![]() |
تشتاقُني المقبرَة أَو أَهلها أَو رُبما أَنا الّتي أَشتاقُها وَ أهلَها ، إذْ لا يُصادف أَن أَكونَ في بقعةٍ قريبةٍ مِنها حَتى أُعرج عليْها تسبقُني اللَهفة وَ يدفعُني بِظهري شوقٌ عَميق ، وَيكأنها تشدُني مِن تَلابيبي بِموثق قبضَتها نحوَها برغمِ إِذعاني لها دونَ الحاجةِ لِقسوة ! شيءٌ ما يجعلُني أشعرُ أَن أُمي اﻷرضْ هيّ الّتي تبعثُ نداءاتٍ إليّ فأنجرُ إليْها حيثُ المقبرة ، تلكَ اﻷنْثى الـ أَشعُر بأنّها هادئةٌ سطحاً وَ موغلةٌ في الصَخبِ وَ الضَجيجِ باطناً ، الـ تمثِل اﻷرضَ أيُما تمْثيل ! اﻷرضُ الّتي ضمتُ رُفات اﻷَحبة رُبما تعبتْ حزنَ أهلِها لـ غلظَة قُلوبنا وَ نسيانِهم فَلم تملْك خياراً سِوى أنْ تُحاول إرضاءَهم بخلقِ الحميميَة في قُلوبنا مَعها لنلَبي حاجَتها فـَ رَغبتها تلِك ! أُمرُ بجانبِ سورِ المِقبرة فَـ يخفقُ قلبي ، جَفاني أَهلُها حَتى حُلما ، تُرى أَي ذُنب أَو خطيئةٍ أَرتكبُها أَنا اﻵن تحرمُنيهم ، تُغضبهم وَ تمنعهُم وَصلي ؟! إنّني أشتاقُ وَ لكنَ نداءاتِ شوقي لا تَزال كَالماء المندلقِ مِن كَأسي المَشروخ الـ لا رَجعة لَه ، أَو كَالهواءِ المُتسربِ إِلى المَجهولِ عبرَ رِئتي المثقوبةِ الـ لا بُرهانَ عليه ! مؤسفٌ أَن لا رَيعَ لـ صَلواتِ حُبي ، و ابتهالاتِ شَوقي وَ حَنيني ! رَحمَ اللّه أَرواحاً أُحبها ، لم تعدْ سِوى ذِكرى ! |
إطلالةٌ مِن وجهِكَ الحَبيب في بُحيرةِ روحي الراكِدة المُتعَبَة كفيلةٌ بـِ إعادةِ نظارتِها و حَيويتِها وَ إحياءِ زوابعِها ، فَكيفَ بِكَ إِنْ لامستَها عُمقاً مُجدفاً بِكلتا يديّك ؟! أَنا لا زِلتُ أَحفظُ حُلمنا بين ثنياتِ عقلي وَ شغاف قلبي كـَ تميمةٍ باليةٍ خُبأتْ بعَد أَن تلَف عقدُها تحَت وِسادةٍ ما ! وَ لا زِلتُ أَراهُ أَجملَ حُلمٍ أَخضرَ إقتسمناهُ بما فيهِ من مسكنٍ بسيطٍ ، مراعٍ ، تِلالٍ وَ أبنا...ءٍ أشقياء ! أَتُصدِق بأَنّ مساحاتِ حُلمي أزهرتْ ؟! قَد إمتلأت حِنطة وَ لم تُجدِ معي حِطة مُذ تبتُ عَن آخر غِوايةٍ أَلحقتْني بِك ! تُرى ، أأزهرتْ مَساحاتُ حُلمك ؟! |
تَذَكرْ أَنّكَ حينَ تقطِفُ مِن قَلْبي وُريقاتٍ صَغيرَة ، تَذكرْ فَقط أَنّ ذلكَ مُؤلمٌ جِداً ! لمْ يُخلقْ قَلبي لـِ ذلِك ، إنْ هطلتَ عَليهِ استسقاءً بَعدَ جَدبْ وَ إِلا فـَ هوناً مَزَّعْه ! |
تنْظرُني بِدهشة فأتقافزُ بهجَة و أُبدِع ، ترمُقني بِحُبٍ فأَتقاطرُ خجلاُ وَ أُصَلي صَلاة مُودِع :$ ! |
أَنتَ عِطر أَيامي التي خَلت وَ لمْ تستطِعْ الّظروفُ أَن تَطْمسَه لا تفتُر حَتى تعودَ أَقوى تَأثيراً فيّ مِن ذي قَبل ! تُرى ، أَيّ حُزِنٍ أَورثتَني إِياه ؟! |
أُحاوِلُ لَملمة نفسي ، مشاعري و قلبي ، فأفشل !
لا أَعلم سِر الإكتئاب الـ يُلازُمني كُلما استعصى عليّ شيء لا يستعصي على جميعِ خلق الله عداي ! ثمة خطأٍ جسيمٍ أرتكبهُ في حق نفسي أنا أعلم أن هنالك خطأ بيد أني لا أعلم كنهه ، ولا يستهويني البحث عنه ! * اللّهم دبرني فإني لا أُحسنُ التدبير. |
عَلى وَجه البدرِ أُعَلِقُكَ أُمنية ، وَ ليفعل القدرُ بِصددها ما يَشاء ، فـَ كُلي إطمئنانٌ ، ثقةٌ وَ رِضا ...! |
الفرقُ بينَ حبلِ الكذبِ وَ اﻷمنِيات ، أَنّ اﻷولَ قصيرٌ وَ اﻵخرَ طويلٌ بلا انتهاء ، و إِلّا فَـ كِلاهُما مُولِم ! أَحدهُما حالَ إنقطاعِه و تكشفِ سَوأتِه يُحرق القلْب ، وَ اﻵخر بـ إمتدادهِ كذباً يطيرُ رَماد القلبِ في مهَب الحياةِ هباء منثوراً ! |
الساعة الآن 09:43 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.