يا ليتكِ سبرتني قبل طعن الخاصرة وغصتِ ضمن عقلي حتى بلغتِ الملفات السرية الحاسمة قلب الأنثى وإن كان في الاستشعار دليلها ولكنه لا يُغني أبداً عن إرشادات الحاسة الحساسة السادسة |
فما كان مغصكِ يا قاضية لو تمهلتِ قليلاً قبل أن تقصم مطرقتكِ في سقوطها ظهر الطاولة رائحة العطر ليست في تقرير الإدانة كافية والزجاجة في خزانتكِ نصبتها شاهدة قبل أن أغلفها جربتها ثم خبأتها لعيد ميلادكِ حتى تكون الهدية جاهزة ولا يجوز توجيه الاتهام إن لم تتوافر لديكِ القناعة الراسخة إن الشك لا يفسر أبداً في صالح الجهة المخاصمة رُفعتْ الجلسة والأدلة في حوزتكِ ناقصة القرائن الضعيفة لا تعتبر حجة في إصدار الأحكام الفاصلة |
كيف لا أحبكِ وأنتِ التي علّمتها تهجئة الكلمات وكتابة حروف الأبجدية وعندما أصبحتِ في العشق ماردة ومؤلفة عبقرية تناسيتني ولم تنصفني قصائدكِ الشعرية |
أحب التاريخ وأهوى الجغرافيا ولكني أعشق الفلسفة أكثر وخصوصاً لو كان عقلكِ الميدان فلا تدعي أحداً يطرحكِ من المعادلة ويأخذ مكان سيادتكِ في المقام جميع حواسكِ الخمس هدفاً مشروع لكلماتي إن بقيتُ ونظرات عينيكِ في خصام |
محظوظ جداً قلمكِ الرصاص يداكِ تحضنه أمام عيون الناس وأنا من أحمل وزره لو تم القصاص وإن شكوتُ له منكِ حالي يلومني ويحتج بمشيئة الأقدار طويلة يا سكة العاشقين هكذا كتبها عبد الرحيم منصور وغنتها نجاة وكانت ألحان بليغ كافية لتجلب على الأرض ربيعاً حافلاً بالياسمين والأزهار وصلني عطركِ ولم يكن يحتاج جوازاً للعبور لكن زحل قلص حظوظي أمام عظمة حضوركِ واحتلت الشمس مثلثي الرابع وسلبتني القرار برجي مائي وبرجكِ يسكن أعماق البركان والكواكب تدور في مصلحتكِ ولا أملك من النجوم طالعاً يمنحني الأمل بتعديل المسار القلب اليابس كيف يزهر إن كان العقل عالقاً في ذكريات الماضي والأخيرة تعرف المراوغة وترفض فك الحصار يا أنثى تسكن ضمن الجفنين وتعشق العبث في مجال رؤيتي مثلما تعبث الرياح في أغصان الأشجار كيف ارسمكِ وأنا كلما اقتربت من عينيكِ مستكشفاً أخسر قبل أن تعلن نظراتكِ الانتصار ألواني المائية أمام تضاريسكِ قزمة وليس لديها أي فرصة في تجاوز الاختبار جمالكِ شاهق والشفة السفلى تناديني ولا أملك حتى حرية الاختيار لصة متمرسة حضرتكِ سرقتْ ألواني وألحاني والأشعار أرهقتِ ريشتي جداً وملامحكِ ترفض الاختصار لا تلام الورقة إن التهمها لهيب النار كيف تلام ولم تسلم أناملي من نفس المصير والخيار |
الساحرة والعرّاب 1 وكلّما شرعتُ في الكتابة هربتْ الكلمات منّي ولجأتْ فوراً إلى صاحبة الأمر كان وأخواتها والصفة معهم وأغلب حروف العطف والجر كانوا البارحة في صفي وكنا نتحضر بالسر كي نسرق منكِ سيدتي كل أفعال الأمر لكن سيدة السحر سحرتها وانقلبتْ ضدّي أفعالي الحاضر أضحى كما الماضي أصبحتُ أهرب وأفر تعويذات سحركِ أغرقت سفني ولم ينفعني الكر وكأنها مؤامرة تمرّد تحاك من قبل أسياد الفكر سيدة السحر ومن لغتي سرقتْ ألوان الزهر أخذتْ كلماتي وحروفي وأعلنتْ عليَّ الحجر فدعيني أسكن ضمن عينيكِ ولتسامحني خواطر النثر الأبجدية جنودها وفرسانها خصمي ويضمرون الشر إن لمحوني ألمس ضفائركِ أو حتى أغازل رموش جفنيكِ يرموني بنظرات القهر لقد أعلنوا اليوم خاتمتي سأترك أبيات الشعر فلن تبتل ريشتي في حبرٍ ما دمتِ سيدة للسحر |
الساحرة والعرّاب 2 سيدة السحر يا سيداتي ويا سادة ماكرة في خلط جميع تعويذات السحر يخضع لسلطانها ألف جني وماردان صغيران وشيطان أليف لكنه ثرثار ينفذون طلباتها ويلبّون رغباتها وليس في مقدرتهم أن يرفضوا لها أمر سيدة السحر ماهرة جداً في كتابة النثر ولكنها أكثر من بارعة في الشعر تجري القوافي أمام فصاحة لسانها كما تجري المياه ضمن ضفتي النهر وحتى تظل حروفها لامعة في فضاء الفكر ألقتْ على كلماتي وحروفي تعويذة سحر جعلتْ عباراتي تهرم قبل أوانها في العمر ولا أخفيكم سراً مفعول سحرها لن يزول قبل أن ينقضي الدهر إلا لو توافرت ثلاثة شروط مجتمعة وليس أمامي منها أي مفر شرطها الأول أن يدخل قصرها أميراً قادماً من عصر الحكايات ولا بدّ أن يكتب في وصفها غزلاً لم تسمع مثله أجمل الأميرات ويهديها من عزفه أغنية لا تزول نغماتها مهما مرت السنوات حينها ربّما سوف يذوب الصقيع القاتل عن رأس قمم الكلمات ترجع حروفي صغيرة فتية على الفور ترقص حركاتها طرباً في واحات النثر يعود الربيع إلى عينيها في قبلة الزهر تسرق القصائد من فاهها رائحة العطر وهذا طبعاً إن بقي لها من العمر سطر |
الساحرة والعرّاب 3 سيدة السحر يا سيداتي ويا سادة تهرب من قصص الحكايات منذ ولادتها تكره الهدوء جداً وتعشق كثيراً ضجيج المغامرات ليست ساحرة كما الساحرات اللواتي قرأنا عنهم في الروايات لا تركب مكنسة وليس لديها قطة سوداء ولم تكن يوماً قبيحة جمالها يضاهي جمال سبع أميرات لو نظرتْ إلى مرآتها لحظة تعشق نظراتها المرآة إن مشطتْ شعرها صدفة لا تفارق أناملها الفرشاة ولو شاورتْ إلى القمر ليلاً يتحول بدراً في لحظات لم يعرف خدها حرارة الدمعة الأحزان لا تقرب عينيها أبداً لو ضحكتْ تضحك لأجلها السماء وإن غضبتْ قولوا على الدنيا السلام ولكن مهلاً ومن بعدها مهلاً ربّما سوف يعود قلمي ويتابع مسيرة الدوران إن بقي العقرب وشماً على كتف سيدة الميزان |
الساعة الآن 02:50 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.