سَقَطَ اللوحُ الأخيرُ, مِن واجهةِ الحياةِ الخشبيّة..
العراءُ ممتدٌّ إلى أبعد من وجودي.. جسدُ الأرضِ ممدّدٌ بينَ عينيّ, كــ خيالٍ لا تَبينُ حقيقَتُهُ مِن زِيفِه!.. صَفاءُ ذاكِرتي يُغَرِّرُ نَفسي بالملائِكيّة العُظمى!.. أرى الأشياءَ المجهريّةَ في نَفسي.. أرى كيفَ تَعبُرُ الريحُ أرضي, وَ كيفَ تدخُلُ بَقاياها مساماتّ جلدي, فــ ألتَهِبُ بَرداً.. وأرَى, كيفَ يَتَغلْغَلُ الصوتُ في أذنيّ, فــ أطربُ حيناً..وأنتَفِض منزعجاً حينا آخر.. أرى أمّهاتِ الأفعالِ..في عقولِ المّارَةِ من خَلفِ أزّقةِ النسيان.. كيفَ يدّسونَ السمّ في حِلُوقِ الذِكرياتِ, وكيفَ يَتشاجرونَ مَعْ روائِح العطر السامية.. وكيفَ يقتاتُونَ على الكَذِبْ.. سقطَ الغِشاءُ الأخيرُ عن بَصيرَتيْ, و أستبدّ طُغيانُ الحقيقَةِ.. موجعٌ , حادُّ, لكنّهُ نقيّ كــ المطر!.. وحيداً -بينَ دنيويّةِ الأشياءِ- أسيرُ.. لا خوفٌ يبدّدني ولا انتهازيّةٌ تُنزلُ السُخط على ملامِحي.. عابرةٌ نحوَ نهايةِ الوُجودِ, وَبِدايةِ المَعرفة!.. |
أَيُّها الموتُ انتظرني خارج الأرض ،
انتظرني في بلادِكَ ، ريثما أُنهي حديثاً عابراً مَعَ ما تبقَّى من حياتي! * |
لمْ تَكُنْ الأُمنياتُ تَكبُرُ على جانِبيّ الحياةِ صدفةً!
أمّا الحُلمُ فكانَ وحيداً ومُنكَمِشاً ويغرَقُ بِبطءٍ في وحلٍ صنَعهُ المطرُ على عُجالة!.. . . في تِلكَ الليلةِ تَجَمّدت أمنياتٌ كثيرةٌ في الحُبِّ والبقاءِ والإجابة!. |
.
. يَحرِقُ سَوادُ الغيمِ الزَفراتِ العالقةِ في حَلقِ الأرض.. وبينَ هطلٍ وآخرْ، يُثيرُ المَطَرُ الشهقاتِ! . . |
ويُثيرُ جنونَ الفَتياتِ!
-المَطَرُ- وعِطرُ الأرضْ الحادِقْ:خليطُ التُرابِ والنسيان!.. وانعِكاسُ أعمدةِ الإنارةِ على صفحاتِ الظلامِ.. وارتِدادُ صوتِ الحُبّ في قلوبِهنّ!.. فوضى الابتساماتِ المارِقةِ من بينِ ألحانٍ أغنيةٍ قديمةٍ.. وانعكاسُ الذاكرةِ على شقوقِ الروح!.. ويُثيرُ البشريّةَ كُلها.. -المَطَرُ- والضَربُ على وَتَرِ الآتي!.. وحساباتٌ طويلةٌ لِصَفقاتِ التخلّي، والإقدَامِ، ومشارِيعِ الخلود! |
ويُثيرُ المطرُ الأمنيات،وكلّ المستحيلات..
. . كَأَنْ أهدِمَ جِدارَ الصمتِ المُطِلِّ على السماء، وأزرعَ ياسمينةً بيضاء!.. |
الوجَع:
لم تَلِدْ الرقصةُ إلّا حرباً!.. سقطتْ الضمائرُ ، وارتفعتْ الأرواحُ.. عَرَجٌ أصابَ عُمقَ المفاهيمْ، هزائمٌ صغيرةٌ بِالجُملةِ، ونصرٌ واحدٌ مُرتقبْ! . . |
ولَمّا يتعرّى جَسَدُ الحِكايةِ من ملامحِ الزَيفِ الفتيّةِ ،وتَدابيرِ الاعتيادِ المُمّلة، وتعابيرِ الحبِّ المُتكلِفَة، ويتناهى التعبُ إلى أوصالِ بائعي المشاعرِ،وتنتهي فعالِيَةُ العِتاب..
تفركُ زاويةُ الاستنكار عينَيها، مُزيلةً طبقاتٍ من غُبارِ التغاضي، وتآويل المغفرةِ.. ويفلَتُ الشكُّ من عِقاله، وتَفلتُ عشراتٌ مِنْ أفكارِ الإنكارِ من جحورِ القلبِ حيثُ بقيتَ هناكَ طيفاً من الزمن، تُداري بالألوانِ اسودادَ الحال! وتنقلبُ بصيرةُ المؤمِنْ إلى بلورَةِ ساحرٍ!.. حينَ يحدُثُ ذلك كلّه، قفْ واستَدِرْ إلى إنسانيّتِك، فأنت دونَ أنْ تدري تَفقِدُ نَفسَكَ لِصالحِ اللاشيء! وتستنزِفُ وقتَكَ لصالحِ الفَراغِ! وتُحيطُ هالتَكَ بانتكاساتِ الطاقةِ..وقوى الضياع! . . لا تَتخَلّى عَنْ نفسِك، لا تَتعَمّدْ ارتِداءَ أثوابٍ لا تَليقُ بِك لِتُلفِتَ شخصاً ما.. لا تُحاول اقتِحامَ عوالم لا تتطابَقُ مع حقيقَتِك.. كن أنتَ مرّةً واحدةً وإلى الأبد، صِلْ بواطِنَكَ بِظاهِرِكَ، ومُرادَكَ بِوقائِعك! القفل والمِفتاحُ في الحقيقةِ هما أنت! امسَحْ عن وجهكَ لغزَ النِفاقِ، تخلّى عن ربح المجهول، لا تُكرّر سقطاتِك: فالأولى لكَ، والباقياتُ كُلهنّ عليك!. |
الساعة الآن 01:58 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.