المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اِسْتِجْدَاَءُ اَلْحَنَاَنْ ..!


عُهود عبد الكريم
12-27-2007, 08:40 PM
[ إني أُفكر بصوت مسموع , والأفكار وحدها القابلة للشد والرد ]


إن الكهف رغبته التجوف , والمستنقعات رغبتها التعفن , كما أن الليل رغبته الظلام , وهكذا فالسلسلة لا مُنتهية من الرغبات المختلفة لكل المحيط بنا , نتصور أن ( الحفرة ) إن لم نشبع رغبتها في التعمّق وقذف الأتربة خارجاً , لن تستمتع بكمية الهواء الداخل برحمها , ولا يشبع ( الحفرة ) سوى موت تلبد الطبقات التُرابية ,,
الرغبة إذاً: كائنٌ حيّ إذ لم تُشبّع لن تكتمل الصورة , ولن تظهر التفاصيل الدقيقة الـ تميز أي منّا , والحديث الآن انتقل من جوامد الأشياء لـٍ آدمية الأحاسيس..
وصُلبُ الموضوع أن الحنان رغبة .. إنه – كما أرى – أمرٌ فطري يُأتي بمعية القلب والروح حينما وقت التكوين , لن أصنفه من حيث قربه وبعده عن الحب ولكن يسعني القول أن الحنان نوع من أنواع الحب ..
اتفقنا – مبدئياً – أن بداخل كلٍ منّا كمية – متفاوتة – من الحنان فلا أحد يُخلق خالياً منه , ولكن المعضلة هي ( عدم إخراج هذا الحنان , الاكتفاء به داخلياً , كبته بشكل مقصود أو غير مقصود , عدم معرفة المؤهلين لسكب هذا الحنان , الظن ولو غباءاً بأن الحنان نقص وخضوع , العجز عن الحنان )
اختصار المجموعة السابقة بين القوسين في قول أحدهم لي ذات صباح ( هي ما تعرف تحنّ !)
مشاهد أقرب للواقع:
ـ بعض الأمهات لا تنطق بالكلمات اللطيفة والعاطفية لأبنائها ولم تتعلم أن " لمس الطفل " بحنان يُشبع رغباته العاطفية , و لربما ينطبق هذا المشهد أو دعوني أقول ظهرت هذه المشكلة في الجيل السابق لأجيالنا ! والسبب كما أرى هو تشتت – إن صح التعبير- هذا الجيل بين العصر المنفتح على مصراعيه والسابق المنغلق على ذاتيته ! ففي القدم كانت الخشونة التعبيرية ضرباً من ضروب الدلال ! خصوصاً لدى الفئة الذكورية فمشهد متواضع مثل ( ضرب الطفل / الشاب على كتفه والإيماء بأنه شجاع ) فعل كهذا يسرُّ المضروب!
أجيالنا الآن متعطشة للمشاعر للحب الأسري المفقود للمسات الأبوية الحانية للكلمات التعبيرية الدافئة ... والقائمة لا تنتهي ! والسبب بظني أننا فهمنا ماهية هذه الأقوال والأفعال وتأثيرها على الإنسان ..
نعود للمشاهد الشبة واقعية ..
ـ بعض الآباء ينسلخ من واجباته الأسرية ويرميها على الأبناء أو على أحدهم وقد يقولها بشكل مغرور : أنا ليش خلفتك يعني ؟!
أنا لستُ ضد أن يساعد الأبناء الآباء ولكنني ضد التعسف الإجباري للتمويل الأسري من جانب الأبناء , القانون و الشرع يُلزم الأب القادر على وجه الخصوص بالنفقة على أبناءه فالأمر ليس فقط ليلة حمراء و9 أشهرٍ ثم طفل والسلام ! الأمر مسؤولية يُحاسب عليها قطبي الإنجاب ..
قد يقال: من حق الآباء أن يجلسوا على وقت الراحة ويستلم المهمة الأبناء , وأقول: لا ضير ولكن كلمات مثل ( الله يعطيك ألف عافية يا ولدي . أنت سندنا بالبيت , الحـمد لله إن ربي سخر لنا ولد صالح مثلك .. ألخ ) تمنح الأبناء حافزاً للعطاء بطيب نفس ورضا ..
والمشكلة إن إفتتحوا الأهل صرافة نسائية منزلية , فهي بضرورة الطمع لن تتزوج ولن تتمتع بمالها كما ينبغي , ولا تقولوا تُبالغين ..!
ـ الفئة العمرية من الـ 70 وطالع , مُشكلة تصب في سبب " قلة الحنان " , فمرحلة الكهولة هي – كما أرى – طفولة متأخرة مع وجود فارق في حجم الجسم والقدرة على الحديث , ويبقى هُناك فارق يخص المُحيطين وهو مدى تقبلهم لهذه المسؤولية العجائزية التعجيزية !
هؤلاء الأجداد كانوا بنسبة كبيرة – دون تحديد هذه النسبة – يعاملون من حولهم بصرامة وجفاف وقحط حنان وحب , ولأن الحنان رغبة وكائن حي – كما أسلفنا – فهي لا بُدّ أن تشبع وجمالها أن تشبع في الصغر كي ينمو الإنسان بشكل متوازن , أقول هؤلاء الأجداد المحرومين من الحنان سلفاً والذين لم يمنحوه لأبنائهم حينما يتقدم بهم العمر تأزهم المشاعر نحو استجداء الحنان !
حقيقة لا أبالغ , إن تأمل تصرفات بعض المسنين تُشعرك كم هم أطفال ! وكأنهم لم يكونوا يوماً قاسين جافين , يطلبون الاهتمام والحب والرعاية وكلمات الرضا و لربما يفاجئوننا بحفظ آيات الرحمة والخلق الكريم , و السلوك الإسلامي الإنساني مع الآخرين وخلافه ..
و المهم الآن :
_ إن فاقد الشيء لا يعطيه فـ الأبناء تربوا في بيوت لا تعرف الحب ولا الحنان , فكيف يُطلب منهم ؟
_ أنا مؤمنة بأن الدنيا ( سلف ودين ) والتعامل أخد وعطاء .. إن لم تعطوني الحنان صغيراً كيف تطلبونه مني كباراً ؟
_ متى سنتأمل تصرفاتنا ونعلم أن ما نقدمه اليوم سنجده غداً ؟
_ لماذا فئة المسنين في وطني فئة تُعتبر مظلومة , وتضع نفسها بنفسها على رف النسيان والاستهلاك ؟
_ هل تأملتم فكرة أن الكثير من حولنا و لربما نحن نستجدي الحنان ؟

ـ هذه كانت تُرافقني ..!
(http://ozq8.com/song-4255.ram)


ع الهامش :
-1- إستجداء الحنان مهارة لا يتقنها العطشى ..!
-2- تغيير التنسيق لأسباب إخراجية فقط ..!
-3- وأخيراً طلعت هذه الفكرة بعد تعذيب وحبس دام أسبوع ..!
-4- إقامة جدتي في منزلنا ليست السبب ..!



..

خالد صالح الحربي
12-27-2007, 10:10 PM
:
الأخت : عهود عبدالكريم ،
مقالُكِ وَ بعد قراءةٍ مُتأنيّة [ مقالٌ مَيّت ] !
ما كتبتيه جميلٌ وَ وَاقعيّ جداً .. ولكنّهُ يصلح للنشر في جريدة .. لِيُقْرأ .
لا أدري لماذا أشعُر بأنّ " المقال النتّي " .. يجب أن يكون ناقصاً ..
لكي يكتمل بمُداخلات الأعضاء وَ رُدُودهم ..وَ مناقشة صاحب المقال لَهُم .
بإختصار يمكن لي أن أكتُبْ مقالٌ رائع يا عهود .
ولكنّكِ لم تتركي لي شيئاً لأُضيفه .
_ احتراماتي وَ تقديري لكِ _

عُهود عبد الكريم
12-27-2007, 10:21 PM
أهلاً سيدي الكريم .. الـ خ.الد ..
ميّت وناقص كاملٌ ورائع .. ألخِ أخفتني يارجل !
أتعلم حصلت على تعليق لهذا المقال قالت فيه الآنسة :
من قال بأن فاقد الشيء لا يعطيه ؟ وبدأت تثرثر فوق رأسي ولكنها قالت : أحياناً نرى أن المحرومين من الحنان صغاراً يُشبعون أبنائهم كباراً فيكون نقص الحنان لهم درس جميل وفائدة للأجيال القادمة ..
فقلت لها بأنني حاولت وبشكل مُركز الغوص في الجيل الـ يسبقنا أي بمعى واضح جيل أباءنا وأمهاتنا وأجدادنا , بجد هم محرومين من الحنان ليس الجميع ولكن الأغلب على كل حال وسألتها : الأب الذي يحرم ابنه الحنان كيف سيتعامل معه الأبن حينما يستجديه حناناً وعطفاً ؟ هل سيكون حنوناً بصدق مع والديه ؟ بغض النظر عن الواجب الديني تجاههم ؟ تصرفات المحروم من الحنان هل تساوي تصرفات المشبّع منه ؟
ولمْ تجب وليتها تعود ..!
:
حقيقةً لا أعلم كيف أقرأ شفرات ردك :(
ولكني أعلم أنك تستحق الياسمين :)

..

خالد صالح الحربي
12-27-2007, 10:32 PM
أهلاً سيدي الكريم .. الـ خ.الد ..
ميّت وناقص كاملٌ ورائع .. ألخِ أخفتني يارجل !
أتعلم حصلت على تعليق لهذا المقال قالت فيه الآنسة :
من قال بأن فاقد الشيء لا يعطيه ؟ وبدأت تثرثر فوق رأسي ولكنها قالت : أحياناً نرى أن المحرومين من الحنان صغاراً يُشبعون أبنائهم كباراً فيكون نقص الحنان لهم درس جميل وفائدة للأجيال القادمة ..
فقلت لها بأنني حاولت وبشكل مُركز الغوص في الجيل الـ يسبقنا أي بمعى واضح جيل أباءنا وأمهاتنا وأجدادنا , بجد هم محرومين من الحنان ليس الجميع ولكن الأغلب على كل حال وسألتها : الأب الذي يحرم ابنه الحنان كيف سيتعامل معه الأبن حينما يستجديه حناناً وعطفاً ؟ هل سيكون حنوناً بصدق مع والديه ؟ بغض النظر عن الواجب الديني تجاههم ؟ تصرفات المحروم من الحنان هل تساوي تصرفات المشبّع منه ؟
ولمْ تجب وليتها تعود ..!
:
حقيقةً لا أعلم كيف أقرأ شفرات ردك :(
ولكني أعلم أنك تستحق الياسمين :)

..

:
أهلاً بكِ أختي : عهود .
سعيدٌ والله بما كتبتي .. وَ بمداخلة صديقتكِ أيضاً .
كلامُهَا أيضاً يحتمل الصَّوَاب ، ولكن هل مقولة : [ فاقد الشيء لا يُعطيه ] ،
تنطبق على فقدان الحنان أم لا ؟! هذا ما أُريد الإجابة عليه فقط ..
بخصوص مُداخلتي السابقة هي وجهة نظر .. لا أكثر ..
رُبّما تكون منصفة وَ قد لا تكون كذلك .. لِذا أنسيها .. :)
_ وَ تقبّلي جنائن الوَرْد كُلّه _

خنساء بنت المثنى
12-28-2007, 12:11 AM
الحرمان يولد الحرمان

وربما هناك شواذ عن هذه القاعده يحولون حرمانهم الى عطاء


سطرتي فأجدتي أخيتي

مودتي واحترامي

لحظة
12-28-2007, 12:59 AM
جميل أن أقرأ هكذا موضوع يا عهود .....



قرأته مرتان ....



سأستمر ثم ساعود للتعليق ...



فقط هناك بعض نقاط أريد مناقشتها !!


وعرضها ...




دمعة في زايد

آفاق
12-28-2007, 03:41 AM
.

.



وأنا معك يا عهود في مقت استجداء المشاعر ..
وأرجح رأي صديقتك فالعلاقة بين الحرمان وعطائه علاقة متفاوته ونسبية وقد تكون أقرب للصدف ..

فكم من يتيم تربى في ملجئ أو ما شابه ظمأ حنان الأسرة وعطفها كان رب أسرة مثالي ..

وكم من وحيد تربى بين أبوين ونال من الرضى ما يكفى كان والداُ قاسياً ..

يبقى توفيق الله وتوجه الشخص وشخصيته عوامل فاعلة




احترامي وتقديري لفكرك وقلمك

عُهود عبد الكريم
12-28-2007, 05:18 PM
:
أهلاً بكِ أختي : عهود .
سعيدٌ والله بما كتبتي .. وَ بمداخلة صديقتكِ أيضاً .
كلامُهَا أيضاً يحتمل الصَّوَاب ، ولكن هل مقولة : [ فاقد الشيء لا يُعطيه ] ،
تنطبق على فقدان الحنان أم لا ؟! هذا ما أُريد الإجابة عليه فقط ..
بخصوص مُداخلتي السابقة هي وجهة نظر .. لا أكثر ..
رُبّما تكون منصفة وَ قد لا تكون كذلك .. لِذا أنسيها .. :)
_ وَ تقبّلي جنائن الوَرْد كُلّه _



أهلاً بعودتك ..
لأني صنفت الحنان رغبة يولد المرء مُزود بها فهي تحتاح الإشباع كي تكتمل صورتها , ورغم تواجدها الحقيقي بداخل الإنسان إلا أن ظهورها يختلف حسبما التعامل معه صغيراً :)
إجابة الإستفهام : من أفقدني الإشباع بالحنان فلن يحصل عليه مني بشبع !
سيدي الـ خ.الد ..
شُكراً كثيراً لـٍ تعقيبك :)


..

عُهود عبد الكريم
12-28-2007, 05:28 PM
الحرمان يولد الحرمان
وربما هناك شواذ عن هذه القاعده يحولون حرمانهم الى عطاء
سطرتي فأجدتي أخيتي
مودتي واحترامي



ومنهم من قال:
الحرمان يولد الحنان :)
كـ تغيير عن مسار التبعية لتراكم الماضي وتغييراً إيجابياً للحياة ..
السؤال ..
كلنا يشكي ويشتكي من قلة الحنان .. يعني تتخيلي يا خنساء بكرة ما نحن ع أطفالنا وأزواجنا ؟
مدري بس أحس هيك براكين حنان راح تتفجر !
يمكن ع الصعيد الذاتي بس بجد فكرة ( الحرمان يولد الحنان ) أقرب لخاطري من ( الحرمان يولد الحرمان )
الـ خنساء ..
فديت قلبك :)


..

عُهود عبد الكريم
12-28-2007, 05:53 PM
جميل أن أقرأ هكذا موضوع يا عهود ....
قرأته مرتان ....
سأستمر ثم ساعود للتعليق ...
فقط هناك بعض نقاط أريد مناقشتها !!
وعرضها ...
دمعة في زايد



الجميل هو مرورك سيدتي الجميلة ..
لـٍ تهنأ الحروف بقرائتك ..
ولحين عودتك وسكب النقاط الـ تُريدين مُناقشتها سـ أفرش الياسمين ..
:) :) :) :) :)

..

عُهود عبد الكريم
12-28-2007, 06:06 PM
.
وأنا معك يا عهود في مقت استجداء المشاعر ..
وأرجح رأي صديقتك فالعلاقة بين الحرمان وعطائه علاقة متفاوته ونسبية وقد تكون أقرب للصدف ..
فكم من يتيم تربى في ملجئ أو ما شابه ظمأ حنان الأسرة وعطفها كان رب أسرة مثالي ..
وكم من وحيد تربى بين أبوين ونال من الرضى ما يكفى كان والداُ قاسياً ..
يبقى توفيق الله وتوجه الشخص وشخصيته عوامل فاعلة
احترامي وتقديري لفكرك وقلمك



آفاق ..
قبل البدء إسمك حلو :)
طيب لو بدلت كلمة إستجداء لـٍ إشباع الحنان؟
بيكون فيه فرق ؟
كلنا بشكل أو بأخر نسعى لتلبية رغبة الحنان بداخلنا :)
اللي يتربى بملجأ مثلا أو اليتيم على سبيل المثال هو إنسان محروم تماماً من نبع الحنان فبداخلة إنو لو كانت أمي معايا بتكون أحن فيستمد حنانها من فرته هذه
بينما اللي يتربى بين أمه وأبوه مثلا وأمه ما تحن عليه فبداخلة بتتكون فكرة إنو أمي نبع الحنان ما حنّت وتبدأ المشكلات العاطفية ..
طبعاً هذا إجتهاد منّي قابل للطعن ~_*
ياسميني لكٍ يا آفاق :)


..

صالح الحريري
12-28-2007, 08:15 PM
القديرة بحق ...
عهود عبد الكريمـ...

القراءة لك تحتاج إلى هدوء وكوب شاي أخضر ...
فبكل موضوع أجدك تشرقي بفكر وأدب يصور الواقع الاجتماعي بكل وضوح ...
وبالحديث عن الحنان فهو الحديث عن الدفء وملء تلك الثقوب الموشوم بها قلب الفقد ...!
بل أنه التدفق من نهرٍ صافي لا يعكره إلا وحل الإهمال من الآخرين بنا ...

بالرغم أن البعض يعتقد أن العطف والحنان محصور في عالم الصغار
إلا أن الكبار أيضاً بحاجة إلى المزيد من الحنان والإحاطة بالرعاية لسلامة من ويل الحرمان ....!


ما أكثر التجارب في حياتنا ...
وما أشدّ حاجتنا إلى فهم الطرف الآخر واستيعابه ....!

شكراً ولا تكفي ...





تحياتي

أسمى
12-29-2007, 02:48 PM
.
أجلـــ... في مجتمعنا بالذات الحنان مفقود.
الخجل يمنع منهـ وإحساس الشخص بأنه أكبر من أن يحتاجهـ..
وكذلك مُقابليه كأم أو أب.!
بينما قليلٌ منهـ يصنع معجزات ويكفّ مشكلات كثيرة.خصوصا ممن هم من فئة المراهقين.

.


-4- إقامة جدتي في منزلنا ليست السبب ..!
[/LEFT]

..


كذلك كبار السن.. يُريدون أن يشعروا بأهميتهم وأن دورهم في الحياة لم ينتهي بعد.
جدي يقيم عندنا هذهـ الأيام..يُضحكنــا كثيرا في تعليقه على كل تغيير لايعجبهـ..
أحيانا أسلوبه يؤلم كثيرا وهو الرجل عظيم الهيبة.. يُشعر من حوله بأنه يحتاجهم كثيرا
أحيانـــــــا أشعر أنهـ يشعر بالغربة بيننا..عينيهـ توحي بالكثير..خصوصا حين يسبح في صمته بعد المغرب ولايتحرك منه إلا أصابعهـ تهليلا وتسبيحا.
لا يفصحون عن حاجتهم للأحتواء ولكنه يُقرأ من أعينهم.

.
أصبتـي كثيراً ياعهود.
ولاأرى في حديثي زيادة فائدة ولكنها أحاسيس أنطقها حديثكـ..

لحظة
12-30-2007, 07:21 PM
عيبنا أننا نستحي من عرض العواطف .... رغم أنها مفيدة صحيّا ً تخرج رجالا ً لا يتركون


مسؤولياتهم نحو أبناءهم بسبب لهو دنيوي وتخلق رجالا ً لا يتركون آباءهم في دار


العجزة .... سبحان الله وكأننا نقول ..... كما تدين تدان ....



ولكن أعتقد أن هناك إتزان في المسألة ....



ليس الدَّيْن مفتوح ومشرّع أبدا ً .... وإنّما هي بلاءات ونصيب على قدر بعض


الأعمل والإرادة الإلهية...




هؤلاء الأجداد كانوا بنسبة كبيرة – دون تحديد هذه النسبة – يعاملون من حولهم بصرامة وجفاف وقحط حنان وحب , ولأن الحنان رغبة وكائن حي – كما أسلفنا – فهي لا بُدّ أن تشبع وجمالها أن تشبع في الصغر كي ينمو الإنسان بشكل متوازن , أقول هؤلاء الأجداد المحرومين من الحنان سلفاً والذين لم يمنحوه لأبنائهم حينما يتقدم بهم العمر تأزهم المشاعر نحو استجداء الحنان !





أعتقد يا أختي عهود أن لكل فئة إيجابياتها قبل سلبياتها ....


وأجدادنا كما عاشوا حياة خشنة صعبة مُتْعبة أنتجت خشونة في عواطفهم ومشاعرهم


فتجمع عليهم ماتلقوه من خشونة تربية وخشونة معيشة .... !!


وكما قلت ِ فاقد الشئ لا يعطيه .....



ولكن ولأنهم كتلة من المشاعر تظهر عند الكِبَر حين استقرار ... وتغيّر في مطالب


الحياة والتوجهات والرغبات وبنفس الوقت الضعف الجسدي ...


تتحول الخشونة إلى عطف وحنان مرغوب فيه ...





عهود عبدالكريم ...



ربما تغير نوعية المعيشة وتوجهنا نحو الرفاهية .... ولا أعني بها الإكتفاء المادي ....


بل هي كفايات من نوع آخر أسميها رفاهية .... نقلتنا هذه النقلة الدلالية ....


والتي تميل إلى التفكير بالعاطفة واللين دائما ً والحساسية نحو كل ما يمس العاطفة


ولو من بعيد .....!!! ربما أكون مخطئة ولكنني أرى أن رجال ونساء الأمس أفضل


بكثير من رجال ونساء اليوم ...!



وهذا ليس صدفة ولا بلا أسباب ....!



يا عهود ..... نحن نسير على خط مستقيم ولكن يهوي ببطئ شديد نحو الإلتهاء .....


أشعر أننا في درجات حرارة منخفضة .... تنتهي بنا للبيات الشتوي ..!!!



لن اكمل لأنني وصلت إلى نقطة المقارنة ..... ودائما ً المقارنة بين الأجيال ميّتة ....





أشكر قلبك يا عهود .... دائما ً توجهيننا للتفكير ...... بكثافة ..... ومنطقية .....


لا تتجاوز قدراتنا أو حتى تخميناتنا إلا بفكرة أجمل من أفكارنا ....




كوني بخير .....




دمعة في زايد