أتعزل دائما في الموت .. !
ليس لأني اعشقه ..

لأنه ما سرعان أن يحصرني في زاوية عتيقة ..
ويمتص الحياة مني ..

لأنه يحيط ذاته بهالة الغموض والعظمة ..

لأنه يمتلك سجل لا يمكن التغلب عليه ..

لأنه يعلم كيف يغير رأي في آخر لحظة حول كل شيء ..

لأني أتحاشا جرأة النظر مباشرة إلى تفاصيله المثيرة ..

لأنه يعلم يقيناً بأني يوماَ ما ..
سأكون ضحيته القادمة ..

ليوم آخر ..

لو فرضنا النية في مطلقها حسنة ، صادرة عن أفعال عقلاء .. ستكون كل الأفعال فضيلة راقية..
لكن توجد مبررات دنيئة للأمر من المفترض انه فضيلة ( وهذا هو تعريف الرذيلة ) ..

تعرف ذلك !؟ كونه ..
يبدأ بـ ( سأفعل كل/أي شيء لأجل .. ) ..
............................... (((( مبرر )))) ..
لينتهي الأمر بهم بالإنحلال في وحل دبق ..

بخلاف
الأمر الجيد في غالبه هو الذي يبدأ بدون مبررات ..
وينتهي كونه بحد ذاته مبرر ..
( وهذا هو تعريف الفضيلة ) ..

#مجرد_رأي ..

لدينا شعب مفلس فكرياً ..
لدرجة أنه يتمسك بهراء فوري لعلاج البؤس البشري ..
؟!

اعني كل ما علينا فعله هو فقط أن نفكر قليلاً ..
دون الإنصياع لمقارنة كل قصص النجاح فائقة الوهم ..
لنبني عليها أمل نتعلق فيه دون أي ارادة حقيقة ..

يجب أن نعي ذلك حقاً .. ؟!

أحياناً تعري الكتابة أكثر مما تستر .. !؟
أحياناً تكون مجرد مسكن لعلة لا رجاء فيها .. !؟
أحياناً الكتابة مثل سارب بقيعة يحسبه الظمآن مخرجاً ..

لا أتحدث عن حرمان النفس من بعض ما يعود عليه بالنفع ..
اتحدث عن الإنضباط في تأدية مسؤولية وأمانة ..
في ايصال شعور ومعنى ..
في احترام حقوق والقيام بالواجب بعيداً عن الهوى والمبالغة ..
قد تكون اسخف الكلمات التي تكتب أو تنطق ..
هي مقتل لدى الغير ..

الملخص :
لا يوجد في الكتابة حقوق ملكية لأحد ..
انها مثل الممتلكات العامة ، يجب على الجميع المحافظة عليها لتبقى مستساغة للجيل القادم ..

ربما عندما تستلقي بعد منتصف اليليل فيما يسمى بالنوم ..
لا تسمع أذنك سوى صوت الهواء الذي لا حركة فيه ..
ولا ترى سوى الظلام المشع من روحك التائهة ..

كل الوقت ..
كل العقل والقلب ..
كل الحواس ..
كل شيء هجرني ..

لقد تذكرت تلك الكلمات ..
لقد كانت محقة ..
.. انت ملعون بالقدر الذي يجعل كل شيء تصله يداك يؤول إلى الإنعدامية ..

أنا محبط جدا لأن ما آمنت به في الأمس ، يطمس اليوم ، مازلت حائر أصدق أيهما .. متسائل ! ياترى أين الحقيقة ؟

يوسف حسان الأنصاري

مبروك يا تونس ..