منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الهدوء (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   يَومِيات.. قَلْب.. مَفْطور..! (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=42415)

جليله ماجد 08-25-2020 06:47 PM

النبضة الثالثة : شاي و قمر..!
 
.
.
.

إنها الرابعة عصراً.. أصنع كوباً من الشاي و بيدي قطعة من البسكويت... أقضمها و أستمر بالتبرير الذي لا ينتهي :
- أخبر من... أنتِ مجنونة؟ سيمنعوني من الخروج أنت تعرفين الوضع.. أمممم... لا لن أخبر أحد ... فقر دم و نقص حديد فقط يا فتاة.. أنا بخير حقاً.. أنا آكل الآن... أمممم... شاي و بسكويت.. لا أريد تفاحة.. لا شهية لي للموز أممم سآكل بروتين.. طيب طيب.. مع السلامة..
.
.
.
لم أكن يوماً ممن يساومون على مرضهم أو يستعرضون به.. بل إن من يراني يشك في مرضي كثيراً.. ليس من المعقول أن تكون هذه الضحوك مريضة.. المرضى بائسون..! أنا لدي تسليم بالمرض.. فهو جعلني أكثر ضعفاً و قوة في ذات الوقت.. لقد كان يقول ليس من المعقول أن تمرضي بهذه الكثافة.. هذا ليس طبيعي.. يا قلبي الجميل و متى كان حبك طبيعيا؟ دائما الطبيعي و الاعتيادي ممل.. و لم يكن عِشقي لك يضاهي أي شعور جربته يوماً...
.
.
.

نظرت إلى الشاي الذي برد و شربته دفعة واحدة كالدواء.. مُرّاً بارداً.. نظرتُ إلى بقايا الشاي.. و أنا أفكر.. هل لا زلت تشرب الشاي كما الماء.. و هل لا زال ثقيلاً كما تحبه .. وضعت الكوب و أنا أقرض البسكوت الجاف .. كنت أحب القهوة.. لكنني الآن أجنح للشاي أكثر.. فهو يجعلني أكثر دفئاً و سعادة لأنني أراكَ فيه.. أرتشف بعضاً من روحك التي تعشقه.. أفتح كتاب و أحاول أن أقرأ فيه.. أغلقه.. فلا فائدة من القراءة و أنا بهذا الاضطراب.. كتبتُ بعض الحروف و حذفتها لأنها بلا اتساق.. أنا أكتب كدمية بلا روح.. و بدأت أشعر أن من يقرأ لي يشعر بالملل من حزني و دموعي... الصمت أفضل بكل الأحوال...
.

بزغ القمر من نافذتي الكبيرة.. أبيضاً كبيراً جداً.. الآن أنت تنظر إلى القمر مثلي؟ أتذكر عندما أناديك يا قمري؟ لا زلت َ قمري.. و كل نجومي.. تصبح على أحلام سعيدة يا قلبي!

جليله ماجد 08-27-2020 02:11 PM

http://www.ab33ad.info/up/uploads/im...8e475d8329.jpg

جليله ماجد 08-27-2020 07:17 PM

http://www.ab33ad.info/up/uploads/im...e1724e7df0.jpg

جليله ماجد 08-27-2020 07:21 PM

النبضة الرابعة.. بيْن جناحيْك...!
 
.
.
.


صدحت فيروز من مكان ما.. شربت بعض الماء و لبست على عجل و بوجهي العاري الخالي خرجتُ على عجل..
بحذائي الرياضي و ملابسي الفضفاضة.. اتجهتُ إلى كارفور و أنا أسابق الريح لأنني لا أحب الزحمة و أنفاس البشر و روائحهم المختلفة.. وصلت للمحل و بدأت في وضع احتياجات المنزل و أقرأ العروض جيدا لأختار الأفضل و الأرخص.. نعم أنا من النوع الذي يقرأ المكونات قبل أن يشتري أي شيء.. و قد تضيع ساعات مني قبل أن أفطن لذلك.. رفعت رأسي و رأيتك أمامي بذات الملابس و الطول و بدأت ساقاي بالتهاوي فاستمسكتُ بيد العربة و أنا أتفرس بوجه ذاك الرجل.. الذي يشبهك.. تبا قلبي سيخرج من قفصه.. شعرت بضربات قلبي هنا في حلقي..
تنحنحت و أنا أبلع ريقي الجاف.. أكمل ما أريد على مضض..
.
.
.
أسرعتُ للمنزل و اتجهت رأساً للاستحمام..
وضعت رأسي تحت المياه الباردة و أنا أرتجف و تهزني عضات البرودة الشديدة.. علّ الماء البارد يهدأ جوفي الذي يغلي و تسح من عيوني دموعاً ساخنة جداً.. كأنها قد استعيرت من جحيم ما .. بقيت فترة تحت الماء البارد و بدأت أشعر بتخدر أطرافي.. ارتديت ملابس خفيفة و اتجهتُ تحت اللحاف و أنا أرتجف..
.
.
.
لماذا تخيلتُ وجودك؟ هل جننت؟ هل عليي الذهاب لدكتور نفسي؟ استغفر الله يا رب.. إن كنت مذنبة اغفر لي يا رب.. ما هذا.. أنا في المدرسة.. أجلس بهدوء أراقب الطالبات.. هذا امتحان نهاية السنة.. و هذا هو المسرح المدرسي.. و أنا كعادتي أجلس على خشبة المسرح مدلية رجلي القصيرتين و أتلاعب بهما و هما يصدران طقطقة محببة للخشب..
يُفتح الباب و تدخل مبتسماً.. و أنا أستغرب ما الذي جاء بك إلى هُنا؟ تصل لي و أنت تفتح جناحيك لي أنزل عن الخشبة و أدفن رأسي بينهما و أنت تربت علي.. لا بأس سيكون كل شيء على ما يرام..
هناك دفء يتسرب لروحي..
و اشتعال بادٍ لجسدي..
.
.
.
أوه.. إنه حلم.. مرة أخرى..!
يستمر قلبي بهزائمه المتلاحقة..
مرة.. بعد مرة.. بعد مرة..!


جليله ماجد 08-28-2020 05:03 PM

http://www.ab33ad.info/up/uploads/im...63ec407fea.jpg

جليله ماجد 08-29-2020 06:43 PM

http://www.ab33ad.info/up/uploads/im...95aa7a8af7.jpg

جليله ماجد 08-29-2020 06:45 PM

النبضة الخامسة... حمى الشوق...!
 
.
.
.
.

- إنها حمى..!
- ماذا؟
- الجهاز يقول هذا الكلام..
أنظر إلى جهاز قياس الحرارة و أنا أكح بحدة..
-38.5.. تباً.. سأغيب عن المدرسة و الطالبات عليهن اختبار سأخبر المسؤولة.. لحظة..!
.
.
.
جلبت لي مدبرة المنزل ثلجا و قطعة قماش و عصير برتقال.. شكرتها و نظرت للساعة إنها السادسة.. العيادة ستفتح بعد ساعتين.. لا بأس سأنام قليلاً..
أحلام الحمى غريبة جدا.. كرتونية و غير واقعية و مضحكة.. استيقظت في الساعة العاشرة و أنا أرتجف من الحمى.. غسلت وجهي و بدلت ملابسي و اتجهت للعيادة..
.
.
.
انتظرت دوري.. و بالرقم عرفت أنني يجب أن أدخل على الطبيبة.. طرقت الباب و سلمت على الطبيبة بابتسامة مهتزّة .. تهاويت على الكرسي ارتجافا..
هذا غريب.. الطبيبة صامتة و تنظر إلي.. تحك عيونها.. تفتح ملفي الطبي.. تقرأ اسمي كاملاً.. تشهق :
- هذه أنتِ يا أبلة؟
رفعتُ رأسي المتخدر و أنا أعدل النظارة و أضيّق عيوني بحركة لا يعرفها سواء ضِعاف النظر..
- لا تتذكريني أبلة.. إنه المكياج كما تعرفين..
بدأت السخونة تنتقل إلى خدودي حرجاً هل هي من المدرسة الأولى أم الثانية أم الثالثة .. نظرت لها بعيون دامعة و أنا أفكر..
- مريم؟
- نعم أبلة! حبيبتي أبلة.. سلامتك!
- مريم محمد علي الصف السابع2.. صح؟
نهضت من مكانها و احتضتني هامسة :
- أنت أفضل معلمة مرت عليي في حياتي لا أحد يشبهك..
- و أنا أحبكِ يا مريم.
من حسنات عملي أنني أجد طالباتي في كل مكان و هن فعلاً يقدمن لي كل حب و حنان غير مشروط أبداً..
أرى فيهن اعترافاً جميلاً بمدى تأثيري الإيجابي بهن أنا معلمة اللغة العربية التي لن يدفنها النسيان.. هذا يكفيني و يفرحني جداً..
- بم تحسين أبلة؟
- حمى و سخونة.
- افتحي فمك أبلة قولي آه.. متى أحسست بالحمى؟ هل لديكم أحد به زكام في المنزل؟
فتحت مريم ملفي و قلبته بحركة سريعة و هي تنظر إليّ
- كتبت لك مضاداً و مسكناً للألم و دواء للسعال.. أممم..
هل تحتاجين (Singulair)؟
- لا.. لا أحبه.. يخدرني طوال اليوم.
- لكن أبلة لا يخفف عليكِ الربو قليلاً؟
- لا أريده يا مريم يحولني لزومبي .. أريد بخاخ (Ventoline) إذا ممكن؟
- من عيوني.. و كم يوم تريدين للإجازة؟
- القانوني.. لا أريدكِ أن تقعي في ورطة يا دكتورة.
- لأجلكِ نخرق القانون.
-ضحكت من قلبي و أنا أقول : لا يا حبيبتي ربي يسعد قلبك.
- لا زلت صاحبة المبادئ التي لا تتزحزح.. القيم التي درستيها لنا لم ننسها يوماً.. شكرا على كل شيء أبلة!
- هذا أقل من واجبي.. و بداخلي أهمس : أنتن زرعي الذي لا يبور.. أبداً..
.
.
.
أمسكت كيس الأدوية و أنا أتجه للسيارة.. و أرتجف من الحمى التي تجعلني أعرق و أجف.. ثم أنتفض.. فتحت السيارة ووضعت رأسي على المقود و أنا أفكر.. يا الله.. لقد كبرتُ فعلاً.. تمر الأوقات بسرعة و يمر الوقت بشكل أسرع.. و نحن في الساقية ندور حول ذاك الفلك اللا نهائي .. هذه الدكتورة الجميلة.. كانت طالبة بحجاب أسود و شارب صغير فوق شفتيها البكر.. سبحان الله!
.
.
.
أحاول أن أقنع نفسي.. أن الحمى هذه من الحمام البارد الذي قمت به البارحة.. ليس من شوقي و ولهي عليك!
نعم.. أشتاق لك فأشتعل بحمى غريبة.. في كل مرة..
حتى اليوم يا قلبي..! هاذي النار تسكنني.. و لا يطفئها سوى دفق صوتك..! ألن يصنعوا من صوتك مضاد للحزن في روحي؟ و ماذا عن ضحكتك لن يصنعوا منها مانعاً للاكتئاب؟ يا كل دائي و رشفة دوائي .. يا قلبي الجميل؟





جليله ماجد 08-30-2020 08:01 PM

http://www.ab33ad.info/up/uploads/im...73f6c0d058.jpg


الساعة الآن 04:20 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.