المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ..[ وَ يَبْقَى الحُرُ حُراً ] ..


وَرْد عسيري
02-13-2008, 12:46 PM
http://aboumasri.jeeran.com/B97-10-04-small.jpg



من هنا
مدينة جوبيترإله الشمس
وباخوس إله الخمر
وُلد شاعر الأقطار والأحرار
.
.
.
خليل مطران


//

* من أين جاء وكيف لقبوه بشاعر الأقطار العربية ..:

في الحق.. هو بنسبة خليق بهذا اللقب
فهو يمني / حجازي / لبناني / سوري / مصري
أسرته من الأزد الذين كانوا يسكنون في الأزمنة البعيدة أرض اليمن
ثم نزحوا إلى الحجاز وهبطوا نبع غسان فسموا بالغساسنة
ثم رحلوا إلى بلاد الشام حيث استقروا واعتنقوا المسيحية
ثم هو بعد ذلك مصري
قضى جل حياته في مصر يشارك في أحداثها ويجاهد من أجلها ويتغنى بنيلها وأهرامها وأمجادها
هو أصدق شعراء العرب تمثيلاً للقومية العربية

/

* شاعر التجديد ..:


برأيي أن اللغة العربية لولا التطور والتجديد لآل أدبها إلى نماذج محنطة جوفاء وعبارات جافة مكررة
ولولا ذلك أيضاً لغدت في عداد اللغات التاريخية الميتة لايوجد بها أي وسيلة للتعبير عن المعطيات الحضارية التي تزداد يوماً عن يوم
لكن بعد أن كادت أنفاس الشعر تختنق بين قوالب التقليد الجاهلية
ونماذج البديع والرؤى البيانية التي راجت سوقها في العهود السابقة
ظهرت أولى مظاهر التجديد في شعر محمود سامي البارودي بمصر .. وناصيف وإبراهيم اليازجي في لبنان
نجد ذلك في شعر أحمد شوقي وحافظ ابراهيم [ هَذا مَا أُوردُوه لَنا فِي كِتاب الأدَب للـ صف الثَالث ثَانَوِي ] ...!

ولا ننسى خليل مطران

سأدون هنا ما كتب :
" اللغة غير التصور والرأي .
وإن خطة العرب في الشعر لا يجب حتماً أن تكون خطتنا 00 بل للعرب عصرهم ولنا عصرنا ولهم آدابهم وأخلاقهم وحاجاتهم وعلومهم
ولنا أدبنا وأخلاقنا وعلومنا
ولهذا يجب أن يكون شعرنا ممثلاً لتصورنا وشعورنا
لا لتصورهم وشعورهم
وإن كان مفرغاً في قوالبهم
محتذياً مذاهبهم اللفظية "

وكالعادة 00 تعرض الشاعر إثر ذلك هجوماً واستنكاراً شديداً
من الجامدين والمتنطّسين الناقدين الهازئين من شعره بأنه ( شعر عصري )
وكان رده في مقدمة الجزء الأول من ديوان الخليل يقول :


" عدت إليه (أي الشعر ) وقد نضج الفكر واستقلت لي طريقة في كيف ينبغي أن يكون الشعر
فشرعت أنظمه لترضية نفسي حيث أتخلى , أو لتربية قومي عند الحوادث الجلى ،
متابعاً عرب الجاهلية في مجاراة الضمير على هواه ومراعاة الوجدان على مشتهاه
موافقاً زماني في ما يقتضيه من الجرأة على الألفاظ والتراكيب
لا أخشى استخدامها أحياناً على غير المألوف من الإستعارات والمطروق من الأساليب
ذلك مع الاحتفاظ جهدي بأصول اللغة
وعدم التفريط في شيء منها إلا ما فاتني علمه
ولم أكن مبتكراً في ما صنعت
فقد فعل فصحاءالعرب قبلي ما لا يقاس إليه فعلي
قال يعض المتعنتين الجامدين من المتنطّسين الناقدين إن هذا شعر عصري.. وهموا بالإبتسام .
فيا هؤلاء ! نعم هذا شعر عصري
وفخره أنه عصري
وله على سابق الشعر مزية زمانه على سالف الدهر
هذا شعر ليس ناظمه بعبده
ولا تحمله ضرورات الوزن والقافية على غير قصده
يقال فيه المعنى باللفظ الصحيح
ولا ينظر قائله إلى جمال البيت المفرد ولو أنكر جاره وشاتم أخاه ودابر المطلع وقاطع المقطع وخالف الختام
بل ينظر إلى جمال البيت في ذاته وفي موضعه من القصيدة
وإلى جملة القصيدة في تركيبها وترتيبها وفي تناسق معانيها
وتوافقها مع ندور التصور وغرابة الموضوع
وطابقة كل ذلك للحقيقة
وشفوفه عن الشعور الحر
وتحري دقة الوصف واستيفائه على قدر
على إني أصرح غير هائب :
أن شعر هذه الطريقة هو شعر المستقبل
لأانه شعر الحياة والحقيقة والخيال جميعاً "


^
^
^
وَ هَمسَة ... : هذا الكلام جدير بِـ التَتَلمُذ عليه :)





//



[ سَأُكمِل / لِـ شَدِيد الأَثرِ الوَاقِع بِي مِنه ]

وَرْد عسيري
02-13-2008, 01:34 PM
* وَ مضَة ..:

قال الشاعر أحمد زكي أبو شادي. أحد رواد الشعر الرومانسي، في مطران:

"لقد عرفت محبة هذا الرجل الإنساني وأستاذيته منذ ثلاثين سنة،غذ تعهدني صغيراً، وكان أول ناقد لأدبي، فلولاه ما كنت أعرف -إلا بعد زمنمديد- معنى الشخصية
الأدبية والطلاقة الفنية، ووحدة القصيدة والروحالعالمية في الأدب، واثر الثقافة في صقل المواهب الشعرية".


http://www2.0zz0.com/2007/04/30/16/11885947.jpg



عاش خليل مطران سبعا وسبعين عاما..كابد المحن واحداثا جساما في الشرق العربي. تعاقبت على هذا الشرق ثورات سياسيين وحروب مختلفة
الى أن عايش الحرب العالمية الثانية. آثار الانعكاس الدامي من هذه الأحداث تعتريها أشعاره فقد قال في احدى قصائده.


ولنبك من ماتوا وما منه جبان منهزم
ولنرث للضعفاء يفنيهم قوي مغتشم
خطب رآه المنصفون كان أحياهم وضم
راوا الذئاب فحاولوا ان يدرأوها بالحكم
من للضعيف اذا شكا وعلى القوي اذا أثم

لقد كان مطران أبي النفس ، حر الطباع ، نزاعا الى التحرير من القيود لاسيما قيود الظلم ،
فدائما ما يدافع عن حرية الرأي ، فقد كتب قصيدة ضد وزير وزارة عندما هدده الأخير في النفي ،
فكان مطلع القصيدة.

أنا لا أخاف ولا أرجي فرسي مؤهبة وسرجي
فإذا بنا بي متن بر فالمطية بطن لج
لا قول غير الحق لي قول وهذا النهج نهجي
الوعد والا يعاد ماكانا لدى طريق فلج

وفي هذا السياق نرى ونلمس بأن من العوامل التي أثرت في نفسه وحياته عامل خطير يتمثل
في قلة احتفال الناس في عصره بالأدب والأدباء وندرة القراءة في اللغة العربية وهو عامل مازال
يشكو منه الأدب العربي حتى وقتنا هذا .
كان خليل مطران مرهف الحس رقيق الشعور رقة مفرطة إحساسا الى درجة بالغة ، وقد انعكست
هذه الرقة في شعره .
كما ان للطبيعة النصيب الوافر وله عمق خالد الى حد التفاني فيها والامتزاج معها يخاطبها وتخاطبه بقوله ..:

متضائقا أنا ومنفرجا متخللا خضر البساتين
متهللا لتحية الشجر متضاحكا ضحك المجانين
لملاعب النسمات والزهر
وفي الهواء حنين تذوب فيه الصخور
وللنسيم حديث على المروج يدور
وللأزاهر فكر يرويه عنها العبير

وقد كان للشاعر الاهتمام الأكثر في كتابة الشعر القصصي دون غيره من الشعراء. فشاعريته فتحت
لنا آفاقا جديدة في عالم الشعر العربي. حيث كان الشعر لديه متنفسا للتعبير عن أحاسيسه الانسانية
وعاطفته الجياشة لبنى الانسان.
وبحزن عميق يروق لك ان تسمعه وهو يتلو الآبيات التالية:

فجعت فؤادي يازمان بخطبها فليتك مرزوء الفؤاد بأفجع
عروس لعام لم يتم صرعتها ولو شئت لم تضرب بأمضى وأقطع
فبات على مهد الضنى مالجفنها هجوع ولا جفني يقر بمهجع
وكانت ربيعا لي فأقوت مرابعي من الزهر والشدو الرخيم المرجع

- هذه الأبيات السابقة يروي فيها قصة العوادة المتسولة التي ماتت بعد عام من زواجها ، وكانت
القصيدة تحمل عنوان (وفاء) وان مثل هذا الشعر يتم عن شعور صادق بالمشاركة في السراء والحزن ،
وقد كتب في ذلك المجال كثيرا ...... (الجنين الشهيد) و(المنتحر) و (الطفل الظاهر)

على النقيض من ذلك هناك جانب آخر يتمتع به الشاعر هو نواح مشرقه مستملحة أجاد فيها زوح المرح
من حيث الدعا به الحقيقة الراقية كقصة (إن من البيان لسحرا) وهي تحكي قصة شاعر عذب الحديث ،
ساحر البيان .نهيت الفتيات عن الاستماع اليه ، لكنهن لم يعبأن بالنهي وانسللن اليه خفية فأخذ يقص
عليهن من القصص ماسحر البابهن وأوقعهن في اسر بيانه حين قال:

سر العذارى مبنى عن شاعر للحي زائر
فقصدته وسخرن من زجر الأميمات الزواجر
فوجدته رجلا مليحا خلقه حسن الظواهر
لاشي يفتضح النهي فيه كما أدعت النواهر
فسألته إنشاد شتى من بدائعه الحواضر
فأطاعهن ومن ترى يعصي الجميلات الأوامر
فعقدن فيما حوله عقدا فريدا من جواهر
وتناول الرجل الرباب وفكره في الغيب ناظر
وآثار في الأوتار تغريدا كأن العود طائر

إضافة إلى شعر مطران الوجداني هناك أيضاً الشعر التاريخي والاجتماعي ، ومن أشهر قصائده في
هذا الموضوع " نيرون " و " فتاة الجبل الأسود " ومقتل بزرجمهر وفيها يتحدث عن كسرى وطغيانه وكيف
أن تخاذل شعبه وجهله هو الذي أعطاه القوة ليفعل ما يريد :

ما كان كسرى إذ طغى في قومه إلا لمـا خلقـوا بـه فقـالا
والجهل دائر قـد تقـادم عهـده في العالمين ولايزال عضالا
لكن خفض الأكثرين جناحـهـم رفع الملوك وسود الأبـطالا




//



[ هَذه مُجمعَة / عَلى عَجَل (: / وَ العَودَات لِـ بعضِ رَوائِعه ]

نوف عبدالعزيز
02-13-2008, 03:18 PM
لقد احسنتي الأختيار حبيبتي
دائما ما أخلط بينه وبين جبران خليل جبران :)
ولا اعلم لماذا ولكنه بالطبع شاعر رائع
يعجبني جداً كنت قد كتبت قائمه لبعض كتبه الرائعه ونسيت ان أبتاعها
شكري لطرحك هذا الموضوع
،،
،،
،
كل الود والورد

وَرْد عسيري
02-13-2008, 03:46 PM
وَ قَد كَتَب [ المَـسَـاء ] يوماً ..
فَأَثرَى بِها اللُغَة .. و أمدّها بهَاءً بِـ طعمِ بذَخ يَستَلِذُ بِه القَاريءْ ..
وَ لا يَشبَع ...!




//






دَاءٌ أَلَمَّ فخِلْتُ فيهِ شِفَائي = من صَبْوَتي ، فتَضَاعَفَتْ بُرَحَائي
يَا لَلضَّعيفَينِ ! اسْتَبَدَّا بي ، ومَا = في الظُّلْمِ مثلُ تَحَكُّمِ الضُّعَفَاءِ
قَلْبٌ أَذَابَتْهُ الصَّبَابَةُ وَالجَوَى ، = وَغِلاَلَةٌ رَثَّتْ مِنَ الأَدْوَاءِ
وَالرُّوحُ بَيْنَهُمَا نَسِيمُ تَنَهُّدٍ = في حَالَيِ التَّصْوِيبِ وَالصُّعَدَاءِ
وَالعَقْلُ كَالمِصْبَاحِ يَغْشَى نُورَهُ = كَدَرِي ، وَيُضْعِفُهُ نُضُوبُ دِمَائي
***
هذا الذي أَبْقَيْتِهِ يَا مُنْيَتِي = مِنْ أَضْلُعِي وَحُشَاشَتِي وَذَكَائي
عُمْرَيْنِ فِيكِ أَضَعْتُ ، لَوْ أَنْصَفْتِني = لَمْ يَجْدُرَا بتَأَسُّفِي وَبُكَائي
عُمْرَ الفَتَى الفَانِي ، وَعُمْرَ مُخَلَّدٍ = ببَيَانِهِ ، لَوْلاَكِ ، في الأَحْيَاءِ
فَغَدَوْتُ لَمْ أَنْعَمْ ، كَذِي جَهْلٍ ،وَلَمْ = أَغْنَمْ ، كَذِي عَقْلٍ ، ضَمَانَ بَقَائي
***
يَا كَوْكَبَاً مَنْ يَهْتَدِي بضِيَائِهِ = يَهْدِيهِ طَالِعُ ضِلَّةٍ وَرِيَاءِ
يَا مَوْرِدَاً يَسْقِي الوُرُودَ سَرَابُهُ = ظَمَأً إِلَى أَنْ يَهْلِكُوا بظَمَاءِ
يَا زَهْرَةً تُحْيي رَوَاعِيَ حُسْنِهَا = وَتُمِيتُ نَاشِقَهَا بلاَ إِرْعَاءِ
هَذَا عِتَابُكِ ، غَيْرَ أَنِّي مُخْطِىءٌ = أَيُرَامُ سَعْدٌ في هَوَى حَسْنَاءِ ؟
حَاشَاكِ ، بَلْ كُتِبَ الشَّقَاءُ عَلَى الوَرَى = وَالحُبُّ لَمْ يَبْرَحْ أَحَبَّ شَقَاءِ
نِعْمَ الضَّلاَلَةُ حَيْثُ تُؤْنِسُ مُقْلَتِي = أَنْوَارُ تِلْكَ الطَّلْعَةِ الزَّهْرَاء
نِعْمَ الشّفَاءُ إذَا رَوِيتُ برَشْفَةٍ = مَكْذُوبَةٍ مِنْ وَهْمِ ذَاكَ المَاءِ
نِعْمَ الحَيَاةُ إذَا قَضَيْتُ بنَشْقَةٍ = مِنْ طِيبِ تِلْكَ الرَّوْضَةِ الغَنَّاءِ
***
إِنِّي أَقَمْتُ عَلَى التَّعِلَّةِ بالمُنَى = في غُرْبَةٍ قَالُوا : تَكُونُ دَوَائي
إِنْ يَشْفِ هَذَا الجسْمَ طِيبُ هَوَائِهَا = أَيُلَطِّفُ النِّيرَانَ طِيبُ هَوَاءِ ؟
أَوْ يُمْسِكِ الحَوْبَاءَ حُسْنُ مُقَامِهَا ، = هَلْ مَسْكَةٌ في البُعْدِ لِلْحَوْبَاءِ ؟
عَبَثٌ طَوَافِي في البلاَدِ ، وَعِلَّةٌ = في عِلَّةٍ مَنْفَايَ لاسْتِشْفَاءِ
مُتَفَرِّدٌ بصَبَابَتي ، مُتَفَرِّدٌ = بكَآبَتي ، مُتَفَرِّدٌ بعَنَائِي
شَاكٍ إِلَى البَحْرِ اضْطِرَابَ خَوَاطِرِي = فَيُجيبُني برِيَاحِهِ الهَوْجَاءِ
ثَاوٍ عَلَى صَخْرٍ أَصَمََّ ، وَلَيْتَ لي = قَلْبَاً كَهَذِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ !
يَنْتَابُهَا مَوْجٌ كَمَوْجِ مَكَارِهِي ، = وَيَفتُّهَا كَالسُّقْمِ في أَعْضَائي
وَالبَحْرُ خَفَّاقُ الجَوَانِبِ ضَائِقٌ = كَمَدَاً كَصَدْرِي سَاعَةَ الإمْسَاءِ
تَغْشَى البَرِيَّةَ كُدْرَةٌ ، وَكَأَنَّهَا = صَعِدَتْ إلَى عَيْنَيَّ مِنْ أَحْشَائي
وَالأُفْقُ مُعْتَكِرٌ قَرِيحٌ جَفْنُهُ ، = يُغْضِي عَلَى الغَمَرَاتِ وَالأَقْذَاءِ
يَا لَلْغُرُوبِ وَمَا بهِ مِنْ عِبْرَةٍ = لِلْمُسْتَهَامِ ! وَعِبْرَةٍ لِلرَّائي !
أَوَلَيْسَ نَزْعَاً لِلنَّهَارِ ، وَصَرْعَةً = لِلشَّمْسِ بَيْنَ مَآتِمِ الأَضْوَاءِ ؟
أَوَلَيْسَ طَمْسَاً لِلْيَقِينِ ، وَمَبْعَثَاً = لِلشَّكِّ بَيْنَ غَلائِلِ الظّلْمَاءِ ؟
أَوَلَيْسَ مَحْوَاً لِلوُجُودِ إلَى مَدَىً ، = وَإِبَادَةً لِمَعَالِمِ الأَشْيَاءِ ؟
حَتَّى يَكُونَ النُّورُ تَجْدِيدَاً لَهَا ، = وَيَكُونَ شِبْهَ البَعْثِ عَوْدُ ذُكَاءِ
***
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالنَّهَارُ مُوَدِّعٌ ، = وَالقَلْبُ بَيْنَ مَهَابَةٍ وَرَجَاءِ
وَخَوَاطِرِي تَبْدُو تُجَاهَ نَوَاظِرِي = كَلْمَى كَدَامِيَةِ السَّحَابِ إزَائي
وَالدَّمْعُ مِنْ جَفْني يَسِيلُ مُشَعْشَعَاً = بسَنَى الشُّعَاعِ الغَارِبِ المُتَرَائي
وَالشَّمْسُ في شَفَقٍ يَسِيلُ نُضَارُهُ= فَوْقَ العَقِيقِ عَلَى ذُرَىً سَوْدَاءِ
مَرَّتْ خِلاَلَ غَمَامَتَيْنِ تَحَدُّرَاً ، = وَتَقَطَّرَتْ كَالدَّمْعَةِ الحَمْرَاءِ
فَكَأَنَّ آخِرُ دَمْعَةٍ لِلْكَوْن ِ قَدْ = مُزِجَتْ بآخِرِ أَدْمُعِي لرِثَائي
وَكَأَنَّني آنَسْتُ يَوْمِي زَائِلاً ، = فَرَأَيْتُ في المِرْآةِ كَيْفَ مَسَائي




//


وَ بِـ الأَسْفَل مَلفُ ( وُورد ) سَقَط بَين يَديْ بَغتَة... مُسلطُ الضَوءِ عَلى تِلك الفَاتِنة أعلاه
مُتعتُهُ لا تُقاوَم .. أنصَحُكم مِن عُمقِ الفُؤادِ بِه ... :)


http://www.angelfire.com/tx4/lisan/texts/mutran.doc





وَ يُتبَع / بِـ نَبعِه :)

وَرْد عسيري
02-13-2008, 07:01 PM
عَودَة ... بِـ خَمس قِطافٍ تُزكِي الحَرفَ عَن شَوَائِبه ... { بَهِية ...:


( 1 )



جَمَعْتَ إلى البَأْسِ لِينّ الطِّبَاعِ= وَفي السَّيْفِ لِينٌ وَفِيهِ المَضَاءْ
فَكُنْ قَائِداً أَوْ فَكُنْ شَاعِراً =فَحَدُّكَ فِي حَالَتَيْهِ سَوَاءْ


/


( 2 )



شَهِدْتُ مَقَاماً تَصَدَّرَتْهُ =سَيَخْلُدُ فِي ذِكْرَيَاتِ الأَدَبْ
أَجَلْ إِنَّهُ لَمَقَامِ الوَفَاءِ= وَفِي عَصْرِنَا هُوَ شَيْءٌ عَجَبْ
وفُودُ بَني الضَّادِ جَاءًَتْ إِلَيْكِ =وَأَثْنَتْ عَلَيْكِ بِمَا قَدْ وَجَبْ
تَنَافَسَ مِنْهُمْ فُحُولُ البَيَانِ= بِإِلْقَاءِ أَشْعَارِهِمْ وَالْخُطَبْ
فَشَنَّفْتُ سَمْعِي بِمَا أَنْشَدَوا= وَأَرْسَلْتُ دَمْعِي لِفَرْطِ الطَّربْ
وَمَا سَرَّ نَفْسِي كَإِجْمَاعِهِمْ =وَقَدْ لَقَّبُوكِ بِأُمِّ الْعَرَبْ



/


( 3 )



ظَنَنْتُ أَنَّ النَّوَى تُخَفِّفُ مِنْ =وَجْدِي قَلِيلاً فَزَادَ مَا أَجِدُ
يَا رَاحَةَ الرُّوحِ مَنْ تُفَارِقُهُ =رَاحَتُهُ أَيَّ غُنْيَةٍ يَجِدُ
مَا حِيلَتِي فِي هَوىً يَصَفِّدُنِي =هَلْ مِنْ نَجَاةٍ وَقَلْبِيَ الصَّفَدُ
إِذَا عَصَى بِيَ يَوْمِي أَوَامِرَهُ =فَكَافِلٌ تَوْبَتِي إِلَيْهِ غَدُ
أَيْ سَاقِيَ الرَّاحِ أَجْرِهَا وَأَدِرْ =عَلَى الرِّفَاقِ الأَقْدَاحَ تَتَّقِدُ
وَيَا رِفَاقُ اشْرَبُوا نُخُوبَكمُ =شُرْباً دِرَاكاً لاَ يُحْصِهَا عَدَدُ
فَإِنَّنِي أَنْتَشِي بِنَشْوَتِكُمْ =أَظْمَأَ مَا بَاتَ مِنِّيَ الكَبِدُ
وَعَدْتُ مَنْ فِي يَدَيْهِ رُوْحِيَ لاَ =أَذُوقُهَا والْوَفَاءُ مَا أَعِدُ
وَعُدْتُ أَشْتَاقُ أَنْ أَرَى زُمَراً =تَعُبُّهَا كَالْعِطَاشِ إِنْ وَرَدُوا
قَالُوا جُنُونُ الصَّرْعَى بِشَهْوَتِهِمْ =عَقْلٌ لِمَنْ يَشْتَهِي وَيَبْتَعِدُ
ذَلِكَ عَقْلٌ لَكِنَّهُ سَفَهٌ =إِذَا وَهَى الجِسْمُ وَانْتَهَى الجَلَدُ
يَا صَحْبِيَ العُمْرُ كُلُّهُ أَسَفٌ= عَلَى فَوَاتٍ وَكُلُّهُ نَكَدُ
فَغَرِّقُوا فِي الطِّلاَ شَوَاغِلَكُمْ =لاَ يُنْجِهَا مِنْ ثُبُورِهَا مَدَدُ
يَا حَبَّذَا نَكْبَةُ الهُمُومِ وَقَدْ =حُفَّتْ بِمَوْجٍ فِي الكَأْسِ يَطَّرِدُ
كَأْسٌ هِيَ الْبَحْرُ بِالسُّرُورِ طَغَى =وَجَارِيَاتُ الأَسَى بِهِ قِدَدُ
بِأَيِّ لَفظٍ أَبُثُّ مَظْلَمَتِي =يَرَاعَتِي فِي البَنَانِ تَرْتَعِدُ
أَبْغِي بَيَاناً لِمَا يُخَامِرُنِي= مِنْهَا وَمَالِي فِي أَنْ أُبِينَ يَدُ
بِي صَبْوَةٌ وَالعُقُوقُ شِيمَتُهَا =وَيْحَ قُلُوبٍ مِنْ شَرِّ مَا تَلِدُ
إِنْ هَمَّ قَلْبي بوَأْدِهَا حَنِقاً = نَهَاهُ أَنَّ الحَيَاةَ مَا يَئِدُ



/


( 4 )



هذه الروض التي تبدي حلاها =والأزاهير التي تهدي شذاها
والشوادي بأغاريد المنى= تملأ الأسماع أنساً بغناها
والسواقي عذبت أدمعها =وحلا في مشرب النفس بكاها
والصناعات البديعات التي =زانت الدار وأعلت محتواها
نعمٌ دامت على أربعكم =ورعت من حل فيها ورعاها
بيتٌ عتيقٌ شيدته العلى = وزينته شائقات الطرف
تنافس فيه ضروب الحلى= بين معالي أهله والتحف
يا باني الشرفة خلابةً =قد حار في أوصافها من وصف
مهما تبالغ لا تزد حسنها =ما حسن الشرفة مثل الشرف


/


( 5 )



يَا صَفْوَةَ الأَحْبَابِ طِيبُوا وَلْتَدُمْ =أفْرَاحُكُمْ بِبَنِيكُمُ الأَنْجَابِ
أَرْخَصْتُمُ مَا عَزَّ فِي تَهْذِيبِهِمْ =وَلِكُلِّ تُفْدِيةٍ جَمِيلُ ثَوَابِ
أَوْتُوا مِنَ الْشَّارَاتِ أَحْسَنَ زِينَةٍ =وَأَحَبَّ مِنْهَا زينَةَ الأَلْبَابِ
وَإِلى ضُروبِ الظَّرْفِ فِي أَخْلاَقِهِمْ =جَمَعُوا صُنُوفَ اللُّطْفِ في الآدَابِ
فَتَيَاتُكُمْ فِي الغَانِيَاتِ فَرَائِدٌ =وَشَبَابُكْمْ للهِ أَيُّ شَبَابِ
هَذَا قِرَانٌ قَدْ شَهِدْتُ جَلاَلَهُ =فَرَأَيْتُ فِيهِ مَفَاخِرَ الأَحْسَابِ
مَا أَجْمَلَ الْمُتَعَاهِدَيْنِ عَلَى الْهَوَى= مُتَكَافِئَينِ كَرِيمِيَ الأَنْسَابِ
فَلْيَغْنِمَا نِعَمَ الْحَيَاةِ وَيَبْلُغَا =أَسْنَى الْمُنَى مَوْفُورَةَ الأَسْبَابِ




//




وَ يُتبعٌ / بِـ ـهِ فَقَط :)

هـيـفـااللاّفـي
02-16-2008, 10:37 PM
جميل ما اخترتي ياورد

شاعر رائع .. قرأت له الكثير

دمتي بحب

فيصل الحلبوص
06-11-2008, 08:54 AM
وردة عسير

لقد سلطتي الضوء على الشاعر الكبير خليل مطران

جزاك الله خيرا

دمتي بخير

أصيله المعمري
06-15-2008, 02:08 AM
وَ قَد كَتَب [ المَـسَـاء ] يوماً ..
فَأَثرَى بِها اللُغَة .. و أمدّها بهَاءً بِـ طعمِ بذَخ يَستَلِذُ بِه القَاريءْ ..
وَ لا يَشبَع ...!




//






دَاءٌ أَلَمَّ فخِلْتُ فيهِ شِفَائي = من صَبْوَتي ، فتَضَاعَفَتْ بُرَحَائي
يَا لَلضَّعيفَينِ ! اسْتَبَدَّا بي ، ومَا = في الظُّلْمِ مثلُ تَحَكُّمِ الضُّعَفَاءِ
قَلْبٌ أَذَابَتْهُ الصَّبَابَةُ وَالجَوَى ، = وَغِلاَلَةٌ رَثَّتْ مِنَ الأَدْوَاءِ
وَالرُّوحُ بَيْنَهُمَا نَسِيمُ تَنَهُّدٍ = في حَالَيِ التَّصْوِيبِ وَالصُّعَدَاءِ
وَالعَقْلُ كَالمِصْبَاحِ يَغْشَى نُورَهُ = كَدَرِي ، وَيُضْعِفُهُ نُضُوبُ دِمَائي
***
هذا الذي أَبْقَيْتِهِ يَا مُنْيَتِي = مِنْ أَضْلُعِي وَحُشَاشَتِي وَذَكَائي
عُمْرَيْنِ فِيكِ أَضَعْتُ ، لَوْ أَنْصَفْتِني = لَمْ يَجْدُرَا بتَأَسُّفِي وَبُكَائي
عُمْرَ الفَتَى الفَانِي ، وَعُمْرَ مُخَلَّدٍ = ببَيَانِهِ ، لَوْلاَكِ ، في الأَحْيَاءِ
فَغَدَوْتُ لَمْ أَنْعَمْ ، كَذِي جَهْلٍ ،وَلَمْ = أَغْنَمْ ، كَذِي عَقْلٍ ، ضَمَانَ بَقَائي
***
يَا كَوْكَبَاً مَنْ يَهْتَدِي بضِيَائِهِ = يَهْدِيهِ طَالِعُ ضِلَّةٍ وَرِيَاءِ
يَا مَوْرِدَاً يَسْقِي الوُرُودَ سَرَابُهُ = ظَمَأً إِلَى أَنْ يَهْلِكُوا بظَمَاءِ
يَا زَهْرَةً تُحْيي رَوَاعِيَ حُسْنِهَا = وَتُمِيتُ نَاشِقَهَا بلاَ إِرْعَاءِ
هَذَا عِتَابُكِ ، غَيْرَ أَنِّي مُخْطِىءٌ = أَيُرَامُ سَعْدٌ في هَوَى حَسْنَاءِ ؟
حَاشَاكِ ، بَلْ كُتِبَ الشَّقَاءُ عَلَى الوَرَى = وَالحُبُّ لَمْ يَبْرَحْ أَحَبَّ شَقَاءِ
نِعْمَ الضَّلاَلَةُ حَيْثُ تُؤْنِسُ مُقْلَتِي = أَنْوَارُ تِلْكَ الطَّلْعَةِ الزَّهْرَاء
نِعْمَ الشّفَاءُ إذَا رَوِيتُ برَشْفَةٍ = مَكْذُوبَةٍ مِنْ وَهْمِ ذَاكَ المَاءِ
نِعْمَ الحَيَاةُ إذَا قَضَيْتُ بنَشْقَةٍ = مِنْ طِيبِ تِلْكَ الرَّوْضَةِ الغَنَّاءِ
***
إِنِّي أَقَمْتُ عَلَى التَّعِلَّةِ بالمُنَى = في غُرْبَةٍ قَالُوا : تَكُونُ دَوَائي
إِنْ يَشْفِ هَذَا الجسْمَ طِيبُ هَوَائِهَا = أَيُلَطِّفُ النِّيرَانَ طِيبُ هَوَاءِ ؟
أَوْ يُمْسِكِ الحَوْبَاءَ حُسْنُ مُقَامِهَا ، = هَلْ مَسْكَةٌ في البُعْدِ لِلْحَوْبَاءِ ؟
عَبَثٌ طَوَافِي في البلاَدِ ، وَعِلَّةٌ = في عِلَّةٍ مَنْفَايَ لاسْتِشْفَاءِ
مُتَفَرِّدٌ بصَبَابَتي ، مُتَفَرِّدٌ = بكَآبَتي ، مُتَفَرِّدٌ بعَنَائِي
شَاكٍ إِلَى البَحْرِ اضْطِرَابَ خَوَاطِرِي = فَيُجيبُني برِيَاحِهِ الهَوْجَاءِ
ثَاوٍ عَلَى صَخْرٍ أَصَمََّ ، وَلَيْتَ لي = قَلْبَاً كَهَذِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ !
يَنْتَابُهَا مَوْجٌ كَمَوْجِ مَكَارِهِي ، = وَيَفتُّهَا كَالسُّقْمِ في أَعْضَائي
وَالبَحْرُ خَفَّاقُ الجَوَانِبِ ضَائِقٌ = كَمَدَاً كَصَدْرِي سَاعَةَ الإمْسَاءِ
تَغْشَى البَرِيَّةَ كُدْرَةٌ ، وَكَأَنَّهَا = صَعِدَتْ إلَى عَيْنَيَّ مِنْ أَحْشَائي
وَالأُفْقُ مُعْتَكِرٌ قَرِيحٌ جَفْنُهُ ، = يُغْضِي عَلَى الغَمَرَاتِ وَالأَقْذَاءِ
يَا لَلْغُرُوبِ وَمَا بهِ مِنْ عِبْرَةٍ = لِلْمُسْتَهَامِ ! وَعِبْرَةٍ لِلرَّائي !
أَوَلَيْسَ نَزْعَاً لِلنَّهَارِ ، وَصَرْعَةً = لِلشَّمْسِ بَيْنَ مَآتِمِ الأَضْوَاءِ ؟
أَوَلَيْسَ طَمْسَاً لِلْيَقِينِ ، وَمَبْعَثَاً = لِلشَّكِّ بَيْنَ غَلائِلِ الظّلْمَاءِ ؟
أَوَلَيْسَ مَحْوَاً لِلوُجُودِ إلَى مَدَىً ، = وَإِبَادَةً لِمَعَالِمِ الأَشْيَاءِ ؟
حَتَّى يَكُونَ النُّورُ تَجْدِيدَاً لَهَا ، = وَيَكُونَ شِبْهَ البَعْثِ عَوْدُ ذُكَاءِ
***
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالنَّهَارُ مُوَدِّعٌ ، = وَالقَلْبُ بَيْنَ مَهَابَةٍ وَرَجَاءِ
وَخَوَاطِرِي تَبْدُو تُجَاهَ نَوَاظِرِي = كَلْمَى كَدَامِيَةِ السَّحَابِ إزَائي
وَالدَّمْعُ مِنْ جَفْني يَسِيلُ مُشَعْشَعَاً = بسَنَى الشُّعَاعِ الغَارِبِ المُتَرَائي
وَالشَّمْسُ في شَفَقٍ يَسِيلُ نُضَارُهُ= فَوْقَ العَقِيقِ عَلَى ذُرَىً سَوْدَاءِ
مَرَّتْ خِلاَلَ غَمَامَتَيْنِ تَحَدُّرَاً ، = وَتَقَطَّرَتْ كَالدَّمْعَةِ الحَمْرَاءِ
فَكَأَنَّ آخِرُ دَمْعَةٍ لِلْكَوْن ِ قَدْ = مُزِجَتْ بآخِرِ أَدْمُعِي لرِثَائي
وَكَأَنَّني آنَسْتُ يَوْمِي زَائِلاً ، = فَرَأَيْتُ في المِرْآةِ كَيْفَ مَسَائي




//


وَ بِـ الأَسْفَل مَلفُ ( وُورد ) سَقَط بَين يَديْ بَغتَة... مُسلطُ الضَوءِ عَلى تِلك الفَاتِنة أعلاه
مُتعتُهُ لا تُقاوَم .. أنصَحُكم مِن عُمقِ الفُؤادِ بِه ... :)


http://www.angelfire.com/tx4/lisan/texts/mutran.doc





وَ يُتبَع / بِـ نَبعِه :)


مرحباً ورد عسيري
أنتِ بساتين دهشة وقلب

هذا النص قد درسته وحفظته عندما كنت في الصف الثاني الاعدادي
وقتها لم نكن ندرك أن الشعر : شعر

على الرغم من أن المعلم وقتها كان خليل مطران


الآن الدهشة التي زرعتيني فيها
كفيلة بأن تجعلني أدرك كل الذكريات
وتاريخه






شكراً ورد
شكراً تعرفك جيداً

عبيد خلف العنزي
06-16-2008, 06:57 PM
جبران .. فلسفة حياة .. وعمق إنساني بديع .. كل الود والورد على طرحك المتميز ..

أسمى
07-06-2008, 09:04 PM
رائع يا وردْ.أدبه ونظمه جداً رائع.

من زاوية أُخرى..
..حين يأتي المُبدع بـ كلهـ..يُجبرنا على رفع قدره عُلّواً.
وذلك ماأُسميه دائما .. التوازي بما هو جميلـ.
يتراجع للخلف ماعدا ذلك .
تتجلى صفات الجمالـ حيثُها.
و
"
..ما أستضاء به فكري الآن بعيد عن الموضوع جداً. أكتفي بما قلت.

سعيدة بـ قراءتي لذائقتك يا رائعة.