منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الهدوء (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   أنثى بدائية الحرف ! (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=7799)

د. منال عبدالرحمن 11-02-2007 10:21 PM

أشعر بالسعادة تغمرك كلما فكرت بأني تلميذتك الصغيرة التي تلتهم حروفك وتودعها تعاريخ دماغها الفارغ إلا منك !

أشعر بغبطة رجولتك كلما خطر بذهنك أني أنثاك الأزلية التي وُجدت على أرضك النائية لتنبت فيها وتثمر !

و أرى ابتسامتك الطالعة كلما تيقنّت أنك وطن أفكاري ومنفى أحلامي الاختياري وغربة روحي الاجبارية !

ولكني ..

أرى الدهشة تتسلقك .. عندما تقرأ لغتي فتراني مرّة ديدموند ..

ومرّة كوزيت ..

ومرّة غادة ...

ومرّات ايفيتا !!

د. منال عبدالرحمن 11-02-2007 10:32 PM

أزرقٌ أنتَ أيا أيها الطفل العابث الشقي ..

كلما أمسكتَ قلبي بيدكَ رميته بعيداً ودحرجته أمام غيرتك

وفكّكته .. وريدا .. وريدا

لترى ما إذا كنت قد خبأت بعضاً من دمي عنك !

وكلما أتيتُ لكَ بدموعي الملونة بين كفيّ

التقطتَها بفرح .. و زينتَ بها شريط ذاكرتكَ الأبيض

ولففته حول رئتيّ .. كـ دخان !

د. منال عبدالرحمن 11-02-2007 10:45 PM

يعتريني جنون الحرف ..

أفك جميع أغلالك التي طوقتني بها .. ذاتَ امتلاك

وأمارس الكتابة كـ فعل دفاع عن النفس

رئتي زرقاء مختنقة بتفاصيل الشكِّ والأرق

مصابة أنا بـ " ربو " الكلمات التي تصيبني كلَّ مرة في مقتل

فاللغة : رئة احتياطية ألجأ إليها كلما هاجم ثاني أوكسيد الغيرة رئتاي

هي وطن .. يجمع هذياني المحموم وأرقي المتهالك ...

وحين تنتهي اللغة من كتابتي وأنتهي من تنفسها ..

أرتمي منهكة الحرف .. على سرير الذاكرة الاولى ..

وأستسلم لاغفاءة الهدوء الصامت معك !

د. منال عبدالرحمن 11-05-2007 12:54 AM

سمَّيتني ذات حلم " طفلة المطر "

من يومها بدأت قطرات المطر تقف في طابور العطر المسكوب من كلماتي المعتّقة بـ حُبّك ...

وبدأ الصّبار العالق بصحراءِ أزمنتي يهطلُ الورد على سحاباتِ الحرف..

واعتنقت الشّمس ميادئَ الغيابِ المُغرِقِ في الفوضويّة العابرة للإشراق ...

طفولةُ مَطَر أَم مَطر طفولةٍ ذاك الذي تهديني إيّاه كلّ غيمٍ وترسمني به انقلاباً على جفافِ العمر وتغنّيني على إيقاع نشوة حبات الأرض به أنشودةً للرّبيع..

كم سيمفونيّةً للفرح تعزفُها شفتاكَ عندما يصافحُ صوتكَ أسماءاً تعكسُ قلبكَ على صفحاتِ وجهي الذي يمارسُ استفزازَ حواسّكَ بـ شغبِ ثورة !

طفلةُ المطرِِ أنا يا سيدي والمطرُ أنت !!

د. منال عبدالرحمن 11-06-2007 03:45 PM

سكينتك المثلمة يا سيدي أرهقت روحي الواقفة على أبواب الفرح المؤجل ..

تروح وتجيء بها على جيدي فتقطع شريان المودة .. وحبال صوت الذاكرة وحنجرة الانتظار ..

ويبقى نخاع الألم ليذكرني كل وخزة بـ طفولتي الراحلة .. و قسوتك !

لماذا تصر على تعليمي مبادئ القسوة و نظريات الثقة الزائلة بوجود الأمل ؟

و ماذا ستجني من شجرة زرعتها في أرض الغياب وسقيتها من ماء غضبك ؟

يأكلني الخريف .. يبتلعني في أعماق اصفراره كـ ورقة بالية سقطت خضراء واُستشهدت شاحبة !

وأعاني أنا قصاص الحياة بلا أمل .. بعد أن أودعتك آخر أنفاسه !!

..

د. منال عبدالرحمن 11-06-2007 03:46 PM

لا تحزن علي .. ولا تبالي بنجمة ما احتضنتها السماء فسقطت محترقة !

قد يلفظ البحر يوما ما .. حورية لا تشبهني

أو ربما سمكة في فمها خاتم فضي للفرح ..

أو صندوقا لا يحوي رفاتي يهديك شمعةً بيضاء ..

وقد تسافر يوما في رحلة إلى القمر ..

فتراني هناك أتهالك في ذاكرتك المحيطة بي ..

في رغبتك المشتعلة بأطرافي ..

في حزنك العالق بتفاصيلي ..

في غضبك الملتصق برائحة جسدي ..

قد تراني هناك بحيرة تعكس قسوتك ..

عندها ..

ربما تقرر أن تهجر جهنم القسوة العابرة أفق الظّن !

د. منال عبدالرحمن 11-06-2007 04:19 PM

حدثتك ذات صحو .. عن أنثى التاريخ ..

وقتها رفعت حاجبيك عالياً ضارباً كل سهام الدهشة نحو داخلي الملتف بصمتك !

وتلعثمت قطرات مسكوبة من جبينك على شفاهك ..

واستقرت ذاكرتك في وطنٍ .. سمّيته أنا ..

أنثى التاريخ أنا .. كتبني الزمن على سماءه غيمة بيضاء تتقن المطر ..

وتنجب اللون الأخضر ..

فهل جرّبت يوما أن تقرأ التاريخ ؟

وأن تكتشف في تشعباته فشل كلّ من حاول العبث به ذات ظن !

وحده التاريخ .. يعلّمنا الغياب .. حين لا يكون هناك مكان أكثر للحضور !

د. منال عبدالرحمن 11-10-2007 01:03 PM

دموعك الخضراء النابتة على بقايا أرضي المزروعة في وجهك ..

لم تعد تحمل ارتعاشات صوتي وتنهدات أرقك !

لم تعد تتقن العزف على شرايين قلبي التي تصل رئتي لأتنفس ..

غضبك النازل على روحي كـ صاعقة لم يحرق فيني إلاي !

أترى كم التصقت انتباجات أوردتي بجرحي النازف ؟

أترى كيف تعلمت المشي على جمر قسوتك وابتلاع زجاجات لا مبالاتك ؟

والآن قد أتعلم أن ألون وجهي باللغة .. وأصبغ عيناي بالأزرق .. فلا تراني إلا مبتسمة الحزن !!

وقد تراني أمشي على حبل نسيانك بعجلة واحدة للذاكرة .. والنتيجة حتمية ..أقع فأموت أو أكمل فـ تموت !

وربما شاهدتني أروّض خيول لهفتي الجامحة نحوك وأطعم كلماتك الضارية الواقفة خلف أسوار الكبرياء الأسود أجزاءا مني علّها تقنعك بأني لست أنا !

أدرك بأنك لست تقرأني .. أو ربما فقدت نظارات لهفتك وأنت تعبر جسور الذاكرة لتتحول إلى قاضٍ بالموت !

ولكني أكتبني هنا وأنا واثقة بأنك ستمر يوما من هنا وستتلو فرحك فوق قبري وقد تترك وردةً كانت تشبهني أو قد تمشي ويدك تعانق فرحا آخر !


الساعة الآن 03:15 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.