![]() |
ظلي: سأرتقب الكسوف لأتنعم بالفيء .. واحترق .. ولا ورق يخمد نيراني سوى حرفٌ يغتسل من جسدكَ يزاول الطهر على تجلياتي .. . . . مَضيتُ يا ظلِّي تاركاً خلفي ألفَ قناعٍ و قناع كُلَّ قِنَاْعٍ يحكي خُزَعبلات الوقت وَ أساطير الضياع فمتى كانت أفراحي تتجشأُ شبعاً ..! و متَى كانت أحزاني جيَاع ..! هَا أنا منذُ ألفُ عام أرسم على سطح السّراب أحلام وَ يُبعثرها الغروب وأبقى وحدي على أرصفة الوحدة نازف الأقدام..! . . يَا ظلِّي قُل لهُم كم هُوَ الشفق موجُوع يتقيأُ الوجع وَ لا يعرِفُ أبجديّة الخُنوع .. قُل لهُم إن الْاسود تمُوت وهي تنظُر للسّماء و أنّ الياسمين لَا يذبلُ مادامَ يُطوق ساعد اليُنبُوع .. |
أوّاهُ يا ظلِّي أصبحتُ قنوعاً لَا أتمنّى سوى أن أعود كما كُنت أتنفّس السماء بهُدوء.. |
مؤلمة هي الخسارة بأقدام شجتها المسافات والرجوع حيث البدايات يشبه الموت بلا كفنٍ يضم عظاماً عاريات ..! |
أحاول التهدج على أرضٍ مِنْ بلور زجاجي ليسمع طرقات حذائي العالم بأجمع .. حتى الموتى , المكفوفين .. الجميع , الجميع.. حروفٌ سأكتبها على صحيفة هواء تمحيها جزيئات الريح الخازم .. وحروفٌ شوهاء سأنحتها على صخرٍ لا يتفتت..! سأكتب لهم: السماء تقرئكم السلام بمطرٍ يسبل قامته لتطؤها بعجائن من وجع.. الأرض تقرئكم السلام لاقحوانٍ تقطفونه على وثيرٍ لا يضطجع ... وأنا أقرئكم السلام بلا صوتٍ .. بلا قرع .. فقط بحرف من وجع..! |
أنا بداخل عرجون عنب أتفرج على دودة القز تنسج حرائر لقلبي الذي لا يعرف الخسيس من الأسمال ..! أسبلني مع كل قطرة ندى وحبة سدى تملأ رؤوس الأعناب .. سأتدحرج مع كرات الثلج في الشتاء فبياضها يغطي الطَّفْطَافَ .. وسأترك لهم بعضاً مني الذي أنا في غنى عنه ..! |
لازلت أسكبني في آنيةٍ من فضه .. أفتش عن بريق عينيك.. أبحث في عيون العابرين عن بعضِ نبضٍ يدلني إليك.. أشذِّبُ لحيَّة الرصيف المعتمة لعلني أستجديك .. ولكن بلا جدوى..! .::. حافيةٌ أقدام الطرقات يا سيدتي.. و مؤصدة أبواب المساءات قبليِّها لتثني خجلاً أمام ناظريّك.. فأنا لازلت أتخبط في غَلَسٍ من حزنٍ يشُّفُ كبدي .. لازلت أكابد الوجع وأتقيأ تأوهاتي .. لازلت أحاول الخروج من رزايا متاهاتي.. لأجدك..! .::. لست وحدي من يبحث عنك.. بل تلك العنان دنت لتمرغيها ببياضك .. حتى الودق يا سيدتي يفتقد خضرة رياضك.. وأنا أفتقد كلك يا كُل النبض.. |
يا مرآتي السوداء : اعكسي لي الأقنعة المختبئة خلف بياض الغيوم وضباب البَرْد تلك الوجوه , المدن , الفصول و كل من يخادعني بعبث وَ اغسليها برذاذ الصمت حتى يفصح لي الصبح عن خبث النوايا و علمي المرايا أن لا تعشقْ الزوايا.. قولي لها : إني رجلٌ نصفي أبيض و نصفي أسود من عباءة الحزن لا من الخطايا .. |
قالت لي: أخشى القرب و مع ذلك أدمنته معك دون أي تردد يذكره عقلي قل لي كيف السبيل للوصول إليك و قد بدأ موسم الصقيع يقرع بابك؟! هل حقاً بات علي أن أكون قطعة متجمدة في كيانك يلفها الجليد ..! قلت لها: أدرك تمام الإدراك بأن هناك نبضات اقتسمت صدري كـ شظايا الحروب رغم كم الألم و الجوع الذي شعرت به وقتها إلا أنها قد زادتني رغبة في التشبث بكِ, بـ اتخاذك الوطن الذي أبحث عنه, الأرض التي تحملني الجبال, الروابي, الحقول كل تفاصيل الأوطان و شيء لم يخلق إلا في عينيكِ..! وللحديث بقية.. |
الساعة الآن 01:21 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.