منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد القصة والرواية (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=33)
-   -   25 قصة قصيرة جـدًا (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=17229)

الوليد بن محمد 04-13-2009 04:56 PM

25 قصة قصيرة جدًا


(11)
إرهاب


دَخَلَت حافلةُ السيّاح الأجانب الحدود
وَهَمَسَ أحد السيّاح لمن يجلس بجانبه:
إنّي أكرَهُ البلدان العربيّة
فأجابه:
نَعَمْ .. نَعَمْ ..
إنها ملئى بالعرب!

و أخشى البلدان الإسلاميّة
فأجابهُ:
نَعَمْ نَعَمْ ..
إنّها ملئى بالمسلمين!

ثُمّ ..
تمّ تبادل الابتسامات الصفراء من وجوه السياح
بأيادي المصافحة الحارة العربية الإسلاميّة!
/
/
/
(12)
رَبِحَ مليون..


بعد أنْ أعلِنَ فوزه بجائزة المليون، سألهُ المقدم:
ماذا ستفعلُ بالمليون؟
فجاءت إجابته الوثّابة على هذا النحو:
سأتبرعُ بها للجهادِ الأفغاني
فضحك المذيع ضحكة أرادت أن تلملم الموقف وقال:
انتصرَ الأمريكان والأفغان، وبادتْ القاعدة وطالبان.
فتواثب بخطوة مسافتها قارة:
سأتبرعُ بها لمجاهدي البوسنة والهرسك
فتمتمَ المذيع لهُ:
يا سيّدي قد انتهت حربهم منذ زمن!
فتقهقر مرة أخرى خطوة إلى الوراء وأخرى للأمام:
كوسوفو ..نعم سأتبرعُ للجهادِ في كوسوفو
أو سأهديها لمجاهدي الشيشان!
فاصلٌ إعلاني ..
تبعه إعلان المذيع:
تمّ حجبُ جائزة المليون عن السيد المتسابق
لأسبابٍ أمنيّة (إرهابيّة)!

/
/
/
(13)
حيّ..


خَرَجَ شابّ من المعتقل
وَدَخَلَ المسجد
فأذّن بالناسِ :
حيّ على الإرهاب!
/
/
/
(14)
سي السيّد


عِنْدَما ألعَبُ دور (سي السيّد) مع كل شخصياتِ الدنيا
وأفْشَلُ بلعبهِ معك، بماذا تُفسّرينَ ذلك؟
أنتَ سيّدٌ لا تُجيد التمثيلَ معي!
/
/
/
(15)
كلمات متقاطعة


جلس القوميّ العربيّ السابق في قهوته المعتادة، وطلب قهوته السادة،
ثمّ تناول الجريدة، وفَتَحَ صفحة الكلمات المتقاطعة
ليقطع الوقت بسيفها وسيف مزاجه السادة
عمودي (1) : مكانٌ تُطفأ فيه الأنوار.
ففكر ولم يرهقه نفسهُ كثيرًا وتجاوزه إلى
أفقي (1) تُمارسُ فيه أمورٌ بدائية.
فقذف الجريدة وفرّ من القهوة وهو يهلوس:
أعوذُ بالله من رجسِ القوميّة
تبّا للمعتقل!
يالجبروتِ عاموده، وما أضيق أفقه!



الوليد بن محمد 04-13-2009 04:59 PM

25 قصة قصيرة جدًا


(16)
خفّف الوطء


بَدَأ المرشح البرلماني تعريفه بنفسه أمام جموع الجماهير بـِ :
لقد ولدتُ في عامِ 1970، في عامٍ توفيّ به الزعيم العظيم جمال عبدالناصر
فَتهكّمَ أحدهم :
سطحُ الأرض لا يحتملُ وطء عظيمين!
/
/
/
(17)
غموضٌ وخجلْ


كانَ متذوقًا لا يُفارقُ الصف الأول في مسارحِ الفن والحياة ..
طلبتُ منهُ محبوبته يومًا أن يعتلي خشبة المسرح ..فامتنعَ وأبى
فقالت:
لِمَ؟
فأطرق في تفكيره ثمّ أجاب:
الغموض سرّ المهابة!
فسكتت ..
وبعد قليل،،
التمس منها أغنية حُبْ
فاستعصمت .
وسألها:
لِمَ؟
ابتسمت وأردفت:
فتّشْ عن التلميحات في وجهِ الخجول!
/
/
/
(18)
أين سلاطين اليوم؟


كانَ يُحاصرُها في كل الطرقات، في غدوّها ورواحها ..
كانَ يَرمي عليها جُمل الغزل، ويعرقلها بُقبل التولّهِ والأمل
فأرادت أن تصرفه عنها وفي نفسِ الوقت لا تستجدي عداءه
فقالت:
جِدْ لنا مكانًا يستُرُ تنفيسي غزلك المكبوت.
فلهث بالإجابة:
عندي في البيت!
لا آمنُ أهلك
عندكِ في بيتك!
لا آمنُ أهلي
في مركبتي
لا آمنُ السابلة والسيّارة
في أحد النُزُلِ المؤجرة
لا آمنُ أهلها وحُرّاسها
في باحةٍ بعدما يسدل الظلام ستاره
لا آمنُ أعينَ العسس
فضاقت بهِ الحيلة مع كل هذه الأقفال ..وأدبر عنها يندبُ حظه!
فاستقامت خطاها على دربٍ غير معوج وهي تقول:
لم تخلق السلاطين إلا للشياطين.
/
/
/
(19)
مغرور ..!


مرّ حكيمٌ بقبرِ تيمورلنك وقرأ ما كُتِبَ عليه:
لا تلمسوا قبري فتحل عليكم لعنة أسوأ مني
فعلّقَ قائلا:
لَوْ كانَ في الغرورِ خيرًا ما أفنى صاحبه وبَقِيَ هُوْ !!
/
/
/
(20)
ليلى والذئب


ليلى فتاة حالمة، تسكنُ فوق الغمام، وتنسجُ الأحلام على السماء اللازوردية
تُصغي للأندلسيات التي يعزفها عودٌ شرقي، وتتقلّب بين صفحات نزار
كانت تنتظرهُ ..
يأتيها على حصانٍ أبيض ..
عاشقٌ ذو مواصفاتٍ لا تُرى إلا في الشاشة الفضيّة
سَرَدَتْ لأمها أحلامها :
أريدُ يا أمي .. وأريد .. وأريد ..
وأطمحُ لأن .. وأنْ .. وأنْ ..
وأتوقُ يا أمّاه إلى .. وإلى .. وإلى ..

حتى قاطعتها الأم بقولها:
يبدو لزامًا علي أن أعيدُ عليكِ قصّة توائم حالتك.
فتبسّمت ليلى خجلا ، وأطرقت رأسها في الأرض وتمتمت قائلة:
أعرف تلك القصة التي ترمين إليها يا أمي ..
قصة (ليلى وقيس) إني أحفظها عن ظهرِ قلب

لا يا ابنتي ..
إني أعني قصة (ليلى والذئب)
فقد اكتشفت يا صغيرتي أنكِ لم تعي معانيها!



الوليد بن محمد 04-13-2009 05:01 PM

25 قصة قصيرة جدًا


(21)
كنّاس 1


كانَ كنّاسًا ولا يُجيدُ غير الكنس ..
أفنى عمره بالكنسِ، بينما غيره أفناه بالكنز!
يكنُسُ بقايا الطعام، والجرائد القديمة، وفضلات الكائنات الحية والغير حيّة.
وفي يومٍ لَفَتَ انتباهه أقصوصة مقالٍ من بقايا جريدة جاءَ فيها:
هل صفحاتِ عمرك التي سترفق في دوسيه التاريخ بيضاء ناصعة أم سوداء كالحة؟
تنفّسَ الصعداء ..قائلا:
الحمد لله فأنا من قائمةٍ سَتسقُطُ من التاريخ سهوًا
حسبي تنظيف أرضيته

/
/
/
(22)
كنّاس 2


.. .. وبينما كان الكناسُ يُمارسُ عمله
ناولَهُ أحد الأثرياء بقشيشًا (رَثْ)
ودعى لَهُ في المقابلِ بطولِ العُمر، فتَهكّمَ الرجل الثري قائلا:
يالرثاثة العمر المقضيّ بالكنس ..
فأجابهُ :صدقتَ سيّدي ..
كرثاثةِ كرمك المخبأ بالنفس!

/
/
/
(23)
كنّاس 3


وألقى يومًا شابٌ طائش على الكنّاسُ سؤالا يُحاكي طيشه:
كم تعتقد سيكون عمرك عندما تموت أيها العجوز؟
فرمقهُ بإشفاق.. وقال له:
ليسَت (كم) أو (متى) ذات أهميّة يا بُني..
المهمّ ألا تُكنَسُ سيرتك من على ظهرِ الأرصفة في باطن المجارير ..هكذا!!

/
/
/
(24)
حمراء وخضراء


جالَ صحفيّ مدرسة غاية في تحقيق تربوي يرصد أحوال هذا الهرم المقلوب ..
فلاحظ أنامل المعلمين داخل الفصول تتباينُ في أحمالها ..
سيجارة/ جوّال/ ساعة/ جريدة/ مجلة .. .. كتابٌ مدرسي وطباشورة!
/
\
فكتب سطرين لا ثالثَ لهما في تحقيقه المرصود:
إنّ الأنامل إما أن تكون خضراء تزرعُ فينا العلم والمعرفة
وإما أناملا حمراء تُقيد نيران الجهل والتخلف!

/
/
/
(25)
إطراء


نثرت أنفاسها على وجهه ..
فَثَمِلَ ..وانهزم!
فقالت:
لأنهُ وجهك فعلت ما فعلت.
فانقضّ على أنفها كالصقر ع فريسته
فهربت منه قائلة:
يا أخي ..
يجب أن تتعلم كيف تتقبل الإطراء :eek:


عطْرٌ وَ جَنَّة 04-16-2009 02:54 PM





[ 25 ]
الخمسة هُنا : قَبْضةٌ
و الاثنين : عُكّاز ..
وما كَان الْطَريق إلا شَاباً بعمرِ الغيم ..وما كان الْمَطر إلا الرّاوي للحَكايا
والمُقْتَبِس لُكلّ عُشبٍ ونُور ,

أهلاً الوليد

http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif




سعد المغري 04-16-2009 03:24 PM

..
الوليد بن محمد..

25 ومضة خطيرة..
روعة وإبداع هذه القصص
اهلاً بك في أبعاد..

أسمى 04-16-2009 08:53 PM









جميلة جداً..
مُنمَّقَة..و محبوكة بـِ اتزان ،
تتخالف في الأميَز..وتتحالف في الروعة

نهله محمد 04-20-2009 08:58 PM

الوليد بن محمد....
لا أدري...هذا القصّ ليس بعادي....!
قرأته مراراً وتكراراً....بُغية أن أتعلم شيئاً يأخذني للأفضل....
قلت لاحداهن ليلة.....
هذا الحرف " من أروع ماقرأت إطلاقاً " على الشبكة العنكبوتية...
( متمكـــــــــــــــــــن )...

الوليد بن محمد 04-20-2009 11:42 PM

وما جَدوى المطر إنْ لم ينشأ -جنّة-
وما جدوى الجنة إنْ لم تُزكي -عطرًا-

مرحبًا بِكِ عطْرٌ وَ جَنَّة
تحية تليـق


الساعة الآن 05:15 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.