منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد العام (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   [حروفهم معنا ] (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=12103)

العـنود ناصر بن حميد 07-13-2008 07:35 PM



شكراً عبدالعزيز متصفح رائع
وشكراً قيد
بحثت عن الرواية كلها وقرأتها دفعة واحدة

لم أشعر بمتعة القراءة منذ مدة
فشكراً لكليكما

عبدالعزيز رشيد 07-14-2008 07:38 AM

بل كلّ الشكر لـ روحك يالعنود
تشرّفت بـ مجيئك ..تحيّتي لـك
وننتظر ماستأتين بِه

عبدالعزيز رشيد 07-14-2008 07:40 AM

3:البساطة بـ عمق والتعبير عن أشياء سطحيّة لـ درجة أن الكلّ قد يغفلها!
 
الكاتب:ضيم
العنوان:كيف تعرف بأنّك كائن وحيد؟





أن تقوم بتحديث صفحة أيميلك بانتظار رسالة ما ونسيت أن أيميلك هذا لا يعرفه أحداً سواك.
أن تتصفح الـ400 اسم والتي تنام في ذاكرة "جوّالك" بدون أن تشعر برغبة مُشتركة بينك وبين أحدهم للتحدث ولو لدقائق!.
أن تُحاول تذّكُر آخر مرة رأيت الشمس وهو تميل للغروب ولا تدري متى آخر مرة رأيتها تفعل ذلك!.
أن تُحاول تذّكُر آخر مرة دخلت بيت صديق لك وتفشل!.
أن تعود ليلاً لـ "حارتك" القديمة وترى عشرات الوجوه من الشباب ولا تعرف أياً منهم.
أن تُقابل صُدفةً قريبك وصديقك في المرحلة الثانوية في البقالة , يبدأ الحديث بــ "كيف حالك, شلون الأهل", وينتهي الحديث بـ" سلّم لي على الأهل" كل ذلك يحدث في أقل من دقيقتين!. بعدها تُعطي ظهرك له وتُغادر وكأنك لم تره أصلاً!.
أن تنهش ذئاب الذكرى جثث الوجوه الغائبة في صحراء ذاكرتك المترامية والقاحلة من كل شيء إلا موتك.
أن تعلم بأنه من المتوجب عليك إنهاء الكثير من الأشياء والتي تمنيت يوماً بأنك تُنهيها ومع ذلك لا تعمل شيئاً حقيقياً لإنهائها. ربما لأنك لازلت تلوك خدعة " ما بقى بالعمر شي يسوى " أو لتكن أكثر مصداقية " مابه أحد يهتم !"
أن .............!!!





سعـد الوهابي 07-14-2008 11:13 AM




الكاتب : " نيف " فيصل السبيعي

الموضوع : امـــــرأة عفيفــــــة



(أخذت تغني بصوت خافت ورخيم على حبات الماء الدافئ وهي تنهمر على كتيفيها الناعمين; كان انزلاق الماء مغرياً على ذلك الجسد المتحفز بشهوة ...

دقائق ...


فانتهت من الاستحمام ....و لفت جسدها (بروب) الحمام بطريقة أنيقة... وفكرت كيف تخبئ بعضا من عطرها في مكان قد لا يبوح به جسدها وهي تغادر البيت،،،،


نزلت وهي ترتدي فستان أسود ساتر ...حاولت أن تكتم به جماح تلك الثورة التي تعتريها,،،


ارتبكت وهي تدس عطره المفضل بحقيبتها ولم تستطع بأصابعها المرتعشة أن تخبئ ما بداخلها من لهفة ووله،،،


وضعت عباءتها على رأسها بعد أن ارتدت جوارب سوداء قاتمة,،،ولم تنسى أن تُغطي كفيها بقفاز اسود مخملي كعادتها دائما حينما تخرج من بيتها !


.... أنا جاهزة !


.... هكذا قالت له حين شاهدته ينتظرها جالسا على الأريكة ،،،، مشى,،،، وتبعته للخارج وهي تتمتم بدعاء الخروج من المنزل ،،،


.... قاد سيارته حتى وصلا إلى صالة الزواج البعيدة من بيتهما وما فتأت تدعو الله الستر والمغفره ,،،



....نزلتْ مُرتبكة وحين غادر لم يعر أية انتباه لتلك السيارة السوداء التي كانت تنتظر زوجته بشغف ،،،،)




أستاذي القدير . .

" عبدالعزيز رشيد "

أينما . . تشير أصبعك . . يكون الجمال . .

استمتعت هنا كثيراً . . وسأعود حتماً



(احترامات . . أنيقة )

سعـد

العـنود ناصر بن حميد 07-14-2008 06:06 PM




أنا أحب الأسئلة المخيفه التي لا جواب لها أما تلك الفضولية فهي تزعجني بسذاجتها
وأظنها تزعج آخرين غيري..
الناس !!
إنهم لا يطرحون عليك سوى أسئلة غبية يجبرونك على الرد عليها بأجوبة غبية مثلها !!

شيء من ( فوضى الحواس ) لـ أحلام مستغانمي


العـنود ناصر بن حميد 07-14-2008 06:22 PM



لم يكن رحيلها سوى فاجعة جديدة وتحدي لمدى قدرتي على التحمل ، وعلى ما يبدو أنني أفنيت نفسي في العمل ، أتذكر أن هناك قاعدة غرامية تقول :
( عندما يغادرك من تحب ، قم بتحويل ألم فراقه إلى إبداع ) .


وصلت بعد جهد لهذه المرحلة وفقدت لذتي بالأشياء
لم أعد أشعر بما يدور حولي فقد أصبحت كل المفاجآت متوقعة ، وكل الصدمات متوقعة ، وكل ما يحدث ويدور حولي متوقع .
بعد أن كنت أجعل الأشياء في بيتي تتنفس ، وجدت نفسي معهم جامداً
مهملاً كقطعة أثاث لا أحد يستخدمها .


أحلامنا تتبخر سريعاً ... على الرغم من بقائها الطويل داخل ذاكرتنا ...

نتذكر منها ما نشاء ونهمل ما لا نريد ...كانت أحلامي من هذا النوع ، لم أكن أملّ من بقاءها داخل سراديب ذاكرتي بل كنت أحيها عند كل مساء بغنائي المستمر وصوتي اللا موسيقي ، كان كلّ ما في جسدي يقيم عند كل مساء حفل زفاف لأفكار جديدة وتبقى تلك الذكرى خالدة بعد نهاية كل حلم ، الوداع لتلك الأحلام لم يكن متكلفاً كمراسم الزفاف بل كان مفاجئاً كحضوري في الحياة ، لم يتبقى من الوقت الكثير لأترك هذا النص يتبعثر في إحدى الممرات المكتظة بالأفكار والمسكونة بكل أنواع العشق ليعبّر عن ما يريد ولأدع الفرصة لشيء أهم لكي أكتبه .

(زفاف أفكار ) لـ سلطان رده


العـنود ناصر بن حميد 07-15-2008 01:11 PM



..... خرج يحمل قلبه إلى البحر, لم يكن الخروج وليد لحظة تفكير, بقدر ما كان هرباً من سطوة الوجع والذاكرة المليئة بالتفاصيل !تأمل الرمال وهي تنام على امتداد الشاطئ, وتذكر لحظات احتضان السهر لأحلامه وأغانيه .!ثمّ أرجع البصر كرتين؛ ليجد في كل زوايا الأمكنة والجهات ما يبعث الشجن !مباشرة, أغمض عيناه على وصية جبران خليل جبران " إذا أردت أن ترى "حبيبتك" ؛ فانظر إليها , وعيناك مُغمضتان ".! فعل ذلك وهو ينظر إليها بقلبه متمتاً, ما أشد أن نهرب من ألم ٍونقع في ألم ٍ أكبر منه تحت وطأة الذكريات.!
تنفس ملء رئتيّه من غناء النوارس المحلّقة على ارتفاع ٍ قريب , وراح يصرخ بكل ما يملك من بكاء :" يا غيابي .. كم طال عنهم غيابي .!".!في حين أن كل ما حوله صامت ٌ خاشع, كأنه يشاركه فجيعته بمن يحب, لحظة ولاء ٍ نادرة الوجود!
مد بصره إلى حلمه الذي أثقل كاهل الليل ,وأخذ يوشوش له بصمتٍ ويحاكيه, قبل أن تسقط عيناه صدفةً, على عاشقين في استضافة الحب.!!لم يستطع أن يمنع نفسه من فضول النظر إليهما, واستراق السمع, فقد كان المشهد في قمة البراءة! ملامح الرجل تذكره بمن هم على سرير التنويم المغناطيسيّ!في حين أن الخجل تورّد في وجنتيّ الفتاة وتشكّل على هيئة ٍ بمقدورها أن تنسف كل المفاهيم التي بني عليها علم التجميل.!
بدأت أجواء العشق تمطر من حولهما, وراحت الفتاة ترقص على أطراف أقدامها في نشوة ٍ وتدندن لنجاة الصغيرة:
" أنا بعشق البحر زيك ياحبيبي حنون
وساعات زيك مجنون
ومهاجر ومسافر
وساعات زيك حيران
وساعات زيك زعلان
وساعات مليان بالصمت
أنا بعشق البحر ".!
وحبيبها يمد جسده النحيل ويستلقي على الرمل, منهكاً إلاّ من الحب.!

أما هو َ فقد خطر بباله أن يوصي الشاب من واقع تجربته؛ أن لا يسكب عشقه دفعة ً واحدة لمن يحب؛ خشية أن تكبر الثقة وتشب عن الطوق!لكنّه أدرك أن الأيام كفيلة بأن تخبره بذلك, إنها لا تتأخر في مثل هذه المناسبات!
عاد وانغلق على نفسه, بعد أن بلغ شوق اللقاء الزبى.! وبعد تفكير وتردد, قرر أن يرسل ألمه في قنينة ٍ صغيرة, يعلم مسبقاً أنها لا تتسع لصرخة! لكن.. "لا بد للمحزون أن ينفث".!وحتماً, سيكون البحر أميناً على وجعه, كما كان أميناً على موسى, وأمه تبتهل إلى الله.!
كتب سبع كلمات وقُبلة, وأغلق القنينة بإحكام ٍ على آخر متاع ٍ لصرخاته,.! ثمّ انحنى إلى البحر وأوصاه:أن هذا الشرق, فولّي موجك شطره.!

(رسالة على حافة الاعتراف) لـ فوزي المطرفي



أسمى 07-15-2008 02:41 PM

أولاً : أعتذر القصة طويلة /ولكن بما أني بدأت بها فلابد من اتمام.

ثانياً: سعيدة أن أعجبتك ياعنود.


لنكملها الآن:


........

قلت لها :
ـ لا .. لا أظن أني سأفيدك .. فأنا طريقتي في الدراسة متعبة ، لمن لم يعتد عليها ..
ـ كما تشاء .. أين ستكون الليلة لأحضر لك أوراقك ..؟
فاجأني سؤالها ، فقلت :
ـ آه ... الليلة سأذهب لشراء بعض الأغراض الشخصية من مركز (رينبو كلر مول) 0 ردت بسرعة :
ـ جيدا جدا ، المكان قريب من حيث أسكن ، متى ستكون هناك ..؟
ـ بين السادسة والسابعة ..
تعمدت أن لا أعطيها وقتا محددا ، حتى أجعلها تغير رأيها في شأن مقابلتي ، رغم حاجتي الماسة لأوراقي .. قالت :
ـ ما رأيك لو نتقابل الساعة السابعة وعشر دقائق في مقهى (الكيف دوماسيه) في الطابق الأول ، على يمنيك وأنت خارج من المصعد ؟
اتفقنا على المكان والوقت .. وانصرفت ، لتتركني مع همومي وأوجاعي ، التي صارت تتضاعف بعد كل لقاء أراها ، وأحدثها فيه ..
ألقيت بيدي على جانبي الكرسي ، وأسدلت رأسي على كتفي ، وتنفست نفسا عميقا . لم ْأنتبه إلا على صوت (مارك) ، شريكي في المكان ، الذي انتشلني من حالة تفكير عميق ، استرسلت فيه .. قال :
ـ لابد أنه كان موضوعا ساخنا ..؟
ألتفت إليه ، وتذكرت أني نسيت كل شئ ، حين حضرت ديمي ، بما في ذلك مارك الذي يزعجه أي شئ . قلت مجيبا على سؤاله ، الذي لا يخلو من خبث :
ـ لا بد أنك تحملت كثيرا يا مارك ، فمعذرة ..
حاولت العودة إلى دروسي مرة ثانية ، لكن أنّى لي ذلك . قلبت الكتاب مرة ، ومرتين ، وثلاث ، دون فائدة . أصبح رأسي مملوءا بها . بوجهها .. وبصوتها .. واليوم أضيف إلى ذلك بكاؤها ، وعبرتها .. إذ تخنق صوتها المتهدج .. فتحيله إلى شيء خرافي ...
الساعة تقترب من الواحدة .. لم يبق على صلاة الظهر كثيرا . فكرت أن أذهب إلى المركز الإسلامي ، أقرأ شيئا من القرآن ، وأصلي الظهر جماعة ، مع من يكون موجودا من الإخوة . لا شك أني سأرتاح مع كلام ربي ، وفي بيت من بيوته ، ومع اخوة لي ، تذكرني بالله رؤيتهم ..
هكذا قلت لنفسي ، وأنا أجمع كتبي وأوراقي ، وساعتي الممددة على الطاولة . عندما حملت أوراقي ، وشرعت بالمسير رمقت مارك بنظرة ، فبادرني قائلا :
ـ الإنسان يحتاج إلى الراحة والهدوء ، بعد كل مرة يلتقي بواحدة منهن ..
ـ ماذا تقصد ..؟
ـ النساء طبعا .. لذلك تراني قد تخلصت من هذا الصداع . أنت شاب .. أنا أفهم ذلك ، لكن حاول أن تتلافى مثل هذه الأشياء .. في فترة الامتحانات على الأخص ..
ـ شكرا مارك ..
قلت ، وأنا استدير منصرفا ، ثم تمتمت في نفسي :
الأمر أكبر مما تتصوره ..
وصلت المسجد .. قرأت ما تيسر ، وصليت . لكن .. لم يكن هناك مجال للحديث مع أحد . الكل مشغول بالامتحانات . صحيح أنني أكثر راحة من ذي قبل ، لكني أشعر بالم في داخلي . خرجت من المسجد ، و توجهت إلى منزلي . حين دخلت ، رميت بكل شيء على طاولة الطعام ..عند المدخل ، و وجدت صعوبة في خلع حذائي . سحبت نفسي و تهالكت على الأريكة في الصالة .
حينما تغشاني النعاس .. و بدأ جسمي يفتر .. دق الهاتف ، رفعت السماعة ، فجاءني الصوت ناعما .. يقول :
ـ هذا أنت
قلت بإحباط :
ـ ماذا ..؟
ـ أوه .. آسفة لابد أنه رقم خطأ .. !
للحظة داخلني ألم شديد ، ظننت أنها هي ، وسيطر علي هم واحد ، كيف عرفت
رقمي ..! سحبت سلك الهاتف ، ورميت بنفسي على فراشي . أريد شيئا واحدا .. أريد أن انساها .. لعل الله أن يلهمني شيئا في منامي ، يخلصني من هذا البلاء .
نمت نوما عميقا لساعتين أو اكثر . هذه أول مرة أنام فيها .. منذ تعرضت لي هذه
( الساحرة ) ، دون أن تكدر أحلامي الكوابيس . استيقظت وصليت العصر ، ووقفت طويلا بين يدي خالقي .
غدا الجمعة يوم مبارك ، وفيه ساعة استجابة . سألح على ربي بالدعاء ، ففي قلبي من تلك المرأة شئ كثير ، رغم أني أدعي خلاف ذلك . لن أذهب إلى المكتبة ، أو إلى أي مكان آخر . لقد صار يخيل لي أنها ستطلع لي في كل مكان .
تناولت كتاب الإحصاء ، وبعد قليل وجدت أن لا فائدة من معالجة هذا الإحصاء اللعين . كيف يقول عبد العزيز ، عن هذه المادة الكريهة ، أنها رياضة العقل ..؟! رياضة ..؟! هذا تمحك بالكلام لا معنى له . أليس عجيبا أن تتمكن ديمي من هذه المادة الثقيلة المعقدة ، وهي الفتاة اللعوب ، التي أقرب ما تكون للدمية البسيطة ، المعدة لكل أنواع الترفيه واللعب ، منها إلى ( كائن ) مهيأ للتعامل مع مسائل عقلية جامدة ..؟
كيف يجتمع وداعة ورقة ديمي .. وتعقيد الإحصاء وثقل ظله ..؟ هل هذه من نبوءات الشاعر العربي القديم ، الذي قال :
ضدان لما اجتمعا حسنا .... والضد يظهر حسنة الضد .
إذا كان حسن ديمي أمر مفروغ منه .. أين الحسن في الإحصاء ..؟ آه ... يبدو أن هذا الإحصاء سيحولني فيلسوفا .
رياضة ..؟ سامحك الله يا عبد العزيز ..
هل قلت رياضة ...؟! وجدتها .. سأتصل به ، يا رب ليته يكون موجودا .
ـ ألو .. السلام عليكم ، كيف الحال يا رياض ، هل أزعجتك ..؟ جزاك الله خيرا .. وأنا كذلك آنس بسماع صوتك .. لدى مشكلة بسيطة ... لا .. مجرد أزمة مع مادة الإحصاء .. وحيث أن سلطتك عليها نافذة ، فإني آمل أن تنصفني منها ...! شرط .. ما هو شرطك ..؟ الله أكبر... أنت أروع من أحتكم إليه .. تمكنني من عدوي الإحصاء ، وتعشيني كبابا ، سآتيك خلال دقائق .. هل أحضر معي شيئا .. غير الإحصاء طبعا .. ثلج وكولا ..؟ حسنا مع السلامة ..



.............



شكرا يا عبد العزيز لولا كلمتك (رياضة) ، لما تذكرت رياض ...
ربي .. هل هذه بوادر النصر على الشيطان ... على الهوى .. على فتنه ديمي ، التي تكاد تسحب قدمي ..؟ ربي إن موعد لقاءها يقترب ، وأنا أقاوم .. ما دمت بعيدا عنها ، لكني حالما أراها تغلبني نفسي .. ، ما يعذبني يا ربي ، أن كل هذا يحدث باسم دعوتها إلى الإسلام . ربي كانت نفسي تحدثني أن ألجأ إلى ديمي لتساعدني في الإحصاء ، فلجأت إليك ولم تخيب رجائي ، ربي الوقت يمضي بسرعة .. فكن معي يا ربي .
قضيت وقتا ممتعا مع رياض . شاب من خيره الاخوة أدبا ، وخلقا ، وعلما . متزوج وأب لطفل .. شعرت بحرج ، إذ لم أكن أعلم بأن زوجته قد عادت من بلدها ، بعد أن اضطرت لملازمة والدتها المريضة لفترة من الوقت ، بقى رياض خلالها لوحده .
قلت لرياض معتذرا :
ـ لقد سطوت على وقت غيري .. فلم أكن أعلم أن الأهل قـد عادوا .
قال بروح الدعابة ، التي لا تفارقه :
ـ لقد رأت أم الحارث ، يعني زوجته ، أن نتعشى معاً يوما دون يوم ، حتى توطن نفسها على طبيعة الحياة ، بوجود زوجة ثانية .
قلت له مازحـا :
ـ اعتقد أنها ضحكت عليك ، ما دامت المسألة مجرد فكرة .
ـ لا ... فأنا اتبع معها سياسة الخطوة خطوة . لقد كسرت الحاجز النفسي ، تجاه وجود امرأة ثانية معنا ، أي (حقها في الوجود) ، نحن الآن في مرحلة التطبيع ، أي إمكانية التعايش في مكان واحد ، أي تحت سقف مظلة (إقليمية)..، أقصد بيت واحد ... !
ضحكنا ، ثم أضاف :
ـ يحسن بنا أن نغير الحديث ، فالحلا و الشاي لم يصلا بعد من عند أم الحارث ، ولا نريد أن نقع ضحايا مقاطعة من أي نوع .
شرح لي رياض الإحصاء كأحسن ما يكون ، وأحسست أن مغاليق المادة فد انفتحت لي ، وانزاح عن صدري عبء كبير ...
صلينا المغرب ، وأكرمني رياض وأم الحارث بكأس من الزنجبيل . كنت ساكنا جدا ، وأنا أحمل الحارث لأقبله ، استعدادا للخروج . طعم الزنجبيل الدافئ اللذيذ ، وابتسامة الحارث العذبة ، وعبارات الود والمجاملة ، التي أغدقها علي رياض ، هي آخر ما كنت أظن أني سأحمله معي من هذه الأمسية الجميلة .
كنت أنظر إلى ساعة الحائط ، التي تشير إلى السادسة والنصف ، حينما وضعت الحارث بعد أن طبعت قبلة على جبينه ، و كنت .على وشك أن أهم بالخروج ، عندما قال لي رياض ، بدون مقدمات :
ـ مصعب .. ألم تفكر في الزواج ..؟
امتقع لوني وارتبكت .. قلت في نفسي : (هل تراه لاحظ علي شيئا .. هل رآني معها .. ؟) أجبت ، وأنا أحاول أن أبدو طبيعيا :
ـ تكلمت مع الوالدة بهذا الشأن ..
قال ضاحكا ، وهو يضغط على يدي :
ـ إذن الإشاعة التي تقول أنك ستتزوج أمريكية ليست صحيحة ..؟!!
جف حلقي ، ونظرت إليه بشك ، وقلت بصوت متقطع :
ـ إشاعة .. أية إشاعة ..؟
ضحك وقال :
ـ رأيتك أنا و عبد الرحمن ، تتحدث مع العميدة كارولين ديفز ، عميدة شئون الطلبة الأجانب .. فقال عبد الرحمن ، لو يضحي مصعب ، ويتزوج هذه العجوز ، لقدم خدمة عظيمة لجمعية الطلبة المسلمين .

تتبع


الساعة الآن 08:20 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.