![]() |
أحتاج قرص ... لأشفى من هوس الثرثرة
|
أيها السبعينيّ .... حسبت قلبكَ جف مورد نبضه ... تبتلع القرص تلو القرص ... و تنظم الشعر في عذراء لن يمسسها خيالك و أكاد أجزم أن شيخوختك أصابتني بلعنة ... لازلتَ تقبض عليها ... مثل حلم لن يتحقق إلا كثرثرة جوفاء .. تردد : سأفعلها ! و أجيبك : سأمنعك ! كلانا نرتجف يا أبي .. حين نسمع صوتها ... حلمك .. لا زال فتياً ... سأرثه منك ... و أعلم أني لن أستثمره واقعا قم يا والدي ... لنأكل السمك ... و نتلو على صوتها آية صبر .. |
ليلة مفصليّة ... لا أدري بعدها ... هل الماضي لاحق .. أم القادم سيمضى ... كأن العظام كلها انهارت ... و استقرت في قلبي ... و تحوّل إلى قلب قابل للتكسير .. أنا متلهّفة .. و أعجز عن تفسيري بكلمة مبطنة أو عارية ... لا يعجبني السرير .... ولا الأرض .. و لا السقف صالح ... مثقوب متصدع منذ سنين .. ولا الحائط يثير مخيلتي ... حتى المقعد الطويل ... الذي كلما جلست عليه لأقرأ .. نمت لا يعجبني هذا الاعتياد ... أريد صخرة ملساء في واد بعيد ... و السماء تطفئ قناديلها ... و تكتفي بعقله .. و جنونه المريب ... فتشتعل مخيلتي ... سأرسم على الصخرة .... تفاحة عذراء ... من قطوف شجرة عقيمة و عدد لا حصر له من البذور المحتقنة في جوفها ... و سكين ... يشحذ نصلها الوقت ... حتى تصبح حادة الطباع ثم سأملأ الفراغات بالخطوط ... خطوط مجنونة لا تعرف بأي اتجاه تبدأ و متى تتحول إلى منحنى ... أنا متعبة .... و الصخرة تغويني لأستلقي ... لا يعجبني السرير ... سأغادر قلعتي و أهرع للفضاء .. النوم على الصخور مريح قليلاً ... حتى لو أرهقني الجوع ... تخيلت التفاح حقيقة .. و قضمت الصخرة ... |
و كان أبي ينصحنا .. بل و يمنعنا من السهر لا أدري ... هل كان يخاف على صحتنا أم أن آفاق السهر لا حدود لها .... و أن بها تكتمل خصوبة انحرافتنا البريئة ... كأن نتابع فيلماً رومانسياً ... أو نكتب رسائل أقرب عنوان لها هو صندوق النفايات .. أو أن نلعب لعبة حظ ... تجعلنا نخسر مصروفنا اليومي لحساب أحد الذكور الفاشيين في هذا البيت ؟! لا أحد ينام الآن ... و النهار صار مفزعاً للهدوء و ملاذاً للمتعبين من ضوضاء الساهرين ... و أنا من أولئك الذين يسهرون على ضوء الوحدة ... لا يقيدني الوقت .. بل تأتي بي لهفة الحديث ... و مناجاة الورق ... حتى في عز الظهيرة ... فثمة قمر .. و حفنة أوراق |
الجو خانق .... في الخارج و الداخل ... سأخوض المغامرة ... لعل سحب المشاعر الكثيفة تهطل على الروح تبللها |
و إذا ما تعانق القلب و القلب ... و تصافح العقل و العقل تلك علامة من علامات الحياة ... أشعر بدبيبها .... كجيش حرّ يغزوني ... و أباهي باستسلامي ... |
و أتكوّر على حنيني ... كالجنين الذي ينمو في أحشائي و لا أغذّيه فيكبر .... صدري ما عاد يحتمل هذا الخفقان أحتاج للرحيل إلى نفسي ... و هزيمة الأسوار أحتاج لاستعادة رباطة جأش أقدامي ... فلا تهاب المسافات الممنوعة و استعادة طاقة الصبر كاملة .... كأن ما ذقت وجع وحدة و لا أنهكني الركض نحو السراب و ها أنا أرفع لافتتي (( أنا ناقصة )) و لا أنشد الكمال .. |
لا أملك الوقت ... لكني أدور عكس عقاربه لا أرجع لأزمنتك .. و لا أبلغ الدقائق الأخيرة معك كل ما أملكهً مهارة القفز ... و محاولة تخطّي الدقات اللعينة ... التي فاتتنا السقوط في قلب الفراغ ... و مهادنة كل شيء بهذا الامتلاء الذي يخلف احتقاناً لذيذاً يصعب معه الكتابة باستقامة .. بلا أخطاء إملائية يتلعثم لها لسانك ... عقلي اتكأ على قلبك ... و قلبي يشعر بثقل عقلك ... كلانا غاضب ... يتصنع الهدوء يتبسّم و خلف ثناياه وحش استكان للوقت ... يتهيأ لشهوة الإنقضاض ... |
الساعة الآن 03:17 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.