![]() |
زوايا مغلقة
...
أنا يا صديقتي أكتب بأصابعي العشرة...وأحيانا بإثنين فقط قد يكون مللا ...قد يكون إحباطا ولكني أكتب على لوحة مفاتيح قلبي... فأنا لا أملك أوراقا لكتاباتي ...لأني لا أحب أن أقيد هذا الضوء الأبيض الذي يجمعنا قراءة أن أحصره في زاوية مغلقة... في حين أن حياتنا كلها زوايا مسدودة لا يحق لنا أن نرفع من درجاتها أو ننقص منها... وكم أضعت بعض هذا الضوء بضغطة على زر إلغاء أو انقطاع كهرباء مفاجىء بأمر من أعلى القمم ... وكم حددوا من حريات شخصياتنا لدرجة أنهم يلهون أنفسهم بقضايا النقاب والأدب النسائي وكرة القدم والرقص ...ونسوا أن يهتموا بشعب يأكل الفقر عضامه وينخر سوس الأرض جماجمهم... أنا يا صديقتي كنت على وشك الخروج من زواياكم ...فحدث إنفراجا و دورة كاملة لها فوجدتني تمسكون بيدي خوفا من أن يلصقني ذلك السياج الكهربائي به فأحترق أنا وأوراقي... ... |
...
أنا يا صديقتي لست كاتبة ولن أكون كذلك ...ولست شاعرة ولن أكون كذلك ولست إعلامية ولن أكون كذلك... لا الألقاب تضيف لأقلامنا شيئا ولا تحمينا في وقتنا هذا...لأنني أعلم أن معظم الذين لقبوهم إغتالتهم ألقابهم... ولست خائفة لأنني لست كذلك ... ولست كذلك...يا صديقتي لست كذلك ... |
كوريدا الفكر
...
ولم تجيبينني يا صديقتي وإلى هذه اللحظة عن رأيك في موضوعي عن " كوريدا الفكر"... هل كان معركة لا يحق لي خوضها ...أو أن خوفك ممن مزق أوراقها في وجهي... لم نتفق حينها وتوصلت إلى أن الصمت مفتاح كل قضية في بلاد العجائب... وأتذكر أنه على طاولة حوارنا يا صديقتي كتبت لك: لو كانت لي نسخة أخرى لتعمّقت في التكلم عن مصارعة الثيران وكيف ضغطوا رمل الحلبة وكيف ثبّتوا الباريرا جيدا...وكيف حضر أمهر المصارعين الشعبيين منهم وذوي الخبرة ... وأخطأت يا صديقتي أخطأت... في ذلك الوقت العصيب ما كان علي أن أكتب موضوعا بحجم عقولهم الصغيرة ونظرتهم الضيقة كان جديرا بي أن أكتب عن " نوفيلادا الفكر"... ... |
...
وسألتموني من أنا ومن أكون...فلم أجد الإجابة ... فما أصعب السؤال وما أسهل الأجابة... أنا يا صديقتي لم أطرح ما طرحتموه علي نفسي... فاكتفيت أن قلت لكم أنا : أنا ...وهل في ذلك شكّ ... أنا يا صديقتي أكتب عن " أنا" لأنها تحيرني...وتقلقني منذ أن أعطيتها إسم غير إسمها وملامح غير ملامحها ...وأسلوبا غير أسلوبها...ولغة غير لغتها... أنا يا "أنا" مجموع أفكار جنينية لا يحق لها أن تكبر في بطن الكذب كما يحق لها أن تخرس كل الألسنة التي قالت كلمة باطلة في حقها... فهلاّ إستمعت لأغنيتي التي أجيب بها كل من يقول لي من أنت؟ ... ... |
...
تقول: " أنا فاشلة بالصداقة... أنا أعيش" أقول: بكل بساطة لا يحبون صدقك ... |
سجون العادات والتقاليد
...
وكنت تغضبين مني يا صديقتي حين كنت أقطع أحاديثكم عن عاداتنا وتقاليدنا... أنا يا صديقتي أؤمن بالبعض والبعض الآخر تعلمين ما الكلمة التي أطلقتها عليها... كنت تضحكين وتسكتينني ...تخافين لو يسمعوني فتقوم قيامتهم... ولكني كنت أقولها في وجوههم بطريقتي الذكية...فيبتسمون... فكنت أقول لك أن " المرأة -الحيّالة- تقع على رأسها ...والمرأة -الذكية-تُبقي رأسها حيا" ألم تعلمي بعد يا صديقتي أننا في زمن " ياما في السجن مزاليم" ألم تفهمي بعد أن " المساكين ...مساجين "... ... |
سلطان الطرب
...
هي القلوب يا صديقتي من أسميها سلطانة الطرب...فهلاّ سمعت إلى دقات قلبك وهي تعزف شجونك ... فهلأ نظرت إليه وهو يردد كلماتك... فلا تستغربي مني يا صديقتي حين أضحك على حب هذا الزمن ونظرة المحبين إليه... يا صديقتي ... هم شوّهوا ملامح الحب العفيف وألبسوه الأقنعة... فلا تعاتيبني حين أقول لك لم يتبق في الدنيا حبا كي يخلّد ...وأن الذين أحبوا لم يرحمهم التاريخ فهذا مجنون ليلى وذاك جميل بثينة والمقتول غزلا قيسا والعاشق الشاعر نزارا فلا تسأليني عن هذا الأخير...أرجوك ...أرجوك ... |
...
وأنت يا صديقتي الأعلم بي أني لا أؤمن بالصداقة وإلى اليوم لا أصدق صداقات اليوم "إن القلب الذي طلبتموه خارج عن نطاق الصداقة" ... |
الساعة الآن 05:02 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.