![]() |
يسرني أن يتفهم الحطب نية حطاب فقير , خذلته الحياة , ووقفت به في طريقٍ سريع لأحلام خزائن الكبار جداً .. |
يكبر الصباح دون أن تشيخ شمسه .. والغيم يمر قاطعاً شوطاً من الذكريات دون أن يترمد ..حقيبة , اثنتين , ثلاث ..لا أذكرها التي نامت قي المنافض باكراً .. لا أذكر كم مرةً قمت من الرماد أجمع شرائطي , وأقلامي مقضومة الرأس , ودفاتري التي كنتُ أرسم بها وجهاً ناضجاً لم يطابقني كما ظننت .. عيني على الأمس , على المقعد الخشبي و مخبأ الطاولة , وجرائم الغش الصغيرة و الكبيرة بدءاً بصداعي المُفتعل , والمساطر المحفورة , والحبر الذي يغشاه الخوف في يدي ويخذلني في اللحظة الصفر .. |
حتى وقتٍ متأخر من القلق , كنتُ في مثل هذا الوقت , مثلهم . أتسلح "بالكابيتشينو " أملاً في الصمود لوقتٍ أطول في وجه التعب .. حولي أوراق كثيرة , أقلام " فسفورية " للتحديد , دفاتر مستعارة ومذكرات مصوّرة ,وحدي مع الخوف في غرفةٍ واحدة , ومن تحت الباب تتسلل دعوة أمي .. أتنفس الصعداء " إذا , لا داعي للقلق ! " .. |
في الدهليز , أمام باب القاعة , كنتُ أتعثر كالصغار بالمعلومات , وأوراق اللاتي سبقنني إلى القاعة .. مراراً خلتني أمشي , ويتساقط من رأسي الكلام , و الأسطر تجف على البياض .. |
الإختلاف مُتعِب .. ماكنتُ أشعره في فصول الصف , يختلف تماماً عما شعرته في قاعة الجامعة .. اكتشفتُ أني أهاب الأماكن الكبيرة , والزحام , والنظرات التي يتصدرها الإتهام على الحنو .. فاتني الفرق الشاسع بين أن تكون صغيراً و بريئاً وبين أن تكون ناضجاً وملوثاً .. |
كم كان يذعرني البقاء موصدةً بسؤال .. كان مخيفاً بالنسبة لي أن أترك الفضاء على الورقة كي يجيب عني .. هذه الحماقة التي أزدريتها , علمتُ لاحقاً أنها انتشلتني من سقوط مُروّع .. اليوم أعلم أخوتي حماقاتي .. |
ليس مملاً قضاء الوقت الفائض في الرسم ! أو فلنقل الوقت الذي لا أملك فيه حبراً كي يجيب عن فضول كل تلك الأسئلة .. على حافة الورقة , أبتكر عيناً تراني .. أنهمك فيها , أبني لي بيتاً وأهدمه , أُجمل قصراً و أمحوه , أرسم كرسياً وأكسره , وأقرر تمهيد طريق طوييييل .. |
سُحقاً .. أنا أتذكر كل شيء ! |
الساعة الآن 06:28 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.