَرِ الوِسَامِ
إذْ تَخْتَفِينَ بلا اهتمامٍ...... أو تُسْفِرينَ بلا لِثَـامِ
إذْ تَحْمِلِينَ الشـرَّ صابـرةً مِنَ الهُـوجِ الطَّغـامِ
بُوركْتِ من "شَفْعٍ " فإنْ...... نزلَ البلاءُ فمن "تُؤَامِ"
كم تصمُدِينَ على العِتَابِ...... وتَسْخَرينَ مـن الملامِ!
سُبحانَ ربِّكِ صورةً...... هي والخطوبُ على انسجامِ

نامي جياعَ الشعبِ نامي...... النومُ أَرْعَى للذِّمَامِ
والنومُ أَدْعَى للنُزُولِ............على السَّكِينَةِ والنِّظَامِ
نامي فإنَّكِ في الشَّدائدِ............تَخْلُصِينَ من الزِّحَامِ
نامي جياعَ الشَّعْبِ لا...... تُعْنَيْ بِسَقْطٍ من كلامي
نامي فما كانَ القَصِيدُ...... سوى خُرَيْزٍ في نظامِ
نامي فقد حُبَّ العَمَاءُ...... عَنِ المساوىء والتَّعَامِي
نامي فبئسَ مَطَامِـعُ الواعِيـنَ! من سَيْـفٍ كَهَـامِ
نامي: إليـكِ تحيّتِي...... وعليكِ، نائمةً سـلامي

نامي جياعَ الشَّعْبِ نامي...... حَرَسَتْكِ آلهةُ الطعامِ

سعد المغري
11-19-2007, 08:38 AM
فِدَاءٌ لمثواكَ من مَضْــجَعِ...... تَنَـوَّرَ بالأبلَـجِ الأروَعِ
بأعبقَ من نَفحاتِ الجِنـانِ...... رَوْحَاً ومن مِسْكِها أَضْـوَعِ
وَرَعْيَاً ليومِكَ يومِ "الطُّفوف"...... وسَقْيَاً لأرضِكَ مِن مَصْـرَعِ
وحُزْناً عليكَ بِحَبْسِ النفوس...... على نَهْجِكَ النَّيِّـرِ المَهْيَـعِ
وصَوْنَاً لمجدِكَ مِنْ أَنْ يُذَال...... بما أنتَ تأبـاهُ مِنْ مُبْـدَعِ
فيا أيُّها الوِتْرُ في الخالدِينَ...... فَـذَّاً ، إلى الآنَ لم يُشْفَـعِ
ويا عِظَةَ......الطامحينَ......العِظامِ...... للاهينَ عن غَـدِهِمْ قُنَّـعِ
تعاليتَ من مُفْزِعٍ للحُتوفِ...... وبُـورِكَ قبـرُكَ من مَفْـزَعِ
تلوذُ الدُّهورُ......فَمِنْ......سُجَّدٍ...... على جانبيـه ومـن رُكَّـعِ
شَمَمْتُ ثراكَ فَهَبَّ النسيمُ...... نسيـمُ الكرامـةِ من بَلْقَـعِ
وعَفَّرْتُ خَدِّي بحيثُ استراحَ...... خَـدٌّ تَفَرَّى ولم يَضْـرعِ
وحيثُ سنابِكُ خيلِ الطُّغَاةِ...... جالتْ عليـهِ ولم يَخْشَـعِ
وَخِلْتُ وقد طارتِ الذكرياتُ............بِروحي إلى عالـمٍ أرْفَـعِ
وطُفْتُ بقبرِكَ طَوْفَ الخَيَالِ............بصومعـةِ المُلْهِـمِ المُبْـدِعِ
كأنَّ يداً من وراءِ الضريحِ...... حمراءَ......" مَبْتُـورَةَ الإصْبَـعِ"
تَمُدُّ إلى عالـمٍ بالخُنـوعِ............والضَّيْـمِ ذي شَرَقٍ مُتْـرَعِ
تَخَبَّطَ في غابـةٍ أطْبَقَـتْ...... على مُذْئِبٍ منـه أو مُسْبِـعِ
لِتُبْدِلَ منهُ جديـبَ الضميرِ...... بآخَـرَ مُعْشَوْشِـبٍ مُمْـرِعِ
وتدفعَ هذي النفوسَ الصغارَ...... خوفـاً إلى حَـرَمٍ أَمْنَـعِ

تعاليتَ من صاعِقٍ......يلتظي...... فَإنْ تَـدْجُ داجِيَـةٌ يَلْمَـعِ
تأرّمُ حِقداً على الصاعقاتِ...... لم تُنْءِ ضَيْـراً ولم تَنْفَـعِ
ولم تَبْذُرِ الحَبَّ إثرَ الهشيمِ............وقـد حَرَّقَتْـهُ ولم تَـزْرَعِ
ولم تُخْلِ أبراجَها في السماء............ولم تأتِ أرضـاً ولم تُدْقِـعِ
ولم تَقْطَعِ الشَّرَّ من جِذْمِـهِ............وغِـلَّ الضمائـرِ لم تَنْـزعِ
ولم تَصْدِمِ الناسَ فيما هُـمُ............عليهِ مِنَ الخُلُـقِ الأوْضَـعِ
تعاليتَ من "فَلَـكٍ" قُطْـرُهُ............يَدُورُ على المِحْـوَرِ الأوْسَـعِ
فيابنَ البتـولِ وحَسْبِي بِهَا...... ضَمَاناً على كُلِّ ما أَدَّعِـي
ويابنَ التي لم......يَضَعْ مِثْلُها...... كمِثْلِكِ حَمْـلاً ولم تُرْضِـعِ
ويابنَ البَطِيـنِ بلا بِطْنَـةٍ............ويابنَ الفتى الحاسـرِ الأنْـزَعِ
ويا غُصْنَ "هاشِـمَ" لم يَنْفَتِحْ............بأزْهَـرَ منـكَ ولم يُفْـرِعِ
ويا واصِلاً من نشيدِ الخُلود............خِتَـامَ القصيـدةِ بالمَطْلَـعِ
يَسِيرُ الوَرَى بركابِ الزمانِ............مِنْ مستقيـمٍ ومن أظْلَـعِ
وأنتَ تُسَيِّرُ رَكْبَ الخلـودِ............مـا تَسْتَجِـدّ لـهُ يَتْبَـعِ

تَمَثَّلْتُ يومَكَ في خاطـرِي...... ورَدَّدْتُ صوتَكَ في مَسْمَعِـي
وَمَحَّصْتُ أمْرَكَ لم أرْتَهِـبْ...... بِنَقْلِ " الرُّوَاةِ " ولم أُُخْـدَعِ
وقُلْتُ: لعـلَّ دَوِيَّ السنين...... بأصـداءِ حادثِـكَ المُفْجِـعِ
وَمَا رَتَّلَ المُخْلِصُونَ الدُّعَاةُ...... من " مُرْسِلِينَ " ومنْ "سُجَّـعِ"
ومِنْ "ناثراتٍ" عليكَ المساءَ...... والصُّبْحَ بالشَّعْـرِ والأدْمُـعِ
لعلَّ السياسةَ فيما جَنَـتْ...... على لاصِـقٍ بِكَ أو مُدَّعِـي
وتشريدَهَا......كُلَّ مَنْ......يَدَّلِي...... بِحَبْلٍ لأهْلِيـكَ أو مَقْطَـعِ
لعلَّ لِذاكَ و"كَوْنِ" الشَّجِيّ...... وَلُوعَاً بكُـلِّ شَـجٍ مُوْلـعِ
يداً في اصطباغِ حديثِ الحُسَيْن...... بلونٍ أُُرِيـدَ لَـهُ مُمْتِـعِ
وكانتْ وَلَمّا تَزَلْ بَـــرْزَةً............يدُ الواثِـقِ المُلْجَأ الألمعـي
صَناعَاً متى ما......تُرِدْ......خُطَّةً...... وكيفَ ومهما تُـرِدْ تَصْنَـعِ
ولما أَزَحْتُ......طِلاءَ القُرُونِ............وسِتْرَ الخِدَاعِ عَنِ المخْـدَعِ
أريدُ "الحقيقةَ" في ذاتِهَـا............بغيرِ الطبيعـةِ لم ُطْبَـعِ
وجَدْتُكَ في صورةٍ لـم أُرَعْ............بأعظـمَ منهـا ولا أرْوَعِ
وماذا! أأرْوَعُ مِنْ أنْ يَكُون............لَحْمُكَ وَقْفَاً على المِبْضَـعِ
وأنْ تَتَّقِي - دونَ ما تَرْتَئـِي-............ضميرَكَ بالأَسَـلِ الشُّـرَّعِ
وأن تُطْعِمَ الموتَ خيرَ البنينَ............مِنَ "الأَكْهَلِيـنَ" إلى الرُّضَّـعِ
وخيرَ بني "الأمِّ" مِن هاشِمٍ............وخيرَ بني " الأب " مِنْ تُبَّـعِ
وخيرَ الصِّحابِ بخيرِ الصُّدورِ............كانـوا وقـاءكُ ، والأذْرعِ
وقَدَّسْتُ ذِكراكَ لم انتحِـلْ............ثِيَـابَ التُّقَـاةِ ولم أَدَّعِ
تَقَحَّمْتَ صَدْرِي ورَيْبُ الشُّكُوكِ...... يِضِـجُّ بِجُدْرَانِـهِ الأَرْبَـعِ
وَرَانَ سَحَابٌ صَفِيقُ الحِجَاب............عَلَيَّ مِنَ القَلَـقِ المُفْـزِعِ
وَهَبَّتْ رِياحٌ من الطَّيِّبَـاتِ............و" الطَّيِّبِيـنَ " ولم يُقْشَـعِ
إذا ما تَزَحْزَحَ عَنْ مَوْضِعٍ............تَأَبَّى وعـادَ إلى مَوْضِـعِ
وجَازَ بِيَ الشَّـكُّ فيما مَعَ............" الجدودِ " إلى الشَّكِّ فيما معي
إلى أن أَقَمْتُ عَلَيْهِ الدَّلِيـلَ...... مِنْ " مبدأٍ " بِدَمٍ مُشْبَـعِ
فأسْلَمَ طَوْعَا ً إليكَ القِيَـادَ............وَأَعْطَاكَ إذْعَانَـةَ المُهْطِـعِ
فَنَوَّرْتَ ما اظْلَمَّ مِنْ فِكْرَتِي............وقَوَّمْتَ ما اعْوَجَّ من أضْلُعِـي
وآمَنْتُ إيمانَ مَنْ لا يَـرَى...... سِوَى العَقْل في الشَّكِّ مِنْ مَرْجَعِ
بأنَّ (الإباءَ) ووحيَ السَّمَاءِ............وفَيْضَ النُّبُوَّةِ ، مِـنْ مَنْبَـعِ
تَجَمَّعُ في (جوهرٍ) خالِصٍ............ تَنَزَّهَ عن ( عَرَضِ ) المَطْمَـعِ

سعد المغري
11-19-2007, 08:39 AM
اكتفي بهذا القدر

وأتمنى ان تكون النبذه كافيه..

وقصائده كثيره.

ولكن اكتفي بهذا
ومن يريد اي قصيده له انا تحت أمره..

تحياتي

غازي العلي
11-23-2007, 02:30 AM
الاخ سعد المغري
ارجو ان تسمح لي بهذه الاضافه
شاكرا ومقدرا جهدك الرائع

يا دجلة الخير
لشاعر العرب الاكبر
محمد مهدي الجواهري

حيّيْتُ سفحكِ من بُعد فحييني
يا دجلة الخير يا أم البساتين
حيّيْتُ سفحكِ ظمآناً ألوذُ به
لوْذَ الحمائم بين الماءِ والطينِ
يا دجلةَ الخير يا نبْعاً أفارقُهُ
على الكراهةِ بين الحين والحينِ
إنّي وردْتُ عيون الماءِ صافيةً
نبْعاً فنبْعاً، فما كانت لترويني
وأنت يا قارباً تلْوي الرياحُ بهِ
ليَّ النسائمِ أطرافَ الأفانينِ(1)
وددْتُ ذاك الشراع الرّخصَ لو كفني(2)
يُحاكُ منه، غداة البيْنِ، يطويني
يا دجلة الخير: قد هانت مطامحُنا
حتى لأَدنى طِماحٍ غيرُ مضمونِ
أتضمنين مقيلاً لي سواسيةً
بين الحشائشْ أو بين الرياحينِ
خِلْواً من الهمِّ إلا همَّ خافقةٍ
بين الجوانح أعنيها وتعْنيني
تهزّني فأجاريها فتدفعُني
كالريح تُعْجلُ في دفع الطواحينِ
يا دجلة الخير: يا أطياف ساحرةٍ
يا خمر خابيةٍ في ظلّ عُرجونِ(3)
يا سكْتَةَ الموتِ، يا أطيافَ ساحرةٍ
يا خنْجَر الغدر، يا أغصان زيتونِ
يا أمّ بغدادَ، من ظَرْفٍ ومن غَنجٍ
متى التبغْددُ حتى في الدهاقينِ(4)
يا أمّ تلك التي من (ألف ليلتها)
للآنَ يعبقُ عطرٌ في التلاحينِ
يا مُسْتجمَّ (النواسيّ) الذي لبستْ(5)
به الحضارة ثوباً وشْيَ (هارون)(6)
الغاسلِ الهمّ في ثغرٍ وفي حَببٍ
والمُلْبسِ العقْلَ أزياءَ المجانينِ
والسّاحبِ الزقّ يأباهُ ويُكرِههُ(7)
والمُنْفقِ اليوْمَ يُفْدَى بالثلاثينِ(8)
والرّاهنِ السّابريَّ الخزّ في قَدحٍ(9)
والمُلهمِ الفن من لهوٍ أفانينِ
والمُسمعِ الدّهرَ والدنيا وساكنَها
قرْعَ النواقيسِ في عيد الشّعانينِ(10)
يا دجلةَ الخير: ما يُغْليكِ من حَنقٍ
يُغلي فؤادي، وما يُشجيكِ يُشجيني
ما إن تزالُ سياطُ البغْى ناقعةً
في مائكِ الطُهرِ بين الحين والحينِ
ووالغاتٌ خيولُ البغْيِ مُصبحةً
على القُرى - آمناتٍ - والدهاقينِ
يا دجْلَة الخير: أدري بالذي طَفحتْ به
مجاريك من فوقٍ إلى دُونِ
أدري على أيّ قيثارٍ قد انفجرتْ
أنغامُكِ السمّرُ عن أناتِ محزونِ
أدري بأنك من ألفٍ مَضَتْ هَدراً
للآنَ تهزْينَ من حكمِ السلاطين
تَهزين أنْ لم تَزَلْ في الشرق شاردةً(11)
من النواويس أرواحُ الفراعينِ(12)
تهزين من خِصْب جنّاتٍ مُنثرةٍ
على الضفافِ ومن بُؤسِ الملايينِ
تهزيْنَ من عُتقاءٍ يوم ملحمةٍ(13)
أضفوْا دروع مطاعيمٍ مطاعينِ
الضارعين لأقدارٍ تحِلُّ بهمْ كما
تلوّى ببطن الحوت ذو النونِ
يروْن سود الرزايا في حقيقتها
ويفزعون إلى حدْسٍ وتخمينِ
والخائفين اجتداع الفقر مالهمو
والمُفضلينَ عليه جَدْعَ عِرْنينِ(14)
واللائذين بدعوى الصبر مَجْبنةً
مستعصمين بحبْلٍ منه موهونِ
والصبرُ ما انفكّ مرداةً لمحتربٍ(15)
ومستميتٍ، ومنجاةً لمسكينِ
يا دجلةَ الخير: والدنيا مفارقةٌ
وأيّ شرٍّ بخيرٍ غيرُ مقرونِ
وأيُّ خيْرٍ بلا شرٍّ يُلقّحهُ
طهْرُ الملائكِ من رجْسِ الشياطينِ
يا دجلةَ الخير: كم من كنْز موهبةٍ
لديْكِ في (القُمْقُمِ) المسحور مخزون
لعلّ يوماً عصُوفاً جارفاً عرساً
آت فترضيك عقبان وتُرضيني
يا دجلةَ الخير: إن الشعر هدهدةٌ
للسمع، ما بين ترخيمٍ وتنوين
عفْواً يردّد في رَفْهٍ وفي عَللٍ
لحن الحياة رخيّاً غَيْرَ ملحونِ
يا دجلة الخير: كان الشعر مُذْ رسمتْ
كفّ الطبيعةِ لوْحاً (سفرَ تكوينِ)
يا دجلة الخير: لم نصحبْ لمسْكنةٍ
لكنْ لنلْمِسَ أوجاعَ المساكينِ
هذى الخلائقُ أسفارٌ مُجسّدةٌ
المُلهمونَ عليها كالعناوينِ
إذا دجا الخطْبُ شعَت في ضمائرهم
أضواءُ حرْفٍ بليل البؤسِ مرهونِ
دَيْنٌ لزامٌ، ومحسودٌ بِنِعمتهِ
من راح منهم خليصاً غير مديونِ
يا دجلةَ الخير: هلا بعض عارفةٍ(16)
تُسدى إليَّ على بُعدٍ فَتجْزيني
يا دجلةَ الخير: منّيني بعاطفةٍ
وألهميني سُلواناً يُسلّيني
يا دجلةَ الخير: من كلّ الاُلى خبروا
بلوايَ لم أُلْفِ حتّى مَنْ يُواسيني
يا دجلةَ الخير: خلِّي الموج مُرتفعاً
طيفاً يمرُّ وإن بعْضَ الأحايينِ
وحمّليه بحيثُ الثلجُ يغمُرني
دفْءَ (الكوانينِ) أو عطر (التشارين)(17)
يا دجلةَ الخير: يا مَن ظلَّ طائفُها
عن كلّ ما جلت الأحلامُ يُلهيني
لو تعلمين بأطيافي ووحشتها
وددّتِ مثلي لو أنّ النوْمَ يجفوني
يا دجلةَ الخير: خلّيني وما قَسمت
لي المقاديرَ من لدْغِ الثعابينِ
(1) الأفانين والأفنان: الأغصان.
(2) الرّخص: الناعم.
(3) الخابية: وعاء من الفخار يُعتّق فيه الشراب. العرجون: عذْق النخل إذا يبس واعوجّ.
(4) التبغدد: تقليد أهل بغداد ومحاكاتهم في عاداتهم وتحضّرهم.
الدهاقين: جمع دهقان: رئيس المدينة أو القرية (فارسية معرّبة).
(5) النواسي: أبو نواس.
(6) هارون: هارون الرشيد.
(7) الزق: وعاء من الجلد يتخذ للماء والخمر.
(8) بالثلاثين أي بالثلاثين يوما مجموع أيام الشهر.
(9) في هذا البيت إشارة إلى قول أبي نواس من قصيدة له وقد رهن ثيابه الثمينة كلها ومن بينها خلع العباسيين عليه.
(10) عيد الشعانين: من أعياد النصارى.
(11) تهزيْن: تهزئين (بتسهيل الهمزة).
(12) النواويس: التوابيت.
(13) العتقاء: من يؤسرون ثم يطلق سراحهم.
(14) جدع عرنين: يقال جُدع عرنينه أي قُطع أنفه.
(15) مرداة: مهلكة.
(16) العارفة: الفضل والإحسان.
(17) الكوانين: جمع كانون وهو الموقد

سعد المغري
11-24-2007, 03:57 AM
شكرآ على الأضـافه.

زدتهـ جمالاً..

..

.

عُهود عبد الكريم
12-13-2007, 02:23 AM
وخطط له والده وآخرون أن يحفظ في كل يوم خطبة من نهج البلاغة وقصيدة من ديوان المتنبي ليبدأ الفتى بالحفظ طوال نهاره منتظراً ساعة الامتحان بفارغ الصبر ، وبعد أن ينجح في الامتحان يسمح له بالخروج فيحس انه خُلق من جديد ، وفي المساء يصاحب والده إلى مجالس الكبار .

وما عسانا أن نقول غير أن الأرض الطيبة تنبت نباتاً حسناً ؟
رغم أني - لجهلي - لا أعلم شيئاً عن والد الشاعر محمد ولكن بوسعي أن أقول [ هذا الشبل من ذاك الأسد ] ..
حياة حافلة بالتنوع من العنفوان والنشاط إلى القبول بالوضع والإعتراض عليه حزناً ورفضاً ..

ولكنه يبدو من خلال أفكاره متشائماً حزيناً من الحياة تغلف شعره مسحة من الكآبة والإحساس القاتم الحزين مع نفسية معقدة تنظر إلى كل أمر نظر الفيلسوف الناقد الذي لايرضيه شيء.

الفتى ابن لبيئته , والعراق جريح منذ زمنٍ مضى ..
منذ أن تكالبت عليه الفرس والروس والأنجليز والفرنساويين :)
أو دعني أعود للوراء منذ أن تكالبت عليه الحضارات قديمها وإسلاميها لتفرض سيطرتها أو سطوتها أو ملكيتها لـٍ أراضيه المخضبة بالمياة العذبة :)
رحمة الله عليك يا مُحمد ..
ورحمة الله تصل إلى الجواهري :)

:

نامي فما الدُّنيا سوى "جسرٍ!" على نَكَـدٍ مُقَـامِ

ألله ..
الدُنيا جسرٌ !
بالفعل جسر ولكنه غير مرصوف :)

:

لربما من حُسن حظي أن هذا هو المتصفح " الوحيد " لك هُنا ,,
فزيارتي هذه نتيجية لتلصص مشروع على ملفك ..
الوقت الذي قضيته بين جبنات مُحمد الجواهري ,,
كان وقتاً من ذهب :)
شُكراً ياسعد .. شكراً كثيراً كثيراً كـــــــثيراً :)
لكْ الياسمين ..http://www.te3p.com/vb/uploaded3/30893_01180147951.gif

غازي العلي
12-13-2007, 03:57 AM
قصيدة شاعر العرب الأكبر
محمد مهدي الجواهري
في جلالة الملك حسين بن طلال
الهاشمي رحمه الله واسكنه فسيح جناته...!!

يا سيّدي أَسْعِفْ فَمِي لِيَقُــولا

في عيدِ مولدِكَ الجميلِ جميلا

أَسْعِفْ فَمِي يُطْلِعْكَ حُـرّاً ناطِفَـاً

عَسَلاً، وليسَ مُدَاهِنَاً مَعْسُولا

يا أيّـها المَلِـكُ الأَجَلُّ مكانـةً

بين الملوكِ ، ويا أَعَزُّ قَبِيلا

يا ابنَ الهواشِمِ من قُرَيشٍ أَسْلَفُـوا

جِيلاً بِمَدْرَجَةِ الفَخَارِ ، فَجِيلا

نَسَلُوكَ فَحْلاً عَنْ فُحُـولٍ قَدَّمـوا

أَبَدَاً شَهِيدَ كَرَامَةٍ وقَتِيلا

للهِ دَرُّكَ من مَهِيـبٍ وَادِعٍ

نَسْرٍ يُطَارِحُهُ الحَمَامُ هَدِيلا

يُدْنِي البعيدَ إلى القريبِ سَمَاحَـةً

ويُؤلِّفُ الميئوسَ والمأمُولا

يا مُلْهَمَاً جَابَ الحيـاةَ مُسَائِـلاً

عَنْها ، وعَمَّا أَلْهَمَتْ مَسْؤُولا

يُهْدِيهِ ضَوْءُ العبقـريِّ كأنَّــهُ

يَسْتَلُّ منها سِرَّهَا المجهـولا

يَرْقَى الجبالَ مَصَاعِبَاً تَرْقَـى بـهِ

ويَعَافُ للمُتَحَدِّرينَ سُهولا

ويُقَلِّبُ الدُّنيا الغَـرُورَ فلا يَرَى

فيها الذي يُجْدِي الغُرُورَ فَتِيلا

يا مُبْرِئَ العِلَلَ الجِسَـامَ بطِبّـهِ

تَأْبَى المروءةُ أنْ تَكُونَ عَلِيلا

أنا في صَمِيمِ الضَّارِعيـنَ لربِّـهِمْ

ألاّ يُرِيكَ كَرِيهةً ، وجَفِيلا

والضَّارِعَاتُ مَعِي ، مَصَائِرُ أُمَّـةٍ

ألاّ يَعُودَ بها العَزِيزُ ذَلِيلا

فلقد أَنَرْتَ طريقَهَا وضَرَبْتَـهُ

مَثَلاً شَرُودَاً يُرْشِدُ الضلِّيلا

وأَشَعْتَ فيها الرأيَ لا مُتَهَيِّبَـاً

حَرَجَاً ، ولا مُتَرَجِّيَاً تَهْلِيلا

يا سَيِّدي ومِنَ الضَّمِيـرِ رِسَالَـةٌ

يَمْشِي إليكَ بها الضَّمِيرُ عَجُولا

حُجَـجٌ مَضَتْ ، وأُعِيدُهُ في هَاشِمٍ

قَوْلاً نَبِيلاً ، يَسْتَمِيحُ نَبِيلا

يا ابنَ الذينَ تَنَزَّلَتْ بِبُيُوتِـهِمْ

سُوَرُ الكِتَابِ ، ورُتّلَتْ تَرْتِيلا

الحَامِلِينَ مِنَ الأَمَانَةِ ثِقْلَـهَـا

لا مُصْعِرِينَ ولا أَصَاغِرَ مِيلا

والطَّامِسِينَ من الجهالَـةِ غَيْهَبَـاً

والمُطْلِعِينَ مِنَ النُّهَـى قِنْدِيلا

والجَاعِلينَ بُيوتَـهُمْ وقُبورَهُـمْ

للسَّائِلينَ عَنِ الكِـرَامِ دِلِيلا

شَدَّتْ عُرُوقَكَ من كَرَائِمِ هاشِـمٍ

بِيضٌ نَمَيْنَ خَديجـةً وبَتُولا

وحَنَتْ عَلَيْكَ من الجُدُودِ ذُؤابَـةٌ

رَعَتِ الحُسَيْنَ وجَعْفَراً وعَقِيلا

هذي قُبُورُ بَنِي أَبِيكَ ودُورُهُـمْ

يَمْلأنَ عُرْضَاً في الحِجَازِ وطُولا

مَا كَانَ حَـجُّ الشَّافِعِيـنَ إليهِمُ

في المَشْرِقَيْنِ طَفَالَـةً وفُضُولا

حُبُّ الأُلَى سَكَنُوا الدِّيَـارَ يَشُـفُّهُمْ

فَيُعَاوِدُونَ طُلُولَها تَقْبِيلا

يا ابنَ النَبِيّ ، وللمُلُـوكِ رِسَالَـةٌ،

مَنْ حَقَّهَا بالعَدْلِ كَانَ رَسُولا

قَسَمَاً بِمَنْ أَوْلاكَ أوْفَـى نِعْمَـةٍ

مِنْ شَعْبِكَ التَّمْجِيدَ والتأهِيلا

أَني شَفَيْتُ بِقُرْبِ مَجْدِكَ سَاعَـةً

من لَهْفَةِ القَلْبِ المَشُوقِ غَلِيلا

وأَبَيْتَ شَأْنَ ذَوِيـكَ إلاّ مِنَّـةً

لَيْسَتْ تُبَارِحُ رَبْعَكَ المَأْهُولا

فوَسَمْتَني شَرَفَاً وكَيْـدَ حَوَاسِـدٍ

بِهِمَا أَعَزَّ الفَاضِـلُ المَفْضُولا

ولسوفَ تَعْرِفُ بعـدَها يا سيّـدي

أَنِّي أُجَازِي بالجَمِيلِ جَمِيلا

سعد المغري
12-13-2007, 04:08 AM
..

عهود عبدالكريم..
.
كم أود أن أكتب مايليقُ بكِ.
ولكن تعجز الكلمات. عن الثناء..

نعم علمتُ. وأنا قلت سأكتب.
وبأذن الله الآن سأكتب..

لكِ كل الود.

سعد المغري
12-13-2007, 04:11 AM
شَدَّتْ عُرُوقَكَ من كَرَائِمِ هاشِـمٍ
بِيضٌ نَمَيْنَ خَديجـةً وبَتُولا
الله عليك ..

غازي العلي ما أروعك. انت ..
وما أسعدني. أنا ..
حضورك يشرفني..
أسأل الله الدوام.
لك الود.

عُهود عبد الكريم
01-03-2008, 03:19 PM
فاتحة: أان لا أنسى ما يعجبني !
لقد شرفني ابحث بــ إلتقاط صورة أخرى عن الجواهري .. وتذكرتك يا سعد :)
فأتيت هُنا من أجل الجميع ومن أجلك :)
----------------------------------------------
تسليط الضوء على كتاب المرأة في حياة وشعر الجواهري :)
http://kuwaitup.net/up/uploads/1758-4633-4017.jpg
الجواهري لا يجد في المرأة إلاّ تلك الشمس التي تشرق، وبدونها تموت الأشياء.هي عصب الحياة، هي روح الزمن، هي الضوء الخافت من بعيد للغارق بالحزن، والفنار لمن يطلب النجاة في البحر، هي( الحنين) للأرض. فهو الذي عاش محن الوطن وخبر مصاعب بلاده، ونادم الملوك والأمراء. يجاهد من أجل الأفضل ومستقبل واعي ولم يتوان في خطابه الشعري أيضاً للمرأة .. ففي قصيدة " حنين" التي نظمت عام 1949 يقول:
(( أحنّ إلى شبح يلمح بعيني أطيافه تمرح أرى الشمس تشرق من وجهه وما بين أثوابه تجنح )).
معلقاً روحه بطرف أمل، وكأنه يتخطى أقاليم الرغبة داخل لحظة لعلها تلد شيء يوقظ الهمس الثائر من حوله، إن هذا الامتداد في الرؤية يؤسس عالم الجواهري ويؤثث إرادته في عزم الأمور حيث يقول:
(( كأنه بهامته منبعاً من النور، أو جمرةتجدح)).
يمارس الهدم على كل أشكال الموانع ويجازف في التجاوز على مفاهيم العلاقات الداخلية، والشعر عنده ادخار وجذور يتعامل معها بسلام. علاقته منحوته بدقة لذا نجده قائلاً:
(( أحن إليه بليغ الصموت معاينة عن نفسها تفصح
تفايض منه كموج الخضم أو لحن ساجعة تصدح)).
لا يكلف مسالك الوحدة واللغة وروحه الشفافة تجاه هذه المخلوقة التي سلبته وأعطته كل ما يمكن أن يكسبه أو يخسره بأضيق المراحل وأعمق التوالد. المرأة عنده بلدهِ الوحيد وأخص خصائصه.
هي نشيد القلب والصاعد من الأنفاس.. قراره في كتابة الشعر لا يفقهه، ولكن علاقته بالمرأة واهتمامه سر يفهم معانيه كما يقول:
(( كأن الدهور بأطماحها إلى خلقه مثله تطمح
كأن الأمور بمقياسه تقاس فتؤخذ أو تطرح)).
يعيش فهما حقيقيا في تقويم العلاقات الإنسانية ووجودها عنده ليس عشوائيا لا يسأل نفسه من أي ضلع خلقت لذا يوليها اهتمامه أكثر من باقي الأشياء وبحذر شديد حتى لا يسيء إليها. أنه متعصب في طرح الإطار الذي يحيطها، في نظره المرأة جوهرة لا يمكن أن تترك من دون عناية.
وحدها تعرف كيف تصد ثورات غضبه إذ يقول:
(( يشد جناني بعزماته ودمعي ببسماته يمسحويبرد نفسيبأنفاسه إذا لفني عاصف يلفح ))
بوعي يُقَلِّبُ أوجاعه وبعطف يلجأ إلى تعابيره. يحبك المفردة ويدلل الكلمة ويدمج أنفاس الحروف في نسق مألوف ترفع خلخلة المعاني، ويدغدغ بنيته التعبيرية بدقة لا تفسد فكر القارئ أو تخدش المتلقي. يقدم الصورة الجميلة والجليلة نلمس ذلك في هذا المقطع:
(( فياليتني بعض أنفاسه لأمنح منهن ما يمنح
وياليتني" ذرة" عنده لأسبح في فلك يسبح )).
وفي المقطع الأخير من قصيدة " حنين" التي يبدأ به أول القصيدة:
(( أحن إلى شبح يلمح بعيني أطيافه تمرح )).
ينسجم الشعر وتدرك حدود البعد الإنساني الرائع في وصف الحالة الوجدانية، ويقف على ركائز ألم الحنين المرير الذي يشبه خرير الغدير في أُذن عطشان بصحراء لا يملك غير التحسس للماء ولو على أمل ضعيف يعيشه في تحقيق هذه الرغبة العنيفة، الجواهري يملك حس مرهف ووجدان عميق تجاه المرأة والشيء المعاش فكان الشعر هو الصوت الباقي من بعده، فهو لم يقلد أحد. رسم قصيدته بميزة خاصة خلد ككروان يصدح في عالم المرأة بما قدمه لها من قصائد جليلة كعروس بنقاء ثوبها الأبيض.
:
وهذه قصيدة قالها وهو يرثي شقيقة روحه (نبيهة) التي دفنت في منطقة السيدة زينب
نبيهةٌ : أنَّ الحَياةَ مّلعَبَهْ
ونحنُ فيها طَابَهٌ ومضرَبَهْ
رَهْنُ اللّيالي كَيفَ ما دَارَتْ بنا
كَعَقْرَبِ السَّاعَةِ رَهنُ الذَّبْذَبَهْ
حبيبتي نبيهةٌ كيف ذَوَتْ
معجلةً بَسْمَتكِ المُحَبَّبَهْ؟!
كيفَ أنطوَتْ تلكَ اللَّيالي طائفاً
ما كانَ أشهى زُوْرَهُ وأكْذَبَهْ؟!
حبيبتي ونحنُ والخَلقُ مَعَاً
أسرى طُيُوفٍ حلوةٍ وَمُرْعِبهْ
نَجتازُ ألفَ غَصّةٍ
تَعتَاقُنا . . . نَاسِينَ هذي العَقَبَهْ
ما أخبثَ العُمرَ بما يخدَعنُنا
حتى نَخالَ أنَّهُ ما أطيَبَهْ
يُمرِضُنا غَدرَاً ...وَرَيتَ نَنتَهي
نُسقى الدَّواءَ عَلقَمَاً لنَشربَهْ
كَمْ ميتَةٍ لَفَّتْ وَحيدَ أمِّه
لا أمَّهُ فَدَتْ به ولا أبَهْ
أتعبَ بالذِّكرى ، الشَّقييِّنَ بِها
وهوَ بما لاقاهُ أنهى تَعَبَهْ
حبيبتي نبيهةٌ سَنَلتقي
عَما قَلِيلٍ عندَ هذي المَتْربَهْ
ام فرات
تزوج أم فرات ، فتوفيت عام 1939 ، وكان الجواهري يصطاف في بيروت ويتغزل ببلدة بكفيا قبل أن يقرر الفرنسيون الذين هاجمهم إخراجه من ابنان ، فتوجه بعد سماع خبر وفاتها إلى العراق ، ووقف على قبرها :
(( في ذمة الله ما ألقى وما أجد أهذه صخرة أم هذه كبدُ
قد يقتل الحزن من أحبابه بَعِدوا عنه فكيف بمن أحبابه فقدوا
تجري عللا رسلها الدنيا ويتبعها رأي بتعليل مجراها ومعتقد
أعيا الفلاسفة الأحرار جهلهم ماذا يخبئ لهم في دفتيه غد))
ويقول ايضا
عزت دموعي لو لم تبعثي شجناً رجعت منه لحرِّ الدمع أتبرد
خلعت ثوب اصطبار كان يسترني وبان كذب ادعائي أنني جلد
بكيت حين بكا من ليس يعرفني ونحتُ حتى حكاني طائر غردُ
كما تفجر عينا ثرة حجر قاسي تفجر دمع قلبي الصلد
والإنسان حين يصبح مسير وليس مخير، وكفه تعلو وتهوى حسرات تغمس بالحزن العميق يؤثر به مشاهدة الموجة تلو الموجة بين شخوص لا يجد فيهم أيّ عزاء، ويخالط حواسه بعض الظلمة لحميمية الموقف وتتجلى أمامه عواصف الدهر، والجواهري أخذت التجربة عنده معناً آخر غير الإحباط المتذبذب، وتبنى البحث عن علاقة تحمل التساؤل وتشمل المعالجات لنقل التأثير بالذي حدث وتحويله إلى نغمات فوقية في قصيدة " أناجي قبرك" فيناجيها:
مدي إليّا يداً تمدد إليك يدُ لا بد في العيش أو الموت نتحد
كنا كعشيقين وأنّى واحداً قدراً وأمر ثانيهما من أمره صدد
ناجيت قبرك استوحي غياهبه عن حال ضيف عليه معجلاً يفد
ورددت فقرة في القلب قاحلة صدى الذي يبتغي ورداً فلا يجد
ولفني شبح ما كان أشبهه يُجَعِدُ شعركِ حول الوجه ينعقد
ألقيت رأسي في طياته فزعاً نظير صنعي إذ آسى وافتأد
أيام إن ضاق صدري استرح إلى صدرٍ هو الدهر ما وفى وما يعد
لا يوحش الله ربعًا تنزلين به أظن قبركِ روضاً نوره يعقد
استعار الجواهري ملاحظاته من ذكريات لفحتها نفسه المتفحصة دروب تسير لم تتجاهل احد، وتؤرقه لحظات مسبوقة لعمر قد لا يكون فيه غير العقل وهو المملكة التي تحوي الغرائز، لذا يريد أن يبعد عنه شبح الخوف ويترك العنان للذكريات تختم القصيدة بتأنٍ وهدوء إذ يقول:
لعلي قارئ في حر صفحتها أيُّ العواطف والأهواء تحتشد
وسامع لفظة منها تقرظني أم إنها – ومعاذا الله - تنتقد
ولا قط نظرة عجلى يكون بها لي في الحياة وما ألقى بها، سند
ام كفاح
وتزوج ثانية من أختها أم كفاح التي رافقته حتى السنوات الأربع الأخيرة ، وقد توفيت ودُفنت في دمشق ، فبكى على قبرها.
وكان قد كتب لها في السبعينات رسالة وفاء لكفاحها الكبير:
منّي إليكِ سَلامٌ لا يَقُومُ له *****حُسْنِ اليَرَاعِ ولا يَقْوَى بهِ الوَرَقُ
سرنا على الشَّوكِ يُدمينا ونألَفُهُ*****وَفي مَفَاوِزَ تَرمينَا وَنَلتَصقُ
و متى يفكر الجواهري بالموت ؟ في حالة الجنس عندما يكون مع امراة في اول قصيدة التقطته عام 1921م قصيدته جربيني في ديوانه الاول ( متعيني قبل الممات فما يدريك كذا ما بعده وما يدريني ) فيقول لها قبل ان اموت دعيني اتمتع عكس الشعراء الاخرين اذا ابتعد عنها ان يلتقيها في الحشر هكذا كان شعراء عذره انه اذا لم يلتقي مع حبيبته في هذه الحياة يكون في الحشر كما يقول شاعرنا القديم اما الجواهري فلا في الحشر لن نلتقي فهي ستذهب الى الجنة وهو الى النار فهذه ظاهرة التقطتها عند الجواهري لماذا ؟ لكثرة انحيازه الى المراة يستكثر عليها ان تتحمل المسؤولية فدائما يخرجها من المسؤولية ولا يحملها أي مسؤولية وهم كلاهما في مشهد واحد واذا كان هذا المشهد جنائي فالجناية على الاثنين واذا كان مخالفة شرعية فالمخالفة على الاثنين فانتما كلاكما يا جواهري وصاحبته في مضجع فالعقاب على الاثنين والجواهري لا يعاقب نفسه فيقول انا في جهنم ويصف حالته وهو في جهنم المعرى على يساره والشيخ الزهاوي مقعد على يمينه , والشيخ الزهاوي مقعد عن يميني فاحتج الزهاوي رحمه الله حيث كان حيا في ذلك الوقت فهو توفي سنة 1936 والقصيدة عام 1929 قال له لماذا يا جواهري ؟ انت وضعتني في النار وكذلك وضعتني مقعد دعني اسير في النار لماذا مقعد فقصته مع تنزيه المراة وعدم تحميلها المسؤولية تابعتها ورايتها في اخر قصائده التي كتبها في براغ جربيني ..!
جربيني من قبل ان تزدريني
وإذا ما ذممتني فاهجريني
لا تقيسي على ملامح وجهي
وتقاطيعه جميع شؤوني
أنا لي في الحياة طبع رقيق
يتنافى ولون وجهي الحزين
قبلك اغتر معشر قرأوني
من جبين مكلل بالغضون
وفريق من وجنتين شحوبين
وقد فاتت الجميع عيوني
اقرأيني منها ففيها مطاوي
النفس طراً وكل سر دفين
متعيني قبل الممات فما يدريك
ما بعده وما يدريني
ودعيني مستعرضاً في جحيمي
كل وجه مذمم ملعون
عن يساري أعمى المعرة والشيخ
الزهاوي مقعداً عن يميني
احمليني كالطفل بين ذراعيك
حناناً ومثله دلليني
وإذا ما سئلت عني فقولي
ليس بدعاً اغاثة المسكين
لست أماً لكن بامثال هذا
شاءت الامهات ان تبتليني
------------------------------------
ملامح الجواهري :)
http://www.nabanews.net/photo/Image/all/jAWAHRI%20(2).jpg
http://www.alazmina.info/issue295/images/art12_image2.jpg
http://www.alsharqiya.com/data/baramej/2007/08/010_files/image004.jpg


:):):):):)
شُكراً للمكان الذي نقلت منه هذه المقتطفات :)

عُهود عبد الكريم
01-03-2008, 03:23 PM
قصيدة : " آمنت بالحسين "
القاها في الحفل الذي اقيم في كربلاء المقدسة يوم 26 تشرين الثاني عام 1947ميلادي لذكرى شهادة الامام الحسين عليه السلام ..
"وقد امرالعلامة صادق القاموسي بكتابتها على ضريح الامام الحسين عليه السلام"

فِدَاءً لمثواكَ من مَضْــجَعِ ,, تَنَـوَّرَ بالأبلَـجِ الأروَعِ
بأعبقَ من نَفحاتِ الجِنـانِ ,, رُوْحَاً ومن مِسْكِها أَضْـوَعِ
وَرَعْيَاً ليومِكَ يومِ "الطُّفوف" ,, وسَقْيَاً لأرضِكَ مِن مَصْـرَعِ
وحُزْناً عليكَ بِحَبْسِ النفوس ،، على نَهْجِكَ النَّيِّـرِ المَهْيَـعِ
تعاليتَ من مُفْزِعٍ للحُتوفِ ,, وبُـورِكَ قبـرُكَ من مَفْـزَعِ
شَمَمْتُ ثَرَاكَ فَهَبَّ النَّسِيمُ ,, نَسِيـمُ الكَرَامَـةِ مِنْ بَلْقَـعِ
وعَفَّرْتُ خَدِّي بحيثُ استراحَ ،، خَـدٌّ تَفَرَّى ولم يَضْـرَعِ
وحيثُ سنابِكُ خيلِ الطُّغَاةِ ،، جالتْ عليـهِ ولم يَخْشَـعِ
وطُفْتُ بقبرِكَ طَوْفَ الخَيَالِ ,, بصومعـةِ المُلْهَـمِ المُبْـدِعِ
كأنَّ يَدَاً مِنْ وَرَاءِ الضَّرِيحِ ,, حمراءَ " مَبْتُـورَةَ الإصْبَـعِ"
تَمُدُّ إلى عَالَـمٍ بالخُنُـوعِ ,, وَالضَّيْـمِ ذي شَرَقٍ مُتْـرَعِ
وجَدْتُكَ في صورةٍ لـم أُرَعْ ,, بِأَعْظَـمَ منهـا ولا أرْوَعِ
وماذا! أأرْوَعُ مِنْ أنْ يَكُون ,, لَحْمُكَ وَقْفَاً على المِبْضَـعِ
وأنْ تَتَّقِي - دونَ ما تَرْتَئـِي- ,, ضميرَكَ بالأُسَّـلِ الشُّـرَّعِ
وأن تُطْعِمَ الموتَ خيرَ البنينَ ,, مِنَ "الأَكْهَلِيـنَ" إلى الرُّضَّـعِ
فيابنَ البتـولِ وحَسْبِي بِهَا ,, ضَمَاناً على كُلِّ ما أَدَّعِـي
ويابنَ التي لم يَضَعْ مِثْلُها ,, كمِثْلِكِ حَمْـلاً ولم تُرْضِـعِ
ويابنَ البَطِيـنِ بلا بِطْنَـةٍ ,, ويابنَ الفتى الحاسـرِ الأنْـزَعِ

القصيدة بصوت الحاج باسم الكربلائي (http://www.al-mousa.net/4/latmiyat/bassem/22.ram)

سعد المغري
01-06-2008, 01:56 PM
يستحق لقب متنبي العصر..

ممتع ممزوج بالأثارة.ز في نصوصة.

عهود عبدالكريم..
سيدي الكريمة..

الشكر الكثير لكِ ..
والشكر لـ.طيب وصفاء وطهر قلبكـ..
.
شكرآ على الأضافة وعلى الذكر .

حمد الرحيمي
02-06-2008, 11:32 AM
سعد ...


موضوع جميل جداً بتناوله لشخصية رائعة جداً ...




أشكرك على بلوغ الموضوع درجة عالية من درجات الكمال والجمال ...




مودتي ...