![]() |
يتيمةٌ أذني .. الريحُ تشرّد صوتك . |
أنا لا أُتقن البكاء بمعزلٍ عنك .. أنا رهن عيْنيك في الإنطلاق .. نحو الحزن .. نحو الفرحٍ .. نحو الحبِّ .. ونحو الموت ايضاً .. أنا أكثر شفافيةً مما تظنّ .. وأكثر ملائمةً لليل من بعدكْ .. أنا أكثر خوفاً منكَ على غدِنا .. وأكثر صبراً من الرايات المنسية عندما تكون الريح رئتيْك .. أكثر دقةً في قول ( أحبّك ) على حينِ غرةٍ من غضبِ اصواتنا .. أحنّ على الكادحين من الفجر فيما يتعلّق بدمعك .. وأكثر ثقةً من النايات في وجه الجبال بعد زفرةِ شوقٍ منك .. أكثر فرحاً من العيدِ فيك .. وأقلّ مقدرةً على العيشِ وأنا أتتبّع رائحتك في مفاصلي .. لذا لاتدع هذه الشمس تُضيّق جفنك .. وحدّق إليّ جيداً في نهايات الحزن وحيداً .. بكتفٍ أثقله الحنين .. بجرحٍ في نهايةِ مرفقي .. برئةٍ لا تُجيد الزفير .. وبعينٍ تخاف الغُرباء .. أرتّب سقفَ حبِ لنا .. وأجمّل باقةَ دمعٍ كي لا اتعثّر في البكاء , وأملأُ كأساً فارغاً يتّسعُ لوردتيْنِ بالماء لنموت فيه .. |
لا يوجدُ متسّعٌ للبكاء . |
[ دوريّ ]
أحبّـك . هكذا .. بثقةِ الدوريّ في الصباحات .. بإيمانه بالرزقِ الآتي من خلف الشمس .. بقوةِ الجوع في أعيننا .. الجوع للبكاء معاً .. بفرحِ الفراشات التي نامت في فمك وايقظها صوتي .. بخوفِ أطفال المدارس من الغرباء .. بدقّة التجاعيد في يدِ أمّي.. بإنحناءِ ظهري و ليلتي .. بإشتهاء القبلةِ في الفُسحة بين حاجبيك .. بخدرِ عينيكْ في الحُلم .. بالبحّةِ بعد البكاء .. بحنيّةِ أوردتي التي تُعيدك إلى قلبي بعدَ كلِّ عتب .. بإحتواءك حُزني .. بإختلاف العصافير في مكان الحياةِ .. واتفاقها في مكان الموت .. الموت فقط . |
ولأنّ الله يعلمُ أنّ الحياة أقلّ من أن تُنصفنا , لذا قدّر أن يكون الحبّ خالداً بيننا في السماء . |
و كان الصمت هو الذنب الوحيد الذي ارتكتبه عابرٌ نحو الموت ..! |
وحيداً بكامل الحُزن , تعبرني المساءات المُتعبةُ والتفاصيل الصغيرة , اتأمل السرّ الكامن بين الوردة والماء , اركل الوقت في الأزقّة , ادفع الأمس نحو المغيب , يدخنّ رئتي الحنين , ولا ابكي .. لا ابكي ..! |
غيابُك يلسع اطرافي ..! |
الساعة الآن 05:35 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.