منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الهدوء (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   مأوى الأحلام. (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=43249)

آية الرفاعي 12-01-2021 10:17 PM

.
.
سأطعَنُ النّصَ في خِاصرتِهِ، حتى لا يستمرّ أكثَرَ مِنْ ذَلِك!..
حتى يتجنّبَ الصورَ المُتداخِلة، و اضطرابَ الضبابِ الذي غشّى دواخِلَ الواقِع..
ليخرج من ضائقة التفاصيل ، إلى سِعةِ الذاكرةِ الأبديّةِ، حيثُ ننسى في الظاهرِ كلّ شيء، ولا نَنسى في الواقِعِ أيّ شيء!..
سأطوي الحديثَ ، و دفقاتِ الدهشةِ التي تحومُ على أصابِعي الراجِفَةِ و أتعالى على اللحظة و أنا أمسحُ العرَقَ عن جَبينِ الارتِباكْ..
سأستَنِدُ إلى الاستِبداد في داخلي،
و إلى الكبرياءِ في ملامحِ وجهِك..

و أتدّثرُ بالخاتمة:

دَعْ عَنْكَ كلّ ما سَبقَ من لغوِ الأحادِيثْ التي بُحتُ بِها، لَكْ..
كلَّ ما كُنتُهُ ، كلَّ ما كَتَبتُهُ ، كلَّ ما عِشتُهُ..
لقَدْ كانَ مَحضَ تَجدِيفٍ باللّغَة!..
إغراقٌ سَفيهٌ للمعاني على هيئةِ جُمَلٍ طافية فوقَ النصوصِ العتيقةِ المُتهالِكة!..
جرّدْ عَقلَكَ منّي، مِنْ حِرفَتي في مُراوغةِ الدلالاتِ، و مِنْ غوايَةِ التراكيبِ الناضِجة!..
و اعلَم، آخراً، أنّني ابنةُ غيمةٍ ، لا حيّزْ لي في هذا العالِم!..
محضُ قطرةٍ، أتكاثَفُ و أضيع..
أتبَخّرُ و أتلاشى..
لا أثرَ حقيقيّ لي!.
لا رائحة حقيقيّة لي!..

.
.
.

و نعودُ إلى ما كنّاهُ دوماً..
شياطينُ شقيّة تسخرُ مِنْ الحياة!.

آية الرفاعي 12-09-2021 12:52 PM

ابنةُ الحُزنْ!

وكُنّا نَحرُثُ رملَ الشطآنِ بأقدامِنا الحافية..
تَنثرُ تعويذَةَ فُضولِكَ،
فَ يَنبُتُ جناحّ في يَمينِ لِساني!

أحُكّ صوتي بِصوّانْ صَمتِك ،
و شرارةُ النصّ الهائِجِ تفقأُ عتمةَ الليلْ!.

أنا ابنةُ الحزنِ..
ابنةُ امرأةٍ ثلاثينيّةٍ ، قدّت من رَحمها جَسدي و الكَبَد و خُرافَةُ البقاء!
أُقيمُ مآتِمَ للعبثيّةِ على حدودِ عَقلي..
و أهجو بأسطرٍ من نارٍ غوايةَ التلاشي..

أنا ابنةُ السَماءِ..
أهطِلُ من النَجماتِ عرقاً مالحاً على خَطواتِ المارّينَ ليلاً من صميمِ فوضاهم ، إلى ثَكناتِ الصمتِ ، يوارونَ فيها الأحلامَ، و الصدى!

وَلَدْتُ الوَجَعَ حينَ أرخيتُ جَسَدي على نَوافِذِ الأسئلةِ الفاصلةِ، ما بينَ الإجاباتِ التي تُنعِشُ المَعرِفةَ ، و تِلكَ التي تغترُّ بالجَهل، وَ لمْ أخفِ فَتْقَ السقوطَ حينَ زوبعة!

أكنِسُ صوتَ الألمِ من مَفاصِلِ الجسدِ..
و أصُفّ أوعيةَ القلبِ تحتَ أسطُحِ العقلِ المثقوبة..
أُعِيْدُ تَصفِيفَ الأبجديّةِ على أطرافِ أصابعي ..
النونُ بعدَ الألفِ بخطوةٍ واحدةٍ،
و التاءُ لا تَعرِفُ الانكسار!

و أنا -إذا ما استدعى قَدري-
ابنةُ الحظّ!
و رَبّةُ الأملِ الذي يقعُ في شبكيّةِ العينِ فَيُبصرُ !
وُلِدتُ مِن تُرابٍ ثَمينٍ ،
و فُتِنتُ بِصدقاتِ الأرضِ عليّ..

لا أفتُرُ بعدَ شَبَقِ الروحِ..
و لا يسكُنُ صريرُ قَلبي..
و أزرعُ في أصُصِ الليلِ الآهاتْ، فَتُزهِرُ شمساً في رأسي!

آية الرفاعي 12-14-2021 04:39 PM

كَ حِصارِ مُدُنٍ عريقةٍ، يصيرُ أَرَقُك..
.
.

الحلمُ هزيمةٌ بَشعة ،
و اليَقظَةُ انتصارٌ وهميّ!

آية الرفاعي 12-21-2021 06:31 PM

من أجلِ اليقينِ ، و كفّاراتِ الفراغ، و شظايا السعي :
نَجتَرحُ لحظةً بينَ زمنينِ ضَخمين و نَأخُذ مِنها سِياطَ القوة!

آية الرفاعي 01-03-2022 08:03 PM

دَفَقٌ موسيقيٌّ يفلقُ الصمتَ ويَلِدُ رقصةً مُتعاليةً عليه.

آية الرفاعي 01-27-2022 07:42 PM

يَفصِلُكَ عن الجُنونِ شعرةٌ واحدةٌ..
وأنتَ الآن في مُنتهى العقلانيّة..
و لا شيءَ يفصِلُكَ عنْ الدهشة!

آية الرفاعي 01-29-2022 11:40 PM

المَطَرُ عقيدةٌ، اعتِناقُها إيمان!.

آية الرفاعي 02-01-2022 09:05 AM

أنتَ:

مُمسِكاً بِيَمينِكَ يدَ الحُزنِ الهَرِمِ ، و بِشمالِكَ تَغرِسُ فَأسَ الصَمتِ في جثّةِ الغروبِ , فَتشطِرُها نِصفَينْ!..
غارِقاً بِدَمِ السَماءِ ، ولَعناتِ الطيورِ ، وخَيباتِ الليلِ الآتِ ، وهائِماً على وَجهِكَ في مُدُنِ الملحِ والقهر..
مُحاطاً بالآلافِ ، ووحيداً للغايةِ..
تجلِسُ مُنهكاً على مقعدٍ محشوّ بِحكايا المارّة ، وأحماضِهم النوويّةِ، و الحزنُ يُفلِتُ مِنْ يَدِكَ يُفتِّشُ عن قرينٍ لِيتناسَل!.
.
.
.
تَلتَقِطُ -بينَ إصبَعين- هوّيَتكَ المُحترقة!..
أربعونَ شتاءً أو يزيدُ ، عُمرُ روحِكَ ..
آتٍ مِنْ وطنٍ سَقطً عنِ الخارِطةِ و ارتطمَ بِمِقصلةِ التاريخِ ، فقصَمَتهً ألفَ شَظِيّة!.
تسكُنُ خانَ الوجودِ، و حاناتِ السهرِ ، وأوجُهَ النّاسِ الزُجاجيّة!..
تنحَدِرُ مِن عائِلةٍ حاصرَها الموت مِنْ كُلّ جيلٍ ..
عيناكَ غيمَتانِ ، تَسكُنُهما شياطينٌ ومَلائِكة ، و قلبُكَ نصفهُ حجرٌ, ونِصفُه شمعٌ, وكلّهُ نابِض!..
و صوتُكَ انحناءُ جَبَلٍ في صعودِهِ إلى القمّةِ ،و تجاعيدُكَ أنيقةٌ ..
و لِضحكتكَ يَفرِدُ القَدَرُ جناحيهِ على أرضٍ خصبةٍ، يضرِبْهُما بالطينِ ، فَتنبَعِثُ أجنّةُ الأملِ و يَرقاتُ البقاء!..
بِدَمعِكَ تَعجِنُ قَمحَ الأسئِلةِ ، وتلتَهمُ الإجاباتِ المالِحة من موائِدِ المَلامِح!..
لستَ صُعلوكاً حقيقيّاً، لكنّكَ لا تميلُ إلى كَونِك ميسورَ النَفس!..
*ثروَتُكَ ، ضميرٌ واحدٌ مُنفصلٌ : أنتْ..
تُخَبِئُهُ في قبوٍّ منفيٍّ على حُدودِ النِسيان!..
.
.
.
هويّتُكُ جمر ورماد, مُنتهيةُ الصلاحيّةِ (الآن) ، تتسَرّبُ منها كلُّ اللحظاتِ : الخالدةِ والفانية ..
وأنتَ بعدَ أنْ رَبّتَ على كتفِ حزْنِكَ الهرمِ ، و ثَنَيتَهُ عنْ إغواءِ التمَدُّدِ ، تُنفُضُ فَظاظَتَهُ عنْ جَبينِكَ،
ترشقُ المارّةِ بجاذِبيَتِّكَ الماكِرة, و ابتسامَتُكَ التي تميلُ إلى شرقِ الحياةِ ، تَنزِعُ عن وجهِ الشمسِ كَدَرَ الليلِ.
.
.
.
في طريقِ عَودَتِك- من اغتِرابِكَ- ، تَشتَري خريفاً مِنْ سوقِ الأمنياتِ الباهِظِ و تَتناوَلهُ على مَهلٍ ..
تَفتَحُ كَفَيْكَ ، فَتَتَطايَرُ فقاعاتُ الأمنياتِ ..
و تُلامِسُ -بِهالةِ الرّغبةِ التي تُحيطُكَ- جدائِلَ الشعرِ الذهبيّةِ، و الأماكنَ القديمة ، و ترانيمَ فناجينِ القهوةِ حينَ ترتطمُ بالخَشَبِ العتيقِ، و الزُقاقُ الذي ينفَتِحُ على نوافذ مكسوّةٌ بالوَردِ و قصصِ الحبّ الفتيّة!..
تحاوِرُ ظِلّاً خفيفاً بنظراتِكَ ، و تنتَقي -على سبيلِ الحَظِّ- قلباً لحبٍّ لا ينضَبْ..
و روحاً، اثنتانِ ،أو يزيد.. لأجلِ ما تبَقى من سِنين! ..
.
.
.
في هوامِش الزَمَنِ:
يزفُرُكَ الصَيفُ ، كآخرِ مُتسوّلٍ مِنْ جيبِ الحياة..
شعرُكَ مُشعّثٌّ وأقدامُكَ مهترِئةٌ، وعمودُ إنسانِيَّتِكَ مُنحَنٍ ..
تعبُرُ بوّاباتِ الخريفِ خِلسةً، حيثُ اصفِرارُ الروحِ يَفتِنُ اخضرارَ الوَهْمِ..
تُؤازِرُكَ في ضياعِكَ غيمةٌ جريئةٌ ، تأخُذُكَ إلى رُكنٍ بارِدٍ ، تُشبِعُكَ مطراً يَغسِلُكَ مِنْ ذَنبِ الوجودِ، و فلسَفَةِ الأيَّامِ، و اضطرابِ المَسير!..
أنتَ -دوماً- مدينٌ للخريفِ بِهَطلٍ وبضعِ ليالٍ قضيتَها في أوجِ السعادة!.
.
.
.
أنتَ (قد) تُزهِقُ روحَ النَّصِ بسُخرِيَتِكَ الماجِنَةِ ، فَتصيرُ: ضميراً مستَتِراً!.


الساعة الآن 03:04 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.