مشاهدة النسخة كاملة : من الفصحى ( نصوص خالده )
نواف التركي
02-08-2008, 01:34 AM
.
.
.
من الفصحى فقط
نصوص خالده في ذاكرتكم أتمنى أن يكون النص كامل وليس مجرد أبيات من القصيده سـ أضع هنا ما خلد في ذاكرتي من نصوص لكم أن تضعوها وإن كنتم تملكون سيره عن شاعرها فـ ستكون إضافه ذات قيمه .
قمر بغداد
لـ علي بن زريق البغدادي
قال العلامة السبكي : ( وقصيدة علي ابن زريق الكاتب البغدادي غراء بديعة).
ثم قال صفحة 311 ( وذكر ابن السمعاني لهذه القصيدة قصة عجيبة، فروى بسنده، أن رجلا من أهل بعداد قصد أبا عبد الرحمن الأندلسي، وتقرب إليه بنسبه، فأراد أبو عبد الرحمن أن يبلوه ويختبره، فأعطاه شيئا نزرا، فقال البغدادي: إنا لله وإنا إليه راجعون، سلكت البراري والقفار، والمهامه والبحار إلى هذا الرجل فأعطاني هذا العطاء النزر، فانكسرت إليه نفسه، فاعتلّ ومات، وشغل عنه الأندلسي أياما، ثم سأل عنه، فخرجوا يطلبونه، فانتهوا إلى الخان الذي هو فيهن وسالوا الخانية عنه فقالت: إنه كان في هذا البيت، ومذ أمس لم أبصره، فصعدوا فدفعوا الباب، فإذا هو ميت وعند رأسه رقعة، فيها مكتوب:
لا تعذليه فإن العذل يولعه قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه
وذكر أبياتا من القصيدة غير تامة.
قال: فلما وقف أبوعبد الرحمن على هذه الأبيات بكى حتى خضب لحيته، وقال: وددت أن هذا الرجل حي، وأشاطره نصف ملكي.
وكان في رقعة الرجل: منزلي ببغداد في الموضع الفلاني، المعروف بكذا، والقوم يعرفون بكذا، فحمل إليهم خمسة الآف دينار، وعرفهم موت الرجل).
قمر بغداد
لا تعذلـيـه فــإن الـعـذل يولـعـه=قـد قلـت حقـاً ولكـن ليـس يسمعـه
جاوزت فـي لومـه حـداً أضـر بـه=مـن حيـث قـدرت أن اللـوم ينفـعـه
فاستعملـي الرفـق فـي تأنيبـه بــدلاً=من عذله فهو مضنـى القلـب موجعـه
قـد كـان مضطلعـاً بالخطـب يحملـه=فضيقـت بخطـوب الـدهـر أضلـعـه
يكفيـه مـن لوعـة التشتيـت أن لــه=مـن النـوى كـل يـوم مـا يـروّعـه
مـا آب مــن سـفـر إلا وأزعـجـه=رأي إلـى سـفـر بالـعـزم يُزمـعـه
كأنمـا هـو فــي حــل ومرتـحـل=مـوكــل بـفـضـاء الله يـذرعــه
إنِ الزمـان أراه فـي الرحيـل غـنـى=ولو إلى السـد أضحـى وهـو يزمعـه
ومـا مجـاهـدة الإنـسـان توصـلـه=رزقـاً ولا دعـة الإنـسـان تقطـعـه
قـد وزع الله بيـن الخـلـق رزقـهـمُ=لـم يخلـقِ الله مـن خـلـق يضيـعـه
لكنهـم كلفـوا حرصـاً فلسـت تــرى=مسترزقـاً وسـوى الغـايـات تُقنـعـه
والحرص في الرزق_والأرزاق قد قسمت=بغـي ألا إن بغـي المـرء يصـرعـه
والدهر يعطي الفتى مـن حيـث يمنعـه=إرثـاً ويمنعـه مـن حـيـث يطمـعـه
أستـودع الله فـي بغـداد لـي قـمـراً=الكـرخ مـن فلـك الأزرار مطلـعـه
ودعـتـه وبــودي لــو يودعـنـي=صفـو الحـيـاة وأنــي لا أودعــه
وكم تشبث بـي يـوم الرحيـل ضحـىً=وأدمـعـي مسـتـهـلاتٌ وأدمـعــه
وكـم تشفـع لــي كـيـلا أفـارقـه=وللـضـرورات حــال لا تُشـفـعـه
لا أكـذب الله, ثـوب الصبـر منخـرق=عـنـي بفرقـتـه لـكــن أرقّـعُــه
إنـي أوسـع عـذري فــي جنايـتـه=بالبيـن عنـه وجـرمـي لا يوسـعـه
رزقـت ملكـاً فلـم أحسـن سياسـتـه=وكـل مـن لا يسـوس المُلـكَ يُخلعـه
ومـن غـدا لابسـاً ثـوب النعيـم بـلا=شـكـر علـيـه فــإن الله يـنـزعـه
اعتضت من وجـه خلّـي بعـد فرقتـه=كأسـاً أجـرّع منهـا مــا أجـرعـه
كم قائـل لـيَ ذقـت البيـن قلـت لـه=الذنـب والله ذنـبـي لـسـت أدفـعـه
ألا أقمـت فـكـان الـرشـد أجمـعـه=لـو أننـي يـوم بـان الرشـد اتبـعـه
إنــي لأقـطـع أيـامـي وأنـفـدهـا=بحسـرة منـه فـي قلـبـي تقطـعـه
بمـن إذا هجـع الـنـوام بــتُّ لــه=بلوعـة منـه ليلـي لـسـت أهجـعـه
لا يطمئـن لجنبـي مضـجـع وكــذا=لا يطمئـن لـه مـذ بنـتُ مضجـعـه
ما كنـت أحسـب أن الدهـر يفجعنـي=بــه ولا أن بــي الأيــام تفجـعـه
حتـى جـرى البيـن فيمـا بيننـا بيـد=عسـراء تمنعـنـي حـظـي وتمنـعـه
قد كنت من ريب دهـري جازعـاً فرقـاً=فلـم أوق الـذي قـد كنـت أجـزعـه
بالله يـا منـزل العيـش الـذي درسـت=آثـاره وعفـت مــذ بـنـتُ أربـعـه
هـل الزمـان معـيـدٌ فـيـك لذتـنـا=أم الليالـي التـي أمضـتـه ترجـعـه
فـي ذمـة الله مـن أصبحـت منـزلـه=وجـاد غيـث علـى مغنـاك يُمـرعـه
مـن عنـده لـي عـهـد لا يضيـعـه=كمـا لـه عهـد صــدق لا أضيـعـه
ومـن يـصـدع قلـبـي ذكــره وإذا=جـرى علـى قلبـه ذكـري يصـدعـه
لأصـبــرن لـدهــر لا يمتـعـنـي=بـه ولا بـي فــي حــال يمتـعـه
علمـاً بـأن اصطبـاري معقـبٌ فرجـاً=فأضيـق الأمـر إن فكـرتَ أوسـعـه
عسـى الليالـي التـي أضنـت بفرقتنـا=جسمـي ستجمعنـي يومـاً وتجمـعـه
وإن تـغُـل أحــداً مـنــا منـيـتـه=فمـا الــذي بقـضـاء الله يصنـعـه؟
نواف التركي
02-08-2008, 01:44 AM
كان مالك بن الريب جميلاً لبّاساً وشجاعاً وفتاكاً لا ينام إلا متوشحاً سيفه،، وكان يقطع الطريق مع ثلاثة نفرٍ من المقريبن له فطلبهم مروان بن الحكم وكان عاملا على المدينة فهربوا الى فارس.
لما ولى معاوية بن أبي سفيان سعيد بن عثمان بن عفان على خرسان لقيَ سعيدٌ مالكاً في طريقه فاستصلحه واستتابه ثم اصحبه معه وأجرى عليه في كل شهر خمسمائة دينار،، وترك مالك أهله وراءه في فارس.
في عودته إلى وادي الغضا في نجد وهو مسكن أهله ، مرض مرضاً شديداً ،
وقيل: كانت ولاية سعيد على خرسان أقل من عام،، فرجع عنها ومعه مالك بن الريب،، ولم يسر سعيدٌ عن خرسان إلا قليلاً حتى مرض مالك وأشرف على الموت فخلفه وترك عنده مُرّةَ الكاتب ورجلا أخر،، فكانت وفاة مالك بن الريب في خرسان سنة في إبّان شبابه.
فقال هذه القصيدة الرائعة الفريدة يرثي بها نفسه. . . هذا قول.
وهناك قول آخر، أن حية قد دخلت خفه، فوجدها فيه، بعد أن لبسه، فعرف أن منيته قد أتت،
وقول ثالث، أن أحداً قد وضع الحية في خفه،
شاعر مقلّ لم تشتهر من شعره إلا هذه القصيدة ومقاطع شعرية في الوصف والحماسة وردت في كتاب الأغاني.
ألا ليتَ شِعري هل أبيتنَّ ليلةً =بجنب الغضَى أُزجي الِقلاصَ النواجيا
فَليتَ الغضى لم يقطع الركبُ عرْضَه =وليت الغضى ماشى الرِّكاب لياليا
لقد كان في أهل الغضى لو دنا الغضى =مزارٌ ولكنَّ الغضى ليس دانيا
ألم ترَني بِعتُ الضلالةَ بالهدى =وأصبحتُ في جيش ابن عفّانَ غازيا
وأصبحتُ في أرض الأعاديَّ بعد ما =أرانيَ عن أرض الآعاديّ قاصِيا
دعاني الهوى من أهل أُودَ وصُحبتي =بذي (الطِّبَّسَيْنِ) فالتفتُّ ورائيا
أجبتُ الهوى لمّا دعاني بزفرةٍ =تقنَّعتُ منها أن أُلامَ ردائيا
أقول وقد حالتْ قُرى الكُردِ بيننا =جزى اللهُ عمراً خيرَ ما كان جازيا
إنِ اللهُ يُرجعني من الغزو لا أُرى =وإن قلَّ مالي طالِباً ما ورائيا
تقول ابنتيْ لمّا رأت طولَ رحلتي =سِفارُكَ هذا تاركي لا أبا ليا
لعمريْ لئن غالتْ خراسانُ هامتي =لقد كنتُ عن بابَي خراسان نائيا
فإن أنجُ من بابَي خراسان لا أعدْ =إليها وإن منَّيتُموني الأمانيا
فللهِ دّرِّي يوم أتركُ طائعاً =بَنيّ بأعلى الرَّقمتَينِ وماليا
ودرُّ الظبَّاء السانحات عشيةً =يُخَبّرنَ أنّي هالك مَنْ ورائيا
ودرُّ كبيريَّ اللذين كلاهما =عَليَّ شفيقٌ ناصح لو نَهانيا
ودرّ الرجال الشاهدين تَفتُُّكي =بأمريَ ألاّ يَقْصُروا من وَثاقِيا
ودرّ الهوى من حيث يدعو صحابتي =ودّرُّ لجاجاتي ودرّ انتِهائيا
تذكّرتُ مَنْ يبكي عليَّ فلم أجدْ =سوى السيفِ والرمح الرُّدينيِّ باكيا
وأشقرَ محبوكاً يجرُّ عِنانه =إلى الماء لم يترك له الموتُ ساقيا
ولكنْ بأطرف (السُّمَيْنَةِ) نسوةٌ =عزيزٌ عليهنَّ العشيةَ ما بيا
صريعٌ على أيدي الرجال بقفزة =يُسّوُّون لحدي حيث حُمَّ قضائيا
ولمّا تراءتْ عند مَروٍ منيتي =وخلَّ بها جسمي، وحانتْ وفاتيا
أقول لأصحابي ارفعوني فإنّه =يَقَرُّ بعينيْ أنْ (سُهَيْلٌ) بَدا لِيا
فيا صاحبَيْ رحلي دنا الموتُ فانزِلا =برابيةٍ إنّي مقيمٌ لياليا
أقيما عليَّ اليوم أو بعضَ ليلةٍ =ولا تُعجلاني قد تَبيَّن شانِيا
وقوما إذا ما استلَّ روحي فهيِّئا =لِيَ السِّدْرَ والأكفانَ عند فَنائيا
وخُطَّا بأطراف الأسنّة مضجَعي =ورُدّا على عينيَّ فَضْلَ رِدائيا
ولا تحسداني باركَ اللهُ فيكما =من الأرض ذات العرض أن تُوسِعا ليا
خذاني فجرّاني بثوبي إليكما =فقد كنتُ قبل اليوم صَعْباً قِياديا
وقد كنتُ عطَّافاً إذا الخيل أدبَرتْ =سريعاً لدى الهيجا إلى مَنْ دعانيا
وقد كنتُ صبّاراً على القِرْنِ في الوغى =وعن شَتْميَ ابنَ العَمِّ وَالجارِ وانيا
فَطَوْراً تَراني في ظِلالٍ ونَعْمَةٍ =وطوْراً تراني والعِتاقُ رِكابيا
ويوما تراني في رحاً مُستديرةٍ =تُخرِّقُ أطرافُ الرِّماح ثيابيا
وقوماً على بئر السُّمَينة أسمِعا =بها الغُرَّ والبيضَ الحِسان الرَّوانيا
بأنّكما خلفتُماني بقَفْرةٍ =تَهِيلُ عليّ الريحُ فيها السّوافيا
ولا تَنْسَيا عهدي خليليَّ بعد ما =تَقَطَّعُ أوصالي وتَبلى عِظاميا
ولن يَعدَمَ الوالُونَ بَثَّا يُصيبهم =ولن يَعدم الميراثُ مِنّي المواليا
يقولون: لا تَبْعَدْ وهم يَدْفِنونني =وأينَ مكانُ البُعدِ إلا مَكانيا
غداةَ غدٍ يا لهْفَ نفسي على غدٍ =إذا أدْلجُوا عنّي وأصبحتُ ثاويا
وأصبح مالي من طَريفٍ وتالدٍ =لغيري، وكان المالُ بالأمس ماليا
فيا ليتَ شِعري هل تغيَّرتِ الرَّحا =رحا المِثْلِ أو أمستْ بَفَلْوجٍ كما هيا
إذا الحيُّ حَلوها جميعاً وأنزلوا =بها بَقراً حُمّ العيون سواجيا
رَعَينَ وقد كادَ الظلام يُجِنُّها =يَسُفْنَ الخُزامى مَرةً والأقاحيا
وهل أترُكُ العِيسَ العَواليَ بالضُّحى =بِرُكبانِها تعلو المِتان الفيافيا
إذا عُصَبُ الرُكبانِ بينَ (عُنَيْزَةٍ) =و(بَوَلانَ) عاجوا المُبقياتِ النَّواجِيا
فيا ليتَ شعري هل بكتْ أمُّ مالكٍ =كما كنتُ لو عالَوا نَعِيَّكِ باكِيا
إذا مُتُّ فاعتادي القبورَ وسلِّمي =على الرمسِ أُسقيتِ السحابَ الغَواديا
على جَدَثٍ قد جرّتِ الريحُ فوقه =تُراباً كسَحْق المَرْنَبانيَّ هابيا
رَهينة أحجارٍ وتُرْبٍ تَضَمَّنتْ =قرارتُها منّي العِظامَ البَواليا
فيا صاحبا إما عرضتَ فبلِغاً =بني مازن والرَّيب أن لا تلاقيا
وعرِّ قَلوصي في الرِّكاب فإنها =سَتَفلِقُ أكباداً وتُبكي بواكيا
وأبصرتُ نارَ (المازنياتِ) مَوْهِناً =بعَلياءَ يُثنى دونَها الطَّرف رانيا
بِعودٍ أَلنْجوجٍ أضاءَ وَقُودُها =مَهاً في ظِلالِ السِّدر حُوراً جَوازيا
غريبٌ بعيدُ الدار ثاوٍ بقفزةٍ =يَدَ الدهر معروفاً بأنْ لا تدانيا
اقلبُ طرفي حول رحلي فلا أرى =به من عيون المُؤنساتِ مُراعيا
وبالرمل منّا نسوة لو شَهِدْنَني =بَكينَ وفَدَّين الطبيبَ المُداويا
وما كان عهدُ الرمل عندي وأهلِهِ =ذميماً ولا ودّعتُ بالرمل قالِيا
فمنهنّ أمي وابنتايَ وخالتي =وباكيةٌ أخرى تَهيجُ البواكيا
صالح العرجان
02-08-2008, 02:19 AM
نواف التركي
أمنتك بيد الله
(( يقول الحفر نور / وقول بنور مضوينه ))
كن بخير
وَرْد عسيري
02-08-2008, 02:44 AM
فَاضِلي / نَـواف
لـ رُوحك أُرسل تَحايَا التَقدِير أسراب .. !
///
{ وَ عَضَتْ عَلى العُنَابِ بِـ البَرَدِ }
قد اختلفت المصادر الأدبية فِي معرفة صاحِبها .. و كانت الأقوَال مَا بين
أبو الفرج محمد بن أحمد الغساني الدمشقي المُلقب بِـ الوأوأة الدمشي و بَين يزيد بن معاوية ..
وَ قَال البعض منهم أنَها لِـ يزيد إلا بعض الأبيات فهي لِـ محمد .... والله أعلم !
/
/
نَالَتْ عَلَى يَدِهَا مَا لَمْ تَنَلْـهُ يَـدِي=نَقْشاً عَلَى مِعْصَمٍ أَوْهَتْ بِهِ جَلَـدِي
كَأنهُ طَـرْقُ نَمْـلٍ فِـي أنَامِلِهَـا=أَوْ رَوْضَةٌ رَصَّعَتْهَا السُّحْبُ بالبَـرَدِ
كأَنَّهَا خَشِيَتْ مِـنْ نَبْـلِ مُقْلَتِهَـا=فَأَلْبَسَتْ زَنْدَها دِرْعاً مِـنَ الـزَّرَدِ
مَدَّتْ مَواشِطَهَا فِي كَفِّهَـا شَرَكـاً=تَصِيدُ قَلْبِي بِهِ مِنْ دَاخِـلِ الجَسَـدِ
وَقَوْسُ حَاجِبِهَا مِـنْ كُـلِّ نَاحِيَـةٍ=وَنَبْلُ مُقْلَتِهَا تَرْمِـي بِـهِ كَبِـدِي
وَخَصْرُهَا نَاحِلٌ مِثْلِي عَلَـى كَفَـلٍ=مُرَجْرَجٍ قَدْ حَكَى الأَحْزَانَ فِي الخَلَدِ
أُنْسِيَّةٌ لَوْ رَأتْهَا الشَّمْسُ مَا طَلَعَـتْ=مِنْ بَعْدِ رُؤيَتِهَا يَوْماً عَلَـى أَحَـدِ
سَأَلتُهَا الوَصْلَ قَالَـتْ لاتُغَـرَّ بِنَـا=مَنْ رَامَ منَّا وِصَالاً مَـاتَ بالكَمَـدِ
فَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا بالحُبِّ مَـاتَ جَـوًى=من الغَرَامِ وَلَمْ يُبْـدِي وَلَـمْ يَعِـدِ
فَقُلْتُ : أَسْتَغْفِرَ الرَّحْمنَ مِنْ زَلَـلٍ=إِنَ المُحِـبَّ قَلِيـلُ الصَّبْرِوَالجَلَـدِ
قَالَتْ وَقَدْ فَتَكَتْ فِينَـا لَوَاحِظُهَـا=مَا إِنْ أَرَى لِقَتِيل الحُبِّ مِـنْ قَـوَدِ
قَدْ خَلَّفَتْنِي طَرِيحـاً وَهـي قَائِلَـه=تَأَمَّلُوا كَيْفَ فِعْلَ الظَبْـيِ بالأَسَـدِ
قَالَتْ لِطَيْفِ خَيَالٍ زَارَنِي وَمَضَـى=بِاللهِ صِفْـهُ وَلاَ تَنْقُـصْ وَلاَ تَـزِدِ
فَقَالَ : خَلَّفْتُهُ لَوْ مَاتَ مِـنْ ظَمَـأٍ=وَقُلْتِ : قِفْ عَنْ وَرُودِ المَاءِ لَمْ يَرِدِ
قالت: صدقت الوفى في الحب شيمته=يابرد ذاك الذي قالت على كبـدي
وَاسْتَرْجَعَتْ سَألَتْ عَنِّي فَقِيْلَ لَهَـا=مَا فِيهِ مِنْ رَمَقٍ ، دَقَّتْ يَـدّاً بِيَـدِ
وَأَمْطَرَتْ لُؤلُؤاً منْ نَرْجِسٍ وَسَقَـتْ=وَرْداً وَعَضَّتْ عَلَى العُنَّابِ بِالبَـرَدِ
وَأَنْشَدَتْ بِلِسَـانِ الحَـالِ قَائِلَـةً=مِنْ غَيْرِ كَرْهٍ وَلاَ مَطْـلٍ وَلاَ مَـدَدِ
وَاللّهِ مَا حَزِنَتْ أُخْـتٌ لِفَقْـدِ أَخٍ=حُزْنِي عَلَيْـهِ وَلاَ أُمٍّ عَلَـى وَلَـدِ
فَأْسْرَعَتْ وَأَتَتْ تَجرِي عَلَى عَجَـلٍ=فَعِنْدَ رُؤْيَتِهَا لَـمْ أَسْتَطِـعْ جَلَـدِي
وَجَرَّعَتْنِي بِرِيـقٍ مِـنْ مَرَاشِفِهَـا=فَعَادَتْ الرُّوحُ بَعْدَ المَوْتِ فِي جَسَدِي
هُمْ يَحْسِدُونِي عَلَى مَوْتِي فَوَا أَسَفِي=حَتَّى عَلَى المَوتِ لاَ أَخْلُو مِنَ الحَسَدِ
/
http://www.aljnoon.com/vb/uploaded/17487_01202431652.gif (http://www.aljnoon.com/vb)
نواف موضوع رائع ,, ويطيب لي ان اشاركك والاخوه الابعاديون بهذا الاختيار ,,
.. ابن زيدون ..
كان ابن زيدون شاعرًا مبدعًا مرهف الإحساس، وقد حركت هذه الشاعرية فيه زهرة من زهرات البيت الأموي، وابنة أحد الخلفاء الأمويين،
وهي "ولادة بنت المستكفي"، وكانت شاعرة أديبة، جميلة الشكل، شريفة الأصل، عريقة الحسب، وقد وصفت بأنها "نادرة زمانها ظرفًا وحسنًا وأدبًا".
وأثنى عليها كثير من معاصريها من الأدباء والشعراء، وأجمعوا على فصاحتها ونباهتها،
وسرعة بديهتها، وموهبتها الشعرية الفائقة، فقال عنها "الصنبي": "إنها أديبة شاعرة جزلة القول، مطبوعة الشعر، تساجل الأدباء، وتفوق البرعاء".
وبعد سقوط الخلافة الأموية في "الأندلس" فتحت ولادة أبواب قصرها للأدباء والشعراء والعظماء،
وجعلت منه منتديًا أدبيًا، وصالونًا ثقافيًا، فتهافت على ندوتها الشعراء والوزراء مأخوذين ببيانها الساحر وعلمها الغزير.
وكان "ابن زيدون" واحدًا من أبرز الأدباء والشعراء الذين ارتادوا ندوتها،
وتنافسوا في التودد إليها، ومنهم "أبو عبد الله بن القلاس"، و"أبو عامر بن عبدوس"
اللذان كانا من أشد منافسي ابن زيدون في حبها، وقد هجاهما "ابن زيدون" بقصائد لاذعة، فانسحب "ابن القلاسي"، ولكن "ابن عبدوس" غالى في التودد إليها،
وأرسل لها برسالة يستميلها إليه، فلما علم "ابن زيدون" كتب إليه رسالة على لسان "ولادة" وهي المعروفة بالرسالة الهزلية، التي سخر منه فيها،
وجعله أضحوكة على كل لسان، وهو ما أثار حفيظته على "ابن زيدون"؛
فصرف جهده إلى تأليب الأمير عليه حتى سجنه، وأصبح الطريق خاليًا أمام "ابن عبدوس" ليسترد مودة "ولادة".
نونية ابن زيدون ..
أَضْحَى التَّنَائِي بَدِيْلاً مِنْ تَدانِيْنا---- وَنَابَ عَنْ طِيْبِ لُقْيَانَا تَجَافِيْنَا
ألا وقد حانَ صُبح البَيْنِ صَبَّحنا---- حِينٌ فقام بنا للحِين ناعِينا
مَن مُبلغ المُبْلِسينا بانتزاحِهم---- حُزنًا مع الدهر لا يَبلى ويُبلينا
أن الزمان الذي ما زال يُضحكنا---- أنسًا بقربهم قد عاد يُبكينا
غِيظَ العِدى من تساقينا الهوى فدعوا---- بأن نَغُصَّ فقال الدهر آمينا
فانحلَّ ما كان معقودًا بأنفسنا---- وانبتَّ ما كان موصولاً بأيدينا
لم نعتقد بعدكم إلا الوفاءَ لكم---- رأيًا ولم نتقلد غيرَه دينا
ما حقنا أن تُقروا عينَ ذي حسد---- بنا، ولا أن تسروا كاشحًا فينا
كنا نرى اليأس تُسلينا عوارضُه ---- وقد يئسنا فما لليأس يُغرينا
بِنتم وبنا فما ابتلت جوانحُنا---- شوقًا إليكم ولا جفت مآقينا
نكاد حين تُناجيكم ضمائرُنا ---- يَقضي علينا الأسى لولا تأسِّينا
حالت لفقدكم أيامنا فَغَدَتْ ---- سُودًا وكانت بكم بيضًا ليالينا
إذ جانب العيش طَلْقٌ من تألُّفنا ---- وموردُ اللهو صافٍ من تصافينا
وإذ هَصَرْنا غُصون الوصل دانية ----- قطوفُها فجنينا منه ما شِينا
ليسقِ عهدكم عهد السرور فما ---- كنتم لأرواحنا إلا رياحينا
لا تحسبوا نَأْيكم عنا يُغيِّرنا ----- أن طالما غيَّر النأي المحبينا
والله ما طلبت أهواؤنا بدلاً ---- منكم ولا انصرفت عنكم أمانينا
يا ساريَ البرقِ غادِ القصرَ فاسق به ---- من كان صِرفَ الهوى والود يَسقينا
واسأل هناك هل عنَّي تذكرنا ----- إلفًا، تذكره أمسى يُعنِّينا
ويا نسيمَ الصِّبا بلغ تحيتنا ----- من لو على البعد حيًّا كان يُحيينا
فهل أرى الدهر يَقصينا مُساعَفةً ---- منه ولم يكن غِبًّا تقاضينا
ربيب ملك كأن الله أنشأه ---- مسكًا وقدَّر إنشاء الورى طينا
أو صاغه ورِقًا محضًا وتَوَّجَه ----- مِن ناصع التبر إبداعًا وتحسينا
إذا تَأَوَّد آدته رفاهيَة ----- تُومُ العُقُود وأَدْمَته البُرى لِينا
كانت له الشمسُ ظِئْرًا في أَكِلَّتِه ---- بل ما تَجَلَّى لها إلا أحايينا
كأنما أثبتت في صحن وجنته ----- زُهْرُ الكواكب تعويذًا وتزيينا
ما ضَرَّ أن لم نكن أكفاءَه شرفًا ----- وفي المودة كافٍ من تَكَافينا
يا روضةً طالما أجْنَتْ لَوَاحِظَنا ----- وردًا أجلاه الصبا غَضًّا ونَسْرينا
ويا حياةً تَمَلَّيْنا بزهرتها ----- مُنًى ضُرُوبًا ولذَّاتٍ أفانِينا
ويا نعيمًا خَطَرْنا من غَضَارته ----- في وَشْي نُعمى سَحَبْنا ذَيْلَه حِينا
لسنا نُسَمِّيك إجلالاً وتَكْرِمَة ----- وقدرك المعتلى عن ذاك يُغنينا
إذا انفردتِ وما شُورِكْتِ في صفةٍ----- فحسبنا الوصف إيضاحًا وتَبيينا
يا جنةَ الخلد أُبدلنا بسَلْسِلها ----- والكوثر العذب زَقُّومًا وغِسلينا
كأننا لم نَبِت والوصل ثالثنا ----- والسعد قد غَضَّ من أجفان واشينا
سِرَّانِ في خاطرِ الظَّلْماء يَكتُمُنا ----- حتى يكاد لسان الصبح يُفشينا
لا غَرْو فِي أن ذكرنا الحزن حِينَ نَهَتْ ----- عنه النُّهَى وتَركْنا الصبر ناسِينا
إذا قرأنا الأسى يومَ النَّوى سُوَرًا ----- مكتوبة وأخذنا الصبر تَلْقِينا
أمَّا هواكِ فلم نعدل بمنهله ----- شِرْبًا وإن كان يروينا فيُظمينا
لم نَجْفُ أفق جمال أنت كوكبه ----- سالين عنه ولم نهجره قالينا
ولا اختيارًا تجنبناه عن كَثَبٍ ----- لكن عدتنا على كره عوادينا
نأسى عليك إذا حُثَّت مُشَعْشَعةً----- فينا الشَّمُول وغنَّانا مُغَنِّينا
لا أَكْؤُسُ الراحِ تُبدى من شمائلنا ----- سِيمَا ارتياحٍ ولا الأوتارُ تُلهينا
دُومِي على العهد، ما دُمْنا، مُحَافِظةً ----- فالحُرُّ مَنْ دان إنصافًا كما دِينَا
فما اسْتَعَضْنا خليلاً مِنك يَحْبسنا ----- ولا استفدنا حبيبًا عنك يُثْنينا
ولو صَبَا نَحْوَنا من عُلْوِ مَطْلَعِه ----- بدرُ الدُّجَى لم يكن حاشاكِ يُصْبِينا
أَوْلِي وفاءً وإن لم تَبْذُلِي صِلَةً ------ فالطيفُ يُقْنِعُنا والذِّكْرُ يَكْفِينا
وفي الجوابِ متاعٌ لو شفعتِ به ----- بِيْضَ الأيادي التي ما زلْتِ تُولِينا
عليكِ مِني سلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ ----- صَبَابةٌ منكِ نُخْفِيها فَتُخفين
نور..
نواف التركي
02-09-2008, 10:05 AM
صالح
شكراً لقلبك
نواف التركي
02-09-2008, 10:07 AM
ورد
والمرجّح أنها
لـ يزيد بن معاويه
في هذه القصيده بيت واحد يحمل 6 صور شعريه وهذا مالم أجده في أي قصيده حتى هذه اللحظه .
ممتن لك
نواف التركي
02-09-2008, 10:09 AM
ابن زيدون و ولاّده
من أجمل قصص الأدب العربي
والقصيده من أجمل نصوص العصر الأندلسي .
ممتن لروحك
هو عروة بن حزام بن مهاجر الضني، من بني عذرة.
شاعر، من متيّمي العرب، كان يحب ابنة عم له اسمها (عفراء) نشأ معها في بيت واحد، لأن أباه خلفه صغيراً، فكفله عمه ولما كبر خطبها عروة، فطلبت أمها مهراً لا قدرة له عليه فرحل إلى عم له في اليمن، وعاد فإذا هي قد تزوجت بأموي من أهل البلقاء (بالشام) فلحق بها، فأكرمه زوجها.
فأقام أياماً وودعها وانصرف، فضنى حباً، فمات قبل بلوغ حيّه ودفن في وادي القرى (قرب المدينة)
ولما سمعت "عفراء" بخبر موته توسلت لزوجها لكي يسمح لها بأن تندبه عند قبره فإذن لها، فأقامت على قبره أياما ثلاثة تبكي بكاء متواصلا حتى توفيت في اليوم الرابع فوق قبره... ودفنت إلى جواره......
عجبتُ منَ القيسيِّ زيدٍ وتربهِ = عَشِيَّة ِ جوِّ الماءِ يختبِرانِي
هما سألاني ما بعيرانِ قيّدا= وشخصانِ بالبرقاءِ مرتبعانِ
هما بكرتانِ عائطانِ اشتراهما= منَ السّوقِ عبدا نسوة ٍ غزلانِ
هما طرفا الخودينِ تحتَ دجنّة ٍ =منَ اللّيلِ والكلبانِ منطويانِ
فَبَاتَا ضَجِيعيْ نِعْمَة ٍ وَسَلامَة ٍ= وسادهما منْ معصمٍ ومتانِ
وأصبحتا تحتَ الحجالِ وأصبحا= بِدَوِيَّة ِ يَحْدوهما حَدْيانِ
فما جأبهُ المدرى تروحُ وتغتدي= ذُرى الطّامساتِ الفرْدِ من وَرَقانِ
بِأَنْفَعِ لي منها وَأَنَّى لِذَاكِرِ هوى ً= ليَ أبلى جدّتي وبراني
رَأَتْنِي حَفَافَيْ طُخْفَتَيْنِ فَظَلَّتَا= ترنّانِ ممّا بي وتصطفقانِ
إزَارٌ لَها تحت القميص يَمَانِ
تَمَنَّيْتُ مِنْ وَجْدِي بِعفراءَ أَنَّنَا= بعيرانِ نرعى القفرَ مؤتلفانِ
أَلاَ خَبِّرَانِي أَيُّهَا الرّجُلاَنِ= عَنِ النّوْمِ إنَّ الشوقَ عنه عَدانِي
وكيفَ يلذُّ النّومُ أمْ كيفَ طعمهُ= صِفَا النَّومَ لي إنْ كنتما تصفانِ
أصلّي فأبكي في الصّلاة ِ لذكرها= ليَ الويلُ ممّا يكتبُ الملكانِ
خَلِيليَّ عوجا اليومَ وانْتَظِرا غدا= علينا قليلاً إنّنا غرضانِ
وإنّنا غداً باليومِ رهنٌ وإنّما =مَسِيرُ غدٍ كاليومِ أَوْ تَريَانِ
إذَا رُمْتُ هِجْراناً لها حالَ دونَه= حجابانِ في الأحشاءِ مؤتلفانِ
نواف التركي
02-09-2008, 04:42 PM
عروه بن حزام
أحد من قتلهم العشق
ومن بني عذره
الذين بهم يضرب المثل في الحب الشريف
الحب العذري
من طرائف ما روى عنهم
أن إمرأه سألت رجل من قومك يا فتى
فقال لها
أنا من قوم إذا عشقوا ماتوا
فـ صاحت عذريُ ورب الكعبه
فقد : ممتن لإثرائك هذا المتصفح
دمتي بخير
نواف التركي
02-09-2008, 04:47 PM
هذه الأبيات لـ عمرو بن الإطنابه الخزرجي وهي من أجمل أبيات الحماسه .
كتب معاوية إلى زياد: ( إذا جاءك كتابي فأوفد إليّ ابنك عبيد الله ) فأوفده عليه, فما سأله عن شيء إلا أنفذه , حتى سأله عن الشعر , فلم يعرف منه شيئاً, قال مامنعك من روايته ؟
قال : كرهت أجمع كلام الله وكلام الشيطان في صدري .
قال: اغرب , والله لقد وضعت رجلي في الركاب يوم صفين مراراً , ما يمنعني من الانهزام إلا أبيات ابن الإطنابة , حيث يقول :
أبت لي عفتي وأبى بلائي = وأخذي الحمد بالثمن الربيح
وإقدامي على المكروه نفسي = وضربي هامة البطل المشيح
وقولي كلما جشأت وجاشت = مكانك، تحمدي أو تستريحي
لأكسبها مآثر صالحات = وأحمي بعد عن عرض صحيح
بذي شطب كمثل الملح صاف=ونفس ما تقر على القبيح
نواف التركي
02-09-2008, 05:05 PM
مرثية متمم بن نويره في أخيه مالك بن نويره وكان قد فرق صدقات تميم بعد وفاة النبي فوجّه إليه أبو بكر الصديق رضي الله عنه جيشاً بقيادة خالد بن الوليد فقتله وأختلف في مقتله عمر بن الخطاب وأبو بكر الصديق .
في هذه القصيده قال عمر بن الخطاب وددت لو أني شاعر فـ أرثي أخي .
لعمري وما دهري بتأبين هالك =ولا جزع مما أصاب فأوجعا
لقد كفن المنهال تحت ردائه =فتى غير مبطان العشيات أروعا
ولا برما تهدي النساء لعرسه =إذا القشع من حس الشتاء تقعقعا
لبيب أعان اللب منه سماحة =خصيب إذاما راكب الجدب أوضعا
تراه كصدر السيف يهتز للندى =إذا لم تجد عند امرئ السوء مطمعا
ويوما إذاما كظك الخصم إن يكن =نصيرك منهم لا تكن أنت أضيعا
وإن تلقه في الشرب لا تلق فاحشا =على الكأس ذا قاذورة متزبعا
وإن ضرس الغزو الرجال رأيته =أخا الحرب صدقا في اللقاء سميدعا
وما كان وقافا إذا الخيل أجمحت =ولا طائشا عند اللقاء مدفعا
ولا بكهام بزه عن عدوه =إذا هو لاقى حاسرا أو مقنعا
فعيني هلا تبكيان لمالك =إذا أذرت الريح الكنيف المرفعا
وللشرب فابكي مالكا ولبهمة =شديد نواحيه على من تشجعا
وضيف إذا أرغى طروقا بعيره =وعان ثوى في القد حتى تكنعا
وأرملة تمشي بأشعث محثل =كفرخ الحبارى رأسه قد تضوعا
إذا جرد القوم القداح وأوقدت =لهم نار أيسار كفى من تضجعا
وإن شهد الأيسار لم يلف مالك =على الفرث يحمي اللحم أن يتمزعا
أبى الصبر آيات أراها وأنني =أرى كل حبل بعد حبلك أقطعا
وأني متى ما أدع باسمك لا تجب =وكنت جديرا أن تجيب وتسمعا
وعشنا بخير في الحياة وقبلنا =أصاب المنايا رهط كسرى وتبعا
فلما تفرقنا كأني ومالكا =لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
وكنا كندماني جذيمة حقبة =من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فإن تكن الأيام فرقنا بيننا =فقد بان محمودا أخي حين ودعا
أقول وقد طار السنا في ربابه =وجون يسح الماء حتى تريعا
سقى الله أرضا حلها قبر مالك =ذهاب الغوادي المدجنات فأمرعا
فآثر سيل الواديين بديمة =ترشح وسميا من النبت خروعا
فمجتمع الأسدام من حول شارع =فروى جبال القريتين فضلفعا
فوالله ما أسقي البلاد لحبها =ولكنني أسقي الحبيب المودعا
تحيته مني وإن كان نائيا =وأمسى ترابا فوقه الأرض بلقعا
تقول ابنة العمري ما لك بعدما =أراك حديثا ناعم البال أفرعا
فقلت لها : طول الأسى إذ سألتني =ولوعة حزن تترك الوجه أسفعا
وفقد بني أم تداعوا فلم أكن =خلافهم أن أستكين وأضرعا
ولكنني أمضي على ذاك مقدما =إذا بعض من يلقى الحروب تكعكعا
وغيرني ما غال قيسا ومالكا =وعمرا وجزءا بالمشقر ألمعا
وما غال ندماني يزيد وليتني =تمليته بالأهل والمال أجمعا
وإني وإن هازلتني قد أصابني =من البث ما يبكي الحزين المفجعا
ولست إذا ما الدهر أحدث نكبة =ورزءا بزوار القرائب أخضعا
قعيدك ألا تسمعيني ملامة =ولا تنكئي قرح الفؤاد فييجعا
فقصرك إني قد شهدت فلم أجد =بكفي عنهم للمنية مدفعا
فلا فرحا إن كنت يوما بغبطة =ولا جزعا مما أصاب فأوجعا
فلو أن ما ألقى يصيب متالعا =أو الركن من سلمى إذن لتضعضعا
وما وجد أظآر ثلاث روائم =أصبن مجرا من حوار ومصرعا
يذكرن ذا البث الحزين ببثه =إذا حنت الأولى سجعن لها معا
إذا شارف منهن قامت فرجعت =حنينا فأبكى شجوها البرك أجمعا
بأوجد مني يوم قام بمالك =مناد بصير بالفراق فأسمعا
ألم تأت أخبار المحل سراتكم =فيغضب منكم كل من كان موجعا
بمشمته إذ صادف الحتف مالكا =ومشهده ما قد رأى ثم ضيعا
أآثرت هدما باليا وسوية =وجئت بها تعدو بريدا مقزعا
فلا تفرحن يوما بنفسك إنني =أرى الموت وقاعا على من تشجعا
لعلك يوما أن تلم ملمة =عليك من اللائي يدعنك أجدعا
نعيت امرأ لو كان لحمك عنده =لآواه مجموعا له أو ممزعا
فلا يهنئ الواشين مقتل مالك =فقد آب شانيه إيابا فودعا
وَرْد عسيري
02-09-2008, 06:12 PM
///
{ يا دجلة الخير}
لِـ مُحمد مهدِي الجَواهِري
فِي الرابِط أدنَاه نُبذةٌ عنه ..
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=ssd&shid=327
/
/
حيّيتُ سفْحكِ عن بعدٍ، فحيّيني=يا دجلة الخير، يا أمَّ البساتينِ
حيّيْتُ سفحكِ ظمآناً ألوذُ به =لوْذَ الحمائم بين الماءِ والطينِ
يا دجلةَ الخير يا نبْعاً أفارقُهُ =على الكراهةِ بين الحين والحينِ
إنّي وردْتُ عيون الماءِ صافيةً =نبْعاً فنبْعاً، فما كانت لترويني
وأنت يا قارباً تلْوي الرياحُ =ليَّ النسائمِ أطرافَ الأفانينِ
وددْتُ ذاك الشراع الرّخصَ لو كفني=يُحاكُ منه، غداة البيْنِ، يطويني
يا دجلة الخير: قد هانت مطامحُنا =حتى لأَدنى طِماحٍ غيرُ مضمونِ
أتضمنين مقيلاً لي سواسيةً =بين الحشائشْ أو بين الرياحينِ
خِلْواً من الهمِّ إلا همَّ خافقةٍ =بين الجوانح أعنيها وتعْنيني
تهزّني فأجاريها فتدفعُني =كالريح تُعْجلُ في دفع الطواحينِ
* * *
يا دجلة الخير: يا أطياف ساحرةٍ =يا خمر خابيةٍ في ظلّ عُرجونِ
يا سكْتَةَ الموتِ، يا أطيافَ ساحرةٍ =يا خنْجَر الغدر، يا أغصان زيتونِ
يا أمّ بغدادَ، من ظَرْفٍ ومن غَنجٍ=متى التبغْددُ حتى في الدهاقينِ
يا أمّ تلك التي من (ألف ليلتها) =للآنَ يعبقُ عطرٌ في التلاحينِ
يا مُسْتجمَّ (النواسيّ) الذي لبستْ=به الحضارة ثوباً وشْيَ (هارون)
الغاسلِ الهمّ في ثغرٍ وفي حَببٍ =والمُلْبسِ العقْلَ أزياءَ المجانينِ
والسّاحبِ الزقّ يأباهُ ويُكرِههُ=والمُنْفقِ اليوْمَ يُفْدَى بالثلاثينِ
والرّاهنِ السّابريَّ الخزّ في قَدحٍ=والمُلهمِ الفن من لهوٍ أفانينِ
والمُسمعِ الدّهرَ والدنيا وساكنَها =قرْعَ النواقيسِ في عيد الشّعانينِ
* * *
يا دجلةَ الخير: ما يُغْليكِ من حَنقٍ =يُغلي فؤادي، وما يُشجيكِ يُشجيني
ما إن تزالُ سياطُ البغْى ناقعةً =في مائكِ الطُهرِ بين الحين والحينِ
ووالغاتٌ خيولُ البغْيِ مُصبحةً =على القُرى - آمناتٍ - والدهاقينِ
يا دجْلَة الخير: أدري بالذي طَفحتْ =به مجاريك من فوقٍ إلى دُونِ
أدري على أيّ قيثارٍ قد انفجرتْ =أنغامُكِ السمّرُ عن أناتِ محزونِ
أدري بأنك من ألفٍ مَضَتْ هَدراً =للآنَ تهزْينَ من حكمِ السلاطين
تَهزين أنْ لم تَزَلْ في الشرق شاردةً=من النواويس أرواحُ الفراعينِ
تهزين من خِصْب جنّاتٍ مُنثرةٍ =على الضفافِ ومن بُؤسِ الملايينِ
تهزيْنَ من عُتقاءٍ يوم ملحمةٍ=أضفوْا دروع مطاعيمٍ مطاعينِ
الضارعين لأقدارٍ تحِلُّ بهمْ =كما تلوّى ببطن الحوت ذو النونِ
يروْن سود الرزايا في حقيقتها =ويفزعون إلى حدْسٍ وتخمينِ
والخائفين اجتداع الفقر مالهمو =والمُفضلينَ عليه جَدْعَ عِرْنينِ
واللائذين بدعوى الصبر مَجْبنةً =مستعصمين بحبْلٍ منه موهونِ
والصبرُ ما انفكّ مرداةً لمحتربٍ =ومستميتٍ، ومنجاةً لمسكينِ
يا دجلةَ الخير: والدنيا مفارقةٌ =وأيّ شرٍّ بخيرٍ غيرُ مقرونِ
وأيُّ خيْرٍ بلا شرٍّ يُلقّحهُ =طهْرُ الملائكِ من رجْسِ الشياطينِ
يا دجلةَ الخير: كم من كنْز موهبةٍ =لديْكِ في (القُمْقُمِ) المسحور مخزون
لعلّ يوماً عصُوفاً جارفاً عرساً =آت فترضيك عقبان وتُرضيني
يا دجلةَ الخير: إن الشعر هدهدةٌ =للسمع، ما بين ترخيمٍ وتنوين
عفْواً يردّد في رَفْهٍ وفي عَللٍ =لحن الحياة رخيّاً غَيْرَ ملحونِ
يا دجلة الخير: كان الشعر مُذْ رسمتْ =كفّ الطبيعةِ لوْحاً (سفرَ تكوينِ)
يا دجلة الخير: لم نصحبْ لمسْكنةٍ =لكنْ لنلْمِسَ أوجاعَ المساكينِ
هذى الخلائقُ أسفارٌ مُجسّدةٌ =المُلهمونَ عليها كالعناوينِ
إذا دجا الخطْبُ شعَت في ضمائرهم =أضواءُ حرْفٍ بليل البؤسِ مرهونِ
دَيْنٌ لزامٌ، ومحسودٌ بِنِعمتهِ =من راح منهم خليصاً غير مديونِ
* * *
يا دجلةَ الخير: هلا بعض عارفةٍ =تُسدى إليَّ على بُعدٍ فَتجْزيني
يا دجلةَ الخير: منّيني بعاطفةٍ =وألهميني سُلواناً يُسلّيني
يا دجلةَ الخير: من كلّ الاُلى خبروا =بلوايَ لم أُلْفِ حتّى مَنْ يُواسيني
يا دجلةَ الخير: خلِّي الموج مُرتفعاً =طيفاً يمرُّ وإن بعْضَ الأحايينِ
وحمّليه بحيثُ الثلجُ يغمُرني=دفْءَ (الكوانينِ) أو عطر (التشارين)
يا دجلةَ الخير: يا مَن ظلَّ طائفُها=عن كلّ ما جلت الأحلامُ يُلهيني
لو تعلمين بأطيافي ووحشتها =وددّتِ مثلي لو أنّ النوْمَ يجفوني
يا دجلةَ الخير: خلّيني وما قَسمت =لي المقاديرَ من لدْغِ الثعابينِ
/
يُسكبُ الـ ثَمينُ هٌنا / للـ نَواف
http://www.aljnoon.com/vb/uploaded/17487_01202431652.gif (http://www.aljnoon.com/vb)
عادل الرديعان
02-09-2008, 10:27 PM
.
الفرزدق
هو الشاعر المعروف أبو فراس همّام بن غالب ، لقب بالفرزدق لغلاضة وجهه على ما قيل
ولد سنة : 114هجرية في البصرة ، و نشأ في باديتها ، و نظم الشعر صغيراً ، فجاء به ـ كما يروى ـ أبوه إلى الإمام علي ( عليه السَّلام ) و قال له : إن ابني هذا من شعراء مضر فاسمع منه ، فأجابه الإمام ( عليه السَّلام ) : " أن علِّمه القران " فلما كبُر تعلَّمه .
كان متعصباً لأهل البيت ( عليهم السَّلام ) ، شديد التشيع لهم ، مجاهراً بحبهم ، معلناً له .
كان أول من رسم النحو ، حيث تعلم ذلك من أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) .
و للفرزدق مواقف شجاعة و جريئة لنصرة الحق ، منها ما روي ـ من عدة طرق ـ أن هشام بن عبد الملك حجَّ في أيام أبيه عبد الملك بن مروان فطاف بالكعبة المشرفة ، فلما أراد أن يستلم الحجر الأسود لم يتمكن بسبب الزحام ، و كان أهل الشام حوله ، و بينما هو كذلك إذ أقبل الامام علي بن الحسين ( عليه السَّلام ) ، فلما دنا من الحجر ليستلم تنحى عنه الناس إجلالاً له و هيبةً و احتراماً حتى استلم الحجر بسهولة و يسر ، و هشام و أصحابه ينظرون و الغيظ و الحسد قد أخذ منهم مأخذاً عظيماً .
فقال رجل من الشاميين لهشام : من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة ؟
فقال هشام ـ كذباً ـ : لا أعرفه .
فسمع الفرزدق ذلك ـ و كان حاضراً ـ فاندفع و قال : أنا أعرفه ، ثم أنشد قصيدته الرائعة :
القصيدة الفرزدقيّة العلويّة :
هَذَا الّذي تَعرِفُ البَطْحـاءُ وَطْأتَـهُ
وَالبَيْـتُ يعْرِفُـهُ وَالحِـلُّ وَالحَـرَمُ
هَذَا ابنُ خَيـرِ عِبـادِ الله كُلّهِـمُ
هَذَا التّقـيّ النّقـيّ الطّاهِرُ العَلَـمُ
هَذَا ابنُ فَاطمَةٍ ، إِنْ كُنْتَ جاهِلَـهُ
بِجَـدّهِ أنْبِيَـاءُ الله قَـدْ خُتِمُـوا
وَلَيْسَ قَوْلُكَ : مَن هَذَا ؟ بِضَائِـرِه
العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجَـمُ
كِلْتا يَدَيْـهِ غِيَـاثٌ عَـمَّ نَفعُهُمَـا
يُسْتَوْكَفانِ ، وَلا يَعرُوهُمـا عَـدَمُ
سَهْلُ الخَلِيقَةِ ، لا تُخشـى بَـوَادِرُهُ
يَزِينُهُ اثنانِ : حُسنُ الخَلقِ وَالشّيـمُ
حَمّالُ أثقالِ أقـوَامٍ ، إذا افتُدِحُـوا
حُلوُ الشّمائلِ ، تَحلُو عنـدَهُ نَعَـمُ
ما قال : لا قـطُّ ، إلاّ فِي تَشَهُّـدِهِ
لَوْلا التّشَهّـدُ كانَـتْ لاءَهُ نَعَـمُ
عَمَّ البَرِيّةَ بالإحسـانِ ، فانْقَشَعَـتْ
عَنْها الغَياهِبُ والإمْـلاقُ والعَـدَمُ
إِذْ رَأتْـهُ قُـرَيْـشٌ قَـالَ قائِلُهـا
إلـى مَكَـارِمِ هَذَا يَنْتَهِي الكَـرَمُ
يُغْضِي حَياءً ، وَيُغضَى من مَهابَتِـه
فَمَـا يُكَلَّـمُ إلاّ حِيـنَ يَبْتَسِـمُ
بِكَفّـهِ خَيْـزُرَانٌ رِيـحُـهُ عَبِـقٌ
من كَفّ أرْوَعَ ، فِي عِرْنِينِهِ شـمَمُ
يَكـادُ يُمْسِكُـهُ عِرْفـانَ رَاحَتِـهِ
رُكْنُ الحَطِيمِ إِذَا مَا جَـاءَ يَستَلِـمُ
الله شَـرّفَـهُ قِـدْمـاً ، وَعَظّمَـهُ
جَرَى بِـذاكَ لَهُ فِي لَوْحِـهِ القَلَـمُ
أيُّ الخَلائِـقِ لَيْسَـتْ فِي رِقَابِهِـمُ
لأوّلِـيّـةِ هَذَا ، أوْ لَـهُ نِـعـمُ
مَن يَشكُـرِ الله يَشكُـرْ أوّلِيّـةَ ذَا
فالدِّينُ مِن بَيتِ هَذَا نَالَـهُ الأُمَـمُ
يُنمى إلى ذُرْوَةِ الدّينِ التـي قَصُرَتْ
عَنها الأكفُّ ، وعن إدراكِها القَـدَمُ
مَنْ جَدُّهُ دان فَضْـلُ الأنْبِيـاءِ لَـهُ
وَفَضْلُ أُمّتِـهِ دانَـتْ لَـهُ الأُمَـمُ
مُشْتَقّـةٌ مِـنْ رَسُـولِ الله نَبْعَتُـهُ
طَابَتْ مَغارِسُـهُ والخِيـمُ وَالشّيَـمُ
يَنْشَقّ ثَوْبُ الدّجَى عن نورِ غرّتِـهِ
كالشمس تَنجابُ عن إشرَاقِها الظُّلَمُ
من مَعشَرٍ حُبُّهُـمْ دِينٌ ، وَبُغْضُهُـمُ
كُفْرٌ، وَقُرْبُهُـمُ مَنجـىً وَمُعتَصَـمُ
مُقَـدَّمٌ بعـد ذِكْـرِ الله ذِكْرُهُـمُ
فِي كلّ بَدْءٍ ، وَمَختومٌ بـه الكَلِـمُ
إنْ عُدّ أهْلُ التّقَى كانـوا أئِمّتَهـمْ
أوْ قيل من خيرُ أهل الأرْض؟ قيل هم
لا يَستَطيعُ جَـوَادٌ بَعـدَ جُودِهِـمُ
وَلا يُدانِيهِـمُ قَـوْمٌ ، وَإنْ كَرُمُـوا
هُمُ الغُيُوثُ ، إذا ما أزْمَـةٌ أزَمَـتْ
وَالأُسدُ أُسدُ الشّرَى ، وَالبأسُ محتدمُ
لا يُنقِصُ العُسرُ بَسطاً من أكُفّهِـمُ
سِيّانِ ذلك : إن أثَرَوْا وَإنْ عَدِمُـوا
يُستدْفَعُ الشـرُّ وَالبَلْـوَى بحُبّهِـمُ
وَيُسْتَـرَبّ بِهِ الإحْسَـانُ وَالنِّعَـمُ
ثم قال الفرزدق هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السَّلام ) .
فثار هشام و أمر باعتقال الفرزدق ، فاعتقل و اُودع في سجون عسفان ، و بلغ ذلك الإمام زين العابدين ( عليه السَّلام ) فبعث إليه بإثني عشر ألف درهم ، فردَّها الفرزدق ، و قال : إني لم أقل ما قلت إلا غضباً لله و لرسوله ، و لا آخذ على طاعة الله أجراً ، فأعادها الإمام ( عليه السَّلام ) و أرسل إليه : نحن أهل بيت لا يعود إلينا ما اعطينا ، فقبلها الفرزدق .
--------------------------------------------------------------------------------
عادل الرديعان
02-09-2008, 11:08 PM
يزيد بن معاويه ابن ابي سفيان غفر الله له
لو لم تشغله الخلافه عن الشعر لكان من اعظم شعراء عصره
خُذوا بِدَمِي ذَات الوشَـاحِ ، فإنَّنِـي=رَأَيْتُ بِعيْنِـي فِـي أَنَامِلَـهَا دَمِـي
وَلاَ تَقْتلوهَـا إِنْ ظَفِـرتُـم بِِقَتْلِـهَا=بَلَى خَبِّرُوهَا بَعـدَ مَوْتِـي بِمَأْتَمِـي
وقُولُوا لَهَا : يَا مُنْيَـةَ النَّفْـسِ إنَّنِـي=قَتِيلُ الهَوَى والعِشْقِ لَوْ كُنْتِ تَعلَمِـي
لَهَا حُكْمُ لُقْمانٍ وصُـورةُ يُوسُـفٍ=ونَغْـمَـةُ دَاودٍ وعِـفَّـةُ مَـرْيَـمِ
وَلِي حُزْنُ يَعْقوبٍ وَوَحْشَـةُ يُونُـسٍ=وآلاَمِ أَيُّــوبٍ ، وحَـسْـرةُ آدَمِ
وَلَمَّـا تَلاقَينَـا وَجَـدْتُ بَنَـانَهَـا=مُخَضَّبـةً تَحكِـي عُصَـارَةَ عَنْـدَمِ
فَقُلْتُ : خَضَبْـتِ الكَـفَّ بَعـدِي=أَهَكَذَا يَكُونُ جَزاءُ المُسْتَهَامِ المُتَيَّـمِ ؟
فَقَالَت وَأَبْدَتْ فِي الحَشَا حُرقَ الجَوَى=مَقَالـةَ مَنْ فِي القَـوْلِ لَـمْ يَتَبَـرَّمِ
وَعَيْشِكَ مَا هَـذَا خِضَابـاً عَرَفْتُـهُ=فَلا تَكُ بالبُهْـتانِ وَالـزُّورِ مُتْهِمِـي
ولكَّنَنِي لَمَّـا رَأَيْتُـكَ نَائِيـاً وَقَـدْ=كُنْتَ لِي كَفِّي وَزنْـدِي ومِعْصَمِـي
بَكَيْتُ دَماً يَـوْمَ النَّـوَى فَمَسَحْتُـهُ=بِكَفِّي ، وهَذَا الأَثْـرُ مِنْ ذَلكَ الـدَّمِ
ولَوْ قَبْلَ مَبْكَاهَـا بَكَيـتُ صَبَابـةً=بِسُعْدى شَفَيْتُ النَّفْس قَبُـلَ التَّنَـدُّمِ
ولَكنْ بَكَتْ قَبْلي ، فَهَيَّجَ لِي البُكَـا=بُكَاهَا ، فَكَـانَ الفَضْـلُ للمُتَقَـدِّمِ
خَفاجِيَّةُ الأَلْحَاظِ مَهْضُومَـةُ الحَشَـا=هِـلالِيَّـةُ العَيْنَيـنِ طَائِيَّـة الفَـمِ
مُنَعَّمَةُ الأَعطَافِ يَجـرِي وِشَاحُهَـا=عَلَى كَشْحِ مُرْتَجِّ الـرَّوَادفِ أَهْضَـمِ
ومَمشُوطةٌ بِالمِسْكِ قَدْ فَـاحَ نَشْرُهَـا=بِثَغـرٍ ، كَأَنَّ الـدُرَّ فِيـهِ ، مُنَظَّـمِ
..................................
..................
........
,,
,
نواف التركي
02-09-2008, 11:36 PM
ورد
وكل ما تجودين به نفيس
لك جنائن منك
أريـــام
02-09-2008, 11:36 PM
يزيد بن معاويه ابن ابي سفيان غفر الله له
لو لم تشغله الخلافه عن الشعر لكان من اعظم شعراء عصره
خُذوا بِدَمِي ذَات الوشَـاحِ ، فإنَّنِـي=رَأَيْتُ بِعيْنِـي فِـي أَنَامِلَـهَا دَمِـي
وَلاَ تَقْتلوهَـا إِنْ ظَفِـرتُـم بِِقَتْلِـهَا=بَلَى خَبِّرُوهَا بَعـدَ مَوْتِـي بِمَأْتَمِـي
وقُولُوا لَهَا : يَا مُنْيَـةَ النَّفْـسِ إنَّنِـي=قَتِيلُ الهَوَى والعِشْقِ لَوْ كُنْتِ تَعلَمِـي
لَهَا حُكْمُ لُقْمانٍ وصُـورةُ يُوسُـفٍ=ونَغْـمَـةُ دَاودٍ وعِـفَّـةُ مَـرْيَـمِ
وَلِي حُزْنُ يَعْقوبٍ وَوَحْشَـةُ يُونُـسٍ=وآلاَمِ أَيُّــوبٍ ، وحَـسْـرةُ آدَمِ
وَلَمَّـا تَلاقَينَـا وَجَـدْتُ بَنَـانَهَـا=مُخَضَّبـةً تَحكِـي عُصَـارَةَ عَنْـدَمِ
فَقُلْتُ : خَضَبْـتِ الكَـفَّ بَعـدِي=أَهَكَذَا يَكُونُ جَزاءُ المُسْتَهَامِ المُتَيَّـمِ ؟
فَقَالَت وَأَبْدَتْ فِي الحَشَا حُرقَ الجَوَى=مَقَالـةَ مَنْ فِي القَـوْلِ لَـمْ يَتَبَـرَّمِ
وَعَيْشِكَ مَا هَـذَا خِضَابـاً عَرَفْتُـهُ=فَلا تَكُ بالبُهْـتانِ وَالـزُّورِ مُتْهِمِـي
ولكَّنَنِي لَمَّـا رَأَيْتُـكَ نَائِيـاً وَقَـدْ=كُنْتَ لِي كَفِّي وَزنْـدِي ومِعْصَمِـي
بَكَيْتُ دَماً يَـوْمَ النَّـوَى فَمَسَحْتُـهُ=بِكَفِّي ، وهَذَا الأَثْـرُ مِنْ ذَلكَ الـدَّمِ
ولَوْ قَبْلَ مَبْكَاهَـا بَكَيـتُ صَبَابـةً=بِسُعْدى شَفَيْتُ النَّفْس قَبُـلَ التَّنَـدُّمِ
ولَكنْ بَكَتْ قَبْلي ، فَهَيَّجَ لِي البُكَـا=بُكَاهَا ، فَكَـانَ الفَضْـلُ للمُتَقَـدِّمِ
خَفاجِيَّةُ الأَلْحَاظِ مَهْضُومَـةُ الحَشَـا=هِـلالِيَّـةُ العَيْنَيـنِ طَائِيَّـة الفَـمِ
مُنَعَّمَةُ الأَعطَافِ يَجـرِي وِشَاحُهَـا=عَلَى كَشْحِ مُرْتَجِّ الـرَّوَادفِ أَهْضَـمِ
ومَمشُوطةٌ بِالمِسْكِ قَدْ فَـاحَ نَشْرُهَـا=بِثَغـرٍ ، كَأَنَّ الـدُرَّ فِيـهِ ، مُنَظَّـمِ
..................................
..................
........
,,
,
موضوع رائع جدا
شكرا نواف :)
نواف التركي
02-09-2008, 11:38 PM
عادل الرديعان
لـ جمال ما أخترت
أشكر روحك
نواف التركي
02-09-2008, 11:39 PM
أريام
العفو
نطمع بما علق في ذاكرتك من نصوص
عبدالله ثويني المانع
02-10-2008, 12:00 AM
..
ــ شبيـه الياسمـين يداً وخداً ــ
ـ أميـر الصـعاليـك - عروة بن الـورد ـ
طِماحي ؟ أنْ تماثلني الطِماحـا =فيغدو حبّـنـا للــــراح ِ راحــــا
تضيء غدي بوجهكَ حين يرثي =سُهادي عُشـبَ عيني والصّباحـا
وتفطمـني من الأحزان ِ ...إنـي =رَضَعْتُ الدّمْعَ لا الماءَ القـــراحـا
فلست ُ بسائل ٍـ إلآكَ ـ جـاهــــــا ً =ولا بسواك َ أنتهِــلُ ارتياحـــــــا
ولم أعـــرفْ لقافــلـتي غُـــدوّا =إلى بستان ِ غيـركَ أو رُواحـــــا
فهلْ من رادم ٍ ـ للطيش ِ ـ بئــرا ً =سِواكَ إذا أردْت َ لي َ الصَلاحـا ؟
إذا جئـتُ النَجاحَ فأنتَ عــزمــي =وشيطاني إذا جئـت ُ الجُـناحـــا
وحسبُكَ أنْ وجــدتَ بيَ المعنّى =وحسبي أنْ وجدتُ بك الفلاحــا
تشــدُّ حقولـُكَ الزهراءُ نـبْـعــي =لجدولِها وتحرِمُني الأقاحــــا
فيـا مُتعَـسِّّفا ً حســــنـاً وصــدّا ً =ترفّقْ بالأسير ِ.. كفى اجْـتِراحا
..
نواف التركي
02-10-2008, 12:03 AM
عبدالله
عروه بن الورد
لم أكن أعلم أنه يقدر على مثل هذه الرقّه
شكراً لا تنتهي
عبدالله ثويني المانع
02-10-2008, 12:05 AM
..
ــ شبيـه الياسمـين يداً وخداً ــ
ـ أميـر الصـعاليـك - عروة بن الـورد ـ
أتحْرِمُـني رحيقَك ثـمّ تــرجــو =لقلـبـي من هــواجسِهِ ارتياحــا ؟
تعال َ فإنّ جمرَكَ خـيـرُ بـَـرْد ٍ =لمُرتشِف ٍ ضرامَ هوىً صُراحا (2)
تعال َ اســترْ بقايــا كـبريائي =فإني قد خشيــت ُ الإفتضاحـا
تعال نُشيدُ من مرَح ٍ صروحـا ً =فقد لا نستطيعُ غـدا ً مَـــراحـــا
تعال نُخـيـطُ عمرا ً كاد يَبْـلى =وننسِـجُ من لذائـذِنـا وِشاحـــا
فأطلِقْ مِعـزَفي من قيْـد ِ صمتٍ =وأيْقِظْ بالهديلِ بي َ الصُداحــــا
ألسْتَ يمامتي السمراء َ مــدّتْ =على عمري ومطمحه ِ جَناحــا ؟
فلا تُطلِقْ سراحي .. إنّ قلبي =يضيعُ غداةَ تُطلِقه ُ السّــراحــا
..
نواف
الشكر لك ولـ مساحة جمال خلقتها
* لم ينتهي :)
..
نواف التركي
02-10-2008, 12:08 AM
بين رقّة هذا
وعزم هذا
وصدق هذا
وعشق هذا
يكون الفضاء أرحب
ولن تنتهي
عبدالله ثويني المانع
02-10-2008, 12:10 AM
..
ــ شبيـه الياسمـين يداً وخداً ــ
ـ أميـر الصـعاليـك - عروة بن الـورد ـ
وعلمني التجـلدَ حين تُرســي =إليّ لظى صـدودِكَ والجراحــا
وشيْـتُ بفوح ِ ثغرك للأقاحي =فناصَبَكَ الشذا حَسَـدا ً جِماحـا
شبيهَ الياسمين يــدا ً وخــدّا ً =وجيــدا ً.. إنما زاد امتِياحـــا
أسَرْتَ بزهرِثغرِكَ نحلَ ثغري =وفي مُقلي تحـدّيْتَ المِلاحــــا
خسرْتُ سفائني وضفافَ نهري =وبستانَ المنى ... فكن ِ الرِباحــا
فما نفعُ الشِــراع ِ بغــير بَــحــر ٍ =وريـح ٍ ؟ كنْ بحاري والرياحــا
وصاهرني يدا ً..قلباَ .. وجفــنا ً =فماً صوتاً صدىً خطوا ً وساحا
عبدالله ثويني المانع
02-10-2008, 12:13 AM
..
ــ شبيـه الياسمـين يداً وخداً ــ
ـ أميـر الصـعاليـك - عروة بن الـورد ـ
وحاذِرْ من جنون فمي .. فإني =ظميء شذاكَ من شفتيكَ فاحــا
أخافُ على ربيعكَ من خريفي =ومن شوق ٍ تملّكني اجتياحـا
فضرّجْ بالرحيق يبيسَ ثغري =ونادِمني غبوقـا ً واصطباحــا
وصُبّ فيوضَ بوحكَ في قصيدي =فما شعري إذا ألِـفَ النواحـــا ؟
عرفتكَ للهوى وطنــا ً ... فوَطّنْ =بقلبك َ ذا الغريبَ المُسْــتباحـــا
وأمْهِِِـــلني البقيّة َ مــن حيــاتي =أريح ُ بها فؤادا ً مـا استراحـــا
فعروةُ لا يزالُ يفيض ُ وجــدا ً =وإنْ ركبَ المفاوزَ والبِطاحـــا
وما سألَ النجاحَ يداً ... ولـكـنْ =بحبّــك يسـألُ اللهَ النجـاحـــا
غازي العلي
02-10-2008, 12:21 AM
يادجلة الخير
محمد مهدي الجواهري
حييتُ...سَفحكِ...عن بعدٍ فحييني
يادجلة الخير يا ام البساتينِ
حييت سفحك ضمئاناً...ألوذُ..بهِ
لوذ...الحمائم بين الماءِ والطينِ
يا دجلةَ الخير يا نبْعاً أفارقُهُ
على الكراهةِ بين الحين والحينِ
إنّي فما كانت لترويني
وأنت يا قارباً تلْوي الرياحُ بهِ
ليَّ النسائمِ أطرافَ الأفانينِ(1)
وددْتُ ذاك الشراع الرّخصَ لو كفني(2)
يُحاكُ منه، غداة البيْنِ، يطويني
يا دجلة الخير: قد هانت مطامحُنا
حتى لأَدنى طِماحٍ غيرُ مضمونِ
أتضمنين مقيلاً لي سواسيةً
بين الحشائشْ أو بين الرياحينِ
خِلْواً من الهمِّ إلا همَّ خافقةٍ
بين الجوانح أعنيها وتعْنيني
تهزّني فأجاريها فتدفعُني
كالريح تُعْجلُ في دفع الطواحينِ
يا دجلة الخير: يا أطياف ساحرةٍ
يا خمر خابيةٍ في ظلّ عُرجونِ(3)
يا سكْتَةَ الموتِ، يا أطيافَ ساحرةٍ
يا خنْجَر الغدر، يا أغصان زيتونِ
يا أمّ بغدادَ، من ظَرْفٍ ومن غَنجٍ
متى التبغْددُ حتى في الدهاقينِ(4)
يا أمّ تلك التي من (ألف ليلتها)
للآنَ يعبقُ عطرٌ في التلاحينِ
يا مُسْتجمَّ (النواسيّ) الذي لبستْ(5)
به الحضارة ثوباً وشْيَ (هارون)(6)
الغاسلِ الهمّ في ثغرٍ وفي حَببٍ
والمُلْبسِ العقْلَ أزياءَ المجانينِ
والسّاحبِ الزقّ يأباهُ ويُكرِههُ(7)
والمُنْفقِ اليوْمَ يُفْدَى بالثلاثينِ(8)
والرّاهنِ السّابريَّ الخزّ في قَدحٍ(9)
والمُلهمِ الفن من لهوٍ أفانينِ
والمُسمعِ الدّهرَ والدنيا وساكنَها
قرْعَ النواقيسِ في عيد الشّعانينِ(10)
يا دجلةَ الخير: ما يُغْليكِ من حَنقٍ
يُغلي فؤادي، وما يُشجيكِ يُشجيني
ما إن تزالُ سياطُ البغْى ناقعةً
في مائكِ الطُهرِ بين الحين والحينِ
ووالغاتٌ خيولُ البغْيِ مُصبحةً
على القُرى - آمناتٍ - والدهاقينِ
يا دجْلَة الخير: أدري بالذي طَفحتْ به
مجاريك من فوقٍ إلى دُونِ
أدري على أيّ قيثارٍ قد انفجرتْ
أنغامُكِ السمّرُ عن أناتِ محزونِ
أدري بأنك من ألفٍ مَضَتْ هَدراً
للآنَ تهزْينَ من حكمِ السلاطين
تَهزين أنْ لم تَزَلْ في الشرق شاردةً(11)
من النواويس أرواحُ الفراعينِ(12)
تهزين من خِصْب جنّاتٍ مُنثرةٍ
على الضفافِ ومن بُؤسِ الملايينِ
تهزيْنَ من عُتقاءٍ يوم ملحمةٍ(13)
أضفوْا دروع مطاعيمٍ مطاعينِ
الضارعين لأقدارٍ تحِلُّ بهمْ كما
تلوّى ببطن الحوت ذو النونِ
يروْن سود الرزايا في حقيقتها
ويفزعون إلى حدْسٍ وتخمينِ
والخائفين اجتداع الفقر مالهمو
والمُفضلينَ عليه جَدْعَ عِرْنينِ(14)
واللائذين بدعوى الصبر مَجْبنةً
مستعصمين بحبْلٍ منه موهونِ
والصبرُ ما انفكّ مرداةً لمحتربٍ(15)
ومستميتٍ، ومنجاةً لمسكينِ
يا دجلةَ الخير: والدنيا مفارقةٌ
وأيّ شرٍّ بخيرٍ غيرُ مقرونِ
وأيُّ خيْرٍ بلا شرٍّ يُلقّحهُ
طهْرُ الملائكِ من رجْسِ الشياطينِ
يا دجلةَ الخير: كم من كنْز موهبةٍ
لديْكِ في (القُمْقُمِ) المسحور مخزون
لعلّ يوماً عصُوفاً جارفاً عرساً
آت فترضيك عقبان وتُرضيني
يا دجلةَ الخير: إن الشعر هدهدةٌ
للسمع، ما بين ترخيمٍ وتنوين
عفْواً يردّد في رَفْهٍ وفي عَللٍ
لحن الحياة رخيّاً غَيْرَ ملحونِ
يا دجلة الخير: كان الشعر مُذْ رسمتْ
كفّ الطبيعةِ لوْحاً (سفرَ تكوينِ)
يا دجلة الخير: لم نصحبْ لمسْكنةٍ
لكنْ لنلْمِسَ أوجاعَ المساكينِ
هذى الخلائقُ أسفارٌ مُجسّدةٌ
المُلهمونَ عليها كالعناوينِ
إذا دجا الخطْبُ شعَت في ضمائرهم
أضواءُ حرْفٍ بليل البؤسِ مرهونِ
دَيْنٌ لزامٌ، ومحسودٌ بِنِعمتهِ
من راح منهم خليصاً غير مديونِ
يا دجلةَ الخير: هلا بعض عارفةٍ(16)
تُسدى إليَّ على بُعدٍ فَتجْزيني
يا دجلةَ الخير: منّيني بعاطفةٍ
وألهميني سُلواناً يُسلّيني
يا دجلةَ الخير: من كلّ الاُلى خبروا
بلوايَ لم أُلْفِ حتّى مَنْ يُواسيني
يا دجلةَ الخير: خلِّي الموج مُرتفعاً
طيفاً يمرُّ وإن بعْضَ الأحايينِ
وحمّليه بحيثُ الثلجُ يغمُرني
دفْءَ (الكوانينِ) أو عطر (التشارين)(17)
يا دجلةَ الخير: يا مَن ظلَّ طائفُها
عن كلّ ما جلت الأحلامُ يُلهيني
لو تعلمين بأطيافي ووحشتها
وددّتِ مثلي لو أنّ النوْمَ يجفوني
يا دجلةَ الخير: خلّيني وما قَسمت
لي المقاديرَ من لدْغِ الثعابينِ
(1) الأفانين والأفنان: الأغصان.
(2) الرّخص: الناعم.
(3) الخابية: وعاء من الفخار يُعتّق فيه الشراب. العرجون: عذْق النخل إذا يبس واعوجّ.
(4) التبغدد: تقليد أهل بغداد ومحاكاتهم في عاداتهم وتحضّرهم.
الدهاقين: جمع دهقان: رئيس المدينة أو القرية (فارسية معرّبة).
(5) النواسي: أبو نواس.
(6) هارون: هارون الرشيد.
(7) الزق: وعاء من الجلد يتخذ للماء والخمر.
(8) بالثلاثين أي بالثلاثين يوما مجموع أيام الشهر.
(9) في هذا البيت إشارة إلى قول أبي نواس من قصيدة له وقد رهن ثيابه الثمينة كلها ومن بينها خلع العباسيين عليه.
(10) عيد الشعانين: من أعياد النصارى.
(11) تهزيْن: تهزئين (بتسهيل الهمزة).
(12) النواويس: التوابيت.
(13) العتقاء: من يؤسرون ثم يطلق سراحهم.
(14) جدع عرنين: يقال جُدع عرنينه أي قُطع أنفه.
(15) مرداة: مهلكة.
(16) العارفة: الفضل والإحسان.
(17) الكوانين: جمع كانون وهو الموقد[/quote]
عادل الرديعان
02-10-2008, 01:28 PM
.
هو دريد بن الصمة معاوية بن بكر بن علقمة الجشمي البكري . من هوازن
توفي حوالي سنة 8 هـ / 629 م
من شعراء العصر الجاهلي
شجاع من الشعراء الابطال المعمرين في الجاهليه, كان سيد بني جشم وفارسهم وقائدهم عاش حتى سقط حاجباه على عينيه,ادرك الاسلام ولم يسلم,فقتل يوم حنين
هَل مِثلُ قَلبِكَ فِي الأَهواءِ مَعـذورُ =وَالشَّيبُ بَعدَ شَبَابِ المَـرءِ مَقـدورُ
قَد خَفَّ صَحبِي وَأَشكونِي وَأَرَّقَنِـي =خَودٌ تُرَبِّبُهـا الأَبـوابُ وَالـدورُ
لَمَّا رَأَيتُ بِـأَن جَـدّوا وَشَيَّعَنِـي =يَومُ الصَبابَـةِ وَالمَنصـورُ مَنصـورُ
واكَبتُهُم بِأَمـونٍ جَسـرَةٍ أُجُـدٍ =كَأَنَّهـا فَـدَنٌ بِالطيـنِ مَمـدورُ
وَجناءَ لا يَسأَمُ الإيضـاعَ راكِبُـها =إِذا السَرابُ اِكتَساهُ الحَزنُ وَالقـورُ
كَأَنَّها بَينَ جَنبَي واسِـطٍ شَبَـبٌ =وَبَينَ لَينَةَ طاوي الكَشـحِ مَذعـورُ
يَا آلَ سُفيـانَ مَا بَالِـي وَبالُكُـمُ =أَنتُم كَثيرٌ وَفِي الأَحـلامِ عُصفـورُ
إِذا غَلَبتُم صَديقـاً تَبطِشـونَ بِـهِ =كَمَا تَهَـدَّمُ فِي الـمَاءِ الجَماهيـرُ
وَأَنتُم مَعشَـرٌ فِي عِرقِكُـم شَنَـجٌ =بُزخُ الظُهورِ وَفِي الأَستـاهِ تَأخيـرُ
يَا آلَ سُفيانَ إِنِّي قَـد شَهِدتُكُـمُ =أَيَّـامَ أُمُّكُـمُ حَـمـراءُ مِئشيـرُ
هَلاَّ نَهَيتُم أَخاكُـم عَن سَفاهَتِـهِ =إِذ تَشرَبونَ وَغاوي الخَمرِ مَزجـورُ
لَنْ تَسبِقوني وَلَو أَمهَلتُكُـم شَرَفـاً =عُقبِى إِذا أَبطَأَ الفَجـحُ المَحاميـرُ
لَقَد أَروعُ سَـوامَ الحَـيِّ ضاحِيَـةً =بِالجُردِ يُركِضُها الشُعـثُ المَغاويـرُ
يَحمِلنَ كُلَّ هِجانٍ صـارِمٍ ذَكَـرٍ =وَتَحتَهُم شَـزَّبٌ قُـبٌّ مَحاضيـرُ
إِلى الصُراخِ وَسِربَالِـي مُضاعَفَـةٌ =كَأَنَّها مُفـرَطٌ بِالسـيِّ مَمطـورُ
بَيضاءُ لا تُرتَدى إِلا لَـدى فَـزَعٍ =مِن نَسجِ داوُدَ فيها المِسكُ مَقتـورُ
مُنتَطِقـاً بِحُسـامٍ غَيـرِ مُنقَضِـمٍ =غَضبِ المَضارِبِ فِيهِ السُمُّ مَـذرورُ
وَعامِـلٍ مـارِنٍ صُـمٍّ مَعاقِمُـهُ =فِيهِ سِنانُ حَديـدِ الحَـدِّ مَطـرورُ
قَد عَلِمَ القَومُ أَنّـي مِن سَراتِهُـمُ =إِذا تَقَلَّـصُ فِي البَطـنِ المَذاكيـرُ
أَوعَدتُـمُ إِبِلـي كَـلاًّ سَيَمنَعُـها =بَنـو غَزِيَّـةَ لا ميـلٌ وَلا عـورُ
قَومٌ إِذا اِختَلَفَ الهَيجاءُ وَاِختَلَفَـت =صُبرٌ إِذا عَـرَّدَ العُـزلُ العَواويـرُ
كَأَنَّ وِلدانَهُم لَمَّا اختَلَطـنَ بِهِـم =تَحتَ العَجاجَةِ بِالأَيدِي العَصافيـرُ
إِذا طَرَدنا كَسَونـا الخَيـلَ أَنضِيَـةً =وَإِن طُـرِدنـا كَأَنّـا خَلفَنـا زورُ
تَنجو سَوابِقُها مِن ساطِـعِ كَـدِرٍ =كَما تَجَلَّلَـتِ الوَعـثَ اليَعافيـرُ
إِنَّ امرَأً باتَ عَمروٌ بَيـنَ صِرمَتِـهِ =عَمروُ بنُ سُفيانَ ذُو السَيفَينِ مَغرورُ
لا أَعرِفَـن لِمَّـةً سَـوداءَ داجِيَـةً =تَدعو كِلاباً وَفِيهَا الرِمحُ مَكسـورُ
................................
.......................
..........
,,
,
عادل الرديعان
02-10-2008, 01:33 PM
.
ولـــ/ دريد بن الصمه
ايضاً
تَقولُ أَلاَ تَبكِي أَخَـاكَ وَقَـد أَرَى =مَكانَ البُكا لَكِن بُنيتُ عَلَى الصَبـرِ
فَقُلتُ أَعَبدَ اللهِ أَبكـي أَمِ الَّـذي =لَهُ الجَدَثُ الأَعلى قَتيلَ أَبِـي بَكـرِ
وَعَبدُ يَغوثَ تَحجُلُ الطَيـرُ حَولَـهُ =وَعَزَّ المُصابُ جَثوَ قَبـرٍ عَلى قَبـرِ
أَبَى القَتـلُ إِلاَّ آلَ صِمَّـةَ إِنَّهُـم =أَبَوا غَيرَهُ وَالقَدرُ يَجرِي إِلى القَـدرِ
فَإِمّـا تَرَينـا لاَ تَـزالُ دِماؤُنـا =لَدَى واتِرٍ يَسعى بِهَا آخِرَ الدَّهـرِ
فَإِنّا لَلَحمُ السَيـفِ غَيـرَ نَكيـرَةٍ =وَنَلحَمُهُ حيناً وَلَيسَ بِـذي نُكـرِ
يُغـارُ عَلَينَـا واتِرِيـنَ فَيُشتَفَـى =بِنَا إِن أُصِبنَا أَو نُغيـرُ عَلَـى وِتـرِ
بِذَاكَ قَسَمنَا الدَّهرَ شَطرَينِ قِسمَـةً =فَمَا يَنقَضِي إِلاَّ وَنَحنُ عَلَى شَطـرِ
........................................
.........................
........
,,
,
عادل الرديعان
02-10-2008, 01:35 PM
الرائع
نواف التركي
شكراً كثيراً لك على هذه المساحه من الفكر والثراء
كن بخير
عادل الرديعان
02-10-2008, 01:51 PM
.
الأفوه الأودي
هو صَلاءة بن عمرو بن مالك بن عوف بن حارث بن عوف، أبو ربيعة، من بني أود، من مذحج.من شعراء العصر الجاهلي
توفي سنة 54 هـ / 570 م
شاعر يماني جاهلي، لقب بالأفوه لأنه كان غليظ الشفتين ظاهر الأسنان.
كان سيد قومه وقائدهم في حروبهم وهو أحد الحكماء والشعراء في عصره.
إمَّـا تَـرَيْ رأسِـيَ أزرَى بـهِ =مَأْسُ زَمانٍ ذي انْتِكاسٍ مَـؤوسْ
حتَّـى حَنَـى منِّي قنـاةَ المَطـا =وعمَّمَ الـرأسَ بلـونٍ خَليـسْ
فقد أُفَـدَّى عنـدَ وقـعِ القَنـا =وأُدَّعَـى مـنَ المقـامِ البَئيـسْ
وأفْـرُجُ الأمـرَ إذا أحجمـتْ =أقـرانُـهُ مُعتصمـاً بالشُّـؤوسْ
وأقطَـعُ الهَـوْجَـلَ مستأنسـاً =بِهـوجـلٍ عَيْرانـةٍ عنتريـسْ
واللَّيـلُ كالـدَّأمـاءِ مُسْتَشْعِـرٌ =من دونهِ لوناً كلـونِ السُّـدوسْ
والدَّهرُ لا تَبْقَـى علـى صَرْفـهِ =مُغْفِـرَةٌ فِي حالـقٍ مَرْمَريـسْ
إنَّ بَنِــي أَوْدٍ هُـمُ مـا هُـمُ =للحربِ أو للجَدْبِ عامَ الشَّموسْ
يَقُـونَ فِي الحَجْـرة جِيرانَهُـمْ =بالمالِ والأنْفُـسِ من كُلِّ بُـوسْ
نَفْسي لَهُمْ عندَ انْكِسـارِ القَنـا =وقد تَرَدَّى كلُّ قِـرْنٍ حَسِيـسْ
فـأهـلُ أنْ تُفْـدَوْا إذا هَبْـوةٌ =جرَّتْ علينا الذَّيـلَ بالدَّرْدَبِيـسْ
قد أحسَنَـتْ أوْدٌ وما نـأْنـأَتْ =مَذْحِجُ فِي ضَرْبِ الكُلَى والرُّؤوسْ
إذ عايَنـوا بالخَبْـثِ رَجْراجـةٌ =تَمْشي ازْدِلافاً كازْدِلافِ العَروسْ
إذْ جَمَّعَتْ عَدْوانُ فيـها علـى =عِداتِها مِن سائـسٍ أو مَسُـوسْ
فِي مُضَرَ الحمـراءِ لَـم تَتَّـرِكْ =غُدارةٌ غيـرَ النسـاءِ الجُلـوسْ
قد غَرَّهُم ذو جَهْلِهـم فانْثَنَـوْا =عن رأيِهِ حينَ انثَنَـوا بالعَبـوسْ
وأجـفَـلَ القـومُ نعـاميَّــةٌ =عَنَّا وفِئْنـا بالنِّهـابِ النَّفيـسْ
مِـن كـلِّ بَيضـاءَ كِنـانيَّـةٍ =أو عاتـقٍ بَكْـريَّـةٍ غَيْطَمـوسْ
أو حُـرَّةٍ جَـرْداءَ مَلبـونَــةٍ =أو مُقْرَمٍ فِـي إبْلـهِ عَلْطَمِيـسْ
أو مُـوْثَـقٍ بالقِـدِّ مُسْتَسْلـمٍ =أو أَشْعَثٍ ذِي حاجةٍ مُسْتَئيـسْ
يَمشي خِلالِ الإبـل مُسْتَسْلِـماً =فِي قِدِّهِ مَشْيَ البَعيـرِ الرَّعيـسْ
كـأنَّهـا عَــدَّاءةٌ هَيْضَــلٌ =حولَ رئيسٍ عاصِـبٍ بالرئيـسْ
والمـرءُ مـا تُصْلِـحْ لـه ليلـةٌ =بالسَّعدِ، تُفْسِدْهُ ليالِي النُّحـوسْ
والخيـرُ لا يأتِـي ابتغـاءٌ بـهِ =والشَّرُّ لا يُفْنيهِ ضَرْحُ الشَّمـوسْ
بِمَهْمَــهٍ مـا لأَنـيـسٍ بـهِ =حِـسٌّ، وما فيهِ لهُ مِن رَسِيـسْ
لا يُفْـزِعُ البَهْمـةَ سِرحـانُهـا =ولا رَواياهـا حيـاضُ الأنيـسْ
من دونِها الطيـرُ، ومن فَوقِهـا =هَفاهِفُ الريحِ كجُـثِّ القَليـسْ
أبلِغْ بَنِـي أَوْدٍ، فقـد أَحْسَنـوا =أمسِ بضربِ الهامِ تَحتَ القُنُـوسْ
ولا أَخُـوا تَيْهـاءَ ذو أَربَــعٍ =مثلَ الحصَى يَرْعَى خليسَ الدَّريسْ
يَغْشَـى الجَـلاميـدَ بأمثالِهـا =مُركَّبـاتٍ فِي وَظيـفٍ نَهِيـسْ
تُغـادِرُ الـجُـبَّـةَ مُحمَّــرةً =بقانئٍ من دمِ جـوفٍ جَميـسْ
............................
.................
.........
,,
,
عادل الرديعان
02-10-2008, 01:59 PM
.
الافوه الاودي
القصيد قالها في ابيه عمر بن مالك
وهذهأبِي فارسُ الصَّرْماءِ عمرُ بنُ مالكٍ =غَداةَ الوَغَى إذْ مالَ بالجَـدِّ عاثِـرُ
غَداةَ أقامَ النَّاسُ فِي حَجْـرَ تَيْهِـم =ضِرباً كما ذِيدَ الخِماسُ البَواكـرُ
بِضَربٍ يُطيـرُ الهامَ عن سَكِناتِـه =وإصرادِ طَعْنٍ، والقَنـا مُتَشاجِـرُ
فَما غَمَرَتْهُ الحربُ إذْ شَمَّرَتْ لـهُ =ولا خارَ إذْ جُرَّتْ عليـهِ الجَرائـرُ
وقَومِ إذا كَحْلٌ على النَّاسِ صَرَّحَتْ =ولاذَت بأَذْراءِ البيـوتِ الأَباعِـرُ
وكانَ اتِّياماً كُلُّ حَـرْفٍ غزيـرةٍ =أهانُوا لَها الأموالَ والعِرْضُ وافِـرُ
هُمُ صَبَّحُوا أهلَ الطِّفافِ وسِرْبَـةٍ =بشُعْثٍ عليها المُصْلِتـون المَغـاوِرُ
كأنَّ الجِيادَ الشُّعثَ تَحْتَ رِحالِهِمْ =سَمامٌ دَعاها للمَزاحـفِ ناجِـرُ
................................
.....................
...............
,,
,
عادل الرديعان
02-10-2008, 02:08 PM
.
الخنساء
هي تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد، الرياحية السُلمية من بني سُليم من قيس عيلان من مضرمن شعراء عصر المخضرمين
توفي سنة 24 هـ / 644 م
أشهر شواعر العرب وأشعرهن على الإطلاق، من أهل نجد، عاشت أكثر عمرها في العهد الجاهلي، وأدركت الإسلام فأسلمت. ووفدت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع قومها بني سليم. فكان رسول الله يستنشدها ويعجبه شعرها، فكانت تنشد وهو يقول: هيه يا خنساء.
أكثر شعرها وأجوده رثاؤها لأخويها صخر ومعاوية وكانا قد قتلا في الجاهلية. لها ديوان شعر فيه ما بقي محفوظاً من شعرها. وكان لها أربعة بنين شهدوا حرب القادسية فجعلت تحرضهم على الثبات حتى استشهدوا جميعاً.
فقالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم.
وهذه القصيده في رثاء اخيها صخر
لَهْفي على صَخْـرٍ فإنّي أرَى لَـهُ=نَوافِـلَ مِنْ مَعْرُوفِـهِ قـد تَوَلّـتِ
وَلَهْفي على صَخْـرٍ لقـد كـان=عِصْمَةً لمولاهُ إنْ نَعْلٌ بمولاهُ زَلّـتِ
يَعُـودُ على مَـوْلاهُ مِنْـهُ برَأفَـةٍ=إذا ما الـموالي من أخيها تَخَلّـتِ
وكنتَ إذا كَـفٌّ أتَتْـكَ عَديمَـةً=تُرَجّي نَوَالاً مِنْ سَحابِـكَ بُلّـتِ
وَمُخْتَنِـقٍ راخى ابنُ عمرٍو خِناقَـهُ=وَغُمّتَـهُ عَـن وَجْهِـهِ فتَجَلّـتِ
وظاعِنَـةٍ فِي الحَيّ لَـوْلا عَطـاؤهُ=غَداةَ غَدٍ مِنْ أهلِهـا ما استَقَلّـتِ
وكُنْتَ لَنا عَيْشـاً وَظِـلَّ رَبَابَـةٍ=إذا نحنُ شِئْنـا بالنّـوالِ استَهَلّـتِ
فتًى كانَ ذا حِلْمٍ أصيـلٍ وتُـؤدَةٍ=إذا ما الحُبَى من طائفِ الجهلِ حُلّتِ
وما كَـرّ إلاّ كـانَ أوّلَ طاعِـنٍ=ولا أبْصَرَتْهُ الخيـلُ إلاّ اقْشَعَـرّتِ
فيُدْرِكُ ثأراً ثُمَّ لَمْ يُخطِـهِ الغِنـى=فمِثْلُ أخي يَوْماً بِـهِ العَيـنُ قَـرّتِ
فإنْ طَلَبُـوا وِتْـراً بَـدا بِتِرَاتِهِـمْ=وَيَصْبِرُ يَحْميهِمْ إذا الخَيـلُ وَلّـتِ
فَلَسـتُ أُرَزَّا بَـعْـدَهُ بـرَزِيّـةٍ=فـأذْكُـرَهُ إلاّ سَلَـتْ وَتَجَلّـتِ
..........................
..................
.............
,,
,
عادل الرديعان
02-10-2008, 02:14 PM
.
الخنساء
وهذه القصيده ايضاً في رثائها لاخيها صخر
يـا عَيـنِ جُـودي بالـدّمـوع=الـمُسْـتَـهِـلاّتِ السّـوَافِـحْ
فَيْضـاً كمـا فاضَـتْ غُـرُوبُ=الـمُتْـرَعـاتِ مِـنَ النّوَاضِـحْ
وابْـكـي لِصَخْـرٍ إذْ ثَــوَى=بَيـنَ الضّريـحَـةِ والصّفـائِـحْ
رَمْسـاً لـدَى جَـدَثٍ تُـذيـعُ=بِـتُـرْبِـهِ هُـوجُ الـنّـوافِـحْ
السّيّـدُ الـجِّحْجـاحُ وابــنُ=الـسّـادَةِ الشُّـمّ الجَحـاجِـحْ
الـحـامِـلُ الثّقَـلَ الـمُهـمّ=مِـنَ الـمُلِـمّـاتِ الـفَـوادحْ
الـجـابِـرُ الـعَظْـمَ الكَسيـرَ=مِـنَ الـمُهاصِـرِ والـمُمَانـحْ
الـواهِـبُ الـمِئَـةِ الـهِجَـانِ=مِـنَ الخَـنـاذيـذِ السّـوابِـحْ
الـغـافِـرُ الـذّنْـبِ العَظيـمِ=لِـذي القَـرابَـةِ والـمُمـالِـحْ
بِـتَـعَـمّـدٍ مِنْـهُ وَحِـلْــمٍ=حِيـنَ يَبغـي الحِـلْـمَ رَاجـحْ
ذاكَ الّـذي كُـنّـا بِـهِ نَشْفـي=الـمِـراضَ مـن الـجَـوَانـحْ
وَيَــرُدّ بــادِرَةَ الـعَــدوّ=ونَخْـوَةَ الشَّنِـفِ الـمُكاشـحْ
فـأصـابَنَـا رَيْـبُ الـزّمَـانِ=فَـنـالَـنـا مِـنْـهُ بِنَـاطِـحْ
فَـكَـأنّـمـا أَمَّ الـزّمــانُ=نُحُورَنـا بـمُـدَى الذّبـائِـحْ
فَنِسـاؤنـا يَنْـدُبْـنَ نَـوْحـاً=بَـعْـدَ هـادِيَـةِ الـنّـوَائِـحْ
يَحْنُـنّ بَعـدَ كَـرَى الـعُيـونِ=حَـنـيـنَ والـهَـةٍ قَـوَامِـحْ
شَعِـثَـتْ شـواحِـبَ لا يَنيـنَ=إذا وَنَـى لَـيْـلُ الـنّـوائِـحْ
يَنْـدُبْـنَ فَقْـدَ أخـي النّـدى=والخَيـرِ والشِّيَـمِ الـصّـوالِـحْ
والـجُـودِ والأيْـدي الطّـوالِ=الـمُسْتَفيضـاتِ الـسّـوامِـحْ
فـالآنَ نـحـنُ ومَـنْ سِوَانـا=مِـثْـلُ أسْـنـانِ الـقَــوارِحْ
..............................
..........................
..............
,,
,
منى الصفار
02-10-2008, 04:21 PM
محمود درويش
محمود درويش الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة ابناء وثلاث بنات ، ولد عام 1941 في قرية البروة ( قرية فلسطينية مدمرة ، يقوم مكانها اليوم قرية احيهود ، تقع 12.5 كم شرق ساحل سهل عكا) ، وفي عام 1948 لجأ الى لبنان وهو في السابعة من عمره وبقي هناك عام واحد ، عاد بعدها متسللا الى فلسطين وبقي في قرية دير الاسد (شمال بلدة مجد كروم في الجليل) لفترة قصيرة استقر بعدها في قرية الجديدة (شمال غرب قريته الام -البروة-).
اكمل تعليمه الابتدائي بعد عودته من لبنان في مدرسة دير الاسد متخفيا ، فقد كان تخشى ان يتعرض للنفي من جديد اذا كشف امر تسلله ، وعاش تلك الفترة محروما من الجنسية ، اما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف (2 كم شمالي الجديدة).
انضم محمود درويش الى الحزب الشيوعي في اسرائيل ، وبعد انهائه تعليمه الثانوي ، كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في الجرائد مثل "الاتحاد" والمجلات مثل "الجديد" التي اصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها ، وكلاهما تابعتان للحزب الشيوعي ، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر .
لم يسلم من مضايقات الاحتلال ، حيث اعتقل اكثر من مرّة منذ العام 1961 بتهم تتعلق باقواله ونشاطاته السياسية ، حتى عام 1972 حيث نزح الى مصر وانتقل بعدها الى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وقد استقال محمود درويش من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الحتجاجا على اتفاق اوسلو.
شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر في مجلة الكرمل ، واقام في باريس قبل عودته الى وطنه حيث انه دخل الى اسرائيل بتصريح لزيارة امه ، وفي فترة وجوده هناك قدم بعض اعضاء الكنيست الاسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء في وطنه ، وقد سمح له بذلك.
وحصل محمود درويش على عدد من الجوائز منها:
جائزة لوتس عام 1969.
جائزة البحر المتوسط عام 1980.
درع الثورة الفلسطينية عام 1981.
لوحة اوروبا للشعر عام 1981.
جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفيتي عام 1982.
جائزة لينين في الاتحاد السوفييتي عام 1983.
منى الصفار
02-10-2008, 04:27 PM
قطار الساعة الواحدة
رجل وامرأة يفترقان
ينفضان الورد عن قلبيها
ينكسران
يصيران ثلاثة :
رجل
وامرأة
والوقت ..
لا يأتي القطار
فيعودان الى المقهى
يقولان كلاما آخرا
ينسجمان
ويحبون بزوغ الفجر من أبواب جيتار
ولا يفترقان ..
.. وتلفت اجيل الطرف في ساحات هذا القلب
ناداني زقاق ورفاق يدخلون القبو والنسيان في مدريد
لا أنسى من المرأة الا وجهها أوفرحي
أنساك أنساك وأنساك كثيرا
لو تأخرنا قليلا عن قطار الواحدة
لو جلسنا ساعة في المطعم الصيني
لو مرّت طيور عائدة
لو قرأنا صحف الليل
لكنّا
رجلا وامرأة يلتقيان ..
محمود درويش
منى الصفار
02-10-2008, 05:22 PM
رسالة من المنفى
-1-
تحيّة ..وقبلة
وليس عندي ما أقول بعد
من أين أبتدي .. وأين انتهي؟
ودورة الزمان دون حدّ
وكل ما في غربتي
زوّادة، فيها رغيف يابس، ووجد
ودفتر يحمل عني بعض ما حملت
بصقت في صفحاته ما ضاق بي من حقد
من أين أبتدي ؟
وكل ما قيل وما يقال بعد غد
لا ينتهي بضمة .. أو لمسة من يد
لا يرجع الغريب للديار
لا ينزل الامطار
لا ينبت الريش على جناح طير ضائع .. منهد
من أين ابتدي
تحيةٌ .. وقبلةٌ .. وبعد ..
أقول للمذياع ..قل لها أنا بخير
أقول للعصفور
إن صادفتها يا طير
لا تنسى، وقل : بخير
أنا بخير، انا بخير
مازال في عيني بصر
مازال في السما قمر
وثوبي العتيق حتى الآن ما اندثر
تمزقت اطرافه
لكنني رتقته .. ولم يزل بخير
وصرت شابا جاور العشرين ..
تصوريني صرت في العشرين
وصرت كالشباب يا أماه
أواجه الحياة
وأحمل العبء كما الرجال يحملون
وأشتغل
في مطعم .. وأغسل الصحون
وأصنع القهوة للزبون
وألصق البسمات فوق وجهي الحزين
ليفرح الزبون
-2-
قد صرت في العشرين
وصرت كالشباب يا أماه
أدخن التبغ، وأتّكي على الجدار
أقول للحلوة : آه
كما يقول الآخرون
يا أخوتي، ما أطيب البنات
تصوروا كم مرة هي الحياة
بدونهن ..مره هي الحياة
وقال صاحبي: هل عندكم رغيف ؟
يا أخوتي، ماقيمة الانسان؟
إن نام كل ليلة جوعان ؟
أنا بخير
انا بخير
عندي رغيف اسمر
وسلة صغيرة من الخضار
-3-
سمعت في المذياع
قال الجميع : كلنا بخير
لا أحد حزين
فكيف حال والدي؟
الم يزل كعهده يحب ذكر الله
والابناء..والتراب ..والزيتون ؟
وكيف حال اخوتي ؟
هل اصبحوا موظفين ؟
سمعت يوما والدي يقول:
سيصبحون كلهم معلمين ..
سمعته يقول
(أجوع حتى اشتري لهم كتاب)
لا أحد في قريتي يفك خطا في خطاب
وكيف حال اختنا ؟
هل كبرت ..وجاءها خطّاب؟
وكيف حال جدتي
ألم تزل كعهدها تقعد عند الباب ؟
تدعو لنا
بالخير ..والشباب .. والثواب؟
وكيف حال بيتنا
والعتبة الملساء ..والوجاق ..والابواب؟
سمعت في المذياع
رسائل المشردين ..للمشردين
جميعهم بخير!
لكنني حزين ..
تكاد أن تأكلني الظنون
لم يحمل المذياع عنكم خبرا
ولو حزين
ولو حزين
-4-
الليل - يا أماه - ذئب جائع سفاح
يطارد الغريب أينما مضى ..
ماذا جنينا نحن يا أماه ؟
حتى نموت مرتين
فمرة نموت في الحياة
ومرة نموت عند الموت
هل تعلمين ما الذي يملأني بكاء ؟
هبي مرضت ليلة ..وهد جسمي الداء !
هل يذكر المساء
مهاجرا أتى هنا .. ولم يعد الى الوطن؟
مهاجرا مات بلا كفن؟
يا غابة الصفصاف! هل ستذكرين
أن الذي رموه تحت ظلك الحزين
- كأي شيء ميت انسان -
هل تذكرين انني انسان
وتحفظين جثتي من سطوة الغربان ؟
أماه يا أماه
لمن كتيت هذه الاوراق
أي بريد ذاهب يحملها
سدّت طريق البر والبحار والآفاق ..
وأنت يا أماه
ووالدي، وأخوتي، والأهل، والرفاق ..
لعلّكم أحياء
لعلّكم أموات
لعلّكم مثلي بلا عنوان
ما قيمة الانسان
بلا وطن
بلا علم
ودونما عنوان
ما قيمة الانسان
ما قيمة الانسان
بلا وطن
بلا علم
ماقيمة الانسان
ما قيمة الانسان
محمود درويش
وَرْد عسيري
02-11-2008, 12:33 PM
///
{ نـبذَة }
أبو البقاء الرندي
601 - 684 هـ / 1204 - 1285 م
صالح بن يزيد بن صالح بن شريف الرندي، أبو البقاء.
وتختلف كنيته بين أبي البقاء وأبي الطيب وهو مشهور في المشرق بأبي البقاء.
وهو أديب شاعر ناقد قضى معظم أيامه في مدينة رندة واتصل ببلاط بني نصر (ابن الأحمر) في غرناطة.
وكان يفد عليهم ويمدحهم وينال جوائزهم وكان يفيد من مجالس علمائها ومن الاختلاط بأدبائها كما كان ينشدهم من شعره أيضاً.
وقال عنه عبد الملك المراكشي في الذيل والتكملة كان خاتمة الأدباء في الأندلس بارع التصرف في منظوم الكلام ونثره
فقيهاً حافظاً فرضياً له مقامات بديعة في أغراض شتى وكلامه نظماً ونثراً مدون
{ لكل شيء اذا ماتمّ ( رثاء الأندلس ) }
/
/
لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ= فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ
هي الأمورُ كما شاهدتها دُولٌ =مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ
وهذه الدار لا تُبقي على أحد =ولا يدوم على حالٍ لها شان
يُمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ =إذا نبت مشْرفيّاتٌ وخُرصانُ
وينتضي كلّ سيف للفناء ولوْ =كان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان
أين الملوك ذَوو التيجان من يمن=ٍ وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ ؟
وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ =وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ ؟
وأين ما حازه قارون من ذهب =وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ ؟
أتى على الكُل أمر لا مَرد له =حتى قَضَوا فكأن القوم ما كانوا
وصار ما كان من مُلك ومن مَلِك =كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ
دارَ الزّمانُ على (دارا) وقاتِلِه= وأمَّ كسرى فما آواه إيوانُ
كأنما الصَّعب لم يسْهُل له سببُ= يومًا ولا مَلكَ الدُنيا سُليمانُ
فجائعُ الدهر أنواعٌ مُنوَّعة= وللزمان مسرّاتٌ وأحزانُ
وللحوادث سُلوان يسهلها =وما لما حلّ بالإسلام سُلوانُ
دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له =هوى له أُحدٌ وانهدْ ثهلانُ
أصابها العينُ في الإسلام فامتحنتْ =حتى خَلت منه أقطارٌ وبُلدانُ
فاسأل (بلنسيةً) ما شأنُ (مُرسيةً)= وأينَ (شاطبةٌ) أمْ أينَ (جَيَّانُ)
وأين (قُرطبة)ٌ دارُ العلوم فكم= من عالمٍ قد سما فيها له شانُ
وأين (حْمص)ُ وما تحويه من نزهٍ= ونهرهُا العَذبُ فياضٌ وملآنُ
قواعدٌ كنَّ أركانَ البلاد فما= عسى البقاءُ إذا لم تبقَ أركانُ
تبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من ! ;أسفٍ =كما بكى لفراق الإلفِ هيمانُ
على ديار من الإسلام خالية= قد أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ
حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما= فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصُلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ= حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ
يا غافلاً وله في الدهرِ موعظة=ٌ إن كنت في سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ
وماشيًا مرحًا يلهيه موطنهُ= أبعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ ؟
تلك المصيبةُ أنستْ ما تقدمها =وما لها مع طولَ الدهرِ نسيانُ
يا راكبين عتاق الخيلِ ضامرةً= كأنها في مجال السبقِ عقبانُ
وحاملين سيُوفَ الهندِ مرهفةُ= كأنها في ظلام النقع نيرانُ
وراتعين وراء البحر في دعةٍ= لهم بأوطانهم عزٌّ وسلطانُ
أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ =فقد سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ ؟
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم= قتلى وأسرى فما يهتز إنسان ؟
ماذا التقاُطع في الإسلام بينكمُ= وأنتمْ يا عبادَ الله إخوانُ ؟
ألا نفوسٌ أبياتٌ لها هممٌ =أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهمُ =أحال حالهمْ جورُ وطُغيانُ
بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم= واليومَ هم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ
فلو تراهم حيارى لا دليل لهم=ْ عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ
ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ= لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ
يا ربَّ أمّ وطفلٍ حيلَ بينهما= كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ
وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت =كأنما هي ياقوتٌ ومرجانُ
يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً =والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ
لمثل هذا يذوب القلبُ من كمدٍ =إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
/
مُتصفحٌ متربعٌ على أكُف دُرر / طِبتَ سيدي
http://www.aljnoon.com/vb/uploaded/17487_01202431652.gif (http://www.aljnoon.com/vb)
وَرْد عسيري
02-13-2008, 01:24 PM
///
{ نـبذَة }
1288 - 1368 هـ / 1871 - 1949 م
خليل بن عبده بن يوسف مطران.
شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.
ولد في بلعبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.
ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرت أربع سنين.
وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.
وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر -ط ) أربعة أجزاء.
{ .. المَـسَــاء .. }
/
/
دَاءٌ أَلَمَّ فخِلْتُ فيهِ شِفَائي = من صَبْوَتي ، فتَضَاعَفَتْ بُرَحَائي
يَا لَلضَّعيفَينِ ! اسْتَبَدَّا بي ، ومَا = في الظُّلْمِ مثلُ تَحَكُّمِ الضُّعَفَاءِ
قَلْبٌ أَذَابَتْهُ الصَّبَابَةُ وَالجَوَى ، = وَغِلاَلَةٌ رَثَّتْ مِنَ الأَدْوَاءِ
وَالرُّوحُ بَيْنَهُمَا نَسِيمُ تَنَهُّدٍ = في حَالَيِ التَّصْوِيبِ وَالصُّعَدَاءِ
وَالعَقْلُ كَالمِصْبَاحِ يَغْشَى نُورَهُ = كَدَرِي ، وَيُضْعِفُهُ نُضُوبُ دِمَائي
***
هذا الذي أَبْقَيْتِهِ يَا مُنْيَتِي = مِنْ أَضْلُعِي وَحُشَاشَتِي وَذَكَائي
عُمْرَيْنِ فِيكِ أَضَعْتُ ، لَوْ أَنْصَفْتِني = لَمْ يَجْدُرَا بتَأَسُّفِي وَبُكَائي
عُمْرَ الفَتَى الفَانِي ، وَعُمْرَ مُخَلَّدٍ = ببَيَانِهِ ، لَوْلاَكِ ، في الأَحْيَاءِ
فَغَدَوْتُ لَمْ أَنْعَمْ ، كَذِي جَهْلٍ ،وَلَمْ = أَغْنَمْ ، كَذِي عَقْلٍ ، ضَمَانَ بَقَائي
***
يَا كَوْكَبَاً مَنْ يَهْتَدِي بضِيَائِهِ = يَهْدِيهِ طَالِعُ ضِلَّةٍ وَرِيَاءِ
يَا مَوْرِدَاً يَسْقِي الوُرُودَ سَرَابُهُ = ظَمَأً إِلَى أَنْ يَهْلِكُوا بظَمَاءِ
يَا زَهْرَةً تُحْيي رَوَاعِيَ حُسْنِهَا = وَتُمِيتُ نَاشِقَهَا بلاَ إِرْعَاءِ
هَذَا عِتَابُكِ ، غَيْرَ أَنِّي مُخْطِىءٌ = أَيُرَامُ سَعْدٌ في هَوَى حَسْنَاءِ ؟
حَاشَاكِ ، بَلْ كُتِبَ الشَّقَاءُ عَلَى الوَرَى = وَالحُبُّ لَمْ يَبْرَحْ أَحَبَّ شَقَاءِ
نِعْمَ الضَّلاَلَةُ حَيْثُ تُؤْنِسُ مُقْلَتِي = أَنْوَارُ تِلْكَ الطَّلْعَةِ الزَّهْرَاءِ
نِعْمَ الشّفَاءُ إذَا رَوِيتُ برَشْفَةٍ = مَكْذُوبَةٍ مِنْ وَهْمِ ذَاكَ المَاءِ
نِعْمَ الحَيَاةُ إذَا قَضَيْتُ بنَشْقَةٍ = مِنْ طِيبِ تِلْكَ الرَّوْضَةِ الغَنَّاءِ
***
إِنِّي أَقَمْتُ عَلَى التَّعِلَّةِ بالمُنَى = في غُرْبَةٍ قَالُوا : تَكُونُ دَوَائي
إِنْ يَشْفِ هَذَا الجسْمَ طِيبُ هَوَائِهَا = أَيُلَطِّفُ النِّيرَانَ طِيبُ هَوَاءِ ؟
أَوْ يُمْسِكِ الحَوْبَاءَ حُسْنُ مُقَامِهَا ، = هَلْ مَسْكَةٌ في البُعْدِ لِلْحَوْبَاءِ ؟
عَبَثٌ طَوَافِي في البلاَدِ ، وَعِلَّةٌ = في عِلَّةٍ مَنْفَايَ لاسْتِشْفَاءِ
مُتَفَرِّدٌ بصَبَابَتي ، مُتَفَرِّدٌ = بكَآبَتي ، مُتَفَرِّدٌ بعَنَائِي
شَاكٍ إِلَى البَحْرِ اضْطِرَابَ خَوَاطِرِي = فَيُجيبُني برِيَاحِهِ الهَوْجَاءِ
ثَاوٍ عَلَى صَخْرٍ أَصَمََّ ، وَلَيْتَ لي = قَلْبَاً كَهَذِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ !
يَنْتَابُهَا مَوْجٌ كَمَوْجِ مَكَارِهِي ، = وَيَفتُّهَا كَالسُّقْمِ في أَعْضَائي
وَالبَحْرُ خَفَّاقُ الجَوَانِبِ ضَائِقٌ = كَمَدَاً كَصَدْرِي سَاعَةَ الإمْسَاءِ
تَغْشَى البَرِيَّةَ كُدْرَةٌ ، وَكَأَنَّهَا = صَعِدَتْ إلَى عَيْنَيَّ مِنْ أَحْشَائي
وَالأُفْقُ مُعْتَكِرٌ قَرِيحٌ جَفْنُهُ ، = يُغْضِي عَلَى الغَمَرَاتِ وَالأَقْذَاءِ
يَا لَلْغُرُوبِ وَمَا بهِ مِنْ عِبْرَةٍ = لِلْمُسْتَهَامِ ! وَعِبْرَةٍ لِلرَّائي !
أَوَلَيْسَ نَزْعَاً لِلنَّهَارِ ، وَصَرْعَةً = لِلشَّمْسِ بَيْنَ مَآتِمِ الأَضْوَاءِ ؟
أَوَلَيْسَ طَمْسَاً لِلْيَقِينِ ، وَمَبْعَثَاً = لِلشَّكِّ بَيْنَ غَلائِلِ الظّلْمَاءِ ؟
أَوَلَيْسَ مَحْوَاً لِلوُجُودِ إلَى مَدَىً ، = وَإِبَادَةً لِمَعَالِمِ الأَشْيَاءِ ؟
حَتَّى يَكُونَ النُّورُ تَجْدِيدَاً لَهَا ، = وَيَكُونَ شِبْهَ البَعْثِ عَوْدُ ذُكَاءِ
***
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالنَّهَارُ مُوَدِّعٌ ، = وَالقَلْبُ بَيْنَ مَهَابَةٍ وَرَجَاءِ
وَخَوَاطِرِي تَبْدُو تُجَاهَ نَوَاظِرِي = كَلْمَى كَدَامِيَةِ السَّحَابِ إزَائي
وَالدَّمْعُ مِنْ جَفْني يَسِيلُ مُشَعْشَعَاً = بسَنَى الشُّعَاعِ الغَارِبِ المُتَرَائي
وَالشَّمْسُ في شَفَقٍ يَسِيلُ نُضَارُهُ= فَوْقَ العَقِيقِ عَلَى ذُرَىً سَوْدَاءِ
مَرَّتْ خِلاَلَ غَمَامَتَيْنِ تَحَدُّرَاً ، = وَتَقَطَّرَتْ كَالدَّمْعَةِ الحَمْرَاءِ
فَكَأَنَّ آخِرُ دَمْعَةٍ لِلْكَوْن ِ قَدْ = مُزِجَتْ بآخِرِ أَدْمُعِي لرِثَائي
وَكَأَنَّني آنَسْتُ يَوْمِي زَائِلاً ، = فَرَأَيْتُ في المِرْآةِ كَيْفَ مَسَائي
/
وَاجِبٌ إحيَاؤُه
http://www.aljnoon.com/vb/uploaded/17487_01202431652.gif (http://www.aljnoon.com/vb)
[/QUOTE]
عبدالله ثويني المانع
02-14-2008, 04:22 AM
..
أبو فراس الحمداني .. في السجن !
مصابي جليل والعزاء جليل=وظني أن الله سوف يُزيل
جراح تحاماها الأساة مخافة=وسقمان باد منهما ودخيل
وأسر أقاسيه وليل نجومه=أرى كل شيء غيرهن يزول
تطول بي الساعات وهي قصيرة=وفي كل دهر لا يسرك طول
تناساني الأصحاب إلا عصابة=ستلحق بالأخرى غدا وتحول
وإن الذي يبقى على العهد منهما=وإن كثرت دعواهمو لقليل
أقلب طرفي لا أرى غير صاحب=يميل مع النعماء حيث تميل
وصرنا نرى ان المتارك محسن=وان خليلا لا يضر وصول
وكل زمان أنكد غير منصف=وكل زمان بالكرام بخيل
فيا حسرتي من لي بخلٍّ موافق=أقول بشجوي تارة ويقول
وإن وراء الستر أُمّاً بكاؤها=عليّ وإن طال الزمان طويل
فيا أمنا لا تخطئي الأجر إنه=على قدر الصبر الجميل جميل
تأسّي كفاك الله ما تحذرينه=فقد غال هذا الدهر قبلك غول
لقيت نجوم الليل وهي صوارم=وخضت سواد الليل وهو يهول
فلم أرع للنفس الكريمة خلة=عشية لم يعطف عليّ خليل
ولكن لقيت الموت حتى تركته=وفيه وفي حد الحسام فلول
..
عبدالله ثويني المانع
02-14-2008, 04:32 AM
..
ـ من أنا ـ
ـ أحمد إبراهيم ـ
آه من أنت ؟ وقلي من أنا؟
تعبان
خاسران
جمعتنا الريح
خلف باب خشبي
قد توقفنا
لنحمي ذاتنا
بعض أشلائك
بعضي
قد تساقطنا
ففضنا سوسنا
وقبضنا معطفاً
وتناجينا طويلاً
وضبابٌ مدَ في الحلم ذراعاً
لم أرك
خلف عينيك
سماءٌ موحشه
ودروب
ظلَ فيها الطفل طفلاً
عذبته صيحة الأزمان
فغدى يركض من باب لباب
من غروب ..لغروب
هجر اللعبة
أمسى خائفاً
طاردته كل هاتيك الذنوب
من جموع
وقفت توصد باباً
تلو باب
بعض أحلام المراهق
ضحكة النسوة....
بعض الهمهمات..
في مساءات الغياب
وغدى للطفل ظل ٌ
من يباب
لم ير خضرةَ حقلٍِ..
لم يكن يعلم
أن خلف السجن آفاقا ً
وخلف الأرض أرضاً
سماوات ٍ
مداراتٍ .... عِذاب
عبدالله ثويني المانع
02-14-2008, 04:39 AM
ـ من أنا ـ
ـ أحمد إبراهيم ـ
..
خلف عينيك جمالٌ موحشٌ
وحنين
ظل في السجن يغني
ويلوِن هذه الجدران
يدنو..
من سماءٍ ليصلي
وأراه
مثل حنيني
هو بعض الحزن مني
خائفاً يقبع خلفي
فأواريه وأمضي
خلف بابٍ خشبي ٍ
اوقد النار لأحمي
وحشة ً تزهرُ في الأعماق ِ
أجذب المعطف
ُأخفي داخلي
وسماوات جنوني
حين أمشي
لن تراني
لن ترى حزن سماتي
فأنا لست أنا...
قد تشتت فحاول
أن ترى خلفي
سماءً وغنى
ومواويل الليالي الجانحه
وأنتفاضاتٍ ....
وعشقاً خائفاً
وانتظارا ً في رصيف الإغتراب
فأنا مرآة أحزانك
فأسكن لاتهبْ...
إن في الظلمة قلبا ً
ووراء السجن باب
خديجة إبراهيم
02-15-2008, 02:33 AM
الأخطل الصغير
هو بشارة عبدالله الخوري المعروف بالأخطل الصغير
وسبب تسميته بالأخطل الصغير اقتداءه بالشاعر الأموي الاخطل التغلبي.
ولد في بيروت عام 1885، وتوفي فيها عام 1968.
تلقى تعليمه الأولي في الكتاب ثم أكمل في مدرسة الحكمة والفرير وغيرهما من مدارس ذلك العهد.
أنشأ عام 1908 جريدة البرق، واستمرت في الصدور حتى بداية عام 1933، عنما أغلقتها السلطات الفرنسية
و كانت حياته سلسلة من المعارك الأدبية والسياسية نذر خلالها قلمه وشعره للدفاع عن أمته وإيقاظ هممها ضد الاستعمار والصهيونية،
وكانت اللغة العربية ديدنه ومدار اعتزازه وفخره.
اتسم شعره بالأصالة، وقوة السبك والديباجة، وجزالة الأسلوب، وأناقة العبارة، وطرافة الصورة، بالإضافة إلى تنوع الأغراض وتعددها.
تأثر الأخطل الصغير بحركات التجديد في الشعر العربي المعاصر ويمتاز شعره بالغنائية الرقيقة والكلمة المختارة بعناية فائقة.
صدر له من الدواوين الشعرية
ديوان الهوى والشباب عام 1953.
ديوان شعر الأخطل الصغير عام 1961.
وصلت شهرتة إلى الأقطار العربية، وكرم في لبنان والقاهرة
في حفل تكريمه بقاعة الأونيسكو ببيروت سنة 1961 أطلق عليه لقب أمير الشعراء.
.
.
و من اجمل قصائده قصيدة (مت بعدك) او كما تغنى بها الموسيقار فريد الاطرش " عش انت "
و قد تم استبدال بعض كلمات القصيدة فى الاغنية لتناسب اذان المستمعين لذا فقد
تم وضع القصيدة حسبما تعارف عليها الناس:
.
.
عش أنت
عش أنت ، إني مت بعـدك
...........................وأطل إلى ما شئـت صـدك
كانت بقايا للغرام
..............................بمهجتى فختمت بعدك
أنقى مـن الفجـر الضحـوك
..............................فهـل أعـرت الفـجـر خــدك
وأرق مــن طـبـع النسـيـم
...............................فهـل خلعـت عليـه بــردك
وألــذ مــن كــاس الـنـديـم
...............................فهل أبحت الكأس شهـدك
مـا كـان ضـرّك لــو عـدلـت
...............................أمـــا رأت عـيـنـاك قــــدك
وجعلـت مـن جفنـي متكـأ
................................ومــــن عـيـنــي مــهــدك
ورفعت بـي عـرش الهـوى
..............................ورفعت فوق العرش بنـدك
وأعددت للشعراء سيدهـم
................................ولـلــعــشــاق عــــبــــدك
أغـضـاضــة يـــــا روض إن
................................أنا شاقني فشممت وردك
وحياة عينيك وهـي عنـدي
..............................مثـلـمـا الايمان عــنــدك
مـا قلـب أمـك إن تفارقـهـا
................................ولـــــم تـبــلــغ أشــــــدك
فـهــوت عـلـيـك بـصـدرهـا
..............................يــوم الـفــراق لتـسـتـردك
بأشـد مـن خفقـان قلـبـي
..............................يـوم قيـل : خفـرت عهـدك
تمت
متصفح رائع وثري
أخي نواف
كل الشكر لك
ولجميع المشاركين
.
::
عادل الرديعان
02-19-2008, 03:19 PM
علقمة بن عبدة الفحل
اسمه ونسبه
هو علقمة بن عبدة بن النعمان بن ناشرة بن قيس بن عبيد بن ربيعة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم بن مُر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار وقال الآمدي (( علقمة جماعة من الشعراء ليسوا ممن اعتمد ذكره ولكن أذكر علقمة الفحل وعلقمة الخصي وهم من ربيعة الجوع فأما علقمة الفحل هو علقمة بن عبدة بن ناشرة بن قيس بن عبيد بن ربيعة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم )) .
ولقب بالفحل لأنه خلف على امرأة امرئ القيس لما حكمت له على امرئ القيس بأنه اشعر منه في وصف فرسه فطلقها فخالفه عليها ومازالت العرب تسميه بذلك وقال الفرزدق :
والفحل علقمة الذي كانت له *** حلل الملوك كلامه يتنحل
وفي رواية أخرى يقول ابن قتيبة : (( ويقال : إنه قيل له الفحل لأن في رهطه رجلاً يقال له علقمة الخصي وهو علقمة بن سهل أحد بني ربعة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم ويكنى أبا الوضاح وكان بعُمَان وسبب خصائه أنه أسر باليمن فهرب فظفر به ثم هرب مرة أخرى فأخذ وخصي فهرب ثالثة وأخذ جملين يقال لهما : عوهج وداعر فصارا بعمان فمنهما العوهجية والداعرية وكان شهد على قدامة بن مظعون وكان عامل عمرَ على البحرين .
ذَهَبتَ مِنَ الهِجرانِ فِي غَيرِ مَذهَـبٍ=وَلَم يَكُ حَقّاً كُـلُّ هَـذا التَجَنُّـبُ
لَيـالِـيَ لا تَبلـى نَصيحَـةُ بَينِنـا=لَيـالِـيَ حَلُّـوا بِالسِّتـارِ فَغُـرَّبِ
مُبَـتَّـلَـةٌ كَـأَنَّ أَنضـاءَ حَليِهـا=عَلَى شَادِنٍ مِـن صاحَـةٍ مُتَـرَبَّبِ
مَحالٌ كَأَجـوازِ الجَـرادِ وَلُـؤلُـؤٌ=مِـنَ القَلَقِـيِّ وَالكَبيـسِ المُلَـوَّبِ
إِذَا أَلحَـمَ الواشـونَ لِلشَـرِّ بَينَنـا=تَبَلَّـغَ رَسُّ الحُـبِّ غَيـرُ المُكَـذَّبِ
وَمَا أَنـتَ أَم مَا ذِكـرُهـا رَبَعِيَّـةً=تَحُـلُّ بِإيـرٍ أَو بِأَكنـافِ شُربُـبِ
أَطَعتَ الوُشَـاةَ وَالمُشـاةَ بِصُرمِهـا=فَقَد أَنْهَجَـت حِبالُهـا لِلتَقَضُّـبِ
وَقَد وَعَدَتكَ مَوعِداً لَو وَفَـت بِـهِ=كَمَوعودِ عُرقـوبٍ أَخـاهُ بِيَثـرِبِ
وَقالَت وَإِن يُبخَـل عَلَيـكَ وَيُعتَـلَل=تَشَكَّ وَإِن يَكشِف غَرامَكَ تَـدرِبِ
فَقُلتُ لَهـا فِيئِـي فَمَـا تَستَفِزُّنِـي=ذُو فَيئَةٍ مِن نَوَى قُـرَّانَ مَعجـوبُ
فَفاءَت كَمَا فَاءَت مِنَ الأُدمِ مُغـزِلٌ=بِبيشَةَ تَرعَـى فِـي أَرَاكٍ وَحُلَّـبِ
فَعِشنا بِهـا مِـنَ الشَّبـابِ مُـلاوَةً=فَأَنْجَحَ آيَـاتُ الرَّسُـولِ المُخَبِّـبِ
فَإِنَّكَ لَـم تَقطَـع لُبانَـةَ عاشِـقٍ=بِمِـثـلِ بُكـورٍ أَو رَواحٍ مُـؤَوِّبِ
بِمُجفَرةِ الجَنبَيـنِ حَـرفٍ شِمِلَّـةٍ=كَهَمِّكَ مِرقالٍ عَلَى الأَيـنِ ذِعلِـبِ
إِذَا مَا ضَرَبتُ الدَفَّ أَو صُلتُ صَولَةً=تَرَقَّبُ مِنِّـي غَيـرَ أَدنَـى تَرَقُّـبِ
بِعَيـنٍ كَمِـرآةِ الصَنـاعِ تُديرُهـا=لِمَحجَرِها مِـنَ النَصيـفِ المُنَقَّـبِ
كَأَنَّ بِحاذَيهـا إِذَا مَـا تَشَـذَّرَت=عَثاكِيلَ عِذقٍ مِن سُمَيحَـةَ مُرطِـبِ
تَذُبُّ بِـهِ طَـوراً وَطَـوراً تُمِـرُّهُ=كَـذَبِّ البَشيـرِ بِالـرِّداءِ المُهَـدَّبِ
وَقَد أَغتَدِي وَالطَيـرُ فِـي وُكُناتِهـا=وَماءُ النَدى يَجرِي عَلَى كُلِّ مِذنَـبِ
بِمُنجَـرِدٍ قَـيـدِ الأَوابِـدِ لاحَـهُ=طِرادُ الهَوَادِي كُـلَّ شَـأوٍ مُغَـرِّبِ
بغَـوجٍ لَبـانُـهُ يُـتَـمُّ بَـريْمُـهُ=عَلَى نَفثِ رَاقٍ خَشيَةَ العَينِ مُجلِـبِ
كُمَيتٍ كَلَـونِ الأُرجُـوان نَشَرتَـهُ=لِبَيع الرِّداءِ فِـي الصُّـوانِ المُكَعَّـبِ
مُمَـرٍّ كَعَقـدِ الأَنـدَرِيِّ يَـزينُـهُ=مَعَ العِتقِ خَلقٌ مُفعَمٌ غَيـرُ جَأنَـبِ
لَهُ حُرَّتـانِ تَعـرِفُ العِتـقَ فِيهِمَـا=كَسامِعَتِي مَذعُورَةٍ وَسـطَ رَبـربِ
وَجَوفٌ هَوَاءٌ تَحـتَ مَتـنٍ كَأَنَّـهُ=مِنَ الهَضَبَةِ الخَلقاءِ زُحلـوقُ مَلعَـبِ
قَطاةٌ كَكُردوسِ المَحالَـةِ أَشرَفَـت=إِلَى سَنَـدٍ مِثـلِ الغَبيـطِ المُـذَأَّبِ
وَغُلبٌ كَأَعناقِ الضِبـاعِ مَضيغُهـا=سِلامُ الشَظَى يَغشَى بِها كُل مَركَبِ
وَسُمـرٌ يُفَلِّقـنَ الظِّـراب كَأَنَّهـا=حِجارَةُ غَيلٍ وَارِسـاتٌ بِطُحلُـبِ
إِذَا مَا اقتَنَصنَا لَـم نُخاتِـل بِجُنَّـةٍ=وَلَكِن نُنَادِي مِن بَعيـدٍ أَلا اركَـبِ
أَخَا ثِقَةٍ لا يَلعَـنُ الحَـيُّ شَخصَـهُ=صَبوراً عَلَى العِلاَّتِ غَيـرَ مُسَبَّـبِ
إِذا أَنـفَـدوا زاداً فَـإِنَّ عِنـانَـهُ=وَأَكرُعَهُ مُستَعمَلاً خَيـرُ مَكسَـبِ
رَأَينَـا شِيـاهـاً يَرتَعيـنَ خَميلَـةً=كَمَشيِ العَذارَى فِي المُلاءِ المُهَـدِّبِ
فَبَينـا تَمـارِينـا وَعَقـدُ عِـذَارهِ=خَرَجنَ عَلَينـا كَالجُمـانِ المُثَقَّـبِ
فَـأَتبِـع آثـارَ الشِّيـاهِ بِصـادِقٍ=حَثيثٍ كَغَيـثِ الرَّائِـحِ المُتَحَلِّـبِ
تَرَى الفَأرَ عَن مُستَرغَبِ القِدرِ لائِحاً=عَلَى جَدَدِ الصَّحراءِ مِن شَدِّ مُلهَـبِ
خَفَى الفَـأرَ مِـن أَنفاقِـهِ فَكَأَنَّمـا=تَخَلَّلَـهُ شُؤبـوبُ غَيـثٍ مُنقِّـبِ
فَظَـلَّ لِثِيـرانِ الصَّريـمِ غَماغِـمٌ=يُـدَاعِسُـهُـنَّ بِالنَّضِـيِّ المُعَلَّـبِ
فَهَاوٍ عَلَـى حُـرِّ الجَبيـنِ وَمُتَّـقٍ=بِمِدراتِـهِ كَأَنَّهـا ذَلـقُ مِشعَـبِ
وَعَادَى عِدَاءً بَيـنَ ثَـورٍ وَنَعجَـةٍ=وَتَيسٍ شَبوبٍ كَالهَشيمَـةِ قَرهَـبِ
فَقُلنا أَلا قَد كَـانَ صَيـدٌ لِقانِـصٍ=فَخَبُّوا عَلَينا فَضـلَ بُـردٍ مُطَنَّـبِ
فَظَـلَّ الأَكُـفُّ يَختَلِفـنَ بِحانِـذٍ=إِلَى جُؤجُؤٍ مِثلِ المَـداكِ المُخَضَّـبِ
كَأَنَّ عُيوبَ الوَحشِ حَـولِ خِبائِنـا=وَأَرحُلِنا الجَزعُ الَّـذِي لَـم يُثَقَّـبِ
وَرُحنَا كَأَنّا مِـن جُوَاثَـى عَشِيَّـةً=نُعالِي النِّعَاجِ بَينَ عِـدلٍ وَمُحقَـبِ
وَرَاحَ كَشاةِ الرَّبل يَنفُـضُ رَأسَـهُ=أَذَاةً بِـهِ مِـن صَائِـكٍ مُتَحَلِّـبِ
وَرَاحَ يُبارِي فِي الجِنـابِ قَلوصَنـا=عَزيزاً عَلَينـا كَالحُبـابِ المُسَيَّـبِ
................................
................
........
,,
,
مسلط الهلالي
02-20-2008, 10:33 AM
مرتع خصب . . ! !
سأمكث هنا طويلا ً فقد كفيتموني عناء البحث عن الأجمل . . ! !
عادل الرديعان
02-20-2008, 12:30 PM
..
ايضاً
علقمه الفحل
علقمة بن عَبدة بن ناشرة بن قيس،
طَحَا بِكَ قَلبٌ فِي الحِسَانِ طَـرُوبُ=بُعَيدَ الشَّبَابِ عَصرَ حَـانَ مَشيـبُ
تُكَّلِفُنِي لَيلَـى وَقَـد شَـطَّ وَلِيُّهـا=وَعَـادَت عَـوادٍ بَينَنـا وَخُطـوبُ
مُنَعَّـمَـةٌ لا يُستَطـاعُ كَـلامُهـا=عَلَى بَابِهـا مِـن أَن تُـزَارَ رَقيـبُ
إِذَا غَابَ عَنهَا البَعلُ لَم تُفشِ سِـرَّهُ=وَتُرضي إِيابَ البَعلِ حِيـنَ يَـؤوبُ
فَلا تَعدِلِـي بَينِـي وَبَيـنَ مُغَمَّـرٍ=سَقَتكِ رَوايا المُزنِ حَيـثُ تَصـوبُ
سَقاكِ يَمـانٍ ذُو حَبِـيٍّ وَعـارِضٍ=تَرُوحُ بِهِ جُنـحَ العَشِـيِّ جُنـوبُ
وَمَا أَنـتَ أَم مَا ذِكـرُهـا رَبَعِيَّـةً=يُخَطُّ لَهـا مِـن ثَرمَـداءَ قَليـبُ
فَـإِن تَسأَلونِـي بِالنِّسـاءِ فَإِنَّنِـي=بَصيـرٌ بِـأَدواءِ النِّسـاءِ طَبيـبُ
إِذَا شَابَ رَأسُ المَـرءِ أَو قَـلَّ مالُـهُ=فَلَيسَ لَـهُ مِـن وُدِّهِـنَّ نَصيـبُ
يُرِدنَ ثَراءَ الـمالِ حَيـثُ عَلِمنَـهُ=وَشَرخُ الشَّبَابِ عِندَهُـنَّ عَجيـبُ
فَدَعها وَسَلِّ الهَـمَّ عَنـكَ بِجَسـرَةٍ=كَهَمِّكَ فِيهَـا بِالـرِّدافِ خَبيـبُ
وَناجِيَةٍ أَفنَـى رَكيـبَ ضُلوعِهـا=وَحـارِكَهـا تَهَـجَّـرٌ فَـدُؤوبُ
وَتُصبِحُ عَن غِبِّ السُّـرَى وَكَأَنَّهـا=مُوَلَّعَةً تَخشَـى القَنِيـصَ شَبـوبُ
تَعَفَّـقَ بِالأَرطَـى لَهـا وَأَرادَهـا= رِجَـالٌ فَبَـذَّت نَبلَهُـم وَكَليـبُ
إِلَى الحَارِثِ الوَهَّابِ أَعمَلتُ ناقَتِـي=لِكَلكَلِهـا وَالقُصـرَيَيـنَ وَجيـبُ
لِتُبلِغَنِـي دَارَ امـرِئٍ كَـانَ نائِيـاً=فَقَد قَرَّبَتنِـي مِـن نَـدَاكَ قَـروبُ
إِلَيكَ أَبَيتَ اللَّعـنَ كـانَ وَجيفُهَـا=بِمُشتَبِهـاتٍ هَـولُهُـنَّ مَهـيـبُ
تَتَـبَّـعُ أَفيـاءَ الظِّـلالِ عَشِـيَّـةً=عَلَـى طُـرُقٍ كَـأَنَّهُـنَّ سُبـوبُ
هَدَانِي إِلَيـكَ الفَرقَـدَانِ وَلاحِـبٌ=لَهُ فَـوقَ أَصـوَاءِ المِتـانِ عُلـوبُ
بِها جِيَفُ الحَسرَى فَأَمَّـا عِظَامُهـا=فَبيـضٌ وَأَمَّـا جِلدُهـا فَصَليـبُ
فَأَورَدتُهـا مـاءً كَـأَنَّ جِمامَـهُ=مِنَ الأَجنِ حِنَّـاءٌ مَعـاً وَصَبيـبُ
تُرَادَ عَلَى دِمنِ الحِياضِ فَـإِن تَعُـفُّ=فَـإِنَّ المُنَـدَّى رِحلَـةٌ فَرُكـوبُ
وَأَنتَ اِمرُؤٌ أَفضَت إِلَيـكَ أَمانَتِـي=وَقَبلَكَ رَبَّتنِـي فَضِعـتُ رُبـوبُ
فَأَدَّت بَنُو عَوفِ بنِ كَعـبٍ رَبيبَهـا=وَغودِرَ فِي بَعـضِ الجُنـودِ رَبيـبُ
فَوَاللهِ لَولا فَـارِسُ الجَـونِ مِنهُـمُ=لآبُـوا خَزَايـا وَالإِيـابُ حَبيـبُ
تُقَدِّمُـهُ حَتَّـى تَغيـبَ حُجولُـهُ=وَأَنتَ لِبَيـضِ الدَّارِعيـنَ ضَـروبُ
مُظاهِرُ سِربَالِـي حَديـدٌ عَلَيهِمـا=عَقيلاً سُيـوفٍ مِخـذَمٌ وَرُسـوبُ
فَجالَدتَهُم حَتَّى اِتَّقـوكَ بِكَبشِهِـم=وَقَد حَانَ مِن شَمسِ النَّهارِ غُـروبُ
وَقاتَلَ مِن غَسَّـانَ أَهـلُ حِفاظِهـا=وَهِنبٌ وَقـاسٌ جالَـدَت وَشَبيـبُ
تَخَشخَشُ أَبـدَانُ الحَديـدِ عَلَيهِـمُ=كَمَا خَشخَشَت يَبسَ الحَصادِ جَنوبُ
تَجـودُ بِنَفـسٍ لا يُجَـادُ بِمِثلِهَـا=وَأَنتَ بِهَـا يَـومَ اللِّقـاءِ تَطيـبُ
كَأَنَّ رِجـالَ الأَوسِ تَحـتَ لَبانِـهِ= وَما جَمَعَت جَـلٌّ مَعـاً وَعَتيـبُ
رَغا فَوقَهُم سَقبُ السَّماءِ فَداحِـصٌ=بِشَكَّتِـهِ لَـم يُستَلَـب وَسَليـبُ
كَأَنَّهُـمُ صَابَـت عَلَيهِـم سَحابَـةٌ=صَـواعِقُهـا لِطَيـرِهُـنَّ دَبيـبُ
فَلَـم تَنـجُ إِلاَّ شَطبُـةٌ بِلِجامِهـا=وَإِلاَّ طِمِـرٌّ كَـالقَنـاةِ نَجـيـبُ
وَإِلاَّ كَمِـيٌّ ذُو حِفـاظٍ كَـأَنَّـهُ=بِمَا ابتَلَّ مِن حَدِّ الظُّباتِ خَصيـبُ
وَفِي كُلِّ حَيٍّ قَد خَبَطـتَ بِنِعمَـةٍ=فَحُقَّ لِشَـأسٍ مِـن نَـدَاكَ ذَنـوبُ
وَمَا مِثلُـهُ فِـي النَّـاسِ إِلاَّ قَبيلُـهُ=مُسَـاوٍ وَلا دَانٍ لَـذَاكَ قَـريـبُ
فَلا تُحرِمَنِّـي نَائِـلاً عَـن جَنابَـةٍ=فَإِنِّي امرُؤٌ وَسطَ القِبَـابِ غَريـبُ
......................
.............
.......
,,
.
وَرْد عسيري
02-21-2008, 05:29 PM
///
{ نـبذَة }
عبدْ الرحمَن العشمَاوي
شاعر عربي مسلم من المملكة العربية السعودية .. ولد في قرية عــراء في منطقة الباحة بجنوب المملكة عام 1956م وتلقى دراسته الابتدائية هناك وعندما أنهى دراسته الثانوية التحق بكلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ليتخرج منها 1397 للهجرة ثم نال على شهادة الماجستير عام 1403 للهجرة وبعدها حصل على شهادة الدكتوراة من قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي عام 1409 للهجرة ..
درج العشماوي في وظائف التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حتى أصبح أستاذاً مساعداً للنقد الحديث في كلية اللغة العربية في هذه الجامعة .. وعمل محاضراً في قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي حتى تقاعد قبل سنوات ..
عبدالرحمن العشماوي شاعر إسلامي كبير خرج بالشعر الإسلامي من الظلام إلى النور وأعاد إليه بريقه ورونقه في عصر الغناء والطرب ولذلك نال شهرة كبيرة في الوسط الإسلامي وسينال بإذن الله تعالى أجراً عظيماً من الله عز وجل فالعشماوي هو صاحب القصائد التي تدعو إلى بزوغ فجر جديد في هذه الأمة الميتة وهو صاحب الأسلوب الحماسي الذي لا يحتاج إلا إلى رجال يفهمون ما تعنيه أبيات هذه قصائده التي تبكي حسرة على ما آلت إليه أمورنا وهو في نفس الوقت يشحذ الهم ويتكلم عن الأمل القادم وعن الإشراقة الجديدة للشمس التي يتمنى العشماوي أن تنير سماء الأمة الإسلامية من جديد
شاعر نشيط وكاتب متفتح الذهن ومن الجميل حقاً أن ترى شاعراً مسلماً يتفاعل بقوة مع أحوال أمته ومشكلاتها وبشكل دائم يدعو إلى الإعجاب فقد كتب العشماوي أشعاره ومقالاته في البوسنة والشيشان ولبنان وبالتأكيد في أطفال الحجارة وفي أحوال الأمة وفي الخير والشر وفي أهوال يوم القيامة وغير ذلك .. وهكذا هو العشماوي دائماً يسخر قلمــه وقصائده في خدمة الإسلام والمسلمين وفي شحذ الهمم والتذكير بعزة الإسلام وقوة المسلمين كما أن العشماوي كاتب نشيط وله مقالاته الدائمة في الصحف السعودية ..
أديب ومؤلف وله مجموعة من الكتب مثل كتاب الاتجاه الإسلامي في آثار على أحمد باكثير وكذلك له كتـــاب من ذاكرة التاريخ الإسلامي ، بلادنا والتميز و إسلامية الأدب كما أنه له مجموعة من الدراسات مثل دراسة (إسلامية الأدب ، لماذا وكيف ؟)
للشاعر دواوين كثيرة مثل :
إلى أمتي ، صراع مع النفس ، بائعة الريحان ، مأساة التاريخ ، نقوش على واجهة القرن الخامس عشر ، إلى حواء ، عندما يعزف الرصاص ، شموخ في زمن الانكسار ، يا أمة الإسلام ، مشاهد من يوم القيامة ، ورقة من مذكرات مدمن تائب ، من القدس إلى سراييفو ، عندما تشرق الشمس ، يا ساكنة القلب ، حوار فوق شراع الزمن و قصائد إلى لبنان ..
{ .. يَــا وَاقِـفَــاً .. }
/
/
مالي أراك تقلبُ النظرا “=“ وكأن عينك لا ترى أثرا ؟
وكأن قلبك لايحس بما “=“ يجري ولا يستشعر الخطرا
وكأن ما في الكونِ من عبرٍ “=“ ومن المواعظ واجهت حجرا
مالي أراك عقدتَ ألويةً “=“ للوهم ساقت نحوك الكدرا ؟
أو ما ترى شمس الضحى وإذا “=“ جن الظلام، أما ترى القمرا ؟
أو ما ترى الأرض التي ابتهجت “=“ أو ما ترى النبع الذي انحدرا ؟
يا هارباً من ثوب فطرته “=“ أو ما ترى الأشواك والحفرا ؟
أو ما ترى نار الظـلال رمت “=“ لهباً إليك وأرسلت شررا؟
مالي أراك كريشة علقت “=“ ببنان مرتعشٍ رأى الخطرا ؟
تصغي لقول المصلحين وإن “=“ فُتِحَ المجال ، تبعتَ من فجرا
إن أحسن الناس اقـتديت بهم “=“ وإذا أساؤا تتبع الأثرا
أتظل بين الناس إمعةً “=“ يسري بك الطوفان حيث سرى؟
عجباً أما لك منهج وسط “=“ كمحجةٍ نبراسها ظهرا ؟
يا ساكنا في دار غـفلته “=“ متوارياً وتعاتب القدرا
أنسيت أن الأرض حـين ترى “=“ الجفاف تراقب المطرا ؟
أنسيت أن الغصن يسلبه “=“ فصل الخريف جماله النضرا
مالي أراك مذبذباً قـلقا “=“ حيران يشكو طرفك السهرا ؟
هذا قطار العمر ، ما وقفتْ “=“ عرباته يوماً ولا انتظرا
فإلى متى تبقى بلا هدفٍ “=“ اسماً كأنك تجهل السفرا ؟
هبت رياح المرجفين على “=“ اسلامنا ، فلتحسن النظرا
أو ليس للقرآن جلجلة “=“ في قلبك الشاكي الذي انفطرا؟
أجزعت ؟ ، كيف وديننا أفق “=“ رحب وأدنى ما لديك ذرا ؟!
خسر الجزوع وإن سعى سعياً “=“ نحو المراد ، وفاز من صبرا
الأرض كل الأرض ترقبنا “=“ وتقول : هذا بابي انكسرا
لم تسلك الدرب الصحيح فهل “=“ ترجو النجاة وتطلب الظفرا ؟
إن الكريم إذا أساء بلا قصدٍ “=“ وأخطأ تاب واعتذرا
هذي بلادك ، ذكرها عَطِرٌ “=“ فبها تسامى المجد وازدهرا
رفعت لواء الحق منذ هوت “=“ أصنامها وضلالها اندحرا
هي واحة الدنيا فكم نشرت “=“ ظلاً على من حج واعتمرا
فافخر بها إن المحب إذا “=“ صدق الهوى ، بحبيبه افتخرا
دع عنك من ماتت مشاعره “=“ وفؤاده في حقده انصهرا
أرأيت ذا عقلٍ يمد يداً “=“ نحو التراب ويترك الثمرا ؟
فإلى متى أبقى تدنسني “=“ مدنية ، وجدانها كفرا ؟
كن واضحاً كالشمس صافية “=“ بيضاء يجلو نورها البصرا
/
وَاجِبٌ إحيَاؤُه / مراتٌ وَ مراتْ
http://www.aljnoon.com/vb/uploaded/17487_01202431652.gif (http://www.aljnoon.com/vb)
وَرْد عسيري
02-21-2008, 09:24 PM
///
{ نـبذَة }
أبو فِراس الحَمَداني
320 - 357 هـ / 932 - 967 م
الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي، أبو فراس.
شاعر أمير، فارس، ابن عم سيف الدولة. له وقائع كثيرة، قاتل بها بين يدي سيف الدولة، وكان سيف الدولة يحبه ويجله ويستصحبه في غزواته ويقدمه على سائر قومه، وقلده منبج وحران وأعمالها، فكان يسكن بمنبج ويتنقل في بلاد الشام.
جرح في معركة مع الروم، فأسروه وبقي في القسطنطينية أعواماً، ثم فداه سيف الدولة بأموال عظيمة.
قال الذهبي: كانت له منبج، وتملك حمص وسار ليتملك حلب فقتل في تدمر، وقال ابن خلّكان: مات قتيلاً في صدد (على مقربة من حمص)، قتله رجال خاله سعد الدولة.
{ .. أَرَاكَ عِصيُ الدمعِ .. }
/
/
أراكَ عصيَّ الدَّمْعِ شيمَتُكَ الصَّبْرُ=أما لِلْهَوى نَهْيٌ عليكَ و لا أمْرُ؟
بَلى، أنا مُشْتاقٌ وعنديَ لَوْعَةٌ=ولكنَّ مِثْلي لا يُذاعُ لهُ سِرُّ!
إذا اللّيلُ أَضْواني بَسَطْتُ يَدَ الهوى=وأذْلَلْتُ دمْعاً من خَلائقِهِ الكِبْرُ
تَكادُ تُضِيْءُ النارُ بين جَوانِحي =إذا هي أذْكَتْها الصَّبابَةُ والفِكْرُ
مُعَلِّلَتي بالوَصْلِ، والمَوتُ دونَهُ=إذا مِتُّ ظَمْآناً فلا نَزَلَ القَطْرُ!
حَفِظْتُ وَضَيَّعْتِ المَوَدَّةَ بيْننا =وأحْسَنُ من بعضِ الوَفاءِ لكِ العُذْرُ
وما هذه الأيامُ إلاّ صَحائفٌ=ِلأحْرُفِها من كَفِّ كاتِبِها بِشْرُ
بِنَفْسي من الغادينَ في الحيِّ غادَةً =هَوايَ لها ذنْبٌ، وبَهْجَتُها عُذْرُ
تَروغُ إلى الواشينَ فيَّ، وإنَّ لي =لأُذْناً بها عن كلِّ واشِيَةٍ وَقْرُ
بَدَوْتُ، وأهلي حاضِرونَ، لأنّني=أرى أنَّ داراً، لستِ من أهلِها، قَفْرُ
وحارَبْتُ قَوْمي في هواكِ، وإنَّهُمْ =وإيّايَ، لو لا حُبُّكِ الماءُ والخَمْرُ
فإنْ يكُ ما قال الوُشاةُ ولمْ يَكُنْ =فقدْ يَهْدِمُ الإيمانُ ما شَيَّدَ الكفرُ
وَفَيْتُ، وفي بعض الوَفاءِ مَذَلَّةٌ،=لإنسانَةٍ في الحَيِّ شيمَتُها الغَدْر
وَقورٌ، ورَيْعانُ الصِّبا يَسْتَفِزُّها،=فَتَأْرَنُ، أحْياناً كما، أَرِنَ المُهْرُ
تُسائلُني من أنتَ؟ وهي عَليمَةٌ =وهل بِفَتىً مِثْلي على حالِهِ نُكْرُ؟
فقلتُ كما شاءَتْ وشاءَ لها الهوى: =قَتيلُكِ! قالت: أيُّهمْ؟ فَهُمْ كُثْرُ
فقلتُ لها: لو شَئْتِ لم تَتَعَنَّتي، =ولم تَسْألي عَنّي وعندكِ بي خُبْرُ!
فقالتْ: لقد أَزْرى بكَ الدَّهْرُ بَعدنا =فقلتُ: معاذَ اللهِ بل أنتِ لا الدّهر
وما كان لِلأحْزان، ِ لولاكِ، مَسْلَكٌ=إلى القلبِ، لكنَّ الهوى لِلْبِلى جِسْر
وتَهْلِكُ بين الهَزْلِ والجِدِّ مُهْجَةٌ=إذا ما عَداها البَيْنُ عَذَّبها الهَجْرُ
فأيْقَنْتُ أن لا عِزَّ بَعْدي لِعاشِقٍ، =و أنّ يَدي ممّا عَلِقْتُ بهِ صِفْرُ
وقلَّبْتُ أَمري لا أرى ليَ راحَة،ً =إذا البَيْنُ أنْساني ألَحَّ بيَ الهَجْرُ
فَعُدْتُ إلى حُكم الزّمانِ وحُكمِها=لها الذّنْبُ لا تُجْزى بهِ وليَ العُذْرُ
كَأَنِّي أُنادي دونَ مَيْثاءَ ظَبْيَةً=على شَرَفٍ ظَمْياءَ جَلَّلَها الذُّعْرُ
تَجَفَّلُ حيناً، ثُمّ تَرْنو كأنّها =تُنادي طَلاًّ بالوادِ أعْجَزَهُ الحَُضْرُ
فلا تُنْكِريني، يابْنَةَ العَمِّ، إنّهُ =لَيَعْرِفُ من أنْكَرْتهِ البَدْوُ والحَضْرُ
ولا تُنْكِريني، إنّني غيرُ مُنْكَرٍ=إذا زَلَّتِ الأقْدامُ، واسْتُنْزِلَ النّصْرُ
وإنّي لَجَرّارٌ لِكُلِّ كَتيبَةٍ=مُعَوَّدَةٍ أن لا يُخِلَّ بها النَّصر
وإنّي لَنَزَّالٌ بِكلِّ مَخوفَةٍ =كَثيرٍ إلى نُزَّالِها النَّظَرُ الشَّزْرُ
فَأَظْمَأُ حتى تَرْتَوي البيضُ والقَنا=وأَسْغَبُ حتى يَشبَعَ الذِّئْبُ والنَّسْرُ
ولا أًصْبَحُ الحَيَّ الخُلُوفَ بغارَةٍ=و لا الجَيْشَ ما لم تأْتِهِ قَبْلِيَ النُّذْرُ
ويا رُبَّ دارٍ، لم تَخَفْني، مَنيعَةً =طَلَعْتُ عليها بالرَّدى، أنا والفَجْر
وحَيٍّ رَدَدْتُ الخَيْلَ حتّى مَلَكْتُهُ =هَزيماً ورَدَّتْني البَراقِعُ والخُمْرُ
وساحِبَةِ الأذْيالِ نَحْوي، لَقيتُها=فلَم يَلْقَها جافي اللِّقاءِ ولا وَعْرُ
وَهَبْتُ لها ما حازَهُ الجَيْشُ كُلَّهُ =ورُحْتُ ولم يُكْشَفْ لأبْياتِها سِتْر
ولا راحَ يُطْغيني بأثوابِهِ الغِنى =ولا باتَ يَثْنيني عن الكَرَمِ الفَقْرُ
وما حاجَتي بالمالِ أَبْغي وُفورَهُ =إذا لم أَفِرْ عِرْضي فلا وَفَرَ الوَفْرُ
أُسِرْتُ وما صَحْبي بعُزْلٍ لَدى الوَغى، =ولا فَرَسي مُهْرٌ، ولا رَبُّهُ غُمْرُ
ولكنْ إذا حُمَّ القَضاءُ على امرئٍ=فليْسَ لَهُ بَرٌّ يَقيهِ، ولا بَحْرُ
وقال أُصَيْحابي: الفِرارُ أو الرَّدى؟=فقلتُ:هما أمرانِ، أحْلاهُما مُرُّ
ولكنّني أَمْضي لِما لا يَعيبُني،=وحَسْبُكَ من أَمْرَينِ خَيرُهما الأَسْر
يَقولونَ لي: بِعْتَ السَّلامَةَ بالرَّدى=فقُلْتُ: أما و اللهِ، ما نالني خُسْرُ
وهلْ يَتَجافى عَنّيَ المَوْتُ ساعَةً =إذا ما تَجافى عَنّيَ الأسْرُ والضُّرُّ؟
هو المَوتُ، فاخْتَرْ ما عَلا لكَ ذِكْرُهُ=فلم يَمُتِ الإنسانُ ما حَيِيَ الذِّكْرُ
ولا خَيْرَ في دَفْعِ الرَّدى بِمَذَلَّة=كما رَدَّها، يوماً، بِسَوْءَتِهِ عَمْرُو
يَمُنُّونَ أن خَلُّوا ثِيابي، وإنّما=عليَّ ثِيابٌ، من دِمائِهِمُ حُمْرُ
وقائِمُ سَيْفٍ فيهِمُ انْدَقَّ نَصْلُهُ، =وأعْقابُ رُمْحٍ فيهُمُ حُطِّمَ الصَّدْرُ
سَيَذْكُرُني قومي إذا جَدَّ جِدُّهُمْ،=وفي اللّيلةِ الظَّلْماءِ يُفْتَقَدُ البَدْرُ
فإنْ عِشْتُ فالطِّعْنُ الذي يَعْرِفونَهُ =وتِلْكَ القَنا والبيضُ والضُّمَّرُ الشُّقْرُ
وإنْ مُتُّ فالإنْسانُ لابُدَّ مَيِّتٌ=وإنْ طالَتِ الأيامُ، وانْفَسَحَ العُمْرُ
ولو سَدَّ غيري ما سَدَدْتُ اكْتَفوا بهِ =وما كان يَغْلو التِّبْرُ لو نَفَقَ الصُّفْرُ
ونَحْنُ أُناسٌ، لا تَوَسُّطَ عندنا، =لنا الصَّدْرُ دونَ العالمينَ أو القَبْرُ
تَهونُ علينا في المعالي نُفوسُنا =ومن خَطَبَ الحَسْناءَ لم يُغْلِها المَهْرُ
أعَزُّ بَني الدُّنيا وأعْلى ذَوي العُلا،=وأكْرَمُ مَنْ فَوقَ التُّرابِ ولا فَخْرُ
/
http://www.aljnoon.com/vb/uploaded/17487_01202431652.gif (http://www.aljnoon.com/vb)
نواف التركي
02-21-2008, 09:44 PM
عادل الرديعان
ورد عسيري
حضور راقي وإثراء للموضوع بنصوص خالده , لكما الشكر .
ولايموت نبض يستمد من أرواحكم البقاء .
:
:
نبدة
أحمد رامي
أحمد رامي شاعر مصري شهير من أصل شركسي فجده لأبيه الأميرلاي (العميد) الشركسي حسين بك الكريتلي من رجال الجيش البارزين. ولد في 19 أغسطس 1892 م، كرّمه الرئيس المصري السابق أنور السادات حيث منحة درجة الدكتوراة الفخرية في الفنون.فهو شاعر الشباب.
ولد في حي السيدة زينب والتحق رامي بمدرسة المعلمين وتخرج منها عام 1914 وسافر الي باريس في بعثه لتعلم نظم الوثائق والمكتبات و اللغات الشرقية ثم حصل علي شهادة في المكتبات من جامعة السوربون و نال أحمد رامي تقديرا عربيا وعالميا واسع النطاق حيث كرمته مصر عندما منحته جائزة الدولة التقديرية عام 1967 كما حصل علي وسام الفنون و العلوم كما نال أيضا وسام الكفاءة الفكرية من الطبقة الممتازة حيث قام الملك الحسن الثاني ملك المغرب بتسليمه الوسام بنفسه كما انتخب رئيس لجمعية المؤلفين وحصل علي ميدالية الخلود الفني من أكاديمية الفنون الفرنسية وقبل وفاته ببضع سنوات كرمه الرئيس المصري حينها أنور السادات حيث منحة درجة الدكتوراه الفخرية في الفنون. لكن أحمد رامي أصيب بحالة من الاكتئاب الشديد بعد وفاة محبوبته الملهمة الأساسية له أم كلثوم ورفض أن يكتب أي شي بعدها حتي رحل في 5/6/1981.
رباعيات الخيام
نقلها من الفارسية : احمد رامي
سمعتُ صوتاً هاتفاً في السحر
نادى من الغيب غفاة البشر
هبوا املأوا كأس المنى
قبل أن تملأ كأسَ العمر كفُ الَقَدر
لا تشغل البال بماضي الزمان
ولا بآتي العيش قبل الأوان
واغنم من الحاضر لذاته
فليس في طبع الليالي الأمان
غَدٌ بِظَهْرِ الغيب واليومُ لي
وكمْ يَخيبُ الظَنُ في المُقْبِلِ
ولَسْتُ بالغافل حتى أرى
جَمال دُنيايَ ولا أجتلي
القلبُ قد أضْناه عِشْق الجَمال
والصَدرُ قد ضاقَ بما لا يُقال
يا ربِ هل يُرْضيكَ هذا الظَمأ
والماءُ يَنْسابُ أمامي الزُلال
أولى بهذا القلبِ أن يَخْفِقا
وفي ضِرامِ الحُبِّ أنْ يُحرَقا
ما أضْيَعَ اليومَ الذي مَرَّ بي
من غير أن أهْوى وأن أعْشَقا
أفِقْ خَفيفَ الظِلِ هذا السَحَر
نادى دَعِ النومَ وناغِ الوَتَر
فما أطالَ النومُ عُمرأ
ولا قَصَرَ في الأعمارَ طولُ السَهَر
فكم تَوالى الليل بعد النهار
وطال بالأنجم هذا المدار
فامْشِ الهُوَيْنا إنَّ هذا الثَرى
من أعْيُنٍ ساحِرَةِ الاِحْوِرار
لا توحِشِ النَفْسَ بخوف الظُنون
واغْنَمْ من الحاضر أمْنَ اليقين
فقد تَساوى في الثَرى راحلٌ غداً
وماضٍ من أُلوفِ السِنين
أطفئ لَظى القلبِ بشَهْدِ الرِضاب
فإنما الأيام مِثل السَحاب
وعَيْشُنا طَيفُ خيالٍ فَنَلْ
حَظَكَ منه قبل فَوتِ الشباب
لبست ثوب العيش لم اُسْتَشَرْ
وحِرتُ فيه بين شتى الفِكر
وسوف انضو الثوب عني ولم
أُدْرِكْ لماذا جِئْتُ أين المفر
يا من يِحارُ الفَهمُ في قُدرَتِك
وتطلبُ النفسُ حِمى طاعتك
أسْكَرَني الإثم ولكنني
صَحَوْتُ بالآمال في رَحمَتِك
إن لم أَكُنْ أَخلصتُ في طاعتِك
فإنني أطمَعُ في رَحْمَتِك
وإنما يَشْفعُ لي أنني
قد عِشْتُ لا أُشرِكُ في وَحْدَتِك
تُخفي عن الناس سنا طَلعتِك
وكل ما في الكونِ من صَنْعَتِك
فأنت مَجْلاهُ وأنت الذي
ترى بَديعَ الصُنْعِ في آيَتِك
إن تُفْصَلُ القَطرةُ من بَحْرِها
ففي مَداهُ مُنْتَهى أَمرِها
تَقارَبَتْ يا رَبُ ما بيننا
مَسافةُ البُعْدِ على قَدرِها
يا عالمَ الأسرار عِلمَ اليَقين
وكاشِفَ الضُرِّ عن البائسين
يا قابل الأعذار عُدْنا إلى
ظِلِّكَ فاقْبَلْ تَوبَةَ التائبين
نواف التركي
موضوع رائع
العـنود ناصر بن حميد
02-22-2008, 07:05 PM
أنفاسنا في الأفق حائرة
تفتش عن مكان
جثت السنين تنام بين ضلوعنا
فأشم رائحة
لشئ مات في قلبي وتسقط دمعتان
فالعطر عطرك والمكان ... هو المكان
لكن شيئاً قد تكسر بيننا
لا أنت أنت .... ولا الزمان هو الزمان
عيناك هاربتان من ثأر قديم
في الوجه سرداب عميق ...
تلال أحزان وحلم زائف
ودموع قنديل يفتش عن بريق
عيناك كالتمثال يروي قصة عبرت
ولا يدري الكلام
وعلى شواطئها بقايا من حطام
فالحلم سافر من سنين
والشاطئ المسكين ينتظر المسافر أن يعود
وشواطئ الأحلام قد سئمت كهوف الانتظار
الشاطئ المسكين يشعر بالدوار ....
لا تسأليني
كيف ضاع الحب منا في الطريق ؟
يأتي إلينا الحب لا ندري لماذا جاء !!
قد يمضي ويتركنا رمادا من حريق
فالحب أمواج .... وشطآن وأعشاب ...
ورائحة تفوح من الغريق
العطر عطرك والمكان هو المكان
واللحن نفس اللحن
فذابت مهجتان
لكن شيئاً من رحيق الأمس ضاع
حلم تراجع ... ! توبة فسدت ...! ضمير مات !!
ليل في دروب اليأس يلتهم الشعاع
الحب في أعماقنا طفل تشرد كالضياع
نحيا الوداع ولم نكن
يوماً نفكر في الوداع
ماذا يفيد إذا قضينا العمر أصناماً
يحاصرنا مكان
لم لا نقول حبيبي قد مات فينا .... العاشقان ؟
لكنني
ما عدت أشعر في ربوعك بالأمان
شئ تكسر بيننا
لا أنت أنت ولا الزمان هو الزمان
فاروق جويدة
الريـــــم
02-26-2008, 05:16 AM
لعيون عبلة
الشاعر المصري : مصطفى الجزار
كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترَه || فعيونُ عبلةَ أصبحَتْ مُستعمَرَه
لا ترجُ بسمةَ ثغرِها يوماً، فقدْ || سقطَت من العِقدِ الثمينِ الجوهرَه
قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ.. ليصفَحوا || واخفِضْ جَنَاحَ "الخِزْيِ" وارجُ المعذرَه
ولْتبتلع أبياتَ فخرِكَ صامتاً || فالشعرُ في عصرِ القنابلِ ثرثرَه
والسيفُ في وجهِ البنادقِ عاجزٌ || فقدَ الهُويّةَ والقُوى والسيطرَه
فاجمعْ مَفاخِرَكَ القديمةَ كلَّها || واجعلْ لها مِن قاعِ صدرِكَ مَقبرَه
وابعثْ لعبلةَ في العراقِ تأسُّفاً || وابعثْ لها في القدسِ قبلَ الغرغرَه
اكتبْ لها ما كنتَ تكتبُه لها || تحتَ الظلالِ، وفي الليالي المقمِرَه
"يا دارَ عبلةَ" بالعراقِ "تكلّمي" || هل أصبحَتْ جنّاتُ بابلَ مُقفِرَه؟
هل نَهْرُ عبلةَ تُستباحُ مِياهُهُ || وكلابُ أمريكا تُدنِّس كوثرَه؟
يا فارسَ البيداءِ.. صِرتَ فريسةً || عبداً ذليلاً أسوداً ما أحقرَه!!
متطرِّفاً.. متخلِّفاً.. ومخالِفاً || نَسَبوا لكَ الإرهابَ.. صِرتَ مُعسكَرَه
عَبْسٌ.. تخلّت عنكَ.. هذا دأبُهم || حُمُرٌ -لَعمرُكَ- كلُّها مستنفِرَه
في الجاهليةِ.. كنتَ وحدكَ قادراً || أن تهزِمَ الجيشَ العظيمَ وتأسِرَه
لن تستطيعَ الآنَ وحدكَ قهرَهُ || فالزحفُ موجٌ.. والقنابلُ ممطرَه
وحصانُكَ العَرَبيُّ ضاعَ صهيلُهُ || بينَ الدويِّ.. وبينَ صرخةِ مُجبَرَه
"هلاّ سألتِ الخيلَ يا ابنةَ مالِكٍ" || كيفَ الصمودُ؟! وأينَ أينَ المقدِرَه؟
هذا الحصانُ يرى المَدافعَ حولَهُ || متأهِّباتٍ.. والقذائفَ مُشهَرَه
"لو كانَ يدري ما المحاورةُ اشتكى" || ولَصاحَ في وجهِ القطيعِ وحذَّرَه
يا ويحَ عبسٍ.. أسلَمُوا أعداءَهم || مفتاحَ خيمتِهم، ومَدُّوا القنطرَه
فأتى العدوُّ مُسلَّحاً بشقاقِهم || ونفاقِهم، وأقام فيهم منبرَه
ذاقوا وَبَالَ ركوعِهم وخُنوعِهم || فالعيشُ مُرٌّ.. والهزائمُ مُنكَرَه
هذِي يدُ الأوطانِ تجزي أهلَها || مَن يقترفْ في حقّها شرّاً.. يَرَه
ضاعت عُبَيلةُ.. والنياقُ... ودارُها || لم يبقَ شيءٌ بَعدَها كي نخسرَه
فدَعوا ضميرَ العُربِ يرقد ساكناً || في قبرِهِ.. وادْعوا لهُ.. بالمغفرَه
عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ.. وريشتي || لم تُبقِ دمعاً أو دماً في المِحبرَه
وعيونُ عبلةَ لا تزالُ دموعُها || تترقَّبُ الجِسْرَ البعيدَ.. لِتَعبُرَه
محمد الضويحي
02-26-2008, 11:24 AM
جئت لألقي تحية لمثل هذا المتصفح الفصحوي الرائع
كم نحن بحاجه لإنعاش الذائقه بنصوص اللغه الأم
نواف التركي ... سأعود لأحظر مافي جعبتي من لغة الضاد ... كل الود والحب لروحك
عادل الرديعان
03-03-2008, 01:03 PM
..
المتلمس الضبعي
? - 43 ق. هـ / ? - 580 م
جرير بن عبد العزى، أو عبد المسيح،
من بني ضُبيعة، من ربيعة. شاعر جاهلي، من أهل البحرين، وهو خال طرفة بن العبد.
كان ينادم عمرو بن هند ملك العراق، ثم هجاه فأراد عمرو قتله
ففرَّ إلى الشام ولحق بآل جفنة، ومات ببصرى، من أعمال
حوران في سورية.
وفي الأمثال: أشأم من صحيفة المتلمس، وهي كتاب حمله
من عمرو بن هند إلى عامله بالبحرين وفيه الأمر بقتله ففضه وقُرِأ
له ما فيه فقذفه في نهر الحيرة ونجا.
وقد ترجم المستشرق فولرس ديوان شعره
إلى اللغة الألمانية.
ـــــــــ
يُـعـيِّرُني أمِّـي رِجـالٌ لا أَرى= أَخــا كَـرَمٍ إلِاّ بِـأَن يَـتَكَرَّما
وَمَن كانَ ذا عِرضٍ كَريمٍ فَلم يَصُن= لَـهُ حَـسَباً كـانَ اللَئيمَ المُذَمَّما
أَحـارِثُ إِنّـا لَـو تُشاطُ دِماؤُنا= تَـزَيَّلنَ حَـتّى لا يَـمَسَّ دَمٌ دَما
أَمُـنتَقِلاً مِـن آلِ بُـهثَةَ خِـلتَني= أَلا إِنَّـني مِـنهُم وَإِن كُـنتُ أَينَما
أَلا إنَّـني مِـنهُم وَعِرضِيَ عِرضَهُمُ= كَذي الأَنفِ يَحمي أَنفَهُ أَن يُكَشَّما
وَإِنَّ نِـصابي إِن سَـألتَ وَأُسـرَتي= مِـنَ الـناسِ حَـيٌّ يَقتَنونَ المُزَنَّما
وَكُـنّا إِذا الـجَبّارُ صَـعَّرَ خَـدَّهُ= أَقَـمنا لَـهُ مِـن مَـيلِهِ فَـتَقَوَّما
إِذا اِخـتَلَفَت يَوماً رَبيعَةُ صادَفَت= لَـنا حَـكَماً عَدلاً وَجَيشاً عَرَمرَما
لِذي الحِلمِ قَبلَ اليَومِ ما تُقرَعُ العَصا= وَمـا عُـلِّمَ الإِنـسانُ إِلا لِيَعلَما
وَلـو غَـيرُ أَخوالي أَرادوا نَقيصَتي= جَـعَلتُ لَهُم فَوقَ العَرانينِ ميسَما
وَهَـل لِـيَ أُمٌّ غَـيرُها إِن تَرَكتُها= أَبَـى الـلَهُ إِلاّ أَن أَكونَ لَها اِبنَما
وَمـا كُـنتُ إِلا مِـثلَ قاطِعِ كَفِّهِ= بِـكَفٍّ لَـهُ أُخرى فَأَصبَحَ أَجذَما
فَلَمّا اِستَقادَ الكَفَّ بِالكَفِّ لَم يَجِد= لَـهُ دَرَكـاً فـي أَن تَبِينا فَأَحجَما
يَـداهُ أَصـابَت هَـذِهِ حَتفَ هذهِ= فَـلَم تَـجِدِ الأُخرى عَلَيها مُقَدَّما
فَـأَطرَقَ إِطراقَ الشُجاعِ وَلو يَرَى= مَـساغاً لِـنابَيهِ الـشُجاعُ لَصَمَّما
وَقَـد كُنتُ أَرجو أَن أَكونَ لِعَقبِهِم= زَنـيماً فَـما أُجـرِرتُ أَن أَتَكَلَّما
لِأُورِثَ بَـعدي سُـنَّةً يُـقتَدَى بِها= وَأَجـلوَ عَـن ذي شُبهَةٍ أَن تَوَهَّما
أَرى عُـصَماً مِـن نَصرِ بُهثَةَ دانِياً= وَيَـدفَعُني عَـن آلِ زَيـدٍ فَبِئسَما
إِذا لَـم يَـزَل حَبلُ القَرينَينِ يَلتَوي= فَـلا بُـدَّ يَوماً مِن قُوىً أَن تُجَذَّما
إِذا مـا أَديـمُ الـقَومِ أنَهَجَهُ البِلَى= تَـفَـرَّى وَإِن كَـتَّـبتَهُ وَتَـخَرَّما
.......................
...............
.......
,,
,
وَرْد عسيري
03-03-2008, 01:15 PM
///
{ نـبذَة }
الشاعر أبي الحسن القيرواني الذي هجر قيروان إلى الأندلس حيث يكمن الجمال في طبيعة
خلابة تسبي العقول وتذهل الأبصار، إلى أن توفي عام 488 هـ بطنجة.
أعشقُهَا تِلك الأبيَات جِداً / وَ صِرتُ لِها حَافِظَة
{ .. يَا لَيلُ الصَّب.. }
/
/
يا ليلَ الصَّبِّ متى غَدُهُ؟=أقِيامُ السَّاعَةِ مَوْعِدُهُ؟
رَقَدَ السُّمَّارُ فَأَرَّقَهُ=أَسَفٌ للبَيْنِ يُرَدِّدُهُ
فَبَكاهُ النَّجْمُ ورَقَّ لهُ=مِمَّا يَرْعاهُ ويَرصُدُهُ
كَلِفٌ بِغَزالٍ ذي هَيَفٍ=خَوْفُ الواشِينَ يُشَرِّدُهُ
نَصَبَتْ عَينايَ لهُ شَرَكاً=في النَّومِ فَعَزَّ تَصَيُّدُهُ
وكَفى عَجَباً أنّي قَنَصٌ=للسِّرْبِ سَبَاني أَغْيَدُهُ
صَنَمٌ للفِتْنَةِ مُنْتَصِبٌ=أَهْواهُ ولا أَتَعَبَّدُهُ
صاحٍ، والخَمْرُ جَنى فَمِهِ=سَكْرانُ اللَّحْظِ مُعَرْبِدُهُ
يَنْضو مِن مُقْلَتِهِ سَيْفاً=وكَأنَّ نُعاساً يُغْمِدُهُ
فَيُريقُ دَمَ العُشَّاقِ بهِ=والوَيْلُ لمَــنْ يَتَقَلَّدُهُ
كَلاّ، لا ذَنْبَ لمَنْ قَتَلَتْ=عَيْناهُ ولم تَقْتُـلْ يَدُهُ
يا مَنْ جَحَدَتْ عَيْناهُ دَمي =وعلى خَدَّيْهِ تَوَرُّدُهُ
خَدّاكَ قدِ اعْتَرَفا بِدَمي=فَعَلامَ جُفونُكَ تَجْحَدُهُ؟
إنّي لأُعيذُكَ مِن قَتْلي =وأَظُنُّكَ لا تَتَعَمَّدُهُ
باللهِ هَبِ المُشْتاقَ كَرَىً =فَلَعَلَّ خَيالَكَ يُسْعِدُهُ
ما ضَرَّكَ لو داوَيْتَ ضَنى =صَبٍّ يَهْـواكَ وتُبْعِدُهُ
لم يُبْقِ هواكَ لهُ رَمَقاً=فَلْيَبْكِ عليــهِ عُوَّدُهُ
وغَداً يَقْضي أو بَعْدَ غَدٍ=هلْ مِن نَظَرٍ يَتَزَوَّدُهُ
يا أَهْلَ الشَّرْقِ لنا شَرَقٌ=بالدّمعِ يَفيضُ مُوَرَّدُهُ
يَهْوى المُشْتـاقُ لِقاءَكُمُ =وصُروفُ الدّهْرِ تُبَعِّدُهُ
ما أَحْلى الوَصْلَ وأَعْذَبَهُ =لــولا الأيّامُ تُنَكِّدُهُ
بالبَيْنِ وبالهُجْـرانِ، فيا=لِفُؤادي كيفَ تَجَلُّـدُهُ
/
عَادِل ذكرتِنِي بـ الثَراء هُنا
http://www.aljnoon.com/vb/uploaded/17487_01202431652.gif (http://www.aljnoon.com/vb)
عبدالله ثويني المانع
03-04-2008, 05:57 AM
..
صباح آخر
صباح آخر
وحياتي ليست بين يدي
صباح آخر
وأنا أحاول إخراجك من دمي
أرفو منافذ قلبي
أغلق ستائر الذاكرة
أغيّر قصة شعري
اشتري حذاءا واطئا-لست مضطرة أن أكون بطولك.
ما يربك…
انك ترفي معي منافذ قلبي
وتغلق دونك الذاكرة
واكتشف أن قصّة شعري هو ما يعجبك
و طولي لم تكن مهتما به أبدا !!!!!
..
بُطئك المدلّل
كم ْ انت بطئئئئئئئئئئئئئئئ
كلاعب شطرنج قادرٍٍ على العيش سنة كاملة
وهو يفكر بنقلة ٍواحدة!
أو كأنك بَطريقٌ
يتجول في يومه المشمس الأول
بعد شهور طويلة من الجليد!
بطؤك الذي تُدلله ُ أكثر مني
كم أكرهه!!!
..
ميدان عزلته
تبحث عن أكثر طرق العشق فتكا،
لتجعلها زينة لأحلام قديمة.
هو رجل حرب..أو رجل سلام..لا فرق!
ركب طويلا موجة تردد يوميّ
له مشهد تمثيلي في إطار زواج
أو لنقل في ميدانِ عزلة،
هي تمشي بزينتها
وهو..بميدان عزلته !.
صيف بارد جدا
كيف للصيف أن يحمل كل هذا الصقيع
الصيف ليس حميميّ معي
كما الحب.…
في آخر ممرات الصيف
زجاجات فارغة
رائحة ليمون مثقوب
والنهار خامل كرؤوس الغجر أثناء الفجر..
جميل
يحزنون
حين تنهار السقوف،
أليس جميلا
أن ترى الأنقاض تحت نور؟؟
* كولالة نوري
عادل الرديعان
03-07-2008, 08:00 AM
مَجنون لَيلى68 هـ / 687 م
قيس بن الملوح بن مزاحم العامري.
شاعر غزل، من المتيمين، من أهل نجد.
لم يكن مجنوناً وإنما لقب بذلك لهيامه في حب ليلى بنت سعد التي نشأ معها إلى أن كبرت وحجبها أبوها، فهام على وجهه ينشد الأشعار ويأنس بالوحوش، فيرى حيناً في الشام وحيناً في نجد وحيناً في الحجاز، إلى أن وجد ملقى بين أحجار وهو ميت فحمل إلى أهله.
--------------------------------
من اشعاره ---------------
هوى صاحبي ريح الشمال إذا جرت=وأهوى لنفسي أن تهب جنوب
فويلي على العذال ما يتركونني=بِغمِّي، أما في العَاذِلِين لبِيبُ
يقولون لو عزيت قلبك لا رعوى=فَقلْتُ وَهَلْ لِلعَاشقِينَ قُلُوبُ
دعاني الهوى والشوق لمل ترنمت=هَتُوفُ الضُّحَى بَيْنَ الْغُصُونِ طرُوبُ
تُجَاوِبُ وُرْقاً إذْ أصَخْنَ لِصَوْتِهَا=فَكُلٌّ لِكُلٍّ مُسْعِدٌ وَمُجيبُ
فقلت حمام الأيك مالك باكياً=أَفارَقْتَ إلْفاً أَمْ جَفاكَ حَبِيبُ
تذكرني ليلى على بعد دارها=وليلى قتول للرجال خلوب
وقد رابني أن الصبا لا تجيبني=وقد كان يدعوني الصبا فأجيب
سَبَى القلْبَ إلاَّ أنَّ فيهِ تَخلُّداً=غزال بأعلى الماتحين ربيب
فكلم غزال الماتحين فإنه=بِدَائِي وإنْ لَمْ يَشْفِنِي لَطَبِيبُ
فدومي على عهد فلست بزائل=عن العهد منكم ما أقام عسيب
,,,,,,,,,,,,,,,,,,
,,,,,,,,,,,,
,,,,,,,
,,
,
وَرْد عسيري
03-30-2008, 02:18 AM
///
{ نـبذَة }
شاعر لبناني عربي، ولد في قرية المحيدثة قضاء المتن الشمالي في لبنان في 8 أبريل 1888 وتفيد بعض المصادر أنه ولد في 21 مايو 1890،
كان من عائلةٍ أرثوذكسية فقيرة، يعتبر من رواد الشعر المعاصر، وأحد أعلام النهضة الأدبية العربية في بدايات القرن العشرين .
{ .. أين عصر الصبا .. }
/
/
مالي وما للرشإ الأغيد = خلت من الحب ومنه يدي
نأى ، فما في قربه مطمع = لا تصل الكف إلى الفرقد
قدعت باليأس خيوط المنى = وقلت للسلوان - لا تبعد
وصرت لا يطربني منشد = ولا أنا أصبو إلى منشد
أسير في الروضة عند الضحى = حيران كالمدلج في فدفد
أمامي الماء ولا أرتوي، = وحولي النور ولا أهتدي
يا ليت شعري ، أين عهد الصبا = وأين أحلام الفتى الأمرد
ولى وولت كخيال الكرى = يلوح في الذهن ولم يوجد
فيا قلوب الكاشحين اسكني = ويا عيون الحاسدين ارقدي
ويا شياهاً تتقي صولتي = قلمت أظفاري فاستأسدي
*
يا سائلي عن أمس كيف انقضى = دعه وسلني ، يا أخي ، عن غد
أروح للنفس وأهنا لها =أن تحسب الماضي لم يولد
/
رأيتُ الـ نَواف فـ تذكرتُهhttp://www.aljnoon.com/vb/uploaded/17487_01202431652.gif (http://www.aljnoon.com/vb)
نواف التركي
03-30-2008, 02:21 AM
يا ورد
لازلتي تطوقين هذا المتصفح بأسمك
فـ يمتلآ بجمال روحك
ممتن لذاكرتك حفظ هذا المتصفح
دمتِ بخير
وَرْد عسيري
04-16-2008, 05:45 PM
///
{ نـبذَة }
السَمَوأل
? - 64 ق. هـ / ? - 560 م
السموأل بن غريض بن عادياء الأزدي.
شاعر جاهلي حكيم من سكان خيبر في شمالي المدينة، كان يتنقل بينها وبين حصن له سماه الأبلق.
أشهر شعره لاميته وهي من أجود الشعر، وفي علماء الأدب من ينسبها لعبدالملك بن عبدالرحيم الحارثي.
هو الذي أجار امرؤ القيس الشاعر من الفرس.
{ .. أعاذلتي ألا لاَ تعذ ليني .. }
/
/
أَعاذِلَتي أَلا لا تَعذِليني" = "فَكَم مِن أَمرِ عاذِلَةٍ عَصَيتُ
دَعيني وَاِرشُدي إِن كُنتُ أَغوى" = "وَلا تَغوَي زَعَمتِ كَما غَوَيتُ
أَعاذِلَ قَد أَطَلتِ اللَومَ حَتّى" = "لَوَ أَنّي مُنتَهٍ لَقَدِ اِنتَهَيتُ
وَصَفراءِ المَعاصِمِ قَد دَعَتني" = "إِلى وَصلٍ فَقُلتُ لَها أَبَيتُ
وَزِقٍّ قَد جَرَرتُ إِلى النَدامى" = "وَزِقٍّ قَد شَرِبتُ وَقَد سَقَيتُ
وَحَتّى لَو يَكونُ فَتى أُناسٍ" = "بَكى مِن عَذلِ عاذِلَةٍ بَكيتُ
أَلا يا بَيتُ بِالعَلياءِ بَيتُ" = "وَلَولا حُبُّ أَهلِكَ ما أَتَيتُ
أَلا يا بَيتُ أَهلُكَ أَوعَدوني" = "كَأَنّي كُلَّ ذَنبِهِمِ جَنَيتُ
إِذا ما فاتَني لَحمٌ غَريضٌ" = "ضَرَبتُ ذِراعَ بَكري فَاِشتَوَيتُ
/
نوافْ ، حقُ المُتصفح أَن يُثرَى
http://www.aljnoon.com/vb/uploaded/17487_01202431652.gif (http://www.aljnoon.com/vb)
نواف التركي
04-17-2008, 01:34 AM
الامام سعيد بن أحمد بن سعيد البوسعيدي الذي حكم عمان بعد وفاة والده الامام سعيد بن احمد البوسعيدي عام 1296 للهجره - المؤسس الاول لدولة البوسعيد والتي لا تزال حاكمه الى الان- وكان الامام
اديبا لامعا معدودا بين ادباء عصره وينسب اليه هذا الشعر :
يا من هواه اعزه واذلني=كيف السبيل الى وصالك دلني
وتركتني حيران صبا هائما =ارعى النجوم وانت في نوم هني
عاهدتني ان لا تميل عن الهوى =وحلفت يا غصن ان لا تنثني
هب النسيم ومال غصن مثله =اين الزمان واين ما عاهدتني
جاد الزمان وانت ما واصلتني =يا باخلا بالوصل انت قتلتني
واصلتني حتى ملكت حشاشتي =ورجعت من بعد الوصال هجرتني
لما ملكت قياد سري بالهوى=وعلمت أني عاشق لك خنتني
ولأقعدن على الطريق فاشتكي =في زي مظلوم وأنت ظلمتني
ولأشكينك عند سلطان الهوى =ليعذبنك مثلما عذبتني
ولأدعين عليك في جنح الدجى =فعساك تبلى مثلما أبليتني
شكراً ورد
ياسر خطاب
04-17-2008, 02:10 AM
ولد الشاعر العراقي بدر شاكر السياب في 25/12/1925 في قرية جيكور التي اغرم بها وهام أحدهما الآخر... وهي من قري قضاء (أبي الخصيب) في محافظة البصرة.
في السوق القديم
-1-
الليل ،والسوق القديم
خفتت به الأصوات ،إلا غمغمات العابرين
وخطى .. الغريب
وما تبثّ الريح من نغم حزين
في ذلك الليل البهيم
والنور تعصره المصابيح الحزانى في شحوب
مثل الضباب على الطريق
من كل حانوت عتيق
بين الوجوه الشاحبات
كأنّه نغم يذوب
في ذلك السوق القديم
-2-
كم طاف قبلي من غريب
في ذلك السوق الكئيب
فرأى وأغمض مقلتيه ، وغاب في الليل البهيم
و ارتجّ في حلق الدخان
خيال نافذة تضاء
والريح تعبث بالدخان ......0
الريح تعبث ، في فتور واكتئاب ، بالدخان
وصدى .. غناء
يذكّر بالليالي المقمرات... وبالنخيل
وأنا الغريب أظل أسمعه... وأحلم بالرحيل
في ذلك السوق القديم
-3-
وتناثر الضوء الضئيل على البضائع .. كالغبار
يرمي الظلال ..على الظلال
كأنّها اللحن الرتيب
ويريق ألوان المغيب الباردات ، على الجدار
بين الرفوف الرازحات ، كأنها سحب المغيب
الكوب يحلم بالشراب وبالشفاه
ويدٍ تلونها الظهيرة... والسراج
أو النجوم
ولربما بردت عليه ، وحشرجت فيه الحياة
في ليلة ظلماء.. باردة الكواكب والرياح
في مخدع سهر السراج به
وأطفأه .. الصباح
-4-
ورأيت من خلل الدخان ، مشاهد الغد ..كالظلال
تلك المناديل الحيارى... وهي توميء بالوداع
أو تشرب الدمع الثقيل .. وما تزال
تطفو .. وترسب في خيالي
هوّم العطر المضاع فيها
وخضّبها ..الدم الجاري
لون الدّجى ... وتوقّد النار
يجلو الأريكة ثم تخفيها الظلال الراعشات
وجه أضاء ... شحوبه اللهب
يخبو ... ويسطع ... ثم يحتجب
ودم
يغمغم وهو يقطر ثم يقطر
مات ... مات
-5-
الليل، والسوق القديم، وغمغمات العابرين
وخطى الغريب
وأنت أيتها الشموع ستوقدين
في المخدع المجهول في الليل الذي لن تعرفيه
تلقين ضوءك في ارتخاء مثل امساء الخريف
حقل تموج به السنابل تحت أضواء الغروب
تتجمع الغرباء فيه
تلقين ضوءك في ارتخاء مثل امساء الخريف
في ليلة قمراء سكرى بالأغاني في الجنوب
نقر [الداربك] من بعيد
يتهامس السعف الثقيل به ويصمت من جديد !
-6-
قد كان قلبي مثلكن، وكان يحلم باللهيب
نار الهوى ويد الحبيب
ما زال يحترق الحياة، وكان عام بعد عام
يمضي، ووجه بعد وجه مثلما غاب الشراع
بعد الشراع وكان يحلم في سكون، في سكون
بالصدر، والفم، والعيون
والحب ظلله الخلود .. فلا لقاء ولا وداع
لكنه الحلم الطويل
بين التمطي والتثاؤب تحت أفياء النخيل
-7-
بالأمس كان وكان ثم خبا، وأنساه الملال
واليأس، حتى كيف يحلم بالضياء- فلا حنين
الصيف يحتضن الشتاء ويذهبان وما يزال
كالمنزل المهجور تعوي في جوانبه الرياح
كالسلم المنهار، لا ترقاه في الليل الكئيب
قدم ولا قدم ستهبطه إذا التمع الصباح
ما زال قلبي في المغيب
ما زال قلبي في المغيب فلا أصيل ولا مساء
حتى أتيت هي والضياء!
-8-
ما زال لي منها سوى أنا التقينا منذ عام
عند المساء، وطوقتني تحت أضواء الطريق
ثم ارتخت عني يداها وهي تهمس والظلام
أتسير وحدك في الظلام
أتسير والأشباح تعترض السبيل بلا رفيق
فأجبتها والذئب يعوى من بعيد من بعيد
أنا سوف أمضي باحثا عنها سألقاها هناك
عند السراب وسوف أبني مخدعين لنا هناك
قالت ورجع ما تبوح به الصدى أنا من تريد
أنا من تريد فأين تمضي ؟ فيم تضرب في القفار
مثل الشريد أنا الحبيبة كنت منك على انتظار
أنا من تريد وقبلتني ثم قالت والدموع
في مقلتيها غير أنك لن ترى حلم الشباب
بيتا على التل البعيد يكاد يخفيه الضباب
لولا الأغاني وهي تعلو نصف وسنى والشموع
تلقى الضياء من النوافذ في ارتخاء في ارتخاء
أنا من تريد وسوف تبقى لا ثواء ولا رحيل
حب إذا أعطى الكثير فسوف يبخل بالقليل
لا يأس فيه ولا رجاء
-10-
أنا أيها النائي القريب
لك أنت وحدك غير أنى لن أكون
لك أنت أسمعها وأسمعهم ورائي يلعنون
هذا الغرام أكاد أسمع أيها الحلم الحبيب
لعنات أمي وهي تبكي أيها الرجل الغريب
إني لغيرك بيد أنك سوف تبقى لن تسير
قدماك سمرتا فما تتحركان ومقلتاك
لا تبصران سوى طريقي أيها العبد السير
أنا سوف أمضي فاتركيني : سوف ألقاها هناك
عند السراب
فطوقتني وهي تهمس : لن تسير
-11-
أنا من تريد، فأين تمضي بين أحداق الذئاب
تتلمس الدرب البعيد
فصرخت : سوف أسير ما دام الحنين إلى السراب
في قلبي الظامي دعيني أسلك الدرب البعيد
حتى أراها في انتظاري : ليس أحداق الذئاب
أقسى على من الشموع
في ليلة العرس التي تترقبين، ولا الظلام
والريح والأشباح أقسى منك أنت أو الأنام !
أنا سوف أمضي ! فارتخت عني يداها والظلام
يطغي ...
و لكني وقفت وملء عيني الدموع !
في ليلة العرس التي تترقبين، ولا الظلام
والريح والأشباح أقسى منك أنت أو الأنام !
أنا سوف أمضي ! فارتخت عني يداها والظلام
يطغي ...
.
.
.
د. منال عبدالرحمن
04-17-2008, 04:56 PM
( باسم الصديق رجاء النقّاش ..، أبريل 1956 )
-------------
1
يا أصدقاء !
لشدّ ما أخشى نهاية الطريق
وشدّ ما أخشى تحيّة المساء
" إلى اللّقاء "
أليمة " إلى اللّقاء " و " اصبحوا بخير ! "
و كلّ ألفاظ الوداع مرّه
و الموت مرّ
و كلّ شيء يسرق الإنسان من إنسان !
2
شوارع المدينة الكبيره
قيعان نار
يجترّ في الظهيره
ما شربته في الضحى من اللّهيب
يا ويله من لم يصادف غير شمسها
غير البناء و السياج ، و البناء و السياج
غير الربّعات ، و المثلّثات ، و الزجاج
يا ويله من ليلة فضاء
و يوم عطلته
خال من اللّقاء
يا ويله من لم يحب
كلّ الزمان حول قلبه شتاء !
3
يا أصدقاء !
يا أيّها الأحياء تحت حائط أصمّ
يا جدوة في اللّيل لم تنم
لشدّ ما أخشى نهاية الطريق
أودّ ألاّ ينتهي ،
و لا يضيق
و يفرش الرؤى المخصّله السعيده
أمامنا .. في لا نهاية مديده
كأفق قرية في لحظة الشروق
و الأفق رحب في القرى حنون
و ناعم و قرمزي يحضن البيوت
و تسبح الأشجار فيه كالهوادج المسافره
يا ليتنا هناك !
نسير تحت صمته العميق
و نوره المضبّب الرقيق
جزيرة من الحياه
ينساب دفء زرعها على المياه
و لا تملّ سيرها .. يا أصدقاء !
4
اللّيل في المدينة الكبيره
عيد قصير
النور و الأنعام و الشباب
و السرعة الحمقاء و الشراب
عيد قصير
شيئا .. فشيئا .. يسكت النغم
و يهدأ الرقص و تتعب القدم
و تكنس الرياح كلّ مائدة
فتسقط الزهور
و ترفع الأحزان في أعماقنا رؤسها الصغيره
و ننثني إلى الطريق
صفّان من مسارج مضبّبه
كأنّها عندان قرية مخربه
تنام تحتها الظلال
وقد تمرّ مركبة
ترمي علينا بعض عطرها السجين
و ساعة الميدان من بعيد
دقاتها ترثي المساء
و تلتوي أمامنا مفارق ثلاثة ،
تمتدّ في بطن الظلام و السكون
و تهمسون :
" إلى اللّقاء ! "
***
اللّيل وحده يهون
وداعه يهون فالنهار ذو عيون ،
تجمّع العقد الذي انفرط
لكنّ دربنا طويل
و ربّما جزناه أشهرا و أشهرا معا
لكنّنا يوما سنرفع الشراع
كلّ إلى سبيل
فطهّروا بالحبّ ساعة الوداع !
أحمد عبد المعطي حجازي
وَرْد عسيري
04-18-2008, 10:17 PM
///
{ نـبذَة }
عمر بن أبي ربيعة
23 - 93 هـ / 643 - 711 م
عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي القرشي، أبو الخطاب.
أرق شعراء عصره، من طبقة جرير والفرزدق، ولم يكن في قريش أشعر منه. ولد في الليلة التي توفي بها عمر بن الخطاب، فسمي باسمه. وكان يفد على عبد الملك بن مروان فيكرمه ويقربه.
رُفع إلى عمر بن عبد العزيز أنه يتعرض للنساء ويشبب بهن، فنفاه إلى دهلك، ثم غزا في البحر فاحترقت السفينة به وبمن معه، فمات فيها غرقاً
{ .. قد هاجَ قلبكَ بعد السوة ِ الوطن، .. }
/
/
قد هاجَ قلبكَ بعد السوة ِ الوطن= وَکلشَّوْقُ يُحْدِثُهُ لِلنَّازِحِ الشَّجَنُ
من كان يسألُ عنا أين منزلنا= فَکلأُقْحُوَانَة ُ مِنَّا مَنْزِلٌ قَمَنُ
وَمَا لِدَارٍ عَفَتْ مِنْ بَعْدِ سَاكِنِها= وَمَا لِعَيْشٍ بِهَا، إذْ ذَاكُمُ، ثَمَنُ
إذِ الجمارُ حرى ممن يسرّ بهِ= وَکلحَجُّ قِدْماً بِهِ مَعْرُوفٌ الثُكَنُ
إذ نلبسُ العيشَ صفواً لا يكدره= جَفْوُ الوُشاة ِ، وَلاَ يَنْبُو بِنَا زَمَنُ
إذا کجْتَمَعْنا هَجَرْنا كُلَّ فَاحِشَة ٍ =عِنْدَ کللِّقاء، وذَاكُمْ مَجْلِسٌ حَسَنُ
فَذَاكَ دَهْرٌ مَضَتْ عَنَّا ضَلالَتُهُ= وَكُلُّ دَهْرٍ لَهُ في سَيْرِهِ سَنَنُ
ليت الهوى لم يقربني إليكِ، ولم =أعرفكِ، إذ كان حظي منكمُ الحزن
/
http://www.aljnoon.com/vb/uploaded/17487_01202431652.gif (http://www.aljnoon.com/vb)
وَرْد عسيري
04-18-2008, 11:02 PM
///
{ نـبذَة }
هو بشارة بن عبدالله بن الخوري المعروف بـ (الأخطل الصغير).
ـ ولد في بيروت عام 1885، وتوفي فيها عام 1968.
ـ تلقى تعليمه الأولي في الكتذاب ثم أكمل في مدرسة الحكمة والفرير وغيرهما من مدارس ذلك العهد.
ـ أنشأ جريدة البرق عام 1908، واستمرت في الصدور حتى بداية عام 1933، عنما أغلقتها السلطات الفرنسية وألغت امتيازها نهائياً. وكانت قد توقفت طوعياً أثناء سنوات الحرب العالمية الأولى.
ـ حياته سلسلة من المعارك الأدبية والسياسية نذر خلالها قلمه وشعره للدفاع عن أمته وإيقاظ هممها ضد الاستعمار والصهيونية.
ـ كانت لغة القرآن الكريم ـ اللغة العربية ـ ديدنه ومدار اعتزازه وفخره.
ـ اتسم شعره بالأصالة، وقوة السبك والديباجة، وجزالة الأسلوب، وأناقة العبارة، وطرافة الصورة، بالإضافة إلى تنوع الأغراض وتعددها.
ـ وقد تأثر الأخطل الصغير بحركات التجديد في الشعر العربي المعاصر ويمتاز شعره بالغنائية الرقيقة والكلمة المختارة بعناية فائقة. ـ صدر له ديوان (الهوى والشباب) 1953، وديوان (شعر الأخطل الصغير) 1961.
ـ طارت شهرة الأخطل الصغير في الأقطار العربية، وكرم في لبنان والقاهرة. وفي حفل تكريمه بقاعة الأونيسكو ببيروت سنة 1961 أطلق عليه لقب أمير الشعراء.
{ .. أَضْنَيتَنِي بِالهَجْرِ .. }
/
/
أَضْنَيتَنِي بِالهَجْرِ
مَا أَظلَمَكْ!!
فَارْحَمْ...
عَسَى الرَّحْمَــنُ أَنْ يَرحَمَكْ
مَوْلاَيَ حَكّمْتُكَ فِي مُهْجَتِي
فَارْفِقْ بِهَا....[ فَارْفِقْ بِهَا]
يَفْدِيكَ مَنْ حَكّمَكْ
مَا كَانَ أَحْلَى قُبُلاَتِ الهَوَى
إِنْ كُنتَ لاَ تَذْكُرُ
فُاسْأَلْ فَمَكْ
تَمُر بِي...[تَمُر بِي]
كَأَنَنِي لَمْ أَكُنْ
ثَغْرُكَ أَو صَدْرُكَ أَو مِعْصَمَكْ
لَو مَرَ سَيفٌ بَينَنَا
لَمْ نَكُنْ نَعْلَم
هَل أَجَرَى دَمِي أَوْ دَمَكْ
سَلْ الدُجَى كَمْ رَاقَنِي نَجْمُهُ
لَمَّا حَاكى مَبْسَمُهُ مَبْسَمَكْ
يَا بَدرُ
إِنْ وَاصَلتَنِي بِالجَفَى
[يَا بَدرُ]
وَمُت فِي شَرَخِ الصِبَا مُغرَماً
ُقلْ للدُجَى مَاتَ
مَاتَ شَهِيد الوَفَا
فَانثُر عَلَى....[ فَانثُر عَلَى]
أَكفَانِهِ أَنغُمَكْ ..!
/
تِلكَ الأَقرَبُ لِي ، !
http://www.aljnoon.com/vb/uploaded/17487_01202431652.gif (http://www.aljnoon.com/vb)
بعد الليل
04-19-2008, 07:43 PM
مررنا على دار الحبيب فردنا
عن الدار قانون الأعادي وسورها
فقلت لنفسي ربما هي نعمة
فماذا ترى في القدس حين تزورها
ترى كل ما لا تستطيع احتماله
إذا ما بدت من جانب الدرب دورها
وما كل نفس حين تلقى حبيبها
تسر ولا كل الغياب يضيرها
فإن سرها قبل الفراق لقاؤه
فليس بمأمون عليها سرورها
متى تبصرِ القدس العتيقة مرة
فسوف تراها العين حيث تديرها
في القدس بائع خضرة من جورجيا
برم بزوجته يفكر في قضاء إجازة أو في طلاء البيت
في القدس توراة وكهل جاء من منهاتن العليا
يفقه فتية البولون في أحكامها
في القدس شرطي من الأحباش يغلق شارعا في السوق
رشاش على مستوطن لم يبلغ العشرين
قبعة تحيي حائط المبكى
وسياح من الإفرنج شقر لا يرون القدس إطلاقا
تراهم يأخذون لبعضهم صورا مع امرأة تبيع الفجل في الساحات طول اليوم
في القدس دبّ الجند منتعلين فوق الغيم
في القدس صلّينا على الأسفلت
في القدس من في القدس إلا أنت
وتلفَّت التاريخ لي متبسما
أظننت حقا أن عينك سوف تخطئهم وتبصر غيرهم
هاهم أمامك متن نص أنت حاشية عليه وهامش
أحسبت أن زيارة ستزيح عن وجه المدينة يا بني حجاب واقعها السميك لكي ترى فيها هواك
في القدس كل فتىً سواك
وهي الغزالة في المدى
حكم الزمان ببينها
مازلت تركض خلفها
مذ ودعتك بعينها
فارفق بنفسك ساعة
إني أراك وهنت
في القدس من في القدس إلا أنت
يا كاتب التاريخ مهلاً
فالمدينة دهرها دهران
دهر أجنبي مطمئن لا يغير خطوه
وكأنه يمشي خلال النوم
وهناك دهر كامن متلثم
يمشي بلا صوت حذار القوم
والقدس تعرف نفسها
فاسأل هناك الخلق يدللك الجميع
فكل شيء في المدينة ذو لسان حين تسأله يبين
في القدس يزداد الهلال تقوسا مثل الجنين
حدْبا على أشباهه فوق القباب
تطورت ما بينهم عبر السنين
علاقة الأبِ بالبنين
في القدس أبنية حجارتها اقتباسات من الإنجيل والقرآن
في القدس تعريف الجمال مثمن الأضلاع أزرق
فوقه - يا دام عزك- قبة ذهبية تبدو برأيي مثل مرآة محدبة
ترى وجه السماء ملخصا فيها
تدللها وتدنيها
توزعها كأكياس المعونة في الحصار لمستحقيها
إذا ما أمّة من بعد خطبة جمعة
مدت بأيديها
وفي القدس السماء تفرقت في الناس تحمينا ونحميها
ونحملها على أكتافنا حملا
إذا جارت على أقمارها الأزمان
في القدس أعمدة الرخام الداكناتُ كأن تعريق الرخام دخان
ونوافذ تعلو المساجد والكنائس
أمسكت بيد الصباح تريه كيف النقش بالألوان
فهو يقول: "لا بل هكذا".
فتقول: "لا بل هكذا".
حتى إذا طال الخلاف تقاسما
فالصبح حر خارج العتبات
لكن إن أراد دخولها فعليه أن يرضى بحكم نوافذ الرحمن
في القدس مدرسة لمملوك أتى مما وراء النهر
باعوه بسوق نخاسة في أصفهان
لتاجر من أهل بغداد
أتى حلبا فخاف أميرها من زرقة في عينه اليسرى
فأعطاه لقافلة أتت مصرا
فأصبح بعد بضع سنين غلاب المغول وصاحب السلطان
في القدس رائحة تركز بابلا والهند في دكان عطار بخان الزيت
والله رائحة لها لغة ستفهمها إذا أصغيت
وتقول لي إذ يطلقون قنابل الغاز المسيل للدموع علي: "لا تحفل بهم"...
وتفوح من بعد انحسار الغاز وهي تقول لي: "أرأيت"..
في القدس يرتاح التناقض والعجائب ليس ينكرها العباد
كأنها قطع القماش يقلبون قديمها وجديدها
والمعجزات هناك تلمس باليدين
في القدس لو صافحت شيخا
أو لمست بناية
لوجدت منقوشا على كفيك نص قصيدة – يا ابن الكرام – أو اثنتين
في القدس رغم تتابع النكبات ريح طفولة في الجو.
ريح براءة
في القدس رغم تتابع النكبات ريح براءة في الجو.
ريح طفولة
فترى الحمام يطير يعلن دولة في الريح بين رصاصتين
في القدس تنتظم القبور كأنهن سطور تاريخ المدينة والكتاب ترابها
الكل مروا من هنا
فالقدس تقبل من أتاها كافرا أو مؤمنا
أمرر بها واقرأ شواهدها بكل لغات أهل الأرض
فيها الزنج والإفرنج والقفجاق والصقلاب والبشناق والتاتار والأتراك أهل الله والهُلاك والفقراء والملاك والفجار والنساك
فيها كل من وطأ الثرى
أرأيتها ضاقت علينا وحدنا
يا كاتب التاريخ ماذا جدَّ فاستثنيتنا
يا شيخ فلتعد القراءة والكتابة مرة أخرى أراك لحنت
العين تغمض ثم تنظر
سائق السيارة الصفراء مال بنا شمالا
نائيا عن بابها
والقدس صارت خلفنا
والعين تبصرها بمرآة اليمين
تغيرت ألوانها في الشمس من قبل الغياب
إذ فاجأتني بسمة
لم أدر كيف تسللت في الدمع قالت لي وقد أمعنت ما أمعنت:
"يا أيها الباكي وراء السور.. أحمق أنت؟
أجننت.. لا تبك عينك أيها المنسي من متن الكتاب
لا تبك عينك أيها العربي واعلم أنه
في القدس من في القدس لكن لا أرى في القدس إلا أنت..
لـــــ..تميم البرغوثي
ياسر خطاب
04-20-2008, 11:29 PM
بعد الليل ألف شكر
قصيدة رائعة جدا جداً
ياسر خطاب
05-05-2008, 02:12 AM
قصيدة : (أنا) ايليا ابو ماضي
حر ومذهب كل حر مذهبي
ما كنت بالغاوي ولا المتعصب
إني لأغضب للكريم ينوشه
من دونه وألوم من لم يغضب
وأحب كل مهذب ولو أنه
خصمي ، وأرحم كل غير مهذب
يأبى فؤادي أن يميل إلى الأذى
حب الأذية من طباع العقرب
لي أن أرد مساءة بمساءة
لو أنني أرضى ببرق خلب
حسب المسيء شعوره ومقاله
في سره : يا ليتني لم أذنب
***
أنا لا تغشني الطيالس والحلى
كم في الطيالس من سقيم أجرب؟
عيناك من أثوابه في جنة
ويداك من أخلاقه في سبسب
وإذا بصرت به بصرت بأشمط
وإذا تحدثه تكشف عن صبي
أني إذا نزل البلاء بصاحبي
دافعت عنه بناجذي وبمخلبي
وشددت ساعده الضعيف بساعدي
وسترت منكبه العري بمنكبي
وأرى مساوئه كأني لا أرى
وأرى محاسنه وإن لم تكتب
وألوم نفسي قبله إن أخطأت
وإذا أساء إلي لم أتعتب
متقرب من صاحبي فإذا مشت
في عطفه الغلواء لم أتقرب
أنا من ضميري ساكن في معقل
أنا من خلالي سائر في موكب
فإذا رآني ذو الغباوة دونه
فكما ترى في الماء ظل الكوكب
عاصفة الشمال
05-26-2008, 04:18 AM
فيمَ نخشى الكلماتْ ؟
إنّ منها كلماتٍ هي أجراسٌ خفيّهْ
رَجعُها يُعلِنُ من أعمارنا المنفعلاتْ
فترةً مسحورةَ الفجرِ سخيّهْ
قَطَرَتْ حسّا وحبّاً وحياةْ
فلماذا نحنُ نخشى الكلماتْ؟
* * *
نحنُ لُذْنا بالسكونِ
وصمتنا، لم نشأ أن تكشف السرَّ الشِّفاهُ
وحَسِبنا أنّ في الألفاظ غُولاً لا نراهُ
قابعاً تُخْبئُهُ الأحرُفُ عن سَمْع القرونِ
نحنُ كبّلنا الحروف الظامئهْ
لم نَدَعْها تفرشُ الليلَ لنا
مِسْنداً يقطُرُ موسيقَى وعِطْراً ومُنَى
* * *
فيمَ نخشى الكلماتْ؟
إنها بابُ هَوىً خلفيّةٌ ينْفُذُ منها
غَدُنا المُبهَمُ فلنرفعْ ستارَ الصمتِ عنها
إنها نافذةٌ ضوئيّةٌ منها يُطِلّ
ما كتمناهُ وغلّفناهُ في أعماقنا
مِن أمانينا ومن أشواقنا
فمتى يكتشفُ الصمتُ المملُّ
أنّنا عُدْنا نُحبّ الكلماتْ؟
* * *
ولماذا نحن نخشَى الكلماتْ ؟
الصديقات التي تأتي إلينا
من مَدَى أعماقنا دافئةَ الأحرُفِ ثَرّهْ ؟
إنها تَفجؤنا، في غَفْلةٍ من شفتينا
وتغنّينا فتنثالُ علينا ألفُ فكرهْ
من حياةٍ خِصْبة الآفاقِ نَضْرهْ
رَقَدَتْ فينا ولم تَدْرِ الحياةْ
وغداً تُلْقي بها بين يدينا
الصديقاتُ الحريصاتُ علينا، الكلماتْ
فلماذا لا نحبّ الكلماتْ؟
ـــ من إبداع / نازك الملائكة .
العـنود ناصر بن حميد
06-28-2008, 11:22 PM
رجوع إلى البحر – لفدوى طوقان
إنّا سنمضي يا جزيرة حُلْمنا
لا تمسكينا بعدُ ، يكفينا بأرضك ما لقينا
أَلَقَاً سَرَابيّاً لقينا
وخيوط ضوء واهيات غرَّرتنا
لما دعتنا
ورَمَتْ بنا في القفر ، في العَبَثِ المُريعِ وضيَّعتنا
* * *
لما رأينا من بعيدٍ ظِلَّكَ الرَّطْبَ الظليلْ
يُومي ويدعو خَطْوَنا التَّعِب الكليلْ
قلنا وصلنا واسترحنا
ولسوف ندخلها كِراماً آمنين
وهنا سنُلقي عِبْئَنا
وهنا سينسى روحُنا المكدودُ أحزانَ السنينْ
قلنا وقلنا
وعلى رَفيفِ مروجِك الخضراءِ ضاحكْنا الرجاءْ
اللهَ ما أحلى الرجاءْ
للتائهين على الطريق
للمُدْلِجينَ بلا رفيق
قلنا وقلنا
لكن وَهَمنا ، يا سذاجة ما وَهَمنا
لما أتينا ثمَّ ألْقَيْنَا رواسِينَا بأرضك حالمينْ
* * *
جئنا نلملمُ ما تبعثرَ من خُطَى أعمارِنَا
ونشقُّ أتلامَ الهوى لبِذَارِنَا
ولقد مضينا نزرع الأشواقَ ، والحب المنضِّر ، والحنين
لكن علمنا بعد حين
أنَّا زَرَعْنَا زَرْعَنا في المِلح ، في الأرضِ البَوَارْ
أنَّا ضَلَلْنَا حينَ ألقَيْنا البِذَار
في قَلْبِ أرضٍ لا تَغِلّ
كان الجفافُ نصيبَنَا ، ولغيرنا خِصْبٌ وظِلّ
* * *
لا تمسكينا يا جزيرةَ حُلْمِنَا
إنَّا سنمضي عنك ، لن نبقى هنا
نُعطيك من أشواقنا عبثا ومن أعمارنا
فيضِي وأعطي الآخرين
من خِصبكِ المغداق ، أعطي للسِّوى ِظلاًّ وماءْ
فلقد عَزَفْنَا عنك ، أفرغْنَا القلوبَ من الرجاءْ
* * *
إنَّا سنَمضي عن شواطئك الملوَّنةِ الضَّحُوكْ
سنعود نُسلم للرياحِ شرَاعَنَا
ونظلُّ نحمل تِيهَنَا وضَيَاعَنَا
يا تِيهَنَا وضَيَاعنا
في الصاخب الهدّارِ ، في هذا الخِضَمِّ بلا قرار
سنصارع الموجَ الكبير
وهناك نُعطي عُمْرَنَا
للصاخبِ الهدَّارِ نُعطي عُمْرَنَا
وكفاحنا
وهناك سوف نواجه التِّيهَ المحتَّمَ والمصيرْ
ونحن نحضن كِبْرَنا
وجراحَنَا
دلال الواصل
09-13-2008, 02:52 AM
.
ابن نباتة المصري
686 - 768 هـ / 1287 - 1366 م
محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري أبو بكر جمال الدين.
شاعر عصره، وأحد الكتاب المترسلين العلماء بالأدب، أصله من ميافارقين، ومولده ووفاته في القاهرة.
وهو من ذرية الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن نباتة.
سكن الشام سنة 715ه وولي نظارة القمامة بالقدس أيام زيارة النصارى لها فكان يتوجه فيباشر ذلك ويعود.
ورجع إلى القاهرة سنة 761 هـ فكان بها صاحب سر السلطان الناصر حسن.
وأورد الصلاح الصفدي في ألحان السواجع، مراسلاته معه في نحو 50صفحة .
له (ديوان شعر -ط ) و(سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون -ط).
(سجع المطوق -خ) تراجم وغيرها.
سهرت عليكِ لواحظُ الرقباء
سهرت عليكِ لواحظُ الرقباء =سهرا ألذّ لها من الاغفاء
فمتى أحاول غفلة ً ومرادهم =بيعُ الرقاد بلذة استحلاء
ومتى يقصر عاذلي ورجاؤه =في مرّ ذكرك دائماً ورجائي
قسما بسورة عارضيك فانها= كالنمل عند بصائر الشعراء
وجفونك اللاتي تبرحُ بالورى= وتقول لا حرجٌ على الضعفاء
اني ليعجبني بلفظ عواذلي =مني ومنك تجمع الأسماء
وتلذ لي البرحاء أعلم أنه= يرضيكِ ما ألقى من البرحاء
ويشوقني مغنى الوصال فكلما= ذكر العقيق بكيتهُ بدمائي
أيام لا أهوى لقاك بقدر ما= تهوي لإفراط الوداد لقائي
متمازجان من التعانق والوفا= في الحبّ مزجَ الماءِ بالصهباء
لو رامت الأيامُ سلوة َ بعضنا= لم تدرمن فينا أخو الاهواء
وصلٌ سهرتُ زمانه لتنعم= وسهرتُ بعد زمانه بشقاء
يا جفن لست أراك تعرف ماالكرى= فعلام تشكو منه مرّ جفاء
كانت لياليَ لذة ٍ فتقلصت= بيد الفراق تقلص الأفياء
ومنازل بالسفح غُير رسمها= بمدامعِ العشاقِ والأنواء
لم يبقَ لي غيرُ انتشاقِ نسيمها= ياطولَ خيبة ِ قانعٍ بهواء
كمؤمل يبغي براحة ِ واهبٍ =كرماً ويتركُ أكرمَ الوزراء
الصاحب الشرف الرفيعِ على السها= قدراً برغمِ الحاسدِ العواء
ندبٌ بدا كالشمس في أفق العلا= فتفرقت أهلُ العلا كهباء
عالي المكانة حيث حلَّ مقامه= كالنجمِ حيث بدا رفيعَ سناء
ما السحبُ خافقة ٌ ذوائبُ برقها= بأبرّ من جدواه في اللأواء
لا والذي أعلا وأعلن مجدهُ= حتى تجاوز هامة َ الجوزاء
لا عيبَ في نعماهُ إلا أنها =تسلي عن الأوطان والقرباء
مغرى على رغم العواذل والعدى= بشتاتِ أموالٍ وجمعِ ثناء
لا تستقر يداه في أمواله= فكأنما هو سابحٌ في ماء
جمعت شمائله المديحَ كمثل ما= جمعت أبي جادٍ حروفَ هجاء
وتفردت كرماً وان قال العدى= انَّ الغمامَ لها من النظراء
وتقدمت في كل محفل سؤددٍ =تقديمَ بسم اللهِ في الأسماء
أكرمْ بهنَّ شمائلا معروفة =يوم العلى بتحملِ الأعباء
يلوي بقول اللائمينَ نوالها= كالسيل يلوي جريهُ بغثاء
ومراتباً غاظ السماء علوها= فتلقبت للغيظ بالجرباء
ومناقباً تمشي المدائح خلفها= لوفور سؤددها على استحياء
وفضائلاً كالروض غنى ذكرها= يا حبذا من روضة ٍ غناء
ويراعة ً تسطو فيقرع سنها= خجلاً قوامَ الصعدة السمراء
هرقت دم المحل المروع والعدى =حتى بدت في أهبة ٍ حمراء
عجباً لإبقاء المهارق تحتها= ونوالها كالديمة الوطفاء
كم عمرت بحسابها من دولة= وبلا حساب كم سخت بعطاء
ولكم جلا تدبيرها عن موطن= دهماءَ واسأل ساحة َ الشهباء
لولاك في حلبٍ لأحدرِ ضرعها =وقرى ضيوفَ جنابها بعناء
يا من به تكفى الخطوبُ وترتمي= بكر الثناء لسيدِ الأكفاء
أنت الذي أحيا القريض وطالما= أمسى رهين عناً طريدَ فناء
في معشر منعوا اجابة َ سائل= ولقد يجيبُ الصخرُ بالأصداء
أسفي على الشعراء أنهمو على= حال تثير شماتة الأعداء
خاضوا بحور الشعر إلا أنها= مما تريق وجوههم من ماء
حتى اذا لجأوا اليكَ كفيتهم= شجناً وقلت أذلة ُ العلياء
ظنوا السؤال خديعة وأنا الذي =خدعت يداه بصائر العلماء
أعطوا أجورهم وأعطيتَ اللهى= شتانَ بين فناً وبينَ بقاء
شكراً لفضلكَ فهو ناعشُ عيشتي= ونداك فهو مجيبُ صوتَ ندائي
من بعد ما ولع الزمان بمهجتي= فردعته وحبوتني حوبائي
وبلغتَ ما بلغ السحابُ براحة ٍ =عرفتْ أصابعُ بحرها بوفاء
فانعم بما شادت يداك ودمْ على= مرّ الزمان ممدحَ الآلاء
واحكِ الكواكب في البقاء كمثلِ ما =حاكيتها في بهجة ٍ وعلاء
هيفاء الزامل
04-01-2010, 01:54 PM
عَيْنَاكِ غَابَتَا نَخِيلٍ سَاعَةَ السَّحَرْ ،
أو شُرْفَتَانِ رَاحَ يَنْأَى عَنْهُمَا القَمَرْ .
عَيْنَاكِ حِينَ تَبْسُمَانِ تُورِقُ الكُرُومْ
وَتَرْقُصُ الأَضْوَاءُ ...كَالأَقْمَارِ في نَهَرْ
يَرُجُّهُ المِجْدَافُ وَهْنَاً سَاعَةَ السَّحَرْ
كَأَنَّمَا تَنْبُضُ في غَوْرَيْهِمَا ، النُّجُومْ ...
وَتَغْرَقَانِ في ضَبَابٍ مِنْ أَسَىً شَفِيفْ
كَالبَحْرِ سَرَّحَ اليَدَيْنِ فَوْقَـهُ المَسَاء ،
دِفءُ الشِّتَاءِ فِيـهِ وَارْتِعَاشَةُ الخَرِيف ،
وَالمَوْتُ ، وَالميلادُ ، والظلامُ ، وَالضِّيَاء ؛
فَتَسْتَفِيق مِلء رُوحِي ، رَعْشَةُ البُكَاء
كنشوةِ الطفلِ إذا خَافَ مِنَ القَمَر !
كَأَنَّ أَقْوَاسَ السَّحَابِ تَشْرَبُ الغُيُومْ
وَقَطْرَةً فَقَطْرَةً تَذُوبُ في المَطَر ...
وَكَرْكَرَ الأَطْفَالُ في عَرَائِشِ الكُرُوم ،
وَدَغْدَغَتْ صَمْتَ العَصَافِيرِ عَلَى الشَّجَر
أُنْشُودَةُ المَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر...
مَطَر...
تَثَاءَبَ الْمَسَاءُ ، وَالغُيُومُ مَا تَزَال
تَسِحُّ مَا تَسِحّ من دُمُوعِهَا الثِّقَالْ .
كَأَنَّ طِفَلاً بَاتَ يَهْذِي قَبْلَ أنْ يَنَام :
بِأنَّ أمَّـهُ - التي أَفَاقَ مُنْذُ عَامْ
فَلَمْ يَجِدْهَا ، ثُمَّ حِينَ لَجَّ في السُّؤَال
قَالوا لَهُ : " بَعْدَ غَدٍ تَعُودْ .. " -
لا بدَّ أنْ تَعُودْ
وَإنْ تَهَامَسَ الرِّفَاقُ أنَّـها هُنَاكْ
في جَانِبِ التَّلِّ تَنَامُ نَوْمَةَ اللُّحُودْ
تَسفُّ مِنْ تُرَابِـهَا وَتَشْرَبُ المَطَر ؛
كَأنَّ صَيَّادَاً حَزِينَاً يَجْمَعُ الشِّبَاك
وَيَنْثُرُ الغِنَاءَ حَيْثُ يَأْفلُ القَمَرْ .
مَطَر ...
مَطَر ...
أتعلمينَ أيَّ حُزْنٍ يبعثُ المَطَر ؟
وَكَيْفَ تَنْشج المزاريبُ إذا انْهَمَر ؟
وكيفَ يَشْعُرُ الوَحِيدُ فِيهِ بِالضّيَاعِ ؟
بِلا انْتِهَاءٍ - كَالدَّمِ الْمُرَاقِ ، كَالْجِياع ،
كَالْحُبِّ ، كَالأطْفَالِ ، كَالْمَوْتَى - هُوَ الْمَطَر !
وَمُقْلَتَاكِ بِي تُطِيفَانِ مَعِ الْمَطَر
وَعَبْرَ أَمْوَاجِ الخَلِيج تَمْسَحُ البُرُوقْ
سَوَاحِلَ العِرَاقِ بِالنُّجُومِ وَالْمَحَار ،
كَأَنَّهَا تَهمُّ بِالشُّرُوق
فَيَسْحَب الليلُ عليها مِنْ دَمٍ دِثَارْ .
أصيح بالخليج : " يا خليجْ
يا واهبَ اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "
فيرجعُ الصَّدَى
كأنَّـه النشيجْ :
" يَا خَلِيجْ
يَا وَاهِبَ المَحَارِ وَالرَّدَى ... "
أَكَادُ أَسْمَعُ العِرَاقَ يذْخرُ الرعودْ
ويخزن البروق في السهولِ والجبالْ ،
حتى إذا ما فَضَّ عنها ختمَها الرِّجالْ
لم تترك الرياحُ من ثمودْ
في الوادِ من أثرْ .
أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر
وأسمع القرى تَئِنُّ ، والمهاجرين
يُصَارِعُون بِالمجاذيف وبالقُلُوع ،
عَوَاصِفَ الخليج ، والرُّعُودَ ، منشدين :
" مَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر ...
وفي العِرَاقِ جُوعْ
وينثر الغلالَ فيه مَوْسِمُ الحصادْ
لتشبعَ الغِرْبَان والجراد
وتطحن الشّوان والحَجَر
رِحَىً تَدُورُ في الحقول … حولها بَشَرْ
مَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر ...
وَكَمْ ذَرَفْنَا لَيْلَةَ الرَّحِيلِ ، مِنْ دُمُوعْ
ثُمَّ اعْتَلَلْنَا - خَوْفَ أَنْ نُلامَ – بِالمَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر ...
وَمُنْذُ أَنْ كُنَّا صِغَارَاً ، كَانَتِ السَّمَاء
تَغِيمُ في الشِّتَاء
وَيَهْطُل المَطَر ،
وَكُلَّ عَامٍ - حِينَ يُعْشُب الثَّرَى- نَجُوعْ
مَا مَرَّ عَامٌ وَالعِرَاقُ لَيْسَ فِيهِ جُوعْ .
مَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر ...
في كُلِّ قَطْرَةٍ مِنَ المَطَر
حَمْرَاءُ أَوْ صَفْرَاءُ مِنْ أَجِنَّـةِ الزَّهَـرْ .
وَكُلّ دَمْعَةٍ مِنَ الجيَاعِ وَالعُرَاة
وَكُلّ قَطْرَةٍ تُرَاقُ مِنْ دَمِ العَبِيدْ
فَهيَ ابْتِسَامٌ في انْتِظَارِ مَبْسَمٍ جَدِيد
أوْ حُلْمَةٌ تَوَرَّدَتْ عَلَى فَمِ الوَلِيــدْ
في عَالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ ، وَاهِب الحَيَاة !
مَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر ...
سيُعْشِبُ العِرَاقُ بِالمَطَر ... "
أصِيحُ بالخليج : " يا خَلِيجْ ...
يا واهبَ اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "
فيرجعُ الصَّدَى
كأنَّـهُ النشيجْ :
" يا خليجْ
يا واهبَ المحارِ والردى . "
وينثر الخليجُ من هِبَاتِـهِ الكِثَارْ ،
عَلَى الرِّمَالِ ، : رغوه الأُجَاجَ ، والمحار
وما تبقَّى من عظام بائسٍ غريق
من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
من لُجَّـة الخليج والقرار ،
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرحيقْ
من زهرة يربُّها الرفاتُ بالندى .
وأسمعُ الصَّدَى
يرنُّ في الخليج
" مطر .
مطر ..
مطر ...
في كلِّ قطرةٍ من المطرْ
حمراءُ أو صفراءُ من أَجِنَّـةِ الزَّهَـرْ .
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد
أو حُلْمَةٌ تورَّدتْ على فمِ الوليدْ
في عالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ ، واهب الحياة . "
وَيَهْطُلُ المَطَرْ ..
* بدر شاكر السيّاب *
:34:
.
عبدالناصر الأسلمي
04-01-2010, 02:41 PM
عبد الكريم الكرمي (1909-1980) ولقبه أبو سلمى، شاعر فلسطيني ولد في مدينة طولكرم، أنهى مراحله التعليمية حتى الثانوية في دمشق، ثم انتقل إلى القدس، التحق بمعهد الحقوق في القدس وعمل في حقلي التدريس والمحاماة، ثم انتقل إلى بيروت وعاش فيها بقية عمره.[1]
ولد عبد الكريم بن سعيد بن علي الكرمي في مدينة طولكرم بفلسطين عام 1909 م، وعاش في أسرة اشتهرت بالعلم والدين والأدب، فقد نبغ عدد من أفرادها كعلماء وأدباء، فهو شقيق الأديبين أحمد شاكر الكرمي وحسن الكرمي .. ووالده الشيخ سعيد الكرمي عالم مشهور، وأحد طلائع رجال النهضة العربية المعاصرة .. كان فقيهاً بالدين واللغة، وشاعراً وأديباً يجيد الخطابة وكان أحد ثمانية تأسّس منهم المجمع العلمي العربي بدمشق، ونائباً لرئيس المجلس .. وعمل من بعد سنة 1922م قاضياً للقضاة في حكومة شرق الأردن، ثم رئيساً لأول مجمع علمي في الأردن، وتوفي في طولكرم سنة 1935م.
تلقى عبد الكريم دراسته الابتدائية في مدرسة طولكرم الحكومية وفي عام 1918م انتقل إلى دمشق، وواصل دراسته. وفي دمشق كان يحضر مجلس والده، وفيه أهل علم وأدب، فكان يستفيد كثيراً من مجالس العلم، ويقرأ الكتب الأدبية النافعة وقد أتاحت له مجالس العلم هذه تكوين خبرة اجتماعية وإثراء ثقافته وتكامل شخصيته.
في عام 1936م أقالته السّلطات البريطانية من التدريس، فقد نظم قصيدة نشرتها مجلة الرسالة القاهرية بعنوان ( يا فلسطين ) هاجم فيها السلطات البريطانية لعزمها على إنشاء قصر للمندوب السامي البريطاني على جبل المكبّر الذي زاره الخليفة العادل عمر بن الخطاب .. فاستدعاه مدير التعليم البريطاني ( مستر فرل ) ، وأبلغه قراره بفصله من العمل.
وفي عام 1943م قصد أبو سلمى مدينة حيفا وافتتح مكتباً زاول فيه مهنة المحاماه، وبدأ عمله بالدفاع عن المناضلين العرب المتهمين في قضايا الثورة الفلسطينية. وأصبح في فترة قصيرة محامياً مرموقاً في فلسطين، وظل يعمل في حقل المحاماة حتى عام 1948م، حيث اضطر إلى مغادرة حيفا نازحاً إلى دمشق وهناك زاول مهنة المحاماة والتدريس ، ثم عمل بوزارة الإعلام السورية وأسهم في العديد من المؤتمرات العربية والآسيوية والإفريقية والعالمية.
وفي عام 1980م وافته المنيّة، ودفن في دمشق.
حمام الوادي
ودع ظلالك يا حمام الوادي
الوى الزمان بغصنك الميــــاد
من بعد سرحته وعذب نميره
نم في الهجير وانت طاو صـــاد
ارسل نواحك يا حمام وقل لنا
هل في حمى الوادي حمام ســـاد
وبك النسيم ندية اردانــه
ان البكاء يهون عند بعـــــاد
كان الرسول اليك غلب الهوى
يختال فوق ربى وفوق وهـــــاد
حتى اذا وافى الديار ترقرقت
عبراته وروى حديث فـــــؤاد
طر في الفضاء وهل يطير مطوق
قصت جناحيه يد الصــــياد
ياجيرة الوادي الحزين تحيــة
حمراء انطقها دم الأكبـــــاد
تتلمس الماضي فتبصر ظلـله
خلف الدموع على شفار العـادي
كانت تزين بروده سمر القنـا؟؟
فتعي السنون عجائب الأبـــراد
ماتملكون ؟افي النفوس حمية
ابقيت الأسياف في الاغمـــاد
لو كان في تلك النفوس حمـية
عربية شدت الاصفـــــاد
لو كان في تلك الانوف بقيـة
لتحطمت حلقات الاستعبـــاد
لو تسمعون صدى القبور وجدتم
جنباتها تبكي على الاجـــداد
كرهتم الدنيا الدنية حينمـــا
كرهوا حياة كريهة وجهــــاد
ومشى الزمان عليهم حتـى اذا
مات الأبــاء مشى على الاحفاد
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,