![]() |
تفاصيل على كاهلِها حملُ أيامٍ وسنين،
عبَرت على ملامح أشخاصها وتجاوزتهم إلى ملامحنا السرد ولملمةُ اللحظات في جبّ حياةٍ مرئية جاء في غاية الدقّة قُبيل التتمّة أتيت، وإنني أول المنتظرين~ |
رشا عرابي
اشكرك سيدتي وارجو ان احظى بحرفك بعد التتمه كوني بخير |
اتسائل احيانا . ماذا جرى لأمي , فقد كانت حنون وطيبه وحياتها اولادها , ماهذا الإنفصام الذي طال عقلها ؟ لكن من يدقق في امرها يجد ان هذا الإنحراف في سلوكها وعقلها , هو ضعفها ان تحتمل كل ماجرى لها منذ لحظة دخولها السجن الى تلك الليلة التي غادرتنا فيها وجسدها المتناسق يشكو الضرب والكدمات , لكن سٌـنّة الله أن لا يستمر وضع كما هو , بل التغيير والتبديل في الفكر والمسلك مآلــه , لذا لم نفاجأ ذاك المساء عند دخولها علينا قادمة من قريتنا بعد اتصالات مع اخي وترحيبه بقدومها , جائت امي واختي الصغيرة تسير الهوينــا وتقع ثم تعاود المحاولة , بكت امي ذلك المساء وأبكتنا , لعله بكاء الفرح او الملامة والعتاب . لازمتنا ثلاثة اشهر لم تفارقنا فيها لحظة وايضا لم تجيب عن أي سؤال عمّـا مضى وهي بعيدة , ارادت ان ننسى الماضى ونستشرف المستقبل بأمل وتفاؤل . أبــي ؟ اين ابي طوال هذه السنين ؟ في يوم صابح مشرق بالسعادة ونحن مجتمعون حول صحاف الإفطار , طلبت أمي من اخي ان يسأل عن أبي ويعرف ماجرى له , فقد انقطعت اخباره عنا , حتى جدي رفض حتى ذكر اسمـه , وافق اخي على مضض , وسافر حيث عمارتنا التي هجرناها , وعــاد في نفس اليوم ليبلغنا خبرا كنا نتوقعه لكن عاطفتنا كانت ترفضه , قال اخي ان أبي توفي بالمشفى بعد إعتلال صحته بسبب الإدمان والإهمــال , فاجأنا الخبر والجمنا لدقائق , سألت امي عن بعض التفاصيل , كيف لم نعلم ولم يخبرنا احد ولماذا قصّـر اهلي في السؤال عنه , قال أخي : لا فائدة ياأمي من إجترار الحزن وتيه الحيرة , ماذا علينا ان نفعل الآن بعد ان عرفنا ؟ قالت امي لا تطلب منا العودة للعيش في تلك البناية , بل علينا ان نقوم بإستخراج حصر الورثة لنتمكن من بيعها , وهذا ماحصل وتـم بيع العمارة بمبلغ محترم , وبناء على مشورة امي , اشترى لنا اخي بيتا جميلا في مدينته التي احببناها , ولماذا لا نحبها وقد عرفنا الأستقرار والأمان والعيش الكريم فيها . تخرجت من الثانوية بعد لأيِ وتعب وانقطاع وتواصل , واكتفيت بما نهلت من العلم , واقتنعت بما كتبه الله لي , واستطاعت أمي بما حباها الله من وجه مشرق وابتسامة آســره , ولأنها امرأة إجتماعيه طيبة المعشر , استطاعت ان تجمع حولها بعض نساء الجيران وايضا معلمتين ممن احببنني ورغبن معرفة امي بعد زيارتها للمدرسة عدة مرّات كي تطمئن على مسار دراستنا , فكان التزاور والرحلات , لقد تغيرت حياتنا عما مضى كثيرا , احببن الناس والخروج والتعامل مع الجميع , حتى حدث مما ليس منه بٌـدّ , جاءت احدى المعلمات اللائي يزاورننا , وخطبتني من أمي لإبنها , قالت انه على وشك التخرج من الكليه الحربية وهو شاب مستقيم ليس في حياته سوى أهله وكليّته , شاورت امي اخي ثم طرحوا الأمر علي , وقالت امي ان امه تمدحه , لكن عليك بالسؤال عنه في مقر عمله , وبعد السؤال والأخذ والرد , وبعد موافقتي عن قناعة وبعد صلاة استخارة , هبط على قلبي فرح وسعاده , تزوجت وكان حفلا بسيطا جمع العائلتين وبعض الإعزاء , تم ذلك بناء على طلب والد العريس , ولقي هذا الطلب هوى في نفس أمي , ربما كانت تكره الصخب ؟ او خوفها ان الزواج المفتوح للعامة والخاصة ربما يأتي بمن لا ترغبه او يعرف بعضا من ماضينا او ماضيها ... اقول ربمــا كي لا أظلمها . بعد سنه انجبت طفلة جميلة , أصبحت تسلية العائلتين , كل من رآها خطفها واشبعها قبلات , حتى اصبحت تتململ من كل من يحملها لعله بعض دلع حرمت منه أمها في طفولتها وصباها , وليته حرمان من دلع بل كانت قسوة وضياع وخوف وارتعاب ودمع يسيل . استقر بأمي واخوتي الحال في البيت الجديد وعرف الجميع طعم النوم وكنت ازاورهم مرة في الأسبوع , انا وزوجي الحنون الذي عوضني بعض قسوة الأيام , ولأن امي اعتادت الحركه والتجوال , فقد صعب عليها الأستقرار ورتابة الأيام , فطلبت من أخي ان يدبّـر لها وظيفه كي تشغل نفسها وتساعد في مصروف البيت , ورغم معارضة اخي في البداية إلا انه وافقها بعد إصرارها , واستطاعت معلمة مادة التاريخ والدة زوجي ان تلحقها للعمل بالمدرسة إداريّـه , خاصة بعد ان علمت انها تجاوزت الابتدائيه في دراستها واستقر تعليمها عند الثاني متوسط وفوق ذلك خطها جميل وحين تبتسم ترغم محدثها على محبتها وسماع رأيها . أمـا انا فقد اتاحت لي حياتي مع زوجي ان امارس هوايتي التي احببتها منذ الصغر وهي التصميم ورسم الأزياء , واستطعت بفضل الله ثم تشجيع زوجي ان انفذ بعض التصاميم الجيده لبعض دور الأزياء , وذقت طعم المال حين يأتي مقابل جهد شخصي , إنه اثمن واغلا من أي مال يأتي بلا تعب . هذه هي حياتي والى هنـا وصلت واستقرت , والحمدلله اولا وآخرا لا شك ان بعد العسر يسر وان لكل ضيق فرجا , المهم ان نصبر ولا نجزع وان نعلم يقينا ان لله حكمة تقصر عنها عقول البشر . (( ســلمى )) انتهت الرياض في شوال 1441هـ ـــ يونيو / حزيران 2020م |
قصة إجتماعية تضمنت قضايا هامة ومنها ابراز الظلم الواقع على المرأة وما يتعرض ويتأثر به الابناء من المشاكل الاسرية والضياع الذي يعيشونه وظلم المجتمع لهم بسبب سمعة الاهل وأفعالهم ،فأن تعيش في مُحيط يدرك امورك الشخصية هذا الامر فيه من الصعوبة الكثير ، مثلما تعرضت له سلمى في المدرسة، التشويق في القصة كان له دور أساسي وهام لأن القارئ يحتاج إلى عنصر يحفزه لمتابعة القراءة لكي لا يشعر بالملل ، نهاية جميلة وموفقة مع أن الواقع للاسف مُغايير المجتمع ينظر نظرة مغايرة من ناحية الإرتباط او العلاقات الودية و الاجتماعية، حييت كاتبنا الفاضل سلمت الايادي أتمنى لكم المزيد المزيد من التألق ، |
عزيزيتي نادره تحيه لهذا الهطول المبارك معك حق فإن المجتمعات خاصة الموغله في القبليه . لاتنظر الى المرأه الا اداة مكمله ! وسيبقى الحال كما هو عليه الى ان تتغير العقليات الذكوريه . ولن تتغير تلك العقليات إلا بنهوض المرأة وأخذها حقوقها بالعلم والقياده . نعم النهايه سعيده ... احببت ان تكون هكذا لأنفض ماورد في سطور سابقه من دمع وظلم وأسى . كفانا دموع ... طبيعة حياتي الجنوح للفرح والسعادة دوما ... فنكد الحياة مهيمن على كل مافينا وحولنا ... الا نفرح قليلا ؟ باقات الجوري تستقبل قدومك اينما دلفتي |
اشكرك كل من وافاني هنا وهناك
مع كل سطر نقشته خاطرة كانت أو قصة اومايشبه الشعر أو أي قطعة من ديوان الأدب. أكرر الشكر واعيد التمني بمزيد من اوسمة ردودكم كي تتواصل قطراتي المتواضعه. كونوا جميعا بخير ... بل .... كل عام وانتم بخير |
الساعة الآن 06:25 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.