تتقلب الفصول على جسدي ... وترحل ...
إلا الشتاء يبقى ملتصقاً
أبحث عن لوحات دفء باهتة لأرسم بها ملامحي
لكن مضغة عشق تغرق في كياني
وتسند ظهر الروح لرجفة
وتتوسد خصري
فأميل كل الميل لبترها من أوعيتي

الوقت مطرا
وقطرات متناثرة تتراقص على حافة الكرسي
وفنجان قهوتي الرابض على صدر الطاولة يزفر حنقاً
ووشم على كتفي رفرف بجناحيه وطار
وكومة من الذكريات تجلس على حافة الكرسي المقابل
وبقايا من حروف تناثرت من جريدة الصباح على الأرض
وأنا ... وجسدي الذي تكثر فيه ثقوب الملل
ومنافذ روحي التي تكدس الأكسجين على منابتها
كان بقربي الزمن يلهو .. وأبتعد

تسرب صوتك من بين اصابعي
ولم يصُبّ داخل فمي - ولم ينبت داخل شفاهي
فهلا رتبتني بين حقائبك !
قبل الرحيل

وماذا عن القلب ...!
هل له في الصباح وجه السكوت
وفي المساء يتقد بشرر ...
سألفه بقراطيس حتى لا يحترق ويتعثر في خطى النسيان

أتعلم أن كل النوافذ تؤدي إليك ..
إلا ماكان منها حبيس الجسد
وأن أصابعي تتعثر على السطر كلما نطق بأسمك
حاولت مراراً تجاهلك ولكني ألتقيك على منافذ الروح عندما يشتعل الحنين إليك
الذي ينبش أغاريد الماضي الموصولة بك

أمتطي شعاع القمر وجدائل الليل ونسمات الهواء الباردة لأنتحل شخصية الفراشات
وأتخذ ملاذي بين منكبيك لأستمع لهمسات نبضك
يسكنني هدوء وبقايا من بنات الروح ووسادة ذكريات نخرها النسيان
وخلايا مخدره من ذوائب القدر وثرثرة دفاتر يعلوها صمت الغبار
وجرعات من مشاعر تلفظ دهاليز المستحيل
في هذه الليلة تبكي السماء وأغرق خلف حروفي في مرسمي لأعيد تلوين حياتي
هل تلاشى صوتي بين سندان الأمل ومطرقة الحنين ؟

إلى متى سأبقى الصمت وسط الضجيج .. الضوء وسط الظلام .. الوحده وسط الزحام
سأكتب لمن أجهله ويعرفني .. سأكتب لمن أحبه ويكرهني ... سأكتب لليل .. للفجر .. للصحراء .. للسُحُبِ
ربما كنت يوماً منطفئة الكلم .. ولكن اليوم أسمع قرع نعال حروفي وهي تغادرني - بعد أن تعصف بأفكاري - وهي ممتلئة بياض

صدى الأمس يجول في خاطري .. يعبث بأوردتي .. حتى تمتد بداخلي مدينة
في مُدُني يكثر الجفاف .. ويتسكع بين الروح والجسد
في جسدي .. صدى لحبال صوتي .. تذكرني بسالف الأيام
في يومي .. يسود نهاري الصمت .. حتى يصيبني هاجس النسيان
سأنسى .. ولكن .. لن يسقط من ذاكرتي ماحُفِر من صدى الأمس