![]() |
يقول زاهي وهبي والقول يأتي في وقته : أغني لمرأة لا أعرفها , أبتسم للغرباء , أحب السفر كثيراً لكني أخشى ركوب الطائرة .. هناك على ارتفاع ثلاثين ألف ندم ,أتيقن أنني تراب يعشق التراب , أن الأرض لينةٌ لولا الطغاة ... |
سيعود البحر يوماً لحقيبتك ..هناك فقد موجةً بزورقها , بمجدافها الذي جابه الريح بكلمةِ حق فانكسر ..! |
أبحث عن الكلام .. ذلك النوع من الكلام الذي يُحرّض شجرة على الإثمار في غير موسمها , ويعلم الطير كيف يستنفذ أجنحته في تحليقٍ مستمر بلا تعب .. ذلك السحر الذي يخلق علاقةً حميمة بين الشمس وغيمة , لا أحد فيها يطغى على أحد .. |
مازلت كما أنا ، الطفلة غريبة الأطوار ، التي يغريها هدوء العتبات ، ورزانة " الدّكات" ولايلفتها تجمع الصغيرات حول لعبةٍ جديدة .. مازلت كما أنا ، أكره الأضواء وضجيج المسارح كما كنت أكره طابور الإذاعة الصباحي ، حين كان من غير الممكن تجاوزي صباحياً لقرآءة القرآن بصوتٍ مُرتعب.. مازلت أنا أنا ، أحتمي بالصمت من كل شيء ، من كلام الصغيرات عن شعري المتطاير ، من ضحكهن على وقوفي الطويل أمام المعلمة بانتظار إجابة لن يَجُدْنَ بها حسداً ، من مقالبهنّ السخيفة بعد كل حصة صلاةٍ أخرج فيها من المُصلى فيفزعني غياب أحذيتي! مازلت حتى الآن أستمتع بقضم حلوى النعناع سريعاً قبل أن تاخذ وقتها لتذوب في فمي ، وأصلي خِفية ، وأغني بصوتٍ مزعج أثناء تحضير وجبةٍ سريعة، وأعشق الحليب المركز ، بل و أخفيه في أبعد نقطةٍ في الخزانة ، وأبكي عندما أفتقد أشيائي الخاصة جداً، الأشياء المتعلقة بالزمن وبأشخاصٍ لن يَجِدّوا في البحث عني ولن يتكلفوا عناء تذكري .. |
تقول أمي: انتهى زمننا ، الزمن الذي كنا فيه نحتفي بالخبز ، حين كانت قريناتنا الثريات ينعمن كل صباح بمربعات "التوست " وأقراص " التميس" والبسكويت والمربى الفاخرة والأجبان المعلبة ، ويكرمننا. لم نكن نحتاج لأكثر من قرش كي نملأ كيساً فارغاً بحاجياتنا المهمة، لم نكن بحاجة لسيارة فارهه كي تقلنا من المدرسة وتعيدنا لمنازلنا بأحلام لا تتعدى جهاز تكييف يخفف من همجية القيظ .... أصبح القرش لا يكفي لعلكة، والأثرياء لاهم لهم إلا استطالة الأسيجة على الجشع ونسيان أبناء الجوع.. |
أن تعرف أنك مثاراً للأكاذيب و الإشاعات والذم المستمر , فأنت فوق مستوى المدح بمراحلٍ يعجز عن استيعابها أصحاب العاهات النفسية .. |
انقضى عهد التعب. انتهى جنونها بعد أنينٍ طويييل لسيارة الإسعاف. العجوز التي قضت نصف عمرها في الصراخ ونصفه في البكاء ,نامت دون أن تزاحم أحداً في فِراشه أو تقاسمه وسادته .. عندما كنتُ طفلة كان ليهلعني ركضها في الشارع بلا عَباءة, تركض في كل الإتجاهات كمن يبحث عن ذبابة , بثوبٍ أزرق وآخر أخضر وأبيض ومُورّق , ثيابٌ كثيرة عرفتها لها وألوانٌ لايحصيها الرصيف.. إبنها الذي ورث عنها الجنون , مازال معلقاً بالباب لايعرف لمَ يزدحم الناس , ولمَ عُلق عقد " اللمبات " ورُصت الكراسي ونُصبت " التيازير " وأُغلق الشارع!!!!! |
في الفصل كان سهلاً التحلّق حول طاولة واحدة في غياب معلمة الإنتظار .. دائرة من الشغب أنا في وسطها أغني " بكتب اسمك ياحبيبي عالحور العتيئ " أتخيل لو أنني فيروز , و الجمهور ينصت بأدب . أغمض عينيّ , يتدرج الظلام إلى الزّرقه وصوتي إلى الأفق , يغريني الصمت للمواصلة , أفتح عيني و الجميع في طاولته وحدي لم أنتبه لدخول المعلمة .. !! |
الساعة الآن 09:56 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.