منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد العام (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   قصاصات من الأدبين العربي و العالمي (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=33648)

عماد تريسي 05-07-2014 12:23 AM




المدخل دائماً لأى عمل أكتبه يمثل لى هماً بطول سور برلين وحاجزاً لكلماتى كجدار عازل يجعل الأفكار من خلفه متصارعة كدبابير مزعجة، الأفكار كثيراً ما نعتقد أنها بعيدة عنا ولكنها فى الحقيقة تسكننا وفى نفس الوقت نلهث دوماً لكى نصطادها فى دواخلنا!


طاهر الزهرانى - نحو الجنوب


مودتي


عماد تريسي 05-07-2014 12:24 AM




إننى أحب هذه الحياة حباً لا تكلف فيه وأريد أن أتكلم عنها بحرية: إنها تمنحنى كبريائى لكونى إنساناً.
ومع ذلك، ما أكثر ما قيل لى: لا شىء يدعو للفخر. بلى، ثمة ما يدعو إلى ذلك: هذه الشمس، هذا البحر،
قلبى المتوثب بالشباب، جسدى بما فيه من طعم الملح، والمدى اللامحدود الذى يلتقى فيه الحنان والمجد فى الصفرة والزرقة.
فلأقف قوتى وطاقتى على تحقيق ذلك.. كل شىء هنا يتركنى بكراً، فأنا لا أتخلى عن شىء من ذاتى،
ولا أتحجب بأى قناع: يكفينى أن أتعلم بصبر علم الحياة الصعب الذى يفوق كل فنون الحياة.

ألبير كامو - أعراس


مودتي


عماد تريسي 05-07-2014 12:25 AM




فى كل كائن وفى كل شىء على السواء تتعايش الظلمات والنور وتتشابك.. فلُبّ الثمرة التى تخضمونها يغذّى جسدكم،
بيد أن مذاقها الطيّب وعطرها ولونها تغذى نفسكم. و(النور) الكائن فيكم يتغذّى بالجمال والمعرفة ففكروا بتغذيته من غير انقطاع،
ولا تكتفوا بإتخام الجسد. وحواسكم منذورة لتلقف الجمال ولمسه واستنشاقه وتذوقه والإصغاء إليه وتأمله..
إن حواسكم الخمس مصافى (نور).. فقدموا إليها العطور والأنغام والألوان.

أمين معلوف - حدائق النور


مودتي


عماد تريسي 05-07-2014 12:26 AM




تحاول كل هذه التفاصيل القاتلة أن تنسينى المكان الذى رأيت فيه النور لأول مرة.. تتوه من الذاكرة أول حصاة رميتها فى شقاوة الطفولة الأولى.
أنزل من البيت، أتسكع فى المدينة الكبيرة، أمشى بدون هدف، أبحث عن أى ذريعة للتسكع.. حتى جئت إلى هنا.. فأدركت أنه فى هذا المكان،
يمكننى أن ألمس تعاسة الذين تؤرقنى حيواتهم ومصائرهم.
كنت أحاول الخروج من جلدى، والتحديق فى الآخرين والمرئيات والأشياء.. حتى أحاول صيانة روحى من اليأس وحماية قلبى من التحجّر.

يوسف القعيد - مرافعة البلبل فى القفص


مودتي


عماد تريسي 05-07-2014 12:27 AM




ذو الوجهين منافق، وذو الوجه الواحد ميت!
يعيب الإنسان أن يصنع له نفساً ووجهاً غير وجهه، وأن يبدو للناس بوجهين يلعن أحدهما الآخر، ويعلم هو أنهما - كليهما - ملعونان.
ولا يعيبه أن يكون له مائة وجه ينمّ كل منها على سمة من سماته ومعنى من معانيه، ويعرض لنا من ذهنه وسليقته وقلبه فى ساعة ما ليس يعرضه فى ساعة أخرى. لأن كل وجه من هذه الوجوه حق وليس بكذب، وجوهر وليس بطلاء، وصفحة من كتاب لا تتم قراءته إلا باستعراض جميع الصفحات.
ذو الوجهين فى كل وجه من وجهيه كذب وطلاء.
وذو الوجوه المنوعة السمات.. المعددة الملامح.. المفرقة المعانى، راوية صادق الخبر يرينا كل يوم بينة جديدة على صدقه ولوناً جديداً من تمامه ونقصه، ونفساً جديدة فى تعبير جديد.
والرجل الذى لا تختلف له صورة من صورة ولا تمثال من تمثال هو جماد يختلس عنوان الحياة.

عباس محمود العقاد - سارة


مودتي


عماد تريسي 05-07-2014 12:27 AM




إن الملامح التى تبيح أسرار الذات المعنوية تكسب الوجه جمالاً وملاحة مهما كانت تلك الأسرار موجعة وأليمة..أما الوجوه التى لا تتكلم بصمتها عن غوامض النفس وخفاياها فلا تكون جميلة مهما كانت متناسقة الخطوط متناسبة الأعضاء.

جبران خليل جبران - الأجنحة المتكسرة


مودتي


عماد تريسي 05-07-2014 12:28 AM




فالاقتراب الشديد من الجميع قد يغرس أشواكهم فينا ويغرس أشواكنا فيهم.. والبعد عنهم أيضاً يفقدنا الأمان والدفء ويجعل الحياة قاسية ومريرة، لهذا فنحن فى حاجة دائمة إلى أن نتلامس مع الآخرين.. ولكن بغير التصاق شديد يفتح أبواب المتاعب.. ويحجب الرؤية ويشوّش السمع.. لأن القرب الشديد يضيّق مدى الرؤية فى حين أن الاقتراب عن بعد أو الابتعاد عن قرب يجعل الرؤية أوضح والسمع أصغى.. فالإنسان فى حاجة إلى رفقاء يبثهم شجونه ويهتم بأمرهم ويهتمون بأمره، لكنه يحتاج أيضاً إلى أن تكون له ذاته الخاصة التى لا يقترب منها إلا الأصفياء وحدهم.. والإنسان يحتاج أيضاً إلى أن يحسن الظن بالآخرين لكى تستقيم الحياة لكنه يحتاج أيضاً إلى أن يكون حريصاً بعض الشىء فى علاقاته بهم، فلا يمنح ثقته الكاملة إلا لمن عرفه جيداً وامتحن إخلاصه وصداقته وقيمه الأخلاقية.

عبد الوهاب مطاوع - صديقى لا تأكل نفسك


مودتي


عماد تريسي 05-07-2014 12:29 AM




إن أثرى ما عشته لم أعرفه ولم أدركه إلا بقوة المخيلة، وما انقضى منى راح جلّه فى التمنى..
لقد أوصدت دونى أبواب بلا حصر.. حالت وصدت.. طرقت برفق.. وأحياناً صرخت..
ولم يأخذ بيدى إلا تخيّلى ما وراءها، واجتهادى فى طى الفراغات العلى. بعضها فتح لى،
اجتزته وعبرت عتباته، فلم ألق إلا الحسرة وبواعث الآهات، ذاك نثارى.

جمال الغيطانى - دفاتر التدوين


مودتي



الساعة الآن 01:24 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.