مؤلم؛ أن تبوح لخلك! بما أن لو بحت به لعدوك لبكى!؛ فلا يبكي! .

في ذلك الطريق المفضي إلى حقول البنفسج، نصادف أرواحا تشبهنا كثيرا، فلا تبرح تلك الطريق الشائكة المعقدة؛ تنغص علينا المسير معهم؛ فتجبرهم على العودة من حيث أتوا، لنكمل الطريق بدونهم، وقد أخذنا منهم أجمل الذكريات التي نقتات منها كلما أوحشتنا الطريق .

والقلب كتاب لا تنتهي صفحاته حتى يطوى مع صاحبه
ولست أنا من يختار تلك السطور التي مﻷته
إنما تلك القلوب الرقيقة التي ما فتأت تخط على جدرانه بريشة الطيب
أروع القصائد وتنثر بحدائقه أجمل الزهور ...

أنا ذلك الإنسان؛ الذي أمضى حياته مرافقا لظلال الطيور؛ وما سمع أغاريدها !! .
فمهما أجدت الرقص مع الظلال؛ سأبقى وحيدا على الأرض .

إذا صنعت مصباحا فلا تبك على فراقه
ما دام سينير لأحدهم من بعدك .

غريبة تلك القلوب!؛ كلما اشتد الظلام أنارت لك!!.
فلا تملك إلا أن تهبها صفحة من قلبك؛ مملوءة بالورد!.
فيبتسم، وتبتسم!، كلما برقت أساريرهم طيبة، وجمالا .

أيها القمر
نحن الطفولة
التي جردتها اﻷرض من براءتها بات الضوء في أوردتنا ظلاما والدم نفطا وقد بات لنا نبض فيك
نراك أيها القمر على بعد قلب
ورسولنا إليك قلب
يبحث فيك عن مساحة نحيا بها
نراك ملء الطفولة براءة
وترانا ملء البراءة طفولة
تجذبنا براعم الضوء إليك
وقد ملأنا ظلام الأرض
فلا تبخل بمقاعد صغيرة على سطحك
بحجم أحلامنا التي طوتها أفئدتنا الصغيرة
لن يكفينا التحديق في أبعادك
فقد أزعجنا نحيب الأرض
وما نحن إلا قطعة بيضاء من جارتك
فلا يغرنك لون الدماء ولا تستوحش منا
فنحن الطفولة
خذنا إليك لنستحم بالضوء
وسترانا أشد بياضا منك
فما عدنا بحاجة للأرض

قد تجد حلمك ولكن في مكان يستحيل به عليك
فذلك هو الحلم الذي لو لم تجده لكان خيرا لك .