المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شاعر الطفولة والوطن .. سليمان العيسى


د. منال عبدالرحمن
01-21-2008, 01:32 PM
أذكر أنّه كان اليومُ الاول في المدرسة حين بدأنا في الساعة الأولى نردد :

ماما ماما يا أنغاما

تملأ قلبي بندى الحبِّ

أنتِ نشيدي عيدك عيدي

بسمة أمّي سر وجودي

أنا عصفورٌ ملئ الدّار

قُبلة ماما ضوء نهاري

أهوى ماما أفدي ماما


ثم كنتُ أنتقل مع صديقاتي الصغيرات من صفٍّ إلى صفّ وأناشيده لا تفارقنا

عمّي منصورٌ نجَّار

يضحكُ في يدهِ المِنشار

قلتُ لعمِّي عندي لُعبة

اصْنع لي بيتاً للّعبة

هزّ الرأس وقال

أنا أهوى الأطفال

بعدُ قليلٍ رحتُ إليه

شيءٌ حلوٌ بين يديهِ

أحلى من بيتِ العصفور

عمّي منصورٌ نجّار

يُبدعُ في يدهِ المِنشار

ثمّ كنا نركض في باحة المدرسة ونحن نُنشد

قفز الأرنب

خاف الأرنب

كنت قريباً منهُ ألعب

وكبرتُ وكبر في داخلي احترامي لهذا الأديب , قرأتُ له كثيراً وكلّ مرة كنتُ أشعر أنّه جزءٌ لا يتجزّأ من أرض هذا الوطن , عندما تقرأ له وهو يكتب للأطفال تشعر أنّ روحك تغنّي وترقص مع ضحكات الطفولة في داخلك وعندما يكتبُ للوطن فهو يلامسُ ذاك الشّعور الخفيّ بداخلك ليوقظه أو يؤجّجه .. ومن فترةٍ شاهدت له حوارا في الفضائية السورية مع الأطفال حيث كان يجيب على تساؤلاتهم البريئة ويتحدث معهم وكأن روحه طفلة لا تعترف بالعمر الذي مضى ..
أدهشني كيف حكى للأطفال أن الكثير من أناشيده تعتمد على قصص واقعية ..

إنه سليمان العيسى وكلمحة بسيطة عن حياته :

فقد وُلد سنة 1921في قرية النعيرية، قرب أنطاكية بلواء اسكندرون الذي كان في سوريا،
تلقى تعليمه في القرية وأنطاكية وحماة ودمشق، وتخرج في دار المعلمين العليا ببغداد، عمل مدرساً في حلب وموجهاً أول للغة العربية في وزارة التربية وهو عضو جمعية الشعر.

أجاب مرّةً حين سُئل "لماذا تكتب للصغار؟" قائلا: "لأنهم فرح الحياة ومجدها الحقيقي، لأنهم المستقبل، لأنهم الشباب الذي سيملأ الساحة غداً أو بعد غد، لأنهم امتدادي وامتدادك في هذه الأرض، لأنهم النبات الذي تبحث عنه أرضنا العربية لتعود إليها دورتها الدموية التي تعطلت ألف عام، وعروبتها التي جفت ألف عام.. إنني أكتب للصغار لأسليهم، ربّما كانت أية لعبة أو كرة أجْدى وأنفع في هذا المجال، إنني أنقل إليهم تجربتي القومية… تجربتي الإنسانية.. تجربتي النفسية… أنقل إليهم همومي وأحلامي".


http://www.diwanalarab.com/IMG/_-206.jpg

مؤلفاته:
1-مع الفجر -شعر- حلب 1952.

2-شاعر بين الجدران -شعر- بيروت 1954.

3-أعاصير في السلاسل -شعر- حلب 1954.

4-ثائر من غفار -شعر- بيروت 1955.

5-رمال عطشى -شعر- بيروت 1957.

6-قصائد عربية -شعر- بيروت 1959.

7-الدم والنجوم الخضر -شعر- بيروت 1960.

8-أمواج بلا شاطئ -شعر- بيروت 1961.

9-رسائل مؤرقة -شعر- بيروت 1962.

10-أزهار الضياع -شعر- بيروت 1963.

11-كلمات مقاتلة -شعر- بيروت 1986.

12-أغنيات صغيرة - شعر- بيروت 1967.

13-أغنية في جزيرة السندباد -شعر- بغداد وزارة الإعلام 1971.

14-أغان بريشة البرق -شعر- دمشق وزارة الثقافة- 1971.

15-ابن الأيهم -الإزار الجريح -مسرحية شعرية- دمشق 1977.

16-الفارس الضائع (أبو محجن الثقفي) - مسرحية شعرية- بيروت 1969.

17-إنسان -مسرحية شعرية- دمشق 1969.

18-ميسون وقصائد أخرى -مسرحية وقصائد- دمشق 1973.

19-ديوان الأطفال -شعر للأطفال- دمشق 1969.

20-المستقبل -مسرحية شعرية للأطفال- دمشق 1969.

21-النهر -مسرحية شعرية للأطفال- دمشق 1969.

22-مسرحيات غنائية للأطفال -دمشق 1969.

23-أناشيد للصغار -دمشق 1970.

24-الصيف والطلائع -شعر للأطفال- وزارة الثقافة- دمشق 1970.

25-القطار الأخضر -مسلسل شعري للأطفال - بغداد 1976.

26-غنوا أيها الصغار شعر للأطفال- اتحاد الكتاب العرب - دمشق 1977.

27-المتنبي والأطفال - مسلسل شعري للأطفال- دمشق 1978.

28-الديوان الضاحك -شعر للتسلية- بيروت 1979.

29-غنوا يا أطفال (مجموعة كاملة من عشرة أجزاء تضم كل الأناشيد التي كتبها الشاعر للأطفال)- بيروت 1979.

30-الكتابة أرق -شعر- دمشق 1982.

31-دفتر النثر - دراسة- دمشق 1981.

32-الفراشة -دمشق 1984.

33-باقة النثر -دمشق 1984.

34-إني أواصل الأرق -دمشق 1984.

د. منال عبدالرحمن
01-21-2008, 01:33 PM
في أحد الحوارات معه والذي قراته على شبكة سوريا نوبلز يتحدّث عن ديوانه الأول الذ كتبه وهو في العاشرة من عمره فيقول :

"لاأزال أذكر بيتين من إحدى القصائد ..أشير فيها لفلاحي قريتي البسطاء:‏

-ألا أيها الفقراء موتوا لكم في جنة الفردوس قوت‏

-لقد بنيت لكم ثم البيوت وكوثركم بها يجري شهيا‏

في هذا الديوان شيء من الروح الساخرة..ولكن السخرية المؤلمة الموجعة من واقع مضني يعاني فيه فقراء قريتي ..وإلى جانب هذا كنت أكتب قصائدي الخاصة ..التي تحمل رنيناً أملاً مستبشراً ..عن الطبيعة ..القمر والنجوم ..الأحلام..والأماني..‏

هذا الديوان أذكر أني كتبته بخط جميل وأهديته إلى أحد رفاق الطفولة وبقي معه.ولاأدري ما حل بديواني بعدأن توفي صديق الطفولة وأتمنى حتى هذه اللحظة أن يعود لي دفتري الأزرق ..وفي دفتيه قصائد عساها تبصر النور ذات يوم وتعود..‏

الديوان الثاني..وهو الأول الذي طبعته عام 1952 هذا الديوان كنت أجمع فيه القصائد التي كتبتها وأنا طالب في بغداد ..فترة الدراسة الجامعية ..وقصائد أخرى كتبتها عندما عينت مدرساً في حلب..‏

ويجمع الديوان قصائد الشباب فيه كثير من العنفوان وروح الشباب الوقادة وأسميته يومها مع الفجر وهو موجود في المجموعة الكاملة ..وينتهي الديوان ..بنشيد لابني معن ..ولطبع هذا الديوان قصة طريفة أحكيها لكم:كنت موظفاً بسيطاً ولم يكن لدي أي وفر مادي لأتم طباعة الديوان فذهبت لصديق تاجر يحب الأدب ويحبني فاستدنت منه مبلغ300 ل.س‏ وطبعت الديوان في حلب ووزعته على كل أصدقائي في سورية والعراق وبعد ذلك كنت أطبع كل سنة ديوانا..حتى بلغ عدد دواويني اثنين وعشرين ديوانا "

د. منال عبدالرحمن
01-21-2008, 01:34 PM
اليمن في شعر سليمان العيسى
وأهتم الشاعر العربي الكبير سليمان العيسى باليمن، وخصها بكثير من أشعاره التي صدرت في كتاب «اليمن في شعري» الذي يضم نصوصاً شعرية مختارة ومميزة اختارتها زوجة الشاعر الدكتورة ملكة ابيض وقامت بنقلها إلى الفرنسية وطبعت في هذا الإصدار باللغتين العربية والفرنسية. وقد احتوى الكتاب على قسمين: يضم الأول قصائد مختارة في 65 صفحة من القطع المتوسط، ويحتوي القسم الثاني على الترجمة الفرنسية لتلك القصائد في 70 صفحة. إما كتاب «يمانيات» فهو ديوان شعري يضم أحدث ما كتبه الشاعر العربي الكبير سليمان العيسى عن اليمن ويقع في أكثر من 180 صفحة من القطع المتوسط تتوزع عل 43 قصيدة كرسها سليمان العيسى لليمن أرضا وإنسانا وتأريخا.

د. منال عبدالرحمن
01-21-2008, 01:43 PM
في قصيدتِه بعنوان "ذكرى اللواء " كميّة هائلة من الشِّعر والوطن .. كتبَها سليمان العيسى وهو ينزف تراب لواء اسكندرون المقتطع من سوريا :


أأهزّ جرحك يا ترابَ المهدِ ، يا بلدي السليبَا !
أعرفت شاعركَ الصغير ، تصوغه أبداً لهيبا !
لولاكَ لم تعرفْ شفاه الشعر قافيةً خضيبا
لم تحترق منها العيون ، لتنهل الفجرَ القريبا
فَجَّرْتَ نبعَ الوحدة الكبرى ، أترمُقُها غريبا ؟
وضّاءَةَ الخُطوات تَزْ حَم في انطلاقتِها الغيوبا
وتطلّ كالعملاقِ تحـ شُد حيث أومأت القلوبا
سنعود ، نعقد في مرو جِك عرسها خمراً وطيبا
...

أأهزّ جرحَكَ ، والعروبة في دمي جرحٌ يصيح !
أطفالك المتمردون عقيدةٌ ، ومدىً فسيح
ميداننا هذي الصحارى والمَعَاقِل ، والسفوح
ميداننا الوطن الكبير ، معاركٌ حمْرٌ ، وسوح
ميلاد تاريخٍ على هَدَرات ثورتنا يلوح
غيري المشرّد فوق هذي الأرضِ أرضي ، والجريح
غيري الذي سيموت ، حَطّمَ شفرةَ الموت الذبيح
أنا للحياة .. وفاغِرٌ فمه لجلادي الضريح
لن يَهْزِلَ التاريخ بعد اليوم ، لن تَدْمَى خطانا
في الشوكِ ، لن نَظْمَا لترتوي الجريمة من دمانا
لن يطردوا طفلي ، سنَهْرج فوق قبرهم كلانا
كانت شموسٌ للطغاةِ ، ولن تَذِرّ على حمانا
حسبي ، وحسبُكَ أننا في القيدِ مزّقنا صبانا
حسبي ، وحسبُكَ أننا كنا اليتامى في ثرانا
عدنا ، لتحترقَ العنا كب والظلام على سنانا
عدنا .. لنشرقَ أمةً ألقى الخلود لها العنانا
...

د. منال عبدالرحمن
01-21-2008, 01:45 PM
المصادر :

ذاكرة طفولتي

موقع أدب .

ويكيبديا .

موقع سوريا نوبلز

مجلة ديوان العرب

موقع شبكة شعر العرب ..

سعد المغري
01-25-2008, 06:38 AM
..
شاعر رائع للغاية..

وفي حوار.. يقول: الكتابة للأطفال أصعب بكثير الكتابة للكبار..
وكأنه الأصدق
سيمجدة التاريخ..

شكراً لكِ منال..

فقد زدتِ الجمال جمال..

د. منال عبدالرحمن
01-27-2008, 12:27 PM
في قصيدةٍ للشاعر بعنوان نشيد الحوريات وهي بقايا رحلة نهرية في شط العرب كتبَ سليمان العيسى على لسان الحوريات:

من أجنحةِ الغيم الأزرقْ

من أحداقِ الزهرِ

من ألفِ شراعٍ يتألقْ

من أحضان النهرِ

نتحدّرُ نحنُ نجيءْ

نغماً في الشطّ يُضيء

من أجنحةِ الغيمِ الأزرقْ

..

شعر سليمان العيسى كان غالباً عليه الطابع الوطني وطابع الطّهر الطفولي إلا أنه كتب أيضاً في الغزل و الحبّ ,

ولكن للاعلام دوره الكبير كما جرت العادة في انتشار شاعر عربيّ في الوطن العربي باكمله من عدمه .

_______________




الأستاذ سعد المغري

أسعدني حضورك .. فشكراً لك .