|
الحزن , خبز المتعبين.... |
دوماً نعود , حينما نثق في كرم السواقي .... ننسى أنها تبكي لينتعش عمر الضفاف , وتسير الحياة حافية على الحشائش و زهور الأقحوان, وماتبقى من فصل ربيع مرّ بها على عجل غير آبهه .. دوماً نرجع أدراجنا , حينما نتأكد من نُصرة القناديل على العتمة ... كيف لنا أن ننسى أنها تهيئنا للطريق , وتجرح بعطاءها وقار الظلام .... دوماً نعد أصابعنا بعد فرك آخر قرش نملكه , ما من ثقة لنا في أشيائنا الشخصية .. تلك التي تُجانب القلب بقرب حبيب علّمها نفاقاً كيف تصبح سكيناً بلا رأس تختبيء في حضن الانتظار على أمل حاجة عابرة ... يوما ما سنعود إلى الأرض بثقافة الجرح , يوم تمل الريح تقسيم الاتجاهات ... يوم يصبح للحب الحقيقي اتجاه واحدٌ في تعريفها , لا أكثر من اتجاه , موزعة على أكثر من قلب ... |
الحب الحقيقي متمرد لايخضع للأمزجة , والأنثى الحقة في المقابل تعرف بأن ثمة حدود فاصلة بين الحب واللاحب .. ياحبيبتي , مامن طائر حر يقبل بعش لم يتعب في بنيانه , الأعشاش نفسها لا تؤمن إلا بدفئ أصحابها الأصليين .. جنون الأنهر لا يتواءم أيضاً والسفن الكبيرة , وجنون الزوارق كفافاً يغطي رضى الأنهار مهما كان تواضع الزوراق ... ياحبيبتي , ليس كل نباتات الظل مهوسة بالفيء , هنالك فرق رحبٌ جداً بين ظل سنديانة عملاقة وساق ريحانة في آخر مواسم منشطها ... الحب لايُخطط له مسبقاً بعملية حسابية , لايُعطى كجرعات دواء تلتزم بالوقت والكيفية , لا يتبع أيضاً لخاصية " اختر مايناسب الفراغ من العواطف " الحب ألا تختار جزءك المفقود وفق تطلعاتك , دائماً مايأتي مخالفاً للاختيارات , منافياً للخيارات , حاسم كقدر , متواطئ مع الصدفة ضدك... الحب فعلاً يا أنتِ , أن تحبِ لكِ الخير , وتحبيه للآخر وإن لم يحبك... |
الغصن الذي يأمن بقاء طير , خائبٌ لامحاله.... |
الشرفة التي كانت تكترث بها العصافير , شاخت في وحدتها ... جفت الأُصص عُزلة , سيقانها الخضراء التفت على جديلة شمس حباً بالبقاء حتى احترقت , سذاجةً كانت تعتقد , بأن النضال من أجل الحياة لن يقف بها على مفترق حاسم ... سذاجة , كانت تلاحق النور متخليةً عن بشاشة الظلال .. وتنكراً نست اليد التي طالما امتدت لها بجردل حياة من طريق آخر .... الشرفة التي كانت تكترث بها قطتي , شاخت لفراقها ... وفراقي .... كلانا كان يرى النور مصدراً لتغير مزاج عاصف .. كلانا كان مغرماً باقتناص الحمائم على الأحلام المجاورة .... كلانا كان يتحايل على الوقت , عساه أن ينفذ من النافذ وينقضي الملل نوماً أو هروباً.. ليس ثمة فرق...!... الشرفة التي كانت تكترث بها أمي , نامت في حضنها وحيدة كأبي ... عارية بلا قبر ...كحزني... |
حياتنا ليست إلا تراكمات لوجوه ,
كلما كبرنا , تتسع قائمة العابرين , ويتكلس النسيان .. |
لانهاية في الحب , دائماً من حيث يتحلل حب , يبدأ آخر بالنمو منه , والقلب أخضر... والأقوياء يبنون أنفسهم من حطامهم... |
لاحاجة لنا في من لايزيد من تمسكنا بالحياة , العمر فرصة واحدة , يستحق أن يُمضى مع من يستحق الفرص .. |
| الساعة الآن 03:25 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.