.
الورقة البيضاء ، كالقماشة ، تحدٍ كبير. ويبدو ان الإنسان كلما تقدم بالعمر يشعر أنه أضعف في مواجهة هذا التحدي. الآن أعيش هذه الحالة ، إذ بعد سنوات متواصلة من التحضير ، وبعد ان قرضت مثل فأر طناً من الورق ، وبعد ان استعدت كماً هائلاً من الذكريات ، أشعر أني أضعف في مواجهة الحالة الجديدة، رواية جديدة . لابد ان أ جد طريقاً خلال الأسابيع القادمة ، تماماً كالماء تعرف كيف تجد طريقها ، لكن حتى الآن أشعر بالمأزق كالقط المحاصر ، كمن يرمي نفسه في الماء دون ان يعرف السباحة. هذه الحالة لايعرفها إلا الفنان. الرواية الأخيرة، كاللوحة الأخيرة ، الامتحان الأصعب ، كأن الكاتب أو الفنان لم يكتب أو لم يرسم من قبل ، كأنه يتعرف على الملائكة والشياطين في آن واحد. وكأن الشرق والغرب امتزجا على درجة لم يعد ممكناً الوصول إلى أفق أو معرفة أو طريق. لا أريد أن أكرر نفسي ، لا أريد ان أكون صوتاً من جملة أصوات ، وعليّ في النهاية ان أترك أوراقي بيضاء، أو أملأها بشيء أحس أنه نافع وضروري وجميل. " عبدالرحمن منيف " |
.
التقيت بنزار قباني ، وحين عرف أني معك حضرنا كتاباً مشتركاً ، قال : ماأسعدكما! حاشية: " عبدالرحمن منيف " |
.
الحواشي في الرسائل والكتب هي بمثابة الفخذ عند طائر السمّن، أو القلب الذي ينتقل إلى الشفاه عند القبلة، أو لمسة الفرشاة الأخيرة عند انتهاء اللوحة ، حاملة معها لون الزمرد أو شقائق النعمان في ( صيف ) القمح. فأكثر منها. " مروان قصاب باشي " |
.
هُناك الصُنّاع إلى جانب الخلاّق وموضع الخلاّق مختلف إذ ان الخلق مرتبط بالحيرة والألم والسؤال والشك الدائم ثم القدرة والتحدي والإبداع وإذا أردت ان أكون قاسياً لقلت أنه في بعض الأعمال المتأخرة ، الترديد والصنعة على حساب المعاناة والتحدي والإكتشاف وآمل ان لايكون هذا في مصاف النقد لأنه، وفي عقيدتي، إذا تمكن فرد من تقديم شيء جديد في حقبة ما أو أكثر ، فما علينا إلا الاحترام والتقدير وما عدا هذا فهو مسألة شخصية ذاتية ، ولا يجب ان نكون كالكلاب المسعورة التائهة التي تنتظر السقوط لتشبع تفاهتها. فحيّاه الله. " مروان قصاب باشي " |
.
إن اللوحة (الحقة) مظلومة في واقعها لأن الناظر يبحث فيها عن الكلمة ليقرأها، كما تعوّد عليه في يومه وعندما يتعذّر عليه ذلك، ونتيجة لغياب الجهد الخاص، تصبح اللوحة غريبة وفي مصاف العدو. ولكن هل كان الحلاج والمتنبي أو رامبو و"مالارميه" لكافة الناس !؟. "مروان قصاب باشي" |
.
كنا في وقت سابق، نهرول نحو الأيام الآتية، كنا نريدها ان تسرع ، ان تنطوي ، إذ كان هدفنا ان نكبر بسرعة. أما الآن ، وربما في الأيام القادمة أيضاً ، نريد ان نهدئ السرعة، ان نتأمل ، ان نقارن، لكن الأيام لاتترك لنا فرصة أو مجالاً ، وهكذا يسيطر علينا الشعور بالآسى والشجن. كنا نركض من أجل ماذا ؟ والان نحاول ان نبطئ من أجل ماذا أيضاً ؟. لكن هذه هي الحياه، أقرب إلى العبث ، وتنزلق من اليد كالسمكة ، ولايبقى في النهاية سوى أشياء يعتبرها الإنسان أكثر جدارة من غيرها بالبقاء. "عبدالرحمن منيف" |
.
من مساوئ الرواية الطويلة انها لاتتيح رؤية الأصدقاء. "عبدالرحمن منيف" |
.
رسائل بداية النهار مُتطلبة، ولاتتناول إلا القضايا الإجرائية، ولذلك تبدو في أغلب الأحيان، شاحبة. حاشية: "عبدالرحمن منيف" |
الساعة الآن 07:58 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.