|
تُعيد ترتيب أوراقك ورقة تلو ورقة يلفت إنتباهك .. صورتك الملفوفة بعناية في محرمة بيضاء تتفرس في ذاك الوجه الذي تحمله لم يعد كما .. كان ما الذي أختلف ؟! أنت .. أنت لكنها الأيام تكتب فوق جبينك كل هزائمك و أحزانك !! |
ينفث الصبح أنفاسه فوق وجنتي ابتسم لعل في اليوم .. خير . . تذكرت رفيقتي عبير وثرثرتها المزعجة أمثالها الشعبية تلتقطها من هنا .. وهناك وتصبها فوق رأسي في كل مناسبة [باب النجار مخلع ] لا أدري لم تذكرت هذا المثل بالذات ؟! من جُملة أمثالها العجيبة كانت تردد على مسامعي هذا المثل حين تلمح في عيني طيف هم ., أو لمحة تعب . . ( يعني فالحه بس تحلين مشاكل العالم .. وماتقدرين تحلين مشاكلك !! ) نعم باب النجار .. مخلع يا لتلك الأمثال !! |
في كل يوم يوقظني الأمل يحاول أن يمسد جبيني يصتدم بتقطيبة حاجباي يخاف يفكر في الرحيل أمد يدى ألمس اطرافه وأصمت ينظر لي بحيرة هييييه تكلمي .. ما الأمر؟! أتراجع داخلياً أرفع حاجبي في لا مبالاة وبنظرة باردة يفهم من خلالها عدم إكتراثي بوجوده يزم شفتيه في حركة حانقة يهز رأسه يُتمتم ستبحثين عني في يوم ما ولكن هل سأكون .. حاضر !! |
بندر خلقه الله ليسعدني طفل لايملك سنوات تشيء بعمره بل العمر يتباهي بسنينه الأربع كنت أحتاج لشيء يبهجني أو يهديني طيف من الأمان أتصلت بمنزل أختي سألت عنه قالت (تعب من اللعب .. وراح ينام ) أستعطفتها أن يكلمني قبل أن ينام قالت لن تفهمي كلامه أوووه لا عليك (الو) (هلا خالتو .. تبي تنام ؟!) (أيه) (طيب حتى .. أنا أبغى أنام بندوري .. قلي .. تصبحين على خير ) بنعاس يذوب في سمعي كما السُكر قال (صباح الخير) :) أقفلت الخط ماحاجتي لإيقاظ الأمل .. أو خوفي من فقدانه !! |
دست كفيها في ثنايا ملابسي أخفت وجهها الصغير في صدري أجهشت بالبكاء كُنت غير قادرة على ملامسة وجعها شعرت بها تنكمش للداخل للداخل تتساقط بحرقة كل ما أستطعت فعله مشاركتها .. ببعض الصمت أحسست أنني بعيدة جداً هناك هوة تفصلني عنها يتأرجح الكثير من التساؤل فوق شفتي وأصمت ؟! . . مايفصلني عنها الكثير من السنوات .. عشتها وعاشتها هي بداخلي كنت أصحو كل يوم على وقع خطواتها الراكضة هنا وهناك ألمحها على عجل تشاغب شعري تبتسم لي بفرح طفولي تصدمها ملامح العبوس فوق شفتي فترحل للداخل تجر أذيال الخيبة وحيدة .. حيث لا أحد تتفرس في وجهها الكثير من الذكريات المتراكمة وتصفعها كل آهة حزن . . علاقتي بها علاقة لم تعرف في يوم معنى الصلة ., أو قوة الروابط كان عقوق قاسي جداً حكمت به عليها كُنت أحبسها هناك .. أتعمد تهميشها تناسيها .. إلا أنها كانت أقوى مثابرة عرفتها !! تجرني لها وأنا بين شد وجذب كنت أتمنى .. إنطفاء همتها هذا الزمن لم يعد لها ولم تعد له !! لترضى .. بما أنا عليه . . الآن كنت أتأمل خسارتها فشلها الكبير يااااااااه هذه هي اللحظة التي كنت أنتظر ستتركني أخيراً أعيش كما أعيش هو واقع فـُرض .. ولا بأس من التعايش معه لكنني لم أكن سعيدة أبداً .. بهذه اللحظة لم يفرحني .. إنهزامها لم أشعر بالراحة على الإطلاق !! كان صوت نحيبها يُسقط آخر معاقل قسوتي كان يبعثرني .. حاولت أن أكلمها لم يخرج صوتي أصابعي باردة كقطع من الثلج لم أقوى على الحراك !! . . شعرت برعشتي رفعت رأسها لي تسكن عينيها .. نظرات تائهة تحمل ملامحي كأنها تسألني ثم مـاذا ؟! . . بالكاد أستطعت رفع يدي لامست ضفائرها السوداء الطويلة .. ثم لامست خصل شعري ذات الألوان المتموجة والقصيرة جداً ضحكت كأنها شعرت بمقارنتي ؟! . . هي الأعوام يا عنود قلتها دون أن أبتسم سكتت .. كان الخوف يمتزج بالحسرة ويُخرسها . . وبنظرة صامتة حللت ضفائرها وابتسمت هناك متسع من العمر ..سأصنعه كما أشاء كما نشاء ولن أسجنك بالداخل . . كوني على ثقة من ذلك |
الصمت يتكثف يخلق خيالات هنا وهناك تمتد أيدي السكون لتطال كل ما حولي الهواء يتنفس بصعوبة يخرج صدره صوت أزيز قوي وكأنه مصاب بذات الرئة !! . . لا تشيء اللحظات بنور أشعل كل المصابيح من حولي أفتح النوافذ الشوارع صامتة ., على غير العادة !! أين ضجيج الناس؟! أين الناس ؟! أين أنا ؟! |
تنتهز ملامحك الغائبة في عمق الروح هذا السكون الصاخب . . لتسافر .. في خلايا جسمي تجري في عروقي أراها تحت جلدي تبتسم لي ., إبتسامة مزهوة وتغمز لي في إغاضة قاتلة كأنها تقول هكذا .. أنتِ بدوني |
كنت أقتاد ماتبقى من غضبي أفرغته .. فوق رأس الحرف تكورت الكثير من الأوراق هنا .. وهناك وتمخض الصدر عن آهه لم تستطع أبجدية اللغة لملمتها |
| الساعة الآن 06:54 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.