منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الهدوء (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   مولاتي الأميرة. (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=21408)

أحمد الفلاسي 04-04-2010 11:54 PM

تعلمت من أبي أن كل قدرة إنسانية وهبني الخالق إياها يقابلها ذات المقدار من النجاح، وما الفشل إلا نتيجة طرح بعض مدخلات تلك القدرة من معادلة النجاح..ومن هنا فإن أبي كثيرا ما يحكي لي قصة دراستي في مراحلها الأولى ، حينما كان يحبب إليّ حافز المستقبل على حافز الحاضر العجِل ، وربط ذهن الطفل بقيمة مستقبيلة تستدعي مهارة فوق مهارة الإقناع العادية ؛ لأنها نقلة من عالم محسوس مشاهد معاش إلى آخر لا وجود له إلا عن طريق تقوية حاسة الإدراك المتعمقة المدفونة في ذات الطفل هنا.
كان أبي يقدم لي تلك الوجبة المستقبيلة لأجد طعمها في فمي كأن عهدي بها للتوَ..فأحببتها لأن أبي أراني منه كم هي غالية عنده، فحرصت على التفوق كمخرج لتلك القدرة، بل كنت أسأل أبي عن قدرة إضافية أحياناً طمعاً في مخرجات أقوى وأكبر.
وما زال أبي معي بكليته الآن وأنا في مرحلة الدراسات العليا ، وكأنه يستحلي قرص أذني من جديد، وأنا أفخر أن أذني احمرتْ من أصبعه الغالية..
حرص أبي كثيرا على تفوقي ، فقال لي ما يعد دستور حياتي العلمية..وقال لي ، فأهداني وهداني....طيب الله أنفاسك يا أبي.



أحمد الفلاسي 04-05-2010 09:25 AM

لا تعذبيني بالصمت لأن غيرتي تخطتْ نحوك أسوار المعقول ، لو كان بيدي لذبحت نفسي قبل أن أذبحك، وما تمنيت حجرا تلقيه عليك يدي الغيورة إلا أن يصيبني قبل إصابتك..أنا ههنا خليطٌ منكِ ، خليط فيه نار ونور، وغضب وسرور، وفيه -يا حبيبتي لو أبصرته- سموم الدنيا تهتك بأحشائي ومع ذلك فيه الدواء من كل سم.
ولو أنك اعتصمت بحبل العدالة لرأيت أن النار التي تبعثني إليك أحيانا ما اشتعلتْ في عينيك إلا بعد أن حولتني رماداً متطايراً، فقذفت بي في حممك المصهورة فكان نتيجتها إيذاؤك فدتك روحي، وحياتي.
لا تشمتي حاسدي بصمتك هذا ، ولا تقضي به على بقية الحياة القائمة على تدبيري وأنت بعيدة عني ..وهل كان خيار البعد لي إلا من باب الهروب من نارك الموقدة، فبالله عليك كيف زادها البعد عنك اشتعالاً؟؟.

أحمد الفلاسي 04-05-2010 10:48 AM

يراودني منذ أيام خاطر يتساءل: هل ستكون للأيام قدرةٌ على محو ما بيننا اليوم ؟ وإذا كانت كذلك فما قدرتُها على تغيير ملامحنا المصبوغة بدواخلنا ونحن كل يوم تطير بنا سحابة، وترجعنا أخرى!
كنت أود أن أكتب قصة حبك من بدايتها، وما عساني أن أكتب وهي ليست من قبيل القصص الموسوم بالوجود، الرابض على صفحة الوجود، قصة لا يعهد بها إلى زمان، ولا يعترف بها مكان، ولم تذعن يوماً لحدث منطقي يسمح بسرده ليكون أهلاً لاسم قصة أو حياة.
إن قلتُ لك: أنتِ من غيّر في مجرى حياتي فلسفة الكتابة، وكأنما تبنتها مني يد أخرى غير يدي، وأملتْها على عيون القراء كلمات ليست مني، وما أنا معك إلا إنسان لا أعدو كوني عاشقاً، وليس لي في الأدب من شيء ..أنا أكتبك هنا وهناك وفي كل مكان ليس من باب تنميق الكتابة، ولا من باب إنشاء أدب، أو تقوية آصرة لغة..إنما هو تلبس شخصك، واستملاء فيض حبك، واحتساء روافد قصتي معك كأساً لا أعلم متى سأرتوي منه فيهدأ قراري، ويقر بالي.
قصتنا يا حبيبتي طويلة طويلة، لا تتحدد بعلاقة يسعى ذكر فيها إلى أنثى بغية صفاقة تسمى كذبا وزورا حباً....وليست من قبيل التعارف الممجوج الموشوم بالحب المزور العفن، الذي لا ينتهي إلا إلى العداء، والقطيعة لأنه قام على هشاشة التفكير بل ضحالة العقل. والحب بين الجنسين عود بالطبيعة البشرية إلى جبلة النزعة الأولى بعيدا عن البهيمية الصرفة التي لا تدخل عالم الإنسان حتى تلغي أولاً كونه إنساناً...وتلك هي قصتي معك حينما أنوي أن أكتبك، وسأكتبك لتعلمي أي شائك أنا في حياتك!!

أحمد الفلاسي 04-05-2010 12:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الفلاسي (المشاركة 625458)
مسكينة تلك الحمقى التي تظن أن التلاعب بالألفاظ المثيرة أقرب وسيلة لأن تستعبد بها قلب من تهوى وتريد ..ويزداد الحمق فجوة واتساعاً حينما تنسى نفسها فتكرر بعض الألفاظ الموحية بأن لها حبيباً يحدثها في ذات الوقت ..وكل ذلك لا لشيء سوى إثبات أنها لعوب لا تعرف العيش بعيدا عن الرقص، واللعب على خيوط الوهم الخفيفة.
إن هذا الصنف من الناس لا يمكن أن يرزق استقرارا في حياته الزوجية خاصة، لأنه غير مؤهل لصلب عوده فضلا عن صلب عيود حياة لها مالها وعليها ماعليها..
فتحرري أيتها اللعوب من خفة الرقص، فإن كثرته تخف بالعقل، وتثقل بالبلادة، وتعين على شذوذ الروح أكثر فأكثر..
وهنا تداس كرامة القلم ، وتضيع هيبة العلم والأدب ..ولا أعجب من أن ترى مع هذه الرقصات الخفيفة ذلك النزق السريع في شدة الغضب، وكيل أنواع التهم، وصب جم الغضب الذي لا يواريه عقل خلفه فيستره، ويميزه ..فأي أدب هذا!!


هذه الكلمات رد على حماقة من أرسلتْ تظن أنها ستجد طريقا إلى حصوني المنيعة، فرقصت كثيرا ، وغنتْ ، لكنها لم تطربني أبدا..لأنني لا أسعى إلى زخرفات براقة خادعة..وفي بطنها السم الزعاف..ولأول مرة يأتيني مثل هذا الرجف الذي وسمته بالحمق لأنه حمق وزيف..وقد كان ردا على ما أرسلت به إرجافها.
وحاشا أن يكون هذا الكلام موجها مني إلى مولاتي التي نذرت حروفي لها لا لغيرها يوما.
ستظلين يا مولاتي فوق كل سقف، لا يعلوك سقف مهما كثرت حولي المزامير....أحبك وحدك يا طهر القصد.

أحمد الفلاسي 04-05-2010 03:45 PM

لا يا حياتي...لا عشت يوماً لو تسلل مني حرف واحد يذرو على خديك شيئاً من الكدر، وما حياة أحمد إلا إشراقة خديك المتوغلين في أحشائي حباً وهياماً..ولا كان أحمد لو أن زفرة ساخنة منه تسببتْ في تقطب جبينك الغالي ثانية من الزمان، فما زفراتي التي أكتبها وهي مغموسة في ماء قلبي إلا لك وحدك لتفرحك لا لتسخطك.
قالوا: إنك تجرحها بمر لفظك! قلت: لا يجرؤ لفظي على رفة عينيها غضباً وهو ليس إلا مسخر لها، ولوصفها، ولحبها، ولنورها الذي لا أعيش بدونه مهما كان بعيداً عن عيني الآن.
مولاتي يا أميرة قلبي، ويا سلطانة حرفي، ويا مجموع سعادتي وفرحي..أحبك وحدك لأن الحب لم يخلق إلا لعينيك، وأحبك وحدك على أي حال كنتِ من جفائي، ونسياني، وغضبك الذي لا زلت أذكره وهو يعصف بي يمنة ويسرة...فكيف ثم كيف يعمد الفهم لدى البعض أن يتعدى حرفي لإيذائك وأنت أحب، وأعز، وأغلى، وأنقى الناس قاطبة لي.
أنا لا تثيرني إلا زوابع وقتية تحاول المساس بحرفي ادعاء أن ذلك سيحببهم إلي، وما هو إلا حمق منهم كما وصفتهم، بل هو الزيغ ذاته في خفة رعناء منهم ..ولو علموا أنني ما هجرت موطيء قدميك إلا تسكينا لغضبك، وتهدئة لثوران حرفك لأقصروا عن هذا الإيذاء ....أحبك فوق آماد الزمان والمكان.

أحمد الفلاسي 04-05-2010 08:49 PM


قلت لك: أحبك وهماً، وهل سيغير الوهم من مكانة هذه الكاف التي تحمل خطابك العاطر؟؟
ولربما استعضت بالوهم في حبك عن حقيقة ما أنت عليه ، فهل ينكر أحد أن الوهم هنا مرتبط بك ولو بمقدار خيط واهن؟؟ ولست أدري ماذا تعنين بالوهم في طرحك إذا كان الحب لا يسعى أصالةً إلى مكافأة مثلية ، أو رد بالمثل من الجهة المقابلة ؟؟ كأنني في هذا الطرح أُغرِبُ كثيراً..أليس كذلك؟؟ وكأني بك تسبحين بفكرك في ألوف من علامات الاستفهام والتعجب عن أعجوبة حاليهْ ، وعن تفنني في تزويق الباهت وهو لا يُقبَل لدى قناعة أو رغبة، أو منطق ما.
هكذا أنتِ لا تطرحين الفكرة من باب الرفض إلا وتتلقاها الأذهان من أبوب شتى من القبول، والتأييد، ولولا تلك الحِدةُ التي غلبتْ عليك في تأصيل أو تأكيد ما تودين طرحه لقلت: إن لفكرتك من البيان ما يسعى بها إلى التقعيد الفني المنطقي فتُتخذ قاعدةً يسلم بها أحياناً لولا دعاوى ما لكل فن من شروط.
أظننا ابتعدنا عن نقطة" الوهم" التي صدرتُ بها أمسية لقائنا الليلةَ ، ولا بأس إذا علمنا أن الوهم في نهايته قابلٌ للاندراج حقيقةً متوخاة إذا ما حكم القدر بتوافر معطياته ، ومتطلباته..فهل تسمحين أن أتابع حبك الموهوم على أمل بزوغ الحقيقة قدراً موعوداً؟؟؟؟

أحمد الفلاسي 04-05-2010 11:46 PM

لا تعيذيني من الوهم في حبك لي ؛ فإن العيش في مألوف الأوهام فترةً نقلة إلى حقيقة قائمة بذاتها هي حقيقة الوهم نفسه، وهل نملك -معشر الشعراء- لإشباع نهم الشاعر إلا أن نبسّط شُعَب الحقائق إلى أوهام علها ترضي غرور هذا العنيد المكابر.
عن أي وهم تتحدثين؟؟؟
ألا يكفي أن يصيب حبك مني المقاتل فلا يسلم مني شيء منك، وكأنك المرض العضال لا برء له ولا رجاء في شفاء، هنا يكذب واقعي معك واقع قذفك لي بالوهم اعتماداً منك على أن الحب لا تتم أوصاله حتى تأذني سيادتك له بالانطلاق أو التوقف، بالنجاح أو الفشل..
مغرورة أنتِ بقدر ما أحبك، مكابرة علو سقفك في خافقي ، وحيثي، تتسلطين على ماليس لك عليه يد، وتتحكمين في أمر لا تحكمه إرادة منك عليه، يبقى لك أنك مولاتي اعتدتِ على أن تقولي ماشئتِ، ولا أقول إلا ما شئتِ أنتِ..

أحمد الفلاسي 04-06-2010 07:56 AM

من أول يوم قرأ لك أحمد وهو متربع جاث على ركبتيه لا يتصفح في حروفك شعرا ولا نثرا، إنما يتصفح ما فيها من رسوم الطهر والبياض..وكم كان يعيد الكرة وهو يقرأ مكنونك ظنا منه ألا أحد سيسبقه إليه، وألا أحد ستعطيه حروفك كما تعطي أحمد وهو قائم على تمليها من كل جهة.
أنتِ ذوق تفتقر كثير من النفوس الظامئة إلى معينه، وأنت دواء لا يجد الجريح غايته ومبتغاه في شيء كما يجدها فيما تسطرين وتخطين..من ههنا عشقت مع عشقي حرفك كل شيء فيك، وودت لو أن حب قلبي باقة من الورد أجمعها لك كل صباح لتجدينني في أنفك، ورئتيك، ولتستملحي منظر حبي في سواد عينيك ..صباح مشرق مرصع بجواهر جديدك مولاتي الأميرة.


الساعة الآن 10:15 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.